كتَّاب إيلاف

الاديان بين افيون ماركس وكوكائين إيكو؟

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
في ستينات القرن الماضي تساءل الاديب الفرنسي الكبير اندريه مالرو " هل سيضحى القرن الحادي والعشرين قرنا دينيا ام لا " والثابت ان مالرو الذي رحل في 23 نوفمبر 1976 لم يقدر له ان يجيب على تساؤله بنفسه سيما منذ انفجار الثورة الاسلامية الايرانية وصولا الى حالة الهوس الديني التي يعيشها العالم في حاضرات ايامنا والتي يصعب معها تحديد ما اذا كان الامر مجرد حالة من حالات التدين المفرط ام الهروب الى مرفا الدين وقولة جورج برنارد شو حاضرة على الدوام " عند العاصف يهرب الانسان الى اقرب مرفا " وليس اقرب من الدين وغيبياته الى الانسان من مرفا سيما في زمن العولمة الذي اسقط الحدود والغي السدود ولهذا ذهب الامين العام الاسبق للامم المتحدة الدكتور بطرس غالي للقول ان المواطن " المتعولم " يجد خلاصة مما يضايقه في اللامبالاة او بالتقوقع على نفسه او اللجوء الى الدين فهذا هو ديالكتيك القمر الصناعي وبرج جرس الكنيسة في الغرب وفي العالم العربي هو جدل القمر ذاته والمئذنة.
وباختصار القول اضحى القرن الحادي والعشرين ليس قرنا دينيا فقط بل قرن مغرق بالدين طولا وعرضا وعلى غير المصدق ان ينظر الى عدة مشاهد معاصرة انية واخرى تبعد عنا سنوات قليلة كانت وستظل سببا واعدا ومن اسف لمثالب لا قبل للانسانية بها.
وليس ادل على الانفجار الديني اليميني مما جرى في الولايات المتحدة الامريكية في السنوات الثماني الماضية ومن جراء المد الانجيلي الاصولي باذرعه المختلفة فعلى سبيل المثال فان اكثر من ثلثي ال 70 مليون انجيلي امريكي قد اقترعوا لصالح جورج بوش عام 2004 وسرى تاثير ذلك التدين حتى على علماء وكالة الفضاء الامريكية ناسا من خلال التحالف المسمى " المبادرة المناخية الانجيلية " اعلى المحافل المنهمكة بانقاذ الخلق.
ومن اسف فان 77% من هؤلاء الانجيليين وتحت ضلالات التفسير والتاويل الخاطئة دعموا حرب العراق واعلنوها حربا عادلة مثل جماعة " التوافق المعمداني الجنوبي ".
ويبقى الدعم الامريكي لاسرائيلي في بداية الامر واخره ديني الهوى والتوجه فهو اساسي بنظر اولئك الانجيليين الذين يعتبرون ان عودة اليهود الى فلسطين هو الشرط الاول لعودة المسيح وهو دعم مشترك بين الجمهوريين والديمقراطيين مما يجعل امكانية تبادل اصوات هؤلاء الانجيليين ممكنة.
والشاهد ان اكلاف الاغراق والهوس الديني في فترة بوش ربما كانت كفيلة باصابة تلك التجربة سيما في امريكا في مقتل لكن الذين تابعوا انتخابات الرئاسة الامريكية الاخيرة وبالتحديد الخطاب الذي القاه سيناتور الينوي الشاب باراك اوباما في " كنيسة المسيح " بتاريخ 25ـ 6 المنصرم يدرك ان بالونة التدين اخذه في التمدد على عكس المتوقع وهذا ما اشارت اليه صحيفة الهيرالدتربيون في ذات اليوم حيث دعا اوباما للاعتماد على الدين في حل كافة مشاكل الحياة خاصة السياسية منها منتقدا في الوقت ذاته من قالوا انهم يجعلون الدين وسيلة لتفريق الشعب الامريكي بدلا من تجميعه ".
ومن المسيحية الامريكية الى اليهودية الاسرائيلية وما جرى في حرب غزة الاخيرة عندما اكد اهم الحاخامات الشرقيين والزعيم الروحي لحركة شاس عوفاديا يوسف في عظته نهار السبت 24ـ 1 ان الام راحيل والدة النبي يوسف جاءت لمساعدة جنود اسرائيل في غزة ومضيفا " وصل الجنود الى منزل واردوا الدخول اليه وكان هناك ثلاثة من حماس في الداخل ينتظرون لكن ظهرت امراة جميلة شابة امامهم وحذرتهم بالا يدخلوا البيت حيث يوجد فيه من اسماهم بالارهابيين وعندما سالها الجنود من انت فردت لماذا الاهتمام بمن اكون وهمست انا راحيل ولاحقا تبين فعلا وجود مقاتلين من حماس في البيت ".
وقد اشارت صحيفة يديعوت احرنوت الى ان الحاخام الاكبر الشرقي لاسرائيل " موردخاي الياهو " قد صلى عدة مرات منذ وقت قريب على قبر راحيل داعيا لحماية جنوده وعندما سئل عن الشائعة قال: "هذا صحيح انا ارسلتها".
ورغم ان الحاخام شلومو افينار " قد شكك بهذه القصة وقال على مدونته " المغفل يمكن ان يصدق اي شئ فان الشائعة كانت قد عمت كافة ارجاء اسرائيل ولم يتوقف احد بالتساؤل اذا كانت راحيل قد حاربت الى جانب جنود اسرائيل فلماذا قتل منهم من قتل واصيب من اصيب؟
وعلى الجانب العربي والاسلامي لم يكن الحال افضل بكثير بدءا من تلاعب حكيم امريكا المعاصر زيجينو بريجنسكي على وتر الايمانيات غداة استقباله في البيت الابيض لمقاتلي طالبان في ثمانينات القرن المنصرم والذين اطلق عليهم وقتها " المقاتلون الاحرار " اذ كان الرجل يدفعهم دفعا لاتون الحرب مع السوفيت تحت ذريعة " ان الله معكم وسينصركم " وصولا الى الصراع الدوجمائي الاكبر الذي تعيشه المنطقة بين ايران التي تنتظر المهدي المنتظر الذي سيخلص العالم من الشرور والذي تستغله جيدا في دفع الامور الى حافة الهاوية حتى ولو مات اهل غزة كلهم وبين القائلين في الصدامات الاخيرة مع اسرائيل ان النصر الالهي يتحقق للعرب والمسلمين من جديد.
