السياسةُ وَفِقْه المعنى وفاقة المبنى
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
ولاشكّ أنّ الحكّام العرب قد أصبحوا من المتعالين إن لم يكونوا "الأعلون " فهم المؤمنون جدا، بقناعاتهم، وأنفسهم، وإرادتهم، ومَلُكاتهم، وإمكاناتهم، وصلاحياتهم، وشؤونهم، ومصالحهم، وأهدافهم، وغاياتهم، ورغباتهم، ونزواتهم الملحّة، ولو لم يكن لديهم الإيمان الكامل بما تيسّر لهم من نفوذٍ أنّ الأرض ومن عليها، مِلْكَ يمينهم وطوع بنانهم ورهن إشارتهم وتحت أمرهم وإِمْرتهم، فهل كان بوسعهم أن يستمروا لعقودٍ من الزمن لا تنتهي ولا تلين ولا تستكين، يستعبدون فيها الناس بعدما عجزت أمّهاتهم عن ولادتهم أحراراً؟. وأيّة حريّة يُمكن أن تضاهي إرادة الفئة القليلة التي غلبتِ الفئة الكثيرة بإذن المال والسطوة والجور والجبروت والقهر والطغيان، إنّها القوّة مفهوم يعلو ولا يُعلى عليه، ويغلب ولا غالب له، مبرر باسم الحقّ، وشائع حسب الأولوية والفهلوية والمحسوبية والعربدة المزمنة. السيادة إذاً قوّة والعاملون بها ثلّة من الأقوياء، فهل هم الأخيار الذين اصطفاهم الله دون سواهم من الرعيّة البسطاء ليبسطوا نفوذهم عليهم بلا تردد، ويواصلون فوقيّتهم بلا هوادة؟ وهل بوسع الضعيف الذي لا حول له ولا قوّة، عندما تشير كل الأصابع الذاتيّة الضمنية إلى ضعفه، أن يوجّه عنايته للقويّ ويواجه الصلْف بالسؤال؟ وأيّ سؤال يصلح للردع، عندما يتمادى مالك الإجابة في غطرسته، وغيّه، وغروره؟ يقول تعالى أيضا: {وكلا فضّلنا عن العالمين }"سورة الأنعام: آية 86
هكذا يتعرّفون كتاب الله يجتزئون منه دستورهم إلى الطغيان، ليبررّوا لأفعالهم ما لا يُبرر، و ينتحلوا المعنى الذي يريدون، ويصطفوا الكلام الذي يشاءون، يؤوّلون حسب ظنونهم الآثمة كافة الـتأويل، ويفسرون التفسير بعد التفسير كما يزعمون ويدّعون.
فهل وحدهم حقّا أصحاب السيادة والسعادة والمعالي هم الذين قد توارثوا ظهور الرعية ليمتطوها بسلام، ويدخلوا على متنها إلى أمجادهم آمنين مظفّرين، مكللين بالغنائم والثروات من خير البلاد والعباد دون حسيبٍ أو رقيبٍ؟
أمّ أنّ عِمْلَةَ الضمائر المستورة والمُلتبسة مزدوجة الوجه ومتعددة التسويق، فليس الحاكم وحده ربّ المصير الذي يقدّره ويقرّه للقطيع، بل هناك الزعامة الرديفة، والزعامة الحليفة، والزعامة الخصم، التي يبتدعها الدُهاة ويُساق إليها الأتباع سَوْق النِعاج بحواسٍّ مبتورة، ووعيٍ مخصيّ، وإرادة عقيم.
وهكذا يتلاشى البصيص رويدا رويدا، ويتضاءل الحلم حتى الغياب، وتضيق مساحة التعبير حدّ الاختناق، حين تتساوى السعادة بالعبوديّة، والكرامة بالتبعية، والكبرياء بالعدم.
هل صار إنساننا على وشك الانهيار، أم أنّ الانهيار قد تمّت عمليته بنجاح جرف معه صحونا ويقظتنا وفطنتنا وبديهيّتنا التي لم ندرك معه في أيّ درك صرنا، وإلى أين سيكون المآل.
