حكايات الاحتلال وتصحيح بعض المفاهيم (3)
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
يقول ساوري: [[وكان مروان قد أحرق الكتب وحساب الدواوين. وتولي علي مصر أبو عون (ابن عبد الملك بن يزيد). وبعد قليل وصل رجلان من أصحاب الدواوين من عند الملك؛ عطا بن شرحبيل وصفي، وكانا بعيدين عن معرفة الله (= قليلي الرحمة) وأعادا حسابات مصر إلي ما كانت عليه مع مروان. وأعطيا السلطان ليفعلا ما أرادا، من أجل بغضهما لنا نحن النصارى ومحبتهما للفضة. وكانت عوائد مصر بعد إقطاعات الأجناد ونفقات دار السلطان وما يحتاجه لتدبير المملكة وكل ما يفضل يحمل لبيت المال في كل سنة مائتي ألف دينار]].
[[وفي ثالث سنة من مملكة الخرسانيين، ضاعفوا الخراج وأكملوه على النصاري ولم يوفوا لهم بما وعدوهم. وكتب عبد الله الملك (الخليفة، الشهير بالسفاح) إلي جميع مملكته أن كل من يصير على دينه ويصلي كصلاته يكون بغير جزية. فمن عظم الخراج والكلف عليهم أنكر كثير من الأغنياء والفقراء دين المسيح (*). فمضى الأنبا خائيل إلي أبي العون الوالي وخاطبه بسبب البلايا التي فعلت بمصر بعد فعل الخير الذي أضمره (وعد به)، فقال له: الملك أمر بذلك لأن قوم سوء قالوا له إن وجد أهل مصر راحة سنة واحدة نافقوا عليك وحاربوك كما حارب البشامرة مروان. فسأله أن يفعل خيرا مع بيع (كنائس) الاسكندرية في خراجها، فطلب إلي كاتبيه أن يفعلا فلم يقبلا وكانا يـُميلان قلبه للسوء]].
(*) في نفس الوقت، ولتعويض النقص في الجباية الناشيء عن التحول، تم التشديد على ضرورة المحافظة على مستوى الإيرادات عن طريق زيادة الجزية والخراج على من لم يتحولوا؛ مما زاد الأعباء على هؤلاء وبالتالي ضاعف من الضغوط، ودخل القبط في حلقة جهنمية مفرغة. 8ـ وفي السنوات 767 حتى 799 لا يذكر ساوري من الأحداث ما يخرج عن "المعتاد" من المضايقات والوشايات. وبعدها سمح الوالي للأنبا مرقس 49 (799ـ819) بعمارة الكنائس التي كانت قد هدمت في فسطاط مصر (مصر القديمة).
[[بعد ذلك دخل إلي الإسكندرية قوم يسمون الأندلسيين ومعه كثير من جزائر (بلاد) الروم واستمروا علي هذا من مصر ينهبون ويجلبون السبي (النصاري) إلي اسكندرية ويبيعونهم عبيدا، فحزن الأنبا مرقس لبيعهم الأنفس مثل الغنم ويسلم (يدخل الإسلام) منهم كثيرون. ومما كان في قلبه من الرحمة كان يشتري منهم مثل رهبان وقساوسة وشمامسة وعذاري وأمهات أولاد، وكان إذا اشتري شخصا كتب له صك عتقه لساعته (...)]] ثم يصف ساوري قتال القراصنة الأندلسيين وغيرهم والفوضي التي عمت البلاد ويقول [[وقتلوا كل من لقوه من أهل البلد من المسلمين والنصاري واليهود]].
[[وفي ذلك الزمان نزلت علي برية وادي هبيب (شيهيت، وادي النطرون) بلايا عظيمة إذ نهبها العرب وأسروا الرهبان وهدموا البيع والقلالي فتشتت الشيوخ القديسون في كل موضع من الأرض]]. 9ـ وفي أيام الأنبا أبا يعقوب البطريرك الخمسون (819ـ830) [[أنفذ الوالي عبد العزيز الجروي للبطرك إنسانا ليجعله أسقفا، فلم يقبل أن يخرج عن قانون البيعة. فكتب له (مهددا) أنه يهدم جميع البيع ويقتل الأساقفة في كل موضع ما لم يجتمع به البطرك (*). (ثم) سقط عليه (الوالي) حجر فمات وتولي بعده ابنه علي فأعاد الرخاء لاسكندرية بعد موجة غلاء فاحش. وعاد رهبان أبي مقار إلي ديرهم]].
(*) ليس فقط لم يكن مسموحا للقبط باختيار وترسيم بطريركهم إلا بموافقة الحكام؛ بل ها هم الحكام يحاولون فرض من يريدون ـ وهو ما يخالف تماما تعاليم وتقاليد الكنيسة...
[[ثم وصل (في 826) إلي كورة مصر أمير (والي) من عند ملك المسلمين، اسمه عبد الله بن طاهر، وكان رجلا خيرا رحوما في دينه محبا للعدل مبغضا للظلم (..) ثم بدأ ذلك الأمير يشدد علي الأب (البطريرك) في طلب الخراج، ولم يكن معه ما يدفع من عدم (أي بسبب فقر) البيعة لكثرة الحروب، وأخرج (أعطي كخراج) أواني البيعة للأمة المخالفة]]. 10ـ أما الأنبا يوساب (830ـ849) فقد منع والي الاسكندرية عبد الله بن يزيد رسامته إلا بعد دفع ألف دينار له.
