كتَّاب إيلاف

التناغم الديني والتجربة اليابانية (1)

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
من مفكرة سفير عربي في اليابان
لقد عانت اليابان في القرون الوسطى من استغلال الدين في التطرف الفكري والسياسي، مما أدى لخلافات دينية مذهبية حادة، وصراعات سياسية طائفية مرعبة، وخاصة قبل العصرين الذهبيين، الأيدو، في القرن السادس عشر، والميجي، في القرن التاسع عشر. ويعتبر المؤرخون، غزو عساكر اليابان لجيرانهم، ومشاركتهم في الحربين العالميتين، مرتبط بأيمانهم بحرب الحروب الكبيرة، التي نادى بها الراهب نشرين، للقضاء على الهيمنة الغربية على آسيا. ولم تتأصل ثقافة التناغم الديني والمذهبي إلا بعد انتهاء دمار الحرب العالمية الثانية، بدخول جيش الحلفاء بقيادة الجنرال ماك آرثر، وموافقة البرلمان على دستور فصل الدين عن الدولة، ومنع الحرب في مادته التاسعة، ليعيش الشعب الياباني في وئام وسلام خلال الستة العقود الماضية. كما لعب التعليم دورا هاما في نشر بيئة ثقافة مجتمعية متزنة، بخلق التوازن بين العلوم الطبيعية الفيزيائية المهتمة بتطور ألإبداعات التكنولوجية، والعلوم الروحية الأخلاقية المهتمة بالوئام الإنساني واحترام الطبيعة ومواردها المختلفة. ولنستمع لما قاله كوزو أيناموري رئيس شركة كيوسيرا، مؤسس جائزة نوبل اليابانية، والمسماة بجائزة كويتو العالمية: "الفلسفة التي أؤمن بها هي أنه لن نطمئن على مستقبل البشرية إلا من خلال خلق التوازن اللازم بين تطور العلوم المادية والعلوم الروحية. فالحضارة التي تهتم بالذكاء الذهني فقط، وتبخس قيمة الروح والعاطفة والإرادة الإنسانية، هي حضارة آفلة، ومع بداية القرن الواحد والعشرين ستكون مسؤوليتنا الأساسية أن نرفع العلوم الروحية، لنفس المستوى الذي وصلت إليه العلوم الطبيعية والتكنولوجية، لنستطيع التعامل مع اختراعاتها بحكمة، ولنرفع من قدر أذهاننا ونشرفها."
ومن المظاهر الملفتة للنظر لزائر اليابان، هو التناغم بين مختلف الأديان والمذاهب. فالشعب الياباني يتجنب الحوار في الأمور الخلافية، ويمتنع عادة عن مناقشة الدين، مع أن هناك أكثر من مائة وستين ألف معبدا، ويصل عدد زوار بعض هذه المعابد لأكثر من سبعة مليون زائر سنويا. ويحتفل اليابانيون بالمولود الجديد في معبد الشنتو، وبالزواج في الكنيسة، وأما الوفاة فلها طقوسها الخاصة والهامة وتتم في المعابد البوذية. وتعتبر الشنتو الديانة الأصلية لليابان، وترجع تاريخها لأكثر من ألفي وستمائة سنة. ودخلت البوذية في القرن السادس عن طريق كوريا من الصين، فتقبلها الشعب اليابان برحابة صدر، واستفاد مما رافقها من الحضارة الصينية لتطوير بلاده. كما امن الشعب الياباني بمقولة بوذا: "لا تؤمنوا بشيء، لا يهم من أين تقرءوه، ولا من قاله، ولو سمعتموه مني، إلا إذا كان يتفق مع منطق العقل والفطرة البشرية." (انتهى). وقد حاولت البعثات التبشيرية نشر الأديان الإبراهيمية، فهناك قلة من المسيحيين والمسلمين. وتوجد في اليابان مذاهب عديدة، ولها منظمات وهيئات دينية مـتباينة الأهداف والمصالح، ولكن لا يسمح لها قانونيا ممارسة السياسة، فالدستور يفصل الدين عن الدولة. فمثلا هناك منظمة مشهورة لأحد المذاهب البوذية، ولكن جناحها السياسي المسمى بحزب الكيموتو، منفصلا تماما عن هذه المنظمة، وله أعضاء في البرلمان، بل ويشارك في الحكومة مع الحزب اللبرالي الديمقراطي الحاكم، ولكنه لا يناقش أي من أمور الدين، بل تحدد مسئولياته ضمن الشؤون السياسية الحياتية: الصحة، والتعليم، والإسكان، والبطالة، والاقتصاد، والتنمية ألاجتماعية. وتعتبر الشؤون الدينية، من اختصاص رهبان المعابد، وأكاديمي التخصصات الدينية المختلفة في الجامعات. وأما القيم الأخلاقية والروحية، وطرق سلوكها، فهي مسؤولية وطنية على كل فرد.
