النظام الرأسمالي بين خدمة الكبار وإرضاء الآخرين!!
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
وأقول ذلك لأن النقد الموضوعي للرأسمالية لا يُرضي نزعة الهجوم عليها وهو غير الانبهار الذي يعجز أيضاً عن إجراء النقد العقلاني الضروري لأي تقدم. والغربيون أنفسهم، مهما كانت مواقفهم، يبتعدون عن حالات الانبهار معتبرين إياها نوعاً من الخرف العقلي وغير مفيدة في عملية التطور الدائم التي يؤمنون بضرورتها لتحسين حياتهم وتأمين مستقبل أفضل لأبنائهم. وعموماً تمنع الصراعات على أساس الأحكام المسبقة أصحابها من إجراء التشخيص الموضوعي لمختلف المسائل وتضع القراء وغيرهم في ما يشبه وضع المشاهد لمباراة التنس ثم تدفعه، وهو الأخطر، في خضم هذا الصراع الذي لا نرى له أفقاً بسبب هذا التضارب الدائم حول مختلف المشاكل الخطيرة بين معسكرين مثقلين بالتشنج والمواقف المسبقة. والحل الحقيقي لهذه الوضعية التي تقف وراء الكثير من حالات الضياع الفكري والعلمي التي تميز عالمنا العربي والإسلامي يكمن في تبني المنهج النقدي لمنظومتنا الفكرية في مختلف المجالات وفي إجراء التشخيص الموضوعي لعناصر التجربة الغربية كمسائل عملية (لا أيديولوجية) وذلك للتخلص من التخندق والتخندق المضاد ومن مواقف التعصب والنرجسية التي تميز ذهنيتنا المعطلة حول مواضيع لا زالت تنتظر الحل مثل التجديد الفكري والاجتماعي والديمقراطية والليبرالية والعلمانية، الخ. وقد حاولت في مقالات سابقة التنبيه إلى الأهمية القصوى للموضوعية ليس فقط لأنها الأفضل، فالجميع يدعيها لهذا السبب، ولكنها تشكل أيضاً وفي أية ممارسة جدية لها جسراً بين المتخندقين حول مختلف الموضوعات، لا سيما تلك التي تمس الأيديولوجيات السياسية والحزبية والتقاليد الاجتماعية والمعتقدات الدينية. ويمكن للمتخصصين في مثل هذه المواضيع، ومهما اختلفت انتماءاتهم الفكرية، لعب هذا الدور الأساسي في مد الجسور بين الأطراف الاجتماعية والفكرية المختلفة، لا لحسم الصراعات والنقاشات بل لوضعها في إطارها الصحيح وعلى أرضية البناء والعمل الجاد خدمة للجميع. التطور بين التغير والتحول
تعني قابلية النظام الرأسمالي على التكيف مع أزماته وتناقضاته إمكانية تطوره بشكل عام بناء على تقديمه أو تبنيه حلولاً (أو تنازلات) لحل هذه الأزمات ولا يختلف أحد حول أهمية التطور الحاصل منذ تأسيس هذا النظام ولحد الآن. ويتضمن هذا التطور مجالين منفصلين:
أولاً: تغيرات من ناحية أداء النظام في مجالاته المختلفة بفضل المراجعة النقدية للممارسة، وهو غير الذي يحصل بفضل التقدم العلمي والصناعي. وتساعدنا كتب التاريخ الاقتصادي والمذاهب الاقتصادية في التعرف على التغيرات الكبرى للرأسمالية وتقدم الفكر الاقتصادي بناء على هذه المراجعة النقدية، ويكفي هنا التذكير ببعض المحطات الكبرى كما يلي:
- المركنتلية: يكمن مصدر الثروة في التجارة الخارجية (بداية نهب المستعمرات، قرن 16 و 17) وتعددت تياراتها بناء على خصوصية كل بلد، فأسبانيا ركزت على أهمية تراكم المعادن الثمينة بينما اهتمت انكلترا بتحسين موقع المنتجات الصناعية بالنسبة للأسواق الخارجية.
