كتَّاب إيلاف

الحوثيون: مطالب داخلية أم أدوات خارجية

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

التطورات الأخيرة التي شهدتها الحدود السعودية - اليمنية التي صعّدت من خلالها جماعة الحوثيين اليمنية عملياتها داخل الأراضي السعودية مستهدفة الجيش والمواطنين السعوديين، تحفز أي مراقب موضوعي أن يعيد النظر في الحكم على هذه الجماعة اليمنية من خلال تساؤل مهم وهو:


من هم الحوثيون وماذا يريدون؟
كنت قد كتبت مقالتين الأسابيع الماضية عرضت فيها ظروف نشأة هذه الجماعة، وحملت المقالتان مناشدة للرئيس اليمني علي عبد الله صالح، كي يحاول ترتيب البيت الداخلي لليمن على أساس المساواة الكاملة بين الشمال والجنوب وداخل كل شطر، كي يشعر كل يمني أنه مواطن متساو في الحقوق والواجبات مع غيره من المواطنين، بغض النظر عن مكان وجوده وهوية انتمائه الطائفي لأنه كنتيجة لا يدافع عن الأوطان إلا أحرارها. وكانت هذه النظرة للصراع الدائر في اليمن مرشحة أن تبقى قيد النقاش خاصة مطالبة قيادات يمنية جنوبية علنا بالانفضال والعودة إلى ما كان يسمى قبل عام 1990 " جمهورية اليمن الديمقراطية " التي فعليا لم تكن ديمقراطية مطلقا بدليل السحل والقتل بين القيادات نفسها صراعا على من يبقى في السلطة والكرسي. ولكن مجرد نقل الحوثيين صراعهم الداخلي مع السلطة اليمنية الحاكمة إلى داخل الأراضي السعودية ومهاجمتهم قرى ومواطنيين سعوديين، يشير بأصبع الاتهام لهذه الجماعة التي أخذت بهذا العمل شكل وسلوك العصابات، مما يؤكد أنهم منذ عدة سنوات وهم يطرحون مسائل المساواة والتهميش اللاحق بهم، كان ذلك مجرد غطاء هشا لحقيقة أعمالهم التي لا تعدو أن تكون تنفيذا لأجندة خارجية بدليل:


أولا: ما علاقة الجوار السعودي؟
الإجابة على هذا السؤال تدين سلوك هذه العصابات، لأنه كان من الممكن الاستمرار في مناقشة طلباتهم اليمنية الداخلية بضرورة تحقيق المساواة ورفع التهميش عنهم إن وجد، ولكن مجرد نقلهم لصراعهم ضد السلطة الحاكمة في اليمن إلى داخل الأراضي السعودية، يدلّ بوضوح على أن هذه المطالب الداخلية كانت مجرد غطاء لارتباطات خارجية لهم، لأنه من غير المنطقي ولا المعقول أن تصفي جماعة أو حزبا أو تنظيما خلافاته مع دولته بشنّ حرب على دولة مجاورة واختراق حدودها وسيادتها، وهذا نادرا ما حدث في كافة دول العالم، لذلك كان وما يزال من حق المملكة العربية السعودية القيام بكل ما تستطيع لطرد هذه العصابات من أراضيها، وحماية حدودها ومواطنيها وقراها من أية اختراقات محتملة لها.

ثانيا: من أين كل هذا السلاح؟

تدخل حرب هذه العصابات ضد السلطة الحاكمة في اليمن عامها الخامس، وهي تأخذ أشكال الكر والفر من سيطرة على مناطق بكاملها في محافظة صعدة وجبالها لدرجة عدم تمكن القوات الرسمية من دخولها، وعبر أشكال الصراع هذه تستخدم هذه العصابات كافة أنواع الأسلحة التي لا تتوفر إلا للجيوش الرسمية، وهي في الغالب ليست من أسلحة الجيش الرسمي اليمني كي يقال أن هذه العصابات استولت علىها من الجيش اليمني أثناء عمليات الكر والفر، وبالتالي تأتي مشروعية السؤال: من أين كل هذا السلاح الذي يسمح لهذه العصابات بالاستمرار في صراعها المسلح مع الجيش اليمني طوال خمسة سنوات؟.