ولعل التساؤل هل الدين كما قال كارل ماركس هو افيون الشعوب ام ان هناك بالفعل مفاهيم وشروحات افيونية للدين؟
في مقال بديع له يكتب مؤخرا الاديب الايطالي الكبير " امبيرتو ايكو " تحت عنوان كوكايين الشعوب... يوحد ام يفرق " يقول ان السر الكبير والاهمية القصوى للانظمة الملكية يكمنان في ابقاء الناس مخدوعين واخفاء الخوف المستعمل لاخضاعهم تحت غطاء مضلل هو الدين وذلك ليكافحوا في سبيل ما يربطهم وكانه يشكل خلاصهم وعنده ان قوام النازية شمل عبارة " الرب معنا " وحشود الكهنة باركوا رايات الفاشيين كما اعتمد فرانكو على المبادئ الدينية وجيوش المسيح.
ولعل التساؤل الحقيق بالتوقف امامه هل الاديان مصدر للنزاع وجوهر للاصوليات حول العالم؟
عند الكاتب البرتغالي " خوسي ساراماغو " الذي بقى يشجب الدين على انه مصدر للنزاع انه لن ينجح اي دين يوما من دون استثناء في الجمع بين الناس وحثهم على المصالحة بل انه على العكس كان ولا يزال يسبب المعاناة والمجازر واعمال العنف الجسدية والروحية الوحشية التي تعجز الكلمات عن وصفها وتشكل اكثر الحقبات ظلمة في تاريخ البشرية البائس " وفي موقع اخر استنتج ساراماغو انه " لو كان الجميع ملحدين " لعشنا في مجتمع اكثر سلاما ".
بما يدلل الرجل على صدق حديثه؟
اضافة الى الامثلة المتقدمة التي اشار اليها "امبيرتو ايكو" هناك شواهد تاريخية اخرى يقول بها مثل المشاعر الدينية العميقة التي الهمت المشاركين في ثورة " فانده " في نزاعهم ضد الجمهوريين الفرنسيين الذين جعلوا المنطق وسيلة للحكم والها لهم، ومثل الكاثوليك البروتستانت الذين ارتكبوا المجازر ضد بعضهم لسنوات طويلة.
ويرى كذلك ان دوافع دينية حفزت الصليبين واعداءهم وان الرومان دافعوا عن معتقداتهم الدينية عبر رمي المسيحيين الى الاسود وان اسبابا دينية عللت احراق الكثيرين، كما ان مشاعر دينية متطرفة الهمت الاصوليين والاسلاميين والمسؤوليين عن هجمات 11 سبتمبر واسامة بن لادن وحكومة طالبان التي قصفت اصناما لبوذا وان نزاعا قائما منذ امد بعيد بين الهند وباكستان لاسباب دينية وان الرئيس بوش في نهاية المطاف اطلق عبارة فليبارك الله بلادنا ومن يدافع عنها.
هل يتفق ايكو في ماركس في كينونة الدين الافيونية ان جاز التعبير؟ المثير جدا ان المفكر الايطالي يتجاوز ذلك الى يقين انه اذا كان الدين او لا يزال في بعض المرات افيون الشعوب الا انه في مرات اكثر كان كوكايين الشعوب بل لربما كان الانسان نفسه حيوانا مخدرا.......... هل المفاضلة اذن بين الافيون او الكوكايين ووصم الاديان باي منهما؟
الجواب بالنفي المطلق فالاديان وجدت لهداية الانسان عبر ارقى المثل وارفع الاخلاقيات وانبل الغايات واقدسها، فالسبت وجد للانسان وليس الانسان للسبت لكنها التفاسير الافيونية والكوكائينية ان جاز التعبير هي التي لعبت بعقل الانسان لغايات ومصالح قصيرة النظر كانت وبالا ولا شك على الانسان والانسانية وبذلك بات الدين وبحسب عالم الاجتماع الشهير ماكس فيبر هو "تنهد الانسان المقهور وحرارة عالم بلا قلب ". هل نحن امام الاجابة لتساؤل اندرية مالرو؟
يبدو ان ذلك كذلك لكنها اجابة ضلت سواء السبيل وسلكت في دروب الانتقاء العنصري للدين والتدين في ما يشبه هلوسات متعاطي الافيون عند ماركس وانتشاء مدمن الكوكائين عند ايكو.
على ان الدين الحقيقي يبقى فلسفة تحض على مكارم الاخلاق ونشر العدالة وسيادة قانون المحبة الاسمى غير ان هذه لا مكان لها في زمن العولمة المتوحشة التي ارادت ولا تزال تفريغ العقول عبر قراءاتها وحيلها المتجزئة للمفاهيم الدينية وتسخيرها لخدمة اغراضها الدنيوية حيث مفاهيم الهيمنة والسيطرة والربح والخسارة هي السائدة ولهذا لم يكن غريبا ان يبدا البيورتانيون الاوائل الذين استعمروا امريكا وارتكبوا ضد سكانها المجازر دفاترهم المحاسبية بعبارة " باسم الله والربح " والعهدة هنا على الراوي الكاتب الامريكي جون ستيل جوردون في كتابه " امبرطورية الثروة ".
افيونية الدين وكوكائينيته اذن باتت الشر المستطير والتوابع الناجمة من جراءهما لن تجعل انسان القرن الحادي والعشرين يهنأ بقادمات ايامه حيث العمل يجري على قدم وساق في صراع اصوليات مريرة وانتكاسه للعلمانية بعدما تجلت في سماوات القرن العشرين غربا وكاد الشرق يلحق بها لولا الردة الفكرية التي انطلقت ابان الحرب الباردة واستخدمت الاديان كاداة في صراعها ولم تكن تدري ان السحر سينقلب لاحقا على الساحر لتدفع الاديان ثمنا لتلاعب الانسان بجوهرها ومخبرها ولا يتبق للبشر سوى مظهرها الذين يراد به خداع الناس وتسخريهم في عبودية لا علاقة لها بمجد الله والذي هو الانسان الحي. كاتب مصري
emileamen@yahoo.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
موضوع قيم ومفيد
عبد الله بوفيم -

