عندما تتسامر الأقليات العراقية حنينا إلى وحدتهم المفقودة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
لقاءات في مؤتمرات عقدت صيف 2009 في انكلترا (2)
يهود العراق، ذكريات وشجون، 47.
لقد صدقتَ يا رجل! فالعراق يلاحقكَ أينما تذهب، قدر لا مناص لكَ منه وأين من الأقدار المهرب، ألا تعلم، أيها الرجل الذي أبدل إيمانه "بروحانية الشرق، بمادية الغرب"، أن "المكتوب على الجبين لازم تشوفه العين؟" لا! لا تقل هذه خرافات شرقية، ألا ترى كيف كُتب عليكَ أن يكون العراق هواك الأبدي، هوى عراقي، مثل هوى قيس ابن الملوح، عندما لاحَ النجومَ برقٌ يماني. وأنت، يا عراقي الهوى، مثل جميع العراقيين "معود على الصدعات قلبك" لأنك ولدت في العراق، ومع ذلك فما أن تسمع اسم العراق حتى تنهمر الذكريات والأشجان والحنين إلى الماضي، فيضيع عليك التمتع بالحاضر ومنجزاته، أما المستقبل، فهو حلم يائس، حلم الوقوف على أطلال ماضيك. وها قد أنهككَ السُرى لطول طريق الفراق وانتظار السلام وزيارة مسقط الرأس، حلم تصر على تحقيقه يا رجل. وها أنت اليوم قد "ضعتَ وضاع الأمل"، فقد كلل هامتك الشيب، ولا أمل في الوقوف على أطلال الصبا، "فيا ويلتاه يا رجل!" ولكنك تبقى مصرا مهما طال الأمد، وتعالج حنينك بمراسلة أصدقاء أوفياء تعرفت عليهم من خلال تعليقاتهم على ذكرياتك في "إيلاف"، فسل الله حسن الخاتمة لك، وللمشردين العودة واجتماع الشمل وبناء الوطن المحتاج الى مواهبهم وخبراتهم التي اغتنموها في مهاجرهم، وأن يمنّ عليك بزيارة مسقط الرأس ولو لمرة واحدة، وإن كنت تعلم انه لم يبق من ديار الماضي سوى آثار طمسها غبار السنين. أتريد أن تقف محدقا في التراب "كشحيح ضاع في الترب خاتمه"، لعلك تتعرف بعد توهم، على رسومها الدارسة التي سفتها رياح الحروب، السموم الهوجاء والإهمال والعداء، وتناوبتها ريح الصبا والسافيات "الصداميات"، نسجًا من جنوب وشمأل، فلم "تبعث" الحياة في شرايين العراق، وما زال العراق في انتظار "مطر السياب"، ولم يجدِ دعاؤك "جادك الغيث إذا الغيث همى يا زمان الوصل في" بلد الرشيد، وصرت كلما رأيتَ عراقيين وسمعتَ حديثهم بلهجتهم المحببة الى سـمعك، يزداد حينك ووجدك الى بغداد الحب وليلى المريضة في العراق. ولكن عذّالك العراقيين يعذلونك بقولهم، "بغداد صباك، بغداد أيام الهوى والشباب، ذهبت دون رجعة، فلمَ الحنين والأنين؟"، فقد عمها الخراب والدمار والمتفجرات والأحقاد والاقتتال، وحواجز الكونكريت "وحلاقة هاني، اعبر وتلكاني"، فكيف الرجوع وقد تحطمت الصواري وهوت القلوع، ونضبت مياه دجلة والفرات وشط العرب وماتت النخيل عطشى منتصبة بكبرياء الملكات، وكيف لا تحزنُ وقد كانت ترف عليك نخيل سواد العراق الوارفة، "رفيف قرون ليلى على المجنون في هواها؟" وتسأل نفسك، هل يا ترى ستتمتع "بشميم عطر" ضفاف دجلة والفرات ورياحين العراق مرة أخر؟ وهل ستسلم على الأحباب وتقبل الأعتاب، كما أوصتك والدتك قبل رحيلها الأخير؟ هذا العطر الذي هو عند العراقيين اليوم في مهاجرهم كرائحة قميص يوسف، ترد إليّهم أيام الهوى والشباب الراحل، وما زالوا يشتاقون الى حفيف نسيم دجلة يوشوش وشوشات الحب للنخيل، ووقع المجداف على صفحات نهرك الخالد، حين كانت تتجاوب أصداء الدرابك بأفراحها المهللة في جزرات بغداد بين الرصافة والكرخ، على رقصات النخيل، مع النسيم العليل. ومع ذلك فعذّالك من العراقيون يواصلون النداء "أن تعال! أرجع إلينا، وانحطك أبطن عيونا"، ولكن كيف الرجوع، وقد عفت الديار، ولم تبق الريح من ثمود البتاويين وبغداد طفولتك وصباك، من أثر، ويا صبر أيوب مدد!!!
