كتَّاب إيلاف

خطة كارتر للسلام في الشرق الأوسط...

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
... ليس بالتفاؤل وحده تنجز المهمات!؟ عنوان الكتاب: بوسعنا تحقيق السلام في الأرض المقدسة: خطة ستنجح.
المؤلف: الرئيس الأسبق جيمي كارتر.
الناشر: سيمون أند شوستر، طبعة أولى، 2009م.
عدد الصفحات: 255. على الرغم من كون مفرزات الأحداث الأخيرة في الشرق الأوسط، بدءاً من العدوان على غزة وانتهاءاً بنتائج الانتخابات الإسرائيلية وصعود اليمين المتطرف فيها، تشير إلى صعوبة تحقيق السلام في منطقة الشرق الأوسط على المستوى القريب، إلاّ أن الرئيس الأمريكي الأسبق (جيمي كارتر) يبدو، بخلاف الآخرين، متفائلاً بإمكانية تحقيق ذلك خلال فترة الرئيس الجديد (أوباما)، وهو الرئيس الذي طرح من (التغيير) شعاراً لحملته الانتخابية.
الكتاب الجديد للرئيس كارتر (بوسعنا تحقيق السلام في الأرض المقدسة: خطة ستنجح) وصف بأنه إضافة عميقة وضرورية، وأنه نجح هذه المرة في تجنب الاتهامات الحزبية المضادة، والخلافات التاريخية التي تشتعل في معظم النقاشات حول الصراع. كما وصف الكتاب بالحل البراجماتي للمشكلة، في محاولة لإقناع الأطراف بأن السنوات القليلة القادمة ربما تكون الفرصة الأخيرة لحل الدولتين.
تقوم رؤية الرئيس الأمريكي الأسبق على أن اللحظة الراهنة هي الأنسب لتحقيق السلام في منطقة الشرق الأوسط، فيطرح خطة "جريئة" و"شاملة" للوصول إلى هذا الهدف، بحكم درايته وعلاقته الوثيقة بكل ما يتعلق بالأرض المقدسة وخاصة خلال العقود الثلاثة الأخيرة، ومعرفته بكل قادة الأحزاب والفصائل في المنطقة. فيحلل أسباب إخفاق جهود السلام السابقة، ليؤكد على إمكانية تحقيقه في ظل القيادة الأمريكية الجديدة.
يتحدث الكتاب ابتداءً عن تاريخ الصراع بين "إسرائيل" وجيرانها، وشملت فترة تقارب أربعة آلاف عام، ما بين رحلة سيدنا إبراهيم إلى أرض كنعان وحرب الأيام الستة، مع التركيز على الأربعين عامًا الماضية من المفاوضات والتي تكثفت في كامب ديفيد، والتعقيدات التي اتسمت بها الانتخابات الفلسطينية عام 2004، وهما الحدثان اللذان كان كارتر على صلة وثيقة بهما. كما يتحدث عن مرحلة كل من ريجان، بوش الأب، كلينتون، ثم يتناول أيام بوش الابن الأولى (2001-2005)، وصولاً إلى الانسحاب الإسرائيلي من غزة، ويسلط الضوء على نتائجه، ليتساءل بعد ذلك عن مدى قرب "إسرائيل" من تحقيق أهدافها الكبرى؟! وإمكانية أن تلعب حماس دورًا فعالًا في عملية السلام.
ويتخلص طرح كارتر في هذا الكتاب بتقديمه حلًا بسيطًا ومباشرًا، يتمثل في ضرورة تبني "إسرائيل" ما يُسمّى "شروط الرباعية"، التي قابلتها "إسرائيل" بتوجس وريبة وحتى تجاهل، وتبنتها مجموعات السلام الفلسطينية، مؤكدًا ضرورة تضمين (حزب الله) و(حماس) و(سوريا) و(إيران) في العملية التفاوضية من أجل تحقيق السلام في "الأرض المقدسة". رافضاً الحصار الذي فرضته أمريكا و"إسرائيل" على حكومة حماس، ومطالبًا بضرورة التعامل معها باعتبارها حكومة أفرزتها انتخابات ديمقراطية أشرف عليها الرئيس كارتر بنفسه.
ويشير كارتر في الوقت نفسه إلى تجاهل "إسرائيل" للقرارات الدولية، وفي مقدمتها قرار الأمم المتحدة رقم (194) المتعلق بحق اللاجئين الفلسطينيين بالعودة إلى ديارهم وأهمية تطبيقه، مع إشادته بالمبادرة العربية للسلام وأهمية الاستناد إليها أيضاً لإنجاز تطبيع بين إسرائيل وجميع الدول العربية الأخرى.
وفي الفصل الأخير من الكتاب، يرسم المؤلف حدود خطته الرامية لتحقيق السلام في الشرق الأوسط، وعلى الرغم من تأكيده على نجاعتها وإشارته إلى أنها سهلة ومباشرة، إلا أنها لم تأت بجديد في سياق هذا الصراع، سوى تحديد بعض التفاصيل ووضع مقاربة أكثر براجماتية، وتبني وجهة نظر أكثر انفتاحًا، مرتكزاً إلى ما سماه بالوثائق المنشورة والتي تحظى بقبول من قبل جميع الأطراف، وهي قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة بالصراع في الشرق الأوسط، وخارطة الطريق التي وضعتها الرباعية من أجل السلام.
على الرغم مما يتميز به كل من الرئيس كارتر وكتابه من انفتاح على جميع الأطراف المعنية بالصراع في الشرق الأوسط، وبالذات الفصائل والأحزاب والدول التي تعدها الولايات المتحدة وحلفاؤها داعمة للإرهاب أو قائمة به، ووصفه "إسرائيل" بأنها دول احتلال، ومطالبته بدولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية، بشكل واضح وصريح لا لبس فيه، إلا أن تمجيده المبالغ فيه لخطة خارطة الطريق ورؤية الرباعية الدولية لإحلال السلام في المنطقة، واعتقاده بكون جميع الأطراف موافقة على جميع هذه البنود سلفاً، فضلاً عن مسحة التفاؤل "الكبيرة" التي عجّ به كتابه، يوحي وكأننا أمام كتاب "احتفالي" أكثر منه واقعي يعرف حجم المجازر والآلام والدماء التي سالت بين الطرفين وساهمت في تكوين ذاكرة ليس من السهل محوها. وبالمقابل، فإن من المبكر المراهنة على قدرة الإدارة الأمريكية الجديدة، رغم شعاراتها البراقة، على إنجاز ما لم يفلح غيرها بتحقيقه، ما لم تثبت هي للآخرين أهليتها للمراهنة على قدرتها في هذا الشأن. كاتب وباحث