هل نواصل تخبّطنا كالناقة العمشاء بعشوائيّة باهظة، نكمم أبصارنا وأفواهنا بإحكام، لا نعلم كيف ننهض منه لننتفض على بلوانا، ونخرج عن قانون مشيئة الترويض في هذا السيرك الذي طالت فيه مدّة العرض المملّ للمُتسيّدين، واستعراض القوّة التي لا تُقهر إلا بإيعاز خارجيّ وقرار دولي يقهر السلطة بالمتسلطين، ويحدّ صلاحية المُسْتَصْلَحين بأمر آجلٍ مرّة عاجلٍ أخرى من المُسْتَصْلِحين. فهل مالك الأمر هو مالك الأمر الذي نجلّ جلاله ونرضى خصاله بصفته باعث القوّة الواحد الأحد الرشيد الصمد، أم أنّ الأرصدة جمعاء قد جُيّرت إلى أولياء النعمة الممولين الواعظين المسوغين مرّة ليظلّوا الممانعين مراتٍ ومرّات؟!.
هل تجدي الكلمة نفعا ووقعا في زمنّ الأميّة والجهل والحياد والإسفاف والجهاد الخاوي من كُنْه الجهاد؟
قطعا ثمّة صوت مضمر للكلمة، وقطعا لا يسمعه إلا من كان حيّا، وقطعا يلزمني أن أصدّق أننا لا زلنا أحياءً بين الأحياء. www.geocities.com/ghada_samman
gaidoushka@yahoo.com
التعليقات
جهود مضنية
طعمة أبو مرداس -الأهداف التي تحاول الكاتبة الفاضلة حل بعضاً من أسراره ورموزه، وقد وضعت وفي مجال نقد السلطة الأصبع على الجرح، لكن عملية إستئصال القوة الغاشمة والحاكمة لا يمكن أنجازه إلا بعملية من القوة في مواجهة قوة السلطة وقمعها. وقد سبق الكاتبة في هذا الخصوص الكاتب المعروف العفيف الأخضر ، ولكنه تعثر هو الآخر في التفسير العلماني وعلى طريقة تفسير الخطاب الديني بمقال ديني آخر. وهذا ما نجده اليوم في الكتابات التي ترد على هذا الموروث الخطير والذي فقد مصداقية آياته وتفسيراته بعد موجة الأرهاب، فبين الأرهاب والسلطة وشائج قديمة كونهما يقران بالخطاب الديني الذي يخدم سياستهما وفعالياتهم القمعية والإثرائية والعسكرية. فكم من عقل يأثر بإعلام السلطة العربية وكم من مسلم لا زال يقدم لنا إنطباع ان الارهاب حل إلهي لملاحقة الكفرة.من هذا يرتدي الخطاب العلماني النقدي ثوباً يقترب من الجميع ولكن بلون متميز.
جهود مضنية
طعمة أبو مرداس -الأهداف التي تحاول الكاتبة الفاضلة حل بعضاً من أسراره ورموزه، وقد وضعت وفي مجال نقد السلطة الأصبع على الجرح، لكن عملية إستئصال القوة الغاشمة والحاكمة لا يمكن أنجازه إلا بعملية من القوة في مواجهة قوة السلطة وقمعها. وقد سبق الكاتبة في هذا الخصوص الكاتب المعروف العفيف الأخضر ، ولكنه تعثر هو الآخر في التفسير العلماني وعلى طريقة تفسير الخطاب الديني بمقال ديني آخر. وهذا ما نجده اليوم في الكتابات التي ترد على هذا الموروث الخطير والذي فقد مصداقية آياته وتفسيراته بعد موجة الأرهاب، فبين الأرهاب والسلطة وشائج قديمة كونهما يقران بالخطاب الديني الذي يخدم سياستهما وفعالياتهم القمعية والإثرائية والعسكرية. فكم من عقل يأثر بإعلام السلطة العربية وكم من مسلم لا زال يقدم لنا إنطباع ان الارهاب حل إلهي لملاحقة الكفرة.من هذا يرتدي الخطاب العلماني النقدي ثوباً يقترب من الجميع ولكن بلون متميز.
