كتَّاب إيلاف

الإدارة الرشيدة للشركات العائلية في الخليج

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

تعرف غرفة دبي للتجارة و الصناعة الشركة العائلية بامتلاك صاحب العائلة لما لا يقل عن 51% من رأسمالها، بالإضافة لوجود فرد واحد من العائلة على الأقل بمجلس إدارتها. بناء على هذا التعريف، تمثل الشركات العائلية 55% من مجموع الشركات العاملة في الإمارة حسب نتائج تعداد سنة 2005. و الأرجح أن تكون النسبة أعلى من ذلك في باقي الاقتصاديات الخليجية. في المملكة العربية السعودية، على سبيل المثال، يوجد حوالي 300 شركة عائلية تساهم بنسبة 25% من الناتج المحلي الإجمالي للدولة، مما يؤكد أهمية هذا القطاع في الوقت الحالي و كذلك الانعكاسات السلبية في حال تعثره في المستقبل.

سوف أركز في هذا المقال على أهمية إتباع الشركات العائلية في دول الخليج لأساليب الإدارة الرشيدة (Corporate Governance)، مقتبسا من التقرير الهام الذي نشرته صحيفة "ايميرايتس بيزنس" المتخصصة عن هذا الموضوع في عددها الصادر بتاريخ 4 أكتوبر الجاري.

من أهم نقاط ضعف الشركات العائلية العاملة حاليا في دول الخليج:

1. تركيزها على الأسواق الداخلية تهربا من المنافسة العالمية، إذ تساهم نسبة 4.9% فقط من الشركات العائلية العاملة في إمارة دبي، على سبيل المثال، في مجال التصدير للأسواق الخارجية، مقابل نسبة 14،7% من الشركات غير العائلية العاملة في نفس الإمارة.

2. حسب دراسة أخيرة لمعهد حوكمة بدبي، لا يتجاوز عمر الشركات العائلية في الخليج 23 سنة مقارنة بحوالي 35 سنة في الدول المتقدمة. و غالبا ما تقتصر هذه الشركات على تطبيق نصف مبادئ الإدارة الرشيدة للمؤسسات.

3. تحتفظ الشركات العائلية في الخليج بهذه الصفة حتى النهاية، بينما يتم تحويل الشركات العائلية في الدول المتقدمة إلى شركات مساهمة عامة تمهيدا لإدراجها بالبورصة..و خير مثال على ذلك شركة فورد لصناعة السيارات التي أسسها "هنري فورد" عام 1900 و تحولت بعد 10 سنوات فقط من ذلك التاريخ إلى شركة مساهمة عامة.


4. النقص الواضح في تواجد الخبراء من خارج العائلة في مجلس الإدارة، مما افقد الشركات العائلية في دول الخليج القدرة على وضع استراتيجيات واضحة للعمل، و النقص الكبير في توفير البيانات مما حال دون القدرة على تحليل المركز المالي لهذه الشركات. لذلك، اضطرت البنوك العاملة في دول الخليج للاعتماد على الثقة في اسم العائلة و حتى عندما حصلت هذه البنوك على رهون، أكدت التجربة الأخيرة لمجموعتي سعد و القصيبي السعوديتين أن قيمة هذه الرهون في حالة العجز عن سداد الدين تكون اقل بكثير من المطلوب.

مع اتفاقنا مع ورد في النشرة الشهرية لشهر سبتمبر الماضي للبنك السعودي الفرنسي، أي المسؤولية الأساسية للبنوك المقرضة للمجموعتين (سعد و القصيبي)، لا يمكن تجاهل الدور الذي لعبه النقص الواضح في اعتماد أسس الإدارة الرشيدة داخل هذه الشركات العائلية. لذلك من المهم تشجيع الشركات العائلية الخليجية على التحول إلى شركات مساهمة عامة، و من ثم إدراجها في أسواق المال المعروفة بشروطها الخاصة بالإفصاح الدوري عن البيانات. و لكي يحصل هذا لا بد من العمل على نشر الوعي بين أصحاب المؤسسات العائلية بأهمية هذا الانتقال التدريجي، بما في ذلك الوعي بالمزايا التي يوفرها إدراج الشركات في أسواق المال، كما بإمكان السلطات التشريعية و الرقابية في هذه الأسواق توفير الحوافز التي من شانها تسهيل عملية إدراج الشركات الجديدة و تحسين ظروف عمل السوق المالية للحد من المخاطر.