- الصناعة وتطور الفكر الاقتصادي الرأسمالي مع المدرسة الليبرالية وفكرة اليد الخفية والدولة الحارسة التي دافع عنها آدم سميث (1723-1790) في كتابه ثروة الأمم 1776
- الثورة الصناعية والإنتاج الكبير، القرن 19، وتصاعد وتيرة الصراعات الطبقية في أوربا وتطوير كارل ماركس (1818-1883) لدراساته لقوانين التاريخ وتطور الرأسمالية وفائض القيمة وتناقضات النظام الرأسمالي. ورغم تعمقه، لم يرصد ماركس ما أثبتته الممارسة اللاحقة من القابلية الكبيرة للنظام الرأسمالي على التكيف مع الأزمات، وهو موضوع المقال.
- تحسين طرق العمل (أي زيادة الإنتاجية) التي ابتكرها الأمريكي فردريك تايلور (1856-1915) والمهم هنا أن هذا التحسين استمر في مختلف مجالات العمل وبدون توقف.
- دور الدولة في تحريك الاقتصاد، بعد أزمة 1929، حسب الوصفة المعروفة لجون ماينارد كينز (1883-1946) عن دور الدولة في تحريك النشاط الاقتصادي: الطلب الفعلي (على السلع) هو الذي يقرر مدى قوة النشاط الاقتصادي، إذن تشجيع الاستثمار واستباق الطلب من قبل الشركات بفضل معرفتها بالإجراءات الحكومية المشجعة على الاستهلاك (والاستثمار) يؤدي إلى زيادة الإنتاج الذي يتطلب زيادة التشغيل لليد العاملة مما يؤدي بدوره إلى مضاعفة ارتفاع الطلب. ولا يسمح المجال للتعرض لمحطات أخرى أقرب إلينا كالعودة الى تقليص دور الدولة ثم طغيان النظام المالي الافتراضي وصولاً الى الأزمة العالمية الأخيرة، ولا لمغزى تبني الدولار كعملة للمبادلات العالمية (بريتون وود 1944) وبدون مقابلته بالذهب (منذ 1971) ثم تعويم التبادلات (منذ 1976). صحيح أن تغيرات النظام تعتبر عادة إيجابية في نظر القائمين عليها والمقتنعين بها، وتتم في حالة النظام الرأسمالي على أساس خدمة القائمين عليه أو الماسكين بالسلطة فيه والمتمتعين بمزاياه، وهذا أمر طبيعي في النظم المختلفة إذا نظرنا إلى واقعها لا إلى المثل التي ترفعها، ولكن هذا الواقع أكثر قوة في نظام قائم بصورة واضحة على تحقيق المصالح الخاصة للأفراد والمؤسسات.
ثانياً: أما الجانب الآخر من التكيف فيشمل التحولات في العلاقات القائمة بين قمة النظام الرأسمالي وبقية أفراد المجتمع (من كوادر الطبقة الوسطى وشغيلة وكسبة وطبقة عاملة، الخ). وقد تطورت هذه العلاقات، التي تشكل أساس النظام الرأسمالي، بفضل ما يمكن تسميته بذكاء المصالحة (بين الأطراف المتصارعة). حيث تم تحويل الحركة العمالية الناقمة الى تنظيمات نقابية دخلت، بدرجة أو أخرى، ضمن دائرة القرار في المعامل والمؤسسات المختلفة وتم توسيع دائرة الانتخابات لتشمل جميع الذكور البالغين ثم النساء وبذلك تحدد الاعتراض السياسي في قنوات معلومة، إضافة الى تطوير آليات مشاركة العاملين في عملية اتخاذ القرار في مختلف المجالات العملية (لجان الشركات ومجالس إدارة المدارس والجامعات والمؤسسات العلمية وغيرها، ثم تبنت الأنظمة الرأسمالية بدرجات مختلفة مبادئ العدالة الاجتماعية وذلك بمنح الرواتب للعاطلين والإعانات والمساعدة السكنية للعوائل وذلك لتقليص الفوارق الطبقية وتقليل الاضطرابات الاجتماعية. ورغم استمرار الفوارق المهمة ومظاهر الفقر وانتشار الجريمة المرتبطة أيضاً بالتحلل الخلقي وتدهور العلاقات العائلية فقد ظلت محدودة نسبياً وخاضعة على كل حال لتطور المجتمع ومطالباته ولا تعتمد فقط على مزاج الحكام وعطايا الأغنياء ورضا المجموعات المسلحة كما هو الحال في دول أخرى كثيرة. لقد تطورت