[[وكان متولي الخراج أحمد بن الأسبط وابراهيم بن تميم، ومع ما كان الناس عليه من البلايا، كانا يطلبان الخراج بغير رحمة وكان الناس في ضيق زائد لا يحصى (..) ونزل غلاء عظيم علي كورة مصر حتي أن القمح بلغ خمس ويبات بدينار، ومات بالجوع خلق كثير من النساء والأطفال والشيوخ والشبان ما لا يحصى عدده. وكان متولي الخراج يؤذي الناس في كل مكان، وأكثر النصارى البشموريين كانوا يعذبونهم بعذاب شديد إلي أن باعوا أولادهم (لسداد) الخراج، وكانوا يربطونم في الطواحين بدلا من الدواب ويضربونهم حتى يطحنوا. وتمادت عليهم الأيام وانتهوا إلي الموت (وبدءوا في أعمال عصيان). وكان في ذلك الوقت (الخليفة) عبد الله المأمون، ابن هارون الرشيد. ولما انتهي إليه حال مصر، أنفذ عسكرا مقدمه (قائده) الأمير الأفشين فقتل (البشموريين) والخوارج من شرقي مصر (و) انتهى إلى المدينة العظمى اسكندرية فأراد أن يقتل كل من فيها من أهلها لأنهم مكنوا العدو من الدخول إلى مدينتهم (فمنعه الله من ذلك). وكان الأفشين يقتل حتى الأبرياء بجريرة المفسدين. وقتل جماعة من أراخنة النصارى في كل موضع. وكان البطريرك حزينا لمشاهدة ذلك، من الوباء والغلاء والسيف]].
[[وتم البشموريون مؤامرتهم وصنعوا لهم سلاحا وحاربوا السلطان و(رفضوا) دفع الخراج (..) وحزن الأب البطريرك على أولئك الضعفاء لأنهم لا يقدرون على مقاومة السلطان (..) فكتب إليهم كتبا مملوءة (تخويفا) ليندموا ويرجعوا عن مقاومة السلطان. ولم يفتر من مكاتبتهم كل يوم وكان يكتب إليهم فصولا من الكتب (من رسالة بولس الرسول). لكنهم أهانوا الأساقفة (الذين حملوا الرسائل). وكتب الأفشين إلي الخليفة (..) فجاء إلى مصر مصطحبا معه بطريرك أنطاكية (بسوريا؛ المتحد مذهبيا مع القبط)، فذهب الأنبا يوساب مع جميع الأساقفة إلي الفسطاط ليسلم عليه (..) وفرح المأمون لما عرف بمكاتباته ليردع البشموريين عن مقاومة أمر الخليفة. وقال: هوذا آمرك أنت ورفيقك (بطريرك أنطاكية) أن تمضيا إلي هؤلاء القوم وتردعاهم ليرجعوا ويطيعوا أمري (..) ففعل البطركان وسارا إلي البشموريين ونصحاهم ووبخاهم فلم يقبلوا، فعادا وأخبرا المأمون فأمر الأفشين أن يسير إليهم بعسكره ويقاتلهم. فلم يقدر عليهم لتحصين مواضعهم، بل كانوا يقتلون من عسكر الأفشين كل يوم جماعة]].
[[وسار المأمون بجيشه وأمر بحشد جميع من يعرف طرق البشموريين من أهل المدن والقري المجاورة، فوصل إليهم (الجيش) وأهلكوهم وقتلوهم بالسيف ونهبوا وخربوا مساكنهم وأحرقوها بالنار وهدموا بيعهم (كنائسهم). ولما رأي المأمون كثرة القتلى أمر العسكر أن ترفع السيف والذي بقي منهم أسره إلي مدينة بغداد من الرجال والنساءّ (*)]].
ولما عرف (؟) بطريرك أنطاكية أن سبب الثورة كان ظلم متولي الخراج [[تقدم للمأمون وقال له (بسبب الثورة)، (..) فلما سمع منه قال له اعف نفسك ولا تقم بمصر بعد هذه الساعة، فلو سمع أخي (ابراهيم المعتصم، الذي ملك بعده) ذلك لقتلك لأن جباة الخراج كانوا من عنده (..) فسار من مصر فورا. ولما سمع ابراهيم بما قال غضب جدا. ولما توفي المأمون وجلس ابراهيم (المعتصم) أخوه، هرب (بطريرك أنطاكية) حتى عاهده أنه لا يقتله]].
(*) تذكر بعض المصادر أن البشموريين الذين أُسروا تم توطينهم في مستنقعات الأهواز (شط العرب) في جنوب العراق ليصلحوا أرضها وذلك في ظل ظروف مناخية سيئة وأمراض الملاريا (..) ولعل بقاياهم شاركوا في ثورة الزنج.
وجدير بالذكر أنه بعد المذبحة التي قام بها المأمون (بمساعدة، غير مقصودة، من بعض القبط) تقدم إليه أحد كبار القبط وطلب أن يوليه على مدينة بورة (بالقرب من دمياط)، فعرض عليه المأمون اعتناق الإسلام حتى يمكنه أن يعهد إليه بهذه الولاية، فقال له: "لأمير المؤمنين عشرة آلاف مولى مسلم (أي متحولون)، أفلا يكون له مولى واحد نصراني؟" فعهد إليه بالمدينة. (ترتون، أهل الذمة في الإسلام). وتشير روايات تاريخية أن المأمون سأل أحد أصحابه، ويسمى عمرو بن عبد الله الشيباني، عن أصل القبط، فأجابه بأنه يرجع إلى فراعنة مصر القدماء، ثم ذكّره (بسبب شكوى مسلمين ومتحولين) بأن الخليفة عمر بن الخطاب قد نهى عن استخدامهم في أعمال الحكومة والكتابة، فلما عاد المأمون إلى بغداد أمر بعزل جميع الذميين من وظائفهم وسجن الكثير منهم. (ابن النقاش، الذمة في استعمال أهل الذمة).
