إصلاح مناهج التعليم في الوطن العربي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
المؤلف: د.حامد طاهر.
عدد الصفحات: 350.
الناشر: دار الهاني، القاهرة، طبعة أولى، 2008م. لما كانت المناهج التعليمية مظهراً معبراً عن الهوية القومية للبلد أو الأمة، والنسغ المعرفي المصفى من تجارب وخبرات الشعوب والأمم، والذي يقدم لناشئتها بغية الحفاظ على هويتها الحضارية والاجتماعية، فإن الاتهامات التي يسوقها الغرب، ومن ورائه الولايات المتحدة، لمناهجنا التعليمية، وبالذات الدينية منها، والمطالبة "بتعديل" تلك المناهج و"تطويرها" بغية القضاء على "منابع الإرهاب" وتجفيفها، إن تلك الاتهامات وما تلاها من المطالبات يكمن خطرها حال الاستجابة لها والرضوخ إليها بشكل منقاد في كونها سبيلاً إلى العبث بمقومات هوية الأمة، وضرباً لأهم عناصر مكوناتها الحضارية.
وتكمن أهمية الكتاب في كون المؤلف من رجالات التعليم في مصر, إذ كان عميداً لكلية دار العلوم، ونائباً لرئيس جامعة القاهرة. يبحث الفصل الأول من الكتاب مرحلة التعليم ما قبل الجامعي، وأهم العقبات التي تعترض عمليات التطوير, ويشير إلى المستفيدين من بقاء أوضاع التعليم في البلاد العربية على وضعه الحالي، مقترحاً (تنظيف) المنظومة التعليمية من أمثال هؤلاء الذين يقاومون التغيير, ويؤكد على ضرورة أن يشمل التطوير المقررات والمناهج الدراسية وأحوال الطالب ومدى قدرته على التعلم وتنميتها. ويؤكد الكتاب على أهمية التلاقح الحضاري والاستفادة من تجارب الدول الأخرى في تطوير التعليم, والتركيز على الفترة الأولى من عمر الإنسان التي يتكون فيها أكثر من 80% من عقله فيها وتوفير كافة وسائل الرعاية الصحية والرياضية والغذائية له.
يعرض الكتاب بعد ذلك لأهم العقبات التي تحول دون تطوير مناهج التعليم والعملية التربوية برمتها، فيحصرها في زيادة أعداد التلاميذ وطلاب الجامعات مقابل نقص أماكن التدريس والتجهيزات التعليمية ونقص الأساتذة والمعلمين. وضعف تأهيل المدرسين والأساتذة اللازم لتطوير العملية التعليمية. وجمود المقررات الدراسية وعدم تحديثها. وعدم توافر المكتبات اللازمة في المدارس والجامعات للإفادة منها معرفياً. واستمرار تداول الكتاب الجامعي باعتباره مرجعاً أساسياً للطالب, رغم خلوه من أي ابتكار أو قابليته للنقاش والحوار. فضلاً عن ضعف التمويل المالي اللازم لتحسين سير العملية التعليمية, وتدني رواتب أعضاء هيئة التدريس في المدارس والجامعات, واستهلاك الأجهزة والمعامل والمختبرات وتهالك المنشآت التعليمية. كما تبرز خطورة الدروس الخصوصية التي تعد جريمة تعليمية لا تكاد توجد في أي دولة من دول العالم.
ويشير المؤلف إلى أثر السياسة الاستعمارية في إضعاف المقومات الأساسية للشعوب, من خلال إفقادها الثقة في دينها وتاريخها ولغتها, وهي العناصر المكونة للأصالة. كما قامت بتكريس التفرقة بين التعليم الديني والتعليم المدني, وإضعاف الأول والتوسع في الثاني من خلال رفع مرتبات خريجي التعليم المدني وفتح الآفاق أمامهم. كما يتعرض المؤلف لمشكلة اللغة الفصحى وجوهر أزمتها في انفصالها عن الحياة اليومية, وعدم وجود كتاب ميسر لتعليم قواعد اللغة أو قاموس عصري للعربية الفصحى يوازي القواميس الإنجليزية أو الفرنسية في الدقة التنوع وسهولة شرح المفردة.
