بزوغ وأفول الطبقة الوسطى
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
توجت الطبقة الوسطى السلمَ الاجتماعي في العراق حتى أواسط السبعينات. كان ممثلها الأكثر ظهورا وتأثيرا هو المعلم أو المدرس ثم الموظف الحكومي. العاملون في مجال التعليم، المعلمون بشكل خاص كانوا الأكثر بروزا إذ تحسب لصالح ميزتان: الأولى أنهم كانوا جغرافيا الأكثر انتشارا حيث تواجدوا في القرى النائية الصغيرة وحيث لا يتواجد أي موظف حكومي آخر والثانية إنهم كانوا رموزا ذات مكان لائق في الواجهة الاجتماعية، فهم الأكثر بروزا واحتفاء في الشارع والمقهى والملتقيات العامة مثل الحفلات والأعراس ومجالس التعزية.. بحكم ارتباطهم بقطاع واسع من الطلبة وعائلاتهم.
يحتاج المركز الصحي والبريد إن وجدا في قرى قليلة الى موظف واحد بينما تحتاج المدرسة الى مدير ومعلمين، علاقة الموظف بالمواطن عابرة سريعة، علاقة المعلم وثيقة وتدوم ساعات وتترك بصمتها على التلاميذ وعلى عموم المجتمع الصغير الذي تتواجد فيه.
تميزت شخصية العاملين في مجال التعليم والموظفين الحكوميين حينها بمظهر وسلوك أنيق ونشأ لديهم ما يمكن اعتباره سلوكا جمعيا يراعي قواعد التهذيب والاعتداد بالذات ويحظى باحترام المجتمع رغم إنهم لم يكونوا منحدرين من أصول اجتماعية متشابهة، فقد كان قطاع واسع منهم منحدرا من عائلات فلاحية فقيرة أو من ملاكين صغار في قطاع البستنة في حين كان القسم الآخر منحدرا من الطبقة الوسطى أو الوسطى/الصغيرة الناشئة على قاعدة التجارة والأعمال الحرة.
وبالرغم من أن أفراد الطبقة الوسطى من الموظفين عموما كانوا يؤسسون موقعهم على المزاوجة بين مستوى دخل مقبول ثم ثقافة وتهذيب تمكنهم من التواصل الاجتماعي، فإننا لا يمكن أن نفصل الاحترام الاجتماعي الذي حضي به الموظفون والمعلمون عن مستوى الدخل الذي كانوا يحصلون عليها، فلا يمكن بكل حال من الأحوال فصل مستوى الدخل عن الموقع الاجتماعي إذ سنرى ان التردي اللاحق لدخل هذه الشريحة الاجتماعية المهمة أعقبه تدهور موقعها الاجتماعي.
نقل المعلمون والموظفون عموما إلى القرى النائية ليس الأفكار السياسية فحسب بل نمطا من الحياة، فحتى في القرى المعزولة عن مراكز الحضارة كان بوسع الناس أن يشاهدوا " الأفندي " الجديد بربطة العنق والبدلة " الافرنجية ". بوسع الذين من جيلي من الذين درسوا في المدارس الابتدائية والمتوسطة في الخمسينات والستينات أن يتذكروا كيف مكّن الدخلُ المعقول المعلمين والموظفين الحكوميين من الظهور بمظهر لائق فقد كانت رواتب الموظفين الحكوميين تساعدهم على ارتداء البدلات وأربطة العنق والأحذية المستوردة.
الحروب وعسكرة المجتمع
و في الستينات وارتباطا ببوادر العسكرة بدء بالظهور نموذج الملازم الشاب بملابسه الأنيقة والنجوم التي تطرز كتفيه. وزاحمت الغطرسة العسكرية والتظاهر بالقوة الميلَ السلمي لممثلي الشكل الكلاسيكي للطبقة الوسطى إذ كانت التربية العسكرية ابتداء من الستينات خصوصا تعتمد الخشونة الجسدية وتسعى الى صرف الشاب المقبول في الكليات العسكرية عن اهتماماته الفكرية وغالبا ما نرى أن المتخرج الجديد قد نسى، تحت تأثير ظروف التدريب القاسية التي كان يقوم بها مباشرة ضباط صف شبه اميين، حتى الدروس التي تلقاها في الإعدادية.
