كتَّاب إيلاف

الـ حسين في أوباما وفي غزة

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
أوباما حسين... أ. حسين... ولوهلة يكاد الإسم ينحصر بحسين لا أكثر.
وعلى ما يبدو فإن الـ"حسين" الذي وقع بين بارك وأوباما جعل - للعرب على الأقل- كل شيء ينتفي ولا يبقى سوى الإسم الأوسط لرئيس الولايات المتحدة الأميركية.
ربما على الأرجح علينا في هذه المرحلة أن نردد لازمة أهمية وصول رئيس من أصول أفريقية الى البيت الابيض ، ومدى روعة الديمقراطية التي أوصلت باراك حسين أوباما، بأسمائه الثلاثة إلى أعلى منصب في البلاد.
حين ردد "أنا باراك حسين أوباما" أصيب البعض بتاريخية اللحظة، فتحوّلوا إلى جماهير مذهولة أمام وقع الكلمات الثلاث تلك.
لعلها لحظة تاريخية لمن سيمسهم ذلك التاريخ بسحره الأسمر، ولعلها لحظة عابرة في حفل تنصيب رئيس يحلو أن نعتقد أنه سينقذ العالم.لكن الواقع يبقى أن أوباما سيخرج على الأرجح من فترته الرئاسية بثوب "الفارس " الذي ألبس فور فوزه. لكن الأكثر واقعية من هذا كله هو أنه حتى لو أراد إطلاق العنان لغريزته التدميرية على غرار سلفه بوش، فلن يجد ما يمكنه تدميره.
فالرئيس الأسبق جورج بوش لم يترك له شيئًا... غزة تترنح تحت وطأة دمارها ودماء شهدائها وعذابات جرحاها وجوع سكانها وعوزهم وتشردهم.
العراق يقف عاجرًا أمام التفجيرات والتطهير الطائفي والعرقي الذي ما زال ساري المفعول حتى الآن.
لبنان، سوريا ولبنان وطبعًا محاور الإعتدال العربية بمواجهة دول اللإعتدال وحركات المقاومة... توتر في أوجه بين الهند وباكستان..علاقات متوترة بين روسيا وأميركا... أزمة كبرى بين روسيا وجورجيا.. مأزق أفغانستان..النووي الإيراني..الحرب الشاملة ضد الإرهاب..البحث عن بن لادن..
وطبعًا الاقتصاد العالمي..الأزمة الأكثر إلحاحًا التي ألمّت بالعالم بأسره. والاحتباس الحراري الذي يهدد كل من يدب على هذه الارض، المتأملين خيرًا بأوباما والمتشائمين من عهده وحتى اولئك الذين لم يسمعوا بإسمه يومًا.يأتي أوباما على صهوة جواده بخطاب مبهم تجاه العرب بشكل عام على وقع حرب غزة التي خلفت مأساة ونكبات وحصار مستمر وتصريح صريح ومباشر حول ضرورة حماية أمن إسرائيل.
خطاب لم نكن لنتوقع ما هو أقل وضوحًا منه. لفتة اوباما تجاه العالم الإسلامي لم تكن على القدر الإيجابي الذي خرج به الاعلام العربي تحليلاً وتمجيدًا لجملته اليتيمة حولهم.
ومع ذلك، يبقى الأمل موجودًا تجاه رئيس لا يمكنك حتى الآن أن تحبه او أن تكرهه.
يبقى الأمل بالتغيير الموعود موجودًا مع هامش من الحياد الذي يعد "طارئًا" إيجابيًا تجاه أي رئيس اميركي وسياساته الموعودة.
في غزة حسين أيضًا... حسين الذي لا علاقة له لا بأصول افريقية ولا برئاسة ولا بغد موعود.
في غزة كربلائية الحسين.. بمظلوميتها وبدماء الحق التي أهدرت وبالنساء التي شردت والأطفال التي حرقت أجسادُها ونهشت الكلاب لحم فتاة السبعة ايام.
كربلائية طفل إقتلعت عينيه من مقلتيهما وفتاة بترت ساقيها.. وبكل الفظائع والمجازر التي مورست بحق المدنيين.
الظالم والمظلوم، ظلم إسرائيل وظلم صراع داخلي، وظلم عالم بأسره.
تظهر حركة فتح بعد أيام من إعلان وقف إطلاق النار متهمة حماس بسرقة المعونات وقتل المدنيين. ظهور لا يوازيه "قرفًا" سوى الألسنة المتدلية أمام الملايين العربية الموعودة.
ماذا لو سلمت الأموال الى حكومة فتح، ماذا لو تكرر سيناريو لبنان وسلمت الاموال الى الحكومة التي تعتبر حركات المقاومة "مغامرات". عمرو موسى اعلن ان الأموال لن يتم تسليمها الى أي طرف من الاطراف وانما الى لجنة عربية. فما الفرق حقًا بين تلك اللجنة و"اللجان" الحكومية؟! "حسين" غزة لا يشبه لا من قريب ولا من بعيد الـ"حسين" الذي وقع بين باراك واوباما... فهو مجرد إسم لا يقدم ولا يؤخر... فلا سياسة أميركا ستتغير ولا العرب سيتحولون إلى اصدقاء هذه الدولة على حساب أمن إسرائيل.
فليذهب امن جميع الدول الى الجحيم امام امن "الصديقة والحليفة" إسرائيل.
لكن أوباما حسين يعلم أن غزة فرضت نفسها، ويعلم ان اي سياسة مجحفة تجاه هذه البقعة المنكوبة من ارض فلسطين المحتلة لن تمر بعد الآن.
فحسين غزة لا يصادق إسرائيل... وحسين غزة ملحمة لا تنتفي ولا تنتهي. حسين غزة قضية لن تموت ولن تزول ستبقى هناك طالما هناك من يشعر بذلك "الهدير" يرتفع بين ضلوعه.
حينها اعلم يا عزيزي القارئ انك بخير... اعلم انه طالما ذلك الهدير الخافت يعلو بين حنايا ضلوعك شيئًا فشيئًا حتى يكاد ينفجر ويصم اذان من حولك، حين ترى الظلم والقتل والاستبداد.. حينها اعلم انك لا تزال حيًا. واعلم انه لو جاء الف رئيس اميركي يحمل اسم حسين او محمد او احمد او عمر، فإن ذلك لا يعني شيئًا على الإطلاق.
فلن يأتي اوباما حسين ولا غيره لإنقاذنا. فاحتفظ بذلك الهدير، فروايات بطولاتنا كثيرة وبطولات "كربلائيتنا" اكثر... ومع ذلك ما زال نبضنا موجودًا... لأننا نحن نؤمن بالحرية. ومن يعرف قيمة الحرية اكثر ممن فقدها ومن سلبت منه.
فلتكن الأسماء لهم ولتكن العزة والحرية لمن لا اسماء لهم... لمن يحتفظون بهدير "الحياة " والحرية في قلوبهم.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
اقتراح
وديع نعمان -

