مجرد شكليات
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
ثانيا: الأزواج دائماً يتناقشون في نقاط الاختلاف ولا يعيرون اهتماماً لنقاط اللقاء ولا يبحثون عنها مما يحدث النفور وعدم الرضا.
ثالثا: لم يمنع عصر التقدم والتكنولوجيا والانفتاح من ممارسة دور (سي السيد) السلطة المطلقة وتقليص دور المرأة في أضيق الحدود باعتباره المسئول الأول ومتخذ القرار الأوحد لمستقبل زوجته في ظل الانفتاح الذي تعيشه المرأة وتتطلع لممارسته بشكل طبيعي علماً بأنها أصبحت أكثر وعياً بحقوقها وجرأة بمخاطبة الرجل وأكثر إدراكاً بما لها وما عليها باعتبار أن ذلك يعد من أبسط حقوقها وهذا ما يشعل نار التصادم فتتذمر المرأة وينعتها الرجل بالتمرد والعصيان.
رابعاً: التفاوت الفكري والثقافي واختلاف المبادئ والقيم بين الزوجين ومفهوم كلٍ منهما عن الحياة ينعكس سلباً على الطرف الآخر فنحن قومٌ نردد مقولة (الاختلاف لا يفسد للود قضية ) وللأسف لا نطبقها.
خامساً: عدم الاهتمام بصغائر الأمور وعدم المعالجة الفورية يقود إلى فجوات عاطفية كبيرة نتيجة لذلك التراكم.
سادساً: ضيق الحال يؤثر أيضاً على العلاقة الزوجية! فالمرأة تحلم بالزوج السوبرمان الذي يحقق لها أحلامها وحينما تحس بعدم قدرته على تحقيق ماتريد تتولد مشاحناتها فيما يصفها الرجل المشغول بكسب لقمة العيش بعدم الرضا والتقدير.
سابعاً: أثبتت بعض الدراسات أن الحياة الجنسية تعد أساس سلامة الحياة الزوجية وأنها أهم أسباب السعادة الزوجية شريطة أن تكون ترجمة للحب والمشاعر وإشباعاً نفسياً ومعنوياً قبل أن تكون إشباعاً للجسد وليست مجرد تفريغ طاقات فالحياة الزوجية مجموعة حلقاتٍ متصلة ببعضها فإذا فقدت حلقة يصعب ربط بقية الحلقات مما يسبب خللاً في العلاقة.
ثامناً: الانجراف حول ما تبثه بعض القنوات من قصص الحب الخيالية وصورة الحبيب ولوحة المحبوب اللتين سرحنا معهما في الخيال البعيد وعدم الرضا بالواقع وبدء البحث عن الحب السراب والعيش في أوهام لقاء الحبيب من الأشياء التي كانت سبباً في الانفصال العاطفي بين الأزواج بموجب الاتفاق بين الطرفين أو أحدهما فالمشكلة هنا أعظم لأنه يوضح مدى انحلال العلاقة وعدم إحساس وتفهم نفسية وشخصية الآخر. إن هذه الأسباب مجتمعة لا بد أن تسبب خللأ في العلاقة الزوجية والعائلية! كاتساع الفجوة بين الزوجين والإصابة بالاكتئاب والإحباط وعدم الإحساس بطعم الحياة والتفكير بطريقة سوداوية مثل الانتحار أو الجنون أو العزلة وفي النهاية تعاطي الأدوية النفسية للتخلص من التفكير أو أن يعيش كلٌّ من الزوجين حياته الخاصة بمعنى (الخيانة المشروعة أو الخيانة الذهنية) وقد يصيب الداء الأبناء لحياتهم في بيئة غير قادرة على العطاء والحب والتنازلات لأن تربية الأبناء ليست لمجرد بقاء الوالدين بجانب بعضهما. أما الحل لهذه المعضلة الأسرية لا يحتاج إلى اختراع ولا إلى دراسات وأبحاث بل يحتاج إلى أن نعيش واقعنا وأنه لا وجود لما يسمى حياة خيالية مليئة بالورود وأن لكل مشكلة حلا ليس بالهروب وإنما بالوعي والتفكير السليم ببناء حياة زوجية أساسها الحوار والتفاهم والتنازلات من كلا الطرفين والانفتاح الفكري والإنساني والتفكير الاستراتيجي في تبديل الأدوار، فيجب أن نفكر وندرك أن الحياة قصيرة أكثر مما نتخيل والإنسان هو من يبحث عن سعادته ويتلمس طريق النجاح في جميع مجالات الحياة ولكي يكون الشخص منصفاً أكثر علينا أن نعترف بأن ذلك ليس سهلاً، ويبقى السؤال: هل فكر هذا الزوج أو تلك الزوجة في حياة زوجية مع شريك جديد دون حدوث أعاصير أو مطبات؟ إعلامية وكاتبة إجتماعية
للتواصل مع الكاتبة
Samira.madni@hotmail.com
التعليقات
خطوط بيانية .