بورك فيك وفي موضوعك القيم, والمنير لعقول الداعين للعلمانية في دول الاسلام, في حين بلدان الغرب والشرق, تتشبت بالدين والعقائد. وصفك للدين بانه أفيون الشعوب صحيح وينطبق على الديانات والعقائد المحرفة والغير القابلة للعقل والمنطق. أما الاسلام فهو دين الفطرة, دين الربوبية والوحدانية لله رب العالمين.((وتسخريهم في عبودية لا علاقة لها بمجد الله والذي هو الانسان الحي)) ربما أن إلاهك هو أنت نفسك. إذا كانت الانسان الحي حسب قولك هو الأله, فأنت ربما الالاه, لكنك خلق من خلق الله الذي نعبده. من حقك أن ترى نفسك إلاه نفسك, لكنك وإلاهك عباد من عباد الله رب العالمين. أما العولمة التي ذكرت فهي ولله الحمد في خدمة عالمية الاسلام, أبدعوها لحرب الاسلام, وهي إن شاء الله ستكون في خدمته. لقد أصبح العالم قرية صغيرة, وأصبح من الممكن أن يسمع الناس نداء الايمان في الحين. أصبح التحاور والدعوة في سبيل الله والمجادلة بالتي هي أحسن, اصبحت ممكنة وسريعة. الحمد لله رب العالمين, على نعمه, وإننا لنشكر غاية الشكر العلماء الأفداد الذين ابدعوا وصنعوا, ما سخر لنا اليوم في سبيل التواصل, فالله عز وجل ندعوا أن يجازيهم خير الجزاء على النعم التي أبدعوها.

