كتَّاب إيلاف

ابتزاز الديمقراطيات الغربية واختراقها..

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
الديمقراطيات هي المنتصرة في نهاية المطاف، ولكن بعد انتكاسات أو هزائم مرحلية أمام الأنظمة والتيارات والمنظمات الشمولية.
لقد صمدت الديمقراطيات الغربية ثم انتصرت في وجه الهتلرية والفاشية في إيطاليا واليابان، ولكن بعد سلسلة من المتاعب ومواقف التراجع، كاتفاقية ميونيخ، و المصير نفسه حدث للاتحاد السوفيتي وكتلته برغم التباين الجوهري بين النظامين السوفيتي والهتلري، وإن اتفقا في حمل إيديولوجيا مغلقة، توسعية، تكره الديمقراطية والتعددية. ربحت ألمانيا الشرقية معركة جدار برلين بتراجع الغرب، والقبول بالأمر الواقع، مع أن بناء الجدار كان انتهاكا للاتفاقيات والمعاهدات المبرمة والقانون الدولي.
لقد أصدر المفكر الفرنسي الليبرالي الراحل جان فرانسوا ريفيل كتاباً عام 1983 بعنوان "كيف تنتهي الديمقراطيات"، محللا فيه مواقف الدول الغربية خلال الحرب الباردة وما دعي بفترة الوفاق. في الكتاب يشبه المؤلف الموقف بسباق كرة بين فريقين، السوفيت والغرب، وفي المواجهة يتعمد الفريق الغربي عدم تجاوز الخط الوسط لتكون النتيجة هي التعادل. أما الاتحاد السوفيتي، فكان يعتبر التعادل خسارة، فإما الفوز أو الخسارة.
في تلك العهود استغلت الكتلة الشيوعية الديمقراطية نفسها لابتزاز دولها وانتزاع المكاسب منها، ذلك لأن الديمقراطية الغربية، بحكم كونها ديمقراطية وتعددية، معرضة للانتهاك وسوء الاستغلال، داخليا وخارجيا؛ فوجود الأحزاب المختلفة، ومنها اليسارية، ومنظمات حقوق الإنسان، ودعاة السلام، وحرية الصحافة، واستقلالية القضاء، وتعدد المصالح والتيارات؛ كل هذا يجعل أعداء الديمقراطية قادرين على اختراقها، كما يفعل الإسلاميون اليوم في الغرب، وفي بريطانيا خاصة.هنا يستطيع أكثر المتطرفين الإسلاميين حقدا وتشددا أن يجدوا محامين ومنظمات "إنسانية"، وساسة، وقضاة، يسمحون لهم بالتحرك وبث دعاية الكراهية، باسم حرية التعبير، وحرية التظاهر. إن المظاهرة الحقيرة التي قام بها في بريطانيا مؤخرا فريق من حثالة الإسلاميين ضد الجنود العائدين من العراق وضد أسرهم، ليست فقط انتهاكا للديمقراطية، بل وهي عدوان على الضمير البريطاني؛ وأضيف عدوان على الشعب العراقي نفسه، الذي ساهمت القوات البريطانية في حفظ أمنه وسلامة بلاده.
في عهد الحرب الباردة استطاعت الدعاية السوفيتية أبلسة الغرب كله، وتلميع الأنظمة الشيوعية وممارساتها. كان مما يمكنها من ذلك تفرق المواقف الغربية أحيانا، أو ترددها خوفا من اشتعال توتر دولي خطير، مع أن التوتر كان قائما بالفعل السوفيتي نفسه، وكان للدعاية السوفيتية صداها داخل الغرب نفسه، من يسار ومنظمات وحركات سلام ودعاة نزع التسلح. كانت حركات السلام تستهدف الغرب وحده، وأميركا خاصة، وكذلك دعوات نزع السلاح، بينما كان ينظر للاتحاد السوفيتي وحماته كدعاة سلام وحماة حقوق الشعوب. لقد مر الغزو السوفيتي لأفغانستان بلا ضجة دولية تناسب الحدث؛ أما حرب فيتنام، فقد أشعلت الاحتجاجات عالميا وداخل الولايات المتحدة نفسها، بل هناك في الولايات المتحدة أكثر من غيرها. في أفغانستان لم يكن السوفيت يسمحون للصحافة بنقل الصور والمشاهد، في حين لعبت الصحافة والتلفزيون دورا أساسيا في تبشيع حرب فيتنام ومناهضتها والمطالبة بالانسحاب الأميركي. إن المفارقة الواجب ملاحظتها أن حرب فيتنام اشتعلت بسبب غزو فيتنام الشمالية للجنوب، فهب الأميركيون لنجدة الجنوب، ولكن هذه الحقيقة جرى تناسيها تماما في الضجة الإعلامية والسياسية الكبرى عهد ذاك. نذكر أيضا أن العدوان الإسرائيلي على بيروت أحدث رد فعل كبيرا ومبررا، أما مجازر حماة فقد مرت شبه منسية.
