كتَّاب إيلاف

غلو الهوس (السيادي) العراقي!

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
يذكر الجميع عمليات المزايدة باسم الحرص على "السيادة الوطنية" خلال المفاوضات العراقية - الأميركية حول الاتفاقية الأمنية. في تلك الفترة، كثرت عبارات مثل "انتهى عهد الوصاية الأميركية على العراق"، مقرونة بتصعيد المطالب لحد حافة التعجيز، وقد ساهم في ذلك حتى شخصيات كانت للأمس القريب قبل سقوط صدام تعرض نفسها وكأنها الحليف أو الصديق الأول لواشنطن، وعن طريقها يجب أن تتم الاتصالات مع المعارضة.
إن هذه المزايدات باسم السيادة الوطنية مستمرة اليوم، وتترجم نفسها عمليا في مواقف تباعد تدريجي عن الولايات المتحدة مع إقامة أوثق العلاقات " الإستراتيجية" مع دول إقليمية من أعداء واشنطن، دول لعبت الدور الأول في تخريب أمن العراق في السنوات الماضية، وعرقلة تطوره الديمقراطي لأن قيام الديمقراطية في العراق يحرجهم ويعريهم.
وباسم استرداد السيادة الوطنية، تصاعدت المطالبات من قبل البعض بإطلاق سراح المعتقلين لدى القوات الأميركية، فأطلق الأمريكيون الآلاف منهم، سواء من جيش المهدي أو أنصار القاعدة. وعواقب إطلاق سراح هؤلاء باتت معروفة على الوضع الأمني، حيث عادت معهم المفخخات والتفجيرات الانتحارية إلى معظم المدن العراقية وخاصة في بغداد. نقول على الهامش، وحسب ريبورتاج كبير لصحيفة التايمس اللندنية، أنه، وخلافا لما يكتبه بعض الصحفيين العرب، فإن أولئك المعتقلين كانوا يتمتعون بكامل حقوقهم، بل وأكثر، ولحد فتح صفوف القراءة والكتابة والرسم لهم ولعب التنس والسباحة. مع ذلك يدعي أحد المطلق سراحهم، ويصدق بعض الصحفيين العرب شهادته، بأن الحيوانات كانت تعامل خيرا منهم ولذا كانوا يقضون الوقت مع قراءة القرآن الكريم. فأي تناقض في الأقوال!!
إن آخر الاتفاقات المبرمة للتو، اتفاقية تشكيل مجلس أعلى سوري - عراقي "للتعاون الاستراتيجي" في كل المجالات! أما إيران، فتكاد تصبح سيدة الدار، وهي تحصل على أفضل الفرص والعقود الاقتصادية والتجارية، وتمد مخالب أخطبوطها إلى مختلف مناحي الحياة العراقية، سياسية، اقتصادية، مذهبية، اجتماعية، فكرية، وحتى لغوية، ولحد أنها أيضا هي التي تبني مدارسنا، وهي التي تطبع مناهج التعليم العراقية. إيران تعلن من وقت لآخر بفرحها لأن "أصدقاء إيران" يحكمون العراق، كما قال رفنسجاني. لكن هل كف نظام الملالي عن مطالبة العراق بالتعويضات التي يدعي أن على العراق دفعها؟ كلا، ففي 28 سبتمبر 2008 قال مقرر لجنة الأمن القومي في مجلس الشورى الإيراني إن إيران تحتفظ بحقها في المطالبة بالتعويضات من العراق، مستدركا أنه ليس من المصلحة أن تتم بها حاليا وأنه ستتم المطالبة بها "في الوقت المناسب"! أما الحكومة العراقية فهي تلتزم الصمت التام عن الموضوع بدلا من أن تعلن موقفها بوضوح. لهذا الحد لا يريدون إحراج إيران.
أما سوريا، فقد كانت ومنذ اليوم الأول لتحرير العراق الممر الأول لتسلل الإرهابيين العرب وغير العرب للعراق، ومن سوريا تدفق بالمئات والآلاف إرهابيون من السعودية والسودان واليمن وسوريا ولبنان وإيران وأوربا وغيرها، ومع ذلك فهي تواصل الادعاء المنافق عن "الحرص على أمن العراق واستقراره"!
