كتَّاب إيلاف

عام مضى وعام جديد: مآس وآمال

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
هكذا ينطوي عام ويقبل عام آخر، بدايته مأساة أبناء غزة، والضحايا الأبرياء من المدنيين، الذين يتساقطون جراء الحرب الطاحنة والقصف الإسرائيلي وتكتيك الدروع البشرية لحماس أسوة بما كان يمارس صدام خلال حرب العراق. قادة حماس مختبئون، والأبرياء يقتلون ويجرحون بالمئات، ومع ذلك يصرح السيد إسماعيل هنية بأن "مشهد الانتصار يغلب على الدمار"؛ فأي حرص على الأرواح!!؟ وأي تقدير للخسارة والربح!!؟.
أهوال العام المنصرم كبرى رغم بعض نقاط الضوء الواعدة، وبداية العام الجديد لا تبشر كثيرا بالآمال، كما يدل تفاقم الأزمة المالية والاقتصادية في العالم، وحرب غزة التي يحترق فيها مئات الأطفال والنساء والرجال الأبرياء، وما نأمل هو أن تنتهي هذه الحرب سريعا، فتتوقف صواريخ حماس بضمانات دولية قاطعة، وانتشار مراقبين دوليين، وانسحاب إسرائيلي فوري من غزة، و تقديم كل المساعدات الإنسانية الضرورية، دولية وعربية، لإغاثة أهال غزة المنكوبين.
كلما يقبل عام جديد، فإن أول شعور ينتابني هو أن عاما آخر انقضى من شيخوخة ما بعد الثمانين، عاما يقربني من النهاية، والغريب أنني في هذه المناسبات أعود تلقائيا إلى طفولتي وصباي، متذكرا أدق التفاصيل من أحداثهما، حتى كأن الشيخوخة والطفولة تتماها الواحدة في الأخرى.
الزمن مأساوي وآفة الموت هي النسيان! الزمن مأساوي لأن ما صار يجمع البشرية هي وحدة الآلام والكوارث وسقوط الضحايا، من ضحايا غزة، ضحايا الانفجارات في العراق ومومباي، فمحن المسيحيين العراقيين وأقباط مصر، فضحايا الأنظمة الشمولية في دارفور وإيران، وإلى ضحايا الأزمة المالية العنيفة في كل مكان، وضحايا الإرهاب، والاستبداد، والكوارث الطبيعية، والبطالة في أرجاء مختلفة من العالم.
عام 2008 كان عام أزمات حادة وأحداث كبرى: أزمة مالية، انتخاب أوباما، الغزو الروسي لجورجيا، مومباي، مصادمات اليونان، الكوارث الطبيعية، أولمبياد بكين، وغير ذلك من أحداث دولية. اما عندنا في العراق، فالاتفاقية الأمنية، وبروز خلافات كبيرة في التحالفات والقيادات الحاكمة، واستمرار استفحال الفساد، وتوالي الانفجارات الإرهابية؛ أما في المنطقة فبداية أزمة غزة التي يرثها عام 2009، وصول المشروع النووي الإيراني لنقاط حرجة، وإذ يعلن البرادعي لأول مرة أن كل المفاوضات مع الحكومة الإيرانية لم تجد وأن العبرة بحوار أميركي - إيراني، كما قال. لا يد هنا نتوقف لدى غزة أيضا لارتباط الأحداث الدامية بالأصابع والمناورات الإيرانية. إن إيران، التي هي نفسها تلقت الأسلحة من إسرائيل عام 1986 لمحاربة العراق، [ إيران غيت]، صارت اليوم سيدة الوصاية على القضية الفلسطينية، بالخطب الداعية لمحو إسرائيل، وبتمويل وتسليح حماس، ومعارضة الحلول السلمية للقضية الفلسطينية.
لقد ظهر في النصف الثاني من العام المنصرم كتاب فرنسي هام لمؤلفين، فرنسي وإيراني، عن دور الاستخبارات الإيرانية، و"فيلق القدس" المتفرع من حرس الثورة الإيراني، في عمليات التخريب، وخطط نشر الفوضى في العراق، ولبنان، والأراضي الفلسطينية، ودول الخليج، وفي أرجاء أخرى من العالم الإسلامي وأوروبا، ويبين الكتاب كيف أسس حرس الثورة وعناصر فيلق القدس حزب الله اللبناني عام 1983. إن هذا الكتاب هام جدا، وسنعود إليه في وقت لاحق،. علما بأن أحمدي نجاد كان من بين قادة فيلق القدس.لسنوات طويلة.
عام مضى بين كيف أن المجتمع الدولي هش، غير قادر على حل المعضلات الكبرى، ومنها قنبلة إيران، ودارفور، والتوسعية الروسية، وبين مدى عمق الأزمة المالية؛ كما أظهر ذلك العام من جديد مدى هزال ومفارقات وتناقضات الأوضاع العربية. أما في عراقنا، فلا نزال نحلم بإلغاء نظام المحاصصة، ومحاربة الفساد، والقضاء على بؤر الإرهاب، ولا نزال نأمل أن تتعظ القيادات العراقية بالدروس القاسية والمرة، وأن تعود إلى بيت المصلحة العراقية العليا!