و لكن ظهور هذا الوسط من خريجي الكليات العسكرية كان محدودا حتى ذلك الحين من حيث العدد والتأثير واحتفظ الموظف الحكومي بموقعه رغم شعوره بأن هذا الموقع قد اهتز قليلا.
تحسنت مداخيل الموظفين في بداية السبعينات تحسنا ملحوظا بعد قرارات التأميم ولكن ازدياد مداخيل الدولة بشكل غير مسبوق شجع على المزيد من العمل على عسكرة المجتمع، وتم الرصد لتخصيصات كبيرة من الميزانية من أجل تأسيس برنامج تسليح شامل تزامنا مع الشعارات القومية التي كانت مهتمة بما هو معلن من " تحرير الاراضي العربية ".
أعلنت لأول مرة في أواخر السبعينات وأوائل الثمانينات دعوات للتطوع في الاصناف العسكرية لخريجي المتوسطة ثم الابتدائية براتب شهري أولي يتجاوز ما يحصل عليه معلم أو موظف ذو خبرة وخدمة طويلة واستُميل خريجو الكليات لكي يتطوعوا في الجيش برتبة ضابط مجند، وقد تزامن ذلك مع سياسة الحكومة التي رأت أن الولاء السياسي أهم من الكفاءة وتم الاستغناء عن خدمة شريحة واسعة من الضباط القدماء من الذين كان يحظون بمستوى من الثقافة والسلوك والحرفية والعلم العسكري بواقع مجيء بدائلهم من الضباط الأصغر سنا من الذي اعتمدوا الولاء السياسي والطاعة العمياء التي تتلائم مع المغامرات العسكرية.
و في الثمانينات وجهت ضربة قاصمة للطبقة الوسطى، فبقيام الحرب العراقية الإيرانية ساهمت ظروف متشابكة ناشئة عنها في تحطيم هذه الطبقة التي يكون استقرارها، كما هو معروف، سببا في استقرار كل مجتمع.
فلقد سيق الآلاف من خريجي الجامعات والمعاهد، ليس إلى المدارس والمؤسسات التعليمية ودوائر الدولة لكي يمارسوا دورهم التربوي، بل الى جبهات الحروب، وحصل انقطاع معرفي دام بالمعدل عقدا من الزمن لم يستطع فيه الخريج حديث التخرج أن يواصل تطوير إمكانيات، وبدلا من ذلك زعزعت الحروب لدى المساق إلى الخدمة ثقته بنفسه وإيمانه بدوره وأشاعت العبثية والميل للكسب السريع المرتبط بعد الشعور بالأمان، هذا اذا لم يكن المساق إلى الخدمة قد فقد حياته أو سقط أسيرا.
كما لعبت الحرب العراقية الإيرانية التي كانت بداية سلسلة من الحروب اللاحقة دورا خطيرا في انعطافه كارثية للاقتصاد العراقي الذي أريد له أن يصبح متلائما مع احتياجات الحرب حيث كانت الحرب بداية النهاية لقطاع الخدمات العامة.
وبسبب تصاعد التضخم فقد انخفضت قيمة الدينار العراقي مقابل الدولار خمسة آلاف مرة (كان الدينار العراقي حتى بداية الحرب يعادل 3.3 دولارا ولكن الدولار أصبح في التسعينات يعادل بالمتوسط 1500 دينارا عراقيا ) أدى التضخم وبقاء رواتب الموظفين على حالها أو حصول تحسن طفيف لا يتناسب مع مستوى التضخم الى الإطاحة بما تبقى من مركز الطبقة الوسطى، فقد كان معدل راتب الموظف الحكومي في التسعينات من القرن الماضي حوالي الـ ( 3000 آلاف دينار ) أي ما يعادل دولارين فقط ولم يكن هذا الراتب الشهري قادرا على شراء كليوغرام واحد من اللحم. واضطر الكثير من الموظفين الى اداء اعمال أخرى كسواق لسيارات الأجرة أو بائعي خضار.. الخ.
في التسعينات لم يكن من النادر أن يُشاهَد المعلم الذي وُصف في يوم ما بأنه " كاد أن يكون رسولا " ببدلته أو " دشداشته " الرثة ووجهه الشاحب المخذول يحمل ابريقا من الشاي يتجول به بين اصحاب المحلات سائلا اياهم بين الصد والاستجابة أن كانوا يرغبون بشرب الشاي.
