كتَّاب إيلاف

رسالة أمل من الضفة الأردنية للبحر الميت!

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
كما العادة كل عامين، ينتقل مؤتمر دافوس ألى الأردن. بالنسبة ألى كثيرين كان "المنتدى الأقتصادي العالمي للشرق الأوسط" الذي استضافته مجددا هذه السنة الضفة الأردنية من البحر الميت بين الخامس عشر والسابع عشر من مايو- أيار الجاري، مثيرا للجدل. كان بالنسبة ألى عدد لا بأس به من المشاركين في المنتدى بمثابة شيء مختلف لا علاقة له بالمنتديات التي أنعقدت في الماضي أكان ذلك في البحر الميت أو في شرم الشيخ. يعود ذلك الى سببين. أولهما الأزمة الأقتصادية العالمية التي ألقت بظلالها الثقيلة على المنتدى الذي بحث في "أنعكاسات الأزمة الأقتصادية العالمية على الشرق الأوسط. أما السبب الآخر فهو عائد ألى أن العالم لا يزال في حال ضياع، أذ بدا واضحا من خلال النقاشات التي دارت على شاطئ البحر الميت أن ليس هناك في الوقت الحاضر من هو قادر على تحديد ماهية هذه الأنعكاسات ومداها.
بأختصار، هناك من أستوعب معنى أنعقاد المنتدى في ظل الظروف الأقليمية والدولية المعقدة وتحت وطأة ألأزمة ألأقتصادية العالمية وأهمية ذلك... وهناك من رفض فهم أن العالم تغيّر وأن على المنتدى أن يتغير أيضا. كان على المنتدى التكيف مع المعطيات العالمية الجديدة ومع الوضع في الشرق الأوسط الذي أزداد تعقيدا بفعل الصعود القوي لقوى التطرف في أسرائيل وغير أسرائيل. تكمن أهمية منتدى دافوس بنسخته الشرق أوسطية في تلك القدرة على التكيف. أوليس الذكاء، أقله في جانب منه، أمتلاك القدرة على التكيف؟
ولأن المنتدى كان قادرا على التعاطي مع الواقع والمتغيرات التي يشهدها العالم والمنطقة، كان طبيعيا أن يكون طابعه مختلفا. في الماضي، كان هناك تطلع ألى المستقبل وألى ما يمكن أن يوفره الأقتصاد العالمي من فرص لردم الهوة بين العالم المتقدم من جهة والعالم المتخلف من جهة أخرى. في هذا المنتدى، كان التركيز على كيفية أصلاح العالم بشقيه المتطور والمتخلف. كان جليا أن العالم كله في أزمة. ربما أكتسب المنتدى أهميته من زاوية أنه عكس عمليا ما يدور في العالم لاأكثر ولا أقل. كان مرآة حقيقية وواقعية للوضعين الأقليمي والعالمي بكل ما فيهما من تعقيدات تشير ألى أن العالم ما زال يمر بمرحلة أنتقالية بحثا عن نظام دولي جديد وذلك منذ أنتهاء الحرب الباردة مطلع التسعينات من القرن الماضي.
