كتَّاب إيلاف

الليبرالية قبل الديموقراطية؟

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
ما يحدث الآن في الكويت، من توظيف لآليات الديموقراطية، من قبل الجماعات والتوجهات الأشد عداء للحرية والديموقراطية ذاتها، فتستخدمها لكي تضع العصي في دواليب إدارة الدولة، واستخدام الشرعية الدستورية، ليس كأداة للإصلاح، وإنما كسلاح في ساحة عداء قبائلي مقيت، وإن ارتدى مسوح الحداثة والإصلاح، حيث يتصف ما نسميه "العداء القبائلي"، بثبات المواقف المضادة، وافتقادها للمرونة وفق الأحوال، وحسب مقتضيات المصلحة -على ضوء الممكن، وليس طلباً للمستحيل- التي يدعي المعترضون، أو المستغلون لآليات الديموقراطية تبنيها، فيما المعارضة الديموقراطية تقوم على أساس المشاركة في الحكم والمساعدة على إدارة البلاد، من خلال التنبيه إلى ما تراه خطأ، وتقديم تصورات بما تراه صحيحاً، وأيضاً مساندة ما تراه يحقق الصالح العام، والأهداف القومية المتفق عليها.. فبدون وجود أهداف وطنية يتفق عليها جميع أبناء الوطن، من العبث الحديث عن ديموقراطية ومعارضة وما شابه، فدون أن يكون القائمون على التنفيذ والمعارضون، متجهين لتحقيق أهداف عامة واحدة، بحيث ينحصر الخلاف بين الجانبين، في جدوى الوسائل المتبعة في تحقيقها، لا تنتج المعارضة وتفعيل آليات الديموقراطية، غير فوضى وعشوائية، أشبه بما يمثله لدينا سوق عكاظ، أي الذي يغني كل فيه على هواه، دون أن يكون ثمة خط عام نسير فيه، ويتركز خلافنا على ترشيده وتعديله وتطويره.. هنا لا نعدم من يقترح العودة إلى النهج الاستبدادي، للحد من عشوائية الممارسات المتسلحة بآليات الديموقراطية.. وقبل أن نلوم من ينحو هذا النحو، باتجاه الردة إلى ما لم نكد نتخلص منه بالفعل، وهو الشمولية والأبوية في الحكم وإدارة شئون الحياة، علينا أن نجد حلاً لظاهرة إساءة استخدام الديموقراطية، والتي تتسم بها جميع المحاولات أو التجارب الديموقراطية في منطقة الشرق الأوسط، فيما عدا بالطبع ما نلقبه بالكيان الصهيوني المزعوم.
ففي العراق الديموقراطي تحت إشراف أمريكي، تم استخدام الديموقراطية أيضاً لتنازع واقتسام كعكة الوطن، التي جفت وتشققت من طول عهود الجفاف والديكتاتورية.. ليس الحال في لبنان أفضل من هذا، رغم العراقة النسبية للممارسة الديموقراطيه فيه.. ولن نتحدث بالطبع عن مهزلة الديموقراطية في فلسطين، فلم تصبر حماس على توظيف الديموقراطية بذات طريقة حزب الله، وإنما اختصرت الطريق بانقلابها على السلطة، والقبض على أعناق الشعب الفلسطيني، تحت تهديد الخناجر والسيوف.
يستسهل الكثيرون القفز من تلك الظواهر، إلى استنتاج أن الديموقراطية لا تصلح لشعوب المنطقة، وأن الاستبداد هو الوسيلة المثلى، أو حتى الوحيدة، لقيادة مثل هذه الشعوب، وهذا بالتأكيد غير صحيح، واستنتاج مغلوط، لا يقل في خطله، عن سوء توظيف ما استعرضنا من تجارب، لآليات الديموقراطية المظلومة معنا وبنا.
إن شأن شعوبنا مع الديموقراطية، هو ذات شأنها مع جميع مظاهر الحضارة، التي استوردتها من الخارج، بغض النظر عن مدى تواؤمها مع واقعنا من عدمه، وأسأنا أيضاً استغلالها وتوظيفها، بذات النهج الذي اتبعناه مع الديموقراطية.. فهل وظفنا القنوات التليفزيونية الفضائية لنشر الثقافة والحداثة والوعي الصحي بين الجماهير التي تغلب عليها الأمية، أم استخدمناها للشحن العاطفي بالعداء والكراهية لكل ما هو حديث وإنساني؟.. لعلنا نستطيع الزعم بأن ثمار توظيفنا للبث الفضائي، كان تجريف الوعي والتحضر والإنسانية، ذلك المتراكم لدى الجماهير على مدى عشرات القرون، لتأتي مثلاً تلك القناة الشهيرة، لتنجح نجاحاً باهراً في تجريف وتدمير قشرة الحضارة، الرقيقة من الأساس لدى العديد من شعوب المنطقة، لنرى شيوع التعطش للذبح وسفك الدماء، ولنرى في ميادين عواصمنا تظاهرات حاشدة تطالب بالحروب والانتقام وسفك الدماء، على العكس تماماً مما تشهده عواصم الغرب، من تظاهرات مناهضة للعنف والحرب، ومطالبة بسقوط زعمائها الذين يلجأون للعنف، لدرء ما يرونه خطراً على أوطانهم.