وأنتَ الآن إذا ما التقيت بالعراقيات وبالعراقيين في منافيهم في الخارج، فأول سؤال يبادرونك به، هو "بعدكم أتحنون للعراق وايمتا ترجعون؟" أو يكتبون، "عودوا الى العراق لتعلمونا كيف كنتم تديرونه بأمانة وإخلاص". أما إذا جازف نسر شجاع وزار إسرائيل دون أن يخشى في سبيل السلام لومة لائم، مثلما فعل السيد مثال الآلوسي وقبله السيد ضياء كاشي والأستاذ حسين الكندي،أو أفلت طائر من جبال كردستان العراق عن طريق المهجر، وزار تجمعات يهودها في هضبة بغداد ومراكز سكناهم في الجبال المحيطة بالقدس، كما فعل الموسيقار والملحن والمغني بشير صبري بوتاني عاشق الحان أكراد يهود العراق ورقصاتهم، فعند ذلك ترى العجب العجاب، وتطلب امرأة بغدادية من زوجها الكهل أن يسمح لها بتقبيل "العراقي المسلم"، فيومئ لها بالموافقة، فتحتضنه وهي تقول: "فـدوه أروح لك يا أخويه، ريحة العراق بيك!" وتقشعر أجساد الرجال لهذا الحنين وتجهش النساء بالبكاء من "عيون المها وراء السواد"، وتمسح المهاة الرصافية ببنانها الرخص دمعة عصية من عيون حوراء "غضيضة الطرف مكحول"، ويبكي العراقي الزائر وهو يستمع الى غناء لميعة توفيق وسليمة مراد وغيرهما من مطربات أيام زمان، يغنيه شباب من أحفاد المهاجرين الذين لم يروا العراق ولكنك تسمع في غنائهم ألم حزين ينساب في صوتهم كحنين أشواق آبائهم، ويصفق الزائر طربا على إيقاع غناء لميعة توفيق، "ظلام ما عندكم رحم يللي ظلمتوني / بالفرح تقضون العمر / وآني نسيتوني"، ثم يجمد التصفيق حين يكمل المغني بيت العتاب الحزين الذي أضافه اليهود في بغداد وكانوا يغنونه سـرّا:
"آني وماشي أنا بالدرب صهيوني تهموني / وحكمت عليّ المحكمة، وللسجن ودوني".
فإذا انتقلوا إلى أغنية سليمة مراد، "قلبك صخر جلمود ما حن علي"، يعلق عليها الزائر العراقي، "نعم، ما زال قلب حكام العراق الى اليوم صخر جلمود أمام حنين العراقيين، والعراق بأمس الحاجة إلى أبناءه الراحلين ليغيثوه، وندعو الله أن يستجيبوا الى النداء، وأن لا يذهب نداؤه أدراج الرياح". ويا قريب الفرج، يا عالي بلا درج!
عذبتني هذه الخواطر وأنا بين العراقيين الذين أموا المؤتمر العالمي الذي عقد في جامعة كمبردج في انكلترا، تحت عنوان "يهود الحضارة العربية، 1948-2009"، برعاية سمو الأمير الحسن بن طلال وبدعم من المعهد الملكي لدراسة العلاقات بين الأديان في عمان بالأردن الذي يترأسه، وقد أشرف على تنظيم هذا المؤتمر بهمته العالية البروفيسور جريجور شْوارْبْ السويسري الجنسية من قبل المركز لدراسة العلاقات الإسلامية اليهودية، وبمشاركة رئيس معهد الدراسات الإسلامية في جامعة كمبردج، العالم الفلسطيني أ.د. ياسر سليمان وأصله من مدينة نابلس، جبل النار، بالضفة الغربية التي تقع تحت إدارة السلطة الفلسطينية برئاسة السيد محمود عباس، أبو مازن.