[[فلما أفاق البطريرك قليلا اهتم بأمر الحبشة والنوبة (..) وكانت الحروب قد قامت بينهم وبين الولاة المسلمين إلى أن تولى ابراهيم (المعتصم) فكتب إلي زكريا ملك النوبة (يطلب منه) خراج أربع عشر سنة سلفت (من العبيد) وإلا نحاربك. وكان كاتب الوالي في الصعيد انسان شماس اسمه جرجه، فكتب إلى البطريرك (ينصحه)، فكتب البطريرك إلى ملك النوبة (..) يقول "وكانت خطيتي تمنعني من أن أكاتبكم لأجل الحروب ومخالفة أهل البشموريين لأوامر الملك إلى أن قتلهم وخرب مواضعهم وهدم بيعهم (..) فيجب يا أحبائي أن تتموا ما يجب عليكم لهؤلاء الملوك (..)rdquo;. فلما وصل الكتاب قال زكريا "ماذا أفعل (..) ومن يجمع لي بقط أربع عشرة سنة أنفسا (عبيدا) أنفذهم إليه (المعتصم)"]]. ثم أرسل ولده إلى مصر ثم بغداد فتنازل المعتصم عما مضي من سنين لأجل حضوره وإعلان طاعته.
وبرغم جهود البطريرك في الضغط على ملك النوبة وإقناعه بالخضوع للمعتصم، فقد[[ أنفذ الملك (المعتصم) إلى مصر أن تؤخذ من البيع (الكنائس) في كل مكان الأعمدة والرخام، وكان (المسئول عن تنفيذ الأمر) نسطوري اسمه العازر (..) ثم وصل إلى (دير) الشهيد مار مينا بمريوط وأخذ ما فيه من العمد والرخام النادر (برغم توسلات البطريرك) وأرسله إلي الاسكندريه لينفذوه إلي مدينة الملك (..) فحزن الأب حزنا عظيما]].
[[وبعد أيام جاء وباء عظيم على البهائم (..) حتى أن لا يقدر أحد أن يمشي في الأزقة إلا بعد أن يسد أنفه من كثرة الجيف، وانقطع الزرع وكانت أرض مصر في حزن عظيم. ثم عاد الوباء على الناس وفنوا (..)]]. وانتهت فترة الأوبئة.
[[وكان انسان قاض بمصر اسمه محمد بن عبد الله، وكان مخوفا لا يقدر أحد أن يقاوم كلامه لأن كان عند جميع المسلمين مثل الفقيه والإمام وعارف بمذهبهم (ولكنه) يفعل أفعالا مذمومة سرا وكان محبا لشراب النبيذ وسماع الغنى، واقتنى الجواري الحسان وأحب اللذة والزنا بلا خوف من الله ولا حياء من الناس (..) وكان مستمرا على جهله وشتمه (لكل) مذاهب المسيح وفاتح الأب البطريرك عدة مرات ويخزي عليه (..)]].
[[ثم تولى على الاسكندريه (848) مالك بن ناصر الحدر، وكان إنسان سوء ظالما أكثر من الوالي الذي كان قبله (..) فلما كان بعض الأيام ركب وجاء إلى (مسكن) البطريرك ومعه سراري، ثم أنه طاف جميع المسكن حتى انتهى إلى المخدع الذي ينام فيه البطاركة كل زمان، فطرد الأب منه وأدخل سراريه إليه وأكل معهن وشرب ونام معهن فيه، وهو الموضع الممتليء بخورا وطيبا من صلوات البطاركة فحزن الأب وبكى جدا (..) فلما فعل هذه الأفعال الطمثة خرج وعاد إلى موضعه]]. يقول ساوري أنه مرض ذلك اليوم حتى شارف الموت، وكان ينزف ولم يقدر الأطباء على شفائه.
ثم وشي البعض بأن البطريرك [[يكاتب ملوك الروم (الذين) يُنفذون (يُرسلون) إليه مالا كثيرا، فأرسل وأحضر البطريرك واعتقله في موضع ضيق، وعول على عقوبته إلى أن يدفع له ألف دينار (ثم خفضها) إلى أربعمائة دينار، فجمعها تلاميذه فأطلقه (..)]] وفي اليوم السابع مات الوالي. 11ـ وفي أيام الأنبا قزما (851ـ859) ازداد تعسف الوالي بالاسكندرية حتى اضطر البطريرك إلى تغيير مقر كرسيه إلى مدينة دميره، شرقي مصر. [[ثم أن ملك المسلمين جعفر المتوكل (الخليفة العباسي، تولى في 847) أنزل على البيع في كل مان بلايا لا تحصى عددها. وأمر بهدم البيع كلها ولا يكون أحد من النصارى الأرثوذكسيين (الأقباط وأتباع كرسي أنطاكية) والملكيين والنسطوريين ولا اليهود بلباس أبيض بل بلباس مصبوغ ليظهروا في وسط المسلمين. وأمر أن تجعل صور مفزعة على ألواح خشب وتسمر على أبواب بيوت النصارى، وألزم أكثرهم بالإسلام]].