صراعٌ أزلي
واغد محمد -يعج تاريخ الشعوب والحضارات السابقة بألوان متعددة من الظلم والطغيان وشتى أنواع التجبر والاضطهاد الجسدي والفكري من بداية الخلق إلى يومنا هذا، ليتأكد جليا بان هنالك سنة وحقيقة كونية في هذه الدنيا مفادها وجود: صراع دائم بين قوى الشر وقوى الخير، هذا الصراع الذي سأحاول أن ارسم ملامح تشكله وظهوره ومبررات انتشاره وتفشيه.تتجسد قوى الشر دائما في الأشخاص والجماعات التي تريد أن تستولي على خيرات ومقدرات الغير بغير وجه حق، انطلاقا من النزعة الذاتية في الفرد، التي إن تغلبت عليه تزيد له من شهوة حب التملك والتسلط والإحساس بالعظمة والتميز عن الآخرين من جهة، والبحث عن الرفاهية والمتعة والإحساس بالسعادة على حساب راحة ومعانات الأخيرين من جهة أخرى.فتتوحد هذه القوى الشريرة فطريا متجاوزة الروابط العرقية واللغوية والدينية في شكل تجمعات توحدها وتفرقها المصلحة في ذات الوقت، فتقوم بابتكار واستعمال شتى أنواع التسلط من قوة وقمع وتصفية شعارها في ذلك الغاية تبرر الوسيلة. إن من العجيب أن تجد هؤلاء الأشرار قلة قليلة من البشر تحسن التفكير والتدبير وتوظيف بكل مهارة كل وسائل الدعاية لإيهام الآخرين بعظمتهم وجبروتهم، وعلى الرغم من قلتهم إلا أن بقائهم مرهون دائما بمدى توفيقهم في التغذية المستمرة للجانب المسالم عند عامة الناس الذين يفضلون في أسوء الأحوال الحياة على العيش.أما قوى الخير فتتجسد في اغلب الأحيان من عامة الناس التي تنبذ وتجرم العنف فطريا ولها كل القابلية في التعايش والألفة بين بني البشر، متخطية كل الفوارق الجسدية والعقدية متعطشة باستمرار إلى الرقي لدولة فاضلة تتبنى وتقوم على مبدأ العدل والمساواة مع حرية واحترام الاعتقاد.وعلى الرغم من أغلبية هذه القوى الخيرية التي يقربها الإحساس ويبعدها الإقدام، إلا أنها خاملة تبدوا أحيانا غير مبالية لما يجري من حولها، منتظرة في ذات الوقت لمن سيستفز نوما يقضتها ليقودها إلى التحرر والانعتاق بأقل التكاليف وابخس الإثمان، مفضلة الوقوف أحيانا في الصفوف الخلفية متلهفين مشتاقين إلى يوم الحرية. وعلى مدى تاريخ هذه الصراعات يتبين بان استبداد هؤلاء الأشرار وبقائمهم طويلا لا لان القوة أثقلت كفة ميزانهم وإنما هي خفة كفة الإرادة لدى الأخيار، الذين يؤمن الغالب منهم بضرورة تحقيق معادلة موازنة القوة أولا قبل التطلع إلى التحرر هاجسهم وكل مخاوفهم دفع ثمن الحرية لينعم غيرهم
صراعٌ أزلي
واغد محمد -يعج تاريخ الشعوب والحضارات السابقة بألوان متعددة من الظلم والطغيان وشتى أنواع التجبر والاضطهاد الجسدي والفكري من بداية الخلق إلى يومنا هذا، ليتأكد جليا بان هنالك سنة وحقيقة كونية في هذه الدنيا مفادها وجود: صراع دائم بين قوى الشر وقوى الخير، هذا الصراع الذي سأحاول أن ارسم ملامح تشكله وظهوره ومبررات انتشاره وتفشيه.