كتَّاب إيلاف

لماذا فاتت (الرؤية اليمنية) على قمة الدوحة؟

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
كان يمكن لقمة الدوحة أن تشكل مناسبة للبحث جديا في تطوير العمل المشترك بين الدول العربية. صحيح أنه كانت للقمة أيجابيات عدة على رأسها كشف مدى عمق الخلافات العربية من جهة والتوصل إلى نوع من المصالحة السعودية- الليبية من جهة أخرى، ألا أن ذلك كان يجب ان لا يمنع القمة من الذهاب إلى أبعد من تهدئة الأوضاع بين العرب عن طريق التستر على الخلافات ليس ألاّ. كان مفترضا في القمة السعي إلى وضع الأسس لبلورة موقف مشترك من المستقبل ومن العمل العربي الجماعي بدل الأكتفاء بـصدار "إعلان" يمكن أن تفسره كل دولة بما يناسب أهواءها وسياساتها.
كانت الجهود التي بذلها أمير دولة قطر الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني من أجل أحتواء الخلافات العربية وأبقائها تحت السيطرة جهودا مشكورة. مجرد أنعقاد القمة العربية الدورية في موعدها يعتبر أنجازا في أيامنا البائسة هذه. لكن لا شيء كان يحول دون الذهاب إلى البحث في التوصل إلى نتائج عملية على صعيد العمل المشترك عن طريق الأستفادة من تجارب السنوات التي تزيد على الستين من عمر جامعة الدول العربية. مثلما أن العرب يتذكرون في كل سنة أن عليهم عقد قمة، عليهم أن يتذكروا أيضا القرار الصادر عن قمة عمان في العام 2001، التي كانت أولى القمم الدورية، وقمة شرم الشيخ في العام 2003. دعا القرار الصادر عن القمتين إلى "قيام الدول العربية بتقديم أقتراحاتها وتصوراتها لتطوير منظومة العربي المشترك وتحديثها".
مضت ست سنوات ولا أحد يريد أن يطور ويحدث. وجاءت أحداث أقليم دارفور السوداني وما تلاها من تطورات بلغت ذروتها بصدور مذكرة توقيف في حق الرئيس عمر حسن البشير لتؤكد عجز المؤسسات العربية القائمة وعدم قدرتها على التفاعل مع ما يدور في العالم العربي وحوله. وعلى الرغم من تأكيد الأمين العام لجامعة الدول العربية السيد عمرو موسى غير مرة أن الجامعة أرسلت بعثة لتقصي الحقائق في دارفور، ليس هناك مواطن عربي واحد يعرف حقيقة ما يدور في دارفور. هل الرئيس السوداني على حق، أم أن المنظات الدولية والحكومات الغربية على حق في تسمية ما جرى في تلك المنطقة السودانية "جريمة"؟ يصعب على المواطن العادي الأجابة عن أي سؤال في هذا الشأن في غياب المعطيات الحقيقية التي تسمح له بأن يكون قادرا على التعاطي مع قضية دارفور بشكل موضوعي.
أمتلك الرئيس علي عبدالله صالح ما يكفي من الشجاعة وبعد النظر كي يقدم في قمة الدوحة "رؤية الجمهورية اليمنية لتطوير العمل العربي المشترك". الهدف كان البناء على تجربة جامعة الدول العربية بحسناتها وسيئاتها، بأيجابياتها وسلبياتها، وذلك كي يصبح في الأمكان أيجاد مكان للعرب على الخريطة العالمية في ضوء ما يمتلكونه من ثروات وأمكانات بشرية ومواقع أستراتيجية. هل كثير على العرب التفكير في المستقبل بدل البقاء في أسر الماضي؟ أليس معيبا أن يبقى الهم المهيمن على أي قمة عربية ضبط أيقاع هذا الرئيس أو الملك أو ذاك تفاديا لأنفراط القمة؟
كشفت قمة الدوحة العرب على حقيقتهم مثلما كشفتهم قبل ذلك الحملة العسكرية الأميركية في العراق في العام 2003 ومثلما كشفتهم أيضا الحرب الأسرائيلية الأخيرة على غزة التي كان في أستطاعتهم أتخاذ موقف واضح منها لو أمتلكوا ما يكفي من الجرأة لتسمية الأشياء بأسمائها، بما في ذلك أن الصواريخ التي تطلق من القطاع ليست "مقاومة" ولا علاقة لها بالمقاومة لا من قريب ولا من بعيد. الآن، يستطيع العرب رفض مذكرة التوقيف الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية في حق البشير. ولكن ما الذي سيفعلونه عندما يصدر قرار عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في سبتمبر- أيلول أو أكتوبر- تشرين الأول المقبل يؤكد ما ورد في مذكرة التوقيف؟
أوليس العجز العربي سببا كافيا للتفكير في تطوير العمل المشترك؟ كان لا بدّ لقمة الدوحة أن تقدم على خطوة أولى في أتجاه ذلك عن طريق الأستفادة من "الرؤية" اليمنية التي تصب في أتجاه قيام "أتحاد الدول العربية" بديلا من جامعة الدول العربية. لا يعني الأتحاد أن الوحدة العربية ستقوم غدا بمقدار ما يعني أن هناك حاجة إلى "تحقيق التكامل الأقتصادي من منطلق أن تنمية المصالح المشتركة بين الدول الأعضاء والأندماج الأقتصادي هما المدخل الحقيقي للتوحد السياسي".
مرة أخرى فوت العرب على نفسهم فرصة للتواصل مع المستقبل كي يكونوا رقما فاعلا في المعادلة العالمية، خصوصا أن ما طرحه الرئيس اليمني لم يكن على حساب أي دولة عربية أذ أكدت "الرؤية" التي قدمها بلده بين ما أكدته "أحترام سيادة كل دولة عربية وأحترام حدودها الأقليمية ووحدة ترابها الوطني وحق كل دولة في أختيار نظام حكمها". أضافة إلى ذلك، شددت على "حق كل دولة في أختيار نظام حكمها وعلى عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأعضاء".
جاءت "الرؤية اليمنية" متكاملة وهي دراسة صغيرة حواها كتيب وزع في أثناء القمة. لم يكن الموضوع موضوع فرض وجهة نظر معينة مصدرها بلد فقير، لكنه يمتلك حضارة عريقة وتجربة ديموقراطية فريدة من نوعها في المنطقة، بمقدار ما أنه كان مفيدا الأقدام على خطوة أولى في الأتجاه الصحيح. كان كافيا أن تؤكد قمة الدوحة في "الأعلان" الصادر عنها وجود مثل هذه "الرؤية" كي تفتح نافذة على التغيير الذي لا بدّ منه في يوم من الأيام. أنه التغيير الذي يضمن للعرب مكانا تحت الشمس، في حال كانوا يسعون إلى مثل هذا المكان فعلا. كان على العرب أن يتذكروا في قمة الدوحة أن الدعوة إلى أنعقاد القمة العربية دوريا صدرت أول ما صدرت عن اليمن التي تمتلك مصلحة في الأستقرار الأقليمي وفي تفادي أي تأزم في العلاقات العربية- العربية. المهم أن "الرؤية" صارت على الطاولة وأن موضوع أيجاد بديل من جامعة الدول العربية صار مطروحا. العالم تغيّر. على العرب أن يتغيّروا. من كان يصدق أن الأتحاد الأوروبي سيرى النور يوما أنطلاقا من خطوة صغيرة هي أتفاق بين عدد صغير من الدول بينها فرنسا وألمانيا وأيطاليا في شأن الفحم الحجري وقع في العام 1956 في روما! من يسفر في أوروبا حاليا ويجتاز حدود الدول يفهم معنى الخطوة الهادفة إلى تطوير العمل العربي المشترك وعنى الخطوة اليمنية في هذا الأتجاه.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
المبا درة اليمنية
الطاهري -