ومع ذلك فقد عقد هذا المؤتمر الواعد وتكلل بنجاح كبير، وعجبنا لماذا لم يتطرق أحد من المشاركين الى توتر العلاقات الإسرائيلية-الفلسطينية والمأساة المريعة لحرب الرصاص المصبوب، ولم يعكر صفو المؤتمر بمناقشات سياسية عقيمة، ولم يتطرق أحد الى حكاية مقاطعة الأكاديميين البريطانيين للأكاديميين الإسرائيليين، ولكن عندما استمعنا إلى خطاب سمو الأمير حول جهوده المباركة في تعزيز الحوار بين الشعوب والأديان الهادف الى نشر المبادئ الإنسانية السامية في التكافؤ والاحترام والتعددية وإلى التواصل مع الذات ومع الآخر للعمل الجاد على تحقيق السلام ورأب الصدع بين أتباع الديانات والثقافات المختلفة في العالم، أدركنا السبب، وعلمنا لماذا وجد الجميع الترحاب من قبل الجامعيين البريطانيين بالمشاركين جميعا، وكأن الجامعيين البريطانيين لم يعلنوا مقاطعة الأكاديميين الإسرائيليين، وراحت على الأستاذ سامي حداد من "تلفزيون الجزيرة" جهوده حول مناقشة أبعاد هذه المقاطعة، بل على العكس، رأيتَ في هذا المؤتمر الود والإخاء بين اليهود والعرب والإسرائيليين والفلسطينيين والانكليز. والرجال على دين ملوكها.
برز في هذا المؤتمر العدد الكبير من المحاضرين والمستمعين من يهود العراق، بينهم اثنان من الأساتذة المتقاعدين الكهول ممن فازوا بجائزة إسرائيل، واثنان آخران من الطلبة الذين شرعوا في كتابة أطروحتهما لنيل درجة دكتوراه في الفلسفة في الجامعة العبرية، أحدهم غير اسمه عائلته من "عرب" لان آباءه كانوا يخرجون ببضاعتهم لبيعها على "العرب" في بوادي العراق إلى أسم جديد لعائلته العراقية "عبري"، واندمج في المجتمع الإسرائيلي اندماجا تاما. كما شارك في هذا المؤتمر صحفية من أصل عراقي هي راحيل شابي التي عاشت في إسرائيل ثم رحلت عنها يائسة مع عائلتها إلى لندن وهي فخورة بكتابها الذي تكشف فيه عورات إسرائيل "وظلمها لليهود الشرقيين!" فأثارت احتجاج مهاجري الخمسينات الملكية، ومهاجري السبعينات البعثية الصدامية من يهود العراق.
وقد أثار العدد الكبير من المحاضرين من يهود العراق والمشاركين فيه كمستمعين، غرابة عند الصحفي والكاتب الإسرائيلي العربي المعروف سيد قشوع (ولا أقول الفلسطيني لكي لا يخطئ القراء في هويته، ويظنون أنه من فلسطينيي غزة أو الضفة، أو من معسكرات اللاجئين في باقي الدول العربية التي تحافظ على فلسطينيتهم بأمانة، ولا أقول من عرب 1948 لكي لا أفتق جرحا ليس يلتئم، فهو يحمل هوية وجواز سفر إسرائيلي، وبس). شعر سيد قشوع بالحرج بين الأغلبية العراقية، وتساءل عن موقعه من الإعراب ولم يفهم سبب دعوته الى هذا المؤتمر الذي يناقش مستقبل "يهود الحضارة العربية" ومدى إمكانيتهم المساهمة في المستقبل في ميدان الأدب العربي الحديث كما فعل آباؤهم عندما ازدهرت جالياتهم في البلاد العربية، ولعله لم يدرك انه يمثل العربي الإسرائيلي المسلم الأول الذي تفرغ الى الكتابة باللغة العبرية في جريدة من أهم الجرائد الإسرائيلية، وإنه مثال لاندماج الأقلية في ثقافة الأغلبية، شهادة على صدق عبد الرحمن ابن خلدون في نظريته في علم العمران، وإنه يشبه في حينه أنور شاؤل الأديب العراقي في تبنيه اللغة العربية الفصحى وبحروف عربية في تحريره لمجلتي "المصباح" (1924-1927) ومجلة "الحاصد" (1929-1938) بعد تأسيس دولة العراق الحديث، والذي أصبح رمزا للمواطن العراقي المخلص لوطنه وللغة العربية الفصحى، ثم اضطر الى الهروب من جحيم الاضطهاد القومي الى الدولة التي رفض الالتحاق بها في الترحيلة الأولى عام 1951. نعم كان الكتّاب النصارى والدروز في إسرائيل قد سبقوا سيد قشوع في كتابة أدبهم باللغة العبرية. وهذا نفس ما حدث في أسبقية الأدباء النصارى واليهود في البلاد العربية إلى تطعيم الأدب العربي الحديث بالتيارات الأدبية الأوروبية، وإلى تبني يهود العراق في مطلع القرن العشرين اللغة العربية الفصحى وبحروف عربية واندماج المثقفين منهم بالحضارة العربية. فقد كانت مشاركة الكتاب المسلمين في تيارات التجديد تجعل هذه التيارات الحديثة المتأثرة بالغرب، جزءا لا يتجزأ من فنون الأدب العربي الحديث، وإلا بقيت هذه التيارات الأدبية، بدون مشاركة كبار الكتاب المسلمين، سمة من سمات أدب الأقليات في البلاد العربية.