كاتب المقال محلل إيلاف الاقتصادي و خبير سابق بصندوق النقد الدولي.
M5432112@hotmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
الشركات العائلية
عبد البا سط البيك -

عودة حميدة للدكتور منير حداد بعد غياب طالت مدته. المقال الذي نشره الدكتور حداد مبستر و مختصر و كان يمكن أن يكون أوسع و أكثر تفصيلا لتعم الفائدة و توضح الصورة . إن معظم الشركات في عالمنا العربي يمكن أن نطلق عليها صفة الشركات العائلية حيث يقوم أفراد عائلة واحدة قد تبدأ بالأب أولا ثم الاولاذ و ربما يتبعهم الأحفاد إن إستمرت الشركة في سنوات حياة طويلة . أهم نقاط الضعف في هذه الشركات أنها ليست ذات جذور تجارية متينة و بعضها ظرفي ليس بالدائم المستمر . أما عن الشركات العائلية في الخليج فقد ظهر معظمها بعد الطفرة البترولية المعروفة . و معظم هذه الشركات لا تتوفر على أطر ذات أداء متميز , و تكتفي بإستقدام عمالة من أصناف مختلفة ليس فيها من أصحاب المواهب و الإبتكار الا القليل . هذه النوعية من العمالة تكون عادة منفذة لأوامر أصحاب الشركة و لا تقدم النصائح التي يمكن أن تدفع بالشركة الى الأمام . ربما يكون لعامل الثقة دورا أساسيا في إنشاء رابطة عضوية بين المستخدم الأسيوي و صاحب الشركة , فالأول لا يريد أن يقدم إقتراحات قد يتحمل هو لاحقا مسؤولية نتائجهاالفاشلة , و صاحب الشركة هو سلطان بشركته لا يقبل بأن يسمع أي نصيحة من مستخدميه . و الدليل على هذا القول عدم نجاح شركات عائلية بدبي من إختراق الحدود و الإستفاد من أسواق خارجية . إن ضعف الخبرة عن الأسواق الخارجية عند اصحاب الشركات العائلية و عدم تسليمهم زمام المبادرة لمستخدميهم يعتبر عقبة في وجه النمو و التوسع .كما إن عدم توضيح الإختصاصات بين أفراد العائلة و تحديد مساهمة كل فرد منهم يؤدي الى زعزعة بنيان الشركة و يجعلها قصيرة العمر . فكم من شركة إنتهت بوفاة مؤسسها بعد أن عجز الأبناء عن التفاهم فيما بينهم لتسير الشركة بعد وفاة والدهم المؤسس , و مظم تلك الشركات ينفرط عقدها بعد فترة قصيرة على وفاة الوالد. إن طرح فكر تحويل الشركات العائلية الى شركات مساهمة لا يمكن أن تكون مقبولة في الدول العربية و خاصة الخليجية منها , لعدم وجود ذهنية قادرة على إستيعاب فوائد هذا التحول في الطبيعةالطبيعة القانونية للشركة حيث يذوب فيه المكانة الظاهرية للعائلة مع البقاء على وزنها المالي داخل الشركة . لا نتوقع أن تقبل الكثير من العائلات بغياب إسمها بعد أن تتحول الشركة الى شركة مساهمة مجهولة الإسم .و أخطر المخاطر في الشركات العائلية هو إسناد وظائف قي