كتَّاب إيلاف

الأمن المركزى والأمن الثقافى

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
ذكرنى مشهد معرض كتاب القاهرة الدولى لهذا العام بمشهد السلطة، فالمعرض إختزال حى ومرئى لما يدور فى تلافيف مخ السلطة فى الخفاء، فالأمن خارج معرض الكتاب وعلى الأبواب الخارجية غاية فى الدقة والإنضباط والحرص والتوجس والتربص وتوقع الخطر وشم رائحته من على بعد الآف الأميال والتنبؤ بزلازل وبراكين المؤامرات التى تحاك فى الظلام والأيدى الخفية التى تدعبس فى دهاليز الأمن القومى، رادار أمنى منضبط لايترك شاردة أو واردة إلا وأحصاها وقاسها وعرف ماضيها وحاضرها و مستقبلها، كل باب عليه ضباط من الرجال من كافة الرتب من الملازم وحتى اللواء لتفتيش الرجال، وأيضاً ضابطات من الجنس اللطيف لتفتيش النساء، وصدرت الأوامر منذ بداية المعرض بأن يوم الجمعة الماضى إستثناء يفتتح فيه المعرض الثانية بعد الظهر حنى لاتحدث المظاهرات الروتينية المعتادة بعد صلاة الجمعة، يعنى المكان محاصر ومنضبط وأمان وزى الفل، ولكن السؤال هل مايفعله الأمن هو الأمان الحقيقى؟، وهل الأمن المركزى يغنى عن الأمن الفكرى والثقافى؟، وهل الحل فى يد وزارة الداخلية أم وزارة الثقافة أم المجتمع بأكمله؟، وهل أبواب المعرض الخارجية هى المهمة والجديرة بالحراسة أم أن مايحدث فى داخل المعرض وبعد إجتياز البوابات هو الأهم؟!!!!!.
عند دخولك الى أجنحة ودروب معرض الكتاب ستلمح مشهداً يلخص لك ماهو حال الثقافة الحقيقية، وسيجيب عن السؤال الحقيقى، ماهو المطلوب حراسته فعلاً؟، هل هو بوابة معرض الكتاب أم عقل مصر؟، ستلمح تيار التتار ينتشر كالجراد باللحى والجلاليب القصيرة فى حركة منتظمة، كراتين وأجولة تحمل أطناناً من كتب التراث الصفراء من عينة زواج الإنس من الجن وعذاب القبر والشجاع الأقرع وفرض النقاب وتكفير البشر....إلى آخر هذه القائمة، والمدهش هو أسعارها الزهيدة بالرغم من طباعتها الفاخرة وتجليدها المذهب وحجمها الضخم!!، أنا لاأطالب بمصادرة، فأنا ضد المصادرة على طول الخط، وإنما أطالب بمعركة متكافئة على الأقل، فأى كتاب من كتب التنوير والعقل فى سراى ألمانيا القاطن فى منطقة نائية فى نهاية معرض الكتاب والذى يضم دور النشر المصرية واللبنانية والسورية........التى تكتب فى المسكوت عنه من التراث بطريقة نقدية، وتتحدث عن العلم والعقل، هذه الكتب أقل سعر لأى كتاب منها يتجاوز المائة جنيه، أى مايعادل نصف مرتب كامل لموظف مصرى فى بداية السلم.
أهل التنوير فى معركة خاسرة، يحاربون بسيف خشبى هزيل أمام ترسانة من القنابل النووية الإعلامية من كتب رخيصة وفضائيات سلفية منتشرة تصرخ وتزيف الوعى وتغسل الأدمغة بفتاويها المتخلفة، أما الدولة فهى مشغولة بحراسة بوابات معرض الكتاب حتى لاتحدث هتافات مضادة للنظام، وبعد إغلاق الأبواب تنام قريرة العين مطمئنة البال أن كل شئ تمام والأمن مستتب.
Khmontasser2001@yahoo.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
هدا ما تريده الحكومة
تونسية من امريكا -

