الحوثية بين المشروع الإيراني... والاستيعاب
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
يعكس الأشتباك الأخير بين قوات سعودية وعناصر حوثية داخل الأراضي السعودية نفسها خطورة الظاهرة الحوثية من جهة والبعد الاقليمي لهذه الظاهرة من جهة اخرى. يتبين بما لا يدعو للشك ان ما يشهده اليمن ليس مجرد نزاع داخلي بمقدار ما انه مشكلة عميقة ذات طابع اقليمي باتت السعودية طرفا مباشرا فيها. هناك محاولة ايرانية مكشوفة لأستغلال الدين وتوظيفه في السياسة والبناء على ذلك من اجل تفتيت العالم العربي عن طريق اقامة دويلات داخل الدولة، دويلات مرتبطة مباشرة بطهران.
حصل ذلك في لبنان حيث استثمر النظام الأيراني طويلا في "حزب الله" ومكنه من ان تكون له دولته التي باتت اقوى من الدولة اللبنانية بفضل السلاح غير الشرعي الذي يتلطى بشعار المقاومة. اخذ "حزب الله" الطائفة الشيعية قي لبنان رهينة. مكنه ذلك من ان يكون رأس حربة لأيران على المتوسط وان يكون صاحب قرار الحرب والسلم في لبنان وان يسمح بتشكيل حكومة لبنانية... او ان يحول دون ذلك، كما هو حاصل الآن، وفقا لما يناسب النظام الأيراني.
ما ينطبق على لبنان، ينطبق الى حد كبير على العراق، حيث مناطق واسعة تحت سيطرة ميليشيات تابعة مباشرة ل"الحرس الثوري" او للأجهزة الأمنية الأيرانية. لم يعد في استطاعة الحكومة العراقية الأعتراض على اي انتهاك ايراني للسيادة او على ما يصفه سياسيون عراقيون ب"استيلاء مكشوف على قسم من المياه العراقية وعلى آبار نفطية في المناطق الحدودية بين البلدين، خصوصا في الجنوب". اكثر من ذلك، استطاعت ايران، بفضل احزاب تابعة لها، تغيير التركيبة السكانية لبغداد بطريقة تناسبها. هناك شراء مبرمج لأراض تتولاه جهات معينة، على غرار ما يحصل في لبنان، حيث يتوسع "حزب الله" في كل الأتجاهات، على حساب القرى المسيحية والدرزية في الجبل والجنوب والبقاع، على وجه التحديد.
هناك بكل بساطة، مشروع ايراني للمنطقة. المسألة لا تتعلق بالمذهب الشيعي على الأطلاق. المسألة مرتبطة بتوظيف الدين في السياسة وفي خدمة اهداف معينة. لم يكن الموضوع المذهبي مطروحا في اي يوم من الأيام في لبنان.لم يكن هناك تفريق بين السني والشيعي في العراق. المسألة مسألة مشروع واضح المعالم يلبس اللبوس التي تناسبه في كل اقليم من الأقاليم العربية. على سبيل المثال وليس الحصر، استطاعت أيران، الى حد كبير، وضع يدها على حركة "حماس" التي هي جزء من الأخوان المسلمين. انها تدعم حاليا بكل ما اتيح لها من امكانات هذه الحركة والأمارة الطالبانية التي اقامتها في غزة، علما ان "حماس" جزء لا يتجزأ من حركة الأخوان المسلمين التي يفترض ان تكون في مواجهة نظام يقوم على نظرية ولاية الفقيه التي لا تحظى حتى بأجماع شيعي داخل ايران او خارجها. ولكن ما العمل عندما ترضى "حماس" ان تكون مجرد اداة ايرانية في الحرب السرية احيانا والعلنية في احيان اخرى، التي تشنها ايران على مصر وما يفترض ان تمثله من وزن على الصعيد العربي؟
ما يحصل داخل اليمن وفي منطقة الحدود اليمنية- السعودية، يمكن وضعه في سياق المشروع الأيراني للمنطقة الذي يهدد ايضا دولا مسالمة مثل البحرين والأمارات، حيث الجزر المحتلة منذ العام 1971، والذي كشف جانبا من وجهه في الكويت في مناسبة تأبين القيادي في "حزب الله" عماد مغنية الذي اغتيل في دمشق في ظروف غامضة في شباط - فبراير من العام 2008.