بغض النظر عن التقويمات المختلفة لمنتدى البحر الميت- نسخة 2009، يظل أن الأردن عرف مرة أخرى كيف يوصل رسالته التي هي رسالة سلام وأستقرار وبحث عن مستقبل أفضل لأهل المنطقة. لذلك، كرر الملك عبدالله الثاني في الخطاب الذي أفتتح به المنتدى أهمية أستغلال الفرصة المتوافرة حاليا من أجل تحقيق سلام على أساس خيار الدولتين. ولعل أهم ما قاله في هذا الشأن مستذكرا نكبة العام 1948:" في هذا اليوم، الخامس عشر من أيار، وفي كل أنحاء العالم، يحيي الناس ذكرى النكبة، تلك الكارثة التي حلّت بالفلسطينيين قبل واحد وستين عاما. وحول موائد العائلات في هذه الليلة، سيتحدث كبار السن عن حياة كاملة من الأحزان والخسائر. أما المواليد الجدد الذين يشكلون الجيل الرابع للنكبة، نعم الجيل الرابع، فقد ولدوا ليشهدوا الصراع وينظروا ألى مستقبل غير واضح المعالم. أن هذا التاريخ ليس كارثيا بالنسبة ألى الفلسطينيين فحسب، وأنما لكل الشرق الأوسط أيضا. بل يمكنني القول للعالم أجمع. فبينما نتشارك معا في أستعادة ذكرى كل ما ضاع، وبينما تغمرنا مشاعر التعاطف مع كل من عانى، دعونا نلزم أنفسنا بالمساهمة في أيجاد الحل".
كانت رسالة العاهل الأردني رسالة أمل. الأمل بحل. من يرى كيف أستطاع الأردن أعادة الحياة ألى المنطقة المحيطة بالبحر الميت عبر سلسلة من المنتجعات والفنادق ومركز كبير للمؤتمرات، يدرك أن الحياة أقوى من الموت وأن التحديات التي تواجه الأردن ليست بالضرورة من النوع الذي لا يمكن قهره متى توافرت الأرادة والعقلانية والواقعية. فالأنتصار لا يكون بالرهان على الأوهام والشعارات المضحكة- المبكية مثل شعار "المقاومة" بمقدار ما أنه رهان على العقل والمنطق. والعقل والمنطق يرددان ما ورد على لسان عبدالله الثاني في منتدى البحر الميت. تحدث عن "أن التحديات تواجهنا جميعا، ولا يملك أي منا الحل منفردا. ونستطيع أذا عملنا معا مواجهة تحديات توفير أنظمة التعليم الحديثة وترشيد أستهلاك المياه والثروات الأخرى النادرة وأيجاد الحلول الصحية والبيئية وتلك الخاصة بالتنمية الحضرية والأجتماعية ألى جانب الكثير من الأولويات الأخرى".
هناك لغة مختلفة ومتقدمة يسمعها المرء في مؤتمر مثل "المنتدى الأقتصادي العالمي للشرق الوسط". هناك كلام عن مشاريع حقيقية مرتبطة بتوفير المياه للأردن عن طريق تحلية المياه. وهناك كلام عن تعاون على الصعيد الدولي بين مجموعة دول أسمها مجمعة ال11. وقد عقدت المجموعة قمة لها على هامش منتدى البحر الميت. ولكن أكثر ما يسمع في الأردن هذه الأيام هو الكلام المتعلق بالجيل الشاب. بعد سنوات قليلة سيبلغ عدد الشبان في الشرق الأوسط مئتي مليون. هل من يفكر منذ الآن في مستقبل هؤلاء، أم يُتركون للتطرف والبرامج التعليمية المتخلفة؟ ثمة وعي أردني لهذا التحدي. ربما كان ذلك السبب الذي دفع عبدالله الثاني ألى توزيع جوائز في البحر الميت على شبان عرب تألقوا في مجالات مختلفة. أنه أستثمار في المستقبل. أنها رسلة أمل بأنتصار ثقافة الحياة، ليس في الأردن وحده بل في المنطقة كلها أيضا... رسالة أمل تنطلق من البحر الميت!