القناعة في ظل الأنظمة الرأسمالية بأن جميع من فيها محكومون في نظام سياسي (ديمقراطي) قائم على مشاركة الجميع، ورغم أن تأثير أقطاب النظام (من رأسماليين وقادة سياسيين وعسكريين) يفوق طبعاً تأثير الطبقات والشرائح الأخرى، ولكن الأخيرة تمتلك وسائل لا يُستهان بها للتأثير على القرار (نقابات وتنظيمات سياسية ومنتديات فكرية ونشاطات علمية وغيرها) وتصل الى الإعلام وتمارس التظاهر والإضراب عن العمل. لقد اكتسب هذا النظام إذن ملامح جديدة تم قبولها عبر هذه الأزمات أو الانعطافات التاريخية ثم تراكمت التحولات لتؤدي تدريجياً إلى تشكل ملامح جديدة للنظام وإلى دخول المجتمع الغربي، ومنذ سنوات، فيما يسمى بدولة ما بعد الحداثة وانتقل النظام الرأسمالي من حال الى آخر (القرن 19 مثلاً وبداية القرن 21). ويبدو لي أن من الأفضل للحالمين بسقوط الرأسمالية أن يكفوا عن التعويل على قوة الدكتاتوريات والحكومات الاستبدادية القائمة على استصغار الإنسان، إن لن نقل استعباده، ويفكروا بتوفير الأسس الأربعة التي ذكرتها سابقاً في مجتمعاتهم (أي حرية المبادرة الاقتصادية، تقديس الملكية الخاصة، الديمقراطية والمشاركة في إطار دولة القانون، التأكيد على موقع الفرد وإبداعاته الفكرية والفنية). هذه الأسس ضرورية لأي نظام اجتماعي متماسك ويمكنها التأقلم مع مختلف البيئات الاجتماعية والأخلاقية السائدة والدليل على ذلك تجارب اليابان وكوريا وماليزيا والصين وبقية النمور الآسيوية. ومن شأن هذه التحولات العالمية لو حصلت تدريجياً أن تدفع النظام الرأسمالي الغربي الى تسريع مسيرته الحالية نحو إنتاج منظومة سياسية واقتصادية وفكرية قائمة على احترام أكبر لمبادئ العدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان وحفظ كرامة الشعوب ورعاية مصالحها في مختلف بلدان العالم. sahibsd@yahoo.com
التعليقات
الليبرالية الجديدة
بهاء -من حسن الحظ أن هذه الأزمة المالية حصلت الآن لتثبت أن متطرفي الليبرالية الجدد كانوا يقدون العالم نحو الهلاك، فقد أثيت نظام أوروبا الغربية القائم على الضمان الإجتماعي والصحي والدور الأكبر للحكومة بأنه الحالة الأفضل نسبيا، وأن ليبراليي أوروبا الجدد الذين حاولوا جرها للنظام الأمريكي المتوحش مخطئون. لقد اصبح جليا أن الإشتراكية الديمقراطية ستكون أساس أي نظام رأسمالي جديد يحقق السبيل الآمن لضمان التطور وديمومته.
الليبرالية الجديدة
بهاء -من حسن الحظ أن هذه الأزمة المالية حصلت الآن لتثبت أن متطرفي الليبرالية الجدد كانوا يقدون العالم نحو الهلاك، فقد أثيت نظام أوروبا الغربية القائم على الضمان الإجتماعي والصحي والدور الأكبر للحكومة بأنه الحالة الأفضل نسبيا، وأن ليبراليي أوروبا الجدد الذين حاولوا جرها للنظام الأمريكي المتوحش مخطئون. لقد اصبح جليا أن الإشتراكية الديمقراطية ستكون أساس أي نظام رأسمالي جديد يحقق السبيل الآمن لضمان التطور وديمومته.
الليبرالية الجديدة
بهاء -من حسن الحظ أن هذه الأزمة المالية حصلت الآن لتثبت أن متطرفي الليبرالية الجدد كانوا يقدون العالم نحو الهلاك، فقد أثيت نظام أوروبا الغربية القائم على الضمان الإجتماعي والصحي والدور الأكبر للحكومة بأنه الحالة الأفضل نسبيا، وأن ليبراليي أوروبا الجدد الذين حاولوا جرها للنظام الأمريكي المتوحش مخطئون. لقد اصبح جليا أن الإشتراكية الديمقراطية ستكون أساس أي نظام رأسمالي جديد يحقق السبيل الآمن لضمان التطور وديمومته.
