كتَّاب إيلاف

سنوات اللاحسم

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

أربعة عقود هي عمر المرحلة الحالية للنظام الحاكم المصري، والتي هي الحلقة الثالثة من نظام الحكم الذي أرساه النظام اليوليوي، ونحن لا نزمع هنا أن نبدأ تقييماً لتلك المراحل، ولا أن نقيم الحلقة الثالثة التي لازالت ممتدة لأجل مجهول حتى الآن. . كما لا يجوز احتراماً للدقة العلمية والموضوعية، أن نختزل أياً من هذه المراحل في جملة واحدة، نتخذها عنواناً لهذه المرحلة أو لتلك. . لكننا نستطيع أن نرصد ملمحاً أساسياً أو أكثر في كل من هذه المراحل، يصلح بدرجة مقبولة، أن يكون العمود الفقري لتوجهات وسياسات تلك المرحلة، والذي يعد الوصف المشترك لكثير من الحالات العملية التي سادت البلاد، وحكمت رؤية القائمين على الأمور.
كان الاختلاف بين المراحل الثلاث بالطبع مرتهناً بشخصية الزعماء الثلاثة، وبطبيعة المرحلة التي حكم كل منهم فيها، سواء طبيعة الأوضاع في الداخل المصري، أو الأحوال العالمية وموازين القوى وعلاقاتها، وأيضاً تأثر أداء زعيمي المرحلتين الأخيرتين، بأداء من قبله وتجاربه ومصيره. . ورغم أن جوانب التشابه بين المراحل الثلاث عديدة، إلا أن أهم معلم للتشابه بينها، هو إدارة الحكم بمنهج يكفل البقاء على كرسي السلطة مدى الحياة، ولا يخفى أن ذلك النهج وحده كفيل بتأسيس وترسيخ مساحة واسعة من التشابهات، رغم الاختلاف البين والجذري بينها.
إذا استطعنا أن نضع المرحلة الناصرية، التي امتدث ثمانية عشر عاماً، تحت عنوان مثل: "المغامرة والتمرد والقبضة القوية". . المغامرة بالمبادرة بأفعال وتوجهات غير مسبوقة بالنسبة للحكم في مصر، وربما أيضاً في الكثير من الدولة قريبة الشبه بالحالة المصرية، أو ما يسمى بالعالم الثالث. . والتمرد المتمثل في العداء للعالم الغربي، واللعب الخطر على المسافة بين المعسكرين الشرقي والغربي، في أوج الحرب الباردة. . والقبضة القوية في حكم الداخل، بنظام بوليسي أحصى على المصريين حتى الأنفاس، وأرسل بأغلب قواهم السياسية إلى ما عُرف "بوراء الشمس". . فإننا نستطيع على ذات النمط أن نضع عنواناً للمرحلة الساداتية مثل: "الواقعية والتغيير والتلاعب". . الواقعية في الحركة على هدى حقائق الواقع، وليس وفق رؤى ثورية راديكالية. . والتغيير النابع من محاولة لإخراج مصر مما ورطها فيه العهد السابق (سواء سياسياً أو اقتصادياً)، ومن محاولة السادات في معرض "البحث عن الذات"، السير في خط مضاد لذاك الذي سار عليه سلفه. . والتلاعب بكل الأوراق ليجد لنفسه وسياساته مكاناً ومكانة، سواء الأوراق العالمية، أو الأوراق المحلية، بالتلاعب بمجموعات الانتهازيين والمستغلين وبالإخوان المسلمين وبغيرهم، وهي اللعبة التي أوصلته لنهايته المأساوية.
