على هامش تفجيرات إيران
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
ليس الهدف من هذا المقال الإثارة العاطفية، ولكن إثارة الأسئلة القديمة المتجددة عن طبيعة إيران؛ هل هي دولة تسعى لتحقيق أهدافها القومية، والقطرية؛ بلغة المصالح، والآليات البراغماتية؟ أم هي دولة ذات وظيفة رسالية، وهموم إسلامية تتصدى للمطامع الغربية، والمخططات الصهيونية؟
وفي البدء يلزم أن نشير إلى أن إيران تملك رؤية خاصة، وطموحا لدور إقليمي تسير نحوه بخطى حثيثة، ومساع جادة؛ ما يجعلها تحرص على بِنْية علمية، وتقنية عسكرية، هي الأكثر حضورا، ولكنها في المجال الاقتصادي الداخلي، والاجتماعي، والحقوقي، لا تختلف جوهريا عن دول المنطقة. وتكفي الاحتجاجاتُ الأخيرة التي شهدتها "الجمهورية الإسلامية" دليلا ملموسا على درجات الامتعاض التي أعلنها شطرُ الشعب الإيراني، أو يزيد، وتلك الأسباب الاقتصادية والاجتماعية كانت المحرِّضَ الأكبر، بل، إنها كانت السببَ الأوَّلي في الالتفاف حول "الإصلاحيين" بقيادة مير حسين موسوي. وهي أسباب ظلت الفاعلةَ، و الجاذبة، والطاغية، على المشروع النووي الذي يتقاطع عليه المحافظون والإصلاحيون؛ وهذا إن دل، فإنما يدل على عمق تلك الأسباب، وديمومتها.
أما أن إيران دولة تحمل الهم الإسلامي، وقضايا عالمه، في وجه محاولات الهيمنة الغربية، -ولست متأكدا إن كان ثمة، فعلا، من يَثْبُت على هذه الدعوى!- فذلك، ما لا تقوله إيران فعلا، اليوم، وإن كانت أكثرت منه في بدايات ثورتها "الإسلامية" من شعارات "الشيطان الأكبر" و" دول الاستكبار العالمي". أما هذه الأيام فهي منهمكة في توطيد نفوذها الإقليمي، وتَصْدُر عنها بين الحين والآخر زفرات تعبر عن طموحاتها القومية الفارسية،وخذ مثالا على ذاك تصريح علي أكبر ناطق نوري، أحد كبار مستشاري المرشد الإيراني آية الله علي خامنئي:" أن البحرين تخضع للسيادة الإيرانية".
وليس بعيدا عنَّا الضجة والاحتجاجات التي وجهتها جهات إيرانية بسبب تصريحات لخالد مشعل أطلق فيها على الخليج العربي هذا الاسم، مطالبين بأن يسميه "الخليج الفارسي"، وقد قال الكاتب والمحلل الإيراني البارز "حسن هاشميان" حينها: "إن لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني ناقشت الأمر واعتبرت خطأ مشعل "لا يغتفر"، وطالبت باعتذاره".. ولم يطالبوا بأن يُسمَّى بالخليج الإسلامي، مثلا! فـ "الفارسيِّة" هي مركز تنبههم، وهي مبعث احتجاجاتهم.
وعلى عجالة، وللتذكير فقط، نذكر بعض السوابق الإيرانية الدالة على إعلائها لمصالحها، ولو قارفت ما تصنفه في الخيانات، أو المواقف الانتهازية.
- فضيحة إيران كونترا، أو إيران غيت، التي عقدت بموجبها إدارة الرئيس الأمريكي رونالد ريغان اتفاقا مع إيران؛ لتزويدها بالأسلحة أثناء الحرب على العراق؛ لقاء إطلاق سراح بعض الأمريكان الذين كانوا محتجزين في لبنان، وقد عقد الاتفاق جورج بوش الأب، عندما كان نائبا لريغان، لدى اجتماعه برئيس الوزراء الإيراني، أبو الحسن بني صدر في باريس بحضور مندوب "الموساد" آري بن ميناشيا الذي كان له دور في نقل تلك الأسلحة من إسرائيل إلى إيران.