الى التعليق رقم 1
تونسية من أمريكا -سيد بهاء,لا تنس أن الوحش الاقتصادي الدي دكرت ,حافز على التفوق والفرق واضح بين أمريكا الشمالية وأوربا حتى الغربية منها,ثم ان الضمان الاجتماعي شيء جميل وانساني ,لكنه يفقد أهدافه وقيمته حين يساء استغلاله فيصير البعض يكد ويدفع الضرائب المرتفعة,بينما يتكاسل الاخر ويحصل على الاعانة الحكومية وهدا ما يحصل بفرنسا وبلجيكاوغيرهما.
الى التعليق رقم 1
تونسية من أمريكا -سيد بهاء,لا تنس أن الوحش الاقتصادي الدي دكرت ,حافز على التفوق والفرق واضح بين أمريكا الشمالية وأوربا حتى الغربية منها,ثم ان الضمان الاجتماعي شيء جميل وانساني ,لكنه يفقد أهدافه وقيمته حين يساء استغلاله فيصير البعض يكد ويدفع الضرائب المرتفعة,بينما يتكاسل الاخر ويحصل على الاعانة الحكومية وهدا ما يحصل بفرنسا وبلجيكاوغيرهما.
الى التعليق رقم 1
تونسية من أمريكا -سيد بهاء,لا تنس أن الوحش الاقتصادي الدي دكرت ,حافز على التفوق والفرق واضح بين أمريكا الشمالية وأوربا حتى الغربية منها,ثم ان الضمان الاجتماعي شيء جميل وانساني ,لكنه يفقد أهدافه وقيمته حين يساء استغلاله فيصير البعض يكد ويدفع الضرائب المرتفعة,بينما يتكاسل الاخر ويحصل على الاعانة الحكومية وهدا ما يحصل بفرنسا وبلجيكاوغيرهما.
الاستفاده من الاخطاء
منقب -المقال رائع وجميل جدا واعتقد انه قد اجاب علئ تساولات الكثير من الناس فدائما ما كنا نسال انفسنا هل النظام الراسمالي هو الاصلح من الانظمه الاخرئ واتت الاجابه هنا...ان من اهم مايميز نجاح هذا النظام هو انه قد انبنئ علئ تجارب الغير وهذا اجمل شيئ في العالم الغربي فهم دائما ياخذون افكار واختراعات الغير ويطوروها لتصبح قريبه من التكامل فالبرلمانات كانت معروفه عند الاغريق والرومان في القدم...ومن اجمل ميزات هذا النظام هو انه يخدم الجميع صغارا وكبارا اغنياء وفقراء وانا
الاستفاده من الاخطاء
منقب -المقال رائع وجميل جدا واعتقد انه قد اجاب علئ تساولات الكثير من الناس فدائما ما كنا نسال انفسنا هل النظام الراسمالي هو الاصلح من الانظمه الاخرئ واتت الاجابه هنا...ان من اهم مايميز نجاح هذا النظام هو انه قد انبنئ علئ تجارب الغير وهذا اجمل شيئ في العالم الغربي فهم دائما ياخذون افكار واختراعات الغير ويطوروها لتصبح قريبه من التكامل فالبرلمانات كانت معروفه عند الاغريق والرومان في القدم...ومن اجمل ميزات هذا النظام هو انه يخدم الجميع صغارا وكبارا اغنياء وفقراء وانا
الاستفاده من الاخطاء
منقب -المقال رائع وجميل جدا واعتقد انه قد اجاب علئ تساولات الكثير من الناس فدائما ما كنا نسال انفسنا هل النظام الراسمالي هو الاصلح من الانظمه الاخرئ واتت الاجابه هنا...ان من اهم مايميز نجاح هذا النظام هو انه قد انبنئ علئ تجارب الغير وهذا اجمل شيئ في العالم الغربي فهم دائما ياخذون افكار واختراعات الغير ويطوروها لتصبح قريبه من التكامل فالبرلمانات كانت معروفه عند الاغريق والرومان في القدم...ومن اجمل ميزات هذا النظام هو انه يخدم الجميع صغارا وكبارا اغنياء وفقراء وانا
إلى التونسية 2