كان هذا هو المظهر الاكثر سطوعا وألما للإنهيار الاجتماعي.
لم تستطع الطبقة الوسطى في العراق تأسيس ممثلها السياسي المستقل بسبب الاستقطابية والتطرف الذي طبعت به السياسة العراقية، وبدلا من ان يسعى الساسة إلى احترام دور هذه الطبقة وأخذ متطلباتها بنظر الاعتبار في صياغة برنامجهم ساعدوا على تمزيق لحمتها وبالتالي لحمة المجتمع العراقي برمته. وكان الأسوأ هو ما أتى لاحقا بسبب الحروب والمغامرات، فبتمزيق القاعدة الاقتصادية لها تحولت الطبقة الوسطى إلى طبقة غير مدركة لذاتها وغير قادرة على الدفاع عن مصالحها وبدلا أن تقود نفسها وتفرض برنامجها قادها السياسيون ورجال الدين وفق مصالحهم.
فكر وفن الطبقة الوسطى
بين تألقها وانطفائها السريع كانت الطبقة الوسطى العراقية الناشئة وخصوصا في فترة نضجها في عقود الأربعينات،الخمسينات والستينات تمتاز بدورها في مجال الفن والفكر، وبغض النظر عن الانتماء القومي والديني والطائفي أرست هذه الطبقة وعززت التعددية الفكرية وأفكارَ التسامح والسلام الاجتماعي. من السهل أن نلاحظ أن القاعدة الاقتصادية ونمط المعيشة والكثيرَ من المشتركات بين أفراد هذه الطبقة قد عززت لحمة النسيج الاجتماعي للشعب العراقي وضيقت على دعوات الفرقة والاختصام وبفضلها انتشرت معايير التعامل على أساس إنساني بغض النظر عن الطائفة والقومية والدين.
حدد الانتماء الطبقي والرؤية السياسية وجهة نظر هذه الفئة الاجتماعية وكان الاهتمامُ بالتعريفات الفرعية القومية والطائفية معدوماً أو قليلَ الظهور ولم يُطرح السؤال الشائع اليوم: " الى أي طائفة أو قومية أو دين ينتمي المرء؟ " وكان من النادر أن يعرف أفراد المجتمع دينَ وطائفة وقومية بعضهم البعض.
و في مجال الفن وفي فن العمارة على وجه الخصوص استجاب طراز بيوت الطبقة الوسطى لنمط معيشة وذوق هذه الطبقة. وكان النمط المعماري للدور فريدا قل نظيره، وبالرغم من أنه كان وظيفيا وموجها نحو الداخل بالدرجة الأولى إلا أن مظهرة الخارجي كان وديا يحمل في ثناياه الدعوة للولوج الى الداخل ويقترح التأسيس لمصالحة اجتماعية أوسع نطاقا تعكس التسامح المؤسس على استرخاء اقتصادي وثقة بالمستقبل وإدراك الذات. اما تصاميم الدور التي جاءت لاحقا في الثمانينات والتسعينات فقد كانت موجهة نحو الخارج من أجل التأسيس لهيبة مصطنعة ( استفزازية وإرهابية أحيانا ) لا تقوم على الفكر والثقافة أو الكفاءة بقدر ما تقوم على الكسب السريع وغير المشروع في الغالب وكانت تخلو من أية لمسة إنسانية، وسوف نتناول في بحث لاحق خصائص الفئات الاجتماعية الجديدة التي سادت في هذين العقدين كما نمط تفكيرها بالتفصيل.