ومع الأسف لم يستطع حضور هذا المؤتمر الدكتور محمود عباسي، وهو الأديب والمترجم والمسرحي ومؤسس ومدير مجلة "الشرق" الأدبية التي كان لها الفضل في نشر أدب يهود العراق وتشجيع أدبائهم، والتعريف بالأدب العبري الحديث بواسطة الترجمة الى العربية بين القراء العرب، وله الفضل في تعزيز العلاقات الأدبية والثقافية بين العرب واليهود في إسرائيل بعد توقف مجلة "المجتمع"، لميشيل حداد وتوقف الكتاب الشيوعيون من العراق عن المساهمة في مجلتي الاتحاد والجديد لانتقالهم الى الكتابة باللغة العبرية، فقرأتْ محاضرته بدلا عنه المحاضرة في فن الترجمة د. حنه عميت - كوخابي، التي حاضرت فيما بعد عن ترجمة الأدباء اليهود للأدب العربي الى اللغة العبرية. وحاضر الأستاذ يونتان مندل من جامعة كمبردج عن "وحدة المستعربين" في إسرائيل، كنموذج لتوظيف حاملي الحضارة العربية في أغراضها العسكرية. أما من الأدباء العرب الإسرائيليين فقد كان منهم الصحفي "المخضرم" (أي الذي عاصر فترة الانتداب البريطاني وقيام دولة إسرائيل)، عطا الله منصور وهو من أوائل الأدباء العرب من غير المسلمين الذين كتبوا باللغة العبرية في جريدة "هآرتس" وحاولوا الاندماج في المجتمع والثقافة الإسرائيلية. أما الأستاذ محمود كيال من جامعة تل أبيب فتحدث عن ترجمة الأدب العبري الى اللغة العربية وألقت الشاعرة نداء خوري مختارات من قصائدها العاطفية.
أما المحاضرون الآخرون، فقد شارك في إلقاء المحاضرات أستاذ واحد من أصل يمني (أ.د. يوسف طوبي)، وآخر من أصل مغربي (أ.د. عامي العاد بوسقيلا)، ولم يشارك فيه سوى مستمعة واحدة من أصل مصري عبرت عن خيبة أملها من قلة المشاركين من يهود مصر سابقا، أو من يهود سوريا والبنان.
نعم كان ليهود العراق، وخاصة من المستمعين الذين كان أغلبهم من مهجري صدام بعد حرب الستة أيام، حصة الأسد في هذا المؤتمر الفريد من نوعه وبرعاية شخصية ثقافية عالمية رفيعة، ألا وهي سمو الأمير العلامة الحسن بن طلال، الذي أشعرنا بمحاضرته ورسالته الإنسانية السامية حول الحوار بين الأديان والدعوة الى سلام عالمي بين الشعوب بأننا نعود الى عصر المأمون المنفتح على جميع الحضارات والأديان والفلسفات في العصر العباسي (ولنا عودة في الفصل القادم الى هذه المحاضرة الرائدة والنقاش الذي دار في هذا المؤتمر).
(التتمة في الحلقة القادمة، رقم 48)
كتبت هذه الذكريات لتنشر في مجلة إيلاف،
جميع الحقوق محفوظة للمؤلف،
لا يجوز نشر هذه الذكريات بأية صورة كانت بدون اتفاقية وإذن خطي من المؤلف.