[[وأمر ألا يخدم نصراني في خدمة السلطان بالجملة، إلا القوم المسلمين ومن ينتقل إلى الإسلام (*). ولأجل ذلك قلت المحبة والصبر من قلوب كثير حتى أنهم أنكروا المسيح؛ فمنهم من أنكر بسبب رتبة العالم لمحبتهم فيه، وآخرون لما لحقهم من الفقر. فلما علم السلطان (الذي يقوم بالحكم التنفيذي تحت الخليفة) أنه قد زرع هذا الأمر الطمث (الرديء) في الكورة البرانية، بدأ يبذره في كورة مصر (..) فأنفذ من جهته انسانا اسمه (عنبسه) ابن اسحاق ولاه خراج مصر والولاية، وأمره أن يفعل في بيع مصر والنصارى مثلما فعل بمدينة بغداد والمشرق. فلما وصل بدأ بالنصارى وأنزل عليهم بلايا وأذلهم جدا بأحزان شتى (..) ثم بدأ (يمنع) إظهار علامة الصليب تماما، وجعل يكسر كل صليب في البيع بالجملة (..) وضيق علينا وعلى مذهبنا حتى أن النصارى ما عادوا يتمكنون من الصلاة في البيع إلا بصوت خفي، لا يُسمع من الخارج، ومنعوهم من الصلاة على نصراني إذا مات. وقطع ضرب الناقوس. ثم بدأ يمنع النصارى من القداسات وأن لا يقدسوا جماعة (..) ولم يزل هذا الظالم يثقل نيره على النصارى من شدة بغضه لهم (..) وأخرج النصارى من الدواوين وجعل عوضا عنهم المسلمين. وجعل النصارى واليهود يصبغوا ثيابهم. وجعل على أبوابهم كما في بلاد المشرث صورا مفزعة تشه شيطانا عليها رؤوس كثيرة ووجوه لها نابين راكبة على صورة تشبه خنزير. وأمر ألا يركب نصراني فرسا. هذا فعله (لكي) يخرج النصارى من دينهم. وقوم كثير لم يصبروا (بل تحولوا)]].
(*) كره هذا الخليفة العباسي، كما كره قبله الخليفة الأموي عمر بن عبد العزيز وغيره، استعمال الذميين في أعمال الدواوين، وتقول أحدى المكاتبات إلى عمال (ولاة) الأقاليم: "أما بعد، فإن المشركين نجس حين جعلهم الله جند الشيطان وجعلهم الأخسرين أعمالا، الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا، وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا، فأولئك لعمري مما تجب عليهم لعنة الله ولعنة اللاعنين. إن المسلمين كانوا فيما مضى إذا قدموا بلدة فيها أهل الشرك، يستعينون بهم لعلمهم بالجباية والكتابة والتدبير، فكانت لهم في ذلك مدة، فقد قضاها الله. فلا (عرفتَ) كاتبا ولا عاملا في شيء من عملك (ولايتك) على غير دين الإسلام، إلا عزلت واستبدلت مكانه رجلا مسلما. فإن مَحقَ أعمالهم (هو) مَحقُ أديانهم، فالأولى بهم إنزالهم منزلتهم التي أنزلهم الله بها من الذل والصغار. فافعل ذلك واكتب إليّ كيف فعلت" (ابن النقاش، الذمة في استعمال أهل الذمة، وابن قيم الجوزية، أحكام أهل الذمة ص212).
[[وفي ذلك الزمان تقدم الوالي (عنبسة) بعمل مراكب في سائر البلاد التي على الساحل لأن الروم كانوا قد وصلوا دمياط ونهبوها وأقاموا ثلاثة أيام ومضوا. لأجل ذلك عملت مراكب كثيرة (..) وكانوا يمضون بها إلى بلاد الروم ويحاربونهم. (وكان) ينفق في الأسطول كل سنة مالا كثيرا. أما النصارى (القبط) فإنهم كانوا يسيروهم في المراكب ولا يُدفع لهم ما ينفقوه في طريقهم ولا درهم واحد ولا زاد الطريق بل كانوا يعطوهم جراية من الطعام فقط. وكان الوالي من كثرة بغضته للنصارى يفعل هذا ويحصي البلاد كلها ويجعل على كل ضيعة عددا من الرجال يعمل في الأسطول. وكان لا يعطيهم سلاحا (بل عليهم شراء سلاح) ويتفقد أحوالهم ومن وجده بغير سلاح، أو في سلاحه نقص، يقسو عليه ويغرمه ويأمره بابتياع عدة يقاتل بها. حتى أنهم كانوا يأخذون (أشخاصا) ضعفاء لا قدرة لهم ولا يعرفون صنعة البحر ولا القتال، فكان (بعضهم) يدفعون ما يملكون (لأشخاص يقبلون الذهاب بدلا عنهم). ولما اشتكوا، أمَر (الوالي) أن يُعطى كل واحد من النصارى ديناران، (ولكن كان على الواحد منهم أن يزيد عنها) لمن يقيم بديلا عنه من المسلمين بخمسة عشر دينارا. وكانوا، من الاضطهاد الذي نالهم، يشتهون الموت (..)]].
تبين الفقرة السابقة حركة تجنيد، أو تسخير، الأقباط في الأسطول الحربي دون هوادة وكيف عوملوا بوحشية زائدة تجاوزت حدود معاملة العبيد. ويذكر جمال الدين، حول تجنيد القبط في الجيوش الإسلامية تجنيدا إجباريا مدى الحياة، كيف أن الخليفة الفاطمي المعز استخدمهم في فرقة من جيوشه، بعد احتلال مصر.
ثم استُدعي عنبسة إلى بغداد [[وكان قد تزوج بمصر واقتنى سراري وبنى مساكن ورزق أولادا واقتنى نعما كثيرة لا تحصى، وللوقت أصابه فالج ومات عقب ذلك بأيام قليله]]. ***
مما سبق، أعلاه والمقالات السابقة (التي استندنا فيها إلى أكثر من ألفي صفحة، راجعناها بالتفصيل)، نلاحظ بعض الإجابات للأسئلة التي اقترحنا في بداية هذه السلسلة محاولة فحصها. ونلفت النظر خاصة إلى:
ـ أنه لا يوجد اختلاف بين الأمويين والعباسيين من جهة الشراسة والجشع والهمجية التي يحسدون عليها...
ـ انفضاح الأكاذيب التي يرددها تلاميذ (عبيد؟) مدرستي "التاريخ المقدس" و "السلف الصالح المقدس" مثل أن "الجزية كانت مبلغا زهيدا" (الحقيقة أنها كانت مبلغا باهظا لا يقدر عليه الفقراء ومعظم متوسطي الدخول)؛ أو أن "الجزية فرضت على أهل الذمة كبديل عن تجنيدهم في جيوش المسلمين" (الحقيقة أن القبط جندوا، بل سخروا، إضافة لدفع الجزية)؛ أو أن سوء معاملة القبط وقهرهم كان استثناء في بعض فترات التاريخ (الحقيقة هي أن العكس هو الصحيح).