موضوع قيم ومفيد
عبد الله بوفيم -

بورك فيك وفي موضوعك القيم, والمنير لعقول الداعين للعلمانية في دول الاسلام, في حين بلدان الغرب والشرق, تتشبت بالدين والعقائد. وصفك للدين بانه أفيون الشعوب صحيح وينطبق على الديانات والعقائد المحرفة والغير القابلة للعقل والمنطق. أما الاسلام فهو دين الفطرة, دين الربوبية والوحدانية لله رب العالمين.((وتسخريهم في عبودية لا علاقة لها بمجد الله والذي هو الانسان الحي)) ربما أن إلاهك هو أنت نفسك. إذا كانت الانسان الحي حسب قولك هو الأله, فأنت ربما الالاه, لكنك خلق من خلق الله الذي نعبده. من حقك أن ترى نفسك إلاه نفسك, لكنك وإلاهك عباد من عباد الله رب العالمين. أما العولمة التي ذكرت فهي ولله الحمد في خدمة عالمية الاسلام, أبدعوها لحرب الاسلام, وهي إن شاء الله ستكون في خدمته. لقد أصبح العالم قرية صغيرة, وأصبح من الممكن أن يسمع الناس نداء الايمان في الحين. أصبح التحاور والدعوة في سبيل الله والمجادلة بالتي هي أحسن, اصبحت ممكنة وسريعة. الحمد لله رب العالمين, على نعمه, وإننا لنشكر غاية الشكر العلماء الأفداد الذين ابدعوا وصنعوا, ما سخر لنا اليوم في سبيل التواصل, فالله عز وجل ندعوا أن يجازيهم خير الجزاء على النعم التي أبدعوها.

