القذافي مجددا تحت وابل من الأضواء
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
الإيطالية، ضيفا عزيزا ومميّزا حَمَلَ معه صفحة جديدة لتدوين العلاقات الليبية- الإيطالية وبكل ما تتطلّبه الصداقة المشتركة أهمّها التأكيد على تعزيز المصالح والاهتمامات التي تخدم البلدين، ولم يرَ السيد برلسكوني حرجا في تقبيل يد "محمد عمر المختار " ابن المناضل العربي الليبي الكبير الراحل "عمر المختار "، وقد قدّم خطابا طويلا تضمّنت سطوره كل أنواع الأسف لما كان ولما صَدَرَ وَبَدَرَ من أسلافه الإيطاليين في عهد الاحتلال للأراضي الليبية التي ذاق شعبها الويلات على يد الغاصب الإيطالي الذي كان، ولعلّ خطوة السيد برلسكوني واعتذاره الضمني الذي جاء نتيجة تحريض مباشر أو غير مباشر ربما من السيد معمّر القذافي، إلا أنه بجميع الأحوال يعتبر سابقة هامّة على مستوى السياسة في العالم العربي أجمع والذي عرف الاستعمار المروّع في معظم الأقطار العربية، ونتساءل هل مثلا سنسمع اعتذارا مماثلا من الرئيس الفرنسي /ساركوزي / من الشعب العربي السوري الذي كابد من الاستعمار الفرنسي أشدّ أنواع الظلم والألم والمعاناة؟.
وهل نتوقع اعتذارا شبيها من السيد "أردوغان " وهو على هذه الصلة والتنسيق مع الحكومة السورية؟.
ناهيك عن وجوب التعويض المادي الرديف للتعويض المعنوي للشعب السوري من الطرفين المذكورين.
ولم تقتصر أواخر شهر /أغسطس / على زيارة السيد برلسكوني كحدث مبهج ولافت
ومريب لبعض الليبيين في "بنغازي "، بل أتاح الفرصة لاستعراض الذكرى الثلاثين لتغييب الإمام "موسى الصدر " الذي أعلى أبناء جلدته في لبنان من وتيرة المطالبة بحثّ القضاء على إصدار مذكّرة جلب بحق السيد معمّر القذافي، وهي حادثة نادرة في تاريخ القضاء العربي عموما واللبناني خصوصا، وبين المناسبتين المذكورتين، كان الإعلام بالمرصاد دائما لأنجال السيد معمّر القذافي، كلّ حسب ميوله واتّجاهاته، فمن قذاف الدم المهتم بشؤون الدولة كتفا بكتف إلى جانب والده، إلى سيف الإسلام المواكب للقضايا الشعبية الإنسانية والخارج من دائرة السياسة خروجا معلنا لا عودة فيه ربّما، إكراما لرغبة القائد بعدم توريث سدّة الحكم من بعده، وهذه سابقة أخرى على مستوى الرئاسة في العالم العربي بعدما أصبح التوريث فيها نتيجة حتمية قاطعة وموجبة وإلا.
ولم يجد السيد القذافي حرجا في مساندة ابنه "هنيبعل " في تهديد العلاقات مع جنيف عندما صدرت مذكرة توقيف بحقه وإلقاء القبض عليه وعلى زوجته بتهمة العنف مع مرافقين الأول تونسي والآخر جزائري، مما أتاح الفرصة للسيد القذافي باستخدام كافة أوراق الضغط التي أسهمت، بإخراج هنيبعل معمر القذافي من خلف القضبان واسترداد قيمة الكفالة التي بلغت قيمتها نصف مليون دولار، ولم تنجح المساعي بتقديم الاعتذار السويسري هذه المرّة، ولا نعلم إذا كان المعتصم سيقدّم مستقبلا اعتذارا عن مغامراته أم أنّ أحدا سيَنوب عنه أو ينوب له في الاعتذار!
