كتَّاب إيلاف

ثلاثي التنوير: طه حسين وعبد الرازق والعوَّاد

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

-1-
كثيراً ما يتكرر ذكر طه حسين والشيخ علي عبد الرازق كنجمين ساطعين من نجوم التنوير العربي، في القرن العشرين. فطه حسين في كتابه "في الشعر الجاهلي"، وعلى عبد الرازق في كتابه "الإسلام وأصول الحكم " استطاعا أن يستقطبا اهتمام القراء والباحثين في النصف الأول من القرن العشرين، ويصبحان هما وكتابيهما على كل لسان يتحدث عن التنوير والحداثة العربية. وقد ساعد الإعلام السياسي المصري، والإعلام الثقافي والديني المصريان في العشرينات من القرن الماضي وما بعد ذلك، على انتشار تأثير هذين الكاتبين وكتابيهما في كافة أنحاء العالم العربي، بينما ظل تنويريون في المغرب العربي، وخاصة في تونس كالطاهر الحداد (1899-1935) والطاهر بن عاشور (1879- 1973) وابنه محمد الفاضل بن عاشور(1909- 1970)، وقبلهم عبد العزيز الثعالبي (1876-1944) إلا لقلة قليلة من الباحثين في مسيرة التنوير والحداثة الفكرية العربية. كذلك فقد ساعد "حزب الأحرار الدستوريين" المصري - وقد كان طه حسين وعلي عبد الرازق عضوين بارزين في هذا الحزب - على الدفاع عن أفكار طه حسين وعلي عبد الرازق. كذلك قامت جريدة الحزب "السياسة"، التي كان ينشر فيها طه حسين مقاله "حديث الأربعاء" المشهور بدور إعلامي كبير ساعد على انتشار آراء ووجهات نظر التنوير، والليبرالية، والحداثة، في ذلك الوقت.


-2-
أما في الجزيرة العربية، فقد ظهر في السعودية خاصة، تنويرون كُثر: أمثال محمد سرور الصبان (1898- 1971)، ومحمد حسن عوَّاد (1902-1980). وكذلك الناقد الأدبي والكاتب التنويري عبد الله عبد الجبار (1919 - ) الذي ما زال يعيش في مصر حتى الآن. ولا ننسى حمزة شحاتة (1908-1972) الأديب والشاعر والموسيقي. ويكفي أن يكون حمزة شحاتة موسيقياً وعازفاً مبدعاً للعود لكي يكون ليبرالياً. كذلك ظهر في هذه الفترة عبد الوهاب آشي (1905-1985) الذي اشترك مع محمد سرور الصبان في كتابة مقدمة كتاب العوّاد "خواطر مصرحة" عام 1929. كذلك نستطيع أن نتعقَّب جذور الليبرالية وفسائلها الصغيرة في شعر طاهر الزمخشري (الماسة السمراء)(1906-1987) وفي الدراسة الأكاديمية التي كتبها عبد الرحمن الأنصاري "ظاهرة الهروب في شعر طاهر الزمخشري، 1960" لنيل درجة الماجستير من جامعة القاهرة. ويتبيّن لنا أن "بابا طاهر" كان من فسائل الليبرالية الشعرية قبل أن تظهر هذه الليبرالية، في جامعة الملك سعود بالرياض من خلال حراك ثقافي، وطرح نقدي كما قيل. وأي بحث في الليبرالية السعودية ينسى الدور الثقافي الليبرالي الذي قام به عزيز ضياء (عبد العزيز ضياء الدين) (1914-1997) يظل ناقصاً. فعزيز ضياء كان من أوائل المثقفين السعوديين الليبراليين، الذين اطلعوا على التراث الثقافي الغربي، وحاولوا نقل جزء بسيط من هذا التراث إلى العربية، كما استفادوا من تمكنهم من اللغات الأجنبية في ترجمة أفكار التنوير الأوروبي إلى القاريء السعودي، وهو ما فعله عزيز ضياء.