الآن نذهب إلى المرحلة الثالثة الراهنة، والتي امتدت حتى الآن لما يوازي مجموع المرحلتين السابقتين، ومرشحة عن طريق الوراثة للبقاء لفترة مماثلة. . إن جاز التعميم والاختزال، فإننا نستطيع الزعم بأن هذه الفترة أشبه بمرآة انعكست فيها كل صور ماضي المرحلتين السابقتين وتجاربهما، ولأن الهدف المشترك كما قلنا للمراحل الثلاث، هو بقاء الجالس على كرسيه لأطول زمن ممكن، كان من الطبيعي أن يبحث الجالس عما أقض مضاجع سلفيه، ليفعل عكسه تماماً. . ليس مجال البحث أو الاهتمام إذن ما هو مفروض، أو ما هو صالح لهذا الوطن ومواطنيه، فهذا قد يأتي أو لا يأتي عرضاً، وإذا ما سمحت الظروف. . فالبقاء بأقصى درجة ارتياح ممكنة على الكرسي، هو الهدف الأسمى، الذي لا يصل إلى مرتبته من حيث الأهمية أي هدف آخر. . هكذا لا ينبغي لنا أن نتعجب، إذا كان الدرس هو النأي عن أي صراعات، وبالتالي عدم القيام بأي مبادرات لحسم أي قضية أو إشكالية، مهما كانت ملحة أو حتى مصيرية. . يستوي في ذلك الإشكاليات الموروثة أو المستحدثة. . الاستراتيجية وليس فقط التكتيك، يكون هكذا هو التهدئة. . إطفاء الحرائق ليس أكثر. . دون الإقدام على بحث أسباب تلك الحرائق، أو محاولة العثور على حلول تصل بنا إلى القضاء على احتمالات تكرارها.
السياسة المميزة لهذه الأربعة عقود ليست سياسة "الوسطية"، أو حتى سياسة مسك "العصا من المنتصف"، ففي هاتين الحالتين تكون هناك سياسة محددة، يلتزم بها النظام وكافة أجهزته ومؤسساته، وهذا لابد وأن يتطلب مواجهة وردع كل من يحاول العصف بهذه السياسة أو تجاوزها. . ولأن مسالة المواجهة والردع هذه غير واردة في اعتبار النظام، إلا للذين يهددون الكرسي ومن يجلس عليه تهديداً مباشراً، فإنه من غير الوارد بالتالي أن يتخذ النظام موقفاً وسطياً، كما لن يتخذ موقفاً يجنح لليمين أو لليسار. . هكذا تحولت الساحة المصرية إلى بازار، تجد فيه ألف صنف وصنف، بعضها حديث التصنيع، وأغلبها يحمل تاريخاً يشير إلى انتهاء الصلاحية. . ليست هذه بالطبع حالة ليبرالية، فالملعب الليبرالي تحكمه قواعد اللعبة الليبرالية، لكننا هنا أمام حالة فوضى عشوائية، وربما كان أفضل توصيف لها هو المثل الشعب الشعبي: "مولد وصاحبه غايب".
في السياسة الخارجية تركت السياسة المصرية التوجهات غائمة والأوراق مختلطة، فلا تعرف إن كانت مصر مؤيدة حقيقة للسلام في المنطقة، أم أنها تتظاهر بذلك أمام القوى العالمية، ثم تعمل محلياً وداخلياً بعكس ذلك، وتجند منابرها الإعلامية للتحريض ضد السلام، وشحن الجماهير المصرية بالكراهية والتعصب. . فرموز ما يسمى بالكيان الصهيوني يأتون للقاهرة، للتباحث مع نظرائهم المصريين، والتبادل التجاري بين الطرفين "على قدم وساق" كما يقولون. . في ذات الوقت الذي تحاكم فيه مفكرة وصحفية، من قبل مؤسسات مصرية، على تهمة استضافة السفير الإسرائيلي في مكتبها، بجريدة يقال أنها قومية، ويسمح النظام الذي يفترض أنه يعبر عن الشعب المصري، وليس عن شعب "سيكو سيكو"، أن يكون هناك معاهدة سلام رسمي مع إسرائيل، وعداء شعبي لها، ليجرم بالعزل (وربما قريباً بإهدار الدم)، كل من يتجرأ على كسر طابو العداء المقدس.
