كتَّاب إيلاف

الإرهاب في جزيرة العرب: الجذور والتمظهرات

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

عنوان الكتاب: الإرهاب في جزيرة العرب.
تأليف: إسحاق الشيخ يعقوب.
الناشر: دار الفارابي، بيروت، طبعة أولى، 2008م.
عدد الصفحات: 340 صفحة.

لا تزال ظاهرة الإرهاب تستوعب المزيد من المؤلفات والأبحاث من قبل صناع القرار والدارسين الغربيين والعرب والمسلمين على حد سواء، وإذا كان فريق من الباحثين الغربيين يرى في منطقة الخليج العربي وجزيرة العرب "منبعاً" لتلك الظاهرة، و"مفرخة" للمتشددين والإرهابيين والمتعصبين، على حد تعبير أولئك الباحثين، فإن أهمية هذا الكتاب تكمن في محاولته مقاربة جذور هذه الظاهرة وتمظهراتها من قبل باحث عربي لا غربي.
يتناول الكتاب ظاهرة الإرهاب هذه المرة من زاوية مقاربة جغرافية، ويعتبره أكبر تحد واجهته دول المنطقة، وفي مقدمتها السعودية التي تحملت النصيب الأكبر خلال السنوات الماضية من أعمال الإرهاب على أراضيها. يحاول المؤلف تعريف الإرهاب ويتمثل في قسمين اثنين الأول مادي، والثاني فكري، حيث يتداخل القسمان في حركة جدل متواصلة، وفي الوقت الذي يأخذ الإرهاب الفكري نشاطه المدرسي والثقافي والتربوي ضمن قياسات دينية وعرقية وقومية، فإن نشاط الإرهاب المادي يتمظهر عبر ممارسة العمليات العسكرية والحروب الطائفية والاغتيالات.
وفي قراءة تاريخية لجذور التشدد والتطرف في الخليج، يؤكد الباحث أن حركة الأخوان المسلمين قد شكلوا الأساس لهذه الظاهرة بعد أن تمددوا في الخليج والجزيرة العربية لاسيما في مجال التعليم، ما ساهمت هذه السياسة في إنعاش ثقافة الإرهاب، وهو ما قد يبدو تحاملاً كبيراً على تلك الحركة، ويثير العديد من التساؤلات حول موضوعية الكاتب في ظل تحميله للحركة المسؤولية كاملة.
يرى الكتاب المدارس والكليات وأجهزة الإعلام، المسيطر عليها من رجالات حركة الإخوان المسلمين، قد لعبت دوراً خطيرا في هذا المجال، صاحب استخراج النفط على أيد أميركية غريبة في طبيعتها المادية والمعنوية، فكان ذلك بداية الصراع بين الجديد والقديم مما انعكس على حياة الناس دون أن ينشغل الأميركيون المهتمون باستنزاف النفط بأمور تحريك الحياة الاجتماعية، ثم تأتي ثوابت نصوص القيم الدينية كركائز لها فعاليتها الطاغية في المجتمع.
يفرد المؤلف حيزاً مهماً من الكتاب للبحث في قضايا التحديث والحرية والانفتاح على ثقافة الحداثة، إيماناً منه بعلاقة التعليم بالإرهاب، وذلك من خلال تحديث المناهج التعليمية والإعلام وتطهيرها من عقلية التطرف، والتشدد بغية تجفيف منابع الإرهاب على اعتبار أن قطاع التربية والتعليم هو أهم قطاع في المجتمع، ويطالب بالعمل السريع على تطوير تلك المناهج المتخلفة كما يرى، طالما أن القضاء على الإرهاب يتطلب بصورة جوهرية تطوير البرامج التعليمية وتطهير المدارس والمعاهد والجامعات من رموز الإرهاب. ويتناول الإرهاب في فقه المعروف والمنكر في ضوء مفهوم النسبية الذي يفرضه الواقع في تحولاته التاريخية والاجتماعية والثقافية، ليتوقف بعدها عند ما يسميه إرهاب الردة في فقه التطرف.
ويهاجم ثقافة الإقصاء والتكفير والنفي التي ساهمت في إقصاء أصحاب الفكر التنويري عن التأثير في عقول الناس وتحريرهم من الفكر المتطرف والظلامي، خاصة أن الأصولية المتطرفة تؤدي دوراً مشبوهاً في إضاءة حاكمية الخليفة والسلطان الذي يخضع الأصل والفرع لسلطانه وسلطته، كما يرى المؤلف. ويرى أن الازدواجية التي تعاني منها الدولة بين العناصر العلمانية والثيوقراطية هي التي تعوق حركة تطور المجتمع، مما يستدعي الجرأة في اتخاذ القرار من قبل السلطة السياسية في تحديد خياراتها.
ويحدد الكتاب منابع الإرهاب في الجزيرة العربية ودول الخليج بقطاع وزارة التربية ووزارة الإعلام والنشر، إذ لجأت قوى التطرف منذ ستينات القرن الماضي إلى السيطرة على هذه القطاعات المهمة والمؤثرة بغية تفعيل نشاطها، ويقدم وقائع كثيرة حدثت في قطاع هذه المؤسسات دلت على محاولة فرض ثقافة التشدد والاستعاضة عن المناهج بتلقين الطلاب ما يريدونه من أفكار، على الرغم مما تعاني منه المناهج أصلاً من تخلف ومشاكل تحتاج إلى حل من خلال تطويرها وتحديثها.
ويختتم الكتاب بعرض لمذكرة النصيحة التي قدمها الإصلاحيون في السعودية لمواجهة ظاهرة الإرهاب، ورد الفعل الذي عبرت عنها الحركة السلفية، مقدماً نقداً لما تضمنته تلك الوثيقة من خطة عمل، وللحركة السلفية التي عملت على مهاجمة أصحاب تلك الوثيقة واتهامهم بالخروج على أصول الدين كما تراه من منظورها السلفي.
والحال أن معركة مواجهة ظاهرة الإرهاب تتطلب من جناحي المواجهة (الإصلاحيين والسلفيين) نبذ الخلافات بينهما وتوحيد الجهود لمواجهة تلك الظاهرة التي يتفق الطرفان على خطورتها وضرورة محاربتها، وتأجيل السجالات والنقاشات إلى مرحلة تالية يسودها هدوء الحوار والنقاش العلمي والموضوعي.