عالم بلا قلب
نيللي -

مقال ممتع وتفنيد واسع للسؤالنعم هناك من يستعمل الدين للتخدير وهناك من يستعمله للتهييجلقد صيروه سلاحا و ليس مبضعاوياللاسف عندما نرى اناسا لم يكونوا يوما يواضبوا عل الممارسة الدينية يعودون اليه ليس ايمانا بل خوفا من الاديان الاخرىيتمسكون بالمظاهر الدينية حالمين بنصر على المختلفين عنهم ايا كانواهؤلاء جميعهم ليسوا بروحانيين ولا يؤمنوا حتى باديانهم ما علينا نحن من نؤمن ان نتنبه لهؤلاء المتقنعين وان لا ندع لهم مجالا ليجعلوا من سبيل خلاصنا طريقا للربح لديهم و ذريعة لايذاء الاخرين

عالم بلا قلب
نيللي -

مقال ممتع وتفنيد واسع للسؤالنعم هناك من يستعمل الدين للتخدير وهناك من يستعمله للتهييجلقد صيروه سلاحا و ليس مبضعاوياللاسف عندما نرى اناسا لم يكونوا يوما يواضبوا عل الممارسة الدينية يعودون اليه ليس ايمانا بل خوفا من الاديان الاخرىيتمسكون بالمظاهر الدينية حالمين بنصر على المختلفين عنهم ايا كانواهؤلاء جميعهم ليسوا بروحانيين ولا يؤمنوا حتى باديانهم ما علينا نحن من نؤمن ان نتنبه لهؤلاء المتقنعين وان لا ندع لهم مجالا ليجعلوا من سبيل خلاصنا طريقا للربح لديهم و ذريعة لايذاء الاخرين

الدولة العلمانية
علي -

ينسى الناس المتدينون، أو لا يدرون، أن الدين من اختراح الإنسان، وأنه ممارسة إنساية حصرية. فالدين لم يظهر في تاريخ البشرية إلا عندما انتقل الإنسان من الطبيعة إلى الثقافة، وبات يطرح على تفسه أسئلة وجودية. إن التدين حق مطلق للمؤمنين، لكن الدين استعمل دائما كإيديولوجيا وغطاء في الحروب وفي تحقيق المصالح الاقتصادية، والمخرج الأمثل هو إبقاء الدين في المجال الشخصي والفردي، وهذا ما لا يمكن أن توفره إلا الدولة العلمانية، التي تسائل مواطنيها كمواطنين، وليس كمؤمين أو غير مؤمنين.

الدولة العلمانية
علي -

ينسى الناس المتدينون، أو لا يدرون، أن الدين من اختراح الإنسان، وأنه ممارسة إنساية حصرية. فالدين لم يظهر في تاريخ البشرية إلا عندما انتقل الإنسان من الطبيعة إلى الثقافة، وبات يطرح على تفسه أسئلة وجودية. إن التدين حق مطلق للمؤمنين، لكن الدين استعمل دائما كإيديولوجيا وغطاء في الحروب وفي تحقيق المصالح الاقتصادية، والمخرج الأمثل هو إبقاء الدين في المجال الشخصي والفردي، وهذا ما لا يمكن أن توفره إلا الدولة العلمانية، التي تسائل مواطنيها كمواطنين، وليس كمؤمين أو غير مؤمنين.