-3-
في كثير من المناسبات الثقافية والشعرية، كان يُنسى ويُغفل دور محمد حسن عوّاد التنويري، والذي كان لا يقل ليبرالية عن طه حسين وعلي عبد الرازق مع فارق في البيئة، والمجتمع، والثقافة، والتاريخ.
فلو قُدِّر للعوَّاد أن يُولد في مصر عام 1902 بدل الحجاز، وأن يسافر إلى فرنسا، ويدرس في السوربون، ويعود ليعيش في مصر، كما تمَّ لطه حسين، لكان دوره أكبر، وسمعته أضخم، ونجوميته أكثر تألقاً. والدليل على ذلك أن عبد الله القصيمي (1907-1996) المفكر السعودي الليبرالي التنويري المعروف، برز واشتهر من خلال دراسته في الأزهر، وإقامته في مصر، وتنقله بين مصر وبيروت، ونشره كتبه المهمة والمدوية في القاهرة وبيروت. كذلك الحال كان بالنسبة للروائي السعودي الشهير عبد الرحمن منيف (1933-2004) صاحب الخماسية الروائية "مدن الملح"، الذي وُلد في الأردن، ودرس في القاهرة وبلغراد، وعاش بين بغداد ودمشق وعمّان. ولو عاش القصيمي ومنيف كما يعيش الآن المفكر التنويري والليبرالي السعودي إبراهيم البليهي داخل السعودية، وكذلك الشاعر الحداثي الكبير محمد العلي، لما ظل هذان المثلان التنويريان دون نجومية متألقة، وشهرة مدوية في العالم العربي. ولهذا السبب رحل أدونيس (علي أحمد سعيد) من قريته (قصّابين) في سوريا، وأقام في بيروت، ثم قفز إلى باريس، وجال في العواصم الأوروبية، واتصل بالصحافة العربية في المهجر، وتمتَّع بحرية الرأي والثقافة، وبرز كواحد من أشهر شعراء العربية الآن. كذلك كان الحال مع نزار قباني، وغيره من مئات الشعراء والروائيين والكتاب والمفكرين العرب الذين نهجوا نهج رواد التنوير في نهاية القرن التاسع عشر كالأفغاني ومحمد عبده، في الوقوف على منابر في الغرب، لإسماع أصواتهم لأبناء الشرق.
فلماذا جمعنا بين طه حسين وعلي عبد الرازق والعوَّاد كثلاثي تنويري مميز؟
سنجيب على هذا السؤال في المقال القادم إن شاء الله.
السلام عليكم.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
و القدوة عفيف الخصر
الطيب الجامغي -

لمادا غيبت يااستاد القدوة حامل شعلة اليبرليةفي العالم العربي... الأستاد عفيف الأخصر?

و القدوة عفيف الخصر
الطيب الجامغي -

لمادا غيبت يااستاد القدوة حامل شعلة اليبرليةفي العالم العربي... الأستاد عفيف الأخصر?

العرب والتنوير
رمضان عيسى -

التنوير هو العقلانية والتوجه ،والعقلانية أن يفتح عقله لكل جديد ، أن يكون لديه قابلية الاستماع والموازنة العقلية بين الأشياء، ويقلل من شأن العاطفة التي تقود للخطأ في كثير من الأحيان .وبالتالي يؤمن أن لكل شيء سبب معقول . والخطوة الثانية هي التوجه العملي ، أي تطبيق ما اقتنع به عقله من استنتاجات ، وللأسف لم يصل العرب حتى الآن للفهم العقلاني ولا للتوجه العملي الموجه علميا وعقليا . وكل أعمال العرب خبط عشواء .فلكي تظهر نتائج التنوير يجب اعارة النظرة للتعليم أقصى انتباه وذلك بتحييد دعاة الأصولية ودعاة الحقيقة المطلقة والحرفية عن التدخل في التعليم وطرق تنظيم المجتمع المدني ، حتى يخرج جيل علمي وعلماني يؤمن بالبناء وليس بالهدم ، يؤمن بالحاضر والمستقبل وليس بالماضي فقط ، يتخذ من القادة والفلاسفة المجددين قدوة ونبراسا،فكرا وترشيدا ، الذين أسسوا للحضارة وليس دعاة الماضي ومجتمعات ما قبل الحضارة ، ما قبل الثورات الاصلاحية التي أدت الى تحييد الكنيسة ومنعها من التدخل في العلم واسلوب الحكم والتعليم . وفي دول الشرق ، فمع انتشار الأصولية المتطرفة و حرفية النصوص المستوحاة من الدين بكتبه وفتاويه ، نرى جيلا من الشباب لا يؤمن بالحضارة والتجديد والتطور ، بل وينظر الى الحضارة بعدائية ، فكيف لهذا الجيل يتخذ من الماضي دليلا له أن يبني ،أن يكون أداة للتجديد وبناء المجتمع مدني على أسس حضارية عصرية . ما العمل اذا ؟ 1- اشاعة الديمقراطية والتعددية الحزبية . 2- اعادة تدريس التاريخ بطريفة نقدية وليست سردية .3- تدريس التاريخ بطريقة منهجية تطورية تتفق ومراحل التطور التاريخي للمجتمع الانساني ككل وليس بلد بعينة .4- تدريس الفلسفة والآراء الاصلاحية بصورة منهجية تتفق ومراحل تطور الفكر الانساني العالمي وليس في بلد محدد . 5- تحييد الدين ومؤسساته عن التدخل في المنهاج التعليمي للدولة في كل مراحل التعليم .6- التوجيه الاعلامي الهادف والذي يتفق مع المنهج التعليمي العصري . 7- تشجيع القراءة والندوات والمحاضرات التنويرية في كل المجالات الفكرية والعملية .

