كتَّاب إيلاف

لحظة سقوط فرعون

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

نخلق الفراعنة ونجلس نبكي على وجودهم بيننا.
نغزل لهم الأجنحة وننصبهم ملائكة على أرض تخلصت من الطهر منذ زمن
نتصورهم حاملي شعار الحق وأصحاب القضية ومالكي وجهة البصر الوحيدة، فتتعامد الشمس عليهم ويبدأ الكون كله منهم وينتهي عندهم، ولا وجود لآخر خاصة إذا كان "غلبان"، وكما يقول شاعرنا العظيم عبد الرحمن الأبنودي "إيش جاب الصح في ُقول الغلبان".
ُتفتح لفرعون الأبواق فيقول قناعاته... ويقنعنا بتفاهته... لنرى الباطل حقا من خلاله فلا مجال للشك في خزعبلاته.
أنه معنا وحولنا نسمعه ونراه رأي العين، ونكاد نشك في قناعاتنا من فيض ما يمارسه علينا من أفكار.
ليمر الموقف وراء الآخر فيعظم بيننا ويتلون بالنرجسية، فكل ما دونه صغير وكل ما يمسه عظيم.
وبسبب السلطة تأتي القوة والنفوذ ليعيش عملاقاً وسط عالم من الأقزام ورغم كل هذا الهيلمان، مسكين ذلك الإنسان.
فحياته مستحيلة وسقوطه مهيب وما بعد السقوط لا يحكى أو يقال.
ولكن مسئولية مَن هذا البناء الإنساني المصنوع بعناية ليحطم كل ما هو أمامه.
ولماذا لم ُيرد منذ البداية؟
وهل يمكن أن يؤدي الطموح بأصحابه إلى اتجاه معاكس نحو الانحدار؟
وماذا علينا أن نفعل نحن أصحاب الهمم والطموح.
هل نحمد الله على الستر والصحة والعافية وكفى.
هل نخاف السعي وراء الأحلام ونخشى تحقيق النجاح خوفا من الجموح فيه؟
هل نرضى بالواقع ولا نسعى لتغييره حتى لا تأخذنا الدوائر ونكون جبارين في الأرض؟
أجهل من أين ومتى تأتي "الفرملة" للتوقف وإعادة الحسابات من جديد.
كيف لنفس آثرت وجودها واحتياجاتها وأحلامها وكيانها، أن تعود للبداية حيث الأنا الضعيفة باحتياجاتها الكبيرة بطموحاتها الأثرة، فتتحجم داخل حجمها الحقيقي وتتغاضي عن "هيلمان" من الخدم المطيعين وعالم من العبيد ومن أجل ماذا؟؟؟ إعادة الحسابات...!!!! ولمصلحة مَن....؟؟؟؟
اعتقد أن العودة مستحيلة..
لأن من يعيش حولَ، أو مع، هذه النفس فهو إما:
خادم مطيع
عبد ذليل
قادر مترقب
أو حاقد يخطط
وجميع ما فات ينتظر لحظة سقوط فرعون ليّسن السكين وُيجهز على صاحب القضية، الخسران الوحيد في غابة لم يعد يحكمها إلا الزئير..

إلى اللقاء

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
بديع
وليد الجزار -

لاول مره منذ زمن اكمل قراءة مقاله لنهايتها واعترف ان السطر فيها يجبرنى للاخر..هل تقصدى الفراعنه المحكومين او الحاكمين؟؟ولا ارى فرق كبير ..لكل فرعون مصرى رائ وكلمه يعتز بها وقول حق يدافع عنه ولكل فرعون مصرى مبداء واحد وان كان خطاء فى احيان مثيره ولكنه مبداء خيرا بكثير ممن ليسو لهم مبادئ ويمشون فى الحياه وراء الصرخات والجعجعه الصبيانيه..فرعوه كون له رائ وحارب له وبه وقصه انتصاره او انهزامه كلها قدريات ليس لنا يد فيها..فرعون يمقف فى طابور الخبز بالساعات وواحيانا كثيره لا يحصل عليه..يرى الفساد بعينه فى المواصلات والعمل والحكومه وجرايد الاغلبيه والمنافقين والمتاجرين بدمه وفقط يقول حسيى الله ونعم الوكيل نعم المولا ونعم النصير...اعتقد لو كان موجود بيننا مينا او رمسيس او حتى كليوباترا كانت حتعلق الفاسدين من حواجبهم وكفايه كده عشان بدات اهيس والنت متراقب