كانت قطع الأراضي الكبيرة والمتوسطة التي تترواح مساحتها بالمعدل بين 300ـ 600 مترا مربعا متاحة لشريحة واسعة من المجتمع فقد وزعت على الموظفين وتأسست العديد من الجمعيات المهنية المعنية ضمن أشياء أخرى بتوزيع قطع الاراضي لأعضائها وكان ثمنها يُسدد بأقساط مريحة، كما مكن نظام التسليف المثالي والمتساهل عن طريق البنك العقاري من بناء بيوت كبيرة ذات حدائق واسعة ومشمسة وكان الشكل الأكثر شيوعا هو البيوت التي تتقدمها حديقة يشقها ممر وتبتدئ بطارمة تقود الى مدخل يقود بدوره الى مدخل ثنائي يؤديان أما الى صالة الضيوف وهي صالة جلوس كبيرة نسبيا تخصص للضيوف الذين تربطهم بالعائلة علاقة رسمية يلحق بها في العادة قسم لتناول الطعام، أو تؤدي الى صالة جلوس أصغر تسمى " الهول " مأخوذة من الانكليزية ( hall) تقوم بوظيفة الاستخدام اليومي لأفراد العائلة أنفسهم ولاستقبال الضيوف الذين تربطهم بأصحاب البيت علاقة قرابة أو علاقة صداقة. توجد بين صالتي الجلوس هاتين في الغالب بابٌ واسعة يمكن بفتحها تكوين صالة كبيرة للمناسبات. يؤدي باب داخلي إلى القسم الآخر من البيت حيث السلالم وغرف النوم والمطبخ والحمام ويكون الطابق الثاني مكونا من غرفة أو غرفتي نوم ويكون، في العادة، اصغر من الطابق الثاني مما يسمح بوجود سطحين السطح العالي والسطح الواطئ، هذان السطحان يقومان بمهمة حيوية في صيف العراق الحار والجاف.
المواد المستعملة وطريقة البناء تعتمد على البناء بالطابوق ( الطوب المفخور ) والجص وتكون الجدران الخارجية سميكة والشبابيك كثيرة ولكنها ليست كبيرة جدا كما أن السقوف تنفذ بالطابوق المعقود والجص مما يجعل العزل الحراري افضل بكثير مما هي عليه بيوت السبعينات التي كثر فيها استعمال الكونكريت والشبابيك الواسعة التي تشمل كامل الواجهة. كان هذا الطراز من العمارة والمواد المستعملة وطرق التنفيذ تستجيب للبيئة العراقية وتحافظ على بعض تقاليد العمارة القديمة على عكس ما جاء بعدها، ففي أواخر السبعينات والنصف الأول من العقد الثامن ومع ازدهار قطاع المقاولات نقلت تصاميم بيوت اوربية بشكل حرفي إلى البيئة العراقية.
اغلب الفنانين التشكيليين والكتاب ينتمون إلى الطبقة الوسطى العراقية فهم في الغالب يمارسون الفن والأدب إضافة إلى وظائف أخرى. طرقُ التعبير الفني والأدبي معقدة وغير مباشرة مقارنة بالتفكير السياسي والاجتماعي وبذا فإن الكثير من الأساليب الفنية والأدبية كانت ذات نطاق أوسع من مجرد تمثيلها المباشر والتقريري لطبقة بعينها. لكننا في معرض حديثنا عن فن الطبقة الوسطى الذي يعبر عن نفسه بتلقائية لا يمكن إلا نذكر فنانين مثل حافظ الدروبي، نوري مصطفى بهجت، خالد القصاب وحياة جميل حافظ على سبيل المثال لا الحصر. أهتم هؤلاء الفنانون وغيرهم قبل كل شيء بالموضوع أكثر من البحث عن تقنيات جديدة فقد رسموا حدائق ومداخل البيوت الفسيحة بصدق يعكس دفئ العلاقات الاجتماعية والأسرية وقدرا كبيرا من الاستقرار والثقة بالمستقبل وغالبا ما نشاهد في أعمالهم بقايا لجلسة في حديقة البيت تشي بأن أحدا ما كان هنا وغادر للتو: صحيفة تم تصفحها بقايا فطور نظارة طبية فنجان شاي.. الخ ورسموا مشاغلهم الملحقة ببيوتهم بلوحاتها المعلقة وحامل اللوحات والفوضى الأثيرة كما رسموا البساتين التي تحيط ببغداد والسفرات التي تنظم اليها، شيء ما يذكر باحتفاء رينوار بالطبقة البرجوازية الفرنسية الصاعدة ولكن بلمسة شرقية.