ويبدو وكأن منطقة المينا (الشرق الأوسط وشمال أفريقيا) تعيد اليوم، المرحلة التي عاشتها اليابان في القرون الوسطى، من صراعات تطرف فكري وإرهاب عنف سياسي استغلت فيها الاختلافات الدينية والمذهبية. وقد حاولت قيادات المنطقة، لخلق بيئة من التناغم الديني، باحترام الاختلافات الدينية والمذهبية، للوقاية من استغلال الدين لنشر ثقافة التطرف والإرهاب. وقد نشرت صحيفة إخبار الخليج بتاريخ 24 يوليو الماضي تصريح لجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك مملكة البحرين، يدعو فيه العلماء: "للقاء ودي، تحت سقف المصارحة والتحاور الحر المباشر، لطرح أمور الدين الحنيف، بشفافية وصدق ورؤية قائمة على العلم والبحث النزيه، والارتقاء بالخطاب الديني إلى ما أمر به العزيز الحكيم، في محكم كتابه من الدعوة إلى سبيله بالحكمة والموعظة الحسنة، والمجادلة بالتي هي أحسن، وبما يؤسس بالتالي لخطاب وطني رصين يستند إلى القيم الروحية والأخلاقية السامية والى الحقائق العلمية والاجتماعية، في إطار الوحدة الوطنية التي هي من الثوابت والأولويات." (انتهى).
لقد طرح جلالته مشروع لخطاب وطني يستند على ثلاثة دعائم أساسية: القيم الروحية الأخلاقية، والحقائق العلمية والاجتماعية، وأن يكون ضمن إطار الوحدة الوطنية. ولكي يكون الحوار علميا ومنتجا، حدد جلالته صيغة محددة لهذا لحوار تجمع بين الحكمة والشفافية والصدق، وبرؤية قائمة على العلم والبحث النزيه. ويهدف هذا المشروع للوقاية من استغلال البعض للدين لغسل عقول الشباب وبالأخص في فترة المراهقة الحرجة لتبرير التطرف وإرهاب العنف، لتلتقي قلوب الشباب وعقولهم على الاهتمام بالعلم والمعرفة، واحترام الواجب، والولع بالإبداع والإنتاجية، واحترام الوقت وتنظيمه، والتفاني في العمل وإتقانه، ولخلق توازن بين العلوم الطبيعية الفيزيائية والعلوم الروحية الأخلاقية، وإيجاد معادلة ناجحة بين الواقعية الحياتية والمثالية الحالمة، لكي يستمر الاستقرار والوئام، ولتتناغم إنتاجية المجتمع، لمواصلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية المرجوة.
فلنحاول عزيزي القارئ أن نتدارس تفاصيل هذا المشروع الحضاري، والذي نحن في اشد الحاجة لتنفيذه، في هذه المرحلة من تاريخ المنطقة، بسبب تحديات العولمة والجهود المبذولة لبناء حضارة الألفية الثالثة. وقد نحتاج، أولا، لتعريف القيم الروحية والأخلاقية، والحقائق العلمية والاجتماعية، ومفهوم المواطنة والوحدة الوطنية، ليتم الحوار على أسس واضحة، ولتجنب ضياع الوقت في مجادلات غير منتجة. ولكي تتوسع مدارك هذا الحوار، ولنبتعد عن الاعتقاد بأن كل منا يملك وحده الحقيقة كلها، نحتاج، ثانيا، للإجابة على سؤال قد يبدو غريب وحالم: هل هناك كائنات حية في كواكب الأجرام السماوية الأخرى، والتي تبعد بعضها عنا المليارات من الكيلومترات؟ وهل توجد بين هذه الكائنات فصائل تملك عقل إنسان الأرض؟ وهل هناك رسالات سماوية انتشرت بين هذه الكائنات في أجرام الكون الأخرى؟ وقد تبدو للوهلة الأولى بأن هذه الأسئلة أسئلة خيالية، ولكنها أصبحت في الحقيقة أسئلة واقعية مع بدأ الألفية الثالثة، وتحول الكرة الأرضية لقرية عالمية صغيرة، بفضل تكنولوجية الاتصالات والمواصلات. فقد أرسلت مؤسسة الفضاء الأمريكية "ناسا"، في الشهر الماضي، مركبة للنزول على سطح المريخ، للبحث عن وجود الماء على هذا الكوكب، والذي قد يعكس إمكانية وجود الكائنات الحية في كواكب الأجرام السماوية الأخرى. وقد تأكد العلماء، فعلا الأسبوع الماضي، من وجود كتل ماء ثلجية تحت سطح المريخ. فستوسع هذه الاكتشافات الجديدة مدارك عقولنا، لمعرفة مدى عظمة الخالق جل شأنه، ليس فقط في خلق الأجرام السماوية التي لا حصر لعددها، بل أيضا لوضعه، جل شأنه، القوانين الفيزيائية التي تحكم السيطرة على هذا الكون. فمثلا تتكون جميع المواد الفيزيائية، والكائنات الحية، من تريليونات من الجزيئات الصغيرة. وتحتوي هذه الجزيئات على ذرات صغيرة جدا، وهي أصغر وحدة كتلة في الكون، تشبه تركيبة كل منها الإجرام السماوية، فهناك نواة مركزية كالشمس، وبها مجموعة من البروتونات والنيوترونات، وتدور حولها مجموعة من كواكب الالكترونات. وتعكس هذه الحقائق مدى عظمة الخالق جل شأنه، وبأن لا أحد من البشر يملك الحقيقة، بل جميعنا طلاب للحقيقة، وليس هناك حقائق علمية مطلقة، بل هي متغيرات، حسب ما يجمعه الإنسان من علم ومعرفة عن أسرار هذا الكون، والذي لا يعرف حقائقها إلا الخالق جلت عظمته. وستجنب الإنسان هذه الحقائق، من التعصب في الرأي، وتساعده على احترام اختلاف الرأي الآخر، والتحاور معه بنزاهة، لتخلق بيئة عليمة، تتفاعل فيها الأفكار وتتبلور، لتنتج إبداعات ثقافية واختراعات تكنولوجية مفيدة. ولنا لقاء.
سفير مملكة البحرين في اليابان