التعليقات
اصيل
دزعبدالله الجبوري -العراقي الاصيل مهماكان انتماؤه دينه او مذهبه هو جملة من الهم والحزن والحنين للماضي الذي نتمنى ان يعود أو نعود نحن الى تلك المرابع التي درست وحينما أختفت طلولها تلفت القلب!!!!! لك كل التقدير ايها الحزين ايها الغريب ايها المبعد رغم كل هذا الحب والحنين لهذا الوطن الذي لم نعد نملك الا ان نناجيه من البعيد .....لكن رغم صرختك ورغم صرختي لم يرتد اي صدى !!!لا صدى.. لا بالمحطه رف ضوا ولا خط اجانا من البعد و لا ريل مر عالسده ... والعمر كله تعده!!!د.عبدالله الجبوري لندن
اصيل
دزعبدالله الجبوري -مكرر
داري
هدى معروف -عذبتني مقالتك..اججت شوقا لعنت الغربة.. كرهت ايامي فيها..كنت قبل ايام اردد مع نفسي اغنية الفنانة الكبيرة فيروز انا عندي حنين ما بعرف لمين..هي لا تعرف ولكني اعرف..تذكرت ايام العز..في بغداد الجميلة..شاي العصر والكليجة الخفيفي..والجبن والنعناع.. ووالدي رحمة الله عليه يتلو القرآن بعد صلاة الفجر... حزمه.. حبه..عطائه وفوق هذا وذاك كلمة بويه التي كان يرددها فهو جنوبي نبيل كان يسمي العراق بلد النجوم .. تذكرت اكلة السمك يوم الجمعة عندما تجتمع العائلة..ونادي العلوية وحفلات الشباب وكانت فرصة لنلتقط ارقام الهواتف التي نمطر بها ثم الذهاب خلسة الى حديقة النادي لملاقاة الحبييب..وباص المدرسة الذي يدور العاصمة ليصل الى المنصور حيث مدرستنا..وايام الامتحانات والدروس الاضافية..واكلة الدولمة التي لم احسن اعددها لحد هذه اللحظة..ويدعوني الاصدقاء الى تناولها..اشتقت لباص المصلحة وعربة اللبلبي امام كليتنا..الى محاضرات د.حميدة سميسم اول امراة عراقية تحصل على الدكتوراة في الاعلام كانت تحدثنا عن الحياة وفي العلم والصحافة وعن الانسان والحب وايام الصبر والشجاعة ..ونحن طالباتها نفخر بها عنوانا للعراقية الجريئة الشجاعة..اقبل يديك يا مولاتيوانت ياسامي ايها السنونو هل من عودة؟ هل يفتح العراق ذراعيه ويأخدنا بأحضانه..ويداوي اوجعانا..تبث حبك وشوقك للعراق في مقالات تعبر عن خلجات النفس وامنيات القلب والعقل..ولكن ويل للذي تعتمر نفسه وقلبه المشاعر ويعتصره الحنين لكنه عاجز عن التعبير لايقدر ان يفصح..ولعلك اصبحت لسان حال المهجرين والمهاجرين والتائهين في اصقاع الارض بطونها ووديانها سواحلها وجبالها..وما زلنا نردد ...داري داري انا انا داري بلي بلي بهوى الاسمر ..انا انا ولهان
ملعونة أم السياسة
مجيد البصري -في زمن قريب ,عشته وتعايشت فيه, ماكنت اعرف عن الملل والطوائف شيئا , لان الجميع كانوا يعيشوا بامان وسلام ودرجة الانسجام عالية بين الجميع .احمل في دواخلي كيف تم تهجير اليهود من العراق ,والبصرة خاصة ,وكيف نادى منادي مجهول ,ونحن كنا صبيان الحارة , كيف نادى بين البيوت ...إن اليهود قد رحلوا..ثم اختفى ..!كيف تم اقتيادنا الى بيوتهم التي تركوها ووجدنا ابوابها مشرعة لنعمل فيها خرابا وتدميرا ,وقد تم توجيهنا دون ان ندرك , ودون ان نحس بان اليد التي ارادت الخراب هي من بين عشرات الاشخاص التي اقتحمت الدور ,هي بيننا , توجهنا , دون شعور , وجعلونا وابناء الحي نسير على الاف الكتب الممزقة واوراق عديدة من الكتب العبرية ,لانعرف وقتها لماذا استهدفوا ...بعد أن مرت السنون فهمنا حجم المؤامرة ومن المستفيد من كل ذلك .ملعونة هي السياسة التي دمرت اوطان , ملعونة هي وليس الاديان .تركت بصرتي وعدت لها بعد حفنة سنين , وكان في نواحي ابو الخصيب نهر وجسر بأسم - اليهودي- عدت وقد تغير هذا الاسم الى اسم اخر .كان هذا النهر في عهود مضت قد شقه من شط العرب طبيبا يهوديا تملكه ليس إرثا ولا شراءا إنما هدية من احد حكام البصرة , ومنذ مئات السنين , اكرمه اياه بعد علاجه لابنه المريض .القصة تقول بان هذا الحاكم قد أوصل الطبيب الى بساتين ابو الخصيب وأعطاه قوساومجموعة سهام , قال اضرب ايها الطبيب سهمك على الاتجاهات الاربعة ,وأين تقع سهامك فهي حدود مقاطعتك ,هي اكراما لجهدك واخلاصك ...فهي ملكا لك .كان بستانا كبيرا وقد عمل الطبيب نهرا امتد من شط العرب الى بستانه وبساتين الاخرين .. لازال القداما يسموه نهر اليهودي .. ابدلته سلطة صدام في الثمانينات الى نهر المحيلة .قد تكون لي عودة معك سيدي الاستاذ شموئيل .. عندما تعود مرة أخرى لايلاف . مع التقدير
سنلتقي في العراق
هدى معروف -مهداة الى صوفي البصرية الجميلة التي لم ترى مدينتها. ورغم ذلك تتحدث باللهجة العراقية حملت معها في الغربة كل التفاصيل والذكريات واسماء الشوارع والازقة. .التقيتها في دبي وهي في طريق عودتها الى بريطانيا حيث تقيم.. نظرت اليها بشوق بكينا وتعانقنا كشقيقتين التقيتا بعد طول سفر..قالت ما في جعبتها وحدثدتها عن ايامي واوجاعي..ضحكنا..وعندما ودعتها..وذهبت الى بيتي..بكيت بحرقة وكأني فقدت وطنا للتو. صوفي صديقتي سنلتقي يوما على ارض العراق.