الأخت الفاضلة نسرين مؤكد يهمك رأي القراء بعيدا عن المجاملة التي لاتنفع الكاتب في عملية التطور ،يلاحظ على أسلوبك هو تكرار المفردات في نفس السطر الواحد فعلى سبيل المثال انقل اليك هذه السطر من مقالتك ما نصه (( الظالم والمظلوم، ظلم إسرائيل وظلم صراع داخلي، وظلم عالم بأسره.))لاحظي تكرار مفردة الظلم والظالم مما يؤثر على جمالية الأسلوب ورشاقته . ... مع تمنياتي لك بالنجاح ورجائي عدم الزعل من هذه الملاحظة .

الف تحية
قارئ ايلافي -

الف تحية لك على مقالك الرائع ولغتك الجميلة ..وكذا الحال في مقالاتك السابقة ..الف تحية لك

اخت الرجال
لاشاكرولاايلي -

ماافتقدناه لدى كتاب ايلاف الذكور وجدناه لدى هذه الكاتبة الرائعة وما عجزت عنه افكارهم الضحلة اثلجت به نسرين قلوبنا وجعلتنا نشعر بالتفاؤل والامل بأن هناك من لايزال يشعر مع الناس المسحوقين وان الانتصار ليس حكرا على السيف فقط بل يتعداه الى الايمان الراسخ بانتصار الحق مهما طال الزمن.

حمـــــــــــاس ضمان
طـــــــــارق الوزير -

بوجود حماس لن تصل اموال الى المختلسين والسارقين ..وهناك اتهامات منشوره ولعل أبنائهم يعرفوا..وباشراف الجامعه العربيه ومهندسين عرب شرفاء ..وباموال العرب ستبنى غزه المقاومه... واخاف من اختراق المطبعين والمشبوهين وبوجود حماس على الارض ضمان سيكون الاعمار فى صالح الشعب الفلسطينى ولن يُشفط الى خارج غزه فى كروش الخونه والمختلسين !

ما حكّ جلدك مثل ظفرك
ماهر -

لن تقوم لنا قيامة يا أخت نسرين طالما اننا محدودي الأفق ولا نشيّد بناءنا على قاعدة ,الكل تتجاذبه مصالح شخصية و محليّة فيسهل اختراقنا والعبث بمصيرنا

الجرأة مطلوبة جدا!
زياد -

دائما ما تسيل الجرأة من قلم نسرين عز الدين, ونحن بحاجة لهذا التدفق عله يسهم في جرف وحل العقول المعطلة

الحسين
Rasboten -

أجمل كلمة قرأتها في نصك الجميل كجمال وحهكي المشرق ان شاء الله دائما هي...ستبقى ملحمة غزة طالما فينا قلب ينبض .باراك حسين اوبامارأيناه في القدس يصلي بجانب حائط المبكى...وفي الكنيسة منذ أيام...فهل هو متعدد الديانات ؟