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
أحلام راحل
رمضان عيسى -فلسطين -

هناك فرق بين الأحلام والواقع ،فالصراع في الأرض المقدسة أشرس وأعنف مما هو في أي بقعة في العالم ، فلقد اتخذ الصراع منحى جديدحيث سال من الدم الكثير وحلول كارتر هوائية وكان ممكن أن تنجح في وجود ياسر عرفات ، ولكن اليوم أصبحت المسألة الفلسطينية أكثر تعقيدا ، فقد دخلت عوامل القداسة أكثر من ذي قبل ، وزاد التطرف في اسرائيل أكثر من ذي قبل وابتعدت الحلول أكثر من ذي قبل , لهذا فعواطف كارتر جاءت متأخرة بما لايقاس . فاسرائيل زادت بعدا عن نقطة التلاقي رعم الهزائم الفعلية التي منيت بها في جنوب لبنان وغزة ولم يتسنى لها تحقيق أي هدف من أهدافها ورجعت الى المربع الأول ولم تستطع أن تفعل شيئا غير الاٍمعان في الحصار . وهذا لايبشر بقرب أي حل ولو كان من كارتر أو غيره من الراحلين . فهي لاتزيد عن أحلام ليس لها رصيد عند المتطرفين خصوصا في اسرائيل التي يزداد شعبها تطرفا يوما بعد يوم ، فهو شعب مريض بالتطرف ولم يفرز اٍلا قادة مرضى لم يستطيعوا حتى الآن أن يقنعوا الشعب بالسلام ، فاسرائيل دولة، شعبا وحكومة يرهبان السلام . ويبدو أنهم سيعيشون في حالة من الحرب الدائمة وما بنائهم للجدار العازل اٍلا دليل على ذلك ، فالشعب الفلسطيني لن يهزم ، فلا سلام بدون دولة فلسطينية كاملة السيادة ،في حدود 67 كاملة ودون نقصان .

أحلام راحل
رمضان عيسى -فلسطين -

هناك فرق بين الأحلام والواقع ،فالصراع في الأرض المقدسة أشرس وأعنف مما هو في أي بقعة في العالم ، فلقد اتخذ الصراع منحى جديدحيث سال من الدم الكثير وحلول كارتر هوائية وكان ممكن أن تنجح في وجود ياسر عرفات ، ولكن اليوم أصبحت المسألة الفلسطينية أكثر تعقيدا ، فقد دخلت عوامل القداسة أكثر من ذي قبل ، وزاد التطرف في اسرائيل أكثر من ذي قبل وابتعدت الحلول أكثر من ذي قبل , لهذا فعواطف كارتر جاءت متأخرة بما لايقاس . فاسرائيل زادت بعدا عن نقطة التلاقي رعم الهزائم الفعلية التي منيت بها في جنوب لبنان وغزة ولم يتسنى لها تحقيق أي هدف من أهدافها ورجعت الى المربع الأول ولم تستطع أن تفعل شيئا غير الاٍمعان في الحصار . وهذا لايبشر بقرب أي حل ولو كان من كارتر أو غيره من الراحلين . فهي لاتزيد عن أحلام ليس لها رصيد عند المتطرفين خصوصا في اسرائيل التي يزداد شعبها تطرفا يوما بعد يوم ، فهو شعب مريض بالتطرف ولم يفرز اٍلا قادة مرضى لم يستطيعوا حتى الآن أن يقنعوا الشعب بالسلام ، فاسرائيل دولة، شعبا وحكومة يرهبان السلام . ويبدو أنهم سيعيشون في حالة من الحرب الدائمة وما بنائهم للجدار العازل اٍلا دليل على ذلك ، فالشعب الفلسطيني لن يهزم ، فلا سلام بدون دولة فلسطينية كاملة السيادة ،في حدود 67 كاملة ودون نقصان .

الحرب
han -

أولا من صنع الحرب سؤال موجه......؟فصانع الحرب لانرجو منه سلاما فهم ضباع مفترسة

الحرب
han -

أولا من صنع الحرب سؤال موجه......؟فصانع الحرب لانرجو منه سلاما فهم ضباع مفترسة