كتَّاب إيلاف

سيارة وقودها البرسيم

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
لا نزمع تحت هذا العنوان اقتراح حل عبقري لأزمة ارتفاع أسعار البترول، فنستبدل به مثلاً البرسيم، جرياً على نهج استخراج الإيثانول من الحبوب، فذلك توجه علمي، يحول المادة الخام البدائية وهي الزيوت النباتية، إلى مادة صالحة لتكون وقوداً لمحركات العصر الراهن، لكننا نتحدث في تلك السطور عمن يصرون -سواء بدافع من العجز العقلي والعلمي، أو بدافع من الأصالة والتمسك بالتراث والخصوصية والهوية الكريمة النادرة- على التمسك بالبرسيم والأعلاف، لتكون وقوداً لمحركات عصرنا الراهن، كما كانت غذاء للدواب، أي وقوداً لآلات نقل الأجداد في عصورهم السعيدة الماضية.
نقصد بالوقود والسيارات الإشارة إلى دور الفكر والثقافة، الذي يناظر الوقود، وفعاليات المجتمع وأنشطته المختلفة، التي تناظر السيارات والمحركات والآلات، فالتناظر تام بين وسائل نقل وحركة قديمة قوامها الدواب ووقودها الأعلاف، وبين الأفكار القديمة لتلك العصور، والتي حكمت ووجهت أنشطتها، ونفس هذا يقال عن الفكر الجديد، الذي تحتاجه حضارتنا وأنشطتنا المعاصرة، كما تحتاج وسائل نقلنا ومحركاتنا الحديثة إلى وقود يتناسب معها، بداية من بنزين السيارات، وحتى وقود الطائرات والصواريخ.
إذا كنا معنيين أساساً بمنطقة الشرق الكبير، وفي القلب منها مصر المحروسة أم الدنيا، فسنجد أن نزار قباني قد شخص الحالة بما قل ودل من كلمات حين قال:
خلاصة القضية توجز في عبارة
قد لبسنا قشرة الحضارة
والروح جاهلية
هذه الحالة التي شخصها نزار قباني ساخراً وناقماً، نظر لها الراحل د. زكي نجيب محمود نظرة إيجابية، بل بشر بها ودعا إليها، في سياق دعوته التي سماها المزج بين الأصالة والمعاصر، وكان هذا المزج يتحقق في نظره عن طريق استيراد قوالب أو الهياكل المادية للحضارة المعاصرة من الغرب، لنملأها أو نسيرها بأفكارنا العتيقة، والتي ينسب إليها الأصالة، بالطبع لم ينتبه الرجل إلى أن ما يدعو إليه يؤدي إلى هذه الحالة الكاريكاتورية الممسوخة، لكن هذا بالفعل هو ما انزلق إليه سياق فكره في المرحلة الأخيرة من عمره، تأثراً أو خضوعاً لما واكب تلك المرحلة من تصاعد لمد التيارات الفكرية الأصولية والسلفية، فكان أن تحول من داعية استنارة وتحديث، إلى منظر ومبرر لتيارات التخلف والأصولية، ليزين لها نهجها المعادي لروح العصر وفكره، في ذات الوقت الذي تضطر فيه إلى استخدام منتجات الحضارة المعاصرة، فكان أن أتى لها -عن وعي أولا وعي- بالحل والتبرير السعيد والرائع، وهو توظيف منتجات العصر وإدارة الشئون المعاصرة، بفكر وثقافة عصور بادت، لكنها عزيزة علينا، ولا نرغب أو نقوى على مغادرتها.
هكذا خذل د. زكي نجيب محمود دعاة الاستنارة والتحديث، وكانوا قد اعتبروه رائدهم، كما سبق وأن خذل رجل القانون عبد الرازق السنهوري دعاة الشرعية وسيادة القانون، بأن اختار أن يجعل من نفسه مبرراً لضباط حركة يوليو 1952، حين أفتى لهم بجواز تجاوز الشرعية القانونية، استناداً إلى ما تفتق عنه ذهنه من مفهوم جديد اخترعه، وهو الشرعية الثورية، والذي بمقتضاه يحق للثوار في فترة الثورة الاستناد إلى شرعية ثورتهم، والضرب بالقانون -الذي أفنى السنهوري عمره في خدمته - عرض الحائط، فكان ما كان في مصر، وكانت النهاية المأساوية لحياة السنهوري على أيدي أحرار يوليو، مستندين إلى شرعيتهم الثورية، تلك التي زينها لهم الفقيد الذي اغتالوه بدم بارد!!
الحل المتمثل في التعامل مع منتجات العصر، بفكر وثقافة عصور مضت، هو ببساطة حل فاشل، فاستيراد التكنولوجيا بدون القيم والثقافة التي أنجبتها هو بمثابة زواج من جثة، وممارسة أنشطة وإدارة مؤسسات وعلاقات حديثة، بفكر وثقافة عصور مضت، بمثابة ملء خزان وقود سيارة بالبرسيم!!
فعندما ينبري أذيال وأشاوس نظام حكم فاسد ومستبد، لمواجهة انتقادات بتقارير منظمات دولية أو دول كبرى، لممارسات انتهاكات حقوق الإنسان، التي يرتكبها ذلك النظام في حق شعبه، مستخدمين في دفاعهم المبتذل شعارات ومفاهيم تنتمي لعصر مضى، مثل سيادة الدولة، وعدم التدخل في الشئون الداخلية للدول وانتهاك سيادتها، غير مدركين أو متجاهلين، أن السيادة في عصرنا الحالي قد انتقلت من الدولة إلى الإنسان المواطن الفرد، الذي صار المحافظة على حقوقه وسيادته شأناً عالمياً، ولم يعد المواطن بعد فريسة، تفعل بها النظم الحاكمة ما تشاء، متسترة بشعارات السيادة والاستقلال، في نفس الوقت الذي تملأ فيه أشداقها بدعاوى الأمة الواحدة ذات الرسالة الخالدة، فيما الرسالة الخالدة في مفهوم هؤلاء القادة الملهمين والضرورة، أن تكون الأمة كلها فداء لهم، وتحت نعال أقدامهم الغليظة، ورهينة سجونهم الوطنية المستقلة الرهيبة.