بهاء -نجاح أمريكا وتفوقها لا يعود فقط لنظامها شديد الذكاء والمرونة لكنه يعود ايضا وبدرجة كبيرة للصدفة التاريخية أن أمريكا كانت بعيدة عن أوروبة أثناء الحرب الثانية فخرجت كمنتصر وحيد من هذه الحرب ليس فقط عسكريا بل بتجميعها لخيرة العقول الأوروبية الهاربة من جحيم الحرب (مثلا مصنعي القنبلة النووية معظمهم من نازحي أوروبة) ولكثير من الأموال الهاربة أيضا، ولم تكن بحاجة لصرف بنس واحد على إعادة الإعمار، وتفوقها آنذاك فرضها كقائد لأغنى دول العالم وبالتالي المستفيد الأول. إن التحجج بتكاسل البعض ضمن نظام الضمان الاجتماعي لا يبرر إلغائه أو ظلم شخص واحد يستحق هذا الضمان. ويبقى ذلك افضل ألف مرة من 10% يعيشون تحت خط الفقر بالمجتمع الأمريكي المسير كالآلة تحت غسيل العقول الذي تمارسه الامبراطوريات الإعلامية هناك، وقد رأينا منذ سنوات كيف أن مصير الفقراء لم يعني شيئا للنظام الأمريكي الذي وقف عاجزا أمام إعصار طبيعي متوقع في أورليانز. هذا النظام أثبت الآن أنه وحش يلتهم الفقراء، وما زال أوباما عاجزا أن يقولها: لماذا ندفع كل هذا المال لشركات شرهة لا تشبع ولا ندفع بنسا لمن فقد منزله وبات يعيش بخيمة أو بسيارة؟ لماذا يدفع المواطن العادي الذي يكد 45 ساعة أسبوعيا لإنقاذ خسائر المحتالين الماليين الذي كانوا يعلمون أن صفقاتهم خطيرة وغير مضمونة؟ أخيرا متأكد أنك قرأت أن من يولول ويصيح لخسارته الجسيمة ما زال يملك على الأقل بضع عشرات من الملايين تضمن رفاهيته ورفاهية أبنائه بينما ملايين الأمريكيين خسروا آخر دولار بليلة واحدة!!!
إلى التونسية 2
بهاء -نجاح أمريكا وتفوقها لا يعود فقط لنظامها شديد الذكاء والمرونة لكنه يعود ايضا وبدرجة كبيرة للصدفة التاريخية أن أمريكا كانت بعيدة عن أوروبة أثناء الحرب الثانية فخرجت كمنتصر وحيد من هذه الحرب ليس فقط عسكريا بل بتجميعها لخيرة العقول الأوروبية الهاربة من جحيم الحرب (مثلا مصنعي القنبلة النووية معظمهم من نازحي أوروبة) ولكثير من الأموال الهاربة أيضا، ولم تكن بحاجة لصرف بنس واحد على إعادة الإعمار، وتفوقها آنذاك فرضها كقائد لأغنى دول العالم وبالتالي المستفيد الأول. إن التحجج بتكاسل البعض ضمن نظام الضمان الاجتماعي لا يبرر إلغائه أو ظلم شخص واحد يستحق هذا الضمان. ويبقى ذلك افضل ألف مرة من 10% يعيشون تحت خط الفقر بالمجتمع الأمريكي المسير كالآلة تحت غسيل العقول الذي تمارسه الامبراطوريات الإعلامية هناك، وقد رأينا منذ سنوات كيف أن مصير الفقراء لم يعني شيئا للنظام الأمريكي الذي وقف عاجزا أمام إعصار طبيعي متوقع في أورليانز. هذا النظام أثبت الآن أنه وحش يلتهم الفقراء، وما زال أوباما عاجزا أن يقولها: لماذا ندفع كل هذا المال لشركات شرهة لا تشبع ولا ندفع بنسا لمن فقد منزله وبات يعيش بخيمة أو بسيارة؟ لماذا يدفع المواطن العادي الذي يكد 45 ساعة أسبوعيا لإنقاذ خسائر المحتالين الماليين الذي كانوا يعلمون أن صفقاتهم خطيرة وغير مضمونة؟ أخيرا متأكد أنك قرأت أن من يولول ويصيح لخسارته الجسيمة ما زال يملك على الأقل بضع عشرات من الملايين تضمن رفاهيته ورفاهية أبنائه بينما ملايين الأمريكيين خسروا آخر دولار بليلة واحدة!!!