لاتنقهر
jone -فان كل شئ يعود لمكانه الحقيقي في العيش نحن باقون في العراق ماذا حصلنا غير الكرب والجور حتى لو رجعت ماذا ترى فقط اسم العراق لاجمال ولامال ولاعيال تستطيع العيش في الخارج تستطيع ان تنام جوعان وعريان ولكن بامان وصحة اما هنا فكل شئ مزعج حتى الجو اصبح متربا لاتحن الى حنان مفقود هنا اما عندك فموجود فلما الدوخة مع تحياتي المفقودة لحبكم ....
cry
saeed -I couldn''t finish this article because you made me cry.i wish we can meet one day in iraq as iraqi''s who does love this country.
ليتك تعود يا سامي
ابو دو دو -حكى لي والدي رحمه الله ان الطبيب اليهودي الشهير داود كبايه الذي كانت عيادته في بغداد كان يخصص يوم الاربعاء من كل اسبوع لمعاينة العراقيين الفقراء الذين لا يملكون اجر الطبيب وكان يعطيهم الدواء مجانامن على منضدته اي من السامبل الذي يجلبه له مندوبي شركات الادويه.ومن الاطباء المشهورين في بغداد اليهودي جاكي عبود كذلك الطبيب كرجي ربيع والاقتصادي ساسون حسقيل وغيرهم الكثير ممن كانت وطنيتهم واخلاصهم للعراق اكثر من بعض مسلميه ومن حرص ساسون حسقيل على ثروة العراق ننعت اليوم العراقي البخيل بالقول لا تصير حسقيل.
iraq is for ever
saad -Mr shamouel I always like to read what you write about the iraqi jewesh and how they miss thier home land it is the same for me as I left iraq 46 years ago so i have same felling hope you write more and more god bless you
from israel with lov
Kuri/iraqi -we the good iraq''s assure you that you''re in our hearts always , please visit your country IRAQ any time , the least you can do Visit Kurdistan that''s always yours for ever ..peace
ذكرياتنا كلنا
بنت العراق -لقد ولدت في سبعينات القرن الماضي و لم تكن لي ذكريات مع اليهود العراقيين سوى ماورثته من حكايات الاجداد و عندما بحثت في زوايا تاريخ بلاد السلام كان عبق ذكريات و شجون يهود العراق تطل براسها من كل مكان لتكتب احلى ماغنت سليمة مراد من اغاني العشق و ما صاغت انامل صالح الكويتي من نغمات السحر و الجمال لازال عطرها يملا الاماكن بشذى حب العراق و المخفي او الذي اريد ان يطمس كما شوهت معالم الجمال في بلاد الجمال المخفي كان اكثر و ارقى ابكي يا سيدي على فراق الارض و البلد و الهوية فكلنا اصبحنا مشردين نبحث عن الامان و راحة البال بعيدا عن الوطن المتعب ابكي يا سيدي و لا تتذكر العراق الا باحلام الصبا الوردية ابكي يا سيدي على شهرزاد و عشتار و كهرمانة فلم يبقى لهن من جود على ضفاف دجلة لان الزمن و الظلم و الخوف سلبهن الاثارة و الاناقة و الشعر الاسود الطويل ابكي يا سيدي و احلم بالعودة في احدي ليالي بغداد العطرة لعلى الحلم يدمل القليل من الجراح و يصبر النفس شكرا لايلاف على مساحة الحرية و الراي الاخر
الى اخواننا العراقيي
ali -اخواني العراقيين اتمنى ان تعاطفوا معنا نحن الاكراد الفيلية اخوانكم في الدين والوطن .اسالكم باللة هل فقد احدكم ما فقدناه هل عاش احدكم 30 سنة غريب بلا وطن ولا جنسية بلد اين ابنائنا اكثر من 20 الف شاب اين قبورهم .اولادنا اللذين ولدوا في ايران بلا وثيقةوماتوا الكثير منا ودفنوا في الغربة حزنون على الاولاد اذكروناكما تذكرون اليهود فنحن ابناء الكفاح والجميلة وبغداد والعراق كله اين بيوتنا اين الحق ياما تذكرون مظلومية الحسين