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
شكرا
الايلافي -

ومنكم الى العلمانيين العرب المتطرفين الذين لايرضون باقل من استئصال الدين والاخلاق من المجتمع العربي المسلم ؟!

حياد الدولة
حدوقه الحدق -

كلا بالنسبة لليابان ليس فصل الدين عن الدولة ولكنه حياد الدولة ازاء الدين حيث لا تتمذهب الدولة ولا تنحاز الى فئة ولا تجامل فئة ولا تسمح للاقلية بالتغول على الاكثرية ولا بالاستقواء بالاجنبي الكل سواسية امام القانون

وصية بوذا
خوليو -

جاء في المقالة وحسب قول بوذا: لاتؤمنوا بشيئ، لايهم من وأين قرأتموه ولا من قاله ولو سمعتموه مني إلا إذا كان يتفق مع منطق العقل والفطرة البشرية. ما يتفق الآن مع العقل الحديث والفطرة البشرية هو فصل الدين عن الدولة كما فعل اليابانيون ، نقبل كعلمانيين أن يحدث هذا في بلادنا ولكم منا تصريح ببناء المساجد والكنائس حسب الضرورة، لايوجد علماني واحد ينادي بتدمير الدين إلا إذا كان ذللك العلماني من اختراع عقول المؤمنين نسل السلف الصالح فقط، نقبل بكتابة دستور علماني ينصف الجميع بدون استثناء وليطور كل فرد روحه وتعاليم روحه لتنسجم مع المجتمع المدني العلماني القانوني كما حدث في اليابان/ ولكن من هو الذي لايقبل بفصل الدين عن الدولة ويدعي لنفسه بامتلاك الحقيقة؟ معروف طبعاً من هم، من هو الذي يقول هذه سنة ولابديل لها بقوانين وضعية؟ كيف قبل المتدين الياباني أن يفصل دينه عن السياسة وحضرة متدينيننا لايقبلون ذلك؟ وكيف سيتفق مثل مقولة واضربوهن مع منطق العقل والفطرة البشرية، وهل الضرب من الفطرة البشرية؟ اقبلوا بفصل الدين عن الدولة وجادلوا بعدها باالتي هي أحسن، هيا اقرأوا جيداً مقولة بوذا، فهو يقول لاتوجد ثوابت. وسؤال أخير: على فرض وجود إنسان في كواكب أخرى ولكنه لايعرف شيئاً عن منشأه الترابي ولا عن كتب ماتسمى سماوية ، ماذا سيقول عقل ومنطق مؤمنين أهل الأرض؟ هل سبيقون على ثوابتهم؟

