كتَّاب إيلاف

العراق والتحديات المباشرة

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
ليس من شك في أن العراق قد خطا منذ العام المنصرم خطوات هامة في المجال الأمني، وفي بداية تنامي الشعور الشعبي النسبي ضد مخاطر الطائفية والمحاصصة، والإلحاح على أولوية خدمات المواطنين. كما شهد انفتاحا خارجيا عاما عليه، سواء من الدول العربية، أو من دول كبرى كانت ضد الحرب كفرنسا. أما الانتخابات المحلية الأخيرة، فقد كانت أهميتها في فوز الشعارات غير الطائفية والفئوية، ونعني فوز شعارات دولة القانون، وخدمات المواطنين.
هذه خطوات وتطورات هامة لا ينبغي التقليل من شأنها، ويجب النظر إليها إيجابيا بالمقارنة مع ما قبل 2008 فالأمور نسبية، كما لابد من التأكيد على الدور المهم والفعال للسيد المالكي فيما تحقق.
في الوقت نفسه يجب القول إننا أمام أشواط طويلة ينبغي على العراق اجتيازها لتحويل الشعارات لواقع وممارسات، أي لبناء دولة القانون، والتخلص من نظام المحاصصة، ومعالجة العقد الداخلية والإقليمية الكبرى التي تواجهنا، وينبغي أيضا تسجيل ان الانتخابات التي جرت ليست برلمانية وبنفس أهميتها، وأنها، رغم حريتها، قد همشت الأقليات.
من التحديات الكبيرة أمامنا، وكما كما نرى، هي التالية : 1 - الأمن:
إن العراق لا يزال معرضا للأخطار بدليل تواصل التفجيرات، وفي الموصل خاصة، حيث مراكز لبقايا القاعدة، وبرغم كل تأكيدات الحكومة، فلا نعتقد أن القوات العراقية صارت حقا مؤهلة تماما لتولي كل المسئوليات الأمنية، وبدون الشراكة القوية للقوات الأميركية. إن الاختراقات مازالت قائمة، وما حدث في الموصل من عدوان على جنود أميركيين هو أحد الأمثلة، وأما جهاز الشرطة، فمعظم أفراده من عناصر مليشيا بدر، الذين يدينون بالولاء أولا لحزبهم، وكذلك لا ندري يعود الصدر وجيشه للتحرك من جديد، وهل تطهر العراق من المئات من عناصر فيلق القدس الإيراني والاستخبارات الإيرانية.
من هنا، فإن كل شعور بالرضا عن النفس والنفخ في الخطوات الأمنية المحرزة، يقودان لفقدان البصيرة، والانسياق نحو فخاخ الأوهام.
لقد أحسن أوباما بتعديل موقفه من الانسحاب، بالمقارنة مع تصريحاته الانتخابية الأولى، ولا شك في أنه صار يأخذ بآراء القادة العسكريين في تقييم الوضع العراقي، وليس من الصدف أن يكون بوش ممن استشارهم اوباما قبل الإدلاء بتصريحاته الأخيرة عن الانسحاب.
إن العراق يظل بحاجة لتواجد القوات الأميركية ربما بأبعد من الجدول الزمني للاتفاقية الأمنية، فمخاطر المصادمات والحروب الداخلية ليست مما لا يؤبه لها، وإيران تتصرف وكأنها ولي أمر العراق، وكأن العراق منطقة نفوذها بامتياز! خامنئي يحدّث كبار المسئولين العراقيين وكأنه هو "المرشد الأعلى" للعراق. إنه مرة يطلب منهم كتابة دستور إسلامي، ومرات يلح على وجوب انسحاب أميركي عاجل متذرعا بأن وجودها خطر على إيران، وها هو يكرر النغمة نفسها في لقائه برئيس جمهوريتنا؛ هذا بينما إيران راحت تحصد المغانم والعقود أكثر من أية دولة أخرى. 2- انعكاسات الأزمة الاقتصادية وانخفاض سعر البترول:
هذا التحدي الخطير لا يجري الحديث عنه إلا لماما، ومن حسن الحظ أن بعض المسئولين المختصين قد أشاروا له مؤخرا.
الأزمة الاقتصادية، وقلة إيرادات النفط، مشكلة كبرى تتطلب الإسراع بإجراء الدراسات بين المختصين حولها والبحث عن الحلول الممكن إتباعها لجعل العواقب أقل إيلاما للاقتصاد العراقي، و لمستوى معيشة الجماهير، وهو مستوى متدهور أصلا.
إن من الممكن الاتفاق مع الاجتهادات التي ترى النهوض بالصناعة الوطنية، وبالزراعة، ومكافحة الفساد الذي بدد أكثر من 100 مليار دولار مكافحة حازمة وجادة، وإجراء تقشف عام في نفقات الدولة، وفي الرواتب العليا، وتقليص الوظائف "الاستثنائية كالعدد الكبير لمستشاري المالكي، وأفراد الحمايات، وتحميل المحميين جزءا من رواتب أفراد الحماية، ونعتقد إن البرلمان يجب أن ينهض لمستوى المسئولية في هذا الوقت العصيب باتخاذ قرارات تخفيض رواتب أعضائه وتحميل من يريد الحج منهم نفقات الحج. كل هذا مع النهوض حسب الإمكانات بالشرائح الاجتماعية بالأكثر حاجة، ومعالجة مشكلة البطالة، ومشاكل الأيتام والأرامل، والخدمات.
إن ترشيد الإنفاق ووضع خطة علمية عملية لمواجهة الأزمة الاقتصادية بأقل الخسائر، مهمات عاجلة وإن كانت في منتهى الصعوبة، ولكن الإرادة السياسية البصيرة، والاعتماد على الخبراء والتكنوقراط الأكفاء قادران على بلورة خطط معالجات ناجعة.
نعم، خطا العراق خطوات جيدة، ولكن المشاكل الكبرى باقية، والطائفية لا تزال وباء ينخر الجسم العراقي، والمحاصصة لا تزال قائمة، ودستورنا بحاجة ملحة للتعديل.
إن التحديات كبرى، وتستدعي رص الوحدة الوطنية وتعزيز الشعور بالمسئولية والولاء الوطنيين. الوقت ليس لصالحنا، والانتخابات النيابية ستكون المحك الحقيقي لمدى ترجمة الشعارات الوطنية والاجتماعية إلى واقع ملموس. فهل سيكون البرلمان القادم غير برلمان المحاصصات الطائفية والغياب المتكرر، وسفرات الحج الجماعية المجانية؟ هل ستكون خالية ممن يجهلون ألف باء البرلمانية الديمقراطية؟
نتمنى ذلك من القلب، ونرجو لكل القيادات الوطنية وللحكومة وللسيد المالكي شخصيا مزيدا من النجاح لصالح شعبنا ووطننا. 3 مارس 2009.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
الحمد لله
tedriss -