من أغاني الباشوات إلى اغاني الطبقة الوسطى
على خلفية أغاني الباشوات والإقطاعيين المترهلة قام جيل من الفنانين بتأسيس مكانةٍ، أصبحت راسخةً فيما بعد، للأغنية القصيرة والخفيفة مثل أغاني ناظم الغزالي ( الذي لم يعتبره قراء المقام مؤديا جيدا) وأغاني عفيفة اسكندر ورضا علي، وظهر جيل جديد من الملحنين أمثال وديع خوندة ( سمير بغدادي ) الذي كان الأكثر تمثيلا للأغنية المدينية، البغدادية منها على وجه التحديد، وبالتعاون مع الوجه الجديد الذي ظهر في أواخر الخمسينات المتمثل في الفنانة مائدة نزهت قدم أغاني راقصة يحمل أغلبها شحنة من التفاؤل والفرح.
كانت هذه الأسماء قد أخذت على عاتقها مهمة تحديث الأغنية العراقية فأمكن الاستماع إلى الأغنية السريعة ذات الإيقاع القصير المعتمد أحيانا على ادخال آلات موسيقية غربية، وقد تعزز هذا النمط من الغناء إلى جانب النمطين الرئيسيين في الأغنية العراقية المتمثلين بالمقام العراقي والغناء الريفي الذي يتردد فيه صدى اللوعة والهجر.
و ليس بوسع المرء إلا أن يتذكر مطربين وملحنين أمثال عباس جميل، محمد عبد المحسن ويحيى حمدي. وقد جذبت ألحان رضا علي وغيره من ملحني الأغاني الخفيفة الكثير من المغنيات العربيات.
أما الأغاني النقدية السياسية لعزيز علي فهي ظاهرة غير مسبوقة وفريدة تماما. لم يحظ عزيز علي بما يستحق من تقييم وتحليل، وبقيامه بمهمة وضع الكلمات والألحان والموسيقى والاداء في آنٍ معاً فإنه لاشك كان يمثل موهبة فذة، يكفي المرء أن يتأمل الأشعار التي كان يضعها عزيز علي لأغنياته ويرى مدى العمق الفكري والنظرة المتقدمة التي امتاز بها كما في مثال اغنيته الشهيرة " كل حال يزول ":
هلعالم مليان أسرار أسـرار تحير الافكار
دولاب الدنيا الدوار صاعد نازل باستمرار
و بكل لحظة وكل مشوار يقبل ويودع زوار
صغار وكبار
أطفال يصيرون رجال ورجال يصيرون ابطال
و رجال يصيرون أطفال ورجال انصاف رجال
و على هالمنوال تمر الاجيال
و كل جيل يقول كل حال يزول
كتب عزيز ولحن وغنى هذه القصيدة الرائعة قبل أكثر من نصف قرن.
التعليقات
الطبقة الوسطى نعم
سعيد حسين -تحياتي الى الكاتب المبدع منير العبيدي على هذا الموضوع المهم والجوهري ولو انه جاء بصورة مقتضبة. ان هذه الطبقة كانت هي الامل في تقدم وبناء البلد ولو شاء لها الظرف الصحي الملائم لكان العراق الان من الدول المستقرة والمتطورةولكن ارادة الجهلة والدكتاتوريين كانت اقوى ونتمنى ان تستعيد عافيتها وتعود لتتسنم موقعها المميز في تطوير البلد وسلامي للكاتب الجليل.