اوهام بهاء
رولا الزين -استنتاجك بان ما تسميه الاشتراكية الاوروبية ستكون خيار العالم الاقتصادي والمالي على حساب النظام الليبرالي الامريكي غير صحيح تماما .بداية لم تجبر امريكا البنوك الاوروبية والآسيوية والعربية على الاستثمار في المشتقات المالية الناتجة عن توريق(securitization) الرهون العقارية الامريكية بدليل ان البنوك الكندية واللبنانية نجت تماما من خسائر هذه المقامرة الرهيبة .الامر الثاني هو انه في حين توفرت امريكا على عقول استثمارية رائدة من امثال وارن بافيت الذي نبه منذ سنوات طويلة من مخاطر المشتقات المالية لدرجة انه اسماها اسلحة الدمار المالي الشامل لم يتوفر لاوروبا الاشتراكية عقول مماثلة في اليقظة والتنبه في تقييم الادوات المالية الاستثمارية المركبة . ثم ان هذا الواقع يقودنا الى استنتاج آخر هو ان الاوروبيين يفتقرون تماما لعلوم الهندسة المالية التي ابتكرت ما يعرف باسم المشتقات المالية . ابعد من ذلك برهنت الليبرالية الامريكية عن قدرة هائلة في التحرك السريع والفعال في معالجة وتطويق الازمة المالية بينما اتسم التحرك الاوروبي بالبطء والتردد ولولا ضغوط ورعاية الولايات المتحدة لما تم انعقاد مؤتمر العشرين بالسرعة والفاعليةالتي انجز بها . وفوق ذلك كله تبدي البنوك الامريكية الكبرى علامات التعافي السريع من تداعيات الازمة بينما لم تتمكن المصارف الاوروبية واليابانية من تحقيق تعاف مبكر مماثل . ومن علامات فرادة الليبرالية الامريكية التي لا مثيل لها هو انها في الوقت الذي اصيبت فيه بضربة قاتلة فأن عملتها أي الدولار يسجل مكاسب غير مسبوقة في سعر صرفه تجاه اليورو .وجدير بالتذكير ان ساركوزي يسعى لاستنساخ الليبرالية الامريكية في بلاده فيما تعلو اصوات كثيرة في المانيا في ضرورة الاقتداء بالنموذج الليبرالي الامريكي . وباختصار ولكي لا نطيل على القراء نقول ان المبادرة الفردية والجماعية التي لا تحدها حدود ولا قيود والتي لا تستكين الى حضن الاعانات والمساعدات الحكومية كما هي في الولايات المتحدة هي السر في انفرادها باكبر عدد ممكن من براءات الاختراع في الاقتصاد الجديد مثل المعلوماتية والاتصالات والتكنولوجيا الحيوية وغيرها . فالتجريب والمحاولة والاصرار عليها والابتكار والاتجاه نحو المشاريع الفردية وتقديس العمل والاستعداد للعمل ساعات طويلة هي الميزات التي قادت الى تقدم الليبرالية الاقتصادية الامريكية عما سواه
إلى التونسية 2
بهاء -نجاح أمريكا وتفوقها لا يعود فقط لنظامها شديد الذكاء والمرونة لكنه يعود ايضا وبدرجة كبيرة للصدفة التاريخية أن أمريكا كانت بعيدة عن أوروبة أثناء الحرب الثانية فخرجت كمنتصر وحيد من هذه الحرب ليس فقط عسكريا بل بتجميعها لخيرة العقول الأوروبية الهاربة من جحيم الحرب (مثلا مصنعي القنبلة النووية معظمهم من نازحي أوروبة) ولكثير من الأموال الهاربة أيضا، ولم تكن بحاجة لصرف بنس واحد على إعادة الإعمار، وتفوقها آنذاك فرضها كقائد لأغنى دول العالم وبالتالي المستفيد الأول. إن التحجج بتكاسل البعض ضمن نظام الضمان الاجتماعي لا يبرر إلغائه أو ظلم شخص واحد يستحق هذا الضمان. ويبقى ذلك افضل ألف مرة من 10% يعيشون تحت خط الفقر بالمجتمع الأمريكي المسير كالآلة تحت غسيل العقول الذي تمارسه الامبراطوريات الإعلامية هناك، وقد رأينا منذ سنوات كيف أن مصير الفقراء لم يعني شيئا للنظام الأمريكي الذي وقف عاجزا أمام إعصار طبيعي متوقع في أورليانز. هذا النظام أثبت الآن أنه وحش يلتهم الفقراء، وما زال أوباما عاجزا أن يقولها: لماذا ندفع كل هذا المال لشركات شرهة لا تشبع ولا ندفع بنسا لمن فقد منزله وبات يعيش بخيمة أو بسيارة؟ لماذا يدفع المواطن العادي الذي يكد 45 ساعة أسبوعيا لإنقاذ خسائر المحتالين الماليين الذي كانوا يعلمون أن صفقاتهم خطيرة وغير مضمونة؟ أخيرا متأكد أنك قرأت أن من يولول ويصيح لخسارته الجسيمة ما زال يملك على الأقل بضع عشرات من الملايين تضمن رفاهيته ورفاهية أبنائه بينما ملايين الأمريكيين خسروا آخر دولار بليلة واحدة!!!
اوهام بهاء
رولا الزين -استنتاجك بان ما تسميه الاشتراكية الاوروبية ستكون خيار العالم الاقتصادي والمالي على حساب النظام الليبرالي الامريكي غير صحيح تماما .بداية لم تجبر امريكا البنوك الاوروبية والآسيوية والعربية على الاستثمار في المشتقات المالية الناتجة عن توريق(securitization) الرهون العقارية الامريكية بدليل ان البنوك الكندية واللبنانية نجت تماما من خسائر هذه المقامرة الرهيبة .الامر الثاني هو انه في حين توفرت امريكا على عقول استثمارية رائدة من امثال وارن بافيت الذي نبه منذ سنوات طويلة من مخاطر المشتقات المالية لدرجة انه اسماها اسلحة الدمار المالي الشامل لم يتوفر لاوروبا الاشتراكية عقول مماثلة في اليقظة والتنبه في تقييم الادوات المالية الاستثمارية المركبة . ثم ان هذا الواقع يقودنا الى استنتاج آخر هو ان الاوروبيين يفتقرون تماما لعلوم الهندسة المالية التي ابتكرت ما يعرف باسم المشتقات المالية . ابعد من ذلك برهنت الليبرالية الامريكية عن قدرة هائلة في التحرك السريع والفعال في معالجة وتطويق الازمة المالية بينما اتسم التحرك الاوروبي بالبطء والتردد ولولا ضغوط ورعاية الولايات المتحدة لما تم انعقاد مؤتمر العشرين بالسرعة والفاعليةالتي انجز بها . وفوق ذلك كله تبدي البنوك الامريكية الكبرى علامات التعافي السريع من تداعيات الازمة بينما لم تتمكن المصارف الاوروبية واليابانية من تحقيق تعاف مبكر مماثل . ومن علامات فرادة الليبرالية الامريكية التي لا مثيل لها هو انها في الوقت الذي اصيبت فيه بضربة قاتلة فأن عملتها أي الدولار يسجل مكاسب غير مسبوقة في سعر صرفه تجاه اليورو .وجدير بالتذكير ان ساركوزي يسعى لاستنساخ الليبرالية الامريكية في بلاده فيما تعلو اصوات كثيرة في المانيا في ضرورة الاقتداء بالنموذج الليبرالي الامريكي . وباختصار ولكي لا نطيل على القراء نقول ان المبادرة الفردية والجماعية التي لا تحدها حدود ولا قيود والتي لا تستكين الى حضن الاعانات والمساعدات الحكومية كما هي في الولايات المتحدة هي السر في انفرادها باكبر عدد ممكن من براءات الاختراع في الاقتصاد الجديد مثل المعلوماتية والاتصالات والتكنولوجيا الحيوية وغيرها . فالتجريب والمحاولة والاصرار عليها والابتكار والاتجاه نحو المشاريع الفردية وتقديس العمل والاستعداد للعمل ساعات طويلة هي الميزات التي قادت الى تقدم الليبرالية الاقتصادية الامريكية عما سواه
