كتَّاب إيلاف

رسالة إلي الرئيس أوباما

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
أهلا وسهلا بك في أرض الكنانة، في قلب العالم العربي والإسلامي، حيث تتواجد معظم أنواع الأقليات في هذه البقعة من العالم، مع غياب الديموقراطية كثقافة وممارسة في الوقت نفسه: مثل الأقباط في مصر والجنوبيون في السودان والأشوريين والأرمن والأكراد والبربر وغيرهم في كل من العراق وتركيا وإيران وسوريا ولبنان والمغرب الكبير.
وهي الأقليات التي أصبحت تعاني، أكثر من أي وقت مضي، من مطرقة الاستبداد السياسي من جهة، وسندان الإسلام السياسي من جهة أخري، وهو حركات دينية متفقة في الغاية، مختلفة في الوسيلة. هدفها المشترك إقامة دولة دينية كبري علي امتداد المنطقة. التباين في الوسيلة يتراوح بين: اعتماد الجهاد المسلح والعنف عند بعض هذه الحركات، واستخدام الدعوة والسياسة عند حركات أخرى.
ويمثل الإسلام السياسي في المنطقة: النظام الإيراني الثيوقراطي (حكم رجال الدين) وامتداداته الشيعية في العراق، وفي لبنان (حزب الله) وامتداداته السنية (حماس والجهاد) في فلسطين. ثم الحركات السنية الحربية "المستقلة"، طالبان والشيشان و"القاعدة" وامتداداتها في المغرب العربي وباكستان والهند واليمن، فضلا عن الإخوان المسلمين في معظم الدول العربية، وفي القلب منها مصر.
وكما تعلمون سيادتكم فإن السيناريوهات الثلاث المحتملة بالنسبة لمشكلة الأقليات في هذه المنطقة التعسة، تتمثل في: تغيير الجغرافيا بالتقسيم أو تعديل الحدود، وإما بتغيير البشر بالانصهار القسري أو الإبادة أو الهجرة، وإما تغيير المؤسسات بجعلها اكثر ديمقراطية اعتمادا على فكرة المواطنة، وهو أبعدهم عن التحقق في المدي المنظور، ما لم تتغير ثقافة الاستبداد والتعصب.
وإذا كانت المشكلة في منطقة الشرق الأوسط: " ثقافية " بالمعني العام، فإن الثقافة تصبح هي الحل أيضا، أو بالأحري فهي الداء والدواء في الوقت نفسه. والثقافة حسب تعريف " جودنف ": " ليست ظاهرة مادية، كما أنها ليست جملة أشياء أو بشر أو سلوك أو عواطف، وإنما هى كل ذلك. إنها صور الأشياء التى فى عقول البشر، وهى أنماطهم فى إدراك الأشياء وعلاقاتها، وتأويلاتهم لها ".
ومن هنا فإن نشر الديموقراطية الليبرالية ( التعددبة ) الدستورية أصبح ضرورة قصوي، والاعتماد علي المثقفين الليبراليين من أبناء هذه الثقافة تحديدا، من أجل تغيير بنية هذه الثقافة والنفاذ إلي ما وراءها، هو السبيل الأمثل والأكثر فاعلية، ليس فقط من باب " أن أهل مكة أدري بشعابها "، وإنما أيضا لأن طاقتهم ورغبتهم في التغيير، أقوي الآن من أي وقت مضي، بعد أن وصلت الأمور إلي نهاياتها القصوي.
إن التيار الليبرالي يا سيادة الرئيس، هو الحصن الحصين للحريات العامة والحقوق والواجبات والعدالة الإجتماعية، والملاذ الأخير للمواطنة والديموقراطية، فضلا عن كونه الأكثر قدرة على التعامل مع ملف الطائفية والقبائلية والعشائرية الذي يفرض نفسه بقوة اليوم، لأن منطلقاته الفلسفية والنظرية غير دينية أو مذهبية ، وأخيرا، لأنه التيار الوحيد الذي له مصداقية أخلاقية عالية، تفتقدها أغلب النخب السياسية الحاكمة والتيارات الدينية علي السواء، خاصة وأن الكيمياء العالمية تسير في اتجاه الليبرالية والتعددية والاختلاف في عصر العولمة، بعد سقوط الشمولية والأحادية والمطلقية.
سيدي الرئيس
إن شعار المرحلة الجديدة وفق ما أعلنته سيادتكم في خطاب التنصيب بالبيت الأبيض هو: الأمل والتغيير - وما أحوج منطقتنا له - وهو ما نتطلع إليه ونترقبه، في خطابكم بجامعة القاهرة في الرابع من يونيو 2009، وما بعده....
dressamabdalla@yahoo.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
الغزل بالذات الفكرية
إنجي -