تارة تدور الديبلوماسية المصرية تبحث عن دور للتوفيق بين فرقاء المنطقة (الأشاوس والمجاهدين)، دون أن تحدد لنفسها موقفاً، ودون أن تمتلك عناصر التأثير على هؤلاء الفرقاء، ترهيباً أو ترغيباً، لتكون النتيجة وكأنها تلعب لعبة "دوخيني يا لمونة"، أو لعبة "الكلب الحيران"، الذي يتردد بين الأطراف ساعياً خلف الكرة التي يتقاذفونها، متصوراً أنه بهذا يبذل جهداً لتحقيق التوافق المستحيل، كما يحدث في محاولة الصلح العبثي بين فتح وحماس. . وتارة أخرى تتدنى مصر إلى دور الوصيفة للدور القيادي السعودي المدعوم بالبترودولار، لتكون في الحلبة أشبه بأسد فقد أنيابه ومخالبه، ولم يعد يصلح إلا لأن يلهو الأطفال معه وبه.
داخلياً تجد بالبازار المصري من يعملون لتحديث الاقتصاد المصري، ولدفع عجلة التنمية، وبجانبهم الفاسدون الذي يمتصون عوائد التنمية ويستنزفون البنوك، ويتسببون في هروب المستثمرين الجادين والشرفاء، لينفرد بالساحة المحتالون والمتطفلون، وبين هؤلاء وأولئك نجد الإهمال والترهل في أجهزة الدولة ومرافقها، ليلعب الدور الأكبر في إعاقة التنمية واستنزاف القدرات المصرية باختلاف مجالاتها، وليس العجز عن جمع القمامة من شوارع العاصمة، بالنموذج الأوحد والأبلغ دللالة على تلك الحالة.
في مجال الحريات المدنية والشخصية للمصريين، نجد أجهزة الدولة الرسمية وشبه الرسمية، وبالتبعية الساحة المصرية عامرة بكل ألوان الطيف، مع التحفظ على هذا التشبيه، حيث أن ألوان الطيف رغم تعددها وتباينها، تشكل معاً لوناً أبيض، في حين أن ألوان قوس قزح المصري، لا تشكل أي لون، اللهم إلا إذا كان اللون الأسود، الذي تستحيل فيه إمكانية تبين مواقع الأقدام. . ومن المضحك المبكي أن يكون الدستور المصري ذاته على هذا الحال، فالدستور ينص في مادته الأولى على مبدأ المواطنة، الذي يقوم فيه الانتماء للوطن على أساس المواطنة، لتأتي المادة الثانية من الدستور لتنص على دين للدولة هو الإسلام، وعلى مبادئ الشريعة الإسلامية كمصدر رئيسي للتشريع. . يترتب على هذا تضارب مواقف مؤسسات الدولة من قضية المواطنة، ومن بينها السلطة القضائية، التي تأتي أحكامها أحياناً متسقة مع مبدأ المواطنة، وفي أحيان أخرى تأتي على خلفية أن الإسلام هو الدين الأعلى، وأن أي دين غير الإسلام، وأي مواطنين غير مسلمين هم في الدرجة الثانية على أحسن الأحوال، أو هم مهمشون مخونون مقموعون في أسوأها. . بل ونجد أن الأديان والعقائد التي لا يعترف بها أصحاب الفضيلة، يوضع أصحابها موقع المطاردة والاضطهاد، ونجد من يطالب في ساحات القضاء أو على منابر الدولة، بقتلهم أو صلبهم أو تقطيع أرجلهم وأيديهم من خلاف، كما حدث ويحدث مع البهائيين المصريين، وما يحدث ولو جزئياً للشيعة.
وإذا كانت المرحلة الأولى الناصرية من النظام اليوليوي قد اتخذت من جماعة الإخوان المسلمين موقف السيطرة الكاملة ثم القمع، في حين تميزت المرحلة الثانية الساداتية بالتحالف معهم واللعب بهم. . نجد أن مرحلتنا الراهنة، من قاعدة "اللاحسم" الذهبية، لا تتخذ من هذه الجماعة المحظورة قانونياً أي موقف محدد. . هي تترك الأمر للظروف، أو "للتساهيل" حسب الاصطلاح المصري الشعبي، ليكون لسان حال الجماعة الضليعة في التلون والحربائية: "مرة يهنيني، ومرة يبكيني"، لتكون العقود الثلاثة الماضية مساحة كافية، لتتوغل فيها فيروسات تلك الجماعة، في جميع شرايين وأعصاب الجسد المصري، العليل منذ بداية انقلاب المغامرين المشئوم.