لن يرضوا
mehyeddine kaiss -

تحية لك بعد قراءة مقالاتك الأخيرة انتظرت هذا المقال الجديد . اسمه يحمل الكتير نحن احببنا الوسط به كما الوسطيين عندنا ولكن لنعلق على الأسم لماذا نسينا باراك واءحببنا حسين اهو ذاك الأمل الخائب بسياسة مرجعها الأساسي باراك اسرئيل و اللوبي الصهيوني الذي يستائثر بالسياسة الأميركية التي رءينا منها ما يكفي غضب يدوم لقرون لماذا نذكر حسين بوسط الاءسم بينما هو قد نسي اسمه واصله المسلم . نحن لا نعوول الا على مقاومتنا فلنركز على باراك من اسمه وليس حسين فسنرى منه ما رئينا من ايهود باراك اما حسين بين باراك م اوباما تركت لنا مسوؤلبته فلنصحى لواقعنا الأليم ولنلملم جراحنا بيدنا فالمقاومة هي دفاعنا الأول فلن يرضى عنا اليهود والنصارى الا اذا اتبعنا ملتهم

مقال فاشل
ارجو النشر -

لماذا تحمى ايلاف هذه الكاتبة تحديدا و لا تنشر اى راى ضدها؟! انها اما من حماس او حزب الله او سورية يعنى كل كلامها فى نفس الاتجاه و انا اصر على استبدال صورتها الاستفزازية التى تضحك فيها فليس مناسبا لما تكتبه فى السياسة!

الاسماء لهم والحرية
صلاح الدين /الجزائر -

مقالة تتسم بالتحليل المنطقى والواقعى .لقد وضعت الاخت نسرين النقاط على الحروف علها تزيل اوهام البعض ممن يسمون المعتدلون العرب .

ليس فشل
mehyeddien abou kais -

ايها الأخ الكريم صاحب التعليق رقم 9 لماذا لا تحاسبوا اسرائيل على حصارها لغزة مدة سنتين وهم يموتون جوعا في الداخل ام لأن حماس رفضت الخضوع واختاروا ان يمواتوا في سبيل قضية اصبحوا بصمة عار لا اظن ان الأنتماء الى حماس او حزب الله تهمة عار فالعار على اهل العار الذين يخضعون لسياسة الترهيب والقتل لماذا لا تحاسبون اسرائيل ومصرون على محاسبة الأبطال فحماس و حزب الله لم يستخدموا اسلحة غير مشروعة ولم يقتلوا الأطفال والنساء ولم يستبيحوا حرمات مساجدنا حاسبوا من اذلكم و ليس من اعزكم كفانا غباء و تبعية ولا اظن ان صورة الكاتبة استفزازية الى حد النفور الا اذا كنت تفضل سياسة باراك و اولمرت و صورهم افضل لديك فهنيئ لك الذل اما نحن فاحرار وسنموت احرار

الى رقم 9
نادر الخالدي -

ولماذا انت زعلان ؟ بأمكانك ان تقرأ لكتاب مقالات الحكمة والأعتدال واصدقاء العم سام او الذين هوايتهم المحببة شتم اربعة لاخامس لهم :(حماس -حزب الله- سوريا -ايران )..اما هذه الكاتبة المبدعة فلها قراؤها وانا منهم ولايمكنك لوم ايلاف واستفزاز القراء ومصادرة اهتماماتهم بسبب انك من الجهة الأخرى ..الدكتاتورية مرفوضة حتى على مستوى القراء ..

حيفاء
محمود -

لو ان الدول العربية تستضيف ال 6 مليون فلسطيني عندهوم وا يضربو اسرايل ضربة قوية وايحررو فلسطين

اجمل مقال
rosa -

اجمل مقال قراته في ايلاف.الى الامام.....

تعليق رقم 1
بدر -

لقد ذكرت كلمة سطر في السطر الثاني مرتين مما يسطر فقدان سيطرتك ندعو الستار ان يستر عليك

مقال جميل جمال
شاكر -

جميلة هذه الكاتبة ومبدعة اجمل مقال في ايلاف.الى الامام .ارجو النشر

انتصر الدم على السيف
عراقية بغدادية -

هلا هلا هلا بكل صوت حق ينصر الفلسطينيين الذين ظلمهم العالم على مدى ستين عاما. بارك الله بكل جهد طيب وكل فعل جاد وكل كلمة تشجيع فالعالم يا اخوتي قد صحى من غفوته ليفتح عينيه على جبل من اجساد الاطفال الغضة التي لم تذنب بشئ ولم تعتد على احد ولم تمارس سوى جريمة اللعب والضحك والاحلام البريئة. هل تصدقون ان ابني الصغير الذي يعيش ويدرس في لندن قد ساهم مع مدير المدرسة البريطانية والمعلمين وبقية الطلاب في تثبيت الملصقات التي تدعو للتعاطف مع غزة وان المدير قد طلب منهم ان يتخلوا اليوم عن الزي المدرسي لمن يريد على شرط ان يدفع جنيه استرليني لنصرة غزة لقاء هذه الحق الذي يستمر ليوم مدرسي واحد.من كان يصدق ان هذا يمكن ان يحدث وفي بريطانيا وفي مدرسة بريطانية . العالم يصحو وقد انتصر الدم على السيف والله خير الماكرين