كتَّاب إيلاف

يوميات الحرب (4): المجد للمقاومة!

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

السبت 3/1

لم تهدأ الطائرات منذ الليلة الفائتة، بل زادت من طلعاتها، على نحو غير معهود. أَتُراهم حقاً فشلوا في تحقيق أهدافهم، كما تقول لنا "الجزيرة"؟ فلماذا إذاً كل هذا التكثيف؟ ثمة شيء .. ثمة شيء في الأفق!
صباح دافئ، رُغم "الأربعينية". أذهب لزيارة أمي في بيت العائلة. أجدها هناك بجوار حائط مدرسة الوكالة تتشمّس. أجلس بجوارها على رقعة الإسفلت. الشمس حامية، وهي تريد أن تتحمّص، بعد أن نخرتها رطوبةُ المُخيّم. أحاول إقناعها من جديد، بضرورة الانتقال إلى بيتي. إنه "باراك" يَمَّا .. علشان خاطري! لكنها عنيدة كشأني بها. تريد أن تموت في بيتها.
باراك أو قرد الشوم، بيتي أكرم لي.
أقوم بعد ساعة. أُلبّي لها بعض الطلبات، وأمضي.
في الطريق، تأخذني ذكريات هذا البيت القديم (لا أحب الذكريات، عموماً، ف "الحاضر" أولى بطاقتي القليلة، لكنني، في الأسبوع الأخير، صرت أسيراً لها، ورهينةً بين يديها، ولا أعرف لماذا؟).
البيت القديم! وهذه الأم صعبة المراس. صعبة حتى أنها ضربتْ جندياً إسرائيلياً بشوبك العجين، حين سقط عليها هذا من السقف، كاسراً لوحَ الإسبست، وواقعاً على بلاط الفناء، يُلملمُ رصاصات مخزنه التي تفرّقت في الأرجاء.
كان جنديَ احتياطٍ من حسن الحظ، ولهذا " تفهّمَ" ما حدث بسرعة، فلم يخشوشن، إلى أن جاءه زملاؤه، فأنقذوه! لكنّها الآن "حرب" لا انتفاضة سلمية، فماذا ستفعل الأمُّ، في حالٍ مُشابه؟
لا بد من نقلها بالقوة!

السبت ضحى

للمرة الأولى، يقصفون المنازل من البحر. وقعت قذيفة على مبعدة 300 متر من بيتي. يا له من ارتجاج! فكّرنا في الأول أنّ منزلنا هو المقصوف. ثم هرعنا كلنا _ كل الجيران _ للمساعدة. لكن سيارات الإسعاف، لم تتأخّر. إنهم الأبطال المجهولون في هذه المعركة، تماماً كما كانوا، طوال الانتفاضتيْن.
استشهدت الأم، وأُصيب ثلاثة أطفال، أحدهم في حالة الخطر. عرفنا بذلك بعد نصف ساعة فقط، حين شرعَ الجيران في نصب شادر العزاء.

السبت مغرباً

الغارات الجوية والبحرية تتوالى بدون انقطاع. الناس، رغم ذلك، هائجون في الشوارع. يتبضّعون، فيشترون كل ما هو موجود في السوق. بضائع مصرية صلاحيتها منتهية، شموع وفتائل للبوابير، أما الطحين، فلا تسأل. اختفى منذ شهر.
زحام، أغراني بالتجوّل مثلهم. كم كنت أكره الزحام وأتحاشاه، ولكنني اليوم أريده، وأبحث عنه. أهو الشعور بحاجتك إلى الآخرين، زمنَ الحرب؟