ثالثا: مشروعية حمل السلاح ضد السلطة الحاكمة
هذا السؤال ليس خاصا بالعصابات الحوثية في اليمن، ولكنه يخص كافة أحزاب وتنظيمات المعارضة في الأقطار العربية التي لا ينكر أحد تقليص هامش الحريات الديمقراطية في أغلبها، ووجود اضطهاد حقيقي لبعض فئات المجتمع في بعضها، والسؤال هو: هل يحق لكل مضطهد ومصادرة حقوقه أن يحمل السلاح في وجه السلطة الحاكمة أيا كان نوع ظلمها وتسلطها؟. إن ممارسة هذا الإسلوب تعني حروبا أهلية في أكثر من دولة عربية، أي التشرذم والدماء والانقسام والتشطير أكثر مما هو سائد. وكأمثلة ميدانية لتقريب حجم الفزع وسيل الدماء الذي سيحدث نسأل:
1. يقول الأقباط والبهائيون والنوبيون أنهم مضطهدون في داخل مصر، والعديد من حقوقهم مصادرة بسبب التهميش وقوانين عدم الإنصاف والمساواة. فهل يحق لهم حمل السلاح ضد الحكومة والجيش الرسمي؟.
2. يقول السنّة خاصة الإخوان المسلمين أنهم مضطهدون في سورية، فهل يحق لهم حمل السلاح في مواجهة الحكومة وصولا لمطالبهم هذه؟
3. يقول الشيعة أنهم مضطهدون ومصادرة حقوقهم في العديد من الأقطار العربية، فهل يحق لهم في هذه الدول حمل السلاح وافتعال الحروب الداخلية للحصول على حقوقهم كمواطنين كاملي المواطنة؟.

الجواب الصريح هو: لا
لأنه في داخل كل مجتمع عربي لا يخلو الحال من اشكاليات معينة يعترف بها القريب قبل البعيد، وأشكال النضال السلمي متاحة رغم القمع السائد في غالبية الأقطار العربية، وهنا تكمن مشروعية هذا النضال الذي حتما سيكسب تأييد كافة المجتمعات الديمقراطية في العالم، أما حمل السلاح وإطلاق الرصاص للحصول على هذه الحقوق المصادرة فهو لن يجلب سوى حروبا أهلية ستقضي على الجميع: المطالبين بحقوقهم قبل المصادرين لهذه الحقوق، أي الأخضر واليابس كما يقول التشبيه العربي. ومن المهم أخذ العبر من الدول والمجتمعات التي حققت أفضل الأنظمة الديمقراطية بنضالات سلمية دون إطلاق رصاصة واحدة، فلماذا أصبح الاستبداد والظلم والبقاء في السلطة من المهد إلى اللحد، وتوريثها للأبناء قبل وصول اللحد سمة عربية بامتياز؟.

إذن من وراء الحوثيين؟ وما هو هدفه؟
هذا الاستمرار لحرب عصابات طوال خمسة سنوات بكل أنواع الأسلحة التي لا تتوفر إلا لجيوش رسمية، ثم نقل حربهم داخل الأراضي السعودية دون مبرر من أي نوع أو هوية، يؤيد الاتهامات اليمينة الرسمية للدور الإيراني في دعم هذه العصابات، وهو ما ينسجم مع الهدف الإيراني الساعي لنشر الاضطرابات والحروب الداخلية في المنطقة العربية، فهذا الوضع هو أفضل ما يحقق أهداف هذا النظام في التمدد في المنطقة، ولفت أنظار العالم بعيدا عن ملفاته العالقة مع المجتمع الدولي. والدليل على ذلك مطالبة الحجاج الإيرانيين من قبل قيادات إيرانية رسمية بافتعال المشاكل والاضطرابات في موسم الحج الذي لم يتبق على بدئه سوى أيام معدودة، وهي ليست مزحة فقد سبق للحجاج الإيرانيين أن افتعلوا مشاكل وصدامات في موسم الحج أودت بالعشرات من القتلى والجرحي في موسم ينبغي أن يتسم بالعفة والبراءة والخلق الطيب حسب تعليمات الله تعالى. ولكن النظام الإيراني وسط مشاكله الداخلية التي تصاعدت فيها المظاهرات المليونية الرافضة لهذا النظام والصارخة علنا (لا للديكتاتور)، والنقد العنيف لتسلط النظام وعدم مشروعيته من داخل النظام نفسه ومن شخصيات دينية عالية المستوى، يجعل هذا النظام يفكر في افتعال أية معارك في الجوار العربي تحديدا، للفت أنظار الشعب الإيراني بعيدا عن مشاكله الداخلية المتصاعدة. وإلا ما معنى أن يحتفل النظام ويقيم مراسم كبيرة في ما أطلق عليه (الذكرى الثلاثين لاحتلال السفارة الأمريكية)؟. ماذا حقق هذا الاحتلال المرفوض أخلاقيا ودبلوماسيا ودوليا للشعب الإيراني؟ فقط تصعيد قيادات متسلطة ديكتاتورية مثل أحمدي نجاد، وتوسيع سيطرة الحرس الثوري القمعي على كافة نواحي الحياة الداخلية الإيرانية بدليل قمع المظاهرات الأخيرة بقوة السلاح وتصاعد الإعدامات ومصادرة أبسط حقوق الإنسان.