تتجسد قوى الشر دائما في الأشخاص والجماعات التي تريد أن تستولي على خيرات ومقدرات الغير بغير وجه حق، انطلاقا من النزعة الذاتية في الفرد، التي إن تغلبت عليه تزيد له من شهوة حب التملك والتسلط والإحساس بالعظمة والتميز عن الآخرين من جهة، والبحث عن الرفاهية والمتعة والإحساس بالسعادة على حساب راحة ومعانات الأخيرين من جهة أخرى.فتتوحد هذه القوى الشريرة فطريا متجاوزة الروابط العرقية واللغوية والدينية في شكل تجمعات توحدها وتفرقها المصلحة في ذات الوقت، فتقوم بابتكار واستعمال شتى أنواع التسلط من قوة وقمع وتصفية شعارها في ذلك الغاية تبرر الوسيلة. إن من العجيب أن تجد هؤلاء الأشرار قلة قليلة من البشر تحسن التفكير والتدبير وتوظيف بكل مهارة كل وسائل الدعاية لإيهام الآخرين بعظمتهم وجبروتهم، وعلى الرغم من قلتهم إلا أن بقائهم مرهون دائما بمدى توفيقهم في التغذية المستمرة للجانب المسالم عند عامة الناس الذين يفضلون في أسوء الأحوال الحياة على العيش.أما قوى الخير فتتجسد في اغلب الأحيان من عامة الناس التي تنبذ وتجرم العنف فطريا ولها كل القابلية في التعايش والألفة بين بني البشر، متخطية كل الفوارق الجسدية والعقدية متعطشة باستمرار إلى الرقي لدولة فاضلة تتبنى وتقوم على مبدأ العدل والمساواة مع حرية واحترام الاعتقاد.وعلى الرغم من أغلبية هذه القوى الخيرية التي يقربها الإحساس ويبعدها الإقدام، إلا أنها خاملة تبدوا أحيانا غير مبالية لما يجري من حولها، منتظرة في ذات الوقت لمن سيستفز نوما يقضتها ليقودها إلى التحرر والانعتاق بأقل التكاليف وابخس الإثمان، مفضلة الوقوف أحيانا في الصفوف الخلفية متلهفين مشتاقين إلى يوم الحرية. وعلى مدى تاريخ هذه الصراعات يتبين بان استبداد هؤلاء الأشرار وبقائمهم طويلا لا لان القوة أثقلت كفة ميزانهم وإنما هي خفة كفة الإرادة لدى الأخيار، الذين يؤمن الغالب منهم بضرورة تحقيق معادلة موازنة القوة أولا قبل التطلع إلى التحرر هاجسهم وكل مخاوفهم دفع ثمن الحرية لينعم غيرهم
لا ادري
abed alao maskeen -الأخت غادا السمان كل عام و انت بخير قرات مقالك المعنوان السياسةُ وَفِقْه المعنى وفاقة المبنى لي ملاحظة بسيطة على ما كتبت بغض النظر عن المقال و اسمحي لي بهذا النقد و غن كان قاس بعض الشيء كيف تستدلي بحديث الرسول الكريم و بالقرآن و أنت لا تلبسي الحجاب !!هل تعتبري الحجاب تخلف و رجعية !!ربما لا ادري لكن من يستدل بالقرآن و بالحديث حري به أن يقدس ما يستدل به و يعمل بما جاء به
لا ادري
abed alao maskeen -الأخت غادا السمان كل عام و انت بخير قرات مقالك المعنوان السياسةُ وَفِقْه المعنى وفاقة المبنى لي ملاحظة بسيطة على ما كتبت بغض النظر عن المقال و اسمحي لي بهذا النقد و غن كان قاس بعض الشيء كيف تستدلي بحديث الرسول الكريم و بالقرآن و أنت لا تلبسي الحجاب !!هل تعتبري الحجاب تخلف و رجعية !!ربما لا ادري لكن من يستدل بالقرآن و بالحديث حري به أن يقدس ما يستدل به و يعمل بما جاء به