شيء قريب من هذا يحدث أمامنا اليوم. القاعدة وطالبان اعتدوا على الولايات المتحدة في 11 سبتمبر، فرد بوش بحرب عادلة، ولكن أوساطا واسعة في العالمين العربي والإسلامي، وفي أوساط اليسار الغربي، اعتبروا أن المذنب هو أميركا وشخص بوش، ووصفوا بوش بداعية حرب، وها نجد اليوم اتجاها للتفاوض حتى مع ملا عمر نفسه، وكأن الحوار معه سيجعله يتخلى عن أيديولوجيته الظلامية، العدوانية، ونزعة الهيمنة، وسيقبل بالانخراط السياسي السلمي بلا ثمن غال جدا يدفعه الغرب وكرازي! وكما يلاحظ خبراء أميركيون، فإن الوضعين العراقي والأفغاني مختلفان تماما، ومن كل النواحي، تاريخيا، وسياسيا، وقبليا، وتركيبا اجتماعيا، وما حدث مع مجالس الصحوة لا يمكن تطبيقه في أفغانستان، خصوصا وطالبان على أبواب العاصمة كما تنقل الأنباء.
نحن اليوم في موسم الاندفاع الغربي للحوار مع الأنظمة والجماعات الشمولية الإسلامية: من إيران، لحماس، فحزب الله؛ أي ثمة اتجاه لتقديم مكافآت سخية لهذا الطرف أو ذلك مقابل أن لا يعتدي على غيره، وأن لا ينتهك القانون الدولي، أو أن لا يهدد، في حالة إيران، العالم بقنبلة نووية وصواريخ بعيدة المدى، وكما يكتب طارق الحميد، وهو على حق، فيبدو أننا في موسم الحوار من أجل الحوار في اندفاع غربي ملحوظ، وبلا تمييز في الحالات، واختلاف حالة عن أخرى. فهل هي سياسة "لا نقدر عليهم فلنكافئهم؟!"، أم الوهم بأن الجلوس مع الشموليين سيحولهم إلى ملائكة أبرار؟! أم هو الخلط بين حوار غربي - غربي، في الداخل أو الخارج، و"حوار بين ديمقراطية غربية ومن يريدون قتل الديمقراطية؟ ترى أي وهم يسوق أوباما لإعطاء مجرمي غوانتينامو وضع أسرى حرب تنطبق عليهم اتفاقية جنيف، بينما هم ليسوا غير قتلة للأبرياء بالجملة؟! كيف سيفسر القاعديون وطالبان، بغير الضعف، هذه الحملة المشتعلة ضد إدارة بوش بسبب غوانتينامو، مع أنه لم يثبت حدوث أية حالة تعذيب، إلا ما لفقه بعض الخارجين من المعتقل بمساعدة محامين ومنظمات يسارية غربية؟ كيف يريدون توزيع هؤلاء المجرمين الخطرين على دول غربية أخرى، وما يفترضه ذلك من اتصالات بالخارج، واختلاط ببقية السجناء المسلمين إن وجدوا؟، [ في فرنسا يشكل السجن والمسجد المكانين الملائمين لتجنيد الإرهابيين.] كيف يفسر خالد مشعل هذه الوفود الأوروبية المقبلة عليه في دمشق بغير مأزق الغرب، وبغير اضطرار الغرب للاعتراف بدور أساسي له، وهو ما سيجعله يشدد في المطالب مع فتح ويتعنتر عليه ويتعفتر؟!
هل نحن أمام التخلي عن سياسة القوة المقترنة بتقديم بعض الحوافز؟ أم لا يزال الغرب، وأوباما بالذات، مع سياسة العصا الغليظة والجزرة؟ لغز عندنا، وقد لا يكون لغزا!!
لا شك في أن الأزمة المالية والاقتصادية العاصفة تقيد لحد كبير أيدي الدول الغربية، وأميركا بالذات، ولا شك أن الشعب الأميركي بات يتساءل عن عواقب صرف مئات المليارات في العراق وأفغانستان، وعن أسباب بقاء بناتهم وأبنائهم في البلدين، والخسائر البشرية الفادحة. هذا صحيح، وصحيح أيضا أن انهيار الوضع في العراق وأفغانستان، أو امتلاك إيران للقنبلة "الإسلامية"، سوف يرتد مباشرة بالويلات على الأمن الأميركي، وسلامة الشعب الأميركي، وهذا ما لا يمكن أن يغيب عن أكثريته، لاسيما إن وقعت عمليات إرهاب كبرى جديدة في الولايات المتحدة، أو دول غربية أخرى.
الموضوع يتسع للمزيد وقد نعود إليه.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
الله يساعدنا
صادق التميمي -