كل هذه الباقة من المستجدات على الصعيد الليبي دفعت بالأرصاد الإعلامية لتسليط الضوء من جديد على القيادة الليبية بكافة أركانها، وخاصّة بعد التغييرات المفاجئة في الحكومة الليبية التي سبقت زيارة السيد برلسكوني بيوم أو أكثر، وأعادت السيد القذافي إلى دائرة الضوء وما يعقبها ويترتب عليها من تجاذب للأحاديث والآراء والتعقيبات والتعليقات ووجهات النظر من هنا وهناك عربيا ودوليا وليبيّاً بالتأكيد، السؤال الذي يفرض نفسه والسيد القذافي على هذا القدر من الاختلاف في الحضور والتوجّه والشخصية عن باقي ممثلي الأنظمة العربية السائدة، لماذا لا يجنح إلى الديمقراطية الحقّة مع شعبه وهو القادر على ترجمة التغيير ترجمة حرفية ومدروسة، ويكون السباق دائما والسبّاق فعلا في تسجيل القفزات النوعية الصائبة، بتحقيق المصالحة الحقيقية على مستوى القيادة والشعب؟!
سيقول قائل أنّ الشعب الليبي يمجّد قائده أيّما تمجيد وهذا رأيته بأمّ العين لدى مشاركتي في مهرجان الربيع والذي كان تظاهرة عربية بمستوى عالمي عندما استقدم السيد القذافي 500 شخصية عربية من مختلف الأقطار أفخر أني كنت في حينه الشاعرة العربية الوحيدة من جملة 38 شاعرا من مختلف أنحاء العالم، وقتها وفي غمرة ما كنا عليه من احتفاء شعبي كبير وكرم ضيافة فاخر من القيادة العامة المتمثلة في شخص السيد القذافي ونجله سيف الإسلام، والتأييد الجماهيري المنقطع النظير، كمعظم الشعوب العربية التي تخرج طوعا أحيانا، وقسرا في أغلب الأحيان، لم ننتبه إلى طبيعة العلاقة بين الشعب والقائد إلا على أنها علاقة ودّية للغاية، لكنّ كلمة بسيطة لا تزال تدوّي في أعماقي قالتها لي صحفية تملك حدسها ورأيها دون ريب وهي تجري معي حوارا لإحدى الصحف العربية، وأنا أعبّر لها عن امتناني بتلك الحفاوة وذاك الكرم الفائق، فما كان منها إلا أن همست في إذني قائلة:" سيدتي حتى تنعمي أنت وجميع الحضور بهذا الكرم الفائض، اضطررنا نحن الشعب أن نجوع، حيث اقتطع راتب شهر كامل من مدخولنا السنوي لهذا العام " الملحوظة تلك لجمتني ونغّصت علي طيب الإقامة حتى اليوم وأنا أجهد في حلّ المعادلة وخاصّة أننا جميعا نعلم أن الجماهيرية الليبية بلد نفطي بامتياز، وله ثرواته الوطنية من الغاز الطبيعي وغيره، ومدّخره كبير نسبيا قياسا لعدد أبناء الشعب الليبي الذي لا يتجاوز 6 مليون نسمة، والذي يتوقّع أن يعيش الجميع في بحبوحة اقتصادية إذا لم نقل في ترف ورخاء بالغ، ولكن بتوفّر المواقع الألكترونية فقد كثرت الأقلام لتدوين انتقاداتها السخية، المُبررة ربما واللا مبررة كاحتمال جائز بالتأكيد.