السبت مساء

خبر يتناقله كل الناس: إنهم قادمون. الحرب البرية ستبدأ على الأبعد في الصباح! أُطمئن زوجتي وأولادي. إشاعة! لا تقعوا فيها مراراً، كما فعلتم في السابق. ويقتنع الأولاد. فقد أعطيتهم، مضطراً، محاضرات مسهبة، عمّا يحدث أثناء الحروب. هم الذين لم يشهدوا أي حرب، بدوا مستمتعين بالجوّ الغريب الفانتازي الذي أحدّثهم عنه. الإثارة كانت بادية في عيونهم، وكأنهم يحضرون حلقة إثارة في التلفزيون.
صدّقوا أباهم الآن. وذهبوا إلى أسرّتهم.
صدّقتْ الزوجة أيضاً، فنامت. وبقيت وحدي.
العتمة ضاربة. سراج لمبة الكاز لا يكفي للقراءة. ماذا أفعل؟ ماذا أفعل وثمة صخرة على صدري؟


السبت ليلاً

أستمع إلى الأخبار من جوّال أحد الجيران. لا أتبيّن الكلمات رغم علوّ الصوت. أندم على أنني إلى هذه اللحظة، لم أشتر حجارة بطارية للراديو القديم. صوت انفجار متوسط المدى، ثمة "غاغة" في المحيط. أخرج وأسأل. يقولون الاجتياح البرّي بدأ. أشكُّ. لا أُصدّق. أسأل مرة ثانية، وآوي إلى فراشي، منتظراً قدوم الكهرباء.


السبت قبل انتصاف الليل

لم تأت الكهرباء. البيت خاو. ما أسوأ أن تتحالف العتمة مع القلق والتوتّر. أخرج على باب بيتي. أراهم منتشرين. شبان المقاومة. لا أحد من الأهالي في الشارع. فقد أعلنت "حماس" ما يُشبه منع التجول بعد العاشرة مساء. معهم حق. إنهم يخافون من " العملاء"، وما أكثرهم بيننا. أسأل أحدهم عن صحة الخبر، فيؤكّده. لقد بدأ " الجَدُّ" إذن!
شدّوا حيلكم، الله معكم، ونحن معكم، وأقفل الباب.

نصف ساعة وتأتي الكهرباء. أهرع إلى "الجزيرة"، و" القناة الثانية" في تلفزيونهم. أستمع إلى تحليلات وأشاهد أولى صور الاجتياح.
أكثر من ثلاثين ألف جندي، ومئات الدبابات، ومثلها في الجوّ. فضلاً عن زوارقهم الحربية، بل وصل الأمر إلى حدّ ظهور "غوّاصة" لأول مرة في تاريخ بحر غزة!
غوّاصة؟ يا للهول! باقي عليهم أن يُتحفونا بغوّاصة نووية، فهذا ما ينقصنا حقاً!
أشعر بنشفان ريق وبصداع فظيع. الجزيرة تكرّر مشاهدها وأخبارها، على نحو يُطيح بتماسك رجل مثلي.
حمداً لله أنهم نائمون. كل البيت، كل البيت! والصباح رباح. في الصباح، سأخلط لهم الكذب بالصدق،وأخرج عليهم بمزيج، يُطمئنهم، وعلى الأقل، لا يجعلهم مشدودي الأعصاب مستثارين.
إنّ من يتابع قناة الجزيرة، ههنا، يتعرّض إلى حربين لا واحدة: حرب "الواقع" التي يسمع أصواتها بجلاء، وحرب "الجزيرة". فإذا تداعت عليهم الحربان، فكم يبقى للناس حينئذٍ من أعصاب!
أحاول ما قدرت إبعاد عائلتي عن هذه القناة. وحين أفعل، يحضرني نموذجُ أختي ، فهي مشدودة العصب ومستنفرة طوال الثماني ساعات، التي تأتي فيها الكهرباء، فلا تغيّر هيَ عن تلك القناة.
لدينا، كما لا ريب، أناس في طول الوطن العربي وعرضه، يمكن أنّ نسمّيهم "مدمنو الجزيرة"!

