قراؤنا من مستخدمي تويتر يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر إضغط هنا للإشتراك
عادت باكستان للواجهة الدولية مع ازدياد عمليات الإرهاب هناك، وما تتركه من خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات، رغم رضوخ الحكومة لمطالب طالبان في بعض المناطق بتطبيق الشريعة الإسلامية على أبشع نحو وغلق مدارس البنات وهدمها، فضلا عن أن مواقد الإرهاب هناك راحت تدرب وتصدر بكثافة الإرهابيين للغرب، ولاسيما بين الباكستانيين من حملة الجنسية البريطانية.إن هذه الحملة القاعدية - الطالبانية تتزامن مع تصعيد عمليات الإرهاب الكبيرة داخل أفغانستان، وما تكبد من خسائر بين الشرطة والمواطنين وقوات الناتو.عندما تشتعل الحرائق مجددا على نطاق أوسع بفعل الجهات المجرمة نفسها، ورغم التجارب القريبة، فإنه من المبرر التذكير ببعض الحقائق.في العام المنصرم نشرنا عدة مقالات عن باكستان في إبان الأزمة الداخلية ضد الرئيس السابق برويز مشرف. كان عنوان مقالنا في 16 نوفمبر 2006 هو: " الرئيس مشرف بين خطر الإسلاميين والهوس الانتخابي الغربي"، قاصدين الحملة الواسعة للمطالبة بالانتخابات العاجلة وبرحيل مشرف، سواء من جانب المعارضة أو أوساط دولية عديدة واليسار الغربي. لقد انتقدنا مشرف لسياسته المزدوجة في التعامل مع المتطرفين الإسلاميين الباكستانيين ومع طالبان ومع عناصر الاستخبارات التي كانت تتعاون مهم. كان يضرب هنا ليعود غاضا النظر هناك، كما وأشرنا للدور التخريبي للكتاتيب الدينية، النافثة لسموم التطرف، وقد دفع مشرف ثمنا باهظا لأخطائه هذه، فطوقوه قبل الانتخابات وراحت الطعنات تنهش فيه.كان مشرف حاكما عسكريا، ولكنه لم يكن ديكتاتورا دمويا كصدام، ولا أقام نظاما شموليا، بل كانت هناك أحزاب وانتخابات.لقد تطورت الأمور بعدئذ بوصول المعارضة للحكم ومغادرة مشرف مضطرا؛ فهل تحسنت الأحوال؟ كلا، بل لقد ازدادت سوءا لأن أحزاب المعارضة سبق وأن تساهلت مع الإسلاميين خلال رئاسة بي نظير بوتو، التي كانت باكستان في عهدها أول دولة تعترف بنظام طالبان، ونواز شريف، الذي اختار المعارضة اليوم أيضا، قد خطا خطوات جديدة، عند رئاسة الحكومة، في التنازل للإسلاميين والتطرف الإسلامي. لقد ورد في مقالنا بتاريخ 8 يناير 2008:" إن الوضع المتفجر في باكستان لا يتحمل مزايدات نواز شريف وحزب الشعب، بل هو يستدعي التعاون المشترك لصد الخطر الإرهابي، ولتعزيز الحياة السياسية البرلمانية. إن على مشرف، من جانبه، التعاون الوثيق مع الفائزين في الانتخابات القادمة، وهو مدعو إلى تشديد محاربة الأصولية المتطرفة" و" إن استقرار باكستان يحتل اليوم مركز الصدارة في المهام التي تواجه الوطنيين الباكستانيين، من مدنيين وعسكريين، وإن الجيش هو القوة الأساسية لضرب الخطر، ومن حسن الحظ أن مشرف لا يزال يتمتع بثقة الجيش."جرت الانتخابات، وأجبروا مشرف على مغادرة السلطة، فتدهورت الأوضاع الأمنية لأبعد الحدود كما نشاهد اليوم.