ومن الطريف أن نشاهد على شاشة تلك القناة التليفزيونية المروجة للعنف والكراهية، برنامجاً يقوم على الحوار بين طرفين، والحوار كما نعرف جميعاً هو العمود الفقري للحرية والديموقراطية، وهو غاية المراد ونعم المواجهة بين أي نقيضين، لكن صديقنا اللدود مقدم البرنامج، مصمم أن يضرب المثل في إساءة استخدام وتوظيف آلية الحوار، فيكرس حذقه وألمعيته، لتحويل الحوار إلى مقارعة، أو قذف حجارة متبادل بين الضيفين، المفترض نظرياً فقط، أنهما جاءا ليتحاورا أمام الجماهير، أو على الأقل يعرض كل منهما وجهة نظره، ويدفع ما يوجه إليه من نقد ويفنده، ليكون للجماهير بعد ذلك الحكم لصالح هذا الطرف أو ذاك، أو الخروج بنتيجة متوسطة بينهما.. هنا لانجد عذراً لصديقنا مقدم ذاك البرنامج، في سعيه لأكبر مشاهدة جماهيرية، تحت شعار "الجمهور عايز كده"، فنحن نعرف أن القناة التي يقدم منها برنامجه ليست قناة تجارية، ولا تمول نفسها ذاتياً، بل هناك من أهل الخير (أو الشر) من يمولها، لتحقن الجماهير بسمومها، وتحيل المنطقة إلى مستنقع من الكراهية والدماء، موظفة في ذلك آليات الحوار، بل وتحت شعار "الرأي والرأي الآخر"، فأي مهزلة وأي إساءة توظيف لكل القيم السامية، التي لم ننتجها نحن، ولن ننتجها بهذا النحو أبداً؟!
المشكلة ليست في الديموقراطية ذاتها، وفي صلاحيتها من عدمه، وليست أيضاً في صلاحية الكائنات البشرية في هذه المنطقة للحياة وفق آليات الديموقراطية، إنما في أن الديموقراطية عبارة عن آليات وإجراءات ونظم تنفيذية، ابتكرتها شعوب تعتنق الليبرالية منهجاً ومنظوراً للحياة.. شعوب لا تعتبر التنوع وصمة أو مصدر ضعف ينبغي استئصاله، كما فعل صدام في الأكراد، والبشير في جنوب السودان ودارفور، وكما يحدث تقريباً في جميع مجتمعات المنطقة، التي تنزع لقولبة وتوحيد الناس قسراً، وفق نموذج مصطنع، تنسب له الرفعة والسمو على كل ما عداه، دون ما مؤشر واحد حقيقي وعملي، يؤيد ذلك التفوق المدعى.
الشعوب الليبرالية التي أوجدت آليات الديموقراطية ترى أن الاختلاف في الأراء والرؤى مصدر ثراء، وليس خيانة وعمالة وكفراً، أو خروجاً على ثوابت الأمة، بل وليس لدى الشعوب الليبرلية ثوابت بالأساس، اللهم إلا التوجه نحو تحقيق المصلحة العملية على أرض والواقع، وهنا في هذه الحياة الدنيا، وليس في العالم الآخر.. ليس لدى الشعوب الليبرالية أيضاً حقيقة واحدة مطلقة، ونص واحد بتفسير واحد شامل جامع لكل كبيرة وصغيرة في الحياة، وما عداه ضلال وفساد وانحلال، كما لا تحاكم الشعوب الليبرالية أفرادها على تميزهم، وعلى خروجهم عن القضبان الأزلية، التي سار عليها االآباء والأجداد لمئات أو آلاف السنين، بل تشجع هؤلاء على الابتكار والإبداع، علهم يجدون لمجتمعاتهم طرقاً جديدة، أكثر صلاحية، وأكثر مقدرة على الوصول بالمجتمع إلى غد أفضل وأكثر رخاء.
لتحقيق كل ما سبق من توجهات ليبرالية، ولتنظيم الأداء في مثل تلك المجتمعات، كانت الديموقراطية وآلياتها، تلك التي استعرناها نحن، أو فرضت علينا -كما حدث بالعراق- لنعمل فيها التشويه والتوظيف المضاد لكل ما وضعت من أجله.
هنا يبرز أمامنا سؤال: هل الليبرالية أولاً شرط لصلاحية التطبيق الديموقراطي، أم أن التطبيق الديموقراطي هو بداية الطريق لاستزراع الليبرالية، حتى لو جاء في البداية مشوهاً، أو أتى بنتائج معاكسة تماماً لما نتوقع.. ليكون علينا أن نعالج النتائج السلبية، بالقليل من عقار التحكم والضبط الشمولي الطابع أحياناً، وبالمزيد من الحرية والديموقراطية في أحيان أخرى؟
لا أعتقد أنه من السهل العثور على إجابة نموذجية لهذا السؤال، فهو ليس من الأسئلة التي تفيد فيها الاجتهادات النظرية، ولا حتى التحليلات المعتمدة على ما يحدث على الأرض، فالإجابة إن كان لنا أن نجد إجابة، لابد وأن تتحقق على أرض الواقع، فالواقع خلاق ومبدع، وحالة الفوضى والسيولة التي تمر بها المنطقة الآن، ربما كانت هي المقدمات الأولى، لواقع جديد تماماً يتخلق في رحم ما نعتبره ظلمة حالكة.
kghobrial@yahoo.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
تفاؤل .
الحكيم البابلي . -