يتحدث الأستاذ الحاج عن إنتصار الديمقراطيه، حتى وأن طال حلولها أو إطلالتها. وأجد أن ما يقال عن إنتصار الديمقراطية ، هي لعبة رافقت الأجيال ، فإننا لا زلنا نجد ضحايا النازية لا زالوا يدافعون عن حقوقهم وما لحق بهم من حيف. كذلك والواقع العربي يكشف ليس عن غياب الديمقراطية بل وعن الطرائق الدكتاتورية التي يمكن أن تكرس من خلالها، فضحايا القانون العربي الجائر يقضون حياتهم في المنافى. وتحل الصورة الديمقراطية المقبولة لدى الشارع العربي ، أي صورة القائد الديمقراطى أو الحاكم حتى وأن بلغ قمعه عنان السماء.أما امريكا ومليارداتها في العراق، فأنا أجد في هذا التصور الإقتصادي خطأ فادح ، فأمريكا عندما تحل في بلد لتحريره أن لغزوه تفكر بأرباحها الإقتصادية قبل خسائرها، فالإقتصاد العراقي المذهل العطاء والنتاج من نفط وزراعه وثروات حيوانية بات رصيده في جيوب الشركات العالمية المرئية وغير المرئية ، فكيف بنى ونحن نحلل على قاعدة إن أمريكا خسرت في العراق، فأموالنا النفطية وثرواتنا أنعشت أمريكا وحلفائها ، بعد أن أغنت كل من يسيطر على مقاليد السلطة اليوم.والصورة الحقيقة التي تورد في الذهن، هي كم من عراقى أنتظر الديمقراطية ولكنه لم يعيشها. بل هنالك أجيال نادت بها وناضلت من أجلها وتم نسيانها.المهم أشكرك يا أستاذنا ونحن على العهد باقين أما الجميع فعلى طريق النهب سائرين.

ونعم
شيخ اغا السورجي -

الشيوعية هي المنتصرة يا استاذ! نسيت الشيوعية الذي انت انتميت لها قبل!

ونعم
شيخ اغا السورجي -

الشيوعية هي المنتصرة يا استاذ! نسيت الشيوعية الذي انت انتميت لها قبل!

