كتَّاب إيلاف

لماذا تحرير البرغوثي؟

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

أولا لأنه مناضل من أجل الحرية. حرية وطنه. لم يراهن على الجهاد ولا على القصر والحوريات. ثانيا لأن تحريره اليوم ضرورة سياسية لمن يريدون حقا تعزيز الرّهان على خيار السلام وقيام الدولة الفلسطينية قبل نهاية 2009. بإمكان مروان البرغوثي أن يساعد بقوة على إيقاف تفكك فتح، العمود الفقري لحركة التحرر الوطني الفلسطينية، والقائد لخيار المفاوضة ضد خيار المقاومة العقيم، الحامل لقبر مشروع الدولة الفلسطينية وربما فلسطين نفسها.
تفكك فتح المتسارع هو الرحم التي يتخلّق فيها تفكك المشهد السياسي الفلسطيني. حل، أو على الأقل، إدارة أزمة القيادة في فتح بنجاح سيكون عاملا قويا لترجيح خيار المفاوضة على خيار المقاومة.
أزمة القيادة عامة وعالمية. تعود أساسا لانتهاء عصر القادة الكاريزماتيك بانتهاء عصر الملاحم والأساطير الكبرى، عصر الفارس الوحيد. العالم أصبح أكثر تعقيدا، والمواطن العادي أصبح أقل سرعة تصديق للأساطير. العصر هو عصر التقنوقراطي المغمور والناجع، عصر التحليل والتفكير والتدبير والقيادة الجماعية.
اختفاء عرفات تُرك فارغا في القيادة الفلسطينية لم وربما لن يملؤه أي خليفة. من هنا حاجة فتح والسلطة والشعب الفلسطيني لقيادة جماعية تفكر برأس جماعي. التقنوقراطي يحتاج إلى واجهة سياسية، إلى قائد - واجهة يلعب رمزيا دور الأب الحامي للجموع الخائفة على يومها وغدها. كما هو حال الفلسطينيين في الوطن والشتات الذين لا يخرجون من مذبحة إلا لمذبحة أخرى أشد فظاعة.
مروان البرغوثي كمساعد لمحمود عباس اليوم وربما خليفته غدا، قد يكون الأقدر على لعب دور الزعيم - الواجهة بكفاءة. ألم يستطع وهو سجين أن يوحّد المساجين، بمن فيهم مساجين حماس، وراء مشروع إنهاء العمليات الانتحارية في إسرائيل، البشعة أخلاقيا والكارثية سياسيا. لماذا لا يكون، وهو خارج السجن، قادرا أيضا على توحيد الفلسطينيين معا وراء خيار المفاوضة الذي يحاربه إيرانيو حماس بعد أن باعوا قرارهم لطهران بصحن عدس.
نضاله واعتقاله وشبابه تعطيه شرعية سياسية ورمزية لا منافس لها في الشارع الفلسطيني الذي يشعر، شأن كل شارع في الأزمات، بالحاجة إلى أب اجتماعي. يستطيع البرغوثي بهذه الصفة أن يلعب دورا أساسيا في توحيد الضفة الغربية وغزة، إذا أستطاع أن يستميل إليه قطاعا عريضا من جمهور حماس، أو في، السيناريو المتشائم، اصباغ الشرعية على استقلال الضفة الغربية وبناء دولة مستقلة فيها بفضل مشروع تنموي ينافس بنجاح مشروع حماس الطالباني. التنمية - خاصة المستدامة أي التي تقرأ حسابا لحق الأجيال القادمة في موارد كافية وعالم تطيب فيه الحياة - هي مفتاح نجاح أية حكومة في أي مكان من العالم في عصر اشتداد أزمة الرأسمالية الدائمة التي تهدد العالم بأكثر السيناريوهات خطرا؟ مصدر الشرعية السياسية المعاصرة، شرعية تلبية الحاجات الأساسية لغالبية السكان هو التنمية. في فلسطين سواء قبل الاستقلال أو بعده، التنمية هي القادرة على إنقاذ الشباب الفلسطيني من اليأس، من التجند في ميلشيا القسام للحصول على مرتب شهري بالدولار فيما الفلسطينيون التعساء لا يحصلون على الشيكل! هي التي تفتح للشباب نافذة أمل لكي لا يُصيخوا السمع لندّاهة الاكتئاب الجهادي - المقاوم: "نحن نحب الموت بقدر ما يحبون هم (= اليهود الحياة)" (حسن نصر الله).
تحرير البرغوثي + مساعدات خليجية اقتصادية وتكنولوجية، خليجية وعالمية هامة + مشروع أمريكي جدي للسلام العربي الإسرائيلي الفلسطيني - السوري المتزامن لا يكتفي منه الرئيس الأمريكي بدور الوسيط "النزيه" الذي كُلّل حتى الآن بالفشل بل يتعدّاه إلى دور الشريك المعني حقا بصنع سلام عادل ودائم. السلام العادل والدائم لن يكون محصّلة لموازين القوة بين فلسطين المحتلة وبين القوة العالمية الخامسة التي هي إسرائيل. بل لا يمكن أن يكون إلا محصّلة لميزان القوة بين إسرائيل والولايات المتحدة. هذا إذا كانت إدارة أوباما تريد فعلا رد الاعتبار لبلدها في العالم الإسلامي والعالم، بإنهاء مأساة الشعب الفلسطيني التي شاركت أمريكا في صنعها واستمرارها. آن لها الآن أن تكفر عن خطاياها. حل النزاع العربي الإسرائيلي سيجعل من حسين أوباما ليس رئيسا محبوبا لأمريكا بل وأيضا رئيسا محبوبا للعالم الإسلامي والعالم الذي يتعاطف بقوة مع الفلسطينيين. فهل سيفعل؟ اللهم آمين.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
البرغوثي الحزين
حسن -