يتناول الكتاب في الفصل الثاني قضية إصلاح الجامعات والتعليم العالي, ويناقش قضايا هامة من قبيل فتح قنوات تمويل خاصة للتعليم الجامعي الحكومي, عبر تسويق بعض الخدمات التي يمكن أن تقدمها مراكز البحوث، وإنشاء تعليم جامعي بمصروفات كاملة يدفعها الطلاب للنهوض بمتطلبات العملية التعليمية والبحوث, وقيام الجامعات الحكومية الحالية بإنشاء جامعات خاصة (أهلية) بمصروفات معقولة لحسابها الخاص, والإفادة من العائدات في تحسين أدائها. وقضية ترك التعليم الجامعي الحالي على حاله, وإنشاء جامعة حكومية متقدمة يعمل بها أفضل الأساتذة وأكثر الطلاب تفوقاً. ويؤكد المؤلف على ضرورة إعادة الاعتبار المالي والاجتماعي للأستاذ الجامعي وتوفير ميزانية مناسبة لتمويل مستلزمات البحث العلمي, الذي يعد الجناح الثاني للعملية التعليمية.
يعالج الفصل الثالث قضية البحث العلمي, ويشير إلى أهمية وجود مناهج تعليم متطورة تعمل على إثارة قدرات العقل المتعلقة بالبحث والابتكار وتقديم الحلول المبتكرة للمشكلات المطروحة. ويرى المؤلف أن هناك عدة أسباب وراء ضعف البحث العلمي في مصر والعالم العربي, منها غياب الإدارة الجيدة التي يمكنها قيادة البحث العلمي, وعدم توافر الاهتمام النفسي والاجتماعي لدى الباحثين الذي يختلف عن الوظيفة الإدارية, وضعف الروح الجماعية لإجراء البحوث العلمية، وغياب التواصل بين مراكز البحث وعدم استمرار التراكم المعرفي, فضلاً عن ضعف الصلة بين نشاطات البحث العلمي وثقافة المجتمع.
ويطالب المؤلف بالاهتمام أكثر بالرسائل العلمية (الماجستير والدكتوراه) التي تمثل ثروة علمية وفكرية في غاية الأهمية, من خلال التنسيق بين الجامعات والمعاهد البحثية, وبين الوزارات والمؤسسات التي يتصل عملها بموضوعات تلك الأبحاث. وبحث مشكلات محددة تتعلق بسير العمل في المؤسسات والمصانع, إلى جانب دراسة الوسائل الكفيلة بزيادة الإنتاج وجودته.
يتناول الفصل الأخير من الكتاب مجموعة من الأفكار المقترحة من قبل المؤلف كالتعليم الموازي والتعليم الابتكاري الذي يقوم على أساس مخاطبة عقل الإنسان وتدريب حواسه, واستثارة خياله ووجدانه, بعيداً عن نظام التعليم التقليدي الذي يخاطب العقل فقط. ويطرح المؤلف رؤيته الخاصة حول المدارس التخصصية والنوعية, وفكرة إنشاء جامعة للتميز العلمي تتيح لطلابها أفضل الكفاءات التدريسية, وأحدث الأجهزة العلمية ويقترح إنشاء معهد "للتحاور الدولي" و"أكاديمية للمرور" وقنوات تلفزيونية تعليمية بديلاً للدروس الخصوصية, ومركز لتحقيق التراث والمخطوطات وجائزة للخط العربي, فضلاً عن اقتراحه بعض المقررات الدراسية الجديدة كمقرر عن تاريخ فلسطين وواقعها, ومقرر آخر عن الانتماء الوطني والديني واللغوي، وضرورة احترام العمل اليدوي, ومناهضة ثقافة النظرة الدونية له.