إن الوضعين في أفغانستان وباكستان مترابطان، حيث أن لطالبان والقاعدة قواعد ومراكز قوية، مسلحة داخل حدود الثانية، وكانت إدارة بوش قد دشنت غارات جوية على تلك المعاقل، والإدارة الجديدة تواصل تطبيق نفس التكتيك، مقرونا بتقديم مساعدات ضخمة لحكومة باكستان لتوظيفها في حماية أمنها وذلك كجزء من إستراتيجية مكافحة طالبان والقاعدة داخل أفغانستان، والحيلولة دون عودة نظام طالبان.إن تبدل الإدارة الأميركية، وعدم تبلور تفاصيل السياسة الخارجية الأميركية إلا تدريجيا، والاعتقاد بان أوباما، نصف المسلم، هو رئيس ضعيف أو ملائكي، وإن الأزمة المالية الكبرى؛ لعل كل هذا واحد من بين عوامل التقاط الإرهابيين لأنفاسهم مؤخرا، متوهمين أنهم على أبواب الانتصار الساحق.أميركا في متاعب أفغانية، وسترسل قوات إضافية متواصلة لأفغانستان، وهو أمر مطلوب، وهذه المتاعب أيضا هي من بين أسباب التوجه المبالغ فيه لاوباما نحو إيران لعلها تساعد في تحسين وضع أفغانستان مقابل الانفتاح الواسع عليها. كما في نية اوباما تشكيل لجنة تضم الصين وباكستان وروسيا وإيران للمشاورة والمساعدة في الشأن الأفغاني. فهل ستنجح هذه الإستراتيجية؟؟لا نعتقد إن إيران ستلعب دورا إيجابيا ما في أفغانستان إلا بأبهظ الأثمان، كالاعتراف بها كدولة نووية، وإطلاق يديها في المنطقة. وفيما يخص الصين، فهي التي دربت وتدرب كوادر حراس الثورة الإيرانيين، ولها مصالح تجارية كبيرة مع إيران، كما أنها تشن اليوم حرب تجسس إلكترونية ضد بريطانيا وعشرات من الدول الأخرى قد تهدد بتعطيل الكثير من مرافقها لو شاءت الصين. أما روسيا، فهي التي أملت على قرغيزيا عدم تجديد السماح لطائرات الناتو بنقل الإمدادات لأفغانستان، وهي تواصل التوسع في القطب الشمالي، وفي إقامة القواعد البحرية والجوية في دول جديدة. فهل ستقبل مساعدة واشنطن ما لم تعترف لها بسياستها الابتزازية والتوسعية الراهنة تجاه أوكرانيا وجورجيا وتشيكيا وبولندة، وباستخدام سلاح الغاز ابتزازاً حتى تجاه الاتحاد الأوروبي؟نعتقد أن باكستان، من بين هذه الدول، هي التي يمكن أن تلعب دورا مهما في حماية أمن أفغانستان فيما لو استطاعت حماية أمنها هي أولا من طالبان والقاعدة داخل أراضيها ومن الجماعات الباكستانية المتشددة، وفيما لو قامت بتطهير أجهزة المخابرات من المتواطئين مع الإرهابيين والمتشددين.يبقى التفكير الأميركي في الحوار مع ما يطلق عليهم "المعتدلون" بين طالبان، ومحاولة نقل تجربة الصحوات العراقية، وهذا وقوع في وهم كبير وخطر كما ذكرنا في مقال سابق.
التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
مقالة في الصميم !!.
كركوك أوغلوا -
الأستخبارات العسكرية ومدارس الأرهاب السبب ؟؟!!..
الحل
منقب -
للاسف الشديد ليس هناك من حل لطيور الظلام تلك...فهم عباره عن قوارظ تاكل كل مايعترض طريقها والمشكله الاكبر ان من مصلحه الكثير من الدول كالصين وروسيا وايران ان يبقى الوضع على ماهو عليه وذلك لاستنزاف طاقات امريكا ومحاوله اضعافها بشتى الطرق...الحل هو ان يحصر اولئك الارهابيين وحرقهم بشتى الطرق لانهم وباء وان استمر هذا الوباء فسيحرق الاخضر واليابس وسيودي الى حرب نوويه عالميه لامحاله وسيذهب ضحيتها كل من على سطح الارض الا القليل...يجب ان يتعاون العالم باجمعه للقضاء علئ ذلك الوباء وبشتى الطرق
الأخوة الأعداء !!!