(لابد من التأكيد على الدور المهم والفعال للسيد المالكي فيما تحققونرجو للسيد المالكي شخصيا مزيدا من النجاح) المره الاولى ارى الكاتب ينصف قياديا من حزب اسلامي!!!الحمد لله

مواطن عراقي
سالم شكري -

يذكرنا مقال الأستاذ الحاج، ببيانات كانت تصدر عن أحزاب سياسية عراقية في الخمسينات وبداية الستينات من القرن الماضي وحتى مجيء البعث ، أحزاب تضائل دورها الآن وتحولت إلى مكاتب لا قواعد لها، إن سياسة النقد الخجول للبنية السياسية والإقتصادية للنظام الحالي في العراق سوف تلحق أضرارا على صعيد الديمقراطية الحقيقية التي لا زال العراق يبحث عنها، والتي تحاول قوى التخلف والظلام وأدها.فالمعروف أن البنية الحالية للنظام تعتمد بالكامل على صياغة قرارات من وراء مكاتب وحوزات ذات توجه عشائري وديني يلغي الصراع وتطور آفاقه نحو التحول المطلوب في بنية المجتمع العراقي،فهذه السلطة بعيدة كلياً عن العلمانية والتفسير العلمي للصراع وفن إدرة الدولة وقوانينها، وما أصاب العراق في الماضي والحاضر يقدم إنطباع على أن السلطة تتناسخ بكوارثها نحو دكتاتورية لإحزاب وتجمعات تنفذ مآربها وسياستها على قاعدة تقاسم الأرض والإقتصاد وحتى المدن والإحياء، كشرط لبقائها حزمة من السنوات. إن العوامل الخارجية التي أنهت الدكتاتورية لم تكن تفكر بأن سقوط النظام يحتاج إلى قوى ديمقراطية حقيقة ، وليس كما هو حاصل الآن، فنذير ومخاطر عودة الدكتاتورية من خلال القوى التي تطبق على إدارة شؤون العراق حالياً ، كردية كانت أم عربية من خلال التنافر والنهب والإستهتار بحقوق الناس تحولت إلى واقع وحقيقة، هذه الطريقة التي لم تجلب للعراق سوى دكتاتورية مقنعة أخذت تطل من خلالها التجمعات والأحزاب الحاكمة، إن المواطن العراقي لا يزال مساقا لضريبة الولاء للسطة كما حصل في الماضي، تبعية وإرتهان لا حدود لها.فهل هذه خطوات كبيرة تستحق كل هذا المديح والتطبيل.

