كتَّاب إيلاف

متى نصنع الرأي؟ متى نقبل بالرأي الآخر؟

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

"ما جادلت جاهلا إلا وغلبني وما جادلت عالما ًإلا غلبته".. قول منسوب للإمام علي

الرأي: معناه وتعريفه
إن طريق الديمقراطية في مجتمعاتنا محفوف بالأخطار ومجابه للتحديات.. والديمقراطية ليست مجرد عنوان أو شعار يرفعه كل من يطلب سلطة أو منصب أو قوة.. وعندما يتمكن من هدفه يلغي كل ما أشاعه على الناس زورا وبهتانا.. وأريد بهذا " المقال " أن أقف وقفة مطولة عند فلسفة الرأي، لنعرف متى يمكننا أن نصنع رأيا، مهما كانت طبيعة هذا " الرأي "؟ ومتى نقبل بالرأي الآخر لكي نقابله بالبديل الآخر.. هنا نحن بحاجة إلى طرفين أو أكثر، أي أن ضرورة الحياة تقضي بولادة رأيين أو أكثر. ولكن ما هو الرأي؟ ما تعريفه؟ ما طبيعته؟ إن الرأي Opinion هو الفكرة الواحدة التي يعلن عنها صاحبها، أو تلك التي يتبناها قائلها، أو تلك التي يتداولها جماعة معينة، وجمعها (آراء)، فإذا ما وجد ما يقابل الرأي مخالفا له أو متمما عليه، فيعد ذلك رأيا آخر. إن " الرأي " هو باختصار تعبير عن ضمير برهاني لشخص أو مجموعة أشخاص، فهو خاص، أما إن انتقل إلى المجتمع كي يتبناه، فيصبح عند ذاك " رأي عام ". ومن المفترض أن يكون الرأي مفهوما، ويزداد قوة بالبرهنة عليه، وعندما تسبق البرهنة طرح الرأي، فمن المفترض ان يغدو مفهوما صائبا، يفحم ما أمامه من آراء.

الرأي: فلسفة وممارسة عند العرب القدماء
إن الرأي يبدأ بوجهة نظر، وعندما تمتلك الصفة والبرهنة عليها، تغدو قوة معّبرة عن ضمير.
ولابد أن يميّز المرء بين الرأي والمعلومة، فالرأي قد يختلف عليه، ولكن المعلومة لا يمكن الاختلاف عليها.. الرأي هو شعور واعتقاد بأمر ما، يريد صاحبه من خلال طرحه أن يقنع الآخر به، فان خالفه الآخر، فليس معنى أن كلا منهما على صواب أو خطأ، هالا في حالة إثبات أيا منهما مبرهن عليه، والرأي عرفته ثقافة العرب القديمة في الشعر وعلم الكلام والخطاب والفقه والنقد والجدل والاستماع والأتباع.. ولهم فيه مذاهب شتى، فالرأي عند المتنبي قبل شجاعة الشجعان، والرأي عند ابن حزم مدرسة للاستحسان، والرأي عند الجرجاني قول نقدي.. وهكذا عند الجاحظ والمعّري وابن خلدون وغيرهم. إن فلسفة الرأي في التفكير السياسي قد تطورت في أوروبا كثيرا في العصر الحديث، واتخذت لها سبيلا للتعبير عن عقيدة أو إيديولوجية أو فكر معين أو شعور خاص أو عام.. إن الرأي صناعة صعبة جدا إن استطاع صاحبة أن يقنع الآخرين به، أو على اقل تقدير زرع أسس كافية لاستبعاد رأي آخر مخالف له في الأبعاد والمضامين.