المقدس في التاريخ
رمضان -

الاٍ يمان الديني هو تمحور حول المقدس جاعلا اٍياه بؤرة الاٍنطلاق الى كل مناحي الحياة , ولما كا ن المقدس بؤرة الاٍنطلاق فلا مجال للنسبية والمتغيرات والآخرين والحداثة والتجديد والتطور، فالمطلق في يده وغيره شيطان ، والاٍشكالية تبدأ من الميراث الشعبى والتماهي الاٍعتقادي مع المقدس ، مع المطلق وما يمليه عليه من سلوك رفضي بل وعدائي تجاه الحداثة والآخرين وبالتالي رفض أفكار التسامح والحرية والديمقراطية وحقوق الآخرين ، وأي تأييد لهذه الأفكار فهو موقف مؤقت سرعان ما يظهر ما تحته . وما يعنينا هو المقدس في التجربة من اتجاهين : الاول: أنظمة الحكم التي تعمل على تجيير المقدس لصالح ديمومتها في الحكم . الثاني :المقدس في السلوك الفردي الذي لا مجال عنده للدين العاقل بل العنيف . المقدس في التطبيق يأخذ قوته ليس من العجزعن التفسير فقط بل من قوة الميراث أيضا ، والخطورة في صعوبة التخلي عن الموروثات حتى لو تعارضت مع المعطيات العلمية والتجربة الحياتية والسبب هو أن جملة من الموروثات الفكرية كونت نوعا من الميثولوجيا ووجدت أنصارا من المستفيدين فدافعوا عنها وخصوصا الحكام لأتها تخدم مصالحهم وقتلوا بالسيف من يعارضهم ، وحسب تجربة الشعوب الحياتية فان لكل شعب ميثولوجيا خاصة به أى مقدسات نخصه هو ، وقد نجد من الشعوب يستهزىء بمقدسات وموروثات الشعوب الأخرى مع أن جملة موروثاته الميثولوجية لا تصمد أمام أدنى تفكير عقلانى ، وفي التطبيق العملي لهذا الاعتقاد بالمقدسات نجد أناس يموتون انطلاقا من ايمانهم بموروثات شعبية ارتدت صفة القداسة ، وبعد فترة من الزمن ليست بالطويلة يكتشف الناس أن الفكرة أو الاعتقاد الذى راح ضحيته آلاف من البشر كان خاطئا وزائفا , وما نراه من صراعات مذهبية ودينية تتماهى مع الدفاع عن المقدس هى نتيجة هذه العصبية الزائفة . وأخيرا نقول: ان الصراعات الدينية هى الأكثر تدميرا فى حياة الشعوب .

المقدس في التاريخ
رمضان -

الاٍ يمان الديني هو تمحور حول المقدس جاعلا اٍياه بؤرة الاٍنطلاق الى كل مناحي الحياة , ولما كا ن المقدس بؤرة الاٍنطلاق فلا مجال للنسبية والمتغيرات والآخرين والحداثة والتجديد والتطور، فالمطلق في يده وغيره شيطان ، والاٍشكالية تبدأ من الميراث الشعبى والتماهي الاٍعتقادي مع المقدس ، مع المطلق وما يمليه عليه من سلوك رفضي بل وعدائي تجاه الحداثة والآخرين وبالتالي رفض أفكار التسامح والحرية والديمقراطية وحقوق الآخرين ، وأي تأييد لهذه الأفكار فهو موقف مؤقت سرعان ما يظهر ما تحته . وما يعنينا هو المقدس في التجربة من اتجاهين : الاول: أنظمة الحكم التي تعمل على تجيير المقدس لصالح ديمومتها في الحكم . الثاني :المقدس في السلوك الفردي الذي لا مجال عنده للدين العاقل بل العنيف . المقدس في التطبيق يأخذ قوته ليس من العجزعن التفسير فقط بل من قوة الميراث أيضا ، والخطورة في صعوبة التخلي عن الموروثات حتى لو تعارضت مع المعطيات العلمية والتجربة الحياتية والسبب هو أن جملة من الموروثات الفكرية كونت نوعا من الميثولوجيا ووجدت أنصارا من المستفيدين فدافعوا عنها وخصوصا الحكام لأتها تخدم مصالحهم وقتلوا بالسيف من يعارضهم ، وحسب تجربة الشعوب الحياتية فان لكل شعب ميثولوجيا خاصة به أى مقدسات نخصه هو ، وقد نجد من الشعوب يستهزىء بمقدسات وموروثات الشعوب الأخرى مع أن جملة موروثاته الميثولوجية لا تصمد أمام أدنى تفكير عقلانى ، وفي التطبيق العملي لهذا الاعتقاد بالمقدسات نجد أناس يموتون انطلاقا من ايمانهم بموروثات شعبية ارتدت صفة القداسة ، وبعد فترة من الزمن ليست بالطويلة يكتشف الناس أن الفكرة أو الاعتقاد الذى راح ضحيته آلاف من البشر كان خاطئا وزائفا , وما نراه من صراعات مذهبية ودينية تتماهى مع الدفاع عن المقدس هى نتيجة هذه العصبية الزائفة . وأخيرا نقول: ان الصراعات الدينية هى الأكثر تدميرا فى حياة الشعوب .

