كتَّاب إيلاف

صاحب التاج والصولجان وسلطان الغربان

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
-1-
إنه ملك الملوك، وسلطان السلاطين، وأمير الأمراء، وشيخ الشيوخ، وعمدة العمد الأفريقية. صاحب الثورة الخضراء والكتاب الأخضر، والخيمة الخضراء، والزي الليبي الأخضر، وشعاره خارطة أفريقيا الخضراء. إنه الأخضر ابن الأخضر. وقائد ثورة الفاتح الخضراء (وهي ثورة غبراء في الواقع. فقد كان حكم العائلة السنوسية أفضل بكثير من حكم العائلة القذافيّة، والشعب الليبي يتحسر الآن على عهد السنوسية). وهو الزعيم الأخ القائد. ولم يبقَ في ليبيا نعتٌ أو صفةٌ سلطانية إلا وأُلصقت بمعمر القذافي، الذي أصبح البهلوان، وأضحوكة أهل الشرق والغرب، من العرب والعجم.
فلم يبقَ نعتٌ كريمٌ أو صفةٌ ملوكية، إلا ووصف بها الزعيم الخالد نفسه. ولم يبقَ له من الصفات إلا أن يُطلق على نفسه خليفة المسلمين، أو المهدي المنتظر، أو النبي الخاتم، لو لم يكن النبي محمد عليه السلام، هو الخاتم.
فأين العقل في كل ذلك؟
-2-
قالت الأخبار القادمة في الأسبوع الماضي من بنغازي بليبيا، أن ملوك وسلاطين وأمراء وشيوخ وعُمد إفريقيا، قد توّجوا معمر القذافي ملكاً لهم، وبايعوه، باعتباره "ملك ملوك إفريقيا. وطالب ملوك وسلاطين وأمراء وشيوخ وعُمد إفريقيا أن يُسمى القذافي اعتباراً من هذا التاريخ "ملك ملوك إفريقيا معمر القذافي. وجاء في البيان - بحسب وكالة الأنباء الليبية - "نحن ملوك وسلاطين وأمراء وشيوخ عُمد إفريقيا المجتمعين في مدينة بنغازي بالجماهيرية العظمى في 28 أغسطس/آب 2008 .. ولأول مرة في حدث غير مسبوق.. نحيي ونثمّن عالياً الدور التاريخي للأخ القائد "معمر القذافي" من أجل تحقيق حرية وعزة إفريقيا وبناء وحدتها.
فهل للقذافي دور تاريخي، غير أنه كان راعي وممول الإرهاب الأول في العالم؟ ولهذا لم تجرِ في ليبيا أية محاولة إرهابية لأي فصيل إرهابي. ففي حين أن المغرب العربي يعجُّ بالإرهابيين في الجزائر والمغرب وتونس، لا نجد للإرهاب أثراً في ليبيا. فمن يجرؤ على المسِّ بعرين الإرهاب القذافي. ولو كان ذكياً كبشار الأسد، لافتعل على الأقل حادثة أو حادثتين سينمائيتين إرهابيتين، لدفع تهمة رعاية وتمويل الإرهاب عنه.
-3-
فهل كان البيان الأفريقي بتتويج القذافي "ملك ملوك إفريقيا"، استباقاً للحكم الغيابي الذي أصدره القضاء اللبناني سميح الحاج بملاحقة القذافي، والقبض عليه، وربما إعدامه، فيما لو ثبت قتله للإمام موسى صدر ورفيقيه. فقد اعترف القذافي في خطابه في مدينة "سبها" الليبية في 31/8/2002 باختفاء الإمام ورفيقيه في ليبيا، رغم إصرار السلطات الليبية منذ اختفائه بتاريخ 31/8/1978 بأنه غادر الأراضي الليبية إلى ايطاليا، أم أن بيان تتويج القذافي كملكٍ لملوك إفريقيا، جاء رداً على اتهام القذافي بمقتل الإمام الصدر ورفيقيه؟
وهل سيحول التاج الإفريقي الذي وضعه القذافي على رأسه بالأمس، من ملاحقته والقبض عليه، ومحاكمته، فيما لو أرادت أمريكا وأرادت أوروبا ذلك؟
فبدون الإرادة الأمريكية والأوروبية، لن يستطيع أحد أن يأتي بالقذافي وعصابته إلى ساحة العدل. فالعدالة تحتاج إلى قوة عظمى لتطبيقها. وارتداء القذافي أمس بذلته البيضاء ووضعه خارطة أفريقيا الخضراء على صدره، وتوشّحه بالوشاح الأفريقي، وقد ظهر في هذه الهيئة كالبهلوان ( وهو حقيقة بهلوان)، أمام كوندوليزا رايس، ورفضه مصافحتها كامراة، خوفاً من النجاسة الدينية في شهر رمضان الكريم.. كل هذا لن يحول بين أمريكا وأوروبا وبين المساعدة على إلقاء القبض على القذافي بتهمة القتل المتعمد، فيما لو كان لأمريكا وأوروبا مصلحة في ذلك.