الحمد لله
tedriss -

(لابد من التأكيد على الدور المهم والفعال للسيد المالكي فيما تحققونرجو للسيد المالكي شخصيا مزيدا من النجاح) المره الاولى ارى الكاتب ينصف قياديا من حزب اسلامي!!!الحمد لله

Mr. Al Haj
خضير طاهر -

لم يعد الكلام فيما اذا كان يوجد نفوذ إيراني في العراق أم لا، بل الكلام أصبح يدور حول الأسباب التي أدت الى سقوط العراق بهذا الشكل السهل السريع في احضان ايران دون وجود مقاومة من قبل العراقيين للدفاع عن سيادة وطنهم وكرامته، وايضا كرامتهم كبشر يرفضون العبودية والعيش تحت رحمة الإحتلال الإيراني! لقد أصبح سقوط العراق في قبضة ايران أمراً واقعاً تم التخطيط له بدهاء فارسي غاية في الذكاء الشيطاني والتكتيك والترويض وارتكاب شتى انواع الجرائم، ويجب الأشارة هنا الى ان ايران لم تكن في يوم ما خارج العراق، فقد كانت بأستمرار هي المتحكم الفعلي به، ماعدا فترة نظام المجرم صدام حسين الذي وقف بوجه أطماعها ولقنها درسا قاسيا وأذاقها طعم الهزيمة العسكرية، ولكن مما يؤسف له هو ان صدام حسين لم يكن ينطلق في مواجهة ايران من دوافع وطنية من اجل العراق، وانما كان يدافع عن كرسي السلطة وعن جبروته وهيمنته وطغيانه، ورغم هذا كان المستفيد في ألاخر من تصديه للعدوان الايراني هو العراق. ولعلها فجيعة كبرى سيكتب عنها التاريخ كثيراً.. فجيعة السقوط السريع المستكين الخانع للعراق في القبضة الايرانية، فشعب الرافدين العنيد وصاحب التاريخ المجيد ومؤسس الحضارة الانسانية، والشرس في ميادين الحروب والقتال... نجده فجأة بعد سقوط نظام صدام إنهار كلياً وأستسلم بخنوع وذل مريع الى الأطماع الايرانية، وفتح كافة ابوابه وترك وطنه لهم... لقد قامت ايران بعملية انتقام وحشي لهزيمتها العسكرية امام الجيش العراقي الباسل. سيكتب التاريخ ان قسما من الشعب العراقي سكت، وخضع، وخنع، وتواطأ، وخان وطنه.. وسيكتب ان قسما من العراقيين كانوا فرحين بالإحتلال الايراني وسعداء به، بل أكثر من هذا بعض العراقيين تحمسوا لإيران أكثر من الإيرانيين أنفسهم وعملوا كل شيء من اجل توسيع نفوذها وسيطرتها على العراق ! أنها كارثة غياب مشاعر الأنتماء الوطني!!

اشرب عليها تنجلي
أبو العباس السفاح -

رداً على صاحب تعليق & ;الحمد لله& ; كاتب المقال لم يتأخر من إنصاف الشخصيات الدينية، فلقد كان في الماضي يمدح الشخصيات القمعية. وهكذا تستمر الحياة تجرها مستشفيات طبية صوب الهدايا التقاعدية.

Mr. Al Haj
خضير طاهر -

لم يعد الكلام فيما اذا كان يوجد نفوذ إيراني في العراق أم لا، بل الكلام أصبح يدور حول الأسباب التي أدت الى سقوط العراق بهذا الشكل السهل السريع في احضان ايران دون وجود مقاومة من قبل العراقيين للدفاع عن سيادة وطنهم وكرامته، وايضا كرامتهم كبشر يرفضون العبودية والعيش تحت رحمة الإحتلال الإيراني! لقد أصبح سقوط العراق في قبضة ايران أمراً واقعاً تم التخطيط له بدهاء فارسي غاية في الذكاء الشيطاني والتكتيك والترويض وارتكاب شتى انواع الجرائم، ويجب الأشارة هنا الى ان ايران لم تكن في يوم ما خارج العراق، فقد كانت بأستمرار هي المتحكم الفعلي به، ماعدا فترة نظام المجرم صدام حسين الذي وقف بوجه أطماعها ولقنها درسا قاسيا وأذاقها طعم الهزيمة العسكرية، ولكن مما يؤسف له هو ان صدام حسين لم يكن ينطلق في مواجهة ايران من دوافع وطنية من اجل العراق، وانما كان يدافع عن كرسي السلطة وعن جبروته وهيمنته وطغيانه، ورغم هذا كان المستفيد في ألاخر من تصديه للعدوان الايراني هو العراق. ولعلها فجيعة كبرى سيكتب عنها التاريخ كثيراً.. فجيعة السقوط السريع المستكين الخانع للعراق في القبضة الايرانية، فشعب الرافدين العنيد وصاحب التاريخ المجيد ومؤسس الحضارة الانسانية، والشرس في ميادين الحروب والقتال... نجده فجأة بعد سقوط نظام صدام إنهار كلياً وأستسلم بخنوع وذل مريع الى الأطماع الايرانية، وفتح كافة ابوابه وترك وطنه لهم... لقد قامت ايران بعملية انتقام وحشي لهزيمتها العسكرية امام الجيش العراقي الباسل. سيكتب التاريخ ان قسما من الشعب العراقي سكت، وخضع، وخنع، وتواطأ، وخان وطنه.. وسيكتب ان قسما من العراقيين كانوا فرحين بالإحتلال الايراني وسعداء به، بل أكثر من هذا بعض العراقيين تحمسوا لإيران أكثر من الإيرانيين أنفسهم وعملوا كل شيء من اجل توسيع نفوذها وسيطرتها على العراق ! أنها كارثة غياب مشاعر الأنتماء الوطني!!