نعم إنهم أداة إيرانية بامتياز
لذلك فإن كافة الشواهد الميدانية تدلل بدون أدنى أشك أن عصابات الحوثيين مجرد أداة إيرانية لنشر الاضطرابات والدويلات الداخلية الشبيهة بدويلة حزب الله اللبنانية داخل ما أمكن من الدول العربية، وهي تستعمل الغطاء الديني لهذه العصابات المطالب بعودة (الإمامة الزيدية)، وكأن العالم العربي لا يكفيه ما فيه من تشرذم وطني وطائفي. وبالتالي فالمستفيد الوحيد من حروب هذه العصابات هو النظام الإيراني، والخاسر الوحيد هو الشعب اليمني لأن حروب العصابات هذه عادة ليس من السهل القضاء عليها في وقت سريع، بدليل امتداها الحوثي للسنة الخامسة مما سيعني للشعب اليمني المزيد من الفقر والأمية والتخلف. ومن هنا أيضا تأتي مشروعية قيام الحكومة السعودية بكل ما تستطيع للقضاء على هذه العصابات ووقف محاولاتهم الإيرانية لنقل حربهم داخل الأراضي السعودية، كما يعطي مشروعية لكافة جهود الحكومة والجيش اليمني للقضاء على أسلحتهم وإعادتهم مواطنين يمنيين من حقهم المطالبة بأيةحقوق لهم مصادرة بالطرق السلمية التي تحافظ على أمن المواطن ووحدة البلاد.
ahmad.164@live.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
الى السيد الكاتب
احمد -

خيبت ظني .. الحقيقة واضحة

دعك من هذا
سالم حسون -

الأخ أحمد مطر . تعجبني طروحاتك النقدية للأمراض الإجتماعية والسياسية لعالمنا العربي الذي تستخف فيه الأنظمة العربية جميعها بدون استثناء بعقول شعوبها ، وتعتبرهم مجرد بهائم متلقية للإعلام الحكومي ، وتريد منهم بعد ذلك أن يهللوا ويصفقوا لعظمة القائد وسداد رأيه في جميع المصائب والملمات ، هذا القائد الضرورة الذي لاتستطيع هذه الشعوب العربية الغلبانة الإستغناء عنه ولا للحظة ، وإن مرض أو مات فأولاده يكملون المشوار من بعده ، وياجبل مايهزك ريح... ومهما يكن من أمر الحوثيين إن كانوا عصابات أو قطع طرق سميهم ... ماشئت ، فالأمر يجري في دولة اليمن التي يقوم إعلامها بإدارة الأزمة على طريقة حرب 67 ، أسقطنا ألف طائرة ، وحرقنا ألف دبابة للعدو .. وما هي إلا أيام معدودات وينتهي التمرد الحوثي .. لقد استمعت الى مقابلة تلفزيونية أجرتها الإعلامية الجريئة جيزال خوري مع الرئيس اليمني ، وبالرغم من الأسئلة المحرجة التي طرحتها عليه لكن ، وكما يقول المثل اللبناني لم تأخذ منه حقاً ولا باطلاً ، فقد أصبحوا أساتذة في التملص والحذلقة اللغوية والتضليل والتلاعب بالمشاعر الوطنية ، ولقد سمعته بإذني يقول بأن الحركة الحوثية سوف تنتهي في خلال ساعات.... هل تتصور ذلك؟.. وقبل ذلك كانوا يقولون إنها مجرد أيام وينتهي التمرد .. وهاهي السعودية تدخل على الخط ، ويكاد يتحول الصراع مع الحوثيين الى صراع إقليمي ، ومازال الأعلام اليمني الرسمي مستمر في مقولة .. ما هي إلا ايام... فكيف نستطيع يا أخ أحمد أن نتبين الخيط الأبيض من الأسود فيما يتعلق بالحوثيين في هذا الجو الملبد بالأضاليل ؟