نعم .. فأنت قد وجدتها !، هي الحقيقة الكبرى التي يواجهها الشرق ، انت إنما وضعت اصبعك على الجرح تماماً عندما قلت : ( ليس لدى الشعوب الليبرالية حقيقة واحدة مُطْلَقة ، ونص واحد بتفسير واحد شامل جامع لكل كبيرة وصغيرة في الحياة ، وما عداه ضلال وفساد وإنحلال ). اما عن تساؤلاتك في الفقرة الأخيرة من المقال، فرأيي ان القليل من الديمقراطية وألليبرالية خير من لا ديمقراطية ولا ليبرالية . قد اكون اليوم متفائلاً ، هي الحياة وألزمن يا صاحبي ، وألزمن كفيل بكل شيئ ... تحياتي .

أعتقد
خوليو -

اعتقد ان اللبرالية هي شرط من شروط بناء المجتمع الديمقراطي الذي وصفته بدقة،ولبناء المجتمع الديمقراطي المتعدد يجب أن تمر شعوب المنطقة التي عاشت لمدة طويلة تحت تأثير الحكم الشمولي الديني بمرحلة انتقالية تتعود خلالها بالتدريج على ممارسة الديمقراطية، في المرحلة الانتقالية هذه تعم الفوضى والحوارات لأن من تعود منذ 1400 سنة على فكرةالإله الواحد وخليفته على الأرض، يصعب عليه فهم المجتمعات المتعددة الأفكار والاتجهات والتيارات الفكرية بسهولة،.. أيضاً صحيح أن لمجتمعاتنا خصوصية، حيث تعتقد الأغلبية فيها أن السماء خصتها بشرع إلهي يسعى المستفيدين منه ماديا واجتماعيا وسياسياً، لتكريس هذا الواقع الذي يغذونه بشحن وضخ متواصل معتمدين على التخويف النفسي والتذكير الدائم بالحرق والتعذيب بالآخرة لمن يحيد عن هكذا نهج،الذهن المعبأ من الصغر بهكذا تخويف، يصعب عليه الحوار وقبول الاخر وتناوب السلطة، المهمة شاقة ولكنها غير مستحيلة والليبرالية هي أول الطريق.