تطور حرية الرأي والتعبير غربيا
لقد اهتمت حكومة وودرو ويلسون الأمريكية عند مطلع القرن العشرين بالرأي مهما كانت قيمته او حقارته.. وان تكون ديمقراطيا ينبغي عليك الاستماع للرأي الآخر واحترام صاحبه الذي يخالفك التفكير والتعبير معا بدءا بوجهات النظر الفردية وانتهاء بصناعة الرأي العام للشعوب. ان تبادل الآراء المتباينة أصبح سمة لحرية التعبير، فمعنى أن القانون (أو: الدستور) في البلاد المؤمنة بالديمقراطية ينبغي عليها إن توفر مساحة كبرى لحرية التعبير وصناعة الرأي وان تقبله سواء عملت به أم لم تعمل.. إن مجتمعاتنا لم تستطع حتى الآن صناعة الرأي حتى يمكنها أن تمارس حرية التعبير.. وعليه، فان من أولى متطلبات الديمقراطية انك تزرع الوعي بالرأي المخالف.. وتمنح المجال أمام كل الناس ليعبّروا عن آرائهم بكل حرية.. شريطة ان يتم الاعتداء على مشاعر الآخرين، وشريطة تحريم استخدام الحرية للطعن والسباب وإيذاء المشاعر والشتائم والتجريحات للآخرين.. انك في أي بلد حر، باستطاعتك ان تعّبر عن أي رأي تريده، ولكن ضمن حدود ما يسمح به القانون.. وان يفّكر طويلا المرء قبل ان يمارس حرية التعبير التي قد تنطوي على خطورة وعواقب مخيفة.. وكما يقول جون ستيوارت ميل بأ، هناك حاجة للحماية.. ضد طغيان الرأي السائد والشعور.. في حين يؤكد كارل بوبر في فلسفته بأن الرأي يستلزم قواعد متطورة مع الزمن، وليس لدينا قوانين طبيعة.. أما والتر ليبمان فيذكر بأن تباين الآراء مهما كانت قوتها ينبغي ان تعمل ضمن مصلحة عامة.. ويرى ويلز بأن الرأي غير المقنع، لا يمكنه أن يأخذ حيزا او جهدا..

ماذا علينا ان نفعل؟
تثبت الأيام يوما بعد آخر، أن مجتمعاتنا لا تعرف معنى الجدل، وإنها لا تميز بين الاستماع للقول أو محاججة الرأي أو المجادلة.. وان ثمة خوف داخلي في مجتمعاتنا من قول الحقائق التي يؤمن بها كل فرد من الأفراد.. وليس بالضرورة أن تكون تابعا لرأي أو متبوعا لآخر، بل إن حاجة مجتمعاتنا اليوم إلى الوعي بتبادل الرأي من دون أية تعصبات أو تشنجات أو ممارسة أية تجريحات.. إن كانت هناك بنية صلدة من تفكير معين، أو أسلوب قائم، أو إيديولوجية لا تتزحزح عن أمكنتها.. فلا يمكن أن نجد أي مفهوم للحريات يصلح في مجتمعاتنا! إن بقيت هناك خطوط حمراء أو كواتم صوت على تفكير الناس ودرجة وعيهم وعلى ما يمكنهم أن يقولونه من أفكار وآراء.. فليس من الهين أبدا أن تمارس ديمقراطية مزيفّة لا أساس لها في الضمائر.. إن لم تجد في ثقافتك آراء شجاعة في أن تقول ما تؤمن به، فليس هناك أي مجال، بل ولا أي هامش من الحريات! إن لم تجد هناك اعترافات صريحة وذكريات صريحة وتعابير صريحة وفكر منفتح على كل الدنيا.. فلن يكن باستطاعتك أن تصف نفسك أو مجتمعك بالتقدمية أو الليبرالية الحقيقية.. إن لم يصطدم العقل صدمات عدة، وتتكسر انغلاقاته، كي يباشر انفتاحا حقيقيا على الحياة بكل نقائضها.. فليس هناك أي مجال للتغيير! إن لم يعترف المرء (مهما كانت درجته أو قوته في الدولة والمجتمع) بأخطائه في الرأي أو المعلومات.. فلن تتبلور أي حياة صحيحة.. إن لم تتخلص حياتنا من الزيف والأكاذيب، فستبقى فضاءات الاستبداد تسود في كل مكان وهي تورث الكراهية والأحقاد والصراعات.. إن صواب مجتمعاتنا ومصداقيتها ستجعل الأجيال القادمة، لا محالة، أكثر نظافة وأكثر مقاربة لحقائق الأشياء.. ثمة مقولة تتوالد وتتناقل من جيل إلى آخر في ثقافات مجتمعاتنا.. تقول: " ما كل ما يعرف يقال "! طيب.. لماذا لا يقال إن كان صوابا أو خطأ كي نتعلم من التجربة؟ لماذا لا تعترف حكوماتنا بهزائمها وأخطائها.. بل تبقى تمارس الأكاذيب على الناس؟

