أي دولة تريدون؟ كونية الفرد وأنوية السلطة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
فكيف يرى "الانسان العربي " السلطة؟ وما هي الدولة بالنسبة له؟ و ما هو "الفرد" في الذهنية العربية؟؟ كيف يرى الفرد العربي علاقته بالدولة؟
يتجه سكان الدول الغربية عادة الى الاعتقاد أن ثمة رابط متين يشد الفرد تجاه دولته، التي تمثل له المؤسسة الرسمية المعنية بحفظ حقوقه وصيانتها، وهي المسؤولة عنه وعن سلامته و حاجاته الأساسية، وهي المعين له في أزماته، وهي التي تنظم له علاقته وتضمن له حقوقه مع دوائر المجتمع، بدءًا من الأسرة وصولا الى علاقات العمل، وتتبلور هذه العلاقة الايجابية المتناغمة من خلال عقد اجتماعي بين كلّ فرد والدولة، لذلك فالمواطن عندها يشعر بالأمان في التعاطي مع رموز دولته ومؤسستها و يجنح اليها كأول حلّ لأي مشكل يعترضه او ينتهك حقوقه، هكذا يمكن ان نلخص علاقة الفرد بالدولة في الانظمة الغربية فكيف الحال في الانظمة الاخرى ومنها العربية؟
طيلة أعوامٍ مضت وانا أحاول أن أفهم جوهر العلاقة الجدلية المعقدة في عالمنا العربي وعلاقة "الفرد بالسلطة" - ولا أقول ب"الدولة" لان الانظمة القائمة لم ترق لأن تكون "دولا" بعد- علما ان هذه العلاقة تتشابك حولها معطيات كثيرة بالغة التعقيد، وتتدخل فيها العقائد والديانات والثقافات المتراكمة عبر عصور، ناهيك عن بنية الفكر المؤسس للممارسات ؛ محاولتي تلخصت برصد وجهة نظر الفرد العربي تجاه السلطة بدءًا من عامة الناس وصولا الى النخب الفكرية والسياسية والثقافية.
ويمكن ان يسجل المرء الملاحظات التالية:
السلطة في أذهانهم عامة الشعوب العربية، عبارة عن جهاز منفصل عنهم قائم بذاته لا علاقة لهم فيه في أحسن الأحوال، وبالمجمل فالعلاقة مبنية على التوتر والنفور، وغالبا ما تسعى الشعوب الى الوصول الى معادلة تسوية قائمة على ما مبدأ " ياحكومة انت بحالك وأنا بحالي"، وقد ساد توافق عند الافراد العاديين نساءًا ورجالا، على انه من الجيد والاسلم ان لا يتعاطى الفرد في اي امر يخص الشأن العام، وان يبتعد عن السياسية وأهلها قدر الإمكان! والغريب ان معظم العائلات العربية بتربيتها الراديكالية تتفاخر بأنها تربي أبنائها على الجهل التام بالسياسة والحقوق المدنية!
هذه صورة عامة تنطبق على معظم الشعوب العربية،أما في بعض الانظمة "الشمولية"، فالمشهد أشد سوادًا، وعلاقة الفرد بالسلطة أكثر توترًا، فالسلطة والدولة تتلخص من وجهة نظر الفرد بأنها عبارة عن جهاز قمع وتأديب، وهو جهاز حرّ بأن يفعل ما يشاء ساعة يشاء، وينتهك حقوق الفرد والجماعة ساعة يشاء، دون ان يعارضه أحد، ومن يتجرأ ويفتح فمه فسيلقى مصير من سبقه، وهي تتلخص في الاذهان برموز هي "الطاغية - الشرطة - السجن - البلطجة - الفساد المالي "، لذلك فالسواد الاعظم من الشعب في هكذا نظام يلتزمون الصمت التام ويقفلون أفواههم، يشتمون سلطتهم سرًَا ويدعون للزعيم بطول العمرجهرًا!