الأحد صباحاً

نمت ساعتين. ساعتان في الحرب تكفيان! أخرج إلى الشارع. الناس متجمهرون حلقات حول راديو الجوّال. يتكلمّون عن انتصارات. بعضهم "يُفرّق الحلو". والبعض يُكبّر عبر ميكروفونات المساجد. ألتقط هذه الجزئية: لا أحد يخاف، لا من الطائرات المكثّفة ولا من صواريخها المباغتة. إنهم بتجمهرهم أهداف سهلة لو أراد الإسرائيليون.
أرى صديقاً، أسأله، فيخبرني بانضمام اليسار إلى المعركة. جيد هذا، والأجود منه أن تنضم "فتح" أيضاً. فعدونا متّحد، ولا بد أن نكون جبهة واحدة مثله.

الأحد ظهراً

مهما يكن. لا خيار. بدأوا هم المجزرة ولا خيار أمامنا إلا بالتصدّي لهم. لن نرفع الراية البيضاء. ثلاث سنوات من حصار ظالم مجرم، ثلاث سنوات من موت بطيء، مُذلّ والآن فليكن ما يكون! لن نخسر حياةً بل سنخسر إن خسرنا موتاً بطيئاً مجرماً، وعالماً لا يستحق البقاء فيه.

الأحد عصراً

الطائرات تحلّق على ارتفاع شاهق. للمرة الأولى، تظهر مُقاومات أرضية لدى حماس. راديو إسرائيل يتكلّم عن أسلحة جديدة تمتلكها الحركة. ربما ثمة مفاجآت، لذا عليهم الحذر وأخذ كافة الاحتياطات. كم تُهولون وكم تكذبون على شعبكم! شعبكم هذا الذي لا يعرف سوى ما تريدون له أن يعرف. رقابة صارمة على كل إعلامهم. المرئي والمقروء والمسموع. رقابة لم تحدث حتى في حرب لبنان الأخيرة. كل خبر يجب أن يمرّ عبر الرقيب العسكري. لقد تعلموا من تقرير لجنة فونوغراد!

الأحد بين المغرب والعشاء

كم أكره هذا الوقت! ماضياً وحاضراً وفي المستقبل. خصوصاً مع هذه العتمة الحامضة. خصوصاً مع شعوري وحدسي بأنّ ثمة كارثة قادمة في الأفق. لو دخلوا إلى المناطق المأهولة، لو التحموا بنا وجهاً لوجه، فلن تكون إلا المجزرة. آمل ألا يفعلوها. آمل أن يلحق ساركوزي بالأمر قبل الطوفان. آمل أن تكون طائرته هي سفينة نوح! مع أني متشائم. فحكومتهم لا تنصت إلا إلى أمريكا. وهذه وفّرت لهم الدعم الكامل، سواء من بوش أو أوباما. تكلّم أولمرت عن ذلك في خطابه إلى شعبه. فماذا سيفعل الرئيس الفرنسي؟ على الأرجح ستكون سفينته مثقوبة.

الأحد ليلاً

* أخطر ما في الحرب، إذا كنت مثقفاً حديثاً، أنها تعيدك إلى اللغة القديمة. وليس فقط إلى اللغة، بل إلى أمور كالتعلق بالميتافيزيقا. أرني لو سمحت مثقفا ملحداً مثلاً، لا يعود إلى الإيمان، حين تكون رقبته تحت السكين!

* من كل الشعر العربي والعالمي الذي قرأته طوال ثلاثين عاماً، لا يحضرني اللحظة سوى هذين البيتين لمواطني الغزاوي الذي أفضّل نثره على شعره، المرحوم معين بسيسو:
"قد اقبلوا فلا مساومة
المجد للمقاومة"
ألأنه قول يوافق مقتضى الحال؟
كم تفسد الحرب ذائقة الشعراء!

* انقطعت الكهرباء فجأة وأنا لم أُنهِ بعد هذه اليوميات. انتظرت ساعتين سدى، فعدت إلى اللاب توب وأشعلت لمبة الكاز بجوار الشاشة، وواصلت ما انقطع.
ترى هل خطر ببال مخترع هذا الجهاز العظيم، أنّ أحدهم سيستخدم جهازه على هذه الشاكلة؟
يا كم تتداخل وتتساند الأزمان .. ويا كم تُخرج لسانها للزمن الكورنولوجي!