وعندما تدخل دولنا عصر التكتلات الاقتصادية والسياسية، دون أن تفارق فكر القبيلة، الذي يعقد تحالفاته على أساس الانتماء العرقي أو الديني، أي تحالف بين ذوات، تربطها أواصر الدم أو الدين، في حين أن تحالفات العصر الراهن تقوم على أساس توافق الأطراف على مجموعة من العلاقات المشتركة، لإدارة شئون عملية محددة، بطريقة تفضي لنتائج مرغوبة أو في صالح الجميع.... هي رؤية مختلفة تماماً، وتمثل الفارق الجذري بين التكتل الأوروبي، وتكتلات مثل تكتل الدول الإسلامية، أو الجامعة العربية، أو حتى الاتحاد الإفريقي، الذي لا يستند إلا للانتماء الجغرافي إلى القارة، مع اختلاف بين بل وشاسع بين الأطراف في كل ما عدا ذلك.. ومشكلة النهج القبلي ليست فقط في عدم جدواه العملية، بل في أنه يعجز أو يسبب لنا العجز عن التعامل الصحيح مع العناصر المشتركة الحقيقية بين بعض -وربما كل- أطراف مثل تلك التكتلات المتخلفة والوهمية.
فالنهج العنصري في التكتل ربما كان صالحاً لعصر حرب البسوس، لكن تكتلات هذا العصر تلزمها نوعية جد مختلفة من الروابط، سواء في علاقاتها الداخلية بين أطرافها، أو في علاقاتها الخارجية مع سائر التكتلات والدول من حولها، فعلاقات العصر منبتة الصلة بالعرق الواحد والدين الواحد أو حتى الرقعة الجغرافية الواحدة، لأنها تقوم على المشترك المادي الممكن، وعلى المشترك الثقافي، لكنه ليس ذلك المشترك الثقافي التراثي، وإنما الثقافة المعاصرة والمناسبة لنوعية العلاقات في الألفية الثالثة.
وعندما تدخل مصر، التي نحب نحن المصريين أن ننسب لها الريادة والقيادة، إلى عصر الاقتصاد الحر والسوق الحرة، ويظل جزءاً من رموز الحكم، بالإضافة إلى جهاز الدولة البيروقراطي، ناهيك عن جحافل المثقفين والمتثاقفين وأحزاب المعارضة بكل أطيافها المفترضة، يظل كل هؤلاء أسرى مفاهيم منتهية الصلاحية، من زمن الدولة الشمولية والاقتصاد المركزي، ينظرون لرجال الأعمال كمجرمين ومصاصي دماء، مرددين شعارات ومفاهيم عتيقة، لا تعبر أو تصلح لفهم الواقع، مثل عدالة توزيع الدخل القومي، وتقريب الفوارق بين الدخول، وكأن الدخل القومي الآن مجرد دخل ريعي، مثلما هو الحال في إمارات البترول، وليس دخلاً ناتجاً عن جهد وفكر، يتقاسم الجميع عوائده، ليس على أساس التساوي أو حتى التناظر في نصيب كل فرد من الكعكة الوطنية، وإنما على أساس حق كل فرد في الحصول على عائد ما بذل في تحقيق ما تحقق من إنجاز، لتأخذ العدالة هنا مفهوماً بعيداً عن مفهوم المساواة أو تقليل الفوارق، فتقتصر على توفير الحد الأدني للمعيشة الكريمة لكل من يعمل ويبذل جهداً، بالإضافة إلى العدالة في توفير تكافؤ للفرص، يتيح لكل من يريد العمل أن يعمل، ومن يريد المرور أن يمر، وليس إعاقة القادر على العمل والمرور، حتى لا يتسع الفارق بينه وبين العاجز أو الكسول.
يتحدث هؤلاء الأشاوس أيضاً عن الاكتفاء الذاتي والاستقلال الاقتصادي، في عصر صار فيه مثل ما يدعون إليه عقوبة عالمية، ينزلها المجتمع الدولي بالدول المارقة ونظم الحكم الداعمة للإرهاب، إذ يتركونها تدبر أمورها لنفسها بنفسها، حارمين إياها من مزايا التعاون الدولي بجميع جوانبه.
يدَّعون أنه يجري إفقار الفقراء لصالح اغتناء الأغنياء، وكأننا بإزاء لعبة مجموع صفري، ما يحققه طرف يكون على حساب الطرف الآخر، وهي القواعد التي تحكم مجتمعات البداوة، التي تحترف الإغارة والسلب والنهب، في حين أننا في عصر الإنتاج الصناعي والمعرفي، الذي يتنافس فيه الجميع وفق قواعد أخرى، يمكن أن تسمح بتفوق الجميع على أنفسهم، رغم تفوق البعض النسبي، كما يؤدي سعي البعض أو القلة لتحقيق طموحاتهم الكبيرة، إلى مساعدة آخرين وقيادتهم نحو النجاح، فإنجازات العصر لا يمكن أن تكون فردية، إذ يرتبط نجاح الفرد بنجاح مجتمعه بكامله، بل ويرتبط بالنجاح العالمي بصفة عامة، وهذا ما نعايشه يومياً بتأثر الجميع بفشل اقتصادي هنا أو هناك في أقصى أطراف العالم!!
ليس أمام شعوبنا البائسة بمثقفيها وصفوتها إلا أن تختار، بين أن تعتنق فكر العصر ومفاهيمه، وبين أن تصر على تسيير السيارة بالبرسيم، فتظل على الهامش، تتخبط في الظلمات والفقر، وتحترف الإرهاب تنفيساً عما يعتمل في صدورها من غل.
kghobrial@yahoo.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
مبدأ التسخير
خوليو -