التعددية: لماذا لا يتقبلونها؟
لماذا تصفق مجتمعاتنا للأحادية؟ لماذا لا تتقبل حكوماتنا ومؤسساتنا أي نقد يوجه اليها؟ لماذا يجن جنون قادتنا من سماع أي رأي فيهم؟ لماذا يغدو الاختلاف في الرأي عداءا بعد جولة من صراخ وقطيعة شخصية.. هذا إن احتفظ المرء بكرامته وحريته الشخصية؟ ان السلطة في البيت قد تفرض حجرا على الأفكار.. وان السلطة في الحارة أو المدرسة أو الجامعة أو أي مؤسسة من مؤسسات التعليم.. تضع خطوطا حمراء أمام الإنسان لتغدو تقاليده تسيطر على تجديداته! أو التهديد بالعواقب اكبر من ممارسة أية حريات..
إن أهم ما تحتاجه مجتمعاتنا، وبالأخص أجيالنا الجديدة، احترام الآخر ورأي الآخر ومعتقدات الآخر وطقوس الآخر وموجودات الآخر وافكار الآخر.. إن على مجتمعاتنا أن تستوعب التعددية، وقبول وجود الآخر ورأيه في الحياة.. فضلا عن أن التعددية تقبل على حلبتها كل الآراء المخالفة بعيدا عن التشويه وبعيدا عن التجريح وبعيدا عن الفظاظة.. إن من يجادل سفيها فقد خسر، وان من يناقش جاهلا فقد انهزم.. إن من يحاور متطرفا أو متعصبا، فقد باء بفشل ذريع! فهل سيأتي ذلك اليوم على مجتمعاتنا، نجد فيها بشرا يدرك قيمة الرأي والرأي الآخر، بل ويدافع عن الرأي المخالف له بعد أن يسود الاحترام بين كل الأطراف.

وأخيرا: متى تتغير مجتمعاتنا؟
إن العواطف والهوس والخوف وسياسات الدولة وسلطات المجتمع.. كلها عوامل تغلق الأبواب امام التغيير. ومرة أخرى ننادي بأن إصلاح نظم التربية والتعليم وترسيخ الواقعية وحسابات العقل. إن الديمقراطية لا يمكنها أن تمارس من دون حريات تعبير.. وان حريات التعبير تطال كل شيء يمكن إبداء الرأي فيه.. دون أي حجب أو أستار.. حريات التعبير عن الرأي تكشف كل مستور وتفضح كل مسكوت عنه.. إنها تقبل التعددية بحكم ولادة أفكار جديدة..
إن مجتمعاتها كفاها تعيش النزعة الأبوية الأحادية في التسلط والتصفيق للرأي الواحد.. سواء في البيت أو المدرسة أو الجامعة أو مؤسسات أخرى تخدم المجتمع؟! إن أي تجربة ديمقراطية لابد أن تخلق لها أرضيتها وظروفها وعناصرها لتحيا طويلا..

www.sayyaraljamil.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
بيان رأئ
jone -

تحياتي عندنا اصبح لابد من ان يكون لك رأي بين الارآء حتي يقال عنك ذو رشد ومنها لانتفق على رأي محدد قبول الاخر غاية لاتدرك منها تعددية الافكار ودستوفسكي يقول الحرية تقود للشر والله اعلم... بما نحن فيه من اختلاف رأي وفكر ومذهب وقومية وكيف تجمعها في واحد وشكرا....