إن البرغوثي جزء من نسيج السلطة وفتح ولا يختلف عن البقية من الجوقة التي أوصلت شعبنا الى متاهات معقدة من أجل ان يظهروا في المؤتمرات ويمشوا على البساط الأحمر ويتركوا شعبنا الغلبان في أتون الجهنم الاسرائيلي واقول يكفي التلاعب بمشاعرنا وما يجري بشأن البرغوثي نوع من التلميع وقد سجن لأجل ذلك وسوف يخرج بعد ان دربته اسرائيل لكي يكون زعيما للفلسطينيين في القريب .

صحيح
سعيد -

يا اخ حسن كلامك معيب بحق مناضل اسير. لن اقول اكثر من هذا.

اتركونا و شأننا
محمد -

يا ريت من الاخ الكاتب ان يترك الفلسطينين و شانهم فليذهب و ليتنقد انظمته الحاكمه او ليقول كلمه حق في وجهه هذه الانظمه .. لان اهل مكه ادرى بشعابها و الكاتب ليس من اهل مكه ان يقول ان خيار المقاومه عقيم و قبر الدوله ..هذا كلام مرفوض تماما و مردود على الكاتب الذى اريد ان اذكره كيف انسحبت اسرائيل من جنوب لبنان ..هل المفاوضات هى من اخرجها او حتى من سيناء ...لم يقبل العالم بشرعيه حماس اللتى لا احبها و لا اتفق معها ..و لكنه اليوم يقبل بشرعيه ليبرمان صاحب نظريه الترانسفير و ضرب السد العالى و الفنبله النوويه .

احترم الجمهور
ليبي -

عيب يا هذا ان تتهجم على حقائق ديبنيه مثل اوصاف في الجنه. حديثك السياسه تكلم في السياسه فقط.

البرغوثي هو الحل !!.
كركوك أوغلوا -

ولكن هل حماس ستضعه في قائمة أفراج شاليط ؟؟!!..

مروان هو الحل (الوحي
مهند -

انت يا حسن لست الاها حتى تعرف مين كويس ومين غلط انت من الطابور الذي يعيش على الهامش.. شكرا للكاتب العفيف على هذا المقال حيث انه الحل الوحيد فقط لانقاذ القضية وابدا لا يوجد حل اخر ولكن اذا جاء البرغوثي وبقي محمود عباس فانه لا فائدة منه..يجب على فتح وحماس التقاعد وترك الشعب الفلسطيني بشأنه .. البرغوثي رجل شريف ولم يسجن الا لانه اصبح وقتها خطرا على اسرائيل.. وهو رجل وطني ولا احد يدخل السجن ويبتعد كل هذه المدة عن عائلته ليدربه العدو يا غبي يا حسن

اتق الله يا حسن
عائد -

هل كان مروان بحاجه لسجن حتى يلمع وهو لامع ومناضل قبل السجن كل من يعارض حماس هو فى نظرهم خائن وعميل ام ان خالد مشعل لا ينام فى الفنادق الفخمه كفاكم عبثا بالقضيه مروان ليس بحاجه لشهادتك والله خير الشاهدين

... !!!!
عباس -

والله عيب يا اخ حسن . حتى السجناء و المناضلين اتهمتوهم لانهم ليسوا عملاء لايران !!! عجبا

كلام الاخ حس صح
بنت الوطن -

كلام الاخ حسن صح مئه بالمئه وسيكون رئيس السلطه الفلسطينيه بعد محمود عباس وستشهد الايام على دلك وسمعنا الكلام من قبل وكثير من الناس تعرفه