Science
Saman -

The religion is human’s achievement and the globalization is the same. My question is way religion are better than science? At the same time both, science and religion human’s creativity

Science
Saman -

The religion is human’s achievement and the globalization is the same. My question is way religion are better than science? At the same time both, science and religion human’s creativity

العلمانية قتلت اكثر
اوس -

يا سيدي لقد قتلت العلمانية الغربية بشقيها الالحادي والرأسمالي ملايين البشر اكثر مما فعلت الاديان السماوية الثلاث مجتمعة ، ويكفي ان نعرف انها مسئولة عن قتل مائتين وخمسين مليون انسان منذ الحرب العالمية الثانية وان الغرب العلماني يشعل في السنة اربع حروب صغيرة وكبيرة على كوكبنا الجميل وان الغرب نقل الحروب الى اشواط لم تصلها من قبل في ابادة الجنس البشري ، نرفض الالحاد كما نرفض استخدام الدين كوسيلة لقتل الناس او للتبرير

العلمانية قتلت اكثر
اوس -

يا سيدي لقد قتلت العلمانية الغربية بشقيها الالحادي والرأسمالي ملايين البشر اكثر مما فعلت الاديان السماوية الثلاث مجتمعة ، ويكفي ان نعرف انها مسئولة عن قتل مائتين وخمسين مليون انسان منذ الحرب العالمية الثانية وان الغرب العلماني يشعل في السنة اربع حروب صغيرة وكبيرة على كوكبنا الجميل وان الغرب نقل الحروب الى اشواط لم تصلها من قبل في ابادة الجنس البشري ، نرفض الالحاد كما نرفض استخدام الدين كوسيلة لقتل الناس او للتبرير

مقال مميز بالفعل
سجا -

مقال مهم وجميل جدا ،، شكرا للكاتب للاسف تم تسخير الدين لتحقيق مصالح ومكاسب لصالح افراد وفئات معينة.. اضيف مثالا ما حصل في العراق من تسييس للدين ،، فقد تم استغلال فئة كبيره من بسطاء متبعي المذهب الشيعي مثلا ..الى درجة وصل بهم الامر الى تحريم وتحليل امور معينة من اجل تحقيق هذه المكاسب

مقال مميز بالفعل
سجا -

مقال مهم وجميل جدا ،، شكرا للكاتب للاسف تم تسخير الدين لتحقيق مصالح ومكاسب لصالح افراد وفئات معينة.. اضيف مثالا ما حصل في العراق من تسييس للدين ،، فقد تم استغلال فئة كبيره من بسطاء متبعي المذهب الشيعي مثلا ..الى درجة وصل بهم الامر الى تحريم وتحليل امور معينة من اجل تحقيق هذه المكاسب