الراي
غيور -

الليبراليون يروجون للرأي الاخر لان رأيهم هو الرأي الأخر ومتى اصبح رأيهم الرأي بدون الاخر الاخر أصبح الاخر ارهابيا وقمعه واجب

جرح المشاعر
خوليو -

طيب يا أستاذ عندنا مشكلة، وكبيرة جداً، تجلس وراء الطاولة مع محاورك وتعطيه الأفضلية في الكلام من باب التأدب واللياقة، ويبدأ: الحوار ضروري وهو الطريق الوحيد للوصول لنتيجة، كلام جميل تفكر بداخلك، ويتابع محاورك هناك ثوابت وهي خط أحمر لايجوز أن نتخطاها، وهنا تبدأ بأخذ فكرة إلى أين يريد أخذك، ويتابع ولكن بصيغة السؤال: هناك شرع سماوي يقول لك كيف يجب أن تتصرف في كل شاردة وواردة، وهناك شرع أرضي وضعي فأيهما أصح ؟ وهنا يقترب الحوار من نهايته لأنك قبل أن تتكلم نبهك بأن أي نقد للسماوي هو جرح لشعور أمة المليار، وحضرتك ياأستاذ في مقالتك تؤكد أنه لايجوز جرح المشاعر، انتهى الحوار قبل أن تفتح فمك، ويتنفسون الصعداء ويقولون انتصر الحق، أعطني حرية النقد يا أستاذ واسمح لي بنقد الثوابت وبأدب طبعاً ودون شتائم وسيستمر الحوار، أي ما يمنع الحوار بين أفراد هذه الأمة هي الثوابت، وأي ثوابت. متى سنقول الحقيقة كاملة يا أستاذ سيّار؟

العراق- ناصرية
أبو محيسن -

تُصنع الأفكار في عقلية متقبلة أولاً للرأي الآخر، وفي المجتمع العربي لا يستمع المتلقي للرأي، إلا ببعض الإشارات والقبضات المشهورة والعياط والصراخ، وحتى تكون الآراء متبادلة ومقبولة ويصح نقدها عقلياً، يتلزم وجود حيزاً للحرية فكل ما له علاقة بالنقد وتقبله يندرج في الحرية التي يتمتع بها صناع الرأي، وقد نذهب ولو سريعاً للثقافة قبل غيرها، فنجد إن التربص بالآخر هو المخرج من أزمات المنُتج الثقافي. فحين تجد عملاً ثقافياً ما ينجزه صانعه للقاريء، ترى الآخر يحاول ثلب شخصية منجزه، وهذه الظاهرة المرضية ، ظاهر خالف تعرف ، هي من إنجازات غياب الحرية، والتبعية المفرطة بالغيبيةالعربي بطبيعته وطبعه مصادر العقل قبل أن يفهم المعنى للحرية، فلقد تلاطمت أمواج التخلف في العقل العربي وراح يؤكد على إنتاجيته الخاصة، وهي ليست بالضرورة إنتاجه العقلي الخاص ، بل منتوج الطبيعة، فالعالم يعرف العربي على أنه نائم على ثروات أولها النفط وآخرها غيابه عن معرفة مقدار الحرية التي يفترض أن يمنحها لنفسه.أما الديمقراطية فيمكن ممارستها قولاً ولفظاً ونشراً في وسائل الإعلام حتى من قبل مغتصبيها.إذن الإشكال هو عواطف لا غير ، مناشدة أخلاقية للذي لا يريد أن يسمع طنين المواطن البسيط، وكما قال ويلهم رايش: في كتابة إستمع أيها الصغير حول الحرية: لا حظت برجيله ولا خذت ملّه عبد، أو كاكه حمه. وشكراً للإستاذ الجميل أعانك الله على الرؤوس الحجرية للراي الآخر.