* سبع قذائف من البحر. تومض فتضيء الليل، ثم تئزّ من فوق سقف البيت، وبعد ثوان تسقط في البعيد. بم بوم. مجرد صوت قد يكلف عائلة بأكملها حياتها.


الاثنين صباحاً

حدثني أحد الذين هُدمت بيوتهم في الاجتياح الأخير للمدينة، أنهم لم يسمعوا تعليمات الجنود عبر مكبرات الصوت، بضرورة الإخلاء، فمكثوا في بيوتهم، لا لهم ولا عليهم، حتى طلب أحد الصغار من أمه، الذهاب للمرحاض، فأخذته، وهناك، وهو في منتصف عملية الإخراج، شعر بأنّ الجرافة العسكرية تمشي على حيطان البيت! فصرخ في أمه وأخوته، فانتبهوا، وخرجت أمه رافعةً الراية البيضاء، راجيةً الجنود أن يعطوها دقيقتين، لكي تخرج مع أولادها، قبل أن يهدموا البيت عليهم، فأُعطيت دقيقة واحدة، خرج الجميع بعدها، في هرج ومرج، والرصاص يحوطهم من كل جانب، ومن فوقهم وتحتهم، فيما الجنود يلهون ويتضاحكون، لطرافة المشهد. قال: بعد هذا وصلنا الإسفلت، فألقيتُ نظرة أخيرة على البيت، فإذا بالجرّافة تُسوّيه بالأرض ركاماً فوق ركام! تُسوّيه بكل محتوياته، ولا تكتفي بذلك، بل تحفر حفرة هائلة وتدفن الركام تحت الأرض، وكأنْ لم يكن هنا من قبل بيت ولا أثر بيت! بل قطعة فارغة من الفضاء الحزين، بدل بيت العائلة، وما يحتويه من عشرة العمر والذكريات.
فأي فاشية أكبر من هذا في التاريخ البعيد والقريب؟ وأي شعب هذا هو الذي يريد الموت والإفناء للشعب الآخر؟ كلا لا يمكن أن نتعايش مع هذا القمع ونرضى بمهانة الاستسلام. فإن كان لا بد فعلينا وعلى أعدائنا يا رب الجنود والعبيد والأيام السود والحظ المنكود! علينا وعليهم، رغم عدم تكافؤ السلاح، فلن نخسر أكثر مما خسرنا وما زلنا نخسره. أترى كيف جعلتني فاشيةُ المحتل أقرب إلى العدمية والموقف العدمي، وأنا الذي كنت أومن وما زلت بسلام معقول ومقبول. متى تنتهي هذه المأساة؟ بعد مئة عام مثلاً؟ بعد مئتين؟ وإذا انتهت فعمّا تنتهي؟ عن شعب واحد في دولة واحدة؟ أم عن شعبين في دولتين؟ والله حتى الله ذاته، محتار مع هؤلاء القتلة!
إنهم لا يريدون سلاماً، بل استسلاماً. لا يريدون اعتدالاً بل إذعاناً: تلك هي المأساة. وتلك هي الحقيقة التي يعرفها العالمُ ويتجاهلها، بل ويتعامى عنها، إلى أن تسقط ثمرة العرب من تلقائها، فيستسلمون ويقبلون فقط بما يريده لهم باراك وبقية عتاة المتطرفين.

الاثنين ظهراً

بدأوا في تقنين الكهرباء. ساعتان فقط كل 24 ساعة. وبدأوا، بشكل ضيق، في صرف أكياس طحين للناس. كل من يريد كيساً(50 كيلوغرام) عليه أن يحلف يميناً بأنّ بيته خال تماماً من هذه المادة الحيوية. ثم بعد ذلك يُسجلّون رقم هويته واسمه، كيلا يأخذ مرة ثانية. أما المياه فلم نسمع صوتها منذ أسبوع كامل.
كل شيء يسير نحو النفاد. الوقود، والمأكولات، وحتى الخُضار المحلية. الأسعار في صعود جنوني، ومن لم يلحق نفسه ضاعتْ عليه.

