الدور القطري... ولبنان.. وكلمة السرّ
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
ترتدي زيارة الرئيس اللبناني ميشال سليمان للدوحة ومحادثاته مع أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أهمية خاصة. لا تعود أهمية الزيارة ألى الصعوبات التي تواجه ما تبقى من تنفيذ الأتفاق الذي توصل أليه اللبنانيون في العاصمة القطرية في مايو- أيار الماضي فحسب، بل ألى الدور المحوري الذي تلعبه قطر أيضا. في النهاية ليس هناك طرف عربي أجرى كل هذه الأتصالات التي أجرتها القيادة القطرية في الفترة الأخيرة. تكفي الأشارة ألى أن أمير قطر زار طهران قبل أيام وأجرى محادثات مع كبار المسؤولين فيها قبل أن يعقد قمة مع الملك عبدالله بن عبدالعزيز في جدة ثم يعود ألى بلاده لأستقبال الرئيس اللبناني وسط كلام عن قرب توجهه ألى دمشق للقاء الرئيس بشار الأسد أضافة الى الرئيس نيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان. أنها قمة رباعية، تكرس في حال أنعقادها تحقيق النظام السوري أختراقا على الصعيدين الأقليمي والأوروبي بعد قبوله النصيحة القطرية القاضية بتسهيل أنتخاب رئيس للبنان.
تعتبر كل هذه الأطراف معنية بشكل مباشر بما يدور في لبنان الذي يتبين مع مرور الأيام ان قضيته في غاية التعقيد، بل تختصر كل مشاكل المنطقة التي تجمعت فوق أرض البلد الصغير. لبنان حاليا هو المكان الذي يشهد أعنف المواجهات ذات الطابع المذهبي في المنطقة، خصوصا بعد أجتياح "حزب الله" الأيراني بيروت في مايو الماضي ودخوله على خط المواجهة السنية- العلوية في الشمال اللبناني أنطلاقا من طرابلس. ولبنان هو المكان الوحيد في المنطقة، ألى جانب الأراضي الفلسطينية طبعا، وغزة تحديدا، حيث ميليشيا مسلحة مستقلة عن الدولة أقامت دويلة خاصة بها تسعى ألى جعل الدولة اللبنانية ومؤسساتها تابعة لها. وبلغت الوقاحة بهذه الميليشيا أن أطلقت النار على مروحية تابعة للجيش اللبناني في منطقة سجد في الجنوب السبت الماضي ما أدى ألى أستشهاد ضابط شاب كان يقود الطائرة. أكثر من ذلك، حققت الميليشيا مع ضابط آخر كان في المروحية وأحتجزته بعض الوقت. أنه البلد الوحيد في العالم الذي لا يحق فيه للجيش الوطني التحليق بطائراته حيث يشاء وكيفما شاء بحجة أن هناك "مقاومة" تريد المحافظة على أمنها وأمن المربعات الأمنية التي تسيطر عليها. فوق ذلك كله، لبنان هو الجبهة العربية الوحيدة المفتوحة مع أسرائيل على الرغم من صدور القرار الرقم 1701 عن مجلس الأمن، الذي شاركت قطر في صياغته، والذي أغلق جبهة جنوب لبنان لمصلحة الأستقرار في لبنان ولمصلحة أهل الجنوب تحديدا... وكأن المطلوب أن يحارب لبنان عن العرب وأن يُستخدم شعبه وقودا لتحقيق صفقات مع "الشيطان الأكبر" الأميركي و"الشيطان الأصغر" الأسرائيلي!
الأكيد أن أتصالات أمير قطر تتجاوز الوضع اللبناني وتشمل بين ما تشمل الوضع في منطقة الخليج في ضوء التوتر القائم بين أيران من جهة ودول المنطقة والمجتمع الدولي من جهة أخرى. كذلك، لا يستبعد أن تكون الأتصالات القطرية تطرقت ألى أمكان تحسين الأجواء العربية، خصوصا بين السعودية وسوريا، والأجواء بين أيران ومحيطها. لكن ذلك لا يمنع من القول أن لبنان لا يزال موضوع رعاية قطرية خاصة وأن الجهود مستمرة لتنفيذ ما تبقى من أتفاق الدوحة، أي أقرار قانون الأنتخابات ومباشرة الحوار الوطني برعاية رئيس الجمهورية كما هو متفق عليه. فالمطلوب بكل بساطة ألا يكون أتفاق الدوحة بين اللبنانيين مجرد هدنة قد تطول أو تقصر في ضوء المستجدات الأقليمية والتجاذبات القائمة بين هذا الطرف العربي أو ذاك أو بين أيران ودول عربية أو أجنبية كما هو حاصل الآن. لقد تحول لبنان رهينة لدى الأيرانيين والسوريين، رهينة يستخدمها كل من الطرفين لأغراض خاصة به لا علاقة لها باللبنانيين بمقدار ما لها علاقة بالبرنامج النووي الأيراني وسعي النظام السوري ألى الخروج من عزلته والتخلص من المحكمة الدولية في قضية أغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه والجرائم الأخرى التي حصلت في لبنان.
