منظمة التحرير: تقييم التجربة ورؤية إعادة البناء
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
تحرير: د. محسن صالح.
الناشر: مركز الزيتونة للدراسات، بيروت، طبعة أولى، 2007م.
عدد الصفحات: 235. الذي طفى في النهاية على سطح الاجتماعات، وتغلب على ابتسامات المشاركين أمام عدسات وسائل الإعلام، ما كان سوى انعكاس مباشر لجذر الخلاف الذي حاول المؤتمرون أن ينأوا عن مناقشته ومعالجته، وهو الاتفاق على إصلاح منظمة التحرير الفلسطينية والتوافق على برنامجها ومنهجها بما يضمن قبوله لدى جميع الفصائل الفلسطينية، ودمج حركتي حماس والجهاد الإسلامي في بنيتها التنظيمية.
يعدّ الكتاب الصادر عن مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات دراسة مهمة، وتلخيصاً لأعمال حلقة نقاشية تناولت موضوع تقييم منظمة التحرير وطرح أفكار لإعادة بنائها. يتضمن الكتاب ست عشرة ورقة عمل, شملت تقييمًا لتجربة منظمة التحرير، ورؤى الفصائل الفلسطينية الخمسة (فتح, حماس, والجهاد الإسلامي، والجبهتين الشعبية والديمقراطية) لإعادة بنائها. وقد انقسم إلى محورين أساسيين: تقييم تجربة المنظمة، ورؤية الفصائل لمستقبلها وأسس تفعيلها.
عبر (شفيق الحوت)، في ورقته عن رؤيته للمنظمة, مؤكدًا على أهم إنجازاتها. ثم أشار إلى سلبيات اتفاقات أوسلو التي سعت لتعطيل منظمة التحرير. فيما تناول الإعلامي (نافذ أبو حسنة) تطور الوعي الفلسطيني بمنظمة التحرير، مسلطاً الضوء على انعكاسات حرب 1973، التي أبرزت توجهين فلسطينيين، أحدهما دعا إلى الحل المرحلي، والثاني إلى التفاوض باعتبار أن التوازن الدولي لا يسمح بحسم الصراع.
وقدم المفكر الفلسطيني (تيسير الخطيب), قراءة نقدية في الميثاق الوطني. وعرض التعديلات التي أُدخلت عليه, معتبرًا أنها جاءت استجابة للمبادرات السياسية التي رأى البعض أنها نتيجة تغيير موازين القوى مع "إسرائيل", ودعا إلى ضرورة موافقة الميثاق للثوابت التاريخية، وأن تعبر الانتخابات عن كامل التمثيل الفلسطيني. فيما تناول (محسن صالح), موضوع إعادة تشكيل المجلس الوطني. فقدم نبذة عن مكانة المجلس الدستورية وصفته التمثيلية, مبيناً تهميش دوره وإضعافه، وكيف تم استخدامه لأغراض تمرير مشاريع التسوية، ثم قدم تصورًا تفصيليًا لكيفية إعادة تشكيله.
وعرض الدكتور أحمد سعيد نوفل تصورًا للعلاقة الصحيحة بين منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الوطنية. فبين أن المنظمة بدأت تعاني من التهميش والعزلة لمجرد بروز السلطة إلى حيز الوجود، وأشار إلى التباين بين الحكومة والرئاسة، وأن إسرائيل لم تعترف بالمنظمة إلا عندما لم تعد منظمة لتحرير فلسطين. وقيّم المفكر الفلسطيني منير شفيق تجربة الوحدة الوطنية الفلسطينية. فرأى أن العلاقات الفلسطينية كانت محكومة باعتبارات فكرية وسياسية تارة, وتارة أخرى بصراعات المحاور العربية. وقدم تصوره لبرنامج سياسي يمكن الاتفاق عليه.
وركز (صقر أبو فخر) في ورقته على إدارة المؤسسات لدى منظمة التحرير الفلسطينية، مركزي الأبحاث والتخطيط مثالاً. فاستعرض تاريخ التجربة الفلسطينية في مجال العمل المؤسسي. بينما قدم (سلمان أبو ستة), رصداً لمسيرة اللاجئين في السعي للعودة. وأشار إلى حسابات الأنظمة في التعامل مع اللاجئين ومشاريع التوطين وأعداد اللاجئين وأماكن وجودهم. وتناول (حلمي موسى) في ورقته إدارة منظمة التحرير الفلسطينية للمفاوضات مع "إسرائيل", وتبريرات القوى المتنفذة في إعلان فشل منهج المقاومة, واعتبر أن قيادة المنظمة استثمرت الانتفاضة في حمايتها كممثل شرعي ووحيد. وأن المفاوضات عبارة عن سعي الطرف الفلسطيني للحصول على الموافقة الأمريكية ليس إلا.