بجميع الأحوال باعتذار السيد برلسكوني يكون الشعب الليبي هو أول شعب عربي في المنطقة عموما، يستعيد جزءا غير يسير من كرامته المنتهكة تِباعا، نظير تخلّصه من
قدر مماثل من رواسب غصّة مزمنة خلّفها الاستعمار، هنيئا للسيد القذافي بتلك البادرة الفريدة من نوعها التي تمّت في عهده، هنيئا للسيد برلسكوني خطوته الجريئة بتخطّي الماضي والتنصّل من حماقة الاستبداد، هنيئا للشعب الليبي بالتعويضين المعنوي والمادي وإن لم يكن الأخير على مستوى الطموح فهو ولا شكّ على مستوى الرمز
والمدلول. ولتكن هذه القطرة الغربية أول الغيث الأوربي الذين يدين بالاعتذار إلى جميع
أبناء الشعب العربي دون استثناء. www.geocities.com/ghada_samman
gaidoushka@yahoo.com
التعليقات
disappointment
beshoy -i am very disappointed from you to talk that good about that corrupted saddam of libia
له حق .. إلا
ليليش -السلام عليكم كل ما كتبته أختنا عادا السمان صحيح الا ما ذكرته لها الصحفية الليبية همسا بأنه فى مهرجان الربيع تم خصم مرتب شهر كامل لضيافة مهرجان الربيع الذى حضرته الكاتبة الشاعرة .. .. نحن الليبيون لم نسمع بذلك .. ولم يخصم من مرتباتنا لا شهر ولا نصف .. !! وكان على الكاتبة أن تسأل وهى الصحفية المتمرسة ولا تنصت للدعايات المغرضة التى تقول همسا ولا ترتفع لمستوى التضحيات فقول جهرا .. شكرا للكاتبة لإعلامها لنا بأن هناك صحفيات ليبيا لسن فى مستوى المسئولية والمصداقية .. الف شكر
صدام والقذافي..
slwan -صدام والقذافي وجهان لعمله واحده..ابان الاستعمار التكريتي لبغداد أتذكر ان صدام عندما كان يدعو الرؤوساء والشخصيات المعروفه الذين يطبلون له اليوم.فالوقت ذاته كان ....اتباع صدام يدقون ابوابنا ويتسوولون الاموال والذهب عنوة تحت مسمى المجهود الحربي . وكان علينا لزوماان نخرج الى الشارع مبايعين القائد الظروره.. للتذكير فقظ,,,,,,
عهر السياسة
رعد الحافظ -عندما يفكر المرء بسلوك اميركا والغرب عموما تجاه القذافي ونظامه الشمولي تقفز الصورة السلبية للسياسة الى الذهن.واذا اراد المرء ان يكون حسن النية تجاه ذلك فسوف يفسر تصالح الغرب مع العقيد وكانه مثال مقصود ورسالة يريد الغرب ايصالها الى كل الدكتاتوريين في المنطقة ومفادها..ان من يتراجع عن اخطاءه ويبدا صفحة جديدة فسيجد عقول الغرب وساسته لهسندا..لكن يبقى السؤال ان الغرب يريد الديمقراطية وحقوق الانسان.وان اعادة تاهيل اي نظام شمولي لايمكن ان يقود الى ذلك لان هذا يعني نهايته وتبخره سريعا.فكيف سنجد تفسيرا وتبريرا لهذا السلوك من الغرب ؟؟التفسير الوحيد يشير الى ان الغرب نفسه يعتبر هذا الاستدراج لهذه الانظمه بهذا الاتجاه يعني ايضا ازالتها والتخلص منها بابخس الاثمان بدل الكلف المرتفعه جدا كما في حالة طاغية العراق صدام..وهنا يتجسد ذكاؤهم في ابتكار الوسائل ..
caen- France
ابراهيم الجاير مصباح -فأنا صحفي .... واوكد ان راتبي لم ينقص في يوم من الايام درهما واحدا لتمويل حفل او اي شيءغيرحاجاتي الشخصيةالمباشرة. ابراهيم الجاير
أل الديمقراطن
سلامات -كما عندنا في البلدان العربيه آل كدا وآل مسعود وآل نهود في أمريكا هم آل ديمكراتيه أي آل دي_مكر_آتيه احبابنا الأمريكان يهمهم البترول مفتاح السيطره علي العالم بالبترول ستخضع أوروبا وآسيا وبالسيطره علي شمال أفريقيا ستصبح ثروات العالم كلها تحت يدها . أنسو حكاية الديمقراطيه هي دي مكر آتية لاريب فيها