ثقافة الماضي الدينيية تعتمد في إحدى مفاصلها الرئيسية على فكرة التسخير فقد سخر الله لهم الدنيا وفتح لهم البلدان لخدمتهم، وأيضاً خلق لهم البغال والحمير ليركبوها وأيضاً السيارة والطائرة، في تراثنا نجد أن البغل والفرس كانوا يملؤن نواجذها وأذنابها وسروجها بالشراشيب والتعاويذ والآن يملؤن مقدمات ومؤخرات السيارة بالتعاويذ والكتابات التي ترد عين الحاسد والناظر، فالسيارة سخرها لهم الله ليركبوها ولو كانت من اختراع الكفار، مبدأ التسخير الذي يعشعش في خلايا الفكر عند البعض يعتمدونه لتبرير تقصيرهم العلمي والإبداعي لموالكبة نهضة الألفية الثالثة واعدين أنفسهم بجنات الخيال، يعتمدونه لتبرير استخدامهم لمنتجات الكفار الترفيهية كما يستخدمون أموالهم عندما يطلبون اللجوء لديارهم هرباً من قمع من يريدون تخليصهم السلطة لا لنشر الديمقراطية وأفكار العصر بل لتطبيق أشد لمبدأ تسخير الآخرين لخدمتهم وهم سيقضون وقتهم في العبادة التي خلقهم الله مع الجن من أجلها، ولسان حالهم يقول ليخترع ويكد ويبحث وينجز الآخر من أجلي، فمن يدري قد يخلق الله سيارة تسير على البرسيم ويخلق ما لاتعلمون.