الوجه الآخر
رمضان عيسى -

قرأت في قصة من الأدب الروسي أن موكبا للقيصر كان مارا ورأى الناس القيصر وهو يجلس على كرسيه هادئا وقورا سمحا ، فراه أحد الواقفين على جانبي الطريق ، فتسائل ، أهذا القيصر هو من يقولوا عنه أنه يظلم الناس ولايحكم الناس بالعدل ، ان قسمات وجهه تخلو من القسوة ، انه هادىء ومسكين ، ان من يثوروا ضده لمخطئون . ولما انتصرت الثورة وأزالت القيصر وانكشف المستور ، قال هذا المواطن ، آه كم كنت مخدوعا بك أيها القيصر !!! فمتى تصحو الشعوب العربية لتكشف الوجوه الحقيقية لفراعنتهم وتدركوا أن هؤلاء الفراعنه وحاشيتهم هم سبب كل المصايب التي تعاني منها الشعوب العربية من فقر وجهل ومرض .فهم يأخذون كل شىء ويعطون الشعب السماء والجوع والبرد والخرافة .

العالم ملئ بالفراعنه
جمال مشالي -

لا اقصد بالفراعنه هم الذين عاشوا في مصر من آلاف السنين لا..!! ولكن كل انسان له سلطه وجبروت وظلم على الآخر فهو فرعون .. ربما يكون الزوج في المنزل فرعون على أهله.. وربما تكون حتى الزوجه في المنزل تمارس نفس قوة وغطرسة فرعون على زوجها واولادها .وهذه النواة التي يخرج منها فرعون من شرنقته وظلمه الصغير الى أهله وعشيرته إلى الحياة ليمارس ظلمه الأكبر.. فيجب على كل من وجد فرعون امامه ان يقف في وجه يمنع ظلمه عن نفسه وعن الآخرين .. وفي النهاية تحياتي للأستاذه أميمية السلاخ على المقال الرائع وإلى الأمام دائما ..ولي ان اقول عظَمة عقلك تخلق لك الحساد .. وعظَمة قلبك تخلق لك الأصدقاء

يقول المتل
محسن -

يقول المثل: با فرعون من فرعنك؟ يجيب لقد تفرعنّت ولم يعترضني احد

amimah
mido -

amimah,ur face is beautiful yeah ur face is beautiful

صانعو الفراعنه,,,
فرعون صغير... -

لماذا نحن فى الشرق العربى ودول العالم ( النايم) اقصد الثالث اوالثالث عشر لا فرق؟؟؟ اقول لماذا نصنع الفراعنه ثم نتباكى ونشكو من جبروتهم؟؟؟ لا شك ان الشاعر نزار قبانى اصاب كبد الحقيقه عندما قال(نصنع اربابنا فى الصباح ونأكلهم حينما تأتى العشيه) حقا اننا شعوب جاهليه.

من المقصود ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
al - fares -

بصراحة مقالك فكرني بافلام يوسف شاهين - راقية ودسمة جدا - بس انا حللت مقالك ان قصدك ب فرعوم هو هشام طلعت مصطفي وقرات المقالة ثاني لاقيت انة المتهمين في عباره السلام وبعدين قراتها مره ثالثة قلت بتنفع يكون صدام حسين او البشير او من هو الدور علية من الرؤوساء العرب - فعلا مقالة رائعة للشخص اللي عنده مخ وعاوز يفكر - شكرا لهذا الاسلوب الراقي

الأحترافية
عابر سبيل -

اول مره اقرأ مقالة احس باني افكر ونفسي اكملها للآخر واطلب منك ان يكون لها تكملة واجزاء اخري وتبيحي لنا من تقصدي ب فرعون هل هو هشام طلعت مصطفي ام صدام حسين - والاهم من هذا كلة ان مقالتك فعلا راقية وفيها احترافية كبيره - والكبير كبير .

أخخخخخ
فوقية -

وجود الطواغيت والفراعنه وكل اشكال الظلم نتيجة لشعب ناااااااااااااااااائم في سباته العقيم ويجري وراء لقمة العيش أو الرفاهيةاليومية

قطعة متكاملة
يزيد -

لا ادري لم شعرت ان هذا المقال اتى في وقته تماما وبالاسلوب المناسب وهو اسلوب يقترب من سماء الادب دون ان تبتعد قدماه عن ارض الصحافة فيفهمه الجميع وفق مرئياتهم ويشاهد كل منهم فرعونه الذي يعرف بين السطور وهذا ما ادهشني في النص الحفاظ على الرمزيه حتى السطر الاخير وترك مساحة حره للمتلقي كي يعكس فوق مرايا المقال صورته وتجربته وشعوره فيكمل ويكتب دون ان يفعل ذلك حقا .تظهر الاستاذيه الرائعة لدي الاستاذه امميه في كتابة المقال ويدعم ذلك اراء كل من علق هنا . اننا تعبنا من المقالات التي تشابه مواضيع الانشاء او المفترض انها ساخره وكوميديه وهي ابعد ما تكون عن ذلك او اخرى تعد اقرب لتلخيص او مجموعة سطور من كتاب او ما شابه خاصة وان اغلب من يكتب للاسف مقالات اليوم دخلاء على الصحافة اما هذا المقال فهو صحفي وكما ذكرت ادبي وفلسفي ورمزي وانساني وقطعة متكاملة.