-4-
والقذافي لم يقتل الإمام الصدر ورفيقيه فقط، ولكنه قتل أيضاً المعارضة الليبية (كلاب الشوارع الضالة كما يُطلق عليهم) من قبلهم، وقتل الشعب الليبي من قبلهم ومن بعدهم. وحوّل القذافي الشعب الليبي (اللجان الشعبية) إلى قطعان من الماشية والأنعام، لا تفكر، ولا تقرر.
فالقذافي هو الذي يفكر نيابة عن الشعب الليبي، وكان نتيجة تفكيره "الكتاب الأخضر" الذي يعتبره إنجيل ليبيا، وإنجيل كل من يطلب المساعدة من ليبيا. فعندما زار القذافي الأردن في المرة الأخيرة وافق على تمويل الأردن للبحث عن مصادر الماء، وتحسين زيادة كميات المياه، شرط تدريس "الكتاب الأخضر" في المدارس الأردنية، مما دفع الأردن إلى رفض ذلك.
والقذافي هو الذي يقرر القرار الليبي وحيداً فريداً.
وهو من يعلن الحرب والسلم وحيداً فريداً.
وهو من يساند الإرهاب الدولي ويتخلى عنه، ساعة يشاء، وكما يشاء.
وهو من يدفع مليارات الدولارات ثمناً لمغامراته الإرهابية السابقة. فالمال ليس مال الشعب، وإنما مال العائلة القذافية الثرية جداً. فوالد القذافي (محمد أبو منيار) كان مليارديراً كبيراً على مستوى العالم، وكان صاحب سفن وعمارات ومزارع وبنوك في أوروبا وأفريقيا. وقد ورث الفتى معمر هذه الثروة عن أبيه وجده. ولعب بهذه الثروة كالمقامر على موائد القمار بلاس فيجاس. فخسر كل هذه المليارات.
والقذافي في ليبيا هو المثقف، وهو الفيلسوف السياسي، وهو الكاتب والحاجب، وهو العاطي والآخذ، وهو الشاعر والفاجر، وهو الدستور والمحظور، وهو كل شيء في ليبيا.
فقد اختفى من ليبيا الأدباء والشعراء والمبدعون والسياسيون والقادة العسكريون، ولا نسمع ولا نشاهد في ليبيا الآن، غير القذافي وأولاده، يسرحون ويمرحون.
-5-
يظن بعض الحكام العرب أنهم بمولاتهم لأمريكا وبتلبية طلباتها، وتحقيق أهدافها هنا وهناك، كما فعلت ليبيا القذافي، أنهم أصبحوا في مأمن من شرها ومن قوتها، ما داموا قد جلسوا في الحضن الأمريكي الدافيء.
لقد وقع في هذا الخطأ عدة حكام وعلى رأسهم صدام حسين. ويقول لنا السفير العراقي السابق الدكتور محمد المشاط، في كتابه المهم الذي صدر أخيراً (كنت سفيراً للعراق في واشنطن)، أن صدام حسين وصل به الارتماء في الحضن الأمريكي إلى حد العمالة والجاسوسية. ولكن ما أن رأت أمريكا مصلحة في خلعه وشنقه حتى بادرت إلى ذلك، بغض النظر عن ثمن ذلك، وعن التضحيات التي دفعتها لتحقيق ذلك.
ومن هنا ننصح الزعماء العرب الموالين لأمريكا، بأن لا يضعوا في بطونهم (بطيخة أمريكية) وأن لا يطمئنوا للرضا والقبول الأمريكي، فبروز الأنياب الأمريكية، لا يعني أن الليث الأمريكي يبتسم، كما قال الشاعر قديماً.
ففي السياسة لا أخوة ولا تسامح، ولكن هناك قوة ومصالح.
وعلى لبنان أو غير لبنان، أن يثبت لأمريكا - كما فعلت المعارضة العراقية سابقاً - بأن من مصلحة أمريكا القبض على القذافي ومحاكمته، وأن يُقنع أمريكا والغرب بذلك.
السلام عليكم.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
رايس ستثأر لكرامتها
كركوك أوغلوا -

المهدورة !!..والمعروف أن المنقبات والمحجبات النتأسلمات هن من لايصافحن الرجال !!..أيه الأمام الغائب سيدافع عنك الآن من له القدرة والقوة حتى على ملك ملوك الكوميديا ؟؟!!..