برسيم المستحمرين ؟!!
اوس العربي -

الحقيقة ان التسخير لما على الارض وماتحتها هو للناس عامة ولا يحتكره المسلمون من يعمل عقله في الخامات التي اوجدها الله بالوسائل التي هدى اليها الله بالقوة التي امدها الله للانسان اي انسان يتحصل على النتيجة ، لكن منطق بعض الكتاب من ذوي الاتجاه الشعوبي المرضي يقول ان علينا ان نأخذ الحضارة الغربية بخيرها وشرها ويفضل لو اننا نعتنق ما يعتنقون من مذاهب واديان والمقال شتائمي النبرة متعال صفيق يكشف عن دخيلة نفس مترعة بالكراهية والعنصرية والا فان الياباني الذي ذهب الى الغرب او استقدم الحداثة من الغرب بقي متمسكا باصوله العقديه والنفسية وتراثه ولغته وتاريخه يعبد الامبراطور وارواح الاسلاف وقوى الطبيعة ولم ينظر الى تراثه نظرة احتقار وازدراء ولذانراه يدرس باليابانية ويستخدم لغته اليابانية ويدرس الاخرين باليابانية عبر وسيط اننا بصدد اناس لديهم شعور بالدونية والتضاؤل والصغار امام الغرب ولديه شعور بازدراء قومه وتراثهم وتاريخهم ولغتهم وهذا مايسميه مالك بن نبي بالقابلية للاستعمار او الاستحمار لا فرق ؟!!

المستحمر اوس
غانم شبر -

لا اعرف السر الكامن وراء الاصرار على نشر إيلاف لتعليقات اوس ولكن نقول ان الكلام صفة المتكلم وعسة ان يفهم هذا معنى هذه الجملة والله انت مثال لكل الارهابيين المتخلفين الذين هم سبب تعاسة هذه الامة

مقال لابأس
محمد المشاكس -

رد خوليو جاهز قبل رؤية المقال. أما عن السيارة والشعير فهذا ممكن ومحبذ لآن الشعير مادة طبيعية وغير كيماوية. هناك أشخاص يستخدمون الزيت النباتي. كله وارد في بحث البشر عن الطاقة. التقدم ليس حكراً على أمة أو دين وكله يفهم ضمن السياق التاريخي. أوربا مثلاً لديها رأس المال اللازم للتقدم وطوروا عقلية علمية ضرورية للتقدم. العرب لم يأتيهم المال سوى مؤخراً وسيضيعوه قبل تطوير المنطقة. لاعلاقة للدين أو العرق بالتقدم ومن يقول هذا فهو متخلف. بالمناسبة: شاهدت خوليو وأوس يكتبون ردود وتعليقات لمواضيع الغد التي لم تنشر بعد....هههههههههههههكلمة شعير معبرة أكثر من برسيم. كلمة برسيم تبدو فرنسية لي أو إسم إحدى المواد التي يجب وضعها بالسلطة. سأجربها اليوم وأخبركم فيما بعد....عاش البرسيم..جمهورية البرسيم الديموقراطية الشعبية..والسلام