كاتب وباحث
hichammunawar@gmail.com
التعليقات
العلم نور!!
سلسبيل -أنا مع مضمون هذا الكتاب من أول كلمة إلى اخر كلمة فيه!! شكرا لك على نقله هنا وربما لو كنا نسير على هذا النسق لما كنا في هذا الضعف الشامل الذي نعانيه الآن ونعاني آثاره !! منابع الأرهاب الحقيقية عند من يصنعون الأسلحة التدميرية ويجربونها على الشعوب المحتاجة والذين يريدون دائما أن يتركوها محتاجة لهم حتى يجدون فيهم فئران تجارب فيرعبوهم ثم يدعونهم أرهابيين!!
ثورة تعليمية
abdul aziz -كما تظهر كثير من الدراسات فشل البلدان العربيةفي تنويع اقتصادياتها. ان استثاء قطاع النفط والغاز من مختلف اقتصاديات البلدان العربيةلثلائمائةمليون شخص سيكون اقل من ذلك لفلنلدا ذات العدد السكاني الذي يتجاوز الخمسة ملايين بقليل .علية فشلت البلدان -باستثاء جيوب معزولةقليلة فشلا ذريعا باللحاق بالنهضة الاقتصاديةفي معظم انحاء العالم ومرد ذلك الي تاخر النظام التعليمي بجميع مراحاة ابتداء من رياض الاطفال لغاية الدراسات العليا.توجد جامعة عربية واحدة تقع في ذيل 3000 جامعة عالمية .يقول د.رجا عميد تنمية الموارد في كليةشيكاغو .ان ثقافة الجامعةفي البلدان العربية لاتشجع علي الفردية والافكار الجديدة والمناهج جامدة ومحمية.هناك ضعف في مستوي تدريس العلوم الطبيعية والرياضيات بالمقاييس العالميةومعظم الجامعات العربية تدرس طلابها ماذا يفكرون بدلا من كيف يفكرون .فاذا لم تتغير هذة الذهنية فلا امل.يضاف لهذا التشخيص ما صرح بة رئيس جامعةسمية للتكنلوجيا في الاردن حيث قال بان تركيز المجتمع ينبغي ان يكون علي تشجيع التفكير الحر في حين يعمل النظام الحالي علي تخريج طلاب خاضعين لجميع قوي المجتمع.فعلية فان المساة تكمن في النظام التعليمى وربا الكتاب المعروض قد يور مدخلا لمعالجة هذة المشكلة.
نقاط كارثية
ايوب المصري -بصفتي رجل تعليم منذ اكثر من 40 عام مضت ولكنني اعتقد ان هناك الكثير مما يحب قولة بشجاعة ولكي نواجة المشكلة علينا ان نبحث عن مسمياتها بصراحة واسبابها ثم نري لماذا غيرنا نجح ونحن لا ولا عيب مطلقا ان نقلد غيرنا ولا نعود الي تعليل الاسباب واتخاذ الاعذار لها والا فلا فائدة واكرر لا فائدة من الكلام والتعليل والاشارة الي الحلول ما لم يكن لدينا الشجاعة وساتكلم عن التعليم في مصر اولا لان مصر توثر ولا تتاثر واكبر دولة عربية وعاة يقلدها كثير من العرب لنرجع بالذاكرة قبل ثورة العسكر في مصر وكيف كان التعليم في مصر رائدا وكنا نري معظم البلاد العربية وبعض البلاد الاوربية ترسل ابنائها لمصر لتتعلم فقد كنا نري قبارصة ويونانيين ولبنانيين ويمنيين واغلب البلاد العربية تجد في مصر تعليما محل ثقة وبعد الثورة تم برمجة التعليم وتوجيهه الي التعريب والاسلامة وهنا مشكلة فتسيس التعليم افقدة موضوعيتة اما اسلمة التعليم فافقدة كل شئ تقريبا وهنا