What about Kurds
Hozan Hinari -

بعد ان اعلن الرئيس التركي عن قرب اجراء تطورات إيجابية بشأن المسالة الكردية مستقبلا في تركيا، حذر قيادي في الحزب العمالي الكردستاني الكرد في تركيا من حديث غول معتبرا انه يأتي ضمن الدعاية الانتخابية.قال مسؤول العلاقات الخارجية لحزب العمال الكردستاني احمد دنيز في تصريح خاص لصحيفة هاولاتي اننا نحذر الكرد عامة وكرد تركيا بشكل خاص ان يكونوا حذرين و لا ينخدعوا بتصريحات عبدالله غول، معتبرا انها دعايات انتخابية;.

عامل إطفاء
مشكور -

إلى شيخ آغا، هكذا يتم التشهير والعداء للشيوعية، بحيث أصبح الإنتماء لها جريمة، فإن كنتَ أنت معاديا للشيوعية فهذه قضية لا تستحق النقاش، وإن كنت ممن أحترقت أطراف أصابعه فنستطيع أن نفهم وضعك الخاص ونحيل قضيتك إلى مركز أطفاء الحرائق.

التحالف غير المقدس
شلال الجبوري -

للاسف تحول اليسار العالمي الى قوة رجعية ومساند وحليف للقوى الاسلامية والارهابية والفاشية. اقولها وبالم لانني قضيت عمري يساريا ولكن هذه هي الحقيقة التي نلمسها لمس اليد. امضي يا عزيز الحاج في مشروعك وافضح قوى الطغيان وبالوانه المختلفة

عامل إطفاء
مشكور -

إلى شيخ آغا، هكذا يتم التشهير والعداء للشيوعية، بحيث أصبح الإنتماء لها جريمة، فإن كنتَ أنت معاديا للشيوعية فهذه قضية لا تستحق النقاش، وإن كنت ممن أحترقت أطراف أصابعه فنستطيع أن نفهم وضعك الخاص ونحيل قضيتك إلى مركز أطفاء الحرائق.

مأساة
مؤيد عبدالأئمه سعيد -

مأساة الشعب العراقي هي ان الجميع يتكلمون باسمه وهم بعيدون كل البعد عن مصلحته...أنت آخر من يحق له التكلم عن الشعب العراقي

مأساة
مؤيد عبدالأئمه سعيد -

مأساة الشعب العراقي هي ان الجميع يتكلمون باسمه وهم بعيدون كل البعد عن مصلحته...أنت آخر من يحق له التكلم عن الشعب العراقي

.....
بهاء -

يدعو الكاتب للديمقراطية وينتصر لها، لكنه بنفس المقال يناقض جوهر الديمقراطية! فهو يحقر الرأي الآخر ويصمه بالشر ودون توضيح: (مظاهرة حقيرة بلندن...) أليس من حق الناس أن ترفض احتلال العراق وتتظاهر ضد حرب يرونها ظالمة؟ (بمساعدة محامين ومنظمات يسارية غربية) كل يساري مزور؟ (أمريكا هبت لدوافع إنسانية بغزو فينام وخاضت حرب عادلة بأفغانستان، واحتلت العراق ودعمت الحروب الأهلية بأمريكا اللاتينية...؟؟؟) أليس من حق الإنسان أن يرى بسياسة أمريكا طمعا إمبرياليا لا يشبع؟ أليست الكارثة الإقتصادية التي يدفع ثمنها الفقراء أكبر دليل على وحشية النظام الرأسمالي الأمريكي؟

.....
بهاء -

يدعو الكاتب للديمقراطية وينتصر لها، لكنه بنفس المقال يناقض جوهر الديمقراطية! فهو يحقر الرأي الآخر ويصمه بالشر ودون توضيح: (مظاهرة حقيرة بلندن...) أليس من حق الناس أن ترفض احتلال العراق وتتظاهر ضد حرب يرونها ظالمة؟ (بمساعدة محامين ومنظمات يسارية غربية) كل يساري مزور؟ (أمريكا هبت لدوافع إنسانية بغزو فينام وخاضت حرب عادلة بأفغانستان، واحتلت العراق ودعمت الحروب الأهلية بأمريكا اللاتينية...؟؟؟) أليس من حق الإنسان أن يرى بسياسة أمريكا طمعا إمبرياليا لا يشبع؟ أليست الكارثة الإقتصادية التي يدفع ثمنها الفقراء أكبر دليل على وحشية النظام الرأسمالي الأمريكي؟

هذا رأيي
الغرباوي -

عزيزي الحاج انا اتوقع أنه بعد مرور عدة سنوات ستندم دول الديمقراطية الغربية أشد الندم , لكن بعد فوات الآوان ! حينها يكون الأسلام المتطرف السني و الشيعي على حد سواء هو سيد الشارع الغربي .

