موسم أصيلة 2008... كم هو مفيد ومهم!
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
أستضاف موسم أصيلة 2008 ندوتين تناولتا الأعلام. الأولى بشراكة "الشرق الأوسط" التي تحتفل أيضا بالذكرى الثلاثين لصدورها والأخرى بشراكة محطة "العربية" الفضائية. ولا شك أن خيار "الشرق الأوسط" بالدخول في مناسبة عيدها الثلاثين في شراكة مع موسم اصيلة ورعاية ندوة عن الأعلام المكتوب ومستقبله، كان خيارا ذكيا نظرا ألى ألبعد الحضاري لموسم أصيلة وأرتباطه بثقافة الأنفتاح البعيدة عن أي نوع من أنواع التزمت ومواجهته التخلف بكل أشكاله. وأعلن المسؤولون عن "الشرق الأوسط" في أصيلة عن خطوات ملموسة لتطوير الصحيفة وتكريس أستقلاليتها من ناحية الفصل بين الجهاز التحريري من جهة والجهات الأدارية التنفيذية من جهة أخرى. وفي هذا السياق، كشف الأمير فيصل بن سلمان بن عبد العزيز رئيس مجلس أدارة "المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق" من أصيلة عن تشكيل مجلس أمناء يتولى تقويم الأداء التحريري للمطبوعات الصادرة عن المجموعة، على رأسها "الشرق الأوسط". وفسر الدكتور عزّام الدخيل رئيس مجلس الأدارة في "الشرق الأوسط" هذه الخطوة بقوله في الجلسة الختامية للندوة أن أنشاء مجلس الأمناء "سيمنح رؤساء التحرير حصانة خاصة أزاء أي تدخل في مهامهم التحريرية".
تناولت جلسات ندوة "الأعلام في أفق القرن العشرين" محاور عدة من بينها "دور الصحافة العربية خارج الوطن العربي في تجسير هوة المعرفة بين العرب: الشرق الأوسط نموذجا" و "مصير الصحافة الورقية أمام الأعلام الألكتروني: الهوة الرقمية القائمة بين الشمال والجنوب". ووفر المحور الأخير فرصة لمحمد بن عيسى كي يوجه، من موقعه كأمين عام لمنتدى أصيلة، دعوة ألى "أقامة صندوق عربي للقضاء على الهوة الرقمية". كما وفر فرصة لمشاركين في الندوة لتوضيح أن الصحافة المكتوبة باقية حتى لو لم تعد هناك في المستقبل صحافة مطبوعة توزع بالطريقة التي توزع بها الآن الصحف والمجلات. فالبحث منكب حاليا على كيفية طبع الصحيفة الألكترونية أنطلاقا من الحاسوب الشخصي. أكثر من ذلك، هناك حاليا صحف كبيرة عدة في العالم، خصوصا في الولايات المتحدة، تنتج صحفا ألكترونية يختار رئيس التحرير فيها ومساعدوه مواد معينة للصحيفة اليومية التي ستطبع وتوزع في السوق تمهيدا لبيعها في الأكشاك أو المكتبات أو أرسالها ألى المشتركين.
المؤسف، في ضوء ما كشفته الندوة، أنه لم يظهر بعد وعي عربي للظاهرة الجديدة التي أسمها الصحيفة الألكترونية. هذه الصحيفة التي ستصبح عاجلا أم آجلا في أساس الصحيفة الورقية في حال بقيت على قيد الحياة بعد عشر سنوات أو عشرين سنة أو أكثر...
ما لم يبحث فيه المشاركون في الندوة في العمق، بعيدا عن التمويل والبحث في الصحافة كصناعة ومدى أستقلالها عن الجهة التي تمتلك القدرة على التحكم بالأعلانات والتمويل عموما، الأزمة الحقيقية التي يمر بها الأعلام العربي المكتوب حاليا. أنها ليست أزمة مرتبطة بالعقم الناجم عن ثقافة خريجي معظم الجامعات والمدارس العربية الذين تنتجهم البرامج التعليمية المتخلفة وترميهم في سوق العمل فحسب، بل أنها أزمة غياب الصحافيين أيضا. هناك كلام كثير عن الصحافة وصناعة الصحافة وأستقلالية الصحافة. وهناك مزج بين تحقيق بعض الصحف أرباحا بسبب الفورة النفطية من جهة والمستوى المهني للصحيفة من جهة أخرى. في المفابل لم يكن سوى كلام قليل عن الأنسان وأهمية الأنسان في صناعة الأعلام عموما.
كان موسم أصيلة 2008 في غاية الأهمية والفائدة بتحديده من حيث يدري أو لا يدري كون أزمة الصحافة العربية مرتبطة في هذه الأيام بغياب جيل جديد من الصحافيين. السؤال المطروح حقيقة، أنتهت الصحيفة الورقية أم لم تنته هو الآتي: ماذا ينفع أن تكون هناك صحف عربية ألكترونية أو ورقية ولا يكون هناك صحافيون؟
التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
سؤال في محله
علي -أنه سؤال في محله يا أستاذ خيرالله بعد أن كثرت الطحالب في عالم الصحافة.
شكرا
طارق -شكرا على المقال الذي يؤكد أن أصيلة ستبقى منارة من منارات الوطن العربي الكبير.