لفرعون العصرولكن؟!
احلام مراقب -

مع علمى انك لاتقصدين فراعنه الحضاره والتاريخ,وتقصدين فراعنه الظلم والظالمين ,ومع شديد اعتذارى لجدى فرعون ,ولكن احب ان اوضح لك سيدتى ان فرعون الامس برغم من عصر العبوديه والظلم الى انه بنى حضاره صدق وامانه تجعلها باقيه ل7000 سنه والى مشاء الله,اما فرعون اليوم بسلاطاته هم نفسهم ال علمونا المشى جنب الحيط ,الى ان بنى الحيط فوقنا بحجه انه حيط عازل ضددالظلم والظالمين,ونسوا ان احفاد الفراعنه هيهدوا الحيط ويبنوا المدينة الفاضله ,ولكن قالوا لفرعون اه فرعنك قال ملقتش شعب يردنى (مع الاعتذار لامى) لانها دايما تقوله لى

كما نكون يولى علينا
ام ادهم -

ياتي الفرعون منهم علينا فنبادئه بالهتاف بحياته فنمنع انفسنا (لا سمح الله)ان ننتقده ونخاف حد الموت ان نفكر في ان ندين او نشجب اي فعل له فكل قراراته صحيحة والفعل وعكسه صحيح0 ولا نستطيع ان ننتقد الفرعون او حتى زوجته الا اذا خرجنا من اوطاننا0وعنده من الاقلام ورجال الدين من يجمل له كل ما يصنع بنا وباوطاننا00فهو منزل وعائلته منزلة فقط مجموعة ملائكة هبطت على الارض 00ولكن ما يغيبه الموت حتى تبدا الانتقادات والشتائم وهذا يحصل في حال لم يخلفه احدا من العائلة (الكريمة) نحن اقصد شعوبهم لا نختلف عنهم في شئ انظر الى الدكتاتورية التي تعشعش في دمنا يراها الموظف من رئيسه والجندي من قائده والماشي من السائق والممرض من الطبيبي المسؤول والزوجة من زوجها فالدكتاتورية عامة طامة لا يسلم منها عربي وصدق من قال كما تكونون يولى عليكم

.....
يا ايلاف؟ -

لو الكاتبة تقصد مبارك مثلا تبقى مش معاها حق ابدا لان مبارك اخذ من الفراعنة الحكمة و الرقى و الريادة و العقل و الطيبة اما لو تقصد فرعون يعنى اى شخص متجبر اى كانت جنسيته يعنى عربى او غربى او اى بلد تانى يبقى معاها حق لكن فعلا اى شخص عادى فى بيته ممكن يكون فرعون زى سى السيد تبع روايات نجيب محفوظ و زى صدام حسين فى العراق و زى اى بلد مش بيحترم خصوصية البلاد التانية

؟؟؟؟
نادين -

وماذا علينا أن نفعل نحن أصحاب الهمم والطموح. هل نحمد الله على الستر والصحة والعافية وكفى. هل نخاف السعي وراء الأحلام ونخشى تحقيق النجاح خوفا من الجموح فيه؟هل نرضى بالواقع ولا نسعى لتغييره حتى لا تأخذنا الدوائر ونكون جبارين في الأرض؟ أجهل من أين ومتى تأتي الفرملة للتوقف وإعادة الحسابات من جديد. عجبني هذا التساؤل واضم صوتي لصوتك لعل هناك اجابة

العدد في الليمون
احمد -

للتعليق رقم 13انتا بتتكلم جد ؟؟؟؟فرعون هو حقيقة واحدة والنسخ المقلدة بإتقان موجودة وبوفرة في كثير من الدول واسكت عن الكلام حتى لا يكون غير مباح تحياتي للكاتبة واتفق معك فيما كتبتي ...