العرب والتنوير
رمضان عيسى -

التنوير هو العقلانية والتوجه ،والعقلانية أن يفتح عقله لكل جديد ، أن يكون لديه قابلية الاستماع والموازنة العقلية بين الأشياء، ويقلل من شأن العاطفة التي تقود للخطأ في كثير من الأحيان .وبالتالي يؤمن أن لكل شيء سبب معقول . والخطوة الثانية هي التوجه العملي ، أي تطبيق ما اقتنع به عقله من استنتاجات ، وللأسف لم يصل العرب حتى الآن للفهم العقلاني ولا للتوجه العملي الموجه علميا وعقليا . وكل أعمال العرب خبط عشواء .فلكي تظهر نتائج التنوير يجب اعارة النظرة للتعليم أقصى انتباه وذلك بتحييد دعاة الأصولية ودعاة الحقيقة المطلقة والحرفية عن التدخل في التعليم وطرق تنظيم المجتمع المدني ، حتى يخرج جيل علمي وعلماني يؤمن بالبناء وليس بالهدم ، يؤمن بالحاضر والمستقبل وليس بالماضي فقط ، يتخذ من القادة والفلاسفة المجددين قدوة ونبراسا،فكرا وترشيدا ، الذين أسسوا للحضارة وليس دعاة الماضي ومجتمعات ما قبل الحضارة ، ما قبل الثورات الاصلاحية التي أدت الى تحييد الكنيسة ومنعها من التدخل في العلم واسلوب الحكم والتعليم . وفي دول الشرق ، فمع انتشار الأصولية المتطرفة و حرفية النصوص المستوحاة من الدين بكتبه وفتاويه ، نرى جيلا من الشباب لا يؤمن بالحضارة والتجديد والتطور ، بل وينظر الى الحضارة بعدائية ، فكيف لهذا الجيل يتخذ من الماضي دليلا له أن يبني ،أن يكون أداة للتجديد وبناء المجتمع مدني على أسس حضارية عصرية . ما العمل اذا ؟ 1- اشاعة الديمقراطية والتعددية الحزبية . 2- اعادة تدريس التاريخ بطريفة نقدية وليست سردية .3- تدريس التاريخ بطريقة منهجية تطورية تتفق ومراحل التطور التاريخي للمجتمع الانساني ككل وليس بلد بعينة .4- تدريس الفلسفة والآراء الاصلاحية بصورة منهجية تتفق ومراحل تطور الفكر الانساني العالمي وليس في بلد محدد . 5- تحييد الدين ومؤسساته عن التدخل في المنهاج التعليمي للدولة في كل مراحل التعليم .6- التوجيه الاعلامي الهادف والذي يتفق مع المنهج التعليمي العصري . 7- تشجيع القراءة والندوات والمحاضرات التنويرية في كل المجالات الفكرية والعملية .