اما في بعض الدول العربية الأخرى فإن السلطة في نظر المواطنين هي عبارة عن عائلة حاكمة " مقدسة" لا يجوز لغيرها مجرد التفكير في كل ما يتعلق بأمور البشر و لايُسئلون بأي شكل عما يفعلون! ومفهوم الدولة والحق المدني غائب كليًّا في أذهان الناس ناهيك عن مفهوم الفرد حيث الفرد لا يرى ذاته الا من خلال عصبيته القبلية!ومن المفارقة ان أنظمة كهذه أدت الى نشوء يأسٍ شعبي عارمٍ من كل ما يحيط بها، والأشد خطورة من اليأس هو أن من يتبنى "تغيير هذه الانظمة " هم "الحركات الأصولية" في حين ان الانتلجنسيا والنخب شُردت في شوارع الدول الاوروبية، فأي كارثة أشد تحيط بنا من ان نجد ان "الأصوليات" على رأس الثائرين من أجل الديموقراطية والحرية والحقوق؟ على الرغم من غياب القيم المدنية والحريات من عقيدة هذه الحركات! "الفردانية " تكامل اجتماعي وعدالة سياسية:
يمكن للعاقل ان يلحظ الغياب شبه التام لمفهوم "الفردانية" و "الحقوق المدنية" من عقلية الانسان العربي، فالفرد لا يُنْظَر له بوصفه كينونة خاصة لها حقوق مميزة، والحق الانساني بوصفه شيئ أصيل يتعلق بوجودية الفرد يكاد يكون غائبًا. اذن فعملية وعي مبدأ "الفردانية " يكون جوهر فهمنا للعلاقات الانسانية والاجتماعية والسياسية.
ان الفردانية مفهوم انساني جامع، ويتحقق من خلال "الفرد" الماثل في الكيان الانساني؛ انها تطال الانسان بوصفه "كونًا ماديًّا" كما تمتد الى الجانب الروحي منه، وعلى هذا المستوى فالناس اجمعين يتساوون أما حقيقة "انسانية الفرد"، التي تتمأسس بنيتها على مبدء أن جميع الافراد على اختلاف انتماءاتهم واعراقهم واثنياتهم يتمتعون "بالحق الانساني " و "حرية الروح"، وهم من وجه آخر يتكاملون في كيان غير متناقض. وهنا تكمن عظمة "الفردانية" وحقيقتها في آن!
"لأنها تعني احترام التمايز والتنوع بين كل كائن وآخر في ضوء تكامل الاجتماعي والوحدة الوجودية؛ وان كنا نعد ان الفرد كيان محترم وكينونة مصانة، فإن إحترام حقوقه تفترض احترام " حريّة اختياراته الفردية" وهي غاية كامنة في الكيان الانساني لا تُدرك الا من خلال "ديموقراطية فكرية" وتسامح حقيقي.ان تحقيق "الفردانية لا يعني بحال من الاحوال تكريس "انوية البشر وعنصريتهم " بل هو مفهوم يتسع من "الانوية السلبية السلطوية الطاردة للآخر " الى مركزية مفهوم "الانوية الانسانية المتسامحة" إذا صح التعبير، وهي بهذا المعنى تتمحور حول: تحقيق خبرة الفرد الذاتية، اضافة الى تحقيق كينونته الاجتماعية في مجتمع انساني ؛ اما فردانية الروح فهي تتبلور من خلال "كونية الكائن في اطار وحدة الوجود ".
بطبيعة الحال لا مكان لعنصرية السلطة في هكذا منظومة لان السلطة ترتبط "بالعنف" بشكل مباشر ووجودها يتنافى مع احترام الانسان، الفردانية تتحقق في "دولة" بوصفها مؤسسة اجتماعية ترعى حقوق الافراد وتصبح السياسة وسيلة فعالة لتحقيق الادارة المدنية على الوجه الحسن، ويكون الساسة عندها هم "الحكماء" و"الرئيس" هو خادم التكامل والعقد الاجتماعي الساعي الى ان يتجاوز بانسانيته العنف والاكراه، منفتح القلب عادل.
لا اتحدث عن مدينة فاضلة! ولكن هذه هي حقيقة الكائن المسمى انسان!