الغاب
هاني -,سأريك أنا ماهي الراسمالية في بلادنا لو أنك داهب إلى بنك أو إدارة أو حت إلى السوق لو عندك فلوس أتفضل على الرحب والسعة ولاكن لو أنك خاوي يلا تفضل أطلع برى وهكدا نحم الفقراء بالرأ سمالية يبدو وكما قلت أنك من دووا الراوس المالية ولدالك لم تعش معانات الشعوف الفقيرة
اوهام بهاء
رولا الزين -استنتاجك بان ما تسميه الاشتراكية الاوروبية ستكون خيار العالم الاقتصادي والمالي على حساب النظام الليبرالي الامريكي غير صحيح تماما .بداية لم تجبر امريكا البنوك الاوروبية والآسيوية والعربية على الاستثمار في المشتقات المالية الناتجة عن توريق(securitization) الرهون العقارية الامريكية بدليل ان البنوك الكندية واللبنانية نجت تماما من خسائر هذه المقامرة الرهيبة .الامر الثاني هو انه في حين توفرت امريكا على عقول استثمارية رائدة من امثال وارن بافيت الذي نبه منذ سنوات طويلة من مخاطر المشتقات المالية لدرجة انه اسماها اسلحة الدمار المالي الشامل لم يتوفر لاوروبا الاشتراكية عقول مماثلة في اليقظة والتنبه في تقييم الادوات المالية الاستثمارية المركبة . ثم ان هذا الواقع يقودنا الى استنتاج آخر هو ان الاوروبيين يفتقرون تماما لعلوم الهندسة المالية التي ابتكرت ما يعرف باسم المشتقات المالية . ابعد من ذلك برهنت الليبرالية الامريكية عن قدرة هائلة في التحرك السريع والفعال في معالجة وتطويق الازمة المالية بينما اتسم التحرك الاوروبي بالبطء والتردد ولولا ضغوط ورعاية الولايات المتحدة لما تم انعقاد مؤتمر العشرين بالسرعة والفاعليةالتي انجز بها . وفوق ذلك كله تبدي البنوك الامريكية الكبرى علامات التعافي السريع من تداعيات الازمة بينما لم تتمكن المصارف الاوروبية واليابانية من تحقيق تعاف مبكر مماثل . ومن علامات فرادة الليبرالية الامريكية التي لا مثيل لها هو انها في الوقت الذي اصيبت فيه بضربة قاتلة فأن عملتها أي الدولار يسجل مكاسب غير مسبوقة في سعر صرفه تجاه اليورو .وجدير بالتذكير ان ساركوزي يسعى لاستنساخ الليبرالية الامريكية في بلاده فيما تعلو اصوات كثيرة في المانيا في ضرورة الاقتداء بالنموذج الليبرالي الامريكي . وباختصار ولكي لا نطيل على القراء نقول ان المبادرة الفردية والجماعية التي لا تحدها حدود ولا قيود والتي لا تستكين الى حضن الاعانات والمساعدات الحكومية كما هي في الولايات المتحدة هي السر في انفرادها باكبر عدد ممكن من براءات الاختراع في الاقتصاد الجديد مثل المعلوماتية والاتصالات والتكنولوجيا الحيوية وغيرها . فالتجريب والمحاولة والاصرار عليها والابتكار والاتجاه نحو المشاريع الفردية وتقديس العمل والاستعداد للعمل ساعات طويلة هي الميزات التي قادت الى تقدم الليبرالية الاقتصادية الامريكية عما سواه
الغاب
هاني -,سأريك أنا ماهي الراسمالية في بلادنا لو أنك داهب إلى بنك أو إدارة أو حت إلى السوق لو عندك فلوس أتفضل على الرحب والسعة ولاكن لو أنك خاوي يلا تفضل أطلع برى وهكدا نحم الفقراء بالرأ سمالية يبدو وكما قلت أنك من دووا الراوس المالية ولدالك لم تعش معانات الشعوف الفقيرة