بينما تحدث الدكتور (محمد السيد سعيد) عن إدارة منظمة التحرير الفلسطينية العلاقات الفلسطينية - العربية, مستعرضاً صنوف الحصار الذي واجهه النضال الفلسطيني في أكثر البلاد العربية، وعد الجانب الفلسطيني شريكًا في المسؤولية بسبب انجراره وراء الخلافات العربية. وأكد حاجة القضية الفلسطينية للساحات العربية المختلفة بمستوييها الرسمي والشعبي، وهو ما يفرض إعادة تصحيح هذه العلاقة. وتناول الدكتور (عبد الله الأشعل) الدبلوماسية الدولية الجديدة لمنظمة التحرير. فأكد على مكانتها بوصفها التجسيد السياسي لحق تقرير المصير الفلسطيني، وإلى تبدل الصراع بعد حرب 1967، من إزالة إسرائيل إلى إزالة آثار العدوان وتأثيرات حرب 1982 في إخراج المنظمة من منطقة الصراع، وناقش إمكانية أن تعترف حماس بإسرائيل بعد أن قبلت بإقامة دولة ضمن حدود 1967.
وعرض ممثلو الفصائل في المحور الثاني رؤى تنظيماتهم لتطوير المنظمة وإعادة بنائها. فقدم (فتحي أبو العردات) رؤية حركة فتح التي لم تتجاوز كونها "خطبة تأكيدية" لأهمية المنظمة التي تسيطر عليها حركته. بينما عرض (أسامة حمدان) ممثل حركة حماس في لبنان، رؤية حركته، فبين أن ثلاثة جوانب أثرت على فعالية المنظمة وتمثيلها, وهي انتقال مركز القرار للسلطة الفلسطينية, ومحاولة تذويب المنظمة, وإبقاء حماس والجهاد خارجها. وقدم تصورًا شاملاً حول إعادة بنائها والأسس التنظيمية. فيما هاجمت ورقة ممثل الجبهة الشعبية (مروان عبد العال) قيادة فتح للمنظمة، واقترح تشكيل قيادة موحدة واتفاقاً على برنامج القواسم المشتركة كأساس لإعادة بناء المنظمة وتفعيلها. فيما كانت رؤية ممثل الجهاد الإسلامي (أنور أبو طه) عمومية في طرحها ومستنسخة عن رؤية حماس، ومركزة على أهمية إعادة النظر في ميثاق المنظمة فحسب!؟. وينسحب الأمر ذاته على ورقة ممثل الجبهة الديمقراطية.
وعلى الرغم من الرغبة الصادقة التي كانت تحدو الجميع في مناقشة هذا الموضوع الهام، إلا أن أهم ما يمكن أن نستخلصه من الكتاب هو أن حال القضية الفلسطينية هو نتيجة مباشرة لما يقترفه أبناؤها ومناصروها في حقها من خلاف وانقسام وتسابق على المنافع والمناصب والتمثيل. كاتب وباحث
التعليقات
منظمة التحرير
محمد يعقوب -فتح كالفريك لا تحب الشريك!!! هذا هو الإشكال وهذه هى المصيبة!!! عندما أفاقت فتح بعد هزيمتها فى 2006 لم تصدق ما حدث وإعتقدت أن ما جرى كان كابوس ثقيل وأن الحقيقة أن تبقى السلطة فى يد رجال فتح فقط لا غير ولتذهب نتائج الإنتخابات الى المزابل وهنا بدأت المشاكل أولا بعدم الإشتراك فى الحكومة الأولى التى شكلتها حماس ثم وضع العراقيل أمام حكومة الوحدة الوطنية التى تشكلت بعد إتفاق مكة وأهم تلك العراقيل الأجهزة الأمنية التى كانت كلها من عصابات فتح والتى تمردت على الحكومة الشرعية والذى أدى الى الحسم وطرد رؤساء الأجهزة الذين تمردوا على السلطة الشرعية!!! ودارت الأيام حتى وقع العدوان على غزة بمباركة من السلطة والحكومة المصرية وبعدها جاءت جلسات الحوار فى القاهرة ومصر منحازة للسلطة!!! فكيف بربكم ستتم المصالحة؟؟ هناك خطان متوازيان لن يلتقيا خط يطالب بمقاومة الإحتلال وخط مؤمن بالمفاوضات ولو الى قيام الساعة!!!!!!!!!!
منظمة التحرير
محمد يعقوب -فتح كالفريك لا تحب الشريك!!! هذا هو الإشكال وهذه هى المصيبة!!! عندما أفاقت فتح بعد هزيمتها فى 2006 لم تصدق ما حدث وإعتقدت أن ما جرى كان كابوس ثقيل وأن الحقيقة أن تبقى السلطة فى يد رجال فتح فقط لا غير ولتذهب نتائج الإنتخابات الى المزابل وهنا بدأت المشاكل أولا بعدم الإشتراك فى الحكومة الأولى التى شكلتها حماس ثم وضع العراقيل أمام حكومة الوحدة الوطنية التى تشكلت بعد إتفاق مكة وأهم تلك العراقيل الأجهزة الأمنية التى كانت كلها من عصابات فتح والتى تمردت على الحكومة الشرعية والذى أدى الى الحسم وطرد رؤساء الأجهزة الذين تمردوا على السلطة الشرعية!!! ودارت الأيام حتى وقع العدوان على غزة بمباركة من السلطة والحكومة المصرية وبعدها جاءت جلسات الحوار فى القاهرة ومصر منحازة للسلطة!!! فكيف بربكم ستتم المصالحة؟؟ هناك خطان متوازيان لن يلتقيا خط يطالب بمقاومة الإحتلال وخط مؤمن بالمفاوضات ولو الى قيام الساعة!!!!!!!!!!