ـ أن موقف الكنيسة يبدو ثابتا مع الأيام: رفض العنف كمسألة مبدأ، والخضوع للحكام أيا كانوا. ومع ذلك نرى بوضوح أن الحكام العرب، بكافة أشكالهم، على مدى أكثر من قرنين، لم يكونوا يعبأون إطلاقا بمثل هذه المواقف بل كانوا يعنفون ويبتزون ويفترون كما يشاؤون. بل إنه بين 15 بطريركا تولوا بعد الغزو العربي حتى الأنبا قزما المذكور أعلاه، تم القبض على ستة منهم وسُجنوا وعُذبوا وأُهينوا. (ملحوظة: عندما عزل أنور السادات، قبل شهر من اغتياله، البابا شنودة الثالث ونفاه إلى أحد أديرة الصحراء، ثم أبقاه حسني مبارك منفيا إلى اكتمال أربعين شهرا؛ هل فعلا أكثر من استرجاع تقاليد "أجدادهم" من الولاة؟). ***
وإلى حديث آخر
adel.guindy@gmail.com
التعليقات
التاريخ المخفى!!!!!!
سمير المصرى -يعنى من كل اللى فهمته من تلك الكتابات التاريخية انهم كلهم عصابات اجرامية غزت مصر باسم الدين وازلوا اهلها بالنهب والجزية او الخراج كما كانوا يسمونها وبعد ذلك يقولون ان الناس دخلت فى دين الله افواجا لكم الله يا اقباط مصر الذين عانوا اجدادهم من عصابات الغزو العربى بطريقة لم تشهدها مصر من اى مستعمر آخر غزا ارضها على مر السنين
سلمت يداك للحق
مازن -ما اجمل كلمة الحق و توضيح الحقائق و تسمية الاشياء بأسمائها و كفانا فصام تاريخي فنحن بحاجة لبناء مستقبل مبني على ماضي واضح و صريح بكل سيئاته و حسناته بكل كوارثه عدا ذلك سيكون مستقبل مزور مفصوم لان ما بني على باطل فهو باطل و ستعاد الكرة وستتكرر الكوارث و هي في الواقع تتكرر كماذكر الكاتب في اخر اسطر
اسوا ما قرات
مدمن ايلاف -ان الاقباط في عهد احد سلاطين المماليك استمحوا السلطان ان يذهبوا الي القدس ودفعوا لة الف دينار وسمح لهم وراهم اخواننا المسلمين الاعزاء لابسين وفرحين بالذهاب للقدس فشعروا بالكراهية لهم وذهبوا للسلطان يوبخوة كيف سمح للكفار ان يظهروا ثرائهم وطلبوا منة ان يسمح لهم بقتلهم وسرقتهم وسمح لهم السلطان فقتلوا الرجال وسبوا النساء والذراري صفحات من التاريخ تتكرر ولا تتوقف ولهذا يتنشر الاسلام خوفا من الذبح ولا ئ اخر
excellent aticle
Masri -لابد ان تقتنع الانظمه العربيه ان الدين هو علاقه بين العبد و ربه ليس من حق احد ان يتدخل فى ذلك من حقى ان اعتنق الدين الذى اريده ومن حقى ايضا الااعتنق اى دين وموضوع ان الاسلام دين و دوله لن يصلح فى عصرنا هذا مامعنى لا ولايه لغير المسلم على المسلم المعيار الاساسى هو الكفاءه والاخلاص وحب الوطن لابد من فصل الدين عن الدوله وتطبيق الديمقراطيه على النمط الغربى و الالتزام الصارم بالمعاهدات الدوليه واعلان حقوق الانسان بل وتدريسهم فى جميع مراحل التعليم ـ يجب ان ينشأ الطفل على مبدأ ان كل انسان حر تماما فى اعتناق ما يرغب و ممارسة دينه بحريه ـ اهم عنصر فى اصلاح مصر يجب ان يكون هو اعلاء مبدأ المواطنه و بغير ذلك ستسقط مصر فى براثن الجهل والتخلف ولن يقوم لها قائمه
التاريخ يعيد نفسه
هانى -ومازال التاريخ يعيد كتابة نفسهمن جديد احداثا واحكاما وقوانينا .. ومازالت نفس الحجج والتعليلات والتضليلات والتعليقات .. ومازال هناك اكثر من 2000 على ابواب قاعات المحاكم لتسمح لهم بممارسه واثبات مسيحيتهم على الاوراق .
أزمة الضمير
مصريه قبطيه شبراويه -شكرا أ/ عادل علي هذه السلسله فبالرغم من أنها ليست أول مره أقرأ فيها هذه الأحداث لأني قرأتها في كثير من المراجع مثل تاريخ الأمه القبطيه للقس منسي يوحنا وتاريخ الكنيسه القبطيه لأيريس حبيب المصري الا أني مازلت أشعر بالالم عند قرأه هذه الاحداث. أعتقد ان قول السيد المسيح في العالم سيكون لكم ضيق لم يثبت في أي مكان مثلما ثبت في تاريخ المسيحيين المصريين وأبناء الشرق عامة. أما عن أنكار المعلوم من التاريخ بالضروره فهذا منبعه - كما قال أحدهم - أزمه في الضمير أولا فالذين فعلوا هذه الاحداث قديما ومن ينكرونها تماما حديثا يعانون من نفس العله : أنعدام الضمير وعدم وجود أي تقدير للنفس الانسانيه. لكن سيأتي اليوم الذي ستبدأ فيه هذه الأحداث بالتكشف وستنجلي الغمه عن أعين الكثيرين شكرا لكل من يحاول أنارة الطريق امام الباحثين عن الحقيقه.