رمضان عيسى -
هناك قانون موضوعي يعرف باسم : وحدة وصراع الأضداد -ففي فترة الحرب الباردة كان الصراع بين اقتصادات وسياسات وأفكار ،اشترك فيها اتباع الديانات واتباع الرأسمالية واتباع نظم الحكم الدينية والملكية الوراثية والدكتاتوريات الفردية وأصحاب أنطمة الحكم العشائرية ، كل هذا في صف واحد وفي الجهة المقابلة ، دول المنظومة الاشتراكية وحركات التحرر الوطني ، والآن وقدانتهت الحرب الباردة لصالح الاقتصاد الرأسمالي مؤقتا ، وهنا بدأت الحرب بين الاخوة ، فانفك التحالف الرأسمالي الامبريالي الديني وأنقسم الى ضدين تحت شعارات يحلو لكل طرف اطلاق مسمياته حولهامثل : الديمقراطية ضد الارهاب والديكتاتورية والأصولية، والعلمانية ضد التخلف والبربرية .أو كما اصطلح على تسميته بصراع الحضارات ، وسيبقى الصراع طويلا لأن الصراع هو صراع أفكار ، فليس هناك اقتصادات ولا جيوش ولن تظهر الهزيمة الا بعد مائة أو مئتين من السنين . ما الحل اذا ؟ الحل اعادة تشكيلة التحالفات وحل المشكلة الفلسطينية والتي لها الدور الأكبر في تنشيط الأصولية الدينية في الشرق الأوسط والأقصى .
إلى مصير أسود
ABCD -
مشكلة أفغانستان وباكستان معقدة. المشكلة تكمن في الفكر الذي تشربته هذه المجاميع هذا الفكر الذي جاءهم من خارج حدود الدولتين. فقبائل البشتون من الدولتين هم أحناف ولكنهم تشربوا الفكر التكفيري الذي تتبناه القاعدة. حاليا لا حل في يبدوا في الأفق والذي يلوح في الأفق هو أن باكستان في طريقها لأن تكون أفغانستان ثانية. الذي يلوح في الأفق أيضا هو قيام حرب أهلية في باكستان كما كاتي شهدناهافي أفغانستان, وسوف تدحث هجرة كبيرة للعقول المثقفة وغير المثقفة التي لا تحب الدخول في اتون الحرب والقتال خوفا على نفسها وسوف تخلوا أرض باكستان من اهلهاإلا من المتناحرين والبنادق........
اضافة لتعليق رقم-3
رمضان عيسى -
هذا على المستوى العالمي ، أما على الصعيد الداخلي ، فيجب اعارة النظرة للتعليم أقصى انتباه وذلك بتحييد دعاة الأصولية ودعاة الحقيقة المطلقة والحرفية عن التدخل في التعليم وطرق تنظيم المجتمع المدني ، حتى يخرج جيل علمي وعلماني يؤمن بالبناء وليس بالهدم ، يؤمن بالحاضر والمستقبل وليس بالماضي فقط ، يتخذ من القادة والفلاسفة المجددين قدوة ونبراسا،فكرا وترشيدا ، الذين أسسوا للحضارة وليس دعاة الماضي ومجتمعات ما قبل الحضارة ، ما قبل الثورات الاصلاحية التي أدت الى تحييد الكنيسة ومنعها من التدخل في العلم واسلوب الحكم والتعليم . وفي دول الشرق ، فمع انتشار الأصولية المتطرفة و حرفية النصوص المستوحاة من الدين بكتبه وفتاويه ، نرى جيلا من الشباب لا يؤمن بالحضارة والتجديد والتطور ، بل وينظر الى الحضارة بعدائية ، فكيف لهذا الجيل يتخذ من الماضي دليلا له أن يبني ،أن يكون أداة للتجديد وبناء المجتمع مدني على أسس حضارية عصرية . ما العمل اذا ؟ 1- اشاعة الديمقراطية والتعددية الحزبية . 2- اعادة تدريس التاريخ بطريفة نقدية وليست سردية .3- تدريس التاريخ بطريقة منهجية تطورية تتفق ومراحل التطور التاريخي للمجتمع الانساني ككل وليس بلد بعينة .4- تدريس الفلسفة والآراء الاصلاحية بصورة منهجية تتفق ومراحل تطور الفكر الانساني العالمي وليس في بلد محدد . 5- تحييد الدين ومؤسساته عن التدخل في المنهاج التعليمي للدولة في كل مراحل التعليم .6- التوجيه الاعلامي الهادف والذي يتفق مع المنهج التعليمي العصري .هذا هو السبيل لتحاشى الوقوع في الفوضى لمئة عام في المستقبل في باكستان ودول الشرق .
الحل
عواد -
الاستاذ الفاضل ماهو الحل?رجاءالاجابة في الكتابات القادمة\