الأستاذ العزيز خير الله خيرالله يتحدث عن رؤية يمنية كان ينوي علي عبد الله صالح تقديمها الى مؤ تمر القمة العربية اللذي انعقدفي الدوحة حول تطوير العمل العربي المشترك ولا ندري كيف قيم استاذنا العزيز هذه المبادرة وما اكثر المبادراة التي كانة تقدم في كثير من مؤتمراة القمم السابقة والتي ينتهي اثرها بمجرد مقادرة الزعمأ العرب مقراة الأجتماعاة. كان من الأجدر بالأستاذ خير الله ان يكررعلا مة الأستفسارحول جهل المواطن العربي عن حقيقة مايدور في دار فور با السودان وعن حقييقة مايدور في جنوب اليمن وأكرر جنوب اليمن من جرائم يقترفها نظام علي عبدالله صالح ضد ابنأ الجنوب العربي أما كان الأجدر باالرئيس اليمني قبل ان يقدم تلك الرؤية الكرتونية ان يعمل على احترام حقوق الأنسان في وطنه وان يقدم رؤيةشاملة لحل مشكلته الجنوبية طبعا المواطن العربي اخر من يعلم و لكن المصيبة تكون أعضم عندما يتجاهل كتابنا ومثقفينا مثل تلك الأمورالهامه والتي لاشك فيهاتؤثر على مستقبل النظام العربي برمته وأخيرا رحم الله شاعر اليمن الكبير فعند ما سأله احد مذيعي القنوات العربية الفضائية ان يتحدث عن التجربة الديمقراظية في اليمن فأجابه البردوني بأبتسامة ساخرة انني لا أحب الغيبة أي انه لا يحب النميمة عن الغائب. فعن اي تجربة ديمقراطية رائدة في اليمن يتحدث استاذنا العزيز خير الله خير الله.....

أولا حل الخلافات
يمني -

با عزيزي :أولا يجب حل الخلاغات، أما التفكير باتحاد عربي، ومازال العرب في خلافات شديدة ومتوترة، فهذا غير معقول!!