أما في موضوع التسلح، فالحكومة تريد الاتفاق مع روسيا لتزويدها بالسلاح، مع إطلاق إشاعات بأن أميركا غير راغبة في تسليح العراق، وهو ما وجد صداه في تقرير نشرته إيلاف للتو. إن إلحاح العراقي الرسمي المستمر على "السيادة" لا يقصد به، كما يبدو، غير العلاقات مع أميركا، أما إيران، فلتفعل ما تشاء، لأن البيت بيتها!!
إن السيادة الوطنية غالية على كل وطني غيور، واع لمصالح العراق وشعبه، ولكن ما يجب رفضه تفسير السيادة بالابتعاد التدريجي عن الجهات الدولية التي حررت شعبنا بدماء أبنائها، والاقتراب الكلي، المستمر والمبرمج من الجهات التي عملت على عرقلة أية خطوة تقدمية، واحتضنت فصائل الإجرام التي دخلت العراق للتفجير وقطع الرؤوس، من قاعدة ومن عناصر الحرس الثوري الإيراني ومخابرات " اطلاعات" التابعة للحرس المذكور، ناهيكم عن تدريب وتسليح جيش المهدي- جهات تعمل أيضا على تخريب امن لبنان ومصر والأردن ولبنان والقضية الفلسطينية، وما مؤامرة حزب الله على مصر إلا مثل واحد.
بهذه المناسبة أيضا نرى البعض ممن كانوا أقرب أصدقاء أميركا قبل التحرير يدبجون المقالات اليومية لإلقاء كل مسئوليات التعثر والخراب بعد التحرير على عاتق أميركا ممثلة في بريمر. إن هذه الشخصيات كانت تعمل مع بريمر، فهل كانت تحت وصايته؟ إن كان الأمر كذلك، فلم وافقوا يا ترى على أن يكونوا والعراق تحت الوصاية؟! إنهم اليوم يتهمون بريمر بحل الجيش الذي كان منحلا أصلا، كما أوضح الدكتور عبد الخالق حسين وغيره من كتابنا، ولكن هل اقترح أحدهم على بريمر دعوة العسكريين للثكنات، ما عدا كبار الضباط، وصرف مرتبات من لا يريدون الالتحاق؟؟!!
لقد لعب الدكتور أحمد الجلبي في سنوات المعارضة دورا إيجابيا كبيرا في تجميع المعارضة والحشد ضد نظام صدام، وهو اليوم يكاد يتهم الجانب الأميركي بمسئولية كل ما واجهه شعبنا بعد السقوط من مثبطات وفشل وأخطاء، وكأن القادة العراقيين كانوا عباقرة وذوي نظر بعيد، سوى أن بريمر سد عليهم الطريق. ونقول للتذكير بأن مجلس الحكم في عهد رئاسة السيد عبدالعزيز الحكيم هو الذي أصدر قرار فرض أحكام الشريعة على الأحوال الشخصية وبموافقة الدكتور الجلبي وآخرين، ولكن بريمر هو الذي رفض التوقيع على القرار، وأصر على العمل بقانون الأحوال الشخصية السابق. ووفقا لما كتبه بريمر، فإنه من جانبه يلقي المسئولية على القيادات العراقية نفسها وخلافاتها وصراعاتها، بل ويذكر بعض الأسماء بعينها. نشير أيضا إلى أن محاولات التبرؤ اليوم من الطائفية والمحاصصة لا يمكن أن تطمس حقيقة دور قيام "الإتلاف الشيعي" الطائفي في تأجيج الطائفية وفي تثبيت نظام المحاصصة.
إن عراق ما بعد التحرير قد واجه عقبات وحملات إرهاب ومحاولات عزل، وانزلق في مطب المحاصصة، وسن دستورا شبه إسلامي، يقزّم صلاحيات المركز ويهضم حقوق المرأة، وإن كل تشخيص للمسئوليات يجب أن يكون موضوعيا عادلا، فإذا كان الجانب الأميركي يتحمل قسطا مهما من المسؤولية جراء سوء التخطيط لما بعد صدام، فإن القيادات العراقية برهنت، مع الأسف، على القصور وعلى حرص كل طرف على قنص الامتيازات والمناصب وعلى نظام المحاصصة المذهبية، وهو النظام الذي عرقل انتخاب رئيس للبرلمان لمدة ثلاثة شهور. أما المسئوليات الأخطر، فتقع على تركات صدام، وعلى القاعدة، وعلى التدخل الإقليمي، لاسيما الإيراني والسوري.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
أحسنت
جياي -