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
هل ستنشره ايلاف
محمد ولد ازوين -

استوقفتني عبارة واحدة في المقال ( فالانتصار لا يكون عبر الشعارات المضحكة المبكية مثل شعار المقاومة) هذه العبارة لا تليق بكاتب عربي مرموق مثل الاستاذ خير الله , لكن للاسف بعض كتابنا يغيرون جلودهم دائما , كيف تصف مقاومة المحتل بالشعار المضحك المبكي , ألم تتفق جميع الشرئع والقوانيين في مختلف أنحاء العالم على مشروعية مقاومة المحتل بأي وسيلة ممكنة ومتاحة ؟ مثلكم الأعلى هو جورج بوش , ألم يقل أنه يتفهم المقاومة العراقية وقال ( لو تعرضت أميركا إلى الاحتلال فسأكون أول المقاومين ) لما ذا حلال على كل شعوب الدنيا مقاومة المحتل وحرام على الشعوب العربية أن تقاوم , إن المضحك المبكي حقا هو هذا التخاذل وهذه الكتابات الفارغة المستسلمة والخانعة للاحتلال , لقد استجدينا إسرائيل منذ 60 عاما لتعطينا السلام العادل ورفضت , ثم تنازلنا وطلبنا في مبادرة عربية رعتها الدول التي تدعي الاعتدال , ورد شارون على تلك المبادرة بمذبحة في فلسطين , وها هو( هذا لزعيم العربي الخالد الفاتح الذي لا مثيل له ) ملك الأردن ذهب إلى باراك أباما وأبلغه تنازل دول الاعتدال عن نصف المبادرة وعن الثوابت والحقوق الفلسطينية , وأظن الكاتب قد سمع بردود نتنياهو وليبرمان علي ذالك , عن أي أمل تتحدث ما فائدة انعقاد مؤتمر دافوس في الأردن وما الذي سيقدمه للشعب الأردني اقتصاديا , يا سيدي لا يمكن لأمة ترزح تحت احتلال أميركي للعراق وإسرائيلي لفلسطين والجولان وبعض الأرض اللبنانية أن تحقق أي أمل دون المقاومة , لو كانت إسرائيل تشعر حقا بوجود خيار بديل لدي القادة العرب لتنازلت قليلا , لكنها وجدت أن هؤلاء الزعماء وكتابهم ظهورهم مكشوفة ولا يستطيعون القيام بأي شء , ومن العار والعيب أن تكون يا خير الله مثل محمود عباس أبو مازن الذي وصف عمليات المقاومة ضد إسرائيل بالحقيرة , ستبقى المقاومة هي الملاذ للشعوب العربية , وسيبقي المضحك المبكي هو أفكار شاكر وبو مطر , وأخاف أن يلتحق بهم الاستاذ خير الله

دعوه للمحبه
احمد ص -

نعم تعجبني افكار الملك الهاشمي الاصيل بل ويفتخر بها كل عربي مسلم لانه يتكلم الحقيقه والمنطق وبالارقام ويتطلع لبلده بشكل خاص ولوطنه العربي ويدعم عنصر الشباب المبتكرين والمخترعين والان في الاردن صناعات متطوره سيارات متوسطه باصات وشحنعسكريه ودبابات وطائرات هليكوبتر وصناعات الكترونيه وكهربائيه ولان عنصر الشباب نهم لديهوهم الاثرياءه بالاردن يبني امال كبيره على تقدم البلد نحو مستقبل افضلاننا نشد على اياديه في كل مسعى لديه ومؤهل لقيادة بلدنا الاردن سياسيا واقتصاديا واجتماعيالبر الامان ولديه افكار خلاقه بالرغم من الامكانات القليله وشح الموارد..الا انه يوازن بين استقرار المنطقه سياسيا وانتعاشها في جميع المجالات وهو يسيربثقه رغم ما يكدر المنطقه بضرورة الحل العادل لقضية فلسطين وهي اولوية خاصه..ومصمم على البناءرغم كل المعوقات بالتحدي..حفظه الله لوطنه وامتهوان ييسر له بطانة صالحه لما فيه خير الوطن والامه

بحجم بعض الورد
رامي -

نعم يا وطني الحبيب: لقد ضربت مثلا يحتذى بيد معلميك الهواشم وابنائك البررة بأن ليس بالنفط وحده تحيا الشعوب..... شكرا للنشر.

الشعب الاردنى
اردنى اصيل -

النظام الاردنى لايعطى الامل بل الخداع .... انا مواطن اردنى من الجنوب اعتقلت ست سنوات فقط لاننى قلت انا لا احب الملك وجهنم افضل من السجنون الاردنية حيث لتعذيب الشديد وتحقير الانسان ..........ست سنوات سجن فقط لاننى صرحت اننى مثل جميع الاردنين لااحب الملك مع التعذيب انها الديمقراطية الحقيقة

اردن ياحبيبي
خالد -

كل مافي الأردن جميل شعبه ... طقسه...ترابه..رجال أمنه وجيشه ... حتى سجونه..وأجمل من كل ذلك قيادته الفذه ..وأسوأ مافيه أمثال المسمى اردني أصيل وهو أبعد عن كل ماله علاقه بالأصالة .....