- موقف إيران الذي تفاخرت به في دعم أمريكا في قضائها على طالبان في أفغانستان. فقد نقلت جريدة الشرق الأوسط في 9/2/2002م عن رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام و الرئيس الإيراني السابق ؛ علي أكبر هاشم رفسنجاني قوله في يوم 8 فبراير في خطبته بجامعة طهران: " إنّ القوات الإيرانية قاتلت طالبان، وساهمت في دحرها، وأنّه لو لم تُساعد قوّاتهم في قتال طالبان لغرق الأمريكيون في المستنقع الأفغاني. وتابع قائلاً: يجب على أمريكا أن تعلم أنّه لولا الجيش الإيراني الشعبيّ ما استطاعت أمريكا أنْ تُسْقط طالبان."
- موقف إيران من السلام مع إسرائيل: صرح المرشد الأعلى، وهو الأكثر نفوذا، والحاكم الفعلي في إيران، هو ومسؤولون إيرانيون أنهم لن يعارضوا أي اتفاق يبرمه الفلسطينيون مع إسرائيل.
والمرشد الأعلى، صرح مرارا وتَكرارا أن هدف إيران ليس التدمير العسكري للدولة اليهودية ولا للشعب اليهودي، بل إلحاق الهزيمة بالعقيدة الصهيونية، وحل إسرائيل عبر استفتاء شعبي، يشارك فيه الفلسطينيون الأصليون المسلمون واليهود والمسيحيون، ومنها خطاب خامنئي أمام مسؤولي الهيئة القضائية، 28 حزيران 2005م.
وبغض النظر عن واقعية هذا الطرح المتعلق بحل إسرائيل، فإن تلك المواقف تبقى منطوية على معان قد يُختلف في دلالتها على اعتراف إيران بإسرائيل، ولكنها تدل على افتقار طهران إلى نوايا جدية تفضي إلى تدمير إسرائيل.
الغريب أنك حين تتحدث عن براغماتية إيران وسعيها وراء مصالحها بذكاء، ونجاحها في ذلك، ولو كلفها ذلك الانخراط في أعمال وسياسات أقل ما توصف به أنها غير شريفة، ولا ثورية؛ فإنك تسمع القول بأن تلك نقاط لصالحها، ودليلا على تميزها، ... ولكنك تُفاجأ بالخطاب الازدواجي، وقت اللزوم؛ يصور إيران في صورة الدولة الممانعة، والمناصرة للقضايا العربية، والإسلامية، كقضية فلسطين، ولبنان.
والأصل أن يتمسك الباحث عن الحقيقة بما أصَّله عن هذه الدولة، واستراتيجيتها في المنطقة؛ ليفهم الأعمال والمواقف الصادرة عن إيران في ضوئها؛ لا أن ينسف تلك القواعد، لمجرد خطوة، أو موقف، أو حتى تصريح لفظي.
وعلى ذلك يفهم الدعم الذي قدمته إيران وتقدمه لحزب الله، وكذلك الدعم الذي تقدمه لحماس والجهاد في فلسطين؛ إنما هو لامتلاك أوراق تمكنها من تسلُّم دور شرطي المنطقة، دون أن تصطدم، أو تصادم الولايات المتحدة المشرف الأكبر على توزيع الأدوار في المنطقة.
ومناسبة هذا الحديث أن ثمة من يستخدم ما يحدث في إيران من اضطرابات، أو تفجيرات بأنه دلالة على استهداف أمريكي لها؛ مُلبِّسا في ذلك، على كثير من الناس؛ باستخدام الخطاب الإسلامي، وكأن إيران تحمل لواء الدفاع عن العالم الإسلامي، وتدفع ثمن ذلك!
وفي الأخير إن هذا التذكير بواقع إيران وشيء من ماضيها لا يعني بالضرورة، كما يخادع البعض، استدعاء "النقيض" إيجابا، ومنْ قال إن إيران النقيضة لإسرائيل؟!