لقد أصبت كبد الحقيقة وهي حقيقة مرةمع الاسف .لذا لايشعر المواطن العادي الا بالتشائم من المستقبل ولا تلوح الافق أية ومضة أمل قريب في تحسن الاوضاع على كل الاصعدة,فالكل متمسك بتحقيق أجندته الخاصة ومصالح تحققت له ولو كانت على حساب الاخرين من مواطنيه من بقية الطوائف ,وهوعلى علم ودراية بذلك. ومنها تمسك الأخوة العرب بحق أغتصب بأبشع الاساليب من مواطنين اخرين من الكورد والتركمان من قبل الأنظمة السابقة في كركوك والسنجار وخانقين ومندلي .

سيادة حقيقية
عقيل حسين الموسوي -

كان ولايزال دور الدكتور احمد الجلبي ايجابيا ووطنيا ومميزا ولا احد ينكر ان الجلبي الذي جعل من قضية العراق اولوية قصوى لدى الادارة الامريكية ومن خلال ذلك تم اسقاط صدام ونظامه الدكتاتوري البعثي, ولكن الادارة الامريكية بعد اسقاط صدام ربما تملكها الغرور او لضغط بعض الدول العربية او لاسباب اخرى لحد الان نجهلها غيرت كل مخططاتها لما بعد اسقاط صدام فجعلت من التحرير اداة لاحتلال العراق وبدلا من تشكيل حكومة عراقية مؤقته تستلم السلطة ,حكمت هي اي الادارة الامريكية العراق مباشرة وكان بريمر يتصرف بالبلاد حاكما مطلقا لايستشير احدا من العراقيين وبدد اموال العراق والاموال الامريكية التي خصصت لاعمار العراق وهو الذي حل الجيش وان كان الاخير لم يعد له وجود وغيرها من الاخطاء القاتلة, هل كان بامكان الدكتور الجلبي ان يسكت عن هذه التصرفات لانه حليف للامريكان؟ كلا والف كلا ومن هنا بدا التقاطع والخلاف بينه وبين الادارة الامريكية, وثبت وسيثبت التاريخ ان مواقف الجلبي الوطنية هي ثابتة صلبة غير قابلة للمساومة وليس فيها غلو او مزايدات وانما هي مواقف كلفته الكثير لان معاداة امريكا يعني عدم استلامه للسلطة وقت كانوا هم من ينصبوا رئيس الوزراء وغيرها من المواقف العدائية مثل مهاجمة بيته ونشر الدعايات الكاذبة حوله.ان امريكا دولة عظمى يجب ان تكون علاقاتنا معها علاقات تبادل مصالح اقتصادية وتكنلوجية وثقافية وعسكرية , علاقات صداقة متبادلة لا علاقة مرئوس ورئيس علاقات تحالف يخدم سيادة العراق لا علاقات عمالة وخضوع , هذا مااراده الدكتور الجلبي مثلما نعرف لعلاقة العراق مع امريكاارجوا من الكتاب ان يكونوا منصفين في تحليلاتهم السياسية لمواقف الزعماء وخاصة الجلبي .

أحسنت
جياي -

لقد أصبت كبد الحقيقة وهي حقيقة مرةمع الاسف .لذا لايشعر المواطن العادي الا بالتشائم من المستقبل ولا تلوح الافق أية ومضة أمل قريب في تحسن الاوضاع على كل الاصعدة,فالكل متمسك بتحقيق أجندته الخاصة ومصالح تحققت له ولو كانت على حساب الاخرين من مواطنيه من بقية الطوائف ,وهوعلى علم ودراية بذلك. ومنها تمسك الأخوة العرب بحق أغتصب بأبشع الاساليب من مواطنين اخرين من الكورد والتركمان من قبل الأنظمة السابقة في كركوك والسنجار وخانقين ومندلي .

تعجلوا بالمزايدة
رعد الحافظ -

مقالة رائعة ,وتكاد تنطق بالحق بعينه في العراقخصوصا أقوال وتصريحات الساسة الذين جاؤوا مع الاميركان لتحرير بغداد من الطاغية.طبعا نحتاج أن نعيد ونكرر من جديد , هذا التناقض في الشخصية العراقية قولا وفعلا ليس بجديد وقد أشبعه المرحوم د. علي الوردي بحثا وتحليلا .ليس الجلبي فقط من أبتدع هذه النغمة فقبله علاويالذي سقط سياسيا بأعين الكثيرين واليوم الجعفريالذي يبحث عن مجده الضائع ,أما الاحزاب الاسلاميةفحدث ولا حرج من الحكيم وإبنه الى الهاشمي وحزبه,غالبيتهم تعجلوا بالمزايدة ليكسبوا عقول البسطاء , فأثبتوا قلة حنكتهم إن لم يكن أكثر !