ما توقعت أن الدكتور عصام يكتب هذا(( لأنه التيار الوحيد الذي له مصداقية أخلاقية عالية، تفتقدها أغلب النخب السياسية الحاكمة والتيارات الدينية علي السواء))للأسف فإن الدكتور يتعامل بمنطق التيارات الأخرى ألا وهو (الطز)..فالحقيقة أن الجميع يتعامل بنفس المنطق أنه هو الصواب والآخر على خطأ!!.. ما أراه من تيارات فكرية عربية لا يعدو سجون داخل جدران الذات ..لا أريد أن أكون متشائمة إن قلت : أنه ليس لدينا حرية الفكر وشجاعة الحوار وإنما لدينا ثقافة الإقصاء !..أفلم تدرك تلك الثقافة أننا في عالم قد تشابكت فيه المصالح وتساقطت فيه الحواجز ..والإختلاف والتنوع الفكري هو عامل أصيل في إستقرار المجتمع! ..الإعتراف المتبادل بين التيارات الفكرية المختلفة..لهو بداية الحداثة والتي حدثنا عنها الدكتور عصام.. فأرجو عدم إحباطنا ولا تعودوا بنا لما قبل الحداثة والتي تبدو لم ندخلها أصلاً!..أخيراً.. يقول جيمس ديوار ( إن العقل كالمظلة تقوم بعملها عندما تفتح ).. ومن أجل رفضي لثقافة الإقصاء ومن أجل رفضي لثقافة الغزل العفيف بالذات..أتبع الإنسان كلوحة تجريدية..تحيتي..إنجي0

الأمر لايعنيه
جمال -

شكراً لك على هذه الرسالة الموجهة إلى الرئيس أوباما، لقد وفيت وكفيت، ولكن أرجو توجز لنا في مقال قادم جملة الأسباب التي أدت بنا إلى الوضع الذي نحن نرزح فيه والذي تفضلت بوصفه في مقالك أعلاه. فتشخيص الأسباب بيسر وسهولة وبنظرة ثاقبة كنظرتك يمكن أن يسهم في علاج الوضع العام.الرؤية أصبحت جد ضبابية حتى أصبح المواطن العربي لايكاد يبصر مافي يومه فكيف مافي المستقبل، وهو جدير أن يتطلع إلى مستقبل أفضل لأولاده ولكن هيهات والحال على ما هو عليه. على أية حال، برأيك ياسيدي، ماذا يستطيع أوباما أن يقدم لنا أكثر مما نستطيع نحن أن نقدمه لأنفسنا، وأوباما أولا وأخيراً إنما هو بشر يوحى إليه من الكونغرس والرأي العام الأمريكي. مايرمي إليه أوباما من زياراته إلى العالم الإسلامي وخطاباته هذه لايعدو عن محاولة منه لدرء الأخطار القادمة من بلادنا إلى بلاده لكي تتفرغ أمريكا بشكل أفضل لبناء إقتصادها المنهار، وليست ديكتاتوريتنا أو ديمقراطيتنا تعنيه بأي حال. وإن الله لايغير مافي قوم حتى يغيروا ما في أنفسهم.