الاقتصاد الحر
احمد الجعافره -

ان الامثله التي تدلل على اننا لم نأخذ جوهر التقدم الحضاري كثيره جدا وما الامثله التي ذكرها الكاتب الا فيض من غيض الا انني اريد ان اضيف مثالا حيويا من واقعنا السياسي والاقتصادي العربي الا وهو ان كثير من الانظمه العربيه اخذت بالنهج الاقتصادي اللبرالي اي النهج الاقتصادي الحر وتم تطبيقه في كثير من المؤسسات الحكوميه وهو مايسمى بالخصخصه بحيث تم بيع بعض مؤسسات الدوله للقطاع الخاص الا ان الملاحظ ان هذا النهج الاقتصادي الحر لم يتبعه نهج سياسي حر فلذالك نرى الفشل الذريع يلازم هذه الانظمه في موضعة التقدم فتأتي المعارضه السياسيه لتصب كل غضبها على هذا النهج الاقتصادي وليس على تقصير الدوله في عدم المزاوجة بين الاقتصاد الحر والسياسه الحره

العجلة التي تدور
انسانة -

مقالة تستحق القراءة بدقة وکل ما ذکر فيه مرآة لطريقة تفکير دعوني اقول الانسان الشرقي دون ذکر اي من الدول او الشعوب او القوميات اوالديانات او العشائر کي لا ادخل في صراع مع اي معلق. فحينما يلد الانسان من بطن امه يکون مخلوقا حرا ويثق بمن حوله بدأ من امه الی الاخرين ومن ثم يکبر رويدا مصدقا بکل خرافة يصدق بها من حوله فتترسخ حتی تصير عادة او عرفا تقليديا ما وحسب البيئة الذي ترعرع فيها، وکل من له نفس ما يؤمن به جيد وسليم لا غبار عليه ، اما عکس ذلك والخروج من ذلك الطور شئ غريب ومنافي للعقل وخطأ لا يمکن قبوله والسبب يکمن في الخوف من التغيير لانه وبه سيفقد البيضة التي يراد ان تکون باقية ابيض اللون هلام شفاف مح أصفر مع المحيح. الام مصدر لما يتعلمه الانسان منذ اول وهلة ولحين ان يقف علی ارجله رغم اعتزازي بأمي الانسانة المضحية والف رحمة علی روحها الطاهرة. هنا في اوروپا يعيش اناس عديدون من مختلف انواع البشر ولانها ليست محتکرة من قبل فئة واحدة دون غيرها وکل انسان له فيها عطاء ما، للاسف هناك ناس قد حبسوا انفسهم بأنفسهم في سجن عاداتهم وقيودهم بعد ما بحثوا لسنين عن حريتهم، تبين بأن الاندماج مع غيرهم مستحيل خوفا من تغيير البيضة ففضل سجنه الذي‌ اختاره بحکم ارادته ليصل الی نقطة اللاعودة وصمت مع الاخرين حيث عجلة حياة تسير نحو المجهول. واذا وضعنا البرسيم في السيارة ،ماذا عن الهاتف النقال ،الکومپيوتر حيث نتکلم مع بعض ونحن نری الآخرين ولو في اي بقعة من الکون في نفس اللحظة، الستالايت والنقل المباشر ونحن نقف مشلولين امام کل ما يبتکر، هناك معاملة العبيذ في زمن ايام الاستعمار ،او يقادون من قبل هذا وذاك ويری غيرنا الاخرين يصوت وله قيمة ووجود فصوته مسموع ولا يحتقر اي کان، فعلا قد انتهت مفاهيم الثورة والشوفينية والقومية لان القاعدة الحقيقية في الوجود هو الانسان کفرد قائم بحد ذاته ولابد من ان نغير انفسنا لکي لا نظلم بعد.

مقولة الامير تشارلز
قاريء -

الأمير تشارلز ولي عهد بريطانيا على سبيل المثال قد قام بمبادرة سديدة عندما قال في خطاب أمام مركز الدراسات الإسلامية بأكسفورد إن الغرب يجب أن يتعلم من الإسلام كيفية الدمج بين العلوم والدين، وهو مجال أثبت المسلمون فيه براعتهم. يمكن لدول الغرب تعلم الكثير من التناغم بين العلوم والدين الصادق، وهو ما أشار إليه القرآن الكريم.

الوقود الاخضر
قاريء ايلاف -

العالم الان يتجه الى استخدام النبات كوقود للمركبات وقد نجحت بعض الدول في تسيير مركباتها بالوقود الحيوي فعلا ترى لو مهندسا مصريا تمكن من انتاج وقود للمركبات من البرسيم الاخضر ماذا سيكون رد الكاتب ؟!!