كتَّاب إيلاف

الصُّحف الإلكترونيّة وعلاقتها بالسياسة الإعلاميّة.!

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

ولأنَّنا نعيش في عصر "الرُّعب التَّقني" لابد لنا أن نكون في مستوى الحدث، إن لم نكن أمامه!!
إنَّنا نعيش "الخيال الميديائي" الذي يمتاز بالبث الفوري، والزَّمن الفعلي والتَّبادُل الرَّقمي، والعمل الافتراضي، والإنتاج الإلكتروني.. هذا إضافة إلى ما نتعاطاه يوميًّا من "التدفُّق الدَّائم للمعلومات" و"التغيير المُستمر في حركة الأشياء".. كُل هذا يجعل حُدود الواقع المادي والرَّمزي مائعة.. بل يجعل التداخل بين الخاص والعام والرسمي والشعبي والكوني والمحلي كبيراً جداً، كل ذلك يُنتج "نسقاً عالمياً" يزداد تكامُلاً وأَعَلَمَة وأَتْمَتَة وعولمة بقدر ما يزداد حركة وتوسعاً وانتشاراً، كما يُلاحظ ذلك المُفكِّر جورج بالاندييه في كتابه "النُّسق الأعظم"!!
وكُل هذا أنتج بدوره إنساناً جديداً، لا هدف له سوى إنتاج معلومات أو أدوات أو أسواق أو فضاءات يتحوّل بواسطتها ويعمل على تفعيلها باستمرار!!
بعد كُل هذه المقدمة "الخلدونيّة المُعاصرة" نُقرِّر أن أمر الإعلام لابد أن يَتَّبع سياسة تتلاءم مع مُتطلبات الوَاقع وتَستجيب للمُتغيّرات!!
في البدء نزف التهاني إلى معالي الدكتور عبدالعزيز خوجه ،وهويتسلم مقاليد إدارة وزارة الثقافة والإعلام ،كيف لانزف الفرح هو الرجل الجاد والشاعر الحالم ،الذي يعمل بيد ويحلم بأخرى ، ولا أحد يُشكِّك بقُدرة مَعاليه على (عصرنة الوزارة)، فهو ابن الأسرة الإعلاميَّة والثقافيَّة. ويُدرك أننا نعيش في عصر المُتغيّرات والوسائط والمعلومات!!
لذا أقول له يا معالي الوزير إنني أقرأ بين فترة وأخرى عن اجتماعكم مع رؤساء تحرير الصُّحف المحليّة للتبادل والتشاور وإيصال الرسائل وتبادلها بين معاليكم معاليكم وبينهم!!
وهذه صورة من "صور التلاحم" ولكن أليس من الغريب أن يلتقي معاليكم مع رؤساء تحرير بعض الصحف، التي لا يصل توزيعهاإلى ألف ،وأحياناً مائة نسخة، و يُحرم من لقاء معاليكم أصحاب الصُّحف الإلكترونية التي يصل قُرَّاء الواحدة منها بمئات الآلاف؟!!
يا معالي الوزير.. إن صحفاً إلكترونية مثل "سبق" و"عاجل" و"الوئام" و"وكاد" و"ضوء" وغيرها كثير، إن صحفاً مثل هذه تستحق منكم تواصلاً ومشاورة!!
إن أصحاب هذه الصحف والمسؤولين عنها معروفون من الإعلام بالضرورة، وليسوا أشباحاً أو مجهولين، لذا سيكون التواصل معهم دعماً لهم وصورة للتلاحم "الجميل" الذي يعود بنفعه على المجتمع!!
قد يقول قائل: إن هذه الصحف غير رسميّة، والنظام لا يسمح، وهنا أقول أن ولي الأمر وَكَّل مُهمة الإعلام لرجل هو جدير بالثقة مثل معاليكم ، لذا من واجبه أن يقترح على ولي الأمر ما يرى فيه خيراً ونفعاً للوطن!!
وإذا كان المُفكِّر مارون عبود يقول: "يجب أن تكون ساعة المُثقَّف سابقة ساعة الزمن بخمس دقائق"!! فنحن نقول ما أحوجنا إلى مُراعاة فارق التوقيت لأن عصرنا الحاضر يَهمل ولا يُمهل.. ولنتأمَّل قول الشاعر العراقي أحمد الصافي النجفي حين قال:
يَجري الزَّمان، فمن لَم يَجر مُستبقاً
أمامه، سَحقته أرجُل الزَّمن
يا معالي الوزير..إن الصحف الإلكتورنية تتكاثر يوما بعد آخر،و يقرأها مئات الألوف، وقريبا سيصبح هناك جريدة لكل مواطن، أوصحيفة لكل أسرة، وقبل أن يحدث هذا ،أتمنى من معاليكم أن تقفوا إلى جانب صحافة النت.. ولتكسبوا مخرجاتها وتطوعوا مساراتها لتتناغم مع معزوفة نظام المطبوعات الصحفية،لأن هذه الصحف قادمة بقوة، وقد تسحق صحافتنا الورقية من خلال سرعة البث وحرفية الصياغة ونعومة الرقابة!!
Arfaj555@yahoo.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
صحف النت في غنى
عبدالله -

كل يغني على ليلاه لاشك ان صحف النت لها قراءها ولكن صدقني لانها غير رسمية قرائها كثر!اما لو اصبحت رسمية فتصبح تقليدية كسائر المطبوعات وستفل شعبيتهاواعتقد ان المسؤولين في صحف النت ليسوا بحاجة الى اعترف رسمي بهمالمهم لديهم عدم الحجب وكفىولو سمح رسميا بها فكما قلت سيصبح لكل مواطن جريدةوهذه في الاخير ستضعف دور الاعلام ككل وشكرامحرر صحفي ورقي