الاعتداءات الطائفية على الأقباط، التي تقوم بها الغوغاء، بتحريض من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين، وأذرعها الأخطبوطية داخل مؤسسات الدولة وأجهزتها، سواء هؤلاء المنضوين رسمياً تحت لواء الجماعة، أو المتشيعين والمروجين لفكرها، والذين اخترقوا كافة أجهزة الدولة. . يقوم هؤلاء بحرق المنازل والكنائس، ونهب متاجر المسيحيين، وقتلهم جماعات وفرادى. . هذه الحوادث التي صارت تقع الآن يومياً في مختلف أنحاء البلاد. . لا تقوم الدولة المصرية العتيدة والعريقة بدورها في تفعيل سيادة القانون، ليوضع الجاني خلف القضبان، ويحصل المجني عليه على التعويض المناسب، بما يليق بأقدم دولة مركزية في تاريخ الإنسانية. . كل ما تفعله الدولة الرشيدة أن ترسل سيارات الإطفاء لمكافحة الحرائق، بعد أن تكون النيران قد أكملت مهمتها المقدسة في حرق "أعداء الله" وممتلكاتهم. . تحاصر قوات الأمن المكان، ملقية القبض على أعداد متساوية من الطرفين الجاني والمجني عليه، ليتوسل إليها المجني عليه بعد ذلك إطلاق سراحه، متنازلاً عما له من حقوق، وتتنازل الدولة سعيدة ومتهللة، عن حق المجتمع في معاقبة من يخترق قوانينه، متوسلة بمجالس إذعان (وليس صلح حقيقي) عرفية، يملي فيها الجاني القوي، شروطه على المجني عليه الضعيف، مستعينة في ذلك بحلفاء السلطة التقليديين، أصحاب القداسة والنيافة وفيالق الكهنة الجرارة، الذين يدعون أن الله قد فوضهم بسلطان الحل والربط. . الحل بالطبع لما يقوي أواصر علاقاتهم بالحاكم، والربط لأعناق الأقباط المنومين مغناطسياً، بخطاب التقوى الأرثوذكسي العتيد!!
لنا أن نتخيل حال مجتمع أو شعب فقد ثقته بنزاهة القضاء وبإقرار العدالة، وتم استقطاب مكوناته خلف خطابات تحريضية وعدائية مقدسة. . ألمثل هذا المجتمع مصير غير التفكك والتحلل، الذي لابد وأن يأتي بعده التعفن وما يتبعه من كوارث. . لنشهد عودة قانون الغاب، وتفشي الكراهية واليأس والفشل الاقتصادي والحضاري. . في ذات الوقت لا يتقدم أحد ليفعل أي شيء، ولسان حال السلطة يقول: فلتسر الأمور كما هو مقدر لها أن تسير، مادام الجلوس على الكراسي في أمان، يتوارثونها عبر الأبناء والأحفاد، ربما إلى يوم يبعثون!!
يضيق المجال عن حصر آلاف الأمثلة من الواقع المصري، تجسد ما وصفناه بسياسة "اللاحسم"، التي تحولت مصر بفضلها، إلى مقلب كبير للنفايات وللنفائس في آن. . ليكون تحسبنا وخشيتنا من التوريث، ليس فقط استشعار العار في أن نورث في الألفية الثالثة، في ظل نظام مفترض أنه جمهوري، وليس مجرد تحسبنا من قدرات شاب أهم مميزاته سلطان والده، وإنما بالأساس توقعنا أن يكون التوريث امتدادا لحالة "اللاحسم"، لمدة نصف قرن آخر.

