كتَّاب إيلاف

الزواج المحرم

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
منذ أكثر من عشرين سنة سافر بعض الشباب إلى إسرائيل للبحث عن فرصة عمل، بعضهم عاد إلى الوطن بعد أن وفر مبلغا يساعده على العمل أو الزواج، وبعضهم صادف شريكة حياته فتزوج واتخذ من إسرائيل وطنا ثانيا له، بمرور الأيام اثمرت هذه الزيجات عن أطفال، قبل معرفتنا بهؤلاء الأطفال كنا نستنكر بشدة سفر هؤلاء الشباب إلى إسرائيل، وأيامها طالبت بعض الأقلام الدولة المصرية بالحد من هذه الظاهرة، سواء بإغلاق منافذ السفر إلى إسرائيل أمام الشباب، أو بتضييق الإجراءات وتشديدها، كما طالب البعض الآخر بتكثيف البرامج الإعلامية التى تعمل على توعية الشباب، بالتأكيد علي أن هذه الرحلات، حتى ولو كانت من باب السياحة، فهى جريمة بحق الوطن والشعوب العربية، خاصة البلدان التى لازالت إسرائيل تحتل جزءا من أراضيها، مثل سوريا ولبنان وفلسطين.
هؤلاء الشباب أصبحوا بعد سنوات رجالا، وأطفالهم صاروا من الشباب، وبات من حقهم ان يعودوا إلى مصر، للإقامة أو العمل أو التعليم، فهل سيقبلهم الوطن ؟. الكاتبة الصحفية هالة فؤاد نائب رئيس تحرير مجلة " آخر ساعة "، فتحت هذا الملف الخطير فى أحدث كتبها " الزواج المحرم... مصريون وإسرائيليات " الذى صدر حديثا عن دار سطور للنشر بالقاهرة، وفجرت فيه قضية هؤلاء الأبناء من أصحاب الجنسية المزدوجة، حيث أشارت إلى ان المصريين الذين سافروا تزوجوا من فتيات يحملن الجنسية الإسرائيلية، سواء كانوا يهوديات أو من عرب 48. وحسب القوانين، من حق هؤلاء الأبناء ان يحملوا جنسية الأم وهى الجنسية الإسرائيلية، وجنسية الأب وهى الجنسية المصرية، وهنا تكمن الخطورة أو توجد القنبلة، وتفجيرها سيكون فى إسرائيل أو فى مصر علي السواء، لأن هؤلاء الشباب بحكم جنسية الأم من الممكن أن يتم تجنيدهم فى الجيش الإسرائيلى، وهنا يصبحون فى مواجهة أقاربهم وبنى جلدتهم من جنسية والدهم، وفى حال تفكير والدهم فى العودة بأطفاله والإقامة في وطنه ستكون المشكلة الأكبر والخطر، لأن هؤلاء الأولاد من حقهم، حسب جنسية والدهم، أن يتعلموا فى مدارس وجامعات حكومية على نفقة الدولة مثلهم مثل سائر المصريين، ومن حقهم أيضا التمتع بالسلع المدعومة، وبعد اتمام مرحلة التعليم عليهم ان يقوموا بواجبهم الوطني وأداء الخدمة العسكرية، حيث سيتم تجنيدهم، ولو جاءوا إلى مصر شبابا بعد تخرجهم، فإن جنسية والدهم تمنحهم الحق فى الإلتحاق بوظيفة حكومية، ومن حقهم أيضا الإنضمام إلى أي حزب سياسى، أو تأسيس أحد الأحزاب الجديدة.