خطأ
صادق كردي المكي -

الاستاذ عبدالله عبدالجبار لم يزور مصر من أربعين سنة بعدما طُرد منها في عهد نظام عبدالناصر. عبدالله عبدالجبار يقيم في مسقط رأسه ومسقط رأس الحداثة في الجزيرة العربية: مكة المكرمة. مكة التي أبرزت محمد حسن عواد بالضرورة، وان كان العواد من عائلة جداوية عريقة عملت في البحر.

خطأ
صادق كردي المكي -

الاستاذ عبدالله عبدالجبار لم يزور مصر من أربعين سنة بعدما طُرد منها في عهد نظام عبدالناصر. عبدالله عبدالجبار يقيم في مسقط رأسه ومسقط رأس الحداثة في الجزيرة العربية: مكة المكرمة. مكة التي أبرزت محمد حسن عواد بالضرورة، وان كان العواد من عائلة جداوية عريقة عملت في البحر.

لماذ يهمل اليمن
أحمد البعداني -

أستاذنا القدير وكاتبنا المستنير نأمل أن يتم تسليط الضوء في مقالكم القادم على التنويريين في اليمن فقد قاد الزعيمان المفكران الشيخ أحمد النعمان والقاضي محمد الزبيري حركة الحداثة والتنوير في اليمن من خلال كتاباتهم وأشعارهم وكذلك من خلال صحيفة صوت اليمن التي تأسست في الجنوب المحتل ثم في قاهرة عبدالناصر إلى جانب دور النعمان الرائد وإيمانه بأهمية التعليم فأنشاء أول مدرسة فيما كان يعرف بالمملكة المتوكلية اليمنية في الثلاثينات من القرن الماضيوقاد كلاهما حركة الأحرار اليمنيين التي كانت تدعو ضمن مطالبها الإصلاحية الى إقامة ملكية دستورية وتعرضا للسجن والتشريد وإقيمت المشانق للكثير من رفاقهموقد اغتيل القاضي الزبيري في السنوات الأولى للثورة 1 إبريل 1965 وفارق النعمان الحياة في 27 إبريل 1996 وسيعقد قي جامعة عدن في الفترة 9 - 11 نوفمبر موتمرا حول المفكر النعمان برعاية الرئيس اليمني علي عبدالله صالح بمناسبة الذكرى المئوية لميلاد النعمان 27 إبريل 1909

كلام استهلاكي فقير
باحث ليبرالي -

بالرغم من وجود مفكرين كبار من أمثال كمال أبي ديب وحازم صاغية وجورج طرابيشي الذين قدموا سياقات فكرية ومعرفية رصينة ، وبأساليب منهجية ثبت من خلالها أن تجارب وكتابات طه حسين في الشعر الجاهلي كانت ساذجة ووفق منهج أصبح اليوم في ضوء الانفجار الهائل لمناهج العلوم الإنسانية ـ لا يغني فتيلا ، وبصورة أصبحت فيها نتائج بحث طه حسين في كتابه (في الشعر الجاهلي) نتائج ساذجة جدا كما يقول المفكر المرموق كمال أبي ديب . لكن صاحبنا النابلسي لا يكلف نفسه عناء البحث المعرفي والموضوعي في اختبار الرؤى المعرفية حيال ما كان يسمى بالعهد الليبرالي (عهد طه حسين والعقاد ووو) فذلك العهد لم تكن الليبرالية فيه هي نتاج شروط موضوعية أنتجها المجتمع ، بل كانت حالة مؤقتة نشأت على هامش الحريات الشكلية التي أتاحها المستعمر . وأكبر دليل على ذلك هو أن هذه المرحلة لم تتحول إلى صيرورة إيجابية في تاريخ المجتمع المصري ـ حال المجتمع المصري اليوم يدل على ذلك ـ الأمر الذي يعني أن تلك المرحلة كانت وهما ، ومن ثم ما تم انتاجه فيها من فكر لا يكاد يملك قدرة من التماسك على تفسير معناه وجدواه بالنسبة للمستقبل ، فضلا عن ذكر النابلسي لبعض الكتاب العاديين جدا في الحجاز كالذين ذكرهم بوصفهم مفكرين ليبراليين ؟، وهذا النابلسي يفعل كل ذلك ليمط ويمد في المقال بالكثير من الكلام المجاني والمستهلك حيال مفاهيم كبيرة لا تزال تحتاج إلى إعادة قراءة وفرز وتأويل وبحث دائم لإنتاج المعنى في مدلولاتها .