الحكيم البابلي -أعجبني أن الكاتبة بحثت في الأسباب والنتائج وحتى في تقديم بعض الحلول . وحول الموضوع أقول أن أسباب إلتحام وإنسجام الزوجين كثيرة ، وأهمها هي الفكرية والجنسية . من الناحية الفكرية ، يجب أن يكون هناك تقارب بين ثقافة وخلفية الزوجين ، وهذا يولد قبول الأخر وإحترامه بسبب التكافؤ وعدم تسلط الواحد على الأخر فكرياً وثقافياً ، بل على العكس ، يولد المتعة والتواصل بسبب إحتكاك الأفكار . من الناحية الجنسية ، يجب أن يكون هناك توافق وتناغم وحس ذكي بمتطلبات الأخر ، لأن الموضوع يعتمد على الأخذ والعطاء والأرضاء ، والأنانية مدمرة هنا . ومتى ما تم التوافق بين الفكر والجسد ، فأن العلاقة بخير ، وممكن تطويرها تدريجياً ، وخبرتها زمنياً نحو الأحسن . وهذه قمة السعادة التي لم يتوصل لها كثير من الناس للأسف ، ومتى وصلوها فسيجدون أنه من الصعوبة بمكان ، الأستغناء عن الشريك الرائع . تحياتي . الحكيم البابلي .
اشادة بالمقال
د.عبدالعزيز -هذا مقال جيد وهادف وفيه فائدة كبيرة للقارئ لانه يقدم معلومات هامة عن مشاكل ملحة ومتكررة في حياتنا الاسرية ونحتاج للصراحة والتوعية فعلا للتعامل معها، التقدير للاستاذة كاتبة المقال ونتمنى المزيد من هذا النهج الهادف
انها واقع مغيب
عاشق مدينة جده -لامستى عين الحقيقه انها ليست شكليات بل واقع يعيشه الكثير واصبح التفكير فيه من الخيال واصبح من اللازم عليك ان تستسلم لواقعك المحتوم... لانه ببساطه اصبح جزء من ثقافتنا ولم نتعلم منذ الصغر متى نقول لا او متى نقول ستووووووووووووووب ..
المقدمة لموضوع اخر!!
freesoule -المقدمة لا علاقة لهابالموضوع!! فظاهرتي الطلاق أو الانفصال العاطفي ليست مجرد شكليات!!الزوج أو الزوجة قد لا يفكر في حياة زوجية مع شريك جديد ,قد يفكر بالطلاق فقط!!أذا السؤال أذا كان التفاوت الفكري والثقافي واختلاف المبادئ والقيم بين الزوجين ومفهوم كلٍ منهما عن الحياة كبير لماذا الارتباط أساسا,ثم التفاوت الفكري والثقافي يمنع الحوار والتفاهم أساسا.
المقدمة لموضوع اخر!!
freesoule -الرد مكرر
منطقي وصحيح
معلق اعلامي لندن -شكرا استاذة سميرة على مقال مهم ورقيق بنفس الوقت.
العمق بالتحليل
بهاء -بالواقع لم أجد عمقا بالتحليل السابق للمشاكل الزوجية، فهو تكرار لأفكار معروفة للجميع. فإن كانت الغاية هي التبسيط لتساعد بعض القارئين فلا بد من التركيز على مشكلة محددة مع بعض الأمثلة، وأرى ذلك فكرة جيدة ضمن مقالات إيلاف. ثانيا تقول الكاتبة (أصبح للشكليات في أوساط أمتنا العربية تواجدٌ حقيقيٌّ) وتؤكد أنها مشكلة طارئة!! ما هو الأساس الذي اعتمدت عله الكاتبة بأن المشاكل الزوجية كانت أقل قبل 100 سنة؟ بالطبع لا يوجد إحصائيات بذلك الزمن (للأسف حتى الآن)، لكن لنعد للموروث الشعبي من أمثلة وحكايات ونكات وسنجد أن العلاقات الزوجية كانت أحد أهم محاور هذا التراث. ثالثا، الأسباب التي أوردتها الكاتبة ليست خاصة بالمجتمع العربي بل بكل المجتمعات (ربما باستثناء النقطة الثالثة). رابعا، العلاقة الجنسية أساس للتفاهم الأسري وليس فقط بعض النظريات بل كلها تؤيد ذلك. خامسا، النقطة الخامسة ليست طارئة بسبب الأفلام، فلنراجع شعر الغزل العربي والغناء وسنجد أن الحب الرومانسي والحبيب الفارس والحبيبة الأميرة يشكلون جزء كبيرا من هذا الموروث، فالحلم هو وقود الحياة. بكل الأحوال شكرا لجهود الكاتبة.
شكر
عبد الرحمن الدوسري -كلام حلو الله يوفقك تحياتي