هذا رأيي
الغرباوي -

عزيزي الحاج انا اتوقع أنه بعد مرور عدة سنوات ستندم دول الديمقراطية الغربية أشد الندم , لكن بعد فوات الآوان ! حينها يكون الأسلام المتطرف السني و الشيعي على حد سواء هو سيد الشارع الغربي .

نهاية الحضارة
خائف على الأنسانية -

انا اتفق مع الغرباوى ان الأوروبيين يحفرون قبرهم بأيديهم بشعاراتهم المثالية لحقوق الأنسان و فسحهم المجال للاسلاميين بالدخول الى اوروبا و العبث بتقاليدها الديموقراطية العريقة التي تاسست في مجتمعهم بعد نضال استغرق قرون عديدة طبعا هذه الحالة اي سيطرة الأسلاميين على الغرب ستكون كارثة على الانسانية جمعاء و من ضمنهم المسلمين نفسهم لأن سوف يتم القضاء على كل التطور العلمي و يتحول العالم الى صورة من الصومال و موريتانيا و ايران وافغانستان

نهاية الحضارة
خائف على الأنسانية -

انا اتفق مع الغرباوى ان الأوروبيين يحفرون قبرهم بأيديهم بشعاراتهم المثالية لحقوق الأنسان و فسحهم المجال للاسلاميين بالدخول الى اوروبا و العبث بتقاليدها الديموقراطية العريقة التي تاسست في مجتمعهم بعد نضال استغرق قرون عديدة طبعا هذه الحالة اي سيطرة الأسلاميين على الغرب ستكون كارثة على الانسانية جمعاء و من ضمنهم المسلمين نفسهم لأن سوف يتم القضاء على كل التطور العلمي و يتحول العالم الى صورة من الصومال و موريتانيا و ايران وافغانستان

الديمقراطية الغربية
بشير إبراهيم -

تابعت اخيرا التعليقات والندوات حول تحيز الأعلام الغربي لأسرائيل في الاعتداء الأسرائيلي على غزة وفشل الاعلام العربي في الوصول إلى المواطن الغربي وهذا ولا شك صحيح في معظمه وليس كله ويرجعه البعض الاخر الى اللوبي اليهودي وسيطرته على الاعلام او إلى العداء للأسلام وهذا ايضا صحيح . ولكن لم يتعرض الكثيرون إلى البيئة الغربية التي يعمل فيها اللوبي الصهيوني واعداء الأسلام . هذه البيئة المؤهلة لاستيعاب ما يقوله اللوبي اليهودي واعداء الاسلام وتصديقهم هي بيت القصيد . الشعوب الاوربية لها موروت تاريخي للعداء للاسلام والمسلمين , فالمسلم كان في نظرهم ليس عدوا فقط ولكنه مخلوق وحشي وهمجي و وخطير أي غول بتعبيرنا (جوست ) وكان الاباء والأمهات الاوربيين يخوفون به أطفالهم . وكذلك يرى الأوربيين أن شعوب أسيا وأفريقيا وجنوب امريكا الاصليين شعوبا متخلفة فقد وجدوها وأكتشفوها وهي تعيش حياة الحيوان وانهم هم الذين أستعمروها وعلموها وجعلوا منها خدما وعبيدا وعمالا وبشرا اقل منزلة منهم . ولهذا فأن المسلم و المواطن من العالم الثالت في نظر الغربيين لا يرقى الى مستوى الغربي المتحضر .هذا الشعور موروت في عقل المواطن الغربي سمي في الماضي بالابرتايت علنا وفرض على الشعوب غير الاوربية ليس في جنوب افريقيا فقط بل في كل العالم الثالت وفي اوربا وامريكا . و ورغم انتهاء العمل بهذا النظام الا انه لازال يجري في دماء الأوربيين وفي أعماق نفوسهم , ولا زالو ا ينظرون الى غير الاوربيين بانهم بشر اقل تطورا حضاريا كذلك وطبيعا حسب نظرية داروين , وهو شعور تشعر به في اوربا حتى بين الفلاحين في أعالي الجبال في سويسرا وبين الفقراء في المدن فهم يرون انفسهم أرقى مستوى من اي فرد من العالم الثالت مهما كان مستواه فأنت كمسلم أو مواطن من العالم الثالت في اوربا أو في امريكا مهما كنت عالما أو بطلا أو عظيما فانك شخص اقل منزلة من اي مواطن اوربي أو امريكي . أو كما قال الأستاذ بطرس غالي سكرتير الامم المتحدة السابق يوما عندما سؤل من طرف الصحفيين الأجانب لماذا تهاجمه الصحافة البريطانية بشكل لم تتبعه مع السكرتيريين العامين السابقين فقال لهم لا تنسوأ أني(ووج ) وهو لقب يطلقه المثقفون الأنجليز إستهزاء على الشخص الشرقي المثقف الذي يلبس ويتصرف كأنه غربي وهو ليس منهم . هذا الشعور الداخلي الموروث للأوربيين وال