الحقيقة وبس
برعى -أتعجب لعملية غسيل المخ الذى تعرضنا لة لعقود طويلة فى مصر, وبالذات فى عهد الثورة, فرجال الثورة لم يكتفو بخراب البلد ولكنهم زيفو تاريخها أيضآ, دة حتى الكثيرون من الأخوة الأقباط صدقوهم... منذ الغزو الأسلامى وحتى سقوط الدولة العباسية على يد المغول أختفت مصر من التاريخ, شكزآ للأخ الأمبراطور نابليون بونابارت و لمحمد على باشا الألبانى لأنشالنا من بحر التخلف, والله يخرب بيت الضباط الأحرار والأخوان الى جابونا الأرض.
حكاية انعدام الضمير
قاريء ايلاف -اعتقد ان تأجيج الصراع الطائفي هو قمة انعدام الضمير هؤلاء قوم لا يهمه ان يحترق الاخضر واليابس وهذا هو التطرف العقائدي اللا عقلاني ان المسيحيين اليوم متساوون في الحقوق والواجبات وفق الدستور في كل من مصر والشام والعراق
هل ايلاف ون وي ؟؟؟
اعطونا حق الرد -التعليقات تسير في اتجاه واحد اي الرأي الاخر هل ايلاف ون وي ؟؟؟
bravoooooooooooooooo
nader adel -Bravoooooooooooooooooooooooo dr adeal GOD BLESS YOU
حقيقه التاريخ
فرات -ياستاذ عادل لم يكن للمصريين اي دور او مساعده في تملك العباسيين الحكم بل قامت الدوله العباسيه بجهود وسيوف الفرس بقياده ابو مسلم الخرساني لذا ارجو منك مراجعه الموضوع لانصاف حقيقه التاريخ
ذخذ وقتك بالرد
hadir albaghdadi -هل باعطائك وقتا للرد سيتبدل التاريخ (خذ وقتك )
فتح الجرح الملوث
جاك عطاللة -عندنا مثل بالصعيد الجوانى يقول ان العويل يجيب لاهله الخرابالى متى نتحمل عدم مبالاة اخوتنا مسلمى مصر وحكومتهم بألام الاقباط و اضطهادهم و الى متى نتحمل فتح هذه الملفات لتطهير جروح الماضى و تنظيفها و الحيلولة دون استمرارها كما هو حادث اليوم ؟؟ مع احترامى لاخوتى بالوطن المسلمين فان الطناش والردود السخيفة و عدم النية لتطهير الجروح -وعدم الندم على الماضى المؤلم وعدم التعهد بغلق الملف -ملف الاضطهاد القبطى نهائيا بضمان حقوق الاقلية المضطهدة وذلك يكون باقامة الدولة المدنية الديموقراطية لصالح كل المصريين مع تمييز ايجابى لمدة محددة لصالح الاقباط والنوبيين والمراة وهم الفئات المهمشة لتعويضهم -هذا الطناش المتواصل من الحكومة المصرية ومعها مسلمى مصر سيوصل مصر الى مشاكل جدية وجسيمة لا طاقة لجميعنا بها وهذا ليس تهديدا انما استقرار للواقع الذى حدث ببلاد اخرى قريبة وبعيدة عنا -- واذا كان الاقباط سكتوا سابقا فالان تكلموا مطالبين بحقوقهم وبوقف الذل والاستعباد و صوتهم يعلو ولن يتنازلو عن المطلب العادل بحل مشاكلهم جذريا وانهاء الاحتلال الدينى و الثقافى و الاجتماعى الخانق لهم كبشر ولدينهم وثقافتهم و تاريخهم -- ان فتح هذا الجرح المتقيح والغائر خطوة ايجابية ممتازة من جانب الاقباط لتطهيره وتصفية النفوس بشرط اخذ الضمانات لعدم تكراره والرفض المستمر من جانب الحكومة واخوتنا المسلمين نذير شؤم وخراب على مصر بكاملها وليت العقلاء يبدأوا التحرك قبل فوات الاوان
هذا قدركم
مصري -هذا قدركم يا اقباط مصر هل ستعترضون على القدر حتخشوا النار قبل المسلمين استعبدكم الرومان وهم اخوانكم في العقيدة اعتقد انكم بحاجة الى علاج نفسي من عقدة الاضطهاد
إلي جاك عطاللة
مواطن -لازلت تريد النبش في التاريخ الذي انقضي بحيره وشره إلي جانب أن حكاوي الاب ساويرس ( الذي يطلق عليه عادل جندي اسم ساوري للتمويه حتي نظن أنه مسلم )وأنا ادعوك لقراءة هذا الخبر لالفت نظرك اننا نريد معالجة والتعامل مع الحاضر لانه هو المهم بالنسبة للاحياء يقول الخبر :وجه عدد من المثقفين الأقباط، انتقادات حادة إلى الكنيسة الأرثوذكسية بعد القرار بفصل الدكتور جورج حبيب بباوي عميد معهد الدراسات اللاهوتية بولاية إنديانا الأمريكية وأستاذ اللاهوت السابق بالكلية الإكليركية الأرثوذكسية، بعد اتهامه من قبل المجمع المقدس بالخروج عن تعاليم الكنيسة.وعزوا القرار الذي اتخذه المجمع يوم الأربعاء الماضي إلى ما دعوه بغياب مناخ الديمقراطية والاعتراف بالآخر داخل الكنيسة، في ظل سيطرة حفنة من رجال الدين على مقاليد الأمور بها وانفراد البابا شنودة بالرأي، والمحاكمات الظالمة والقاسية التي يجريها الأنبا بيشوي رئيس لجنة المحاكمات الكنسية واعتبر جمال أسعد عبد الملاك المفكر المسيحي المعروف، أن القرار بفصل بباوي يعكس ما آلت إليه أحوال الكنيسة نتيجة لرفض الآخر وانعدام الحوار، وما نجم عن ذلك من أزمات وانشقاقات، كان آخرها أزمة الأنبا كيرلس أسقف نجع حمادي الذي يواجه احتمال عزله وتجريده من رتبته وعودته للدير، يدلل على فشل الإدارة الكنسية في احتواء أبنائها في إطار من الأبوة والديمقراطية.