الكاتبة هالة فؤاد تطرح العديد من الهواجس والمخاوف، مثل: هل سيلتحقون بوظائف حساسة ؟، هل سيتم تجنيدهم وهم يحملون جنسيتين ؟، هل من الممكن ان نرى أحدهم يخوض انتخابات مجلس الشعب أو الشورى أو انتخابات الرئاسة الجمهورية خلال السنوات القادمة ؟، كيف ستتعامل الدولة مع هؤلاء ؟.
الكاتبة فجرت قضية أخرى فى نفس الكتاب، وهى نفيها القاطع عن هؤلاء الشباب الذين سافروا إلى إسرائيل تهمة الخيانة أو العمالة، التى وصمها بهم العديد من الكتاب الأشاوس، وقالت ان هؤلاء سافروا قبل سنوات من خلال الطرق الشرعية، وحصلوا على تأشيرة لدخول اسرائيل من السفارة الإسرائيلية بالقاهرة، وركبوا الطائرة من مطار القاهرة الدولي، وبعضهم عاد وبعضهم استمر هناك، ومعظم تحركاتهم كانت ولا زالت فى وضح النهار، وجميعهم تعامل مع إسرائيل كتعاملهم مع أى دولة من دول المهجر، سواء للعمل أوتوفير المال، بينما " الخيانة " أو من يتصفون بها، تجيىء تحركاتهم غالبا فى الخفاء ويتقاضون أموالا مقابل التجسس علي بلدانهم، وتساءلت: هل الخيانة والعمالة من نصيب الفقراء فقط، بينما التطبيع خاص بالأثرياء وحدهم ؟، مشيرة إلى ان العديد من رجال الأعمال يسافرون إلى إسرائيل، ويقيمون مشروعات مشتركة مع رجال أعمال اسرائيليين، وهؤلاء يعرفون بالمطبعيين، أما الشباب الذين سافروا للبحث عن لقمة العيش وفرصة عمل سرعان ما نتهمهم بالخيانة والعمالة والجاسوسية، وهذا ظلم كبير ؟
كتاب الزواج المحرم هو الأول من نوعه الذى يفتح هذا الملف الخطير، كما ان مؤلفته تضع قنبلة (مزدوجى الجنسية) بين يدى رجال الحكومة المصرية، إما ان ينتظروا تفجيرها فى وجوههم أو يحبطونها ويسرعون فى تفكيكها، والمؤلفة عندما أحضرت هذه القنبلة لم تقم بتحريض الحكومة على شكل إدانة أو ممانعة أو تقييد لهؤلاء الشباب، بل أنها طرحت أمامها جميع المخاوف والمحاذير، حتى أنها خصصت أحد فصول الكتاب لعرض صورة على النقيض تماما، صورة لبعض الشباب الذين فضلوا الموت غرقا في مياه البحر المتوسط، عن سفرهم إلى اسرائيل، حيث عرضت للعديد من الحالات التى سافرت إلى أوروبا بالطرق غير الشرعية، بعضهم نجح ووصل، والبعض الآخر مات غرقا، موضحة الفرق بين هذا وذاك، شباب اسرائيل تتكلف رحلتهم حوالى مائتى جنية فقط (40 دولارا)، وهى قيمة تكلفة السفر من هنا إلى طابا بالأوتوبيسات، بينما رحلة الشباب غير الشرعية لأوروبا تتكلف أكثر من خمسة وعشرين ألفا من الجنيهات المصرية (حوالي خمسة ألاف دولارا)، يدفعها الشاب للمافيا مغامرا بجسده وحياته فى مراكب متهالكة وأمواج لا ترحم.
كتاب " الزواج المحرم " يستحق القراءة والمناقشة، كما تستحق مؤلفته الشكر والتحية.
dressamabdalla@yahoo.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
موضوع مهم جدا
فيصل -