في اواخر العام 2004، امتلك الملك عبدالله الثاني ما يكفي من الشجاعة لقول الحقيقة للعرب ومحاولة افهامهم ما الذي يدور في المنطقة وجعلهم يستوعبون ما يعد لهم وما هو في انتظارهم. كان ذلك قبل اسابيع قليلة من اغتيال رفيق الحريري في الرابع عشر من شباط- فبراير 2005، اغتيل رفيق الحريري بعدما تحول الى زعيم وطني لبناني يمتلك وهجا عربيا. تحدث العاهل الأردني الى صحيفة "واشنطن بوست" في كانون الأول- ديسمبر 2004 عن "الهلال الشيعي" الممتد من طهران الى غزة مرورا بالعراق وسوريا ولبنان. لم يعن عبدالله الثاني الطائفة الشيعية، فهو هاشمي من اهل البيت. الشيعة اهله. كان يعني المشروع الأيراني بمفهومه السياسي. لم يفهم معظم العرب الرسالة. لم يتجرأ اي منهم على تسمية الأشياء بأسمائها والذهاب الى ابعد في عملية التصدي للمشروع الأيراني الذي تلقى دعما قويا بعد الغزو الأميركي للعراق.
قدمت الأدارة الأميركية السابقة برئاسة بوش الأبن العراق الى النظام الأيراني على طبق من فضة. توفرت فرصة تاريخية لأيران كي تقلب التوازنات الأقليمية رأسا على عقب في ضوء انهيار الدولة المركزية في العراق والأصرار الأميركي على حل الجيش العراقي.
يستحيل عزل الحدث اليمني عن التطورات الأقليمية. الحدث نفسه يشهد يوميا تطورات تؤكد انه جزء لا يتجزأ من مشروع ايراني كبير. هذا لا يعني في اي شكل انه ليست للحدث خصوصياته النابعة من الوضع الداخلي لليمن والتركيبة القبلية لمحافظتي صعدة وعمران حيث يتحرك الحوثيون مستفيدين من تلك التركيبة، خصوصا من وضع قبائل بكيل وطبيعة علاقتها بالسلطة تحديدا، ومن الأزمة الأقتصادية التي يعاني منها البلد ومن الأهمال الذي طال المحافظتين منذ فترة طويلة ومن التململ الذي تشهده محافظات في الجنوب. ولكن ما لا بد من ملاحظته، مع هذا كله، ان ليس في استطاعة اي جهة يمنية شن حرب على السلطة تستمر ما يزيد على ست سنوات من دون دعم خارجي. كذلك، لا بد من التوقف ايضا عند نقطة في غاية الأهمية. ترتكز هذه النقطة على السعي الى مقاربة مختلفة للوضع في صعدة وعمران. تقوم هذه المقاربة على السعي الى استيعاب الظاهرة الحوثية عن طريق تطويقها بدل تركها تستفيد من التركيبة القبلية للمنطقة التي تتحرك فيها. هل الأستيعاب ممكن؟ ليس اليمن وحده الذي يتوجب عليه التفكير في ذلك، بل على دول المحيط ايضا، على رأسها السعودية البحث في ما يمكن عمله في هذا المجال...هل تأخرت المقاربة الأخرى للمسألة الحوثية ام لا؟
التعليقات
لاحياة لفكر
ahmed garash -للاسف ايران تعمل ضمن خطط طويلة وهادية واما نحن العربان فلسنا الامجرد ردود افعال فلاحياة لمن تنادى وكنت نسيت ياسيدى الكاتب استلاء ايران من الثمانينات على سوريا فالهلال الشيعى لن يخلق ولكنة موجود
لاحياة لفكر
ahmed garash -للاسف ايران تعمل ضمن خطط طويلة وهادية واما نحن العربان فلسنا الامجرد ردود افعال فلاحياة لمن تنادى وكنت نسيت ياسيدى الكاتب استلاء ايران من الثمانينات على سوريا فالهلال الشيعى لن يخلق ولكنة موجود
خيرالله خيرالله
حبيب الشرقوطة -كاتب عالمي التفكير , واسع ألأفقلاقط المجـــــــــــــــد من طرفيهاللبناني الداخلي , والعالمياعتّزو , يالبنانيي !!!!!!......