الليبرالية
هاني -

أولا كلمة لبرالية تعني التحرر أو الحرية المطلقة إن صح التعبير ولكن الأنسان الحر له فكر حر لكن أتـباع هذا الفكر إن كان فكر مجرد أتباع وعبيد للغرب فأين هم من الحرية إن مالهم أفضل مما عليهم فهم لو أقتنعوا بما لديهم لكانوا أحرار بالفعل لاينسى الأنسان أن له هوية ودين وتاريخ نحن لو نظرنا بعين واحدة لرأينا أن اليهود رغم تشبتهم بدينهم وصلوا وتزعموا العالم وهم يلعبون بأدهان الناس كما يريدون ويبنون الحروب لمن أرادوا ويحررون من أرادوا هدا لالشيئ إلى لاعتمادهم على أنفسهم ومن أوصل المسلمون إلى أوربا هل اللبرالية المستوردة لا ولكن لاعتمادهم على دينهم وعقولهم

تحرير العقول
عاطف شوقى -

أستاذ كمال كيف تكون ليبراليةبدون تغير ثقافى يحرر عقولناويفك القيود فما دامت هناك ثوابت فلا حراك فعندما نستطيع أن نفكر بحرية سنصبح ليبراليين وديمقراطيين

الليبرالية
هاني -

أولا كلمة لبرالية تعني التحرر أو الحرية المطلقة إن صح التعبير ولكن الأنسان الحر له فكر حر لكن أتـباع هذا الفكر إن كان فكر مجرد أتباع وعبيد للغرب فأين هم من الحرية إن مالهم أفضل مما عليهم فهم لو أقتنعوا بما لديهم لكانوا أحرار بالفعل لاينسى الأنسان أن له هوية ودين وتاريخ نحن لو نظرنا بعين واحدة لرأينا أن اليهود رغم تشبتهم بدينهم وصلوا وتزعموا العالم وهم يلعبون بأدهان الناس كما يريدون ويبنون الحروب لمن أرادوا ويحررون من أرادوا هدا لالشيئ إلى لاعتمادهم على أنفسهم ومن أوصل المسلمون إلى أوربا هل اللبرالية المستوردة لا ولكن لاعتمادهم على دينهم وعقولهم

واحد ليبرالى وصلحه!
طـــــــــارق الوزير -

اى ليبراليه تقصد !؟ فهناك ليبرالى راديكالى وليبرالى يسارى وليبرالى اصلاحى وليبرالى عضوى وليبرالى متلبرر وليبرالى معرص وليبرالى متصهين...وهل الليبراليه تصلح مع المقدس من البشر !؟ والان بمصر يظهر من يقول انه ليبرالى يذكرنى بقهوه بلدى (كشك )جلست لاشرب شاى فنادى القهوجى وقال وعندك واحد شاى (ليبرالى) وصلحه ! ....فاكشاك الليبراليه كثرت من بوتيكات سياسيه...وانا حر الفكر لان التفكير فريضه اسلاميه ولا مقدس لدى سوى الله عزوجل ! واقترح (حزب الدلع ) وهو اختصار ديمقراطيه -ليبراليه -علمانى ! وكله يدلع نفسه براحته

الدستور أولا
الطهطاوى -

الليبرالية قبل الديموقراطية أو العكس ليست هى السؤال لتحقيق الديموقراطية. وسأتحدث هنا عن وطنى مصر. فهل الدستور والقوانين الحالية تحقق الديموقراطية فى مصر؟ طبعا الأجابة لا! ولما كان الدستور والقانون فى البلاد التى سبقتنا الى الديموقراطية هما الأساس الذى بنيت عليه الديموقراطية الصحيحة فى هذه البلاد (وليست الديموقراطية الهيكلية كما فى بعض البلاد التى ذكرتها فى مقالك).لذلك أصبح من الضرورى سن دستور جديد كامل (وليس عملية ترقيع) ينص فيه صراحة بالفصل الكامل للدين عن الدولة وليس الدين عن المجتمع والفصل الحقيقى بين السلطات التنفيذية والتشريعية و القضائية(لا يكون رئيس الجمهورية رئيسا للمجلس الأعلى للقضاء !!!). كما تكون السلطة التشريعية مكونة من مجلسين وليس مجلس واحد كما هو مطبق حاليا. وينتخب رئيس الجمهرية ونائبه لولاية واحدة ويكون من حقه الترشيح لولاية ثانية فقط ومدة الولاية خمس سنوات. كما يسمح بتكوين الأحزاب.وهذا يكون البداية لسن القوانين اللازمة لتحقيق مبادئ الدستور من أجل الحرية والديموقراطية والعدل لكل الشعب.