واتخذ المجمع قررًا بفصل بباوي من الكنيسة ومنعه من ممارسة جميع أسرارها هو وكل من يتبع تعاليمه “المنحرفة”، بحسب تعبير الأنبا بيشوي سكرتير المجمع في مؤتمر صحفي عقده عقب الاجتماع الطارئ للمجمع المقدس الأسبوع الماضي.ورأى أسعد أنه كان يحب مناقشة الآراء والأطروحات التي طرحها جورج بباوي في إطار مجمع كنسي للوصول إلى نتيجة وتوضيح الحقائق ويكون هذا المجمع الكنسي شاملاً لكافة الكنائس الأرثوذكسية في مختلف دول العالم وليس في مصر فقط. وشاطره الرأي عادل وليم الناشط القبطي، مؤكدًا أن غياب فكرة قبول الآخر لدى الكنيسة أهم عوامل التوتر على الساحة القبطية حاليًا، فضلاً عما وصفه بالدور “السلطوي” الذي تمارسه الكنيسة على الأقباط بشكل قد يؤدي إلى الانفجار.وفيما لفت وليم إلى أن الانشقاقات لم تشهدها الكنيسة سوى في عهد البابا شنودة، انتقد دعوته مؤخرًا للأقباط بطاعة أولى الأمر وكأنهم كوتة أو كتلة واحدة، مشيرًا إلى أن هذا الأمر يخالف الواقع فهناك حالة
إلي عادل جندي
مدمن ايلاف القبطي -كيف تعتمد في سرد التاريخ علي مصدر مسيحي كنسي وبدون التحقق من صحة تلك الوقائع من مصادر اخري محايدة ؟؟ فلايمكن أن يكون المؤرخ ساوري الذي اسمه الحقيقي الاب ساويرس صادقا في الوقائع التي يرويها عن الاضهاد المزعوم خاصة وأن هناك مصادر اخري تشير إلي عكس مايقوله منها كتاب (حضارة العرب ) للمؤرخ الغربي جوستاف لوبون وتوماس ارنولد المؤرخ البريطاني في كتابه (الدعوة إلي الاسلام ) ويذكر ارنولد بالنص (أن غير المسلمين قد نعموا علي وجه الاجمال في ظل الحكم الاسلامي بدرجة من التسامح لانجد معادلا لها في اوربا قبل الازمنة الحديثة ) إلي جانب مؤرخين مسيحيين محترمين منهم يوحنا النقيوسي في كتابه حول (الفتح الاسلامي) وكان معاصرا له يقول بالنص عن عمر بن العاص رضي الله عنه (ولم يأخذ شيئا من مال الكنائس ولم يرتكب شيئا ما سلبا او نهبا وحافظ علي الكنائس )، ويقول المؤرخ المسيحي المصري يعقوب نخلة الذي توفي عام 1905 في كتابه( تاريخ الامة القبطية )إن المسيحيين عاشوا في ظل الحكم الاسلامي في جو من التسامح عكس مايقول الاب ساويرس ( ساوري ) فلماذا يصر اقباط المهجر علي تزوير التاريخ مع أن المسيح عليه السلام يحرم الكذب ؟؟!!
إلي جاك عطاللة
قاريء -تقول (وانهاء الاحتلال الدينى و الثقافى و الاجتماعى الخانق لهم كبشر ولدينهم وثقافتهم و تاريخهم -- والرفض المستمر من جانب الحكومة واخوتنا المسلمين نذير شؤم وخراب على مصر بكاملها وليت العقلاء يبدأوا التحرك قبل فوات الاوان)وأنا اؤكد لك انكم تكذبون في مسألة الاضهاد المزعوم في السابق وفي الوقت الحالي بدليل الثلاثين في المائة من ثروة مصر التي تمتلكونها رغم أن تعدادكم لايتجاوز 6% من تعداد سكان مصر وتعيشون في ظروف مادية افضل من باقي المصريين المسلمين بفضل المليارات التي تأتيكم من كنائس اوربا وامريكا واغني اغنياء مصر من النصاري و65% من الوظائف المحترمة والتوكيلات التجارية هي ملك خاص لكم ايها المضطهدون ووزير المالية بطرس غالي منكم ورئيس المجلس القومي لحقوق الانسان وعضوية النصاري في لجنة السياسات التي تحكم مصر والحزب الوطني وافرة منهم هاني لبيب ولواء الشرطة المليونير المسيحي نبيل لوقا بباوي ، اما انهاء الاحتلال فهذا هو مربط الفرس في الموضوع فانتم تعتبرون المصريون الذين اعتنقوا الاسلام طواعية غزاة واستعمار وهذا منتهي الحقد والغل الذي يملأ القلوب ولاشفاء منه ،اما الخراب الذي تهدد به فلن يحيق الا بالحاقدين منكري النعمة والمستقوين بالخارج علي بني وطنهم لان العزف علي نغمة الاضطهاد المزعوم وانتم الاغني والاوفر حظا في ظروف المعيشة من المسلمين الذين يعانون البطالة والفقر والمرض يثير الناس ضدكم وللصبر حدود!! وأنا اتعجب كيف تنسبون انفسكم للمسيح عليه السلام ولاتتورعون عن تزوير التاريخ وتشويه الواقع وتزعمون وجود اضطهاد لايوجد الا في عقولكم فقط والواقع وبالارقام يكذب هذه المزاعم !!!