مصر- الإسكندرية
kghobrial@yahoo.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
الاقباط الوطنيين!!
مستر بيف السعودي -

يبدوا ان غيابي خلال الايام الماضية كان فرصة لاعداء العرب والمسلميين...الاقباط...ومن لف لفهم في الهجوم العنيف على مصر...موتوا بغيضكم ايها الاقباط جمهورية مصر(الاسلامية)الديمقراطية وفخامة الرئيس البطل حسني مبارك سوف تضل شوكة في حلق الارهابيين والمليشيات القبطية التي تريد انشاء دويلة في دمياط وماحولها...ولكن هيهات ايها الصهاينة الشرقيين...الموت لاامريكا...واسرائيل...وايران؟!!

........
. ') -

مخالف لشروط النشر

........
. ') -

مخالف لشروط النشر

مستر بيف الاسلامي
مصري مسلم -

أي دولة في العالم المحترم بخلاف دولنا العربية الميمونة تنظر لمواطنيها على حد سواء وتحكمهم في ظل قانون واحد يراعي حقوقهم ويرتب عليهم التزامات اما ان نأتي إلى بلد عريق مثل مصر ونختزلها في تعليقات من باب التعصب والانتصار لدين ضد دين او فئة ضد فئة فهذا هو فكر القبيلة والبداوة الذي لم تعرفه مصر يوما في تاريخها القديم ولا الحديث إلا عندما ابتلانا الله بفكر الظلاميين الذين تلقوا تعليمهم في بلاد البدو في حين ذهب المصريون في مطلع القرن الماضي وحتى ما بعد منتصفه ليعلمون هذه البلدان ويثقفوهم رجع المصريين من هذه البلدان بفكر البدواة والتحجر لينتشر مثل السرطان .. مصر مسلميها وأقباطها مواطنين مصريين .. ولا دخل للدين في تسيير شئون الدول .. والدليل على ان تدخل الدين في السياسة يشعل الأرض ويستنزف الخيرات هو ان اتباع أي مذهب او طائفة يكون ولائه لمذهبه وليس لوطنه وتلك هي الكارثة بل نرى أن اتباع كل جماعة يتعصب لفكر جماعته ضد جماعة أخرى كما رأينا في غزة

فن الكتابة التسلقية
عصفور كناري -

بات واضحا لكل ذي عقل و ذي عينين ان جوقة المشنعين على الاسلام في مصر (من المحسوبين على نصاراها ) تتبع نهجا واضحا و تغني نفس الاغنية على نفس اللحن مثل الفنان الشعبي شعبولا (رغم ان شعبولا يغير في الكلمات و المواضيع)!! يبدأ الكاتب من هؤلاء بتشمير ساعدي الجد و يبحث في الفضاء الاعلامي عن قضية جدلية تكون اسرائيل أو الغرب طرفا فيها (طبعا المسلمون في الطرف الآخر , و يا حبذا لو كان للاخوان نصيب)..المهم , حالما يعثر الكاتب على التيمة او الموضوع يبدأ في الكتابة بشكل عام و باسلوب انشائي ممل يشي بميلاد فكرة جديدة ... ثم -و بقدرة قادر- يتمخض المقال عن نفس الاغنية المعروفة : تآمر النظام المصري مع الاخوان ضد الاقباط بقتلهم و تدمير منشآتهم و حرقها و محاولة اسلمتهم (ربما لزيادة عدد المسلمين القليل في مصر)... فشل النظام في استثمار سلامه مع الدولة العبرية (التي عادة ما يتم تصويرها بأنها ضحية يتم استغلالها و كيل العداء لها ظلما و عدوانا) ... و يحاول الكاتب تهييج الغرب ضد مصر و نظامها على خلفية ما سبق .. و لا سنى الكاتب اضافة بعض جمل التشفي في مصر و ما آلت اليه اقتصاديا و سياسيا و تصويره على انه نتيجة تحامل النظام و غالبية الشعب المسلم على الاقباط و الغرب و اسرائيل و انه ايضا نتيجة مباشرة لوجود المادة الثانية في الدستور المصري ...! انه موشح بات معروفا و محفوظا و ممجوجا و مثيرا للشفقة و الاشمئزاز في آن معا .... متى تخرجون من هذه الدوامة الاصطناعية ؟ الله اعلم ! يخيل الي ان احد هؤلاء لو لم يجد قضية يتسلق من خلالها للموشح السابق الذكر فلسوف يتلقف اية قضية مهما كانت بعيدة عن الموضوع و يقوم بتطويعها و تحويلها الى سلم يقوده الى هدفه النهائي ... يبدو اننا على اعتاب تاسيس علم جديد في منطق الكتابة الصحفية او ما يسمى ب(الكتابة التسلقية)... و طبعا نعلم من الآن من سوف يكونون رواد هذا النوع من الكتابة ..!