العراق- ناصرية
أبو محيسن -

تُصنع الأفكار في عقلية متقبلة أولاً للرأي الآخر، وفي المجتمع العربي لا يستمع المتلقي للرأي، إلا ببعض الإشارات والقبضات المشهورة والعياط والصراخ، وحتى تكون الآراء متبادلة ومقبولة ويصح نقدها عقلياً، يتلزم وجود حيزاً للحرية فكل ما له علاقة بالنقد وتقبله يندرج في الحرية التي يتمتع بها صناع الرأي، وقد نذهب ولو سريعاً للثقافة قبل غيرها، فنجد إن التربص بالآخر هو المخرج من أزمات المنُتج الثقافي. فحين تجد عملاً ثقافياً ما ينجزه صانعه للقاريء، ترى الآخر يحاول ثلب شخصية منجزه، وهذه الظاهرة المرضية ، ظاهر خالف تعرف ، هي من إنجازات غياب الحرية، والتبعية المفرطة بالغيبيةالعربي بطبيعته وطبعه مصادر العقل قبل أن يفهم المعنى للحرية، فلقد تلاطمت أمواج التخلف في العقل العربي وراح يؤكد على إنتاجيته الخاصة، وهي ليست بالضرورة إنتاجه العقلي الخاص ، بل منتوج الطبيعة، فالعالم يعرف العربي على أنه نائم على ثروات أولها النفط وآخرها غيابه عن معرفة مقدار الحرية التي يفترض أن يمنحها لنفسه.أما الديمقراطية فيمكن ممارستها قولاً ولفظاً ونشراً في وسائل الإعلام حتى من قبل مغتصبيها.إذن الإشكال هو عواطف لا غير ، مناشدة أخلاقية للذي لا يريد أن يسمع طنين المواطن البسيط، وكما قال ويلهم رايش: في كتابة إستمع أيها الصغير حول الحرية: لا حظت برجيله ولا خذت ملّه عبد، أو كاكه حمه. وشكراً للإستاذ الجميل أعانك الله على الرؤوس الحجرية للراي الآخر.

العراق- ناصرية
أبو محيسن -

مكرر

يا أستاذ خوليو
هشام -

لكل بلد في العالم ثوابت لا تناقش, فعندنا المبادئ و الأخلاق الإسلامية و في الغرب, العلمانية التي يقف عند حدودها الجميع و طبيعة النظام و الحرية الشخصية..., و الديمقراطية هي حكم الشعب أو حكم الأغلبية, فماذا تريد الشعوب الإسلامية؟ الديمقراطية ليست هي الإقتراع الحر و المباشر و حرية التعبير, إنها الإرادة الشعبية, فقد يقوم الشعب بثورة و يغير نظاما ما بإستعمال الإرهاب و نسمي ذلك ديمقراطية. فإذا كنت من الأقلية التي لا تحب ثوابت الأغلبية فعليك بالإذعان إن كنت ديمقراطيا, و إن أقرت الأغلبية بمنع مس الثوابت و المقدسات فستكون مخيرا بين ثلاث : الإستجابة أو الخضوع للعقوبة أو الهجرة. و يبقى هناك هامش كبير لحرية الرأي و النقاش في ظل إحترام الثوابت.