ولن يستمر العنف وشهوة السلطة تأخذنا ونحن عنها غافلون!!كاتبة لبنانيةMarwa_kreidieh@yahoo.fr
http://marwa-kreidieh.maktoobblog.com
التعليقات
الفرد والمجتمع
خوليو -التربية التي كانت سائدة في معظم المجتمعات الانسانية قبل بدء التغيير في كثير من مناطق العالم هي التربية المؤسسة على أن العائلة هي الخلية أواللبنة الأولى لبناء مجتمع ما،التغيير الذي بدأ في القرن الثامن عشر في أوروبا اتجه نحو اعتبار أنّ الفرد هو اللبنة الأولى، وقد اقتربوا كثيراً من جادة الصواب لأن العائلة نفسها بالمفهوم البطريركي للمجتمع مؤلفة من أفراد ، وبقدر ماتكون تربية الفرد جيدة: مساعدته على الوصول لكافة مختلف المعلومات والانجازات البشرية بدءأ بمحيطه، بقدر مايكون هذا الفرد مؤهلا لاستيعاب عملية التطور البشري، التربية المدمرة لأي مجتمع هي تلك التربية الوحيدة اللون الداعية لامتلاك الحقيقة المطلقة والمفروضة فرضاً في المرحلة الأولى من تكوين الفرد اجتماعياً،في هكذا مجتمع يقضون على الحرية الفردية للشخص لصالح الجماعة، ويحولون ذلك الفرد لآلة بيد المجتمع الذي يفرض عليه قوانينه وعاداته وثقافته، وعفوا حضرة الكاتبة فمقالتك التحررية هذه تناقض حجابك ، لأن هذا الأخير أداة قمع اجتماعي فرض فرضاً في المراحل الأولى من الحياة وقبل أن تدرك المرأة حرية الاختيار ، والسؤال الذي يطرح نفسه لمزيد من الإضاءة على هذه المداخلة هو: هل يحق لأحد ما أن يضع مكبر للصوت ويقول في خطبته وعلى مسمع من الأطفال قبل سن النضج أن هناك من سيحرق الجلد وتدخل النار المستعرة لتكوي الأحشاء إن لم نطبق حدود الله ؟ تربية الفرد مهمة جداَ لتكوين المجتمعات المتعافية الصحية فيما بعد، أليس من المخجل أن لايعرف الفرد في منطقة بلاد الشام ومصر تاريخ حضارة بلاده إلا من القرن السابع الميلادي ؟ كيف لهذا الفرد أن يتفهم دوره في المجتمع إن لم يتعرف على الإنجازات الحضارية التي سلموه إياها أجداده، ؟ كيف سيفهم تاريخ نشوء الأديان إن لم يعرف دور الإنسان فيها؟ بقدر مايكون الفرد مؤهلاً وغزير المعلومات المتنوعة بقدر ما يساهم في بناء مجتمعه ودولته، التعليم في بلاد الصلاة والصوم ونشر المعلومات بالضجيج، يشبه دهان صاجات السيارات على الحامي، يلصقونه بالنار في مرحلة التكوين الاجتماعي الأول ويصعب ازالته فيما بعد، ويظنون أنهم أحراراً.
الاصطياد في العكر
اوس العربي -يبدو القس خوليو لايوفر فرصة الا ويعرض فيها بالدين الاسلامي وبالمسلمين ، الا يحدث هذا في كل الاديان والمعتقدات ؟!! هل تعطي الاسرة المسيحية الفرصة لاولادها فرصة الاختيار فضلا عن التفكير الا ينسحب هذا اليهودية ؟!! مداخلتك ليست في صلب الموضوع وبعيدة تماما ولكنه تخليص لثارات فكرية واعتقادية قديمة اعتقد انك تحاول عبثا لانريد ان نقدح في دينك ولا الطريقة التي ينشأ عليها المسيحي فكما قال ربنا لكم دينكم ولي دين ان التخويف من النار في كل الاديان والمعتقدات بل داخل المؤسسات المدنية والتجارية اذا لم تلتزم بالاوامر بالتعليمات باللوائح وذنبك على جنبك ستجد نفسك ثاني يوم في اتون نار المعاناة
مأزق الفردانية