الشريعة
خوليو -

أهل السنة يقولون أن الشريعة عادلة ولو يتم تطبيقها لحل السلام في العالم، أهل البيت ينتظرون المهدي لتطبيق الشريعة ليحل العدل ، والفحص بدون مجهر يدلنا على أن القتال لم يتوقف منذ نشوء هذا الدين وبالضبط بين السنة والشيعة والإثنان يطبقون الشريعة، في الدول العصرية وعند الاختلاف بين أفراد الشعب يلجأون لقانونهم(شريعة مدنية) ونادراً ما يعجز ذلك القانون عن إعطاء الحل وإن لم يكن هناك فقرات تعالج المستجدات يضيفونها لحل المشكلة بشكل عادل والجميع راضون والسلم الاجتماعي متوفر،أي أن هذه الشعوب توصلت للحل مشاكلها،.. 1400سنة من القتال المتواصل عند أهل الشرع، فتارة يخبو وتارة يشتد فيعودون لشرعهم لإيجاد الحل ويجتمعون تحت سقيفة أو في الفنادق ويتجدد القتال،في الدول الأخرى تقاتلوا وأخذوا دروس من قتالهم،أما عندنا فنسأل ألا يوجد مفكرون يؤشرون إلى أن هذا الشرع هو المشكلة لأنه عاجز عن إعطاء الحلول للحوثيين وغير الحوثيين ،والعلامة هي القتال المتواصل، لماذا لايبدلونه بشرع مدني يعالج المشاكل أسوة بباقي الدول؟ فعلى مايبدو أنهم يعشقون القتال والموت من أجل المكافئة التي تنتظرهم،لقد مل العالم من مشاكلهم فليستمر القتال حتى تصحى عقولهم.

من هو عرف النار عند
fatima -

الرئيس اليمني عبد الله صالح تسميه العرب ب(عرف النار) وعرف النار هذا تطلقه العرب على من من استعان بالاجنبي على قومه وقد قاله الامام علي للاشعث ابن قيس عندما كان الامام يخطب في مسجد الكوفة فقال له الاشعث هذه عليك لا لك فقال له الامام وما يدريك مالي وماعلي وان امرئ دل على قومه بالسيف وساق لهم الحتف لحري ان يمقته الاقرب ولايامنه الابعد والاشعث دل على قومه خالد ابن الوليد فابادهم فعند ذلك سمته العرب بعرف النار و ان التاريخ سيسجل لعلي عبد الله صالح من انه اول رئيس دولة يجلب جيش اجنبي كي يحارب له قسم من ابناء شعبه فقد راينا رؤساء يستعينون باسلحة وخبرات دول اخرى اما ان تستقدم جيش دولة مجاورة كي تحارب بناء شعبك فهذه بادرة فريدة تسجل باسم العريف علي عبد الله صالح وسيحمل عارها ووزرها ومسؤليتها امام الشعب اليمني قبل غيره وهو كما قال الامام علي( لحري ان يمقته الاقرب وهم ابناء الشعب اليمني ولايامنه الابعد ومن يخون اهله حتما سيخون الابعدين كان للرئيس اليمني تصريح في كل يوم يصرح فيه انه سيقضي على الحوثيين بعد يوم او يومين لكن كل تهداداته ذهبت ادرج الرياح امام مقاومة ابناء زيد الشهيد الذين علمهم جدهم ان الحياة مع الظالمين برما والموت في سبيل الله وحماية الارض والعرض من دنس عرف الناس هو السعادة علما بان السعودية الوهابية فقد امدت علي عبد الله صالح بكل مايحتاج اليه من اموال وسلاح لكنه خيب امال الوهابية فعبد الله صالح استخدم الطائرات والدبابات والمدفعية وهدم الاف المنازل على رؤوس النساء والاطفال والشيوخ وهجر منهم عشرات الالاف الذن جائتهم فرق الوهابية لالتقدم لهم الغذاء والدواء بل تقدم لهم كراسات تعلمهم الفكر الوهابي وكما شاهدنا ذلك من على شاشات التلفزة وقد كان الوهابيون في تعاملهم مع المستجيرين بهم من الاطفال والنساء الى الدرجة التي تفوق عليهم عرب الجاهلية فعرب الجاهلية كان لديهم حلف يسمونه حلف الفضول من اهم مبادئه ان يحمون المستجير ويكونون خصما للظالم وعونا للمظلوم اما الاسلام والقران الذي يقراه مشايخ الوهابية من الحرم وهو لايجاوز حناجرهم فيقول لهم وان احدا من المشركين استجارك فاجره) نعم اجار الوهابيون المشردين من لهب وحمم الدبابات اليمنية استجاروهم بطائرات الاباتجشي واف15 واخذت الصحف السعودية تنقل لنا بطولات جيشها الذين يستاسدون على الاطفال والنساء العزل وسبقت ذلك الوهابية