اصلا كل ما تريده الحكومات العربية من شعوبها ان تتلهى بهدا الافيون او حتى ماهو اخطر المهم الا يطالب احد بمشاركتها الحكم .رحم الله الزعيم بورقيبة فقد كان من الحكام القلائل الدين حاربوا الجهل والتخلف ,بالفعل وليس بالكلام

هدا ما تريده الحكومة
تونسية من امريكا -

اصلا كل ما تريده الحكومات العربية من شعوبها ان تتلهى بهدا الافيون او حتى ماهو اخطر المهم الا يطالب احد بمشاركتها الحكم .رحم الله الزعيم بورقيبة فقد كان من الحكام القلائل الدين حاربوا الجهل والتخلف ,بالفعل وليس بالكلام

حرق غزة كان للتهجير
د . محمد كحيلة -

كل الشواهد تقول .. أن دولة الصهاينة اسرائيل أحرقت غزة وقتلت المدنيين من أطفال ونساء وشيوخ ودمرت المبانى والزرع وكل أسباب الحياة فيها ضاربة بسمعتها الدولية عرض الحائط لإرهاب سكان غزة واجبارهم على مغادرتها والنزوح إلى سيناء ثم الإستيلاء على أراضى غزة وضمها للكيان الصهيونى لتكبير وتوسيع الدولة العبرية والتخلص من الفلسطينيين المناوئين لها فى غزة فى نفس الوقت حتى أنها شنت غارات على حدود غزة مع مصر لإحداث هرج ومرج على الحدود يؤدى لفتحها قسرا أو احداث فجوات فيها وهروب الأمن المصرى منها للسماح لعشرات الآلاف من سكان غزة للفرار لسيناء لإخلاء غزة وخاصة بعد اغلاق معبر رفح والسماح للمصابين والحالات الإنسانية فقط بالمرور منه وهذا هو سبب شن الحرب على المدنيين وعدم التركيز على حماسوهذه التصرفات هى تكرارا لما حدث فى عام 48 وماقبلها وبتنفيذ جيش العدو الصهيونى بدلا من عصابات الصهاينة ولكن مخطط اسرائيل باء بالفشل والحمد لله

الأمن الهُوياتي .
Itri / Tamazgha -

الناس في حاجة إلى شئ واحد هو: الأمن / السلامة ؛ الأمن كل الأمن: الأمن الهُوياتي ، الأمن الثقافي ، الأمن اللغوي ، الأمن المذهبي ، الأمن الغذائي ، الأمن السياسي ، الأمن الإقتصادي........ إلخ . كل شعب يجب عليه أن يحافظ على أمنه ويصون سلامته عبر تمسكه كل التمسك وتشبثه كل التشبث بهُويته وحضارته وقيمه وخصوصياته الهوياتية التي تميزه عن غيره من الأمم والشعوب . والشعوب ـ كما نعلم ـ كثيرة : الشعب الأمازيغي ، الشعب الكوردي ، الشعب المِصري ، الشعب الأفغاني ، الشعب العربي ، الشعب الفارسي ، الشعب الفرنسي ، الشعب الألماني ، الشعب الصيني ، الشعب الأميركي........ إلخ . لا لتغيير الهويات ، لأن ذلك اعتداء ظالم ضد الأمن الهُوياتي.

وضعت الاصبع على الجر
نصراوي من ايطاليا -

لا يسعني الا ان اشكر حضرتك على هذه المقالة التي صلّت فيها الضوء على الجرح الملتهب بسموم دولارات البترول الاسود من عشرات السنين,عل الضوء يساهم في تطهير ما فسد.