أدم واليمن
جـهـيـنـة -

يقولون أن أدم أول انسان وجد على الكرة ألأرضيةوهذا غير معروف قبل مليون أو ثلاثة ملايين سنة أو أكثر . ولكن لو عاد أدم الى الكرة ألأرضية مرة أخرى لن يعرف منها ألا اليمن . لأنه كما تركهاقبل بضعة ملايين من السنين مازالت على حالها . وأية ديمقراطية في اليمن ياصاحبي !؟

أنا يماني
فواز الرصّاص - جنيف -

أعجب أشد العجب عندما أقرأ تعليقات بعض القراء ... بعض القراء للأسف إذا لم تأتي الأمور على هواه أنكر كل الحسنات وهذا شأن اللئام فقط لحسن الحظ ... أود القول أنه بالنسبة لديمقراطيتنا في اليمن وإن كان إعلامنا مقصر في توضيح جوانبها الإيجابية إلا أنها موجودة وبشهادة العالم أجمع بمافيه كل المؤسسات الدولية المعنية بالإنتخابات والنظم الإنتخابية والدول الأوروبية والولايات المتحدة والدول العربية بأكملها وبدون إستثناء صحيح أنها ليست مكتملة أو نموذجية بنسبة 100% لكن في النهاية الأمور تتحسن من مرة لأخرى وهذا هو شأن الحياة وبالنسبة لمن يدعي بوجود مشكلة في الجنوب أود أن أذكره أن هناك مشكلة في جنوب اليمن والتي لم تنتهي إلا مع قيام الوحدة الراسخة والثابتة والباقية مابقى شعب اليمن العظيم وفي الأخير أود أن أقول للأخ الذي سمى نفسه جهينة أنه لايعيبنا أن نكون فقراء أو أن مواردنا المحدودة لاتسمح لنا أن نكون بقدر البلد التي أنت الآن تعارض الوطن منه لكن الأهم أن هناك إدارة صادقة تدعمها رغبة حقيقة للحاق بركب العالم وعلى كل حال فنحن في الختام لسنا البلد الوحيد في العالم المصنف كواحد من البلدان النامية لكنا على الأقل نساهم في بناء الوطن بقدر إستطاعتنا والله معنا ...

لاينطق
خالد اليمني -

أهل اليمن هم أرق أفئدة الإيمان يمان والفقه يمان والحكمة يمانية ...صحيح مسلم

الرؤية اليمنية
Piece of mind -

لقد فضح الرئيس اليمني علي عبد الله صالح الدور التآمري لقطر على أمن اليمن والأمن العربي عندما أقر أمام كل وسائل الإعلام أن الوساطة القطرية بين الحوثيين و الحكومة اليمنية كانت تشجع الحوثيين على التمرد بل على التعاون المخابراتي مع إيران على أرض اليمن، ولهذا أرادت قطر عدم السماح للرئيس اليمني بإلقاء خطابه.

رداً علي جهينة
حمزة القاهرة -

اريد ان اوجهة رسالة صادقة لك. اليمن لايحتاج لشادتك ليثبت ديموقراطيته ولكن هناك مفاهيم لاتساق الا بارض الواقع فاقترح عليك زيارة اليمن. ثانيا اطروحة الرئيس اليمني كانت واقعية وجدية ولكن مثلما قلنا فلاخوة الرؤساء العرب لايرون المال والاهانة لذلك بمالك يقدرونك. ولوتمعنا في فحواة لندمنا علي ضياعها في طي التجاهل

مصالح
النسر -

كل الذي يدافع على نظام علي صالح من اليمنيين يعشووا في الخارج الرصاص من جنيف والاخر من القاهره

اليماني مجداً
فواز الرصاص - جنيف -

من المعروف والمشهور عن العرب أنهم عندما يريدون وصف أي شخص بأنه قوي الشكيمة وشجاع وحاد البصر يقولون عنه أنه صقر وعندما يريدوا وصف الشخص الجبان الذي يأكل الجيفة والميتة يطلقون عليه وصف نسر لان هذا من أشهر صفات النسر بالفعل ... ولذلك أقول لذلك النوع من النسور أنني صقر لأنني ذكرت إسمي بالكامل دون خوف أو وجل كما أن الدفاع عن علي عبد الله صالح شرف لا أدعيه على الأقل الرجل حاول بالطرق السلمية أن يبني بلد ونجح في بعض الأمور وأخفق في بعضها الأخر بشهادة الغالبية الساحقة من أبناء البلد وبشهادة العالم أجمع ونقطة أخيرة اليمن ليست علي عبد الله صالح وعندما ندافع عن اليمن هذا لايعني أننا بالضرورة ندافع عن علي عبد الله صالح على الرغم من الأشياء الكثيرة الإيجابية التي قدمها الرجل للبلد لكن يبقى السؤال أنت ومن هم على شاكلتك ما الذي قدمتموه للبلد ؟؟؟