الاثنين مساء

الضرب يتواصل بحدّة. قطعوا مدن القطاع وحاصروها. خان يونس الآن مفصولة عن رفح وعن المخيمات الوسطى. أتصل بأختي في مخيم المغازي. لا وقود لديهم ولا طحين. يأكلون بقايا الخبز الناشف. وليت الأمر وقف عند هذا. فلها ولدان(ولداها الوحيدان على ست بنات) يرابطون مع كتائب عز الدين القسام على حدود المخيم بإسرائيل. كل ساعة أنت بحاجة إلى اتصال لتطمئن. واحتمال وصول خبر الشهادة وارد في أي لحظة. أختي مريضة ضغط وسكر وقلب، وأخشى ألا تعبر هذه المحنة.

الاثنين ليلاً

قصفوا جامعاً بالقرب منا. الغارات من البحر والجو تتواتر كل ربع ساعة بالتقريب. الناس مضبوبون في البيوت. والشوارع صارت تخلو ما إن يُخيم الظلام. لا رِجْل لا حركة. حركات المقاومة منتبهة جيداً للعملاء. لكنّ هؤلاء يمتلكون من وسائل الاتصال السهلة، ما يُمكّنهم من إتمام شغلهم الحقير، بسرعة وجودة عالية. للأسف، هم نقطة الضعف في الخاصرة. إنهم حثالة لا ذمة ولا وعي ولا ضمير.

الاثنين قبل المنتصف

جاءني خبر للتوّ من أختي في المخيم: الإف 16 ضربت الجامع والمقبرة الكبيرة بجوار الحيّ النمساوي. يا أولاد الشياطين! حتى الموتى! كل موتى المدينة مدفونون هناك. فهل يروق لكم بعثرة عظامهم في الأنحاء؟ يقول الثعلب بيرس إنهم لا يقصفون الجوامع إلا إذا كانت تحوّلت لمخازن أسلحة. أية مسخرة! وهل حماس ساذجة لتجعلكم تدمّرون سلاحها، وهي الآن بحاجة لكل طلقة؟ لقد فشلت إسرائيل بكل جبروت إعلامها حتى في مكيجة كذبها وافترائها. إنهم عارون حتى من الكذب!

الثلاثاء صباحاً

كل ما أكتبه منذ هذه الصبيحة، أكتبه على ورق، ثم أذهب لمقهى إنترنت يعمل بالموتور، وهناك أنسخه إلكترونياً وأرسله. لا أحب جو المقهى، إنما لا خيار.
الإنفجارات وطلقات المدفعية لا تُحصى. جحيم مصبوب من الجو والبر والبحر. صار بعضنا خبيراً في الأصوات: هذه قذيفة بارجة. هذا صوت مدفع دبابة. ذلك صاروخ إف 16. أستمع للمتحدّث ثم أغادر وفي رأسي خاطر واحد:

" في لحظة أورغازم عابرة، كانَ "باراك"، فلماذا يا رب نحن ندفع"الثمن" إلى الأبد؟".

الثلاثاء ضحى

أخبار مؤكدة عن التحامات وجهاً لوجه، هنا وهناك وهنالك في عدة مناطق من القطاع.

مرة ثانية وعاشرةً وألفاً

"قد أقبلوا فلا مساومة
المجد للمقاومة"

ولتذهب جماليات الشعري الحداثي كلها إلى الجحيم!

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
مؤلم وحاد ومعبر
عبدالله -

عزيزي باسم. اكتب من بوسطن في الولايات المتحدة الاميركية. انا مدمن على الجزيرة. واكرهها. اقرأ الصحف العبرية والاميركية والانجليزية والعربية. ولكن مشاهدة التلفزة الامريكية صارت تصيبني بالغثاء. قراءة الصحف على اختلافها ومشاهدة الجزيرة بدأت تصيبني بالغثاء ايضا. حياتي مجمدة على ايقاع الاخبار. انا مأسور بطريقة غريبة. مغترب بشكل مضاعف. لا اكاد افعل شيئا غير استهلاك الاخبار. حتى عندما اذهب لشراء التبغ اتفاجأ بان الناس تتكلم الانجليزية، فاتذكر اني اعيش في اميركا. نفسيا، انا هناك، معكم. لاصدقاء وزملاء اعرفهم شخصيا او لا اعرفهم كل التحية. نصك هذا هو ما نحتاج. ارجوك. اكتب اكثر. نحتاج نصك!