الأمن الهُوياتي .
Itri / Tamazgha -

الناس في حاجة إلى شئ واحد هو: الأمن / السلامة ؛ الأمن كل الأمن: الأمن الهُوياتي ، الأمن الثقافي ، الأمن اللغوي ، الأمن المذهبي ، الأمن الغذائي ، الأمن السياسي ، الأمن الإقتصادي........ إلخ . كل شعب يجب عليه أن يحافظ على أمنه ويصون سلامته عبر تمسكه كل التمسك وتشبثه كل التشبث بهُويته وحضارته وقيمه وخصوصياته الهوياتية التي تميزه عن غيره من الأمم والشعوب . والشعوب ـ كما نعلم ـ كثيرة : الشعب الأمازيغي ، الشعب الكوردي ، الشعب المِصري ، الشعب الأفغاني ، الشعب العربي ، الشعب الفارسي ، الشعب الفرنسي ، الشعب الألماني ، الشعب الصيني ، الشعب الأميركي........ إلخ . لا لتغيير الهويات ، لأن ذلك اعتداء ظالم ضد الأمن الهُوياتي.

العقل المستنير
mohayed el masry -

يا دكتور خالد انت مثال للمثقف الحر الوطنى وكلامك وبرامجك التليفزيونيه يؤكدان ذلك ولكن صدقنى انا خايف عليك من طيور الظلام الله معك

محمد كحيلة فى واد
نبيل -

محمد كحيلة فى واد آخر، الكاتب والمعلقين يناقشون موضوعا بعينه ومحمد كحيلة يغرد خارج السرب، ما دخل غزة ياسيد ؟

العقل المستنير
mohayed el masry -

يا دكتور خالد انت مثال للمثقف الحر الوطنى وكلامك وبرامجك التليفزيونيه يؤكدان ذلك ولكن صدقنى انا خايف عليك من طيور الظلام الله معك

الله عليك يادكتور
اسمعلاوية تعشق بلدها -

والله وحشتنا كتاباتك الجريئة يادكتور فحضرتك مثال للمثقف الواعى ممن قل وجودهم فى زمن جودة التعليم والشعارات الجوفاء ولاحول ولاقوة الا بالله

المطلوب اولا
بسمة -

تحياتى للدكتور خالد شكرا على المقال الجرئ... ولكن ياسيدى الفاضل سنظل على هذا الحال وهذا هو مايقرأ الشعب المصرى وهذة هى درجة ثقافتنا ان لم يتغير منهج التعليم من أساسة. السموم تبث فى الطفل منذ صغرة وقد ناقشت حضرتك هذة المشكلة فى مقال سابق.اذا فالمطلوب تغيير أساس التعليم والمناهج .وساعتها ربنا يديلك العمر والصحة مش هاتشوف لا مظاهرات ولا احتجاجات ولا الحكومة هاتخاف من شكلنا قدام العالم الخارجى وهايختفى الامن المركزى فى اماكن الثقافة.. لان وقتها هانكون ناس متحضرين بمعنى الكلمة .. تفتكر فية أمل؟؟؟؟

الله عليك يادكتور
اسمعلاوية تعشق بلدها -

والله وحشتنا كتاباتك الجريئة يادكتور فحضرتك مثال للمثقف الواعى ممن قل وجودهم فى زمن جودة التعليم والشعارات الجوفاء ولاحول ولاقوة الا بالله

دكتور خالد
واحد -

والله عيب أنك تقول (( تيار التتار )) ، ثانياً الأشارة إلى رخص أسعار الكتب الدينية لأسباب : 1- أن الكتب أصلا تكلفتها المادة أقل بكثير من سعرها ولتعلم يا دكتور أن طباعة ألف نسخة من كتاب 100 صفحة تتكلف 160 جنيهاً فلتحسب كم تتكلف الورقة 2- أن الكتب التراثية - التى تكرهها - ليس لها حقوق نشر فما على الناشر إلا أن يطبع الكتب بالتكلفة الزهيدة التى ذكرتها لك دون أن يدفع مليماً واحداً للكاتب 3- بالنسبة للكتب الحديثة فإن المشايخ الأفاضل لايطلبون مقابلاً مادياً كبيرا كما يفعل كتاب الكتب الآخرى