الناصرية- العراق
أبو محسين -الشريحة المتوسطة من الموظفيين وغيرهم وهم ليسوا بطبقة كما يطلق عليها الكاتب تسميته، وكما هو متعارف عليه فإن رواد وأحفاد الطبقة الوسطى ولكثافة حجمها عدديا هم نزلاء الطبقة أي طبقة الطباكات; والطباكات بالعراقي هم رواد الشماعية;، والتفسير بيد القاريء الكريم.لقد لعبت الشريحة الوسطى دوراً تخريبيا في المجتمع العراقي، فهي التي مررت ثقافة اللاوعي أو القداسة والولاء وقراءة أناشيد المديح، أما في عملها الضريبي فهي التي نهبت جيوب المواطن. فالمعلم لو أخذنا دوره نراه يكرس الثقافة التربوية الرسمية، سياسة كيف تحب رئيسك وهو يذبحك. التقلبات التي عاشتها الشرائح التي تمتلك وعي محدود أكاديمياً نهجت مسلكاً تتقلب فيه وبلحظة خاطفة عن وعيها الأكاديمي المكتسب من الدراسة إلى وعي هلامي تنخرط فيه جميع الخرافات والمفردات السوقية. فلو كانت لدينا شريحة واعية ثقافة وتثقيفا لما شهد العراق ويشهد إنحطاط ثقافي على صعيد المواقف، فالمثقف وتحصيله مرهون بمدى إنجراره إلى التطبيل وتفسير الظواهر من خلال علاقته بالسلطة والشارع الذي يجمع على أرصفته طوابير من الجهلة ورواد ما علينا; . لقد خسرت هذه الشرائح موقعها الفاعل في قيادة الأجيال الشابة نحو بلد خالٍ من الخراب العقلي، بل وساهمت في صياغة ثقافة تجهيل وتشويه لصورة العراق بتراثه وثقافاته التي تأثرت بها الثقافات العالمية. فأين نحن والمعلم الذي يحمل قوري شاي كما يقول الكاتب. فهذه ليست طيبة وتواضع بقدر ما هي تراجع عن دوره الريادي في نفض غبار التخلف العقلي للمواطن البسيط، فالعراقي ليس محدود الثقافة، بل هو مديني وحضاري منذ نشأته.فمن هي حقاً الطبقة الوسطى التي يذكرها الكاتب ، وما هو دورها عبر قرون. الجواب صفر، لم تفرخ ثقافة هذه المسماة طبقة سوى مزيدا من الظلام في العقل الشبابي ، بل والنوعية الرديئة للتثقيف السطحي .
الناصرية- العراق
أبو محسين -الشريحة المتوسطة من الموظفيين وغيرهم وهم ليسوا بطبقة كما يطلق عليها الكاتب تسميته، وكما هو متعارف عليه فإن رواد وأحفاد الطبقة الوسطى ولكثافة حجمها عدديا هم نزلاء الطبقة أي طبقة الطباكات; والطباكات بالعراقي هم رواد الشماعية;، والتفسير بيد القاريء الكريم.لقد لعبت الشريحة الوسطى دوراً تخريبيا في المجتمع العراقي، فهي التي مررت ثقافة اللاوعي أو القداسة والولاء وقراءة أناشيد المديح، أما في عملها الضريبي فهي التي نهبت جيوب المواطن. فالمعلم لو أخذنا دوره نراه يكرس الثقافة التربوية الرسمية، سياسة كيف تحب رئيسك وهو يذبحك. التقلبات التي عاشتها الشرائح التي تمتلك وعي محدود أكاديمياً نهجت مسلكاً تتقلب فيه وبلحظة خاطفة عن وعيها الأكاديمي المكتسب من الدراسة إلى وعي هلامي تنخرط فيه جميع الخرافات والمفردات السوقية. فلو كانت لدينا شريحة واعية ثقافة وتثقيفا لما شهد العراق ويشهد إنحطاط ثقافي على صعيد المواقف، فالمثقف وتحصيله مرهون بمدى إنجراره إلى التطبيل وتفسير الظواهر من خلال علاقته بالسلطة والشارع الذي يجمع على أرصفته طوابير من الجهلة ورواد ما علينا; . لقد خسرت هذه الشرائح موقعها الفاعل في قيادة الأجيال الشابة نحو بلد خالٍ من الخراب العقلي، بل وساهمت في صياغة ثقافة تجهيل وتشويه لصورة العراق بتراثه وثقافاته التي تأثرت بها الثقافات العالمية. فأين نحن والمعلم الذي يحمل قوري شاي كما يقول الكاتب. فهذه ليست طيبة وتواضع بقدر ما هي تراجع عن دوره الريادي في نفض غبار التخلف العقلي للمواطن البسيط، فالعراقي ليس محدود الثقافة، بل هو مديني وحضاري منذ نشأته.فمن هي حقاً الطبقة الوسطى التي يذكرها الكاتب ، وما هو دورها عبر قرون. الجواب صفر، لم تفرخ ثقافة هذه المسماة طبقة سوى مزيدا من الظلام في العقل الشبابي ، بل والنوعية الرديئة للتثقيف السطحي .