مرتاد ايلاف -يرى الكاتب المغربي الطيب بوعزه ان الليبرالية بوصفها مذهبا يطلق الفردانية من أي ضابط قيمي غير ضابط المنفعة المحددة كميا، أراها تتضاد مع أساس القيم الأخلاقية. ومن هنا يجوز لنا القول إنها كفلسفة اقتصادية أو نسق مجتمعي تقف مهزوزة أمام سؤال الأخلاق؛ لأنه ليس لها في مرجعيتها النظرية، ولا في تطبيقها المجتمعي ما يمكن أن يسند القيم الأخلاقية بما هي التزام يتعالى على النفعية الفردانية. فالرؤية الليبرالية للاجتماع تتأسس على منظور فرداني يقصد الربح المادي والمنفعة الشخصية؛ وبذلك فهي عاجزة عن تبرير ذاتها كفلسفة تقصد بناء الحياة المجتمعية، لاحتياج هذه الحياة ولابد إلى الأساس الأخلاقي المتعالي على المصلحة الفردانية، أساس شارط لها لا مشروطا بها.الحياد الأخلاقي الذي تزعمه الليبرالية لنفسها هو إثبات لعجزها عن تأسيس المسألة الأخلاقية على نحو يبلور نظرية قابلة لأن تتسمى حقا بالأخلاقية"ما يؤكد إفلاس النزعة المذهبية الليبرالية هو النظر في مرجعيتها الفلسفية، وبحث أصولها النظرية التي سعت إلى التأسيس والتنظير للمحدد الأخلاقي، فانتهت إلى ما يثبت عدم استحقاق نتاجها لأن يسمى فلسفة أخلاقية أصلا"الأخلاق الليبرالية هي الأحق بأن تُنعت بالأبيقورية –بمدلولها الشائع كطلب للالتذاذ الحسي والنزوع الفرداني- لأنها تنظر إلى الكائن الإنساني كجسد، وتستجيب له بوصفه كينونة جسدية ذات غرائز تطلب الالتذاذ والإشباع"
كلام بكلام
محمد -كاتبة المقال ليست بعالمة إجتماع ولهذا فقد شطت بالطبع وحصلنا على خلطة صوفية مع علم إجتماع أو مايشبه علم الإجتماع. نهاية صوفية لمقدمة من نوع آخر. كذلك لدينا المعلك المزمن خوليو المتضايق من حجاب الكاتبة و الذي لايريد ترك البشر وشأنهم ويتكلم عن حرق الجلد والأحشاء. من مراقبة مفرداته وتعابيره نلاحظ تأرم نفسي شديد لأصراره على دق الماء وهي ماء /لاأعرف إذا كان يعرف مامعنى هذا/، أما عن المقال فتخيلوا أن نقرأ عن الطب من قبل مهندس؟ لغة عجيبة فمن أين أتت كلمة تتمأسس؟ وهل تعرفوا أن أثنية الشخص هي عرقيته؟
دولة العدل
اوس العربي -نريد دولة العدل ولايهم بعد ذلك نوعها
محمد بيك
خوليو -ياسيد محمد أنا غير متضايق من حجاب الكاتبة ولكني أعترف لك أنني في تضايق وشفقة عليك وعلى أمثالك لأنك تعجز عن التقاط الفكرة وتستخدم تعابير تدل على مستواك الثقافي فهذا المستوى يرتقي لمستوى التعابير التي تستخدمها حضرتك.. في تعليقك على الكاتب الدكتور النابلسي لمحت بأنك تعمل في تصوير مسلسل فإذا كنت ممثل وكنت نفس المحمد فقل لهم أن يديروا الكاميرا ويسجلوا تعابيرك وافحصها جيداً عندما تجلس لنفسك، وستجد أن دفترك فاضي ،اجهد على نفسك قليلاً يارجل، وداعاً. سأثابر على قراءة تعليقاتك ، لأنهاتعطي العقل لحظات راحة فهي صف كلام وفارغة من الأفكار، الكاتبة عندها مشاريع فكرية ومشروعات حلول،أيضاً لم تلتقطها حضرتك، ياحرام.
خوليو العظيم
محمد -لاتنكر ياخوليو آنك مزعوج من حجاب الكاتبة. من إنسان يدعي التقدم مثلك يجب أن لايشكل هذا أية إشكال لديك. من الملاحظ أنك تكرر نفس الملاحظات حول حجاب الكاتبة دائماً. أما عن ثقافتي المتواضعة فأعتقد أنك أخطأت بنعتي بالجاهل. موضوع الكاتبة يمكن تصنيفه بمقال حول موضوع في علم الإجتماع. هل درست حضرتك علم الإجتماع في الجامعة إو في الدراسات العليا؟ بالطبع حضرتك لست بعالم إجتماع فالرجاء الصمت. من مراقبة مفرداتك من الواضح توترك وعدم الراحة النفسية. مثال على ذلك قولك حول حرق الجلد والنار المستعرة حارقة الأحشاء. أقرأ تعليقاتك للتسلية وكما نعتت حضرتك تعليقي بأنه صف كلام فهذا أحسن من أن يكون كلامي يعكس حالة نفسية مزمنة. من المضحك قولك حول أنه لدى الكاتبة مشاريع فكرية وحلول التي لم ألتفطها. شيئ جميل أن يكون لدى البعض مشاريع وحلول، ولكن المشكلة هي أن البعض أمثالك والكاتبة يدعون إمتلاك الحقيقة المطلقة. أنا مع الشك ومن الواضح أن هذا فوق مستواك الفكري. من المضحك يامن يعيش في القرن السابع أن يناقشني وأنا في القرن الواحد والعشرين وتفكيري يعكس هذا القرن الحالي. كلامك ساذج في أحسن أيامه وأرجوا أن ترحمنا من فكرك المتكرر. عاش التجديد