توضيح
عادل جندي -إلي فرات: رجاء مراجعة المقال السابق لمعرفة المقصود بمساعدة المصريين للعباسيين: وهو يتعلق بتسهيل دخول مصر والقضاء على بواقي الأمويين.إلي قارئ إيلاف: غير صحيح أن المسيحيين يتساوون بغيرهم دستوريا في الدول الممذكورة، وخاصة في مصر، لأن دستورها يجعل الشريعة المصدر الرئيسي للتشريع.
الى عادل جندي
قاريء ايلاف -ومن عجب ان عشرات الالوف من الاقباط يتحاكمون الى شريعة الاسلام في احوالهم الشخصية وان المسيحي التقي يكتب وصيته ويسلمها لجاره المصري المسلم ويأتمنه عليها الى حين وفاته ماذا تسمي هذا ؟ بعدين هذه المادة في الدستور لا تودي ولا تجيب والدستور المصري اقرته الجماعة المصرية مسلمين ومسيحيين ويهود والدساتير تقرها الامة بأغلبيتها انتو متى ستكفون عن الاحقاد التاريخية والتطرف الديني والقومي المتسربل بالعلمانية المتطرفة ؟!! مصر دولة وطنية علمانية وليست دينية الشعب متدين ايوه مسلمين ومسيحيين اما الدولة فلا بارات مراقص اعلام استبداد كيف تكون دولة دينية ؟؟؟؟!!!
إلي عادل جندي
متابع -تقول (غير صحيح أن المسيحيين يتساوون بغيرهم دستوريا في الدول الممذكورة، وخاصة في مصر، لأن دستورها يجعل الشريعة المصدر الرئيسي للتشريع.) وهذه فرية اخري لان الدستور في المواد 45،46،47 ينص صراحة علي المساواة بين المواطنيين امام القانون بصرف النظر عن الدين او اي اعتبار آخر ، كمت أن المادة الاولي من الدستور تنص علي اقرار مبدأ المواطنة التي لاتفرق بين المواطنيين في الحقوق والواجبات بين المسلم والمسيحي ، نصيحتي لاقباط المهجر كفاكم اللعب علي وتر الفتنة الطائفية فانتم الخاسرون إن شاء الله ولن تنفعكم امريكا وعليكم أن تعلمو أن الشعب المصري لن يصبر عليهم وعلي اكاذيبهم واستقواءهم بالامريكان اكثر من ذلك !!!
إلي هاني
مدمن ايلاف القبطي -اهديك هذه الدراسة العلمية الموثقة ردا علي تعليقك الذي تقول فيه (ومازال هناك اكثر من 2000 على ابواب قاعات المحاكم ليسمح لهم بممارسه واثبات مسيحيتهم على الاوراق )وقبل أن اعرض عليك الدراسة اذكرك بمقابلة للاب مكسيموس مع قناة الجزيرة اكد فيها أن هناك اكثر من مليون قبطي تحولوا للاسلام هربا من تعنت وظلم الكنيسة التي ترفض اعطاءهم تصريح بالزواج الثاني واليك لدراسة ....... ،والدراسة تدين تشدد الكنيسة المصرية وتتهما بـ ;إتعاس الأقباط وأن هناك .. 300 ألف(ثلاثمائة الف ) قبطي وقبطية يلجأون للمحاكم المصرية طلبا للطلاق منذ تولي البابا شنودة الكرسي البابوي منذ 1971 بعد ان اصدر البابا شنوده الثالث بطريرك الاسكندرية والكرازة المرقسية اثر وصوله الى كرسي البابوية قرارا بتحريم الطلاق الا لسبب واحد هو الزنى متجاوزا بذلك قانون توحيد القضاء الصادر في 1955 والذي الغى المحاكم الشرعية والملية القبطية. كما بات يتعين على الاقباط الراغبين في الزواج مجددا ان يحصلوا على تصريح بذلك من الكنيسةولفتت الكاتبة في كتابها إلى أن ان الكثيرين من الاقباط اتجهوا لتغيير ديانتهم (اي اسلموا) حتى يتمكنوا من الزواج مجددا ، موضحة ان تشدد الكنيسة يمنع الكثيرين من الطلاق كما ان من يحصلون عليه عبر المحاكم المصرية يعجزون عن الزواج مجددا لعدم حصولهم على تصريح للزواج، من ناحيتها حصلت الفنانة هالة صدقي على طلاقها عام 2001 استنادا الى قانون الخلع الاسلامي في مصر الذي بدأ تطبيقه قبل خمسة اعوام. وتسرد الكاتبة مجموعة من الاحداث التاريخية مشيرة الى ان الاقباط الذين يعتبرون الزواج سرا من اسرار الكنيسة تأثروا بالمسلمين في عصر عبد الملك بن مروان (من 685 حتى 705 ميلادية) الحكم الاموي وانتشرت بين العديد منهم عادة تعدد الزوجات واقتناء الجواري.ورغم ان المسلمين في فترة حكم عمرو بن العاص في مصر (القرن السابع الميلادي) جعلوا الفصل بين الاقباط في الاحوال الشخصية يخضع للكنيسة فان الكثيرين من الاقباط لجأوا في حل قضايا الطلاق لديهم الى المحاكم الشرعيةالاسلامية، ودفع ذلك الكثير من البابوات الاقباط الى تحريم المسيحيين الاقباط من اللجوء الى المحاكم الشرعية الا ان ذلك لم يكن ذات فائدة، وتتطرق الكاتبة الى قرار المجلس الملي للاقباط في عام 1938 بشان تحديد الاسباب التي تجيز طلاق المسيحيين وهي الزنى وتغيير دين احدهما وغياب احدهما اكثر من خمس