.
كاتب وباحث
hichammunawar@gmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
الإرهاب محمود
ارهابي -

;واعدوا لهم ا استطعتم من قوة و من رباط الخيل ترهبون به عدو الله و عدوكم ; صدق الله العظيم

السحر على الساحر
اوس العربي -

مبالغات مبالغات !! لقد انتج التعليم السعودي عشرات الالوف من الطلاب الذين ذهبوا الى الغرب ودرسوا هناك او اقاموا وعادوا الى وطنهم وساهموا في نهضته ولم تبدر منهم بادرة عنف واحدة العنف نتاج الغرب وامريكا تحديدا التي قامت مع بعض النظم الحاكمة في الخليج وغيره بالدعوة الى الجهاد ضد الكفرة السوفييت في افغانستان من اجل تقويض الاتحاد السوفيتي او دولة الشر كما كانوا يصفونها بعد سقوط الاتحاد السوفيتي فتش الغرب عن عدو جديد ففاضل بين الصين والاسلام وقد وجد ان الاخير يمكن ان يمثل بعبعا جديدا يمكن اخافة الانسان الغربي به بعد سقوط الشيوعية فكان ان استغل البذور او الارضية او قاعدة البيانات الجاهزة لذلك العنف الحالي هو نتاج عمل استخباراتي مكثف استغل الارضية الجاهزة له شعور المسلم بالظلم شعوره بالقهر العدوان الاثم للصهيونية على مقدساته واستغل عواطف الناس المتأججة لقد انقلب السحر على الساحر ورب ضارة نافعة فهذه امبراطورية الشر الامريكية تترنح وتنبؤ بزاولها عن المشهد العالمي

ردا على ارهابي
الفارس -

برنارد شو قال : إن الكتاب المقدس هو أخطر كتاب على البشرية... ويجب ان يحفظ ويغلق عليه بقفل ومفتاح هل قرأت وإطلعت على نصوص أناجيلك؟ هل تنكر التطهير العرقي الذي قامت به الكنيسه في أمريكا الوسطى وأمريكا الجنوبية وقتل الصليبيون للملايين (نعم للملايين) من السكان الأصليين لهذه البقاع ؟ وقد تم قتلهم ونهب وسرقة أطنان الذهب والفضة من أرضهم بإسم الصليب وبإسم الكنيسة ! ما جئت لألقي سلاماً بل سيفاً ; [متّى: 10: 34]. سفر إشعيا (13 : 16) يقول (الرب): ;وتحطم أطفالهم أمام عيونهم وتنهب بيوتهم وتفضح نساؤهم [9 : 5 ـ 7] على لسان (الرب): ;اعْبُرُوا فِي الْمَدِينَةِ خَلْفَهُ وَاقْتُلُوا. لاَ تَتَرََّأفْ عُيُونُكُمْ وَلاَ تَعْفُوا. أَهْلِكُوا الشَّيْخَ وَالشَّابَّ وَالْعَذْرَاءَ وَالطِّفْلَ وَالنِّسَاءَ. وَلَكِنْ لاَ تَقْرَبُوا مِنْ أَيِّ إِنْسَانٍ عَلَيْهِ السِّمَةُ، وَابْتَدِئُوا مِنْ َقْدِسِي. فَابْتَدَأُوا يُهْلِكُونَ الرِّجَالَ وَالشُّيُوخَ الْمَوْجُودِينَ أَمَامَ الْهَيْكَلِ. وَقَالَ لَهُمْ : نَجِّسُوا الْهَيْكَلَ وَامْلَأُوا سَاحَاتِهِ بِالْقَتْلَى، ثُمَّ اخْرُجُوا. فَانْدَفَعُوا إِلَى الْمَدِينَةِ وَشَرَعُوا يَقْتُلُون ; سفر العدد (31: 1ـ 18):