مصريون
bob الدوحة -

ايها المصريون احمدو الله صباح مساء بمالديكم من الفسحة الصغيرة من الديمقراطية التي يتمناها غيركم من العرب

فن الكتابة التسلقية
عصفور كناري -

بات واضحا لكل ذي عقل و ذي عينين ان جوقة المشنعين على الاسلام في مصر (من المحسوبين على نصاراها ) تتبع نهجا واضحا و تغني نفس الاغنية على نفس اللحن مثل الفنان الشعبي شعبولا (رغم ان شعبولا يغير في الكلمات و المواضيع)!! يبدأ الكاتب من هؤلاء بتشمير ساعدي الجد و يبحث في الفضاء الاعلامي عن قضية جدلية تكون اسرائيل أو الغرب طرفا فيها (طبعا المسلمون في الطرف الآخر , و يا حبذا لو كان للاخوان نصيب)..المهم , حالما يعثر الكاتب على التيمة او الموضوع يبدأ في الكتابة بشكل عام و باسلوب انشائي ممل يشي بميلاد فكرة جديدة ... ثم -و بقدرة قادر- يتمخض المقال عن نفس الاغنية المعروفة : تآمر النظام المصري مع الاخوان ضد الاقباط بقتلهم و تدمير منشآتهم و حرقها و محاولة اسلمتهم (ربما لزيادة عدد المسلمين القليل في مصر)... فشل النظام في استثمار سلامه مع الدولة العبرية (التي عادة ما يتم تصويرها بأنها ضحية يتم استغلالها و كيل العداء لها ظلما و عدوانا) ... و يحاول الكاتب تهييج الغرب ضد مصر و نظامها على خلفية ما سبق .. و لا سنى الكاتب اضافة بعض جمل التشفي في مصر و ما آلت اليه اقتصاديا و سياسيا و تصويره على انه نتيجة تحامل النظام و غالبية الشعب المسلم على الاقباط و الغرب و اسرائيل و انه ايضا نتيجة مباشرة لوجود المادة الثانية في الدستور المصري ...! انه موشح بات معروفا و محفوظا و ممجوجا و مثيرا للشفقة و الاشمئزاز في آن معا .... متى تخرجون من هذه الدوامة الاصطناعية ؟ الله اعلم ! يخيل الي ان احد هؤلاء لو لم يجد قضية يتسلق من خلالها للموشح السابق الذكر فلسوف يتلقف اية قضية مهما كانت بعيدة عن الموضوع و يقوم بتطويعها و تحويلها الى سلم يقوده الى هدفه النهائي ... يبدو اننا على اعتاب تاسيس علم جديد في منطق الكتابة الصحفية او ما يسمى ب(الكتابة التسلقية)... و طبعا نعلم من الآن من سوف يكونون رواد هذا النوع من الكتابة ..!

ماذا نفعل مع 10 م.
naser kareem -

الحقيقه انني استغرب عندما تكون دولهدستورها والقوانين مستمده من دين واحدفي اعتقادي المتواضع ان هذا الامر هو خللدستوري-كيف لانه يتعارض مع .مبدأ المواطنهوعليه لايعقل ان يكون دين الدوله....كذاواذا حصل هذا ماذا نفعل مع الاخرينففي مصر هناك اكثر من 10 مليون قبطيهل نجبرهم على هذا مع ان الدين هو في الاساس علاقه فرديه مع الخالق اما الحياة المدنيه للجميعحيث التفاعل في كل شي بعيدا عن الدين

نريد مقالا آخر
محمد البدري -

(رغم الاختلاف البين والجذري بينها). هذا ما جاء في سياق المقال عن فترات الحكم الثلاث. فهل يسعفنا السيد غبريال نمقال عن تلك الاختلافات الجذرية؟؟؟؟؟؟؟؟ حتي نستنير .

ماذا نفعل مع 10 م.
naser kareem -

الحقيقه انني استغرب عندما تكون دولهدستورها والقوانين مستمده من دين واحدفي اعتقادي المتواضع ان هذا الامر هو خللدستوري-كيف لانه يتعارض مع .مبدأ المواطنهوعليه لايعقل ان يكون دين الدوله....كذاواذا حصل هذا ماذا نفعل مع الاخرينففي مصر هناك اكثر من 10 مليون قبطيهل نجبرهم على هذا مع ان الدين هو في الاساس علاقه فرديه مع الخالق اما الحياة المدنيه للجميعحيث التفاعل في كل شي بعيدا عن الدين