واحد ليبرالى وصلحه!
طـــــــــارق الوزير -

اى ليبراليه تقصد !؟ فهناك ليبرالى راديكالى وليبرالى يسارى وليبرالى اصلاحى وليبرالى عضوى وليبرالى متلبرر وليبرالى معرص وليبرالى متصهين...وهل الليبراليه تصلح مع المقدس من البشر !؟ والان بمصر يظهر من يقول انه ليبرالى يذكرنى بقهوه بلدى (كشك )جلست لاشرب شاى فنادى القهوجى وقال وعندك واحد شاى (ليبرالى) وصلحه ! ....فاكشاك الليبراليه كثرت من بوتيكات سياسيه...وانا حر الفكر لان التفكير فريضه اسلاميه ولا مقدس لدى سوى الله عزوجل ! واقترح (حزب الدلع ) وهو اختصار ديمقراطيه -ليبراليه -علمانى ! وكله يدلع نفسه براحته

الفكر والممارسة
رمضان عيسى -

الليبرالية هي الحرية في اعتناق الأفكار والتصريح بها، وتقبل ظاهرة الاختلاف في الرأي والمعتقدات . أما الديمقراطية فهي في جوهرها ممارسة وتطبيق لظاهرة الاختلاف بغض النظر عن اللون والدين والجنس والعقيدة ، وقبول رأي الأغلبية في الحكم المحدد زمنيا . هل يقبل العرب هذا الفهم ، أي هل يقبلوا بحرية اعتناق الأفكار والتصريح بها ؟ هل يقبل العرب والمسلمين بظاهرة الاختلاف في الرأي ؟ هل يقبل العرب والمسلمين بحرية مشاركة المرأة في المجتمع قولا وفعلا وفي الانتخابات؟ هل يقبل العربي بتحييد القبيلة والعشيرة والمنطقة الجغرافية في الانتخابات ؟ هل يؤمن بتحييد السلاح عند كل اختلاف ؟ هل يؤمن العربي بالاٍسلوب الحضاري والكياسة الاجتماعية في التعامل مع الآخر ؟ أعتفد أن المجتمع العربي متأخر عن هذا الفكر والممارسة حوالي أربعة قرون وهي فترة الحكم العثماني الذي عزل المنطقة العربية فكرا وممارسة . فما أن بدت المنقطة العربية في التعرف على الحضارة حتى وجدت نفسها في احتكاك وصراع مع الاستعمار . هذا هو الوضع الشائك الذي جعل العرب يرفضون الجديد لأن له صلة بالاستعمار ، وتظهر عندهم ردة فكرية وعودة للميراث والتمسك بالخصوصية وكأن لهم مجتمعا بشريا آخر لا تنطبق عليه مفاهيم التطور والتقدم الاجتماعي .ومما زاد من تعقيد هذا المنحى الصراع العربي الاسرائيلي وتأخر حل المشكلة الفلسطينية ، مما أوجد الأرضية الرحبة للتمسك بالخصوصية وظهور الأصولية ، والتي تدعو أكثر من ذي قبل للتمسك بالميراث والدين واستخدام العنف ضد الآخر كوسيلة لنشر الأفكار . ان هذا في جوهره يسير في الاتجاه الرافض لليبرلية والديمقراطية .ان العرب يحتاجون لزمن ليس بالقريب حتى يستطيعوا أن يستوعبوا الحضارة فكرا وممارسة .