حالة حرب وليس تنافس
طارق -

الرجاء انشغلوا بعملكم ونقل الاخبار ولا تنشغلوا بالكلام علي هذة او غيرها من القنوات, اخلصو لعملكم.

..
جنة -

محن بحاجة فعلا لمن ينقل لنا الحقيقة هكذا عارية وواضحة وسافرة دون مكيجة ودون اعلام ، حقيقة الذين يعيشون تحت وقع النار و الحصار و الموت و الجوع ..اكتب ، انت اهم قناة اخبارية الان تترجم لنا ما يحصل ، و حافظ على حياتك و ابنائك لأجل غزة ، لأجل كل حر و حرة..

المجد للمقاومة
غزاوي -

شعبنا عظيم با باسم لن نركع شكرا لك على تغيير موقفك ففي الملمات يبين معدن الرجال

صامدون
فلسطيني تحت خط القهر -

صامدونصامدونصامدونرغم الجوع والحصار رغم الموت الدمار صامدون ومش حيمروا

صوت الحقيقة
سها -

كتابكم انشغلوا بحاجات غير ضرورية. بدنا صوت الحقيقة وصوتها بس في غزة وفي كتاب غزة هم اللي عم بشوفو اللي بيصير

مزيدا من الصمود
مغربي حر -

تحية لصاحب المقال الرائع انتم الشعب الذي ما زال يدافع لنا عن الشرف والكرامة انت من يبدع حتى في زمن الحرباستمروا فحبنا وعشقنا لكم موصول ودعاؤنا ودعمنا الممكن سيستمر وسنقتدي بكم للبحث عن اشكال اخرى من الدعم بارك الله في المقاومة كل المقاومة ونصر الله حماس والجهاد وكل المخلصين

اخي باسم
موسى حوامدة -

أحيي موقفك الوطني الشريف، أحيي كتابتك الطالعة من جحيم العدوان المجرم، ومن أتون المعركة، كتابتك الجميلة التي تحتفظ بشعريتها رغم ان الحرب تدمر الشعر فعلا، لكنك استطعت أن تكون شاعرا في وسط هذا البركان المتفجر والغاضب من عدو لا يفهم الشعر، ولا لغة الإنسانية أو مشاعرها، وإلا لما تقصد قتل كل هذه الأعداد من أطفال غزة، لولا انه يخشى ان تمتد الحرب معهم عشرين عاما فيصبحون مقاتلين أشداء وإنتحاريين لا ينتظرون من يعبئ رؤوسهم بكراهية إسرائيل، وجيشها وشعبها.اخي باسم أكتب لك والألم ينخر جهازي الهضمي لأن الموت يحيط بنا، بأولادنا بحياتنا اليومية بأحلامنا بصحونا ونومنا بحالتنا المزرية ونحن نشعر بالعجز الشديد لأننا لا نستطيع ان نقدم لكم، سوى البيانات او الإعتصامات او الصراخ أمام بعضنا البعض.لكنك أكثر حرية منا، أكثر هناء وهدوءا، أكثر إشراقا وحلما.احتفظ بكل كلمة تكتبها عن هذه الحرب البشعة، فهي شهادة من أروع الشهادات التي قرأتها عن الحروب والآلام والمعاناة.وأضم صوتي لصوتك فالمجد للمقاومة، ولا يمكن اليوم أن توقف استشهاديا من حماس او من الجهاد لتسأله عن رأيه في الدور الإيراني في فلسطين، او عن رأيه بوجود الملائكة ودورها في صد جحيم الطائرات الغازية.بورك قلمك وعقلك وذكاؤك، قبل تراب فلسطين في أرض غزة، قَّبل يدي تلك العظيمة التي لم تهكل هم باراك وأولمرت وليفني، وجيوشهم الجبانة.رحم الله معين بسيوسو رحم الله شهداء غزة رحم الله شهداء بلادنا، التي كانت كبش فداء للبشرية كلها.

