دفاع عن صابئة العراق
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
صابئة العراق تاريخ وليس هجرة طارئة، وأصالة وطنية وليس مجازا وطنيا وفدَ من خارج الحدود طلبا للعيش في أرض الرافدين، أو هروبا من إرهاب طاريء... ولم يخونوا العراق... فلم يسربوا أسرار الجيش العراقي خارج الحدود، ولم يقتلوا كفاءة عراقية، ولم يخربوا محطّة كهرباء، ولم يتجندوا عملاء لدولة كبرى أو صغرى، ولم يعتدوا على عرض، ولم يهجروا مسلما أو مسيحيا أو عربيا أو كرديا...
بل كانوا القلوب التي تنظم حبات روحها ذهبا يزيِّن جيد عرائسنا، كانوا وما زالوا نبضات الفرح ترقص على معاضد بناتنا...
فلماذا تذبحوهم؟!
هؤلاء الناس أغنوا العراق على قلتهم العددية، ورغم ما تلقوه من عنت واضطهاد وحرمان وحرب نفسية واقتصادية ظالمة، اشترك فيها الحقد والجهل والتعصب بل وحتى الحسد، نعم، حتى الحسد، ذلك إنهم قوم ناجحون...
هل ينسى علماء العراق العلامة الكبير (عبد الجبار عبد الله) وقد أثرى فيزياء الفلك باكثر من مصطلح علمي باسمه... وكان يفتخر بأنه عراقي، وهو يمارس عمله العلمي في مراكز البحوث العالمية؟
لم يكن صابئة العراق بعيدين عن صياغة المعادلة السياسية للعراق، والحزب الشيوعي العراقي الذي يُعد في طليعة الأحزاب الوطنية التي ناضلت ضد الاستعمار والاقطاع والرجعية يشهد للصابئة أنهم كانوا طليعة وطنية مناضلة، وقد قدمو ا على مذبح الحرية شهداء أبرار، وكانوا مناضلين أشداء يضرب بصمودهم المثل في سجون الطاغية صدام، فهل جزاء الإحسان إلاّ الإحسان؟
الحسين الشهيد نبض حي في قلوبهم، ليس خوفا، ولا طمعا في آمان مصطنع، بل إيمان منهم باللحمة الإجتماعية الحية، اللحمة الاجتماعية العراقية التي يجب المحافظة عليها وصيانتها بالدم والروح والمال، لأن ضياعها يعني ضياع الأصل والتاريخ والحياة...
سوق النهر في بغداد يزهي... يلمع... يشع.. يسطع... ترى لماذا هذا ا لصخب ا لجمالي يتزاحم في سوق النهر..
هل لأنه على ضفاف دجلة؟
ربما!
ولكن هل ننسى أنه سوق الذهب؟
الذهب المندائي!
كتاب (يحي) تحول إلى تاريخ في دماء المندائيين العراقيين، الهدوء الوقور يغشي وجوههم حبا بسلامة ضمائرهم، وبياض ضمائرهم، فلماذا نمزق كتاب يحي بسكين الحقد والظلم والجهل، فهم أبناء دين سماوي، ولهم الفخر أنهم سبقونا...
الإله ا لواحد عقيدتهم، والماء الزلال يتسرب أجسادهم في أكثر من مناسبة ليتشرب القلب ببرائة الماء، فهو الكائن الذي يعطي الحياة، وهو الكائن الذي لا يأخذ...
تشبثوا بالعراق، ولكن تراب العراق اليوم للأسف الشديد بيد عصابات القتل والأجرام والذبح والعنصرية والحقد، بإسم الدين أو القومية أو العشيرة، أو الأسرة...
هؤلاء هم بنو قومنا، أتباع يحي، الشاعر الكبير منهم، والفيزيائي القدير منهم، والفنان التشكيلي المرهف منهم، والسياسي ا لمخضرم منهم، وكلهم يصوغون لنا الحلي كي نفرح، فلماذا ندخل الحزن على قلوب نسائهم وأطفالهم وبناتهم؟
الحكومة العراقية تكرّم علمائها!
ولكن يغيب اسم عبد الجبار عبد الله!
الحكومة العراقية تكرّم شعرائها!
ولكن يغيب الشاعر عبد الرزاق عبد الواحد رغم اختلافنا معه، ولكن للموهبة بحد ذاتها قيمتها واحترامها وموقعها في خارطة التقيم...
تكرم الحكومة العراقية فنانيها!
ولكن يغيب الفنان المندائي الكبير موسى الخمييس، وهو الذي يستحق أن يكون حقا مستشارا ثقافيا للدولة لا هذا أو ذاك ممن يعجز عن قراءة بيت شعر أو لوحة فنية!