o_shaawar@hotmail.com
التعليقات
ملاحظات
حسام -لا اعتقد ان ايران تسعى الى ان تكون شرطيا للمنطقة ، فقد كان لها هذا الدور في زمن الشاه ، والثورة الايرانية تبنت الاستقلالية وعدم الانبطاح للغرب ولا للشرق ولهذا السبب قدمت ايران الاسلامية الدعم للفلسطينيين سواء فتح في زمن ياسر عرفات او حماس ، مشكلة ايران مع الغرب انها لاتريد ان تكون تابعة له وهذا حقها الطبيعي ، ايران لاتسعى الى تدمير اسرائيل ولكنها لاتقف مع اسرائيل ضد الفلسطينيين كما تفعل بعض الدول العربية ، سؤالي للكاتب لماذا لاتدين اعتداءات جماعة جندالله الارهابية ؟
مناقشة للمقالة
muhammadd -في البداية يتسائل الكاتب هل ايران بما معناه باختصار هل ايران دولة برغماتيه مصلحيه ام هي ثوريه تريد تحقيق رسالة الاسلام او الدفاع عنه؟ ولكي يدلل على انها برغماتيه قال ان ايران تحرص على بنيه علميه وتقنيه عسكريه لكنها في المجال الثقافي والاجتماعي والاقتصادي لاتختلف كثيرا عن دول المنطقه ) ويمكن رد هذا التصور وهل الدولة التي تسعى الى نصرة الاسلام والمسلمين عليها ان لاتبنى قوة اقتصاديه وعسكريه؟ وتكتفي بالشعارات سيما وايران محاصرة منذ قيام ثورتها و وفي جميع الاتجهات؟ واذا كانت المعارضه من قبل شريحة معينة من الشعب فهل هذا علامة فشل فاذا كانت علامة فشل فجميع الديمقراطيات الاوربيه والغربيه فيها معارضات والرئيس الامريكي بوش فاز على منافسه باعداد قليله من الاصوات لكن هل رايت ان ينزل من خسروا الانتخابات في تلك البلدان الى الشوارع يقودون الملايين وينادون اين صوتي ويحرقون السيارات؟ وهل الغرب وماكنته الاعلاميه وحتى العربية كانت بريئه من استغلال تلك المظاهرات؟ وهل انصار موسوي من اغنياء طهران ام الفقراء الذين ناصروا نجاد هم الشريحة المتضررة ياترى؟ ثم يدلل الكاتب على ان ايران لاتحمل الهم الاسلامي لان ناطق نوري صرح بان البحرين جزء من ايران وهنا يفترض بالكاتب الذي يحترم قرائه ان ينقل كلام ناطق نوري كما هو وان لايحذف ويقص ويلصق او ينقل مماتنقله المواقع الالكترونية المعاديه لايران ونص كلام الرجل انه قال لقد كانت البحرين في الماضي تابعة لايران في موضوع يطول يريد ان يدلل على انه لايمكن العودة للتاريخ لتحقيق الحقوق فلمصلحة من تم قلب المعني باقتطاف ما يريد اعداء ايران وحتى دولة البحرين نفسها تفهمت الموضوع واعتذرت لايران فهل اصبح الكاتب ملكيا احرص من الملك؟ اما بخصوص ايران كونترا فهو ينقل بالضبط مافبركته المخابرات الصدامية التي لاتجد سوى الكذب وبمساعدة الموساد فلماذا تنقل وجهة نظر اعداء ايران ولاتنقل وجهة النظر الايرانية؟ اما القضاء على طاللبان وقول رفسنجاني فرغم تحوير كلام رفسنجاني الا اننا شاهدنا كيف تم ارشاء مشرف وكيف كانت تنطلق القوات الامريكيه والطائرات والصواريخ من باكستان واوزبكستان وحتى من الخليج وجميع الدول المجاورة لافغانستان رايناه بالكامرة التي لاتقبل التكذيب حتى صرح قادة طالبنان في حينها لوسائل الاعلام لقد ظلمنا ايران لانها الدولة الوحيدة التي لم تنطلق منها رصاصة باتجاه افغانس
ايران تاج على راسكم
عبدالعزيز آل حسين -الجمهورية الاسلامية في ايران تاج على راس الاعراب بدل هالكتابات التي لاتغني ولاتسمن من جوع اذهبوا واعرفوا الاسباب التي ادت الى بروز هذه القوة الاسلامية التي يخشى امامها الغرب والصهاينة , انه فكر الرسول واهل بيته هل تطيعونهم ام مجرد تحبونهم ؟
كفاكي يلزايرة
الى رقم 3 -الاسلام هو تاج راس العرب وليس ايران وفكر الرسول العربي لم يأت بالبدع كاللطم والتطبير وعبادة القبور والبشر والعرب هم من ادخلوكي للاسلام فكفي عن الشتم. الرجاء النشر
الى رقم 1
ahmed -عندما تدينون دعم ايران للمليشيات الطائفية من جيش المهدي وفرق الموت وتدريب ودعم القاعدة عندها ندين جندالله.
الى رقم 1
ahmed -اما شماعة الدعم للفلسطينيين فانها نكتة سمجة دعم ايران لفصيل ضد آخر واشاعة الفتن والعداء بين الاخوة اسلوب معروف عسى الله ان يسدد خطى العرب لمعرفة العدو الحقيقي