كلام عميق
writer -الطرح فلسفي بامتياز وهو جديد لانه فيه مزج بين مفهوم الفرد بالرؤية الليبرالية ومفهومه عند فلاسفة التصوف ، لا اخفي اعجابي بالكاتبة لانها تجمع التناقضات في اطار عجيب وهو شيئ يدل على معلومات غزيرة وقدرة على توليد المعاني .. كما ابارك لها كتابها الجديد ,,,افكار متمردة,, الذي يشمل معلومات قيمة فعلا
الدولة التي نريد
اوس العربي -من حيث المبدأ الدولة في الاسلام دولة مدنية بطبيعتها لا دولة دينية اي دولة لا يحكمها علماء الدين لا منطق في حرمان عالم الدين من الترشح السياسي احبذ منطق عدم تمذهب الدولة اي ان الدولة لا مذهب رسمي لها اي ان الدولة تكون حيادية ازاء المذاهب هي دولة عربية ومسلمة بحكم الاغلبية العرقية و الدينية مع التأكيد على عدم الاجحاف بالعرقيات والاديان الاخرى داخل الدولة دولة تسمح للجميع بمزاولة معتقداتهم الدينية ـ لايشمل هذا الردة عن الاسلام بالتصريح بها او الترويج لها ـ ولا تسمح بالدعوة لغير الاسلام او بالافكار الهدامه او الطعن في ثوابت الاسلام او التشكيك بها او اطالة اللسان او السنان على رموز الامة ـ امن قومي ـ مرحبا بالاتقان بالابداع بالمبادرة الشخصية بالترقي الى اعلى المناصب مهما كان دينه ومذهبه ـ بما في ذلك منصب رئيس الدولة ـ اذا اثبت الشخص نظافة يده وضميره وولائه لبلده وناسه ، ومنضوي الى حزب شرعي يزكيه وقدم مشروعه الانتخابي وانتخبته الامة على ضوء ذلك ورضيت به لا اوافق على حرمان عالم الدين من العمل السياسي بدعوى القول ان عالم السياسة مدنس لا قيمة له السياسة في الاسلام تعني حسن سياسة الامة وادارة شئونها والسهر على رعايتها وحسن ادارة الموارد والعلاقات الداخلية والخارجية الاسلام يرفض الميكافيلية ليس في الاسلام منطق ان الغاية تبرر الوسيلة الاسلام مع الغايات النبيلة يسعى اليها بوسائل نبيله
مجددا تجني ع العقيدة
واغد محمد -قرأت المقال وبكل تركيز متفهما في الوقت ذاته وجهات النظر التي تطرحها الكاتب حول رؤية علاقة الفرد العربي بالدولة، الى ان بدا لي ان الكاتبة فضلت في اخر أطروحاتها اليأس من تغيير الانظمة العربية بديلا عن دعوة ومطالبة الأصولية على حد تعبيرها بالتغيير والإصلاح، كما المحت بالتستر وراء اللعبة الديمقراطية واستغلالها كوسيلة للوصول الى السلطة ثم الانقلاب على كل شيء والعودة الى عصر السيف والرمح. طرح ليس غريب ولا مفاجئ من طابور طويلة من العلمانيين وغيرهم مما لا توجه لهم الا ان يهاجموا هاته الحركات التي تعتبر المعتدلة والوسطية منها العمل السياسي والمقاومة السلمية نهج عقائدي في الدعوة الى الاصلاح والتغيير ;بالتي هي احسن ;. بل تمارسه قولا وفعلا في تنظيماتها الداخلية من الخليج الى المحيط بكل ديمقراطية وشفافية لكل بمسميات مختلفة ;الشورى ، البيعة، عن ما هو متداول في الدول الغربية او المستغربة، كما تتبني مشروع مدني حضاري يقوم على مبدأ لا إكراه في الدين ومتناغمة مع مقولة صلاح الدين فاتح بيت المقدس الدين لله والوطن للجميع& هذه هي العقيدة التي ان تمكن الاصوليين -بوصف الكاتبة- من تطبيق تعاليمها ومقاصد شريعتها ليعمن العدل والسلام في المنطقة بل والعالم بأسره.