ردا على ارهابي
الفارس -

مكرر

اصطف في الدور ؟!!
الايلافي -

عند العودة الى ارشيف اسحاق الشيخ يعقوب ستجد انك بصدد انسان متطرف فكريا لا ادري ان كان ماركسيا سابقا وصار اليوم علمانيا او ليبراليا وركب موجة العداء للاسلام خاصة مع قيام امريكا باعداد ميزانية ضخمة ثلاثين مليون دولار يصرفها البنتاغون والخارجية الامريكية من اجل الحرب على مايسمى الارهاب ويعنون به الحرب على الاسلام والمسلمين واصطف طابور طويل من كتبة المارينز جلهم من الماركسيين الفاشلين الانتهازيين خدام النظم الشمولية من حزبية وقومية وعسكرية وعشائرية وحفنة من الكنسيين الحاقدين اصطفوا من اجل الحصول على المال الحرام الذي كان ولايزال توزعه امريكا على كتبتها .

هذا نهجنا
ارهابي -

امرت ان اقاتل الناس حتى يشهدوا ان لا اله الا الله و محمد رسول الله...حديث شريف

الارهاب المسكوت عنه
مراد -

الارهاب الذي يسكت عنه الكثير من المثقفين اللبراليين وغيرهم هو ارهاب الدولة سواء ان كان هذا الارهاب عربي او غربي هذا السكوت المثير للاستغراب والتساؤل يثير عن علاقة المثقف بالسلطة الداخلية او السلطة الخارجية لا يتحدث المثقف اللبرالي مثلا عن ارهاب الدولة الصهيونية وارهاب الدولة الامريكية الغريب انه يبرر لها ارهابها ضد المسلمينن ويعتبر ان ردود الفعل العنيفة ضد الارهاب الصهيوني او الامريكي تعود الى الاسلام او تعاليم الاسلام علما بان الردعلى العنف بالعنف مسألة مشتركة بين البشر مادام الخصم لا يلقي اعتبارا للمثل الاخلاقية واخلاقيات الحرب او الصراع لا يولد الناس عنيفيين ولكن بعض الظروف هي التي تدفعهم دفعا الى العنف يجب ان نلاحظ انه لامقارنة بين ارهاب الافراد وارهاب الدولة كما هي المقارنة بين الرصاصة وصاروخ التوماهوك او قنابل البي ففتي تو .

اسرائيل والأصولية
رمضان عيسى -

عرض المقال موجز للكتاب ، ويبدو لي أن المؤلف نسي مشكلة اسرائيل وما سببته من انحراف في النفسية العربية بسبب الهزائم التي أوقعتها اسرائيل بالعرب ،وما سببه ذلك من اهانة وجرح للكرامة العربية ، وفشل كل الوسائل لتحرير فلسطين والأقصى ، فاتجه الفكر السياسي العربي ليس للتطوير الاجتماعي والعلمي ، بل للعسكري ، والديني نتيجة للعجز عن تحقيق الأهداف . وقدنسي الكاتب سبب مهم لظهور الأصولية ، وهو التحالف العربي والاسلامي مع أعداء العرب - اسرائيل وامريكا - في الوقوف ضد الاتحاد السوفييتي ، الذي هو ليس بعدو ، ولم يحتل أرض عربية ،وقد وجهت طاقات مالية وعربية للحرب في أفغانستان وهذا أدى الى جاهزية المناخ العربي الرسمي والشعبى لترعرع الأصولية .

اسرائيل والأصولية
رمضان عيسى -

مكرر

ارهاب غير مدان ؟؟
مراد -

اذيب المعارضون في الاسيد والقي بهم من الطائرات واغرقوا في المياه ودفنوا احياء في مقابر جماعية ومع ذلك لم يوصف هذا الفعل من جهة كتابنا الاشاوس بانه ارهاب دولة ولم يتم ادانته؟!!