أذا أكرمت الئيم
طارق -

الكاتب له أسلوب ساذج يحاول دائما خداع القارىء فى بداية الموضوع ثم ما يلبث أن يكشف عن وجه القبيح وحقده الدفين على كل ما يمت للأسلام بصلة ....... كما ذكرت سابقا ردا على أحدى الموضوعات أذا كان المسيحيون لايشعرون بالمساواة فليقبلوا ما يقبله المسلمون وليقول لنا الكاتبفهل ستقبل الكنيسة المصرية مثلا أن يتضمن القانون بنود تنطبق على المؤسسات و دور العبادة للمسلمين ويجب من مبداء المساواة والمواطنة أن تطبق على المؤسسات و دور العبادة المسيحية كما يجب أن يعامل المسيحيين كالمسلمين فى أمور مثل :1-خضوع الكنيسة المصرية بكل فروعها ومؤسساتها لرقابة و تفتيش أجهزة الدولة المالية و الأدارية والأمنية كما هو الحال مع الأزهر وكل المؤسسات الدينية الخاصة بالمسلمين.2-جعل منصب البابا بالتعيين من رئيس الجمهورية مثل شيخ الأزهر.3-أغلاق دور العبادة المسيحية مباشرة بعد مواعيد تأدية العبادات ألا بأذن من السلطات الأمنية كما هو الحال فى المساجد.4-منع أستخدام دور العبادة فى الترويج لأفكار سياسية كما هو الحال فى المساجد.5-منع أستخدام دور العبادة فى الترويج لأفكار متطرفة تدعوا للفرقة و الفتنة الطائفية و تفتييت المجتمع على أساس طائفى و القبض على من يقوم بذالك مها كان درجته الدينة والزج به فى محاكمات عسكرية بأعتبار أفكاره تهدد أمن الدولة كما يحدث مع أى مفكر أو جماعة أسلامية لمجرد الأشتباه.6-تحديد الحد الأدنى لعدد السكان الذى يتتطلبه بناءكل نوع من دور العبادة مع تحديد المساحات المناسبة لبناء دور العبادة و الأماكن طبقا لعدد السكان فى كل منطقة وهذا يجب أن ينطبق على دور العبادة للمسلمين و المسيحيين وكل أصحاب الديانات السماوية وهى أمر من صميم نظريات التخطيط العمرانى وتخطيط المدن.7-أزالة كل المبانى الدينية المقامة على أراضى الدولة أو الأفراد بغير ترخيص أو عقود ملكية أو مخالفة للتنظيمات البنائية والقوانين وأعطاء الجزاء الرادع للمتسبب فى المخالفة أى كان صفته وعدم السماح ببناء غيرها دون أستيفاء متطلباتها القانونية وهو مبدء أساسى فى العدالة والمساواة.8-المعاملة الأمنية للمتطرفين ودعاة الفتنة و تقسيم المجتمع على أساس طائفى من المسيحيين فى الدخل والخارج بنفس الأسلوب الذى تتعامل به أجهزة الدولة مع المسلمين.9-مطالبة الكنيسة المصرية بتسليم كل من تنصر من المسلمين الى الأزهر أو الى أهله بأعتباره تم خطفه و أجبار

لا للكنائس
مصري عنيد -

قرأت في بعض مواقع الاقباط عن موضوع بناء المساجد في اوربا وعن بعض التيارات السياسيه التي تتبنى حمله ضد بناء المساجد في اوربا حتى ان بعضهم استخدم رسوم على القمصان تسيء للمسلمين وكذلك علامة ; لا للمساجد ; ...وعند متابعتي للتعليقات وجدت ان المعلقين الاقباط يرون ذلك شيء جميل ويدعمونه ..انا اقترح بطبع ;لا للكنائس ; على القمصان في مصر والخروج في مظاهره.