بالفعل يجب ان تفكر الدولة المصرية في ابنائها , ولاتتركهم عرضه للمخاطر وان توفر لهم الحياة الكريمة.

ترجموا!!
سلسبيل -

وماذا عن أولاد وبنات أولئك الذين لم ولن يرجعوا إذا ما التحقوا بالجيش الإسرائيلي؟؟ وصار حفيد مصر أو أي دولة عربية سجاناً يعذب السجناء أو طياراً يلقي بالقنابل المحرمة على رؤوس الفلسطينين العزل؟؟ وكيف يمكن أن نتصور الحوار اليومي ووجهة نظر الزوجين فيما يتعلق بعدوان الجيش الإسرائيلي على غزة أو جنين أو قنا مثلاً؟ هل تنسجم أرائهما معاً بهذا الخصوص وهذا ما يحدث غالباً؟ ما يعني أن أحدهما خائن! أم أن لكل منهما موقفاً مختلفاً فلنتصور كيف تكون حياتهما معاً إذن !! لا أتصور أن هؤلاء الشباب مدفوعين بسبب الفقر فقط للزواج من إسرائيليات ,, فعلى الرغم من كثير من المتاعب التي تواجه المصريين والعرب العاملين خارج أراضيهم من أجل تحسين معيشتهم تظل معاناتهم محتملة مقارنة بهؤلاء! ثم منذ متى يتزوج الإنسان ليحسن معيشته؟؟ هل هن أجل هذا يتزوج الإنسان؟ أم من أجل عثوره على الشريك المناسب وتحقيق الإستقلالية وتكوين أسرة وإنجاب أبناء يقر عينه بهم ويفخر بإنجازاتهم عندما يكبرون؟!!

Israel and Egypt
Salem -

The best solution to stay in Israel and will be treated wellEgypt and Israel have a peace treaty for a long time so why you are making it as a big deal The World is becoming a small village

كلنا اولاد ادم...
س .السندي -

كلنا أولاد أدم وحوى ولا أنا غلطان ...لا تدينو لاألا تدانو.... وهل يمكن تصور المسالة بالعكس ...زواج محلل بين إسرائيلين ومصريات ...أو حتى عربيات بدل العنوسيات في إزدياد...ولا ذاك حلال وهذا حرام ياسادة ياكرام..؟

I am just wondering
Joker -

was any of these kids or men Copt, Did I wasted 8 years in the army? God help

حقوق إنسانية .
الحكيم البابلي . -

الموضوع جديد في طرحه ، ولكن .. هناك مُبالغات وتهويلات وتحذيرات لا مُبرر لها ، مع هواجس ومخاوف وتشكيكات خلقها الكاتب ثم راح يُدافع عنها !! . يؤسفني ان اقول ان لغة واسلوب المقال لم يكونا بمستوى خانة ( كتاب اليوم ) . كما ان الكاتب الح كثيراً في استعمال ( فجرت قنبلة .. تضع قنبلة .. توجد القنبلة .. تفجيرها سيكون .. قنبلة مزدوجي الجنسية .. تفكيك القنبلة .. الخ ) ، وهذا اسلوب (مُقنبل) وغير مُستحب وهو جُملة مبالغات وتهويلات مُعتادة للبلاغ العربي ليس إلا . هؤلاء الشباب المصريين ذهبوا يبحثون عن فُرص عمل بسبب البطالة وألكثافة السكانية في مصر ، وكان ان تزوجوا بفتيات اسرائيليات ( لعدم وجود كثرة عربية هناك ) ، وألمقال يُصورهم ( بصورة غير مُباشرة ) وكأنهم تزوجوا من سعالي او اقوام خرافية من المريخ !! . مصر عندها علاقات طبيعية مع إسرائيل ، وزيجات كهذه هي نتيجة حتمية ومنطقية لتلك العلاقات ، ولهذا توجب عليكم طرح الموضوع على من يهمه الأمر في الحكومة المصرية ، بدلاً من تسمية هذه الزيجات ب ( الزواج المحرم ) . هذا عنوان مُحرِض ومُضلِل وقد تهيأ لي للوهلة الأولى بأنكم اكتشفتم مُجتمعاً هجيناً مُنغلقاً على نفسه يتزوج فيه الرجل من اخته او امه او بنته !!. ان اي زواج في العالم اليوم بين اي رجل وامرأة لا يقوم على الأنسجام العقلي والنفسي وألعاطفي هو زواج باطل اساساً كونه لا يخرج من رحم ارادة الأنسان . اما عن هشاشة فكرة وصول احد المنحدرين من هذه الزيجات الى رئاسة الجمهورية ، فهذا افتراض مليوني الأحتمال ، وهو اظغاث احلام او ( فلم هندي ) . المقال ككل (رأي شخصي) هو خبر واعلان غير مُباشر عن كتاب جديد اسمه ( الزواج المحرم ) ، وألشيئ الأيجابي الذي فيه هو دفاع الكاتبة عن هؤلاء الشباب المساكين ضد افتراضات وإتهامات من صُنع نفس الكاتبة !! .