الديمقراطية الغربية
بشير إبراهيم -

تابعت اخيرا التعليقات والندوات حول تحيز الأعلام الغربي لأسرائيل في الاعتداء الأسرائيلي على غزة وفشل الاعلام العربي في الوصول إلى المواطن الغربي وهذا ولا شك صحيح في معظمه وليس كله ويرجعه البعض الاخر الى اللوبي اليهودي وسيطرته على الاعلام او إلى العداء للأسلام وهذا ايضا صحيح . ولكن لم يتعرض الكثيرون إلى البيئة الغربية التي يعمل فيها اللوبي الصهيوني واعداء الأسلام . هذه البيئة المؤهلة لاستيعاب ما يقوله اللوبي اليهودي واعداء الاسلام وتصديقهم هي بيت القصيد . الشعوب الاوربية لها موروت تاريخي للعداء للاسلام والمسلمين , فالمسلم كان في نظرهم ليس عدوا فقط ولكنه مخلوق وحشي وهمجي و وخطير أي غول بتعبيرنا (جوست ) وكان الاباء والأمهات الاوربيين يخوفون به أطفالهم . وكذلك يرى الأوربيين أن شعوب أسيا وأفريقيا وجنوب امريكا الاصليين شعوبا متخلفة فقد وجدوها وأكتشفوها وهي تعيش حياة الحيوان وانهم هم الذين أستعمروها وعلموها وجعلوا منها خدما وعبيدا وعمالا وبشرا اقل منزلة منهم . ولهذا فأن المسلم و المواطن من العالم الثالت في نظر الغربيين لا يرقى الى مستوى الغربي المتحضر .هذا الشعور موروت في عقل المواطن الغربي سمي في الماضي بالابرتايت علنا وفرض على الشعوب غير الاوربية ليس في جنوب افريقيا فقط بل في كل العالم الثالت وفي اوربا وامريكا . و ورغم انتهاء العمل بهذا النظام الا انه لازال يجري في دماء الأوربيين وفي أعماق نفوسهم , ولا زالو ا ينظرون الى غير الاوربيين بانهم بشر اقل تطورا حضاريا كذلك وطبيعا حسب نظرية داروين , وهو شعور تشعر به في اوربا حتى بين الفلاحين في أعالي الجبال في سويسرا وبين الفقراء في المدن فهم يرون انفسهم أرقى مستوى من اي فرد من العالم الثالت مهما كان مستواه فأنت كمسلم أو مواطن من العالم الثالت في اوربا أو في امريكا مهما كنت عالما أو بطلا أو عظيما فانك شخص اقل منزلة من اي مواطن اوربي أو امريكي . أو كما قال الأستاذ بطرس غالي سكرتير الامم المتحدة السابق يوما عندما سؤل من طرف الصحفيين الأجانب لماذا تهاجمه الصحافة البريطانية بشكل لم تتبعه مع السكرتيريين العامين السابقين فقال لهم لا تنسوأ أني(ووج ) وهو لقب يطلقه المثقفون الأنجليز إستهزاء على الشخص الشرقي المثقف الذي يلبس ويتصرف كأنه غربي وهو ليس منهم . هذا الشعور الداخلي الموروث للأوربيين وال