عتب وتحيّات!
علي شايع -

مرة حاول عميد الأدب العربي طه حسين أن يستثير الشيخ محمد رضا الشبيبي وزير التعليم ورئيس المجمع العلمي العراقي الأسبق،ضيفاً في القاهرة اثناء حضوره مؤتمر مجمع اللغة العربية في مصر،قائلاً له: لماذا كان العراقيون دائماً ثائرين لا يستقرّون على حال، ولا يرتضون حاكماً؟، فقد قرأت تاريخ العراق منذ الفتح الإسلامي حتى الآن، وقلما وجدت حقبة خالية من الفتن والقلاقل& ;. فردَّ الشبيبي على عميد الأدب العربي طه حسين بالقول: ;أتسمح لي أن أسألك أنا أيضاً، لماذا كان المصريون دائماً خانعين خاضعين؟، لقد قرأت تاريخ مصر منذ الفتح الإسلامي وقبله أيضاً، فوجدت المصريين دائماً يسترضون حكامهم مهما جارواهذه الحكاية ترد في كتاب((أعلام الأدب في العراق الحديث))..وأنقلها هنا في الرد على من يلومون أهل العراق في ثورتهم ضد فرعون البعث;وأعوانه؛اللذين يجدون ملاذاً في مصر،ويحاولون من أرضها رجم التغيير الكبير،حزانى على زوال كبيرهم الذي علمهم الظلم..انا لا أقول بقول الشبيبي في خنوع أهل مصر..فثوراتهم وصلابة أبطالهم يشهد التاريخ لها..ولكني أُجدها كبيرة على مصر أن ترى الظلم وتصمت،أن لا تستوعب الدرس العراقي ملياً،ان تعلم ثمن التغيير وحجمه من الدم والوقت..ولا تلقم الأفواه التي تسخر من التغيير القادم في أرض العراق..تحية لمصر..بحجم عتب المحبين ..

شكراً أميمة ..
بثينة العيسى -

شكراً لأنك دعوتني إلى هذا الضوء ..محبتي : )

سلاسة الطرح
سيف -

قرأت النص بأكمله وقرأت التعليقات ، ولروعة الكاتبة جاءت التعليقات غير متفقة على رأي واحد عما تريده الكاتبة وهذا أحد أبرع ما في النص إذ الكل يفكر عن مقصدها وقد يصلوا وكثيرا لن يصلوا ، الأمر الآخر هو سلاسة وبساطة الكلمات وانتقالها بين زوايا النص دونما تعقيد ودونما احساس من القارئ بالانتقال ،فإذاهو مبتدأ ومنتهيا من النص دونما ملل ولا توقف في ربط متكامل بين البداية والنهاية ، لكن وددت لو أن الكاتبة استخدمت كلمةاخرى بدل فرامل وهيلمان ، ويقيني أن مفرداتها تمكنها من البديل وجمال نصها أيضا أني لا أستطيع الجزم بضرورة تغيير الكلمتين. إذ هي من قامت بحبكته ووضعت لمقصدها مفرداتها وما تحمله من إضافات، مع التحية لها والتوفيق

الاستاذ على شايع
طـــــــــارق الوزير -

لاتنس ان المرحوم عبد الكريم قاسم ارسل الى عبد الناصر يستشيره ويأخذ نصائحه قبل قيامه بثوره فى العراق لان كل الثورات بالعراق فشلت وقد كان وقابله ناصر ....ونجحت ثوره قاسم (وهذا قراته فى ادبيات ثوره قاسم)...ولاتنس ان مصر بوتقه انصهرت فيها كل القوميات على مدى تاريخها وهذا سر عظمه مصر قد يكرهها البعض لكن يحبوها...ولك تحياتى

سؤال للمهتمين
عبد العزيز -

ممكن أعرف من الأخوة اللي حصروا مسألة الاستبداد او الفرعنة ما بين مصر والعراق اين ياتري ترون الحكم الديمقراطي داخل محيطنا العربي؟؟المثال الديمقراطي العربي الذي ينبغي ان نقتدي به ؟؟؟

تأييد رقم 13
ابو حلموس المصرى -

اؤيد رقم 13 لما فية من موضعية فى الوصف الادبى الرائع لمقالة الفراعنة اما الحاقدين على وطنهم ورموز وطنهم فهم السفهاء بحق

لا يصح
النيساني -

اذا كان الشيطان لحد هذه اللحظه محل جدل بين المؤمنين والغير ذلك ..كيف نجزم بان فرعون كان على خطأ قد يكون لم يستوعب فكرة الايمان بعقله ..اعطيه كل الحق ففي وقتنا الحالي كثير من الناس لم يستوعب فكرة الايمان كيف يستوعبها انسان قبل 7000 سنه...وحياتنا لا تقوم ولا تستقيم دون فراعنه هذا توازن الكون ولا يوجد شي مثالي ..وشكرا