إلى الباحث الليبرالي
ن ف -

بعد أن عرفنا رأي الاستاذ كما أبو ديب في كتاب (في الشعر الجاهلي) لـ طه حسين يطيب لنا أن نسمع رأيك (أنت) فيه. هو قال: أن نتائج بحث طه حسين كانت ساذجة فما تقول أنت؟ هل تتفق معه لأن كمال أبو ديب مفكر مرموق فحسب؟ أم لديك رأيك الشخصي الذي بنيته وفقاً لاطلاعك العميق على الثقافة العربية منذ العصر الجاهلي وحتى الآن؟

ليبرالي ام شوفيني 5
رولا الزين -

تبدو خلاصة رأي المعلق الغاء شوفينيا لريادة طه حسين الفكرية الليبرالية . وقرينة هذا الاستنتاج ان المضمر في تعليقه هو تفوق الليبرالية الفكرية الشامية على مثيلتها المصرية لان الكتاب الذين ذكرهم المعلق (صاغية-طرابيشي-كمال ابو ديب ) هم من بلاد الشام . ودون ان نبخس هؤلاء حقهم في اسهاماتهم في نقد الفكر العربي الا انهم هم انفسهم في الأرجح لا يدعون لانفسهم تفوقا على قامة فكرية عملاقة بحجم فكر الدكتور طه حسين . ونمط المعلق في محاولة الغاء فكر الآخر من منطلق تعصب قومي لا يقتصر عليه وحده . فبعض الباحثين حاولوا ان يرجحوا كفة المفكرين الليبراليين المغاربة على نظرائهم المشارقة او بعكس ذلك .وبعض الباحثين ايضا ممن أسرفوا في تناول الفكر الليبرالي المصري دون غيره لان مصر كانت عاصمة القرار السياسي العربي اغفلوا ومن غير وجه حق تثمين الجهد الفكري لكتاب ليبراليين كثر غير مصريين سواء كانوا مغاربة او خليجيين او يمنيين . وليس بوسع المعلق جحد قيمة الشرارة الفكرية الليبرالية التي اطلقها طه حسين و علي عبد الرازق في كتابيهما في الادب الجاهلي وألاسلام وأصول الحكم على التوالي .وليس بوسع المعلق ايضا انكار ان معظم المفكريين الليبراليين الجدد مصريين كانوا ام من الاقطار العربية الاخرى انما خرجوا من عباءة طه حسين وعلي عبد الرازق . وليس صحيحا ابدا ان فكر طه حسين وعلي عبد الرازق لم يكن نتاج شروط موضوعية اتاحها المجتمع المصري وانما هو ثمرة هامش الحريات الشكلية التي اتاحها المستعمر . والدليل على ذلك ان الفكر النقدي الليبرالي المصري لما يزل يحاول اختراق المناطق العقائدية المحظور دخولها كما هي حال كتابات لويس عوض الاخيرة ومؤلفات نصر حامد ابو زيد ونوال السعداوي وغيرهم وهذه اسهامات فكرية ليبرالية تمت بعد رحيل الاستعمار عن مصر

زمرة مايكروسكوبية
اوس العربي -

زاول طه حسين وعلى عبدالرازق نقد التراث من داخله ولكنهم في مرحلة ثانية اعتذورا للامة وقالوا ما معناه ان ما كتبناه كانت كلمات القاها الشيطان على السنتنا لاشك ان منطلقات الاسلاميين غير منطلقات اللبراليين او من يدعون هذه الصفة ولاحظوا هنا ان كل اجتهادات اللبراليين الجدد يساريو الامس الانتهازيين تقوم على النيل من القيم والاخلاق ولكنها لا تنطق بحرف واحد ازاء الاستبداد الشرقي او العدوان الغربي او الصهيوني على الامة ان هؤلاء يزاولون ما يمكن بوصفه كلمة حق يراد بها باطل وهؤلاء لاقيمة لهم ويعتبر اقلية ميكروسكوبية مجهرية لا تملأ حتى مكروباص او وانيت في كل عاصمة عربية وقد ضبطوا مرارا وتكرارا في احضان الامريكان والصهاينة وانظمة الاستبداد الشرقية كتبت هذا ليعلم واجري على الله سبحانه