تحية للعزبز الحاج
مرتضى الأنصاري -

تحية وسلام لمقالك الرائع نعم سيخسر أوباما حتما وتخسر الديمقراطية في العالم مادام تقديم التنازلات للأنظمةالشمولية والمنظمات والأحزاب التي تسير في فلكها مستمراوعندها لن يفيد الندم وسيتمنى العالم ظهور جورج بوش جديد. أسجل شكري وعرفاني وأمتناني للرئيس بوش وسيذكره التاريخ يوما ما بخير كما يذكره عشاق الحرية وان قل عددهم في هذه الايام وتبا لكل الظلاميين في كوكبنا الجميل من يساريين وأسلاميين ..

تحية للعزبز الحاج
مرتضى الأنصاري -

تحية وسلام لمقالك الرائع نعم سيخسر أوباما حتما وتخسر الديمقراطية في العالم مادام تقديم التنازلات للأنظمةالشمولية والمنظمات والأحزاب التي تسير في فلكها مستمراوعندها لن يفيد الندم وسيتمنى العالم ظهور جورج بوش جديد. أسجل شكري وعرفاني وأمتناني للرئيس بوش وسيذكره التاريخ يوما ما بخير كما يذكره عشاق الحرية وان قل عددهم في هذه الايام وتبا لكل الظلاميين في كوكبنا الجميل من يساريين وأسلاميين ..

الأوروبيون (تعليق 10
بهاء -

تعليق السيد بشير يخالف الواقع والمنطق العام، تعميم صفات العنصرية والغرور يتناقض مع الطبيعة الإنسانية لكل البشر، فالإنسان بشكل عام لا يكره الآخر بل يسعى لعلاقات جيدة معه لأنه كائن إجتماعي، وبالتالي لا يمكن أن تصح اتهامات السيد بشير، كما لا يمكن أن تصح الاتهامات الموجهة لعموم المسلمين بكراهية الغرب، كما لا يمكن أن تصح أكاذيب أن الشيعيين يتكارهون مع السنيين! ثانيا، أنا أيضا أعيش بأوروبا ولم أجد أي دليل جدي على مقولات الأخ المعلق، بل بالعكس واجهت أحيانا كثيرة الإحراج لكثرة مديح بعض الأوروبيين للإرث الحضاري العربي، وتفاجأت بانتشار مفاهيم أساسية عن مساهمة الحضارة الإسلامية وفضلها على الأوروبيين. ثالثا، يمكن الحكم على مجتمع ما من خلال قيمه الأخلاقية السائدة، وأكثر القيم أهمية بالغرب الأوروبي هي المساواة بين الناس، فحتى القلة التي تؤمن بالعنصرية لا تجرأ على البوح بآرائها علنا لأن الجميع يعتبر السلوك العنصري سلوك غير أخلاقي، وحتى الكثير من متديني المسيحيين الأوروبيين لا يجرؤون على احتكار الجنة، يقولون نحن نؤمن أننا نتبع أسرع الطرق الجنة ولكنها مليئة ببشر آخرين غيرنا سلكوا طرقا مختلفة (قارن هذا مع الاحتكار الإسلامي للجنة). المشكلة التي لاحظتها بالمسلمين والعرب المقيمين بأوروبا أنهم يطلبون أو يتوقعون من الأوروبي أن يجاري عاداتهم وتقاليهم رغم أنهم يعيشون ببلادهم، وهنا يقع سوء الفهم، أو وهي حالة غالبة: كثيرون يعممون تجارب شخصية محدودة على كامل المجتمع، متناسين أنهم يلاقون الاحترام الإنساني بكل خطوة يخطونها في العمل وفي المسكن والمشافي والمطاعم... المشكلة أننا بين رأيين متطرفين رأي الكاتب ورأي السيد بشير وكلاهما يفرضان تقييما أخلاقيا وإنسانيا لا يحق لأي كان فرضه.