خيرالله خيرالله
حبيب الشرقوطة -كاتب عالمي التفكير , واسع ألأفقلاقط المجـــــــــــــــد من طرفيهاللبناني الداخلي , والعالمياعتّزو , يالبنانيي !!!!!!......
ما كل ما يلمع ذهب
برج تالمراقبة -تمخض الجبل فولد فأرا.....
ما كل ما يلمع ذهب
برج تالمراقبة -تمخض الجبل فولد فأرا.....
ناقوس الخطر
محمد نبيل -اسلوب كتابتك يتبع تكنيك التخويف وبث الرعب في قلوب الجهال ليسهل تعبئتهم وجرهم كتاباته غير منصفة وغير موضوعية ونابعة من عقد طائفية وقانونه الاول والاخير تعاونوا على الاثم والعدوان ولاتتعاونوا على البر والتقوى وايلاف مستمر بالنشر له على الرغم من مخالفته لشروط النشر ؟؟؟؟
ناقوس الخطر
محمد نبيل -repeated
حروب لن تتوقف
ابو ايمان -الفرس لن يهدأ لهم بال الا بتحقيق واعادة الامبراطوريه الفارسيه واذا كان الصراع بينهموالرومان سابقا والذي تطور الى صراع بينهم والامبراطوريه العثمانيه وتبادلهم السيطره على العراق بجيوشهم القزلباح والانكشاريه واليوم الصراع بينهم وبين العرب الممثله بالمملكه العربيه السعوديه والتي كان يجب عليها نتفش ريش عملاء ايران في لبنان والعراق وغزه الا ان المؤسف من ان السعوديه لم تنتفض الا بعد ان اعتدي عليهم من قبل الحوثيين .
تحليل رائع
Mr. AMG -تحليل اكثر من رائع يعجبني اسلوب هذا الكاتب الجميل الذي يفصل الامور ويسميها باسمائها .الى الامام ياستاذ خيرالله ولا عزاء لشرذمة حزب الشيطان والرافضين اتباع الفقية
العرب لأ يتعلمون
أبو أحمد -السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. سؤال: لماذا كلما حصلت مصيبه او خطاء من قادتنا أتهمنا أيران والمضللون والصفقوف يهللون؟لماذا لأ نقراء ونفهم أخطائنا؟لماذا قادتنا محاطون ببطانة سوء ؟لماذا نحن على حق وغيرنا على باطل؟اليس الأمس بقريب عندما هاجم القائد الفذ البطل:صدام حسين شعبه وقتلهم في مواقع عده ومنها حلبجه عندما ضربهم بالكيميائي كل دول الخليج سكتت ولم تنبس بحرف وفي الغرب كانوا يعلونون فضائح صدام.وفي النهايه صدام يهاجم الكويت وقادتنا هم السبب لأنهم ساندوا شخص مريض ولم ينصحوه لأنه هاجم ايران ولماذا لأنهم شيعه وفي معتقد أهل السنه أهل بدعه وضلله وجب قتلهم.ولأن نفس الشيئ مع الحوثيين؟وللأسف صدام قتل ويقال أنه شهيد ولأكن لأتسألون الأيرانين اذا كان هو شهيد أو لأ ولأكن أسألوا أخونه الكويتين الله يحفضهم.
سني لو شيعي
ابن الرافدين -يعجني جدا كلمه رافضي اه لو تعرفوا معناهم والله سوف لن تنطقوها بااختصار كلمه رافضي وهو اناوالحمدلله لاننا نرفض كل من يشوه ديننا الاسلامي الحنيف وانتم تتعمدون امام شاشات التلفاز تذبحون المسلمين وتنطقون كلمه الله اكبر حتى تخوفون الشعوب الغربيه من هذه الكلمه ومن دخولهم الى الاسلام ونحن والحمدلله بدانا نفهم هذه الشعوب بانكم ارهابيين ونحن الشيعه هم الاسلام الحقيقي ونعيطيهم ادله على ان في السجون الغربيه لايوجد مسلم شيعي حتى بداؤا يسالون العربي انت سني لو شيعي وهذه بادرة خير انشالله حتى يعرفوا انكم والله اهل الارهاب ونحن المسلمين المسالمين
الى الرافضي رقم9
سني -عفية شاطر حباب اكعد عاقل حتى ترضى عليك ماما امريكا وتعرف شكد انت مسالم ويصفكولك الجهال