اريد ان اقول العيب ليس في العروبة ابدا والعيب ليس في الاسلام ابدا بل العيب في نقطتين هامتين النقطة الاولي النفاق في رجال التعليم ومواراتهم للسياسين وارسال الكلام علي عواهنة بدون افرجوع للموضوع ففي حصة الكيميا مثلا اي علاقة بين العروب والاحماض والقلويات وفي حصة الانجليزي عليك ان تكتب تسب الغرب بالانلجيزي وتضع نفسك في اطار تعليمي محدد يخدم اغراض الساسة فقط دون الاهتمام بالعائد الذي يرجع علي الطالب بملكة التفكير وزيادة حصيلتة في علم سوف يفيدة مستقبلا والنقطة الثانية -الدين كما اسلفت ليس العيب في الاسلام بل هناك الكثير من المدارس المسيحية التي تثبت يوميا كفائتها وايضا المدارس الاسلامية الليبرالية في الغرب التتي تتمياز عن مدارس الحكومة العيب اذن في الدعاة في البلا د العريبة من احاطوا انفسهم بهالة من القدسية وجعلوا انفسهم ورثة الانبياء واوصياء علي التعليم بل اوصياء علي السياسيين انفسهم ورغم حدوث صدام منطقي بين الساسة ورجال الدين الا ان الامر تدارك وتوصل الكل الي حلول وسطية بل وفي النهاية فاز رجال الدين بالضربا القاضية الفنية علي حساب العلم وبالتدريج تحولت العملية التعليمية الي خدمة اغراض رجال الدين الاسلامي واصبحت حصة التاريخ تلاوة والجغرافيا وو الخ ووصل الامر الي حفظ طريقة حل مسائل الحساب والتفاضل ولاتكامل وامثلة تتكرر وماتت ملكة التفكي
you are right mr
Hajer Tnisian girl -mr ايوب المصري you are right thank your for the answerTUNISIAN GIRL
الى ايوب المصري 3
نوسة -انت تخلط كثيرا وتتكلم كثيرا ومن يتكلم كثيرا خاصة باسلوب مثل الدي تكتب به لا يمكن لاحد ان يركز ويفهم ما يريد قوله.كل ما فهمته انك تريد ان تشتم المسلمين وتحمل الاسلام مسؤولية تخلف مصر ككل الاقباط .واخدين حقوقكم والحكومة المصرية غير صادقة معكم لانها تخاف من طول لسانكم وانتم لا تتورعون عن التباكي كالولايا حتى تستدروا عطف العالم.يا اخي تصرفوا كالرجال وكفاكم تباكيا وافتراء,لا تفوتون فرصة حتى تقحموا ان الحكومة المصرية افتكت مدارس مسيحية وكنائس وحولتها الى لست ادري مادا..ان كنتم تكدبون على الغرب لتحصلوا على الاقامة فيه فلا يمكنكم ان تكدبوا على العرب .واني اصدق ان المسيحيين متسامحون وطيبون ,كل المسيحيين غربيين وشرقيين الا الاقباط انتم لستم مسيحيين انتم كتلة من الحقد والكره والعالم كله كشفكم
تحرير العقول
بدوي أردني -تحرير العقول من الخرافات والامور الموروثة هيا بداية الطريق الى مجتمع أفضل
1من ضحايا التعليم
ريري -معلش يا نوسه 40 سنة في التعليم ومش قادر يحدد أسباب الكارثه يؤكد صحة نظرية الكتاب !!
الاخت نوسة
ياسر المصرى -كل الشكر للاخت نوسةعلى موضوعيتها و تسامحها و صدقها واسلوبها الراقى الخالى من السباب. لقد اظهرت فهمك العميق لما قرأت وهذا يدليل عل ان التعليم المصرى لسة بخير.