تسميات ! هل تتحقق؟
hayeetii -

القضية ليست في التسميات وإنما في الممارسة. والممارسة تحتاج إلى الإعداد والنضوج.إن المجتمعات تسودها القبليات والطوائف والمصالح العشائرية والتي تمر من مداخل خدمة الدول التي تسيطر على مقدرات ومصائر البلاد.بالإضافة إلى ذلك فإن هذه الأمور تحتاج إلى شعوب متعلمة وشبعانة لكي تقرر بوعي وبمعزل عن الضغوطات ومقايضة الكرامة باللقمة من أجل الخضوع للحكام.الليبرالية هي ميزة النظام الحاكم الذي يعنرف للمحكومين بهامش من الحرية والحقوق الشخصية مثل حق التعبير التنقل إلخ... وذلك من خلال قوانين وسلطات تضمن هذه القوانين وتحميها.اما الديمقراطية فكيف يمكن أن توجد في مناخات طائفية كما في لبنان أو عشائرية كما في البلدان العربية الأخرى؟ وكذلك الأمر بالنسبة للعلمانية التي تبدو مستحيلة في ظل سيطرة الدين كأداة سيساسية في يد الحاكم وليست كمرجعية أخلاقية تشريعية في يد رجال الدين الذين كان من المفترض أن يستخدموا سلطة الدين كما أمر الله، لصالح المقهورين من أبناء المجتمع وليس لحماية سلطة الحكام والوقوف في وجه عباد الله.

الفكر والممارسة
رمضان عيسى -

الليبرالية هي الحرية في اعتناق الأفكار والتصريح بها، وتقبل ظاهرة الاختلاف في الرأي والمعتقدات . أما الديمقراطية فهي في جوهرها ممارسة وتطبيق لظاهرة الاختلاف بغض النظر عن اللون والدين والجنس والعقيدة ، وقبول رأي الأغلبية في الحكم المحدد زمنيا . هل يقبل العرب هذا الفهم ، أي هل يقبلوا بحرية اعتناق الأفكار والتصريح بها ؟ هل يقبل العرب والمسلمين بظاهرة الاختلاف في الرأي ؟ هل يقبل العرب والمسلمين بحرية مشاركة المرأة في المجتمع قولا وفعلا وفي الانتخابات؟ هل يقبل العربي بتحييد القبيلة والعشيرة والمنطقة الجغرافية في الانتخابات ؟ هل يؤمن بتحييد السلاح عند كل اختلاف ؟ هل يؤمن العربي بالاٍسلوب الحضاري والكياسة الاجتماعية في التعامل مع الآخر ؟ أعتفد أن المجتمع العربي متأخر عن هذا الفكر والممارسة حوالي أربعة قرون وهي فترة الحكم العثماني الذي عزل المنطقة العربية فكرا وممارسة . فما أن بدت المنقطة العربية في التعرف على الحضارة حتى وجدت نفسها في احتكاك وصراع مع الاستعمار . هذا هو الوضع الشائك الذي جعل العرب يرفضون الجديد لأن له صلة بالاستعمار ، وتظهر عندهم ردة فكرية وعودة للميراث والتمسك بالخصوصية وكأن لهم مجتمعا بشريا آخر لا تنطبق عليه مفاهيم التطور والتقدم الاجتماعي .ومما زاد من تعقيد هذا المنحى الصراع العربي الاسرائيلي وتأخر حل المشكلة الفلسطينية ، مما أوجد الأرضية الرحبة للتمسك بالخصوصية وظهور الأصولية ، والتي تدعو أكثر من ذي قبل للتمسك بالميراث والدين واستخدام العنف ضد الآخر كوسيلة لنشر الأفكار . ان هذا في جوهره يسير في الاتجاه الرافض لليبرلية والديمقراطية .ان العرب يحتاجون لزمن ليس بالقريب حتى يستطيعوا أن يستوعبوا الحضارة فكرا وممارسة .

الى طارق الوزير
نصيحة -

تعليقاتك وعلى طول الخط صبيانية ، ايلاف ليست مدرسة صبيان ، بل وسيلة تثقيف ، وبدلاً من محاولة جر الناس عن طريق استفزازهم ، حاول ان ترتقي الى مستواهم كي تكسب احترامهم .

الى طارق الوزير
نصيحة -

تعليقاتك وعلى طول الخط صبيانية ، ايلاف ليست مدرسة صبيان ، بل وسيلة تثقيف ، وبدلاً من محاولة جر الناس عن طريق استفزازهم ، حاول ان ترتقي الى مستواهم كي تكسب احترامهم .