لم و لن يفهمها
ميخائيل -

هناك من يدّعي العلم المطلق لعقله والحق في معتقده ..وأنّ الحل بيده و سلام الكون في جعبته,و كما يفهمه عقله و عقله فقط .. مُلغياً عقول البشر الأخرين فهي عقول قاصرة إلا عقل العلماني.. تناقض و إستئثار لحد إلغاء الأخر..و بدون فكره وعقله لن تتحرك الحياة ,ولن يتحرك الكون إلا بهم !!و لن تستقيم للبشرية قائمة إلا بفكره و نور عقله الذي لبديل عنه.. يتكلمون عن العلم في تناقض عجيب يريدون منا أن نفترض (وهذا غيب) أنه هناك إنسان على كوكب أخر , فهل إذا وجد بعدها نؤمن و نستطيع فصل الدين عن الدولة!! ما دخل وجود إنسان أو مخلوقات في كواكب أخرى , في إيمان وإعتقاد ودين جمع لنا خير الدنيا و الأخرة و تكفل لنا فيه العدل و المساواة و اليمقراطية والحرية و جعل السلام شعارا له و قانونا و بعدين متى صرحت الأديان بوجود أو بعدم مخلوقات أخرى و جعلتها أساس إيماني!! وما ذنب الدين إذا عبثت به العقول البشرية القاصرة والمستبدة و جرّته الى ما يرضى أهواءها و شهواتها وغرائزها الحيوانية من حكم و تسلط و نفوذ و إباحية !! ثمّ يصرّحون بمنح الأخرين تصاريح للعبادة نوع جديد ممن ( يمنحون و يمنعون)!! هل هذا يعني أنهم يريدون الحكم و السلطان والبطش بغيرهم !! و نحن نعانى منهم ما نعاني .. معانا منهم مايكفي للبطش والقهر والإقصاء حتى سلب الروح .. و كذلك نحن (نفترض يقينا وجود الإله إفتراضا) فنعبده و نحبه . وكما أنّ للجسم حق , فإنّ للروح حق و لو في سماع قطعة موسيقى أو النظر الى كلما هو جميل و نقي أو حتى مناجاة خالق هذه الروح ,إنّه السميع البصير .. و لن نبصق السماء .. لم ولن يفهمها!!

التدين في الغرب
حدوقه الحدق -

نحن لا تنلقى ديننا من بوذا بل من محمد صلى الله عليه وسلم عن الروح الامين عن الله عز وجل والاسلام يلتقي مع العقل والفطرة السليمة سقطت دولة الالحاد والتدين اليوم هو صفة المشاهير والاثرياء في الدنيا وخاصة الغرب علماء وراسماليين وفنانيين ومفكرين وصناعيين ماعاد احد يقول بمقولة الالحاد يا تلاميذ الغرب ؟؟

هل يوجد ايات قتل ؟
مدمن ايلاف -

هلي في اليابان ايات قتل هندوسية ؟ هل مثلا قاتلوهم يعذبهم بوذا علي ايديكم ؟ او قاتلوا الذين كفروا من اهل الكتاب حتي يعطوا الجزية اليابانية عن يد وهم صاغروبن ؟ في الحقيقة ابحث غن المحرضين علي القتل اولا

كفاية ادمان كراهية
رشاد القبطي -

كفاكم افتراءا على الاسلام لا توجد دعوة للقتل في القرآن ولكن دعوة الى قتال المعتدي ورد للمعتدي ودفاع عن المظلومين والمستضعفين من الناس بغض النظر عن اديانهم واعراقهم وتحريم الاعتداء على الاخرين دونما وجه حق ، لو كان ماتدعون موجودا ماتواجد على ارض الاسلام ملايين المسيحيين واليهود وغيرهم من اصحاب الملل والنحل ولكانوا استئصلوا كما استئصلت المسيحية المسلمين واليهود من اسبانيا ومن الامريكتين واستراليا وجنوب شرق اسيا الدعوة الى القتل واستئصال البشر والشجر والحجر موجودة في العهد القديم

دعوة لاستئصال الاخر
حدوقه الحدق -

جاء في العهد القديم اذا دخلتم مصر فاهلكوا الحرث وابيدوا النسل ؟!!

دستور وضعه المحتل
قاريء ايلاف -

الاغلبية من مراكش الى جاوه هم من الموحدين ولا يجوز لقلة لاتملاء حتى مكروباص في كل بلد عربي او مسلم ان تفرض افكارها وتصوراتها للخالق عز وجل وللدنيا على الاكثرية هذا بالمنطق الديمقراطي والعقلي والعلمي المحض والموضوعي لا يجوز لاحظ ان الدستور الياباني فرضه المنتصر على المهزوم ولم يكن للشعب رأي فيه اما حكاية الضرب هذه فبادت نكته بايخه خاصة اذا علمت ان واحدة من من كل اربع نساء في فرنسا الانوار تضرب الى درجة ان الاسعاف يأتي ليأخذها شبه ميته وفي امريكا الحضارة واحدة من كل ثلاث نساء يضربها ضربا يفضي الى الموت او العاهة من قبل الزوج او العشيق ؟!!