يوم جديد دم غزير
رمضان عيسى -

تكتب عن يومك ويوم من حولك ويومي أنا غزير بالدم الفلسطيني الذي سال في الملجأ ، مدرسة وكالة الغوث في جباليا ،والوكالة أبلغت اسرائيل أن مدنيون لجأوا الى هذه المدرسة ، فالأطفال وأمهاتهم لجأوا الى المدرسة وتركوا بيوتهم تحت رحمة المدافع والقصف لكي يحافظوا على حياتهم ولكن لامكان آمن من مدافع الاٍسرائيليين حيث لحقتهم القذائف فقتلت أربعين كوجبة أولى ، أطفال وأطفال وأطفال . هذا هو يوم من أيام غزة المناضلة الباسلة البطلة التي ستعيد الكرامة والعزة للشعب الفلسطيني والعربي ، والنصر حليفنا لأننا أصحاب حق ، وما ضاع حق وراءه مطالب .

شاعر حقيقي
محمد الأمين -

تحية لك ، لأهلك وأرضك وقصائدك

لله درك والله يحفظكم
أحمد - كندا -

أحرفك لمست دماء قلبي .. ما كان من القلب فيصل للقلب .. الله يحفظكم وينصركم .. اللهم ثبت قلوبهم ويسر أمورهم وأشرح صدورهم .. والمجد للمقاومة.

شكرا
مازن -

شكرا للكاتب الرائع، لم اقرأ منذ مدة طويلة مقالا بهذه الروعة، شكرا.الى الانسانية جمعاء، اوقفوا الدمار الجاري في غزه، يكفي شعبنا المسكين ما ارهق من دماء، الم تشبعوا من دمائنا، يكفي بالله عليكم.

غزة وطن العزة
هويدا الكفارنة -

غزة وطن العزة. رجال شرفاء وعدو قاتل وعرب متواطىء لن ننحني

اين أخوتنا في الضفة؟
هويدا كفارنة -

وينهم؟ ليش فش عمليات داخل القدس؟ مظاهرة في جامعة بير زيت تفرقها الشرطة العباسية بقنابل الغاز

النصر لنا بإذن الله
متابع -

أهل غزة سوف ينتصرون، بعون الله، لأسباب عديدة، بعد ان صمدوا حتى الآن فترة أطول من اي حرب جرت بين الدول العربية و''اسرائيل'' منذ الاحتلال قبل اكثر من ستة عقود.من هذه الاسباب: اولا: الايمان العميق بعدالة قضيتهم، وثانيها: صمودهم الميداني الذي أذهل العدو وأفقده توازنه، وكشف له، مرة أخرى، خطأ فرضياته وحساباته، ثالثها: انهم مؤمنون بمبدأ انتصار الارادة الانسانية المحتوم ضد التجبر والاجرام والعدوان، رابعها: استقراؤهم الصحيح للتاريخ القديم والمعاصر، الذي يظهر ان فئة قليلة صامدة وصابرة ومحتسبة كحزب الله تستطيع تحقيق النصر في مواجهة عدو يمتلك من القوة البشرية والمادية اضعاف ما لديه، وان دولا تكبر ''اسرائيل'' اضعافا فشلت في تحقيق نصر حقيقي ضد العدو، وذلك بسبب خوفها وتفكك كلمتها، وعدم إيمان قادتها بالهدف. خامسها: ان منظمة ''حماس'' تمتلك مشروعا تحريريا متميزا، ولم تنخدع بشعارات المهزومين والمستسلمين، وقادتها مستعدون للتضحية والفداء من أجل الوطن والمبدأ، وانها قدمت العديد من رموزها السياسيين والدينيين، فداء على هذا الطريق. من هذه المنطلقات يخطئ من يعتقد ان السلاح وحده قادر على حسم الحروب، خصوصا اذا كان حملة السلاح متجبرين وعدوانيين ومحتلين. فالاحتلال الى زوال، طال الزمن ام قصر، بشرط ان تتوفر على الارض مجموعات بشرية مستعدة لمواجهته وتحرير الارض منه. اما المستسلمون فيقدمون المبادرات الاستسلامية، الواحدة تلو الاخرى، بعد ان تخلوا عن مبدأ مواجهة الظلم بكافة أشكالها، فلا ينجحون بل يزدادون سقوطا وجهلا.