هل يمكن
محمد علي -هل يمكن للطبقة الوسطى ان تنشا من جديد في العراق الجواب ياتي مما نلاحظه من احداث حدثت وتحدث في العراق وانا راي الخاص ان المذهب الشيعي والعمامات الحاكمة اليوم في العراق ستمنع ذالك وساضرب امثلة بسيطة توضح ما اقوله ومثل العلمانية في العراق هو مقارب لمثال الطبقة الوسطى في العراق فمثلا ان اغلب ان لم نقول ان جميع اليساريين في العراق وجميع الشيوعيين في العراق ومعظم المنتمين الى حزب البعث في العراق كانوا من الشيعة ولكنن كل هؤلاء عندما جد الجد وامرهم السستاني وظهرت الحقيقة بعد 2003 راينا هؤلاء يتخلون عن يساريتهم وعلمانيتهم ويتخلون عن حزبهم الشيوعي ويتخلون عن حزب البعث ويهرعون الى حسينياتهم ليلطموا ويطبروا اجسامهم وينظمون الى جيش المهدي وحزب الدعوة وحزب المجلس الاعلى بحيث ان الحزب الشيوعي لم يستطيع الحصول على مقعد واحد في الانتخابات السابقة وانا اؤكد لكم بانهم لا ولن يحصلون على اي مقعد في الانتخابات المقبلة لان جميع كوادره ومعظمهم من الشيعة - والتي كانت تقدر بالملايين وكان يعتبر اكبر حزب عراقي في الخمسينات - ولكن عندما جد الجد ترك معظم كوادره خلاياه الحزبية وهرع للحسينيات للطم والبكاء والنحيب وهذا الشئ يمكن تفسيره ببساطة لان هذا الامر هو مغروز في جينات الشيعة وفي تربيتهم منذ الصغر ولذلك لا يمكن ان تنشا في العراق بعد الان لا طبقة وسطى ولا علمانية ولا يسارية بل فقط يقسم الشعب العراقي كما هو حاصل اليوم الى قسمان هم السادة - وجميعهم من اصول ايرانية وعددهم بمئات الالوف - وعامة الشعب - دافعوا الخمس - والذين يشكلون الاغلبية الساحقة المسحوقة من الشعب العراقي فلا مجال لظهور طبقة وسطى ولا هم يحزنون في هذا العراق الجديد الذي اسسته لنا امريكا وايران
الى التعليق رقم 2
احمد كوردستاني -ماكتبه الكاتب الموقر حول انحدار الثقافه وظهور اشباه مثقفين وانصاف متعلمين ينطبق بالذات عليك ولى امثالك..وهذا واضح من تعليقك
اعراب جنوب العراق
مستر توتي السعودي -الى 66 الف داهية الحمدللة والشكر عقبال كل مراجع الارهاب والتكفير ....وانتظروا خروج المخلص من السرداب هههههههههههه
الى التعليق رقم 2
احمد كوردستاني -ماكتبه الكاتب الموقر حول انحدار الثقافه وظهور اشباه مثقفين وانصاف متعلمين ينطبق بالذات عليك ولى امثالك..وهذا واضح من تعليقك
قاريء سورة الفاتحة
أحمد قوري -إلى توتي السعودي والكردستاني، وجدت من المطلوب الرد على تعليقاتكم القصيرة كونها ليست بذات بال، وقد حفزني وأنا في مقام كتابة تعليقي أن أنهج نهج غير أعوج في سرد حكاية أبو القواطي أحمد الكوردستاني ، وهو طبعا لا غبار عليه لإعتبارات أنه كوردي أو رقم خارج الدائرة،واليوم الأسود هو اليوم الذي جاءت أمريكا إلى العراق وأعطت لللأكراد نصف أراضي العراق. و54% من الثروات النفطية، وهم بهذا يدافعون عن التخلف أينما حل ورحل وفي أي مقال تم تسطيره على وجه السرعة، والأستاذ العبيدي قبل غيره غير مستفيد من هكذا تعليقات لا تذر ولا تنفع وكما يقول المثل : ...في سوق الحدادين والعاقبة للمتقين. اللهم تقبل الدعوى من عبدكم بالدعاء وليس بالجلد يا مستر توتي السعودي.