من علامات الساعة
صابرين علي -

لا شك أن القذافي هو من علامات الساعة ويم القيامة. فهذا هو آخر الزمان.

لك الله يا مصرى
مصرى -

ننبه الشعب المصرى الكريم ان هناك صراعا بين الدكاترة ملوك السعودية مع القذافى ملك ملوك افريقيا قد استعر فى مصر فوضع دكاترة السعودية يدهم على النصف الشرقي لمصر ووضع ملك الملوك يده على النصف الغربى وقريبا جدا سنشاهد حربا بين النصفين يماثل حرب حماس وفتح على ارض مصر مادام الامن القومى المصرى اصبح بيد مؤسسة خرجت اشخاص من عينة محس السكرى ضابط الامن القومى المصرى القاتل الفاشل لسوزان تميم ومن عينة هشام طلعت مصطفى الملياردير المغفل الذى كان من الممكن ان يشترى عشر ملكات جمال من عشر بلاد مختلفة بالعالم بربع السعر الذى دفعه فى فنانة واحدة

لك الله يا مصرى
مصرى -

ننبه الشعب المصرى الكريم ان هناك صراعا بين الدكاترة ملوك السعودية مع القذافى ملك ملوك افريقيا قد استعر فى مصر فوضع دكاترة السعودية يدهم على النصف الشرقي لمصر ووضع ملك الملوك يده على النصف الغربى وقريبا جدا سنشاهد حربا بين النصفين يماثل حرب حماس وفتح على ارض مصر مادام الامن القومى المصرى اصبح بيد مؤسسة خرجت اشخاص من عينة محس السكرى ضابط الامن القومى المصرى القاتل الفاشل لسوزان تميم ومن عينة هشام طلعت مصطفى الملياردير المغفل الذى كان من الممكن ان يشترى عشر ملكات جمال من عشر بلاد مختلفة بالعالم بربع السعر الذى دفعه فى فنانة واحدة

تحليل جيد
احمد -

قد تكون ياسيدى الصوت العربي الاول في مجال فضح الحكام العرب ولكني ارى ان وقت القذافي لم يحن بعد0

السلطانيه
طــــ الوزيرـــــارق -

السر يا عميد فى السلطانيه ! ففى المره القادمه سيعلن القذافى انه سيضع على راسه تاج (السلطانيه الليبراليه )مثلما فى السابق تسابق الشيوعيين اليه بعد ان تستروا وراء تاج الناصريه...وما الدنيا اِلا مسرح كبير فيه سلاطين وصولجانات...وزمارين وعازفين !!...والاهم ان يأتى الكلام من داخل الشعب الليبى وليس من الفضاء الانترنيتى الامريكى فقد اذل كوندليزا وجعلها تقابله فى خيمه امام بنايه هدمها ريجان الممثل الامريكى فى زى رئيس امريكى !!

thank u
zwary -

thank you..

السلطانيه
طــــ الوزيرـــــارق -

السر يا عميد فى السلطانيه ! ففى المره القادمه سيعلن القذافى انه سيضع على راسه تاج (السلطانيه الليبراليه )مثلما فى السابق تسابق الشيوعيين اليه بعد ان تستروا وراء تاج الناصريه...وما الدنيا اِلا مسرح كبير فيه سلاطين وصولجانات...وزمارين وعازفين !!...والاهم ان يأتى الكلام من داخل الشعب الليبى وليس من الفضاء الانترنيتى الامريكى فقد اذل كوندليزا وجعلها تقابله فى خيمه امام بنايه هدمها ريجان الممثل الامريكى فى زى رئيس امريكى !!

مجرد رأي
وائل -

اتمنى أن تطال انتقادات شاكر النابلسي للحكام العرب بعض ملوك وامراء الخليج ام هؤلاء ديمقراطيون بالفطرة.