إن موجة القتل التي نالت هذه الثلة من أ بناء قومنا، شعبنا، الصابئة، لهي جريمة نكراء، فهل التفت مجلس النواب العراقي لوضع هذه القضية الوطنية الإنسانية على لائحة اهتماماته، خاصة وهم لم يسرقوا، ولم يقتلوا، ولم يفشوا سرا لدولة معتدية، ولم تعرف قوائم الخيانة لهم تاريخا، بل كانوا وما زالوا مناضلين...
التعليقات
كلمة حق
عراقيه من كندا -سلمت يداك وسلم لسانك ايها العراقي الاصيل, الدنيا بخير مادام فيها ناس مثل الاستاذ غالب الشابندر, يقول كلمة حق في زمن الباطل, كلمة صدق في زمن الكذب والنفاق والطائفية والقتل.العراق عراقنا بكل ادياننا وكل قومياتنا, العراق في دمنا وفي قلوبنا مهما ابتعدنا عنه وتغربنا. كل الشكر للكاتب الكبير, وشكرا لايلاف.
Yes
Sad Sad -تراب العراق اليوم للأسف الشديد بيد عصابات القتل والأجرام والذبح والعنصرية والحقد، بإسم الدين أو القومية أو العشيرة، أو الأسرة
والله
شريف -والله شريف كما سمعت عنك
كلمة حق
? -شكرا للاستاد الشابندر لانه حاول انصاف الصابئة الطيبين الاصلاء نحن جميعا نحبهم لانهم جزء عريق من الشعب العراق.اريد ان انوه لاسم اخر من هؤلاء الطيبين استادى الاستاد د.حسان ابراهيم استاد امراض الدم والسرطان فى كلية الطب و مستشفى مدينة الطب,علم من اعلام الطب فى العراق, سلامى له اين ما كان
مناشدة
احمد قادر -لا نمتلك الا ان نشكر باحلى الكلمات الاستاذ الشهبندر على هذا المقال والموقف الاخلاقي الرجواي الانساني الصائب تماما. باسم من يوافقني من اخوتي الصابئة نناشد برلمان العراق وبرلمان كردستان ان يبحثو هذا الموضوع ويعيدو الحقوق لنا نحن الصابئة وان يكون لنا تمثيل في البرلمانين.
وهل المشكلة طائفية
أحمد توفيق -أم سياسية؟ أنا لست على قناعة بأن في العراق الحبيب مشكلة طائفية أبداً فالعراق إحتضن مسلميه ومسيحييه بأنواعهم وأطيافهم كما احتضن صابئته لآلاف السنين فلماذا الآن أصبحت الأمور تبدو وكأنها طائفية. الناظر للأمور يعلم بأنها سياسية ومحاولة من إيران للتحكم بجميع مفاصل الأمور في العراق الأشم... عشت لفترة لا بأس بها في الجنوب وعملت بها أبان الحرب العراقية الإيرانية ولم أجد سوى التلاحم الوطني بين أطياف المجتمع ووالله لم أكن أستطيع أن أفرق بين شيعي وسني ومسيحي أو صابئي وشكراً لتسليط الضؤ على هذه المسألة المهمة
شـــــــــــاهد عيان
طـــــــــــــــــــارق الوزير -خلال عملى بالثمانينات أعترف باننى لم اكن اعرف شىء عن طوائف العراق ! ولقد شاءان اعمل بمشروع ضخم ...كان مديره العام من الصابئه ولقد عرفت ذلك بعد فتره ....وانهم يتبؤون مناصب ممتازه وفى المجتمع العراقى مشورهين بتجاره الذهب ! ولم اتوقف كثيرا فى كونه من الصابئه ...ولقد كان خلوقا وعملياواسلوبه راقى بالتحدث بل كانت الاوامر الاداريه التى يصدرها قطعه من الادب العربى !..ذات مره نصح مترجم صينى بان يقرأ القرأن كى يتعلم العربيه!...اِندهشت عندما رايته يتمسك بسياره نصر 128 انتاج مصرى والخاصه بزوجته مديره مدرسه ويقول عن السياره انه اشتراها فى الستينات وتعمل بكفاءه...كم فيكى يا عراق من ابناء تحت لواء العروبه عاشواواخلصوا..وتحتفظ ذاكرتى للان باسمه كاملا ! واتمنى ان اراه..والمقال اثار شجونى للماضى حول طائفه عراقيه
salam
salam -انك وامتالك من سيجعل العراق اكثر بهاءا وسيبقى العراق لكل اطياف شمسه اما القتله فالى **** التاريخ وبئس المصير
خسارة للعراق
mansour -الخاسر هو العراق باهانة افضل ابنائه انا مصرى سافرت للعراق وتعاملت عن قرب مع الصابئه ووجدتهم مثال للشرف والامانه