أذا أكرمت الئيم
طارق -

الكاتب له أسلوب ساذج يحاول دائما خداع القارىء فى بداية الموضوع ثم ما يلبث أن يكشف عن وجه القبيح وحقده الدفين على كل ما يمت للأسلام بصلة ....... كما ذكرت سابقا ردا على أحدى الموضوعات أذا كان المسيحيون لايشعرون بالمساواة فليقبلوا ما يقبله المسلمون وليقول لنا الكاتبفهل ستقبل الكنيسة المصرية مثلا أن يتضمن القانون بنود تنطبق على المؤسسات و دور العبادة للمسلمين ويجب من مبداء المساواة والمواطنة أن تطبق على المؤسسات و دور العبادة المسيحية كما يجب أن يعامل المسيحيين كالمسلمين فى أمور مثل :1-خضوع الكنيسة المصرية بكل فروعها ومؤسساتها لرقابة و تفتيش أجهزة الدولة المالية و الأدارية والأمنية كما هو الحال مع الأزهر وكل المؤسسات الدينية الخاصة بالمسلمين.2-جعل منصب البابا بالتعيين من رئيس الجمهورية مثل شيخ الأزهر.3-أغلاق دور العبادة المسيحية مباشرة بعد مواعيد تأدية العبادات ألا بأذن من السلطات الأمنية كما هو الحال فى المساجد.4-منع أستخدام دور العبادة فى الترويج لأفكار سياسية كما هو الحال فى المساجد.5-منع أستخدام دور العبادة فى الترويج لأفكار متطرفة تدعوا للفرقة و الفتنة الطائفية و تفتييت المجتمع على أساس طائفى و القبض على من يقوم بذالك مها كان درجته الدينة والزج به فى محاكمات عسكرية بأعتبار أفكاره تهدد أمن الدولة كما يحدث مع أى مفكر أو جماعة أسلامية لمجرد الأشتباه.6-تحديد الحد الأدنى لعدد السكان الذى يتتطلبه بناءكل نوع من دور العبادة مع تحديد المساحات المناسبة لبناء دور العبادة و الأماكن طبقا لعدد السكان فى كل منطقة وهذا يجب أن ينطبق على دور العبادة للمسلمين و المسيحيين وكل أصحاب الديانات السماوية وهى أمر من صميم نظريات التخطيط العمرانى وتخطيط المدن.7-أزالة كل المبانى الدينية المقامة على أراضى الدولة أو الأفراد بغير ترخيص أو عقود ملكية أو مخالفة للتنظيمات البنائية والقوانين وأعطاء الجزاء الرادع للمتسبب فى المخالفة أى كان صفته وعدم السماح ببناء غيرها دون أستيفاء متطلباتها القانونية وهو مبدء أساسى فى العدالة والمساواة.8-المعاملة الأمنية للمتطرفين ودعاة الفتنة و تقسيم المجتمع على أساس طائفى من المسيحيين فى الدخل والخارج بنفس الأسلوب الذى تتعامل به أجهزة الدولة مع المسلمين.9-مطالبة الكنيسة المصرية بتسليم كل من تنصر من المسلمين الى الأزهر أو الى أهله بأعتباره تم خطفه و أجبار

الانتخاب
غيور -

يطالب الاقباط والبعض بفصل الدين عن الدولة وان العبادة شأن بحت... والسؤال هنا لو كان الاقباط اغلبية والمسلمون اقليه وكان هناك مسلم قيادي وذو كفاءه فهل سيتم انتخابه من الاقباط؟

الانتخاب
غيور -

يطالب الاقباط والبعض بفصل الدين عن الدولة وان العبادة شأن بحت... والسؤال هنا لو كان الاقباط اغلبية والمسلمون اقليه وكان هناك مسلم قيادي وذو كفاءه فهل سيتم انتخابه من الاقباط؟

مقال تحليلى رائع
كمال العربى -

المقال تحليلى رائع وغير مسبوق ولكن عرج او ولج الى ما زعمه من اضطهادا حاصلا فى مصر ضد الإخوه المسيحيين وهو امر لا يحدث انا اشاطره الرأى فى تقييمه لفترتى ناصر والسادات وأختلف معه فى فترة مبارك الحافله بالتراكمات ولولا التوازنات التى لجأ إليها نظام الفتره الثالثه لخربت مصر وتلاشت من الوجود وما يدعيه الكاتب من أن سيناريو محسوم بتوريث الحكم إشمعنى جمال مبارك طيب بشار ورث الحكم ونجل عبد الله صالح يعد للمنصب وتعمل ايه فى الشباب المصرى من سن العشرين حتى سن الأربعين بعزوفه التام عن إستخراج بطاقات انتخاب تسمح له باإدلاء بدلوه فى الإنتخابات والإستفتات يا اخى على الأقل جمال له تربيه سياسيه وبعيدا عن الؤسسه العسكريه وأخيرا يحقق استمرارا للإستقرار السائد فى مصر مبارك ولولا ذلك لكان ثمة اضطرابات دمويه من الفقراء والرعاع والدهماء تعصف بالجميع