اكتفي
محمد الاردني -

اكتفي بالتعليق رقم 2 ورقم6

عميد الاحرار
رعد الحافظ -

يعني لو كنت لاتملك اي تراث في الكتابة يا د.شاكر النابلسي , وكانت هذه المقالة هي الاولى والاخيرة لك , لكنت ايضا استحقيت لقب عميد الكتاب الاحرار في الوطن العربي .وقد تكون هذه مبالغة مني وانا احاول ان لا ابالغ في تعليقاتي , لكني لم اصمد هذه المرة .نعم اميركا تستدرج هؤلاء الرؤوساء الى مصير اسود . وهي لم ترضى بتوسلات صدام حتى حينما عرض عليها نصف النفط العراقي شرط ابقائه في الحكم ورفضت ذلك .والعقيد الليبي لن يكون اقوى من صدام في حب البقاء لكنه اكثر منه تحايلا وهذا يطيل وقته قليلا .ولو قدر لي محاكمته لاضفت الى جرائمه بحق الشعب الليبي جريمة مظهره الخارجي و تعامله باستعلاء مع القادة الزائرين .

عميد الاحرار
رعد الحافظ -

يعني لو كنت لاتملك اي تراث في الكتابة يا د.شاكر النابلسي , وكانت هذه المقالة هي الاولى والاخيرة لك , لكنت ايضا استحقيت لقب عميد الكتاب الاحرار في الوطن العربي .وقد تكون هذه مبالغة مني وانا احاول ان لا ابالغ في تعليقاتي , لكني لم اصمد هذه المرة .نعم اميركا تستدرج هؤلاء الرؤوساء الى مصير اسود . وهي لم ترضى بتوسلات صدام حتى حينما عرض عليها نصف النفط العراقي شرط ابقائه في الحكم ورفضت ذلك .والعقيد الليبي لن يكون اقوى من صدام في حب البقاء لكنه اكثر منه تحايلا وهذا يطيل وقته قليلا .ولو قدر لي محاكمته لاضفت الى جرائمه بحق الشعب الليبي جريمة مظهره الخارجي و تعامله باستعلاء مع القادة الزائرين .

ليس صائما
محمد السويدي -

من مخالطتي لبعض الشبان الليبيين اقول والله اعلم ان القذافي لايصوم فعلا انما شكلا فقط امام الناس.وتصرفه لعدم المصافحة يعكس نفسيته .

صحيح ولكن
أمينة -

كلام سليم إذا فيه عدل في هذا العالم المادي فأنه من المفروض أن توكل مهمة انهاء حياة أو حكم الدكتاتوريين وخصوصا الذين تنال شرور دكتاتوريتهم إلى ما بعد حدود بلادهم هيئات عالمية وليس أمريكا!! كما حدث مع سفاحين الصرب!! ومع هذا إذا امريكاالتي لديها القوة تريد إنهاء حكم القذافي فلن تعدم الوسائل في تحقيق ذلك فهم لا ينتظرون قاضي لبنان حتى يذكرهم بواحد من أشرار العالم!! ,انت نفسك قلت ان الإتهام أوالمسائلة العالمية تستوجب ملازمة القوة لها .. فلن يعمل لطلب لبنان حساب لان السياسة الحقيقية وراء الكواليس وليس ما نسمعه او نشاهده في هذا الاعلام المدفوع!!.. القذافي بطاعته لأمريكا ظهر شكليا امام العالم كالتلميذ المطيع لأساتذته وهذا هو النمط الذي ترغب امريكا ان تراه مع حكام عنيدين ومخيفين من عينة نجاد والكوري البشير وأمثالهم!! حيث ان الحكام الآخرين -مع احترامي للشعوب المغلوبة على أمرها- في جيوبهم!! كيف يجرجرون القذافي الان بعد ان لمعوا صورته وكأن شيئا لم يكن!؟ وكيف يتنازلون عن دماء موتاهم في لوكربي ويوتا والملهى ويتحفزون للثأر لدماء الصدر ومرافقيه؟؟؟ إذا بيتحركون فالأولى اولاد جلدتهم الذين تنال الإدارة الأمريكية بسببهم سيول من الإنتقادات اللاذعة منذ أن "سامحوه" ونزعوا عنه صفة الإرهاب!!والأهم أن تنهي امريكا دكتاتوريتها على العالم قبل أن تنهي عهود تلاميذها او بالأحرى فراخها.

لا امل
ليبى حر -

يا عزيز ى لا امل 39 عاما ونحن ننتظر بلا فائدة بلا ليكن الله فى عون الشعب الليبى

لا امل
ليبى حر -

يا عزيز ى لا امل 39 عاما ونحن ننتظر بلا فائدة بلا ليكن الله فى عون الشعب الليبى