الوطني والوطنية
ميسم الجرّ اح -

لاشك ان هناك من يجهل الكاتب الاستاذ عزيز الحاج صادق وهو مارس السياسة وحمل هموم وطنه العراق منذ نعومة اضفاره كما يقولون كما انه مارس كل اشكال هذه السياسة من التطرف ونقيضه ولازلت اذكر ذلك الصيف القائظ بالعراق ومن بدايات سني الفاشست عندما قدمه مدير الاذاعة والتلفزيون المدعو سعيد الصحاف وبعد مروره على الأمن البعثي طبعا وأخذ يدلي باعترافات مرغما عليها وبعدها اطلق سراحه وتسلم بعضا من مناصب الحكومة و هذا لايمنع او يعاقب عليه بل العكس مما يعطيه بعدا وطنيا ونضاليا وتجربة والاستماع لما يقوله هذا الرجل فهو اساسا وطني وصادق وذو طروحات جديرة بالتقدير وشكرا لايلاف

صولة الفرسان
ميسم الجرّاح -

التعليق 3 بن طاهر كما يدعي صه ياهذا فالعراق لم ولن يستكين في يوم من الايام او زمن من الازمان رغم ما فعله الفاشست وبيع وطنهم والتنازل عن شط العرب فالعراق اصيلا برجاله وشامخ بهم اما ان ترى غير ذلك فهذا شي ء يخصك وحدك وما صولة الفرسان الا درس بسيط ومقدمة من جيش فتي وشعب مثقل بالجراح وهو الان ينفض هذا الغبار وسيبقى محبا للسلام ومن موقع القوة والاقتدار او تدري لماذا ؟؟لانه الوحيد في اصالته وحضارته وانسانيته وتحضره في العالم كله

صولة الفرسان
ميسم الجرّاح -

التعليق 3 بن طاهر كما يدعي صه ياهذا فالعراق لم ولن يستكين في يوم من الايام او زمن من الازمان رغم ما فعله الفاشست وبيع وطنهم والتنازل عن شط العرب فالعراق اصيلا برجاله وشامخ بهم اما ان ترى غير ذلك فهذا شي ء يخصك وحدك وما صولة الفرسان الا درس بسيط ومقدمة من جيش فتي وشعب مثقل بالجراح وهو الان ينفض هذا الغبار وسيبقى محبا للسلام ومن موقع القوة والاقتدار او تدري لماذا ؟؟لانه الوحيد في اصالته وحضارته وانسانيته وتحضره في العالم كله

المليشيات
مايا -

استاذ عزيز الحاج المحترم عليك ان تذكر ايضا دور المليشيات الكردية وتهجيرها للمسيحيين من الموصل وسبي الاهالي في خانقين ومناطق كثيرة من ديالىفضلا عن ممارسات العصابات الكردية ضد التركمان وما يجري لاولادهم من خطف ومن ثم مقايضتهم بدفع فدية او ترك كركوك انه الارهاب الكردي يا سيد عزيزواعرف انك ماركسي ومن ابسط مفاهيم الماركسية الوقوف بجانب المظلومين والتركمان مطلومون من قبل الكرد الشو فينيون لم اكن ادري ان المظلوم يتحول الى قاتل في يوم ما لكن الواقع الذي يجري والذي جسد ابشع صوره الاكراد بممارساتهم اللا انسانية ضد بلاد سومر التي نزحوا اليها من الجبال كن منصفا يا استاذ فالناس خرجت من نار صدام ودخلت في لهب الكرد والمضحك ان الاكراد العنصريون يعانون من عنصرية الاوربيين