الى التعليق رقم 4
ابو الحسن -

الى التعليق رقم 4 اشك انك اردني واصيل نحن نعيش بالاردن من منذ سنوات طويله ولم نسمع بشي مما تقول واكيد ليس هو السبب الحقيقي انك سجنت 6 سنوات انك لا تحب الملك واكيد انك عامل اشياء اخرى كسرقه او التهريب او غيرها وبس 00000وتحيه كبيره للاستاذ خيرالله الذي وصف الوضع ادق وصف 0وماذا تريدون من الاردن اكثر من ذالك هذا البلد الصغير والشحيح في موارده كبير بابنائه وبمليكه , الم يكن الاردن في الاسابيع الفائته يتصدر وكلات الانباءوالمحطات الفضائيه الصحافه العالميه والعربيه والمحليه سواء بزياره جلاله الملك المشرفه الى امريكا اوزياره البابا الناجحه الى الاردن او انعقاد موتمر دافوس الاقتصادي بالبحر الميت وغيره الكثير الكثير الا يحق لكم ان تفخروا بهذا يا اردنيين وغير الاردنيين

deception?
Haitham/ Miami -

Number # 4 , how do you know that ALL the Jordanians don''t like the KING ? what''s your Job , what do you do to know the feelings of tyhe Jordanians towards their King ? secondly , you said you were jailed 6 years just because you said you don''t like the King ? who would believe that , you think you''re writing to ediots ??? come on , say the truth , what ws your real crime ? and finally , Jordanians are all the same .

الى 5و6و7
اردتى اصيل -

الى 5و6و7 انتم تكتبوا من دائرة المخابرات العامة وانتم المجرمين بحق الاردن الذى يريد ان يعرف حقيقة الاردن علية فقط مراجعة تقرير حقوق الانسان عند اذن سوف يعرف كم شخص يعانى مثلى فقط لانة لا يحب الملك ويصرح بهذا وانا لولا الخوف على اسرتى كان اعطيتكم التفاصيل وانا حصلت على اللجو فى سويسرا بعد ان قدمت الدليل القاطع للهجرة السويسرية واذ لا يوجد دليل قاطع لن احصل على اللجو فى بلد مثل سويسرا عليكم انتم وجميع الناس مراجعة تقرير حقوق الانسان ثم يعرفوا كل شى كلامى واضح وخارج من القلب لانة الحقيقة

الوضع فى الاردن
عادل -

الحقيقة الوضع العام فى الاردن غيرمريح الظلم والتميز بين المواطنين والرشوة واستغلال المناصب والقبضة الفؤلاذية للمخابرات على كل مرافق الدولة اقوى جهاز فى الدولة هو جهاز المخابرات الذى يبطش بالمواطنين ويرعبهم كل مواطن اردنى يرتعب من المخابرات الاردنية انا مع قضية المواطن رقم 4 والف والف من القصاص تحصل فى الاردن مثل قصة اردنى اصيل وقلوب جميع الاردنين معك ومعا على طريق الخلص من هذا النظام المجريم

غريب
جعفر الاسدي -

استغرب من يذكر انه سجن 6 سنوات لانه اعلن عدم الحب للملك اولا اعتقد ان الذي كتب ذلك غير صادق لسبب و احد بسيط ان الاردن لديه قانون يعاقب من يشتم الملك الحبس من 6 شهور الى 3 سنوات .ثانيا على فرض انك "صادق" ما هو مصيرك لو شتمت حاكم اى دوله مجاورة للاردن اعتقد انك لن تستيقظ على يوم جديد ابدا

....
خالد -

لتعلم ايها الأردني الغير أصيل أنني لا علاقة لي بالمخابرات ولا اقول هذا الكلام تزلفا ونفاقا ...لأنني انظر للأمور بطريقة مختلفة بالتأكيد عن نظرتك فأنا عندما ارى التقدم في الأردن في قطاعات كثيرة من التعليم والطب و.... رغم قلة الإمكانات وما يفوق كثير من الدول المجاورة صاحبة الترليونات ...يجعلني ازداد اعجابا بهذا البلد وقيادته ..حمى الله الأردن وقيادته وجيشه وأجهزته الأمنية ( بكافة انواعها ) ......