قاريء سورة الفاتحة
أحمد قوري -إلى توتي السعودي والكردستاني، وجدت من المطلوب الرد على تعليقاتكم القصيرة كونها ليست بذات بال، وقد حفزني وأنا في مقام كتابة تعليقي أن أنهج نهج غير أعوج في سرد حكاية أبو القواطي أحمد الكوردستاني ، وهو طبعا لا غبار عليه لإعتبارات أنه كوردي أو رقم خارج الدائرة،واليوم الأسود هو اليوم الذي جاءت أمريكا إلى العراق وأعطت لللأكراد نصف أراضي العراق. و54% من الثروات النفطية، وهم بهذا يدافعون عن التخلف أينما حل ورحل وفي أي مقال تم تسطيره على وجه السرعة، والأستاذ العبيدي قبل غيره غير مستفيد من هكذا تعليقات لا تذر ولا تنفع وكما يقول المثل : ...في سوق الحدادين والعاقبة للمتقين. اللهم تقبل الدعوى من عبدكم بالدعاء وليس بالجلد يا مستر توتي السعودي.
تعليقات جذبتني
أحمد وليد إبراهيم -الى التعليق رقم 4: عاشت إيدك, وكأنك في قلبي, عبرت عن كل مافي بالي.الى التعليق رقم 3: اذا ماعندك حجاية مفيدة فالأفضل أنه تسكت. كافي طائفيات وحقد.
الى صاحب التعليق 6
احمد كوردستاني -تعليقك ليس له اي علاقه بمقال السيد منير العبيدي..اما مساله الكورد فدعها لانها بعيده عن الموضوع ولو واضح من تعليقك انك ممن يغيضهم نجاح الكورد لانه يذكركم بفشلكم المستمر..اقصد احزابكم الفاشله..وياحبذا قرأت المقال مره اخرى لتجد ان الكاتب الموقر بحث نقاط حساسه جدا لها علاقه بتركيبه المجتمع العراقي ومراحل تطوره ويبدوا لي انه فعلا اصاب بالصميم من كانوا مطبلين لنهج النظام السابق او على الاقل المغسوله بسهوله ادمغتهم بنهج البعث الساقط وهم يرددون كلام البعث من حيث لايحسون وانت احدهم..
الى صاحب التعليق 6
احمد كوردستاني -تعليقك ليس له اي علاقه بمقال السيد منير العبيدي..اما مساله الكورد فدعها لانها بعيده عن الموضوع ولو واضح من تعليقك انك ممن يغيضهم نجاح الكورد لانه يذكركم بفشلكم المستمر..اقصد احزابكم الفاشله..وياحبذا قرأت المقال مره اخرى لتجد ان الكاتب الموقر بحث نقاط حساسه جدا لها علاقه بتركيبه المجتمع العراقي ومراحل تطوره ويبدوا لي انه فعلا اصاب بالصميم من كانوا مطبلين لنهج النظام السابق او على الاقل المغسوله بسهوله ادمغتهم بنهج البعث الساقط وهم يرددون كلام البعث من حيث لايحسون وانت احدهم..
ناصرية - عراق
أبو محيسن -إلى المعلق الكردي أحمد : لقد عاش العرب والكرد بأخوة من خلال شعار تاريخي رفعه قائد المسيرة رئيس جمهورية العُراق الذي ذبحكم: بابا كردي عرب فد حزام;ومن هنا تجد الذي قتل أطفالكم في حلبجة لا زال حياً يرزق، من هنا يمكن قياس وطنيتكم يا أحمد.أنا أعتبر الأكراد مجموعة من الطفار; لا يصلحون ولا يفقهون في السياسة، بل مأواها الجبال والإنفاق ملاذهم، والحفر مصيرهم.فكيف تتطاول على من عرفكم:أسرد لك هذه القصة عن كردي سرقت سجائره من قبل عربي وسط تظاهرة مؤيدة للسلم في كردستان، وعندما حاول الكردي أخراج سجائرة للوجود لتدخين واحدة منها لم يجدها، فقال لمن حوله رجاءً ضعوني على أكتافكم فلدي هتاف عن الأخوة العربية الكردية ، فما كان من المحيطين به إلا ورفعوه : فراح الأخ الكردي يهتف وبأعلى صوته: نا زانم أخوة عربي كردي، فأستغرب الجميع لهذا التصرف، وعندما سألوه عن السبب. رد: لقد سرق أخي العربي في النضال سجائري، وهكذا تمضي القصة بين العرب والأكراد محمولة على شوارب كاكه حمه.