والحل؟!!
حسن صالح -

أين الحل يا ترى في موضوعة العراق الشائكة هذه؟

الملاكم الهارب
أبو القاسم الطنبورى -

من الأفضل أن يكون عنوان مقالة الأستاذ عزيز الحاج & ;حفظه الله& ; ليس غلو الهوس، بل غلاء الهوسة العراقية& ;، في الماضى كان النضال ضد الدكتاتور له قوانين موضوعية يقوم عليها، أما الآن فمع من تعيش الصراع؟ يعنى بصريح العبارة& العراق هوسه.. أو صراخ في سوق الصفارين& ;.

يلا عنوان
hayder -

هل من العيب على شعب مسلم ان يكون دستوره شيه اسلامي؟؟واي ضير ان يكون قانون الاحوال المدنية اسلامي اذا صادق علبه نواب الشعب؟ وهل الكاتب يعتقد بالديمقراطية؟اذن دع الشعب ينتخب من يراه صالحا واعترف بقانونية منتخبيه وما يسنوه من قوانين

عقيل حسين الموسوي
كمال ياملكي -

(ولكن الادارة الامريكية بعد اسقاط صدام ربما تملكها الغرور او لضغط بعض الدول العربية او لاسباب اخرى لحد الان نجهلها)....ها...تجهلها... عقيل يا عقيل, أكعد أعوج وأحجي عدل ولو أسمك عقيل بس آني متأكد أنت نفسك الجلبي اللي جاي يحجي, بس أكولّك مره أخرى....

قياسات بدون خياط
أبو القاسم الطنبوري -

كان في خاطري أن أستمر في التعريف لماذا الهوسة وليس الهوس كعنوان: فقبل هذا الزمن كان شخص يدعى عباس الطائى وهو شيوعى قديم ، وكان عندما يمر في القرى يضع في لحيته مصابيح صغيرة ملونة تضاء بواسطة بطارية، وحين ترى الناس عباس الطائى بهذا الصورة تسير ورائه معتقدة بأنه إمام، ثم جاء حسن الركاع بمحكمته التي أقامها في جنوب العراق تحاكم كل من تصافه في طريقها، وتلاه بعد ذلك النظام الجديد: فنطق رئيس مجلي النواب المشهدانى كلمة باطل أراد بها حق حين صرخ بأعضاء مجلس النواب : وقبل هذا الزمن كان الدليمي قد جهز سيارة محملة بالديناميت لتفجير مجلس النواب، طبعا وكل من حضر من النواب بما فيهم جماعة القائمة العراقية يعنى حتى جماعته، ولكن الذي أبدع في هذه الهوسه أو الهلوسة أو الهوس هو صدام حسين قبل أن تدخل القوات الأمريكية إلى بغداد. فلقد عقد إجتماع لمجلس أركان حربه وعرض عليهم خطة غير طبيعية ولا يحتمل العقل التفكير بها: والفكرة بدون تحفظ وتكلف مطابقة كليا للطباع السايكولوجية والروحية لذلك اللغز: ومفادها أنه يمكن إغراق بغداد كليا بمياه دجلة عن طريق تفجير سد الثرثار، ثم توضع أسلاك كهربائية ضخمة في هذا الطوفان من المياه مما يؤدي إلى تكثيف القدرة الكهربائية، ومن هنا تكون الدبابات والآليات ومن فيها قد احترقت ، وسوف تقفز جحافل الجنود من عرباتها ويقعون الأسر. فهل حق هذا هوس أم هوسه. يعنى هل هذاطبيعي أم هو سخرية أبكت الجميع.

مجرد خائن
ahmed -

احمد الجلبي مجرد خائن تعاون مع الاجنبي لمصلحته الخاصة وقبض الثمن مقدما

الى9
مواطن عراقي -

انت من حتى تخون سياسي قشمر الامريكان واداررؤسهم واسقط نظام كان سيحكم العراق الى مئة سنه قادمه او اكثر احمد الجلبي سياسي عبقري