الأوروبيون (تعليق 10
بهاء -

تعليق السيد بشير يخالف الواقع والمنطق العام، تعميم صفات العنصرية والغرور يتناقض مع الطبيعة الإنسانية لكل البشر، فالإنسان بشكل عام لا يكره الآخر بل يسعى لعلاقات جيدة معه لأنه كائن إجتماعي، وبالتالي لا يمكن أن تصح اتهامات السيد بشير، كما لا يمكن أن تصح الاتهامات الموجهة لعموم المسلمين بكراهية الغرب، كما لا يمكن أن تصح أكاذيب أن الشيعيين يتكارهون مع السنيين! ثانيا، أنا أيضا أعيش بأوروبا ولم أجد أي دليل جدي على مقولات الأخ المعلق، بل بالعكس واجهت أحيانا كثيرة الإحراج لكثرة مديح بعض الأوروبيين للإرث الحضاري العربي، وتفاجأت بانتشار مفاهيم أساسية عن مساهمة الحضارة الإسلامية وفضلها على الأوروبيين. ثالثا، يمكن الحكم على مجتمع ما من خلال قيمه الأخلاقية السائدة، وأكثر القيم أهمية بالغرب الأوروبي هي المساواة بين الناس، فحتى القلة التي تؤمن بالعنصرية لا تجرأ على البوح بآرائها علنا لأن الجميع يعتبر السلوك العنصري سلوك غير أخلاقي، وحتى الكثير من متديني المسيحيين الأوروبيين لا يجرؤون على احتكار الجنة، يقولون نحن نؤمن أننا نتبع أسرع الطرق الجنة ولكنها مليئة ببشر آخرين غيرنا سلكوا طرقا مختلفة (قارن هذا مع الاحتكار الإسلامي للجنة). المشكلة التي لاحظتها بالمسلمين والعرب المقيمين بأوروبا أنهم يطلبون أو يتوقعون من الأوروبي أن يجاري عاداتهم وتقاليهم رغم أنهم يعيشون ببلادهم، وهنا يقع سوء الفهم، أو وهي حالة غالبة: كثيرون يعممون تجارب شخصية محدودة على كامل المجتمع، متناسين أنهم يلاقون الاحترام الإنساني بكل خطوة يخطونها في العمل وفي المسكن والمشافي والمطاعم... المشكلة أننا بين رأيين متطرفين رأي الكاتب ورأي السيد بشير وكلاهما يفرضان تقييما أخلاقيا وإنسانيا لا يحق لأي كان فرضه.

الكاتب
لهابيم -

قاعدة اقتصادية صحيحة لواقعنا.....العملة الرديئة تطرد العملة الجيدة

الكاتب
لهابيم -

قاعدة اقتصادية صحيحة لواقعنا.....العملة الرديئة تطرد العملة الجيدة

صاحب التعليق10
لهابيم -

صراحة كلامك يثير الحنق لكثرة مغالطاتك،هل ابناء يعرب كانوا يوما ودوديين للاروبيين او لاى جنس اخر ،اما بدأوا بوصف الغربيين بالكفار والعلوج ووو..،اذكرك فقط بأن قوانيين مكافحة العنصرية وعقوبات نشر ثقافة الكراهية وضع غربى اوروبى والعرب لم يسنوا مثيلا لها حتى اليوم

صاحب التعليق10
لهابيم -

صراحة كلامك يثير الحنق لكثرة مغالطاتك،هل ابناء يعرب كانوا يوما ودوديين للاروبيين او لاى جنس اخر ،اما بدأوا بوصف الغربيين بالكفار والعلوج ووو..،اذكرك فقط بأن قوانيين مكافحة العنصرية وعقوبات نشر ثقافة الكراهية وضع غربى اوروبى والعرب لم يسنوا مثيلا لها حتى اليوم