مهما جملت القبيح لن
س . السندي -

مكرر

يا أستاذ خوليو
هشام -

لكل بلد في العالم ثوابت لا تناقش, فعندنا المبادئ و الأخلاق الإسلامية و في الغرب, العلمانية التي يقف عند حدودها الجميع و طبيعة النظام و الحرية الشخصية..., و الديمقراطية هي حكم الشعب أو حكم الأغلبية, فماذا تريد الشعوب الإسلامية؟ الديمقراطية ليست هي الإقتراع الحر و المباشر و حرية التعبير, إنها الإرادة الشعبية, فقد يقوم الشعب بثورة و يغير نظاما ما بإستعمال الإرهاب و نسمي ذلك ديمقراطية. فإذا كنت من الأقلية التي لا تحب ثوابت الأغلبية فعليك بالإذعان إن كنت ديمقراطيا, و إن أقرت الأغلبية بمنع مس الثوابت و المقدسات فستكون مخيرا بين ثلاث : الإستجابة أو الخضوع للعقوبة أو الهجرة. و يبقى هناك هامش كبير لحرية الرأي و النقاش في ظل إحترام الثوابت.

الحوار
خوليو -

إن كان الأستاذ سيار قرأ أو القراء الكرام قرأوا تعليق السيد هشام-6- فتعليقي أصاب الهدف، أي حوار ممكن أمام الخيارات التي وضعها أمامي السيد هشام: استجابة، خضوع أو هجرة، وياديرتي مالك علي لوم، الحوار عادة يستخدم لمعرفة الحقيقة أو التقرب منها، والسيد هشام يؤكد على الثوابت، وإن طلبت منه برهنة صحة هذه الثوابت أو على الأقل برهنة أن تطبيقهافي هذا العصر يخدم التقدم،ماذا سيقول ياترى؟ وللتقدم ثوابت وهي غير عنصرية:مكافحة الأمية،الحقوق، المساواة بين جميع المواطنين ،العدل ،الصناعة ،العلم والاكتشافات العلمية،الانترنت الفضاء علوم الجينات،وأنا من جهتي مستعد للبرهنة بأن الحرية والمساواة والبحوث بدون قيود من قبل الثوابت تعطي نتائج ، والسيد هشام يستخدم إحداها وعن قريب سيستفيد من علوم الجينات التي اكتشفها من تركوا الثوابت وراءهم في مكافحة مرض السرطان الخبيث، السيد هشام سيقول لي أنه بإمكاننا تطبيق الثوابت واحراز التقدم العلمي، وأنا والدور لي في الكلام أطلب منه مثال واحد في هذا العصر، لاأريد منه أن يشرح لي سبب تخلف أهل الثوابت بسبب لوم الآخرين، وهناك حذاقة خاصة لضرب أمثال عن دول الثوابت المنكوبة بالحروب للتهرب من الجواب ولتبرير الفشل، ولكن لماذا لاتنتج شيئأ يذكر دولاً مطبقة الثوابت بحذافيرها وهي من أغنى الدول ولايوجد فيها حروب؟(ليبيا السعودية أفغانستان بنغلادش أندونيسيا) الحوار ياسيد هو من أجل كشف الحقيقة أو الوصول إليها وإليك هذا المثال: هناك قبائل وفي عصرنا الحاضر تأكل لحوم البشر وإذا عملنا تصويت ديمقراطي بين أفراد القبيلة سينجح خيار آكلات اللحوم بأغلبية مطلقة، فهل يوافق السيد على هذا الخيار؟ مثال آخر لو أن في عهد النبوة الأولى جرى استفتاء إن كانوا يريدون ديانة آباءهم أم الدين الجديد فما بالك سيكون الخيار،؟ لقد اختاروا الهجرة كما يعلم السيد، وبعد الهجرة امتشقوا السيوف ولبسوا الدروع وبهما انتصروا، نحن ياسيد هشام لانريد الهجرة ولن نلبس الدرع ولن نستخدم سوى لغة الحوار والتحمل والصبر، وسنظل نطرق بالجدار/إما فتحنا ثغرة للنور أو متنا على وجه الجدار، الحوار والنقد ياسيد هما لمعرفة الحقيقة وتعرية ما يضر بوحدة وتقدم المجتمع حتى ولو كان من الثوابت.