معك الف حق
بو عمار القزم -

شكرا اخ حسن فقد وضعت يدك على ما يعتبره البعض من المحرمات الاسير البرغوتي جزء من لعبه اسرايئلية لتمرير دولة قزمة متحده مع الاردن و اطلاق سراحه يتزامن مع انتهاء فترة ابو مازن و خراب غزة لا نتمنى لاي شخص الاسر و لكن نتمنى الا يستغلنا احد ايضا

البشاعة
فلسطيني -

البشع هو كل من يصف المقاومة بهذه الصفات, من انت حتى تصدر الاحكام و توزع الادوار, و كيف تقول ان مروان ضد المقاومة, لماذا سجن اذا, هل لانه مع السلام الهزيل المذل كلنا مع السلام و لكن سلام يحفض لنا كرامتنا و ليس الاستسلام الذي تنادي به انت و امثالك. و الى كل الاخوة المعلقين كفوا عن الانجرار وراء مثل هذه المقالات التي ليس لها اي غرض سوى تعميق الانقسام و البغضاء بيننا, كل له اخطاءه, فليعترف كل بخطئه. شرفاء فتح و هم كثيرون طبعا, يؤمنون بالمقاومة كما تؤمن بها بقية الفصائل, فادعو الكاتب و امثاله الكف عن بث مثل هذه السموم.

حسن وبنت الوطن وال..
مهند -

ولكو ما تكونوا متخلفين..ما احنا عارفين انه مروان راح يحكم غصبا عن اسرائيل.. بس كيف بدو يخون القضية؟ اسرائيل ما قدرت على الشعب الفلسطيني من 61 سنة, مروان راح يقدر!! شخص واحد راح يقدر يخون فلسطين يا اغبيا,, كمان اليهود ليش ما يعيشوا في فلسطين؟ خليهم يعيشوا زي ما احنا بدنا.. في مسلمين عايشين في امريكا واوروبا و وين مكان.. وبس يصير المسلمين اقوى من اسرائيل ان شاء الله بحرقوهم مرة ثانية شو المشكلة وما حدا يحكي عن سيده الشهيد ابو عمّار

البرغوثي يستحق
أبو سمير -

السيد مروان البرغوثي يستحق كل الخير أتمنى له الحرية

آخر طلقة
عيسى الفلسطيني -

أنا فلسطينى وأعرف مساوىء فتح ومستوى وطنيتها التى تناقصت الى أكثر من النصف في الداخل والخارج ، وأعرف حماس ومستوى وطنيتها الخيالية والتى أسقطت الشعب الفلسطيني من حساباتها داخليا وخارجيا ومنهجها يوحي ببقاء المشكلة الفلسطينية ليوم القيامة ، والشعب الفلسطينى واقع بين واقعية عباس وخيالية حماس ، واقعية عباس الغارقة في الواقعية لدرجة أن اسرائيل تنهب الأرض وهو لا زال يعتبر نفسة رئيس وحكومه وكل يوم يصرخ ما فيه عندنا رواتب ، الحقونا !!! ونقول ما هكذا يتصرف رئيس شعب محتل . وهناك فرق بين الدولة والثورة !!! وبين خيالية حماس التى لديها من الأنانية الحزبية ما أنساها أنها أمام قضية شعب به كل ألوان الطيف السياسي والنضالي وليس الديني فقط ، فحماس تنظر الى كل من ليس مسجل معها كعدو ، وهذا يثبته الواقع فقد تصادمت مع عدد من المنظمات العاملة على الساحه مثل الجهاد الاٍسلامي والشعبية ، لهذا نقول أن البرغوتي هو آخر طلقة في يد فتح للاٍصلاح التحتي التنظيمي والفوقي الرئاسي والسياسي ، مع أنني شخصيا أؤمن أن فتح وصلت لدرجة من التفكك والفساد خاصة الفوقي لا يمكن اصلاحها .فالمهمة ثقيلة جدا ، وحماس يجب عليها توضيح القوانين التي تتعامل بها مع الغير على المستوى التنظيمي أو على المستوى الشخصي ، فلكي تبقى حكومة يجب أن تكون حكومة للجميع وأن تدرك الفارق بين الدولة والثورة في كل شىء ، وأن حكم الناس ليس دائما باٍثارة الخوف ، فهذا لن يدوم مهما أستخدمت من أساليب الضرب والتكسير ، فكل شخص يرتكب خطأ قانوني يقدم للمحاكمة ويأخذ عقابه جهارا نهارا ولا أحد يعترض ، أما اسلوب الاٍختطاف والتكسير والاٍلقاء في الشارع ومنع المعالجة في المستشفى الرسمي ، فشىء لا تقبله جميع السنن الدينية قبل الوضعية .