حلال وحرام
منقب -

اعتقد بان فكره الكتااب نابعه من فكر (حلال و حرام) فكما نعلم ان في البلدان العربيه الكثير من الناس الذين يحللون الاشياء ويحرمونها حسب اهوائهم الشخصيه. ولكن عندما تتعلق المساله بالدين عندها تصبح المحرمات ممنوعات وبشده وهذا باعتقادي ماجعل الكاتب يمثل الكتاب بالقنبله الموقوته...فكما هو معروف للجميع بان المسلم عندما يريد الزواج بغير المسلم فعلئ الطرف الثاني قبول الاسلام ..اما في حاله المصريين المتزوجين من اسرائيليات فالنظريه الاسلاميه لم يتم تطبيقها ولذلك نجد الابناء يكبرون ويشاركون في الجيش الاسرائيلي ظد العرب...للاسف الشديد ان معظم المقالات مرتبطه بصوره مباشره او غير مباشره بالدين وكما تعلمون هناك ظوابط وقيود للنشر ولذلك ادعو ايلاف الئ نشر كل التعليقات وبهذا سوف نحصل علئ قراء اكثر وجمهور كثير..شكرا مره اخرئ لايلاف والكاتب المحترم

مقالة مهمة
م . فادي رام الله -

للاسف هذه الظاهرة موجوده وسبب ذلك ربما تكون حالة الفقر المدقع الذي يعاني منه الشباب المصري وعدم وجود حريات وديمقراطية ، في احد الايام تم ايقافي على حاجز اسرائيلي وتفتيشي جسديا وكانت لهجة المجند مصرية وبلغة عربية سليمة ، شاب في العشرينيات من عمره ، وعند سؤالي له عن لهجته المصرية ولغته العربية السلمية اجابني انه شاب مصري يعمل بالجيش الاسرائيلي وانه من منطقه اسمها كفر الزيات ، عندما لا توجد ادنى مقومات الحياة للشاب في وطنه فانه ينحدر ويسير بأتجاه خاطيء لا يمكنه الرجوع عنه . فأعتبروا يا اخوتنا العرب

فاتورة الآباء
Amir Baky -

بدون فلسفة ما هو ذنب الطفل الرضيع الذى سيكون نتاج هذا الزواج؟ الكل سيكرهه دون أى ذنب منه. فلا هو مرحب به فى المجتمع الإسرائيلى و لا فى المجتمع المصرى. والكل سينظر له كعدو أو خائن أو جاسوس وسيدفع فاتورة طيلة حياته دون أى ذنب إقترفه

الى الحكيم البابلي
الوجع العربي -

اشكرك على حكمتك المبالغ بها ولكني اظن انه من الحكمه عند التحدث عن موضوع ما ان تكون ملما بجوانبه فحضرتك ذكرتانهم يتزوجون بيهوديات لعدم وجود كثره عربيه انا حقيقه منذهله وانا اعيش هنا وسط ما تسونه اسرائيل ووسط كثافه سكانيه عربيه عاليه ان الشاب المصري لا يجد فتاه عربيه للارتباط بها النقطه الثانيه اوافقك الراي ان ذلك الطفل عندما يكبر لن ينافس المصريين على رئاسه الجمهوريه ولكن دوافعه الصهيونيه وتربيته الصهيونيه لن تحول بينه وبين تحقيق اهداف اسرائيليه ايا كانت في المجتمع المصري الذي يفترض واشدد على يفترض انه وطنه واخيرا اود ان انبهك الى ان اسرائيل كانت خرافه واليهودي بدهائه جعل منها واقعا فلا تستخف بالموضوع لان استخفاف اجدادنا بالقله القليله منهم جعلهم قوه عظمى يا حكيم