معادلة بشطرين
عبد البا سط البيك -

نوافق مع الدكتور الصديق أحمد أبو مطر من حيث ضرورة عدم إستخدام السلاح و العنف لحل الخلافات السياسية الداخلية , فلا يجوز أن يلجأ أي طرف لحمل السلاح بوجه أشقائه و شركائه في الوطن . و هذا القول يمثل الشطر الأول من المعادلة الصحيحة لبناء دولة ديمقراطية تكون سائدة و رائدة كي يصير الوطن للجميع . أما الشطر الثاني من المعادلة هو أنه لا يجوز لأي طرف إحتكار السلطة و الهيمنة عليها لصالحه دون بقية الأطراف المشاركة بالسكن و المواطنة, و يجب أن تتوفر الحقوق و الإلتزامات للجميع بشكل متساو . الحكومات العربية يسرها أن تتحدث عن الشطر الأول من المعادلة و تتغافل عن الشطر الثاني و تقمع كل معارضةبشتى الطرق . و هذا التجاهل هو الذي يثيير النزاعات و يدفع طرف من الأطراف الى اللجوء الى العنف لينتزع حقوقه المهضومة. بالنسبة لليمن فقد كتب كثيرون منذ سنوات يناشدون الرئيس علي عبد الله صالح أن ينتبه الى المزالق التي تتجه إليها دولته بعدما دب الفساد في الكثير من مؤسساتها و إداراتها . و إتسع البون بين الشمال و الجنوب حين تحولت الوحدة الى إحتلال , و هذا الحال لا يؤدي الى تماسك الوحدة بل سيصير الأداة الفعالة لقصم عرى وحدة الشمال و الجنوب . اليمن ليس بصحة جيدة و النظام هو الذي يتحمل الجزء الأعظم من الأخطاء القاتلة التي فشت بجسم هذه الدولة . و لا أحد يسمع النصائح . كل يمني يعلم بأن ساحة دولته باتت مفتوحة للعديد من الجهات الطامعة بالتلاعب بإستقرار هذا البلد و لكن ولاة الأمر يعبثون سرا و جهرا , ثم يوزعوا الإتهامات على جهات داخلية و خارجية دون أن يكلفوا نفسهم مؤونة الإعتراف بأخطائهم التي تزكم الأنوف . ما زرعه النظام يحصد نتائجه كل الشعب اليمني بدون إستثناء . الحوثيون هم جزء من المجتمع الذي فشل النظام الجمهوري في إزالة فكرة الإمامية من رؤوس بعض الزيدية رغم مرور أكثر من أربع عقود على سقوط الأمام البدر . القضية المذهبية ليست هي نقطة الخلاف مع النظام حيث أن الرئيس علي عبد لله صالحا زيديا . الحوثيون وجدوا إماما جديدا يحكم بنظام جمهوري و سوف يورثه لإبنه من بعده كما يتم الترتيب لذلك , فوجدوا أنه من باب أولى أن تعود الإمامة الى اصحابها بدلا من توريثها لمن لا حق له بها حسب قواعد المذهب الزيدي . القوى الخارجية في كل مكان تتحرك لبسط نفوذها إن وجدت فجوة تستطيع أن تنفذ منها , و المنطقة في الوقت الراهن تشهد صرا

fastfood
احمد حسن الاصلي -

مقالات الاخ ابومطر تجدها جاهزة دائمة وبسرعة وبنكهة اذناب امريكا واسرائيل في المنطقة. لذلك اطلب من ابومطر ان يغيير اسمه الى ابومكدونالد.

fastfood
احمد حسن الاصلي -

repeated comment

أيها الواهم أفق
في المشمش -

لا تعتدي وتشتكي كل من يتجاوز حدوده له رد حازم يجعله يحتار وينشغل بخلط الأوراق بلا فائدة حيث تم بعثرة ليس الأوراق فقط بل صاحبها وأوهامه المريضة دون أن يكون ذلك إلا قوة وعدلا السعودية أرض الإسلام والسلام والقوة شعبها وقادتها أحفاد الصحابة والتابعين تربك أعدائها بما وهبها الله من حكمة وقوة إسأل التاريخ بفكر سليم وستعلم كل شيء يفتقـر إلى العقل والعقل يفتقــر إلى شــرع الله