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
جامع الدوحة
الشيخ أبو عليق -

جميل جداً من الأستاذ الحاج، كاتب المقالة المقروءة كلون يغلب فيه الأدب على التسيس، وهو بهذا يوصلنا إلى شاطيء تجتمع فيه الأحداث بالطفولة، فيالها من صورة حيث الحروب ونتائجها ، والعبر وقد غابت معرفتها والطفولة والصبا أشكال تكتسب وقفة لما هو قادم أو أستحال إلى ذكريات.. إنه لون جميل حين يخضع الكاتب وبكامل قناعاته الكتابية والذهنية لعالم يسير نحو صورته الغامضة، ومن الأشياء التي لم ترد في أذهان الكثير من الكتاب، هي طرح إشكالات الروح، الذاتي والخاص، فهو تصريح بآفاق قادمة حتى وأن أظلمت الدنيا بوجوهنا .. شكراً لك ، ولكل ما جاء في مقالتك.

لك طول العمر
نوخذ -

نتمنى لك طول العمر مع الصحة والعافية ونتمنى ان تكتب لنا كتابا عن سيرتك الذاتية وعواطفك ومشاعرك وتجاربك فقد عاصرت العراق لقرن تقريبا كما نرجوان تشرح تصور لعراق قادر على تخطي التجارب المريرة لكي لايقع فيها مرة ثانية لك الصحة والعافية

دموع على مصر
الجزيرة -

فإذا لم يتم فتح هذه المعابر اليوم، فلتبك البواكي على مصر، لا على غزة.

veritpirr
camilla -

il fau suporter notre peuple a palestine avec tt ce qu on peut

عباد الشمس
شمال اغا الزيباري -

اذهب الى المالكي لكي يعطيك بعض من اموال الدولة: قال رئيس الوزراء نوري المالكي خلال استقباله جمعاً كبيراً من الادباء والشعراء والفنانين العراقيين، نعتز بكل الطاقات الفنية والثقافية العراقية ونسعى الى تقديم المساعدة والدعم لها، موجها بتشكيل لجنة تمثل جميع القطاعات الثقافية والفنية والادبية، للوقوف على احتياجات الادباء والشعراء والفنانين العراقيين وتلبيتها. واضاف ، ;لقد كان النظام السابق يخشى من المثقف والفنان والاعلامي والشاعر والاديب لان الذين كانوا على سدة الحكم ليسوا مثقفين ولا يعترفون بالثقافة، اما الان ونحن في ظل الحرية والديمقراطية فنريد من الطاقات المثقفة ان تنطلق وان تشغل حيزاً في عملية البناء، مؤكدا بالقول:كان ينظر الى المثقف في عهد النظام المباد بمنظار ترفي بعيداً عن الحياة، وخلف لنا خصومة بين المثقف والسياسي لان السياسي آنذاك لم يكن مثقفاً