لا يمكن تجاهل أن ما تحقق حتى الآن مهم بالنسبة ألى لبنان وألى المنطقة. أستطاعت قطر وقف التدهور في بيروت. وأمّن أتفاق الدوحة أنتخاب رئيس جديد للبنان بعدما كان الفراغ المرشح الوحيد للنظام السوري. وأُمكن تشكيل حكومة جديدة أستنادا ألى التوازن الذي أقر في الدوحة. ونالت الحكومة الثقة أستنادا ألى بيان وزاري شبه معقول. أخيرا، أستطاع مجلس الوزراء تعيين قائد جديد للجيش مشهود له بمزاياه كضابط محترف. بأختصار، أمكن وقف التدهور في لبنان من دون الوصول ألى المرحلة التي سيتوجب فيها البحث، عن طريق الحوار، في الموضوع الأساسي المكرس للأستقرار وهو سلاح "حزب الله" وفي خدمة من يجري توظيف هذا السلاح، بأستثناء أنه في خدمة كل من يريد تفتيت مؤسسات الدولة اللبنانية وتنفيذ مشروع "لبنان الساحة"؟
أستطاعت قطر التي فهمت منذ البداية تعقيدات الوضع اللبناني وسعت ألى أبقاء الأبواب مفتوحة مع الجميع، تحقيق تقدم حقيقي وفي العمق. لكنه تقدم غير حاسم حتى الآن. في النهاية، لا يمكن تجاهل أن للنظام السوري حساباته وأوهامه اللبنانية على الرغم من موافقته على التبادل الديبلوماسي بين بيروت ودمشق. ولكن ما لا يمكن تجاهله في الوقت ذاته أنه بات على النظام السوري الآن أن يعدّ للمئة قبل الأقدام على مغامرة جديدة في لبنان بعدما فتحت له الدوحة أبواب باريس وبعدما فتح لنفسه أبواب أنقرة التي أوصلته ألى مفاوضات غير مباشرة مع أسرائيل يطمح ألى أن تكون مباشرة في حال شارك الأميركيون فيها. أنها بالفعل معادلة معقدة لبنانيا وأقليميا. ربما كان أهم ما يميّز التحرك القطري تلك القدرة على ضبط النفس والأبتعاد عن الأنفعالات. لهذا السبب لم تدخل الدوحة في لعبة أرسال المبعوث تلو الآخر ألى بيروت بناء على رغبة هذا الطرف او ذاك. على العكس من ذلك، تركت اللبنانيين يدركون وحدهم أن عليهم تأدية المطلوب منهم في حال كان لديهم حد أدنى من الحرص على بلدهم ومستقبل أبنائهم. ما يساعد في جعل الدور القطري على مسافة معينة من الحدث وفي قلبه في آن، أن النظرة ألى لبنان من الدوحة تندرج في أطار الأستقرار الأقليمي. لهذا السبب وليس لغيره، لا بد من العودة ألى كلام الشيخ حمد بن خليفة، لدى زيارته بيروت وتفقده الضاحية الجنوبية، مباشرة بعد وقف العمليات الحربية أثر حرب صيف العام 2006. تحدث أمير دولة قطر وقتذاك عن أهمية السلام الشامل على الصعيد الأقليمي. هذا السلام مخرج للجميع وهو مدخل الى الأستقرار ومدخل للبحث في تفادي الكارثة الكبرى المتمثلة في صدام أميركي- أيراني سيكون كارثة على الجميع... في الخليج وبعيدا عن الخليج. الأستقرار الأقليمي كلمة السر ولبنان أحد المداخل أليه وأحدى بؤر التوتر التي يمكن أن تطيح به... قطر مهتمة بالأستقرار الأقليمي كونها تعرف أن الجميع في المنطقة في مركب واحد ,انه يخدم مصالحها أولا وأخيرا.
التعليقات
لما كل هذا الحقد
فيرجينيا -لبنان -بداية لفتني اسم الكاتب وعنوان المقال "وقلت خير بما ان الكاتب اسمو مليان بالخير".لما قرأت المقال فوجئت بالحقد الكامن في قلبه تجاه المقاومة الباسلة في لبنان وفلسطين و التشويه الكبير للحقائق والأحداث. المقاومة لم تجتح بيروت بل كان يومها يوم اعادة الأمور الى نصابها من قبل جميع قوى المعارضة وحزب الله لم يشارك بسلاحه والمقاومة لم تهاجم الجيش بل هما وجهان لعملة واحدة . اما بخصوص ان لبنان رهينة لإيران وسوريا فيا عجبي اين الموضوعيه يا كاتب الموضوع ؟؟؟؟؟؟؟؟؟شو نسيت اميركا والكيا ن الصهيوني ومن لف لفيفهما؟ اتق الله وقل الحق . على فكرة انا سنية وبحب المقاومة ومش ممكن انسى مين عدونا الوحيد بهالدنيوبذكر كل الناس لبنان لن يكون اميركيا ولن يكون اسرئيلياوموتوا في غيظكم
منتهى الوضوح
عائدة -الأمور واضحة منتهى الوضوح فما يجره حزب الله الإيراني على لبنان واللبنانيين من مصائب وما جلبته سوريا إلى لبنان من جرائم أمور واضحة ومكشوفة للعالم . أما قصة مديح الحزب المتلطي وراء المقاومة لم تعد تنطلي على الناس وسلوكه صار يفضح نفسه ويتضح دوره ضد لبنان الدولة ومع مصالح إيران .
أسألي آل الوزان
علي -لماذا يا أخت فرجينيا لا تسألي الشبان الثلاثة من آل الوزان الذين أعتدى عليهم ;حزب الله ; في الضاحية لأنهم سنّة عن حقيقة المقاومة؟
Virginia you are so
Khaled -Virginia is nothing more but a hezbollah guy. And for the record, when hezbollah made havoc in Beirut it was to terrorize people and to enforce their agenda, no more and no less.
باختصار
فيرجينيا- لبنان -باختصار شديد " موتوااااااااااااااااا في غيظكم"