اخي جاوز الظالمون ال
مواطن حر -

مدى فحق الجهاد وحق الفدى على كل عربي ومسلم ولو باضعف الايمان ولو بكلمات اللهم انصرهم في غزة ولا تشمت بهم احدا

حتى النهاية
فلسطيني مغترب -

أنا الآن في عملي... أعمل كما أعتقد... أو كنت كذلك حتى مررت على مقالك الرائع... شدني للنهاية... تابع توثيقك للأحداث بهذا الأسلوب الرائع أ. باسم... بلا زخرفات ولا تعقيدات... الحقيقة و الحقيقة فقط... فهي كافية لفضح الظلم و إظهار الحقائق...

العين بصيرة واليد..
يونس حميدو -

أحييك يا أستاذ باسم على هذا النص الجميل، لا أدري بماذا تفيدك هذه التهنئة التي أوجهها إليك، ولا أعلم إن كان لديك الوقت، وإن كانت الظروف تسمح لك بقراءة هذا التعليق، وقوفك إلى جانب المقاومة حتى من موقع المختلف مع خطها الإيديولوجي والسياسي يجعلك تكبر في عين قرائك باختلاف قناعاتهم السياسية، مقالك هذا ووصفك لأدق التفاصيل عما يجري في قطاع غزة ينقل إلى القارئ جزءا من الصورة التي لا تصلنا عبر الفضائيات، إننا نشعر بالألم يمزق دواخلنا جراء العدوان الذي تشنه الدولة الفاشية المسماة إسرائيل على إخواننا الفلسطينيين، ولكن للأسف فإننا نشعر بالعجز، لأننا لا نستطيع أن نقدم لكم أي شيء عدا تظاهراتنا، العين بصيرة واليد قصيرة، والله معك ومع أهلك يا فلسطين المصلوبة..

بشار متى سترحل
رانية العظم -

.................متى سترحلون.................المسرح انهار على رؤوسكممتى سترحلونوالناس في القاعةيشتمون.. كانت فلسطين ..دجاجةً من بيضها الثمين تأكلونكانت فلسطين .. قميص عثمان الذي به تتاجرونعلى يديكم أصبحت حدودنا من ورقفألف تشكرونعلى يديكم أصبحت سوريا..امرأةمباحةً.. فألف ألف تشكرونمتى سترحلونتغوصُ القدسُ في دمهاوأنتَ صريعُ تنامُ.. كأنّما المأساةُ ليستْ بعضَ مأساتكْمتى تفهمْمتى يستيقظُالإنسان في ذاتكْ

فلسطين
donya -

شكرا لك أخوي ع هذا المقال الرائع و الله ينصر أهل غزة باذن الله

وين أهل الضفة
yasmeen -

عاملينلي مسيرات شموع كنو الي صار كان في بلد أجنبي و ظلعو بعض المتدينين و اليساريين و اعتقلوا مشاء الله حتى فلسطينية 48 عملوا أكثر منكم بمليون مرة طلعوا بمظاهرة 130000 و اعتقلوا بحيفا 540 واحد حتى عزمي بشارة عاتبكم اليوم. أهل الضفة انتوا مقصرين كان فيكم تعملوا أكثر من هيك بكثير الوضع محزن بجد. ازا ما صارش تغيير أنا بتوقع أهل غزة يطلعوا يكرهوكم بعد الحرب أكثر من حماس والله المستعان