أديب التسامح
د. جبار جمال الدين -سامي موريه أديب حنون وشاعر من شعراء الشوق حمل وطنه الأم ( العراق بعينيه وأبحر إلى شطآن الغربة وتلفت قلبه عندما خفي وطنه عن عينيه ومضى في الأمر حائر يقصد الضوء البعيد في الظلام سامي موريه قيثارة الفرح الحزينه وقصيدةالشعر التي كلما اتيت على ذكرها وجدتها نجري على تساني مترقرقة كالماء العذب ولا عجب في ذلك فلقد فتح هذا الاديب الكبير افاق جديدة للكلمة الهادفة وقام بتوظيفها لخدمة البشرية وهو دوما يمهدلطريق للتسامح ويشدد على اغفال الحقد ويدعو الى المحبة وحوار الاديان والحضارات . سامي مورييه فلقد ملكت قلوبنا جميعا بادبك الساحر وذوقك الرفيع وسوف تبقى كالمنشد العميق الهتافات القصي الصدى
ماذا اقول
فاروق الشمري -لاخ العزيز سامي .. لست ادري ماذا اكتب لاني لست ادري من اين أبدأ واين انتهي..كلنا بشرلماذا لا يحب احدنا الاخر مهما اختلفنا في الانتماء العرقي والديني والمذهبي لماذا لا نتسامح؟؟؟؟..ايها العزيز..هنالك ملايين العراقيين المهاجرين في مشارق الدنيا ومغربها لابل هنالك مهجرين في داخل العراق ! لاحتى في المدينة الواحدة!!!!!!... لقد دمرونا فرسان السياسه لابل جهلة ااسياسه واصحاب الدكاكين والسماسره لقد حولوا بغداد الجميله الى مزبله؟؟؟!!!.. واحسن وصف لبغداد اليوم.. تسألني عن بغداد يا ياسامي بغداد جميلة عاشقاها السل والجرب. مع الاعتذار لشاعر اليمن المرحوم عبدالله البردوني.. بغداد انهكهتها الحروب ومواقف الاخوة الاعداء والصراع الطائفي والعرقي ونظرة واحده لمل يجري في مجلس النواب العراقي تغنيك وتغني الاعزاء ممن علقوا على مقالتك هذه...بالكثير..انهم امراء الطوائف واخاف ان نردد يوما نحن العراقيون تلك التي قالت..أبكي مثل النساء ملكا مضاعا لم تحافظ علية مثل الرجال
دعوة عراقية
مازن لطيف -شكراً ايها الدكتور العراقي الأصيل .. ثق يادكتور ان الكثير من العراقيين يتمنون ان تحضر الى بغداد ولو لزيارة لكي يلتقوا بحضرتك وانت تعرف مدى شعبيتك بين الاوساط الثقافية وحتى الشعبية الجميع يريد ان يقرأ ما يكتبه موريه في إيلاف ويريد ان يطلع على كتبه التي لم تصل الى العراق الى هذه اللحظة.. دعواتنا لك بالابداع وزيارة العراق وزيارة مدرستك التي امر دائماً من قربها وأتذكرك وأقول هي يأتي يوماً ما ويزور الدكتور موريه مدرسة السعدون .
رد
د.سعد منصور القطبي -ألأخ علي تعليق رقم 12 لقد أعجبتني كل التعليقات التي تتعاطف مع يهود العراق وأنا فيلي مثلك وأنا معهم وأسئلك أنت هل سئلت حكومة أيران لماذا لايتعاطفون مع الفيلية ويتعاطفون مع الفلسطينيين ليل نهار علما أنه مامن فلسطيني ترك بيته الا وأستلم أضعاف ثمنه لابل أن حكومة أيران تستولي على منحة ألأمم المتحدة المخصصة للمهجرين العراقيين في ايران وفي نفس الوقت تدعم منظمة حماس بالمال رغم أن حماس تؤيد صدام والزرقاوي وتبعث ألأرهابيين الذين يقتلون العراقيين وعملت حماس فواتح لصدام وولديه ياأخي يجب أن تعلم أننا الفيلية عراقيون أكثر أصالة من صدام نفسه ولكن المرجعية ألهتنا باللطم والزيارت العبثية أستغلها صدام الحاقد على الفيلية وأستلم الحكم وأصبح هو من يمنح الجنسية وهو من يسن قانون الجنسية وبعدها حدثت المأسي لنا ولنكن منصفين ونقف مع كل مظلوم ونتعاطف معه بقدر مظلوميته ونقف مع الحق فالذي أنصف الفيلية هم الغرب وليس المسلمين لاسنة ولاشيعة وقفوا مع الفيلية .