لخوليو
غيور -

بكلامك انك تثبت أحد أمرين أما أن الديمقراطية نظام فاشل لانه لايضمن التطور وأنا شخصيا غير مقتنع فيه مثلك أو انك تؤيد فرض قائد او قادة لايومن بالثوابت وهذه هي الدكتاتوريه وهي المعمول فيها عند الشعوب العربية فما نحتاجه هو قائد حقيقي يصل لسده الحكم اي كانت الطريقة التي يصل بها ويهتم بالثوابت اولا وبالعلم ثانيا لن تتطور الدول لو كان هناك ديمقراطية ولو خلعت النساء الحجاب أو قمت بألغاء التعاليم الكنسية او القرآن التطور سيكون بقائد حقيقي مش بياع كلام يعطي للعلم والعمل حقه نحتاج لقائد ذو فكر ياباني

الحوار
خوليو -

إن كان الأستاذ سيار قرأ أو القراء الكرام قرأوا تعليق السيد هشام-6- فتعليقي أصاب الهدف، أي حوار ممكن أمام الخيارات التي وضعها أمامي السيد هشام: استجابة، خضوع أو هجرة، وياديرتي مالك علي لوم، الحوار عادة يستخدم لمعرفة الحقيقة أو التقرب منها، والسيد هشام يؤكد على الثوابت، وإن طلبت منه برهنة صحة هذه الثوابت أو على الأقل برهنة أن تطبيقهافي هذا العصر يخدم التقدم،ماذا سيقول ياترى؟ وللتقدم ثوابت وهي غير عنصرية:مكافحة الأمية،الحقوق، المساواة بين جميع المواطنين ،العدل ،الصناعة ،العلم والاكتشافات العلمية،الانترنت الفضاء علوم الجينات،وأنا من جهتي مستعد للبرهنة بأن الحرية والمساواة والبحوث بدون قيود من قبل الثوابت تعطي نتائج ، والسيد هشام يستخدم إحداها وعن قريب سيستفيد من علوم الجينات التي اكتشفها من تركوا الثوابت وراءهم في مكافحة مرض السرطان الخبيث، السيد هشام سيقول لي أنه بإمكاننا تطبيق الثوابت واحراز التقدم العلمي، وأنا والدور لي في الكلام أطلب منه مثال واحد في هذا العصر، لاأريد منه أن يشرح لي سبب تخلف أهل الثوابت بسبب لوم الآخرين، وهناك حذاقة خاصة لضرب أمثال عن دول الثوابت المنكوبة بالحروب للتهرب من الجواب ولتبرير الفشل، ولكن لماذا لاتنتج شيئأ يذكر دولاً مطبقة الثوابت بحذافيرها وهي من أغنى الدول ولايوجد فيها حروب؟(ليبيا السعودية أفغانستان بنغلادش أندونيسيا) الحوار ياسيد هو من أجل كشف الحقيقة أو الوصول إليها وإليك هذا المثال: هناك قبائل وفي عصرنا الحاضر تأكل لحوم البشر وإذا عملنا تصويت ديمقراطي بين أفراد القبيلة سينجح خيار آكلات اللحوم بأغلبية مطلقة، فهل يوافق السيد على هذا الخيار؟ مثال آخر لو أن في عهد النبوة الأولى جرى استفتاء إن كانوا يريدون ديانة آباءهم أم الدين الجديد فما بالك سيكون الخيار،؟ لقد اختاروا الهجرة كما يعلم السيد، وبعد الهجرة امتشقوا السيوف ولبسوا الدروع وبهما انتصروا، نحن ياسيد هشام لانريد الهجرة ولن نلبس الدرع ولن نستخدم سوى لغة الحوار والتحمل والصبر، وسنظل نطرق بالجدار/إما فتحنا ثغرة للنور أو متنا على وجه الجدار، الحوار والنقد ياسيد هما لمعرفة الحقيقة وتعرية ما يضر بوحدة وتقدم المجتمع حتى ولو كان من الثوابت.