الى المعلق 12
فاضل عثمان -نحن العراقيين مع كل عراقي يريد ان يعيش في العراقوبكامل حقوقه الوطنيه على شرط ان يلتزم بالمواطنه الصالحه ويكون ولائه وفقط للعراق ووحدة ترابه بحدوده الدوليه ولايجوز لاي مواطن عراقي اي ولاء اخر وانما انتماء للعراق فقط.اما الذين لايؤمنون بوحدة التراب العراقي والولاء للعراق فقط فالباب توسع جمل !!!!! وليبحثوا عن وطن اخر خارج الحدود الدوليه العراقيه !
الى المعلق 12
فاضل عثمان -repeated
الذكریات لا تمحی
کامران -العراق الجمیل والطیب جمیل بأعراقه وأدیانه المختلفة. العراق طیب بأهله الطیبین من العرب والكورد والمسیحی والیهودی والتركمانی ووووو. مع الأسف لقد بلدنا وبیوتنا وقلعت جذورنا بأسم القومیة والدیانة والأفكار الجبیثة المدمرة.أنا أبن السلیمانیة والبصرة وبغداد وذكریاتی راسخة وطویلة وجمیلة فی هذه المدن وفی كافة أنحاء العراق.
الی رقم 17
کامران -ماهو مقیاسك للمواطنة والأنتماء وعلی أیة أسس تكون هذه المقاییس ؟؟؟وماهو منهجك؟؟ هل هو منهج بالروح بالدم نفدیك یا .....أو منهج الذئاب الرمادیة التركیة؟؟ أو مناهج خفافیش تورا بورا القاعدة الدمویة. العراق لیس هو بیت أبوك تطرد وتبقی من تشاء، العراق بلد العظماء والمناضلین والشرفاء وبلد الاجداد اللذین ضحوا بالدماء وبالغالی من أجله. ولا فرق فی العراق الغالی بین العربی والكوردی والمسلم والمسیحی والیهودی.
تحية الى الكاتب
محمد العتابي -تحية طيبةوتحية الى الاستاذ سامي موريةعلى هذا الموجز لمؤتمر الحواروتحية الى كل عراقي غيور يحب العراق واهل العراق وتحية الى اخوتنا واعزائنا يهود العراقوالذي يبقون هم مكون مهم من مكونات الشعب العراقي ويبقى العراق وابناء العراق يفخر بهمفتحية الى كل محب للعراق وشعب العراقوتحية الى يهود العراقوتباعلى امة الحذاء الذي تغنت بالحذاء وصارنشيدها الوطني
تحية الى الكاتب
محمد العتابي -مكرر
الى القطبي وعثمان
ali -الى القطبي تدعي بانك كردي فيلي فلماذا لا تتعاطف معهم وما ذنبهم اذا كانت ايران تاكل اموالهم والموءسسات الدينية لاتهتم بهم.لماذا لا تدافع عنهم وهم لاذنب لهم الا لان اللة خلقهم اكراد فيلية . والى عثمان اسلوبك في الرد كاسلوب البعثثين ما ردك لو جاءت الحكومة وطردتك الى تركيا وسلبت امالك وقتلت اخوتك هل ترضى بان يفرح الاخرين لظلمك . كونوا منصفين وتذكروا قوة اللة ولا تحكموا بما لا يرضى به اللة نحن فيليه لان اللة اراد لنا ذلك
تحيه
mhommed ali -ان السيد موريه يكتب ذكرياته الجميله في وقت كان سكان العراق خمسه ملاين ودحله والفرات والزاب الاعلى والاسفل وشط اللعرب عامر بلمياه والنخيل والمواطن العراقي الطيب فلم يكن هناك في وقتها لاحصارات ولاحروب ولا صدام والامر الان اختلف ولذلك اتنى على السيد موريه ان لايزور العراق حتى يبقى محافظ على تلك الذكريات الجميله عن بلد كان في يوما جميلا مع احترامي للسيد موريه
moving article
nabeel -very emotional nostalgia. truly reflects the good days and deep memories that will never recur for a long while.sadly it is people with no heart like #17 who have destroyed iraq with their evil minds and ideologies.tyrants and madmen