انت ارئع
صديقك -

انت رائع ياصديقى تتميز بالصدق والموضوعية والصراحة مع النفس اتمنى لك دوام التوفيق ولقلمك دوام الاستمرار وللقارىء دوام الاستنارة بفكرك العظيم

الأمر لايعنيه
جمال -

شكراً لك على هذه الرسالة الموجهة إلى الرئيس أوباما، لقد وفيت وكفيت، ولكن أرجو توجز لنا في مقال قادم جملة الأسباب التي أدت بنا إلى الوضع الذي نحن نرزح فيه والذي تفضلت بوصفه في مقالك أعلاه. فتشخيص الأسباب بيسر وسهولة وبنظرة ثاقبة كنظرتك يمكن أن يسهم في علاج الوضع العام.الرؤية أصبحت جد ضبابية حتى أصبح المواطن العربي لايكاد يبصر مافي يومه فكيف مافي المستقبل، وهو جدير أن يتطلع إلى مستقبل أفضل لأولاده ولكن هيهات والحال على ما هو عليه. على أية حال، برأيك ياسيدي، ماذا يستطيع أوباما أن يقدم لنا أكثر مما نستطيع نحن أن نقدمه لأنفسنا، وأوباما أولا وأخيراً إنما هو بشر يوحى إليه من الكونغرس والرأي العام الأمريكي. مايرمي إليه أوباما من زياراته إلى العالم الإسلامي وخطاباته هذه لايعدو عن محاولة منه لدرء الأخطار القادمة من بلادنا إلى بلاده لكي تتفرغ أمريكا بشكل أفضل لبناء إقتصادها المنهار، وليست ديكتاتوريتنا أو ديمقراطيتنا تعنيه بأي حال. وإن الله لايغير مافي قوم حتى يغيروا ما في أنفسهم.

التغيير
ياسر الاسكندرانى -

التغيير لايحدث الا بتوافر الظروف والبيئة الحاضنه والمشجعه للتغيير، فالشعب هو الاداه الفاعله للتغيير، ولتدنى التعليم والثقافه يعتقد السواد الاعظم من الشعب ان التغيير هو اثم ومخالف الدين وان الليبراليه كفر. ونتيجة لذلك اصبح كل تفكير فى التغيير هو مجرد امنيات بعيدة المنال، نأمل ان تتحقق للاجيال القادمه.

المشرف
فيصل آورفــاي -

بما ان الموضوع لكاتب عصام عبدالله ،و بما ان المشرف ، لا ينشر ما اقدم من افكار ، و و بما ان المشرف يحمل فكرة انه يخدم عصام عبدالله بعدم نشر ما يقدم البعض من نقديات . و بما اني اتفقت مع المشرف على ان ارسل تعليقي اليه كلما قدم عصام عبدالله شيئا جحديا ، الى ان يقدم المشرف اعتذارا ،عن عدم نشر ما اكتب . و ردي الحالي هو : الى متى تمنعني من النشر ، في مقالات عصام عبدالله . و الى متى يا من لا تتق ال في اهلك ....، لا تقدم الاعتذار المطلوب ؟ ..... . و الى اللقاء في موضوع جديد ، فاستمتع كلما قرات ردودي المباركة .

التغيير
ياسر الاسكندرانى -

التغيير لايحدث الا بتوافر الظروف والبيئة الحاضنه والمشجعه للتغيير، فالشعب هو الاداه الفاعله للتغيير، ولتدنى التعليم والثقافه يعتقد السواد الاعظم من الشعب ان التغيير هو اثم ومخالف الدين وان الليبراليه كفر. ونتيجة لذلك اصبح كل تفكير فى التغيير هو مجرد امنيات بعيدة المنال، نأمل ان تتحقق للاجيال القادمه.

ليس أوباما هو الحل
الطهطاوى -

الحل هو الشعب الذى يريد الحرية. والشعب الأن يستعذب ساجنيه. وساجنيه ليس لديهم سجون وأغلال مادية بل لديهم فكر سلطوى متخلف يستخدمونه فى تخدير الشعب. وقد يأتى الحل بأن تفك هذه القيود والأغلال وتحرير عقل الشعب. ويستغرق هذا على الأقل خمسة أجيال إذا بدأنا من ألأن. ونبدأ بفصل الدين عن الدولة والأهتمام بالتعليم والثقفافة والفنون وخلق مناخ ديموقراطى حقيقى وحريات حقيقية وتفعيل القانون. مع وجود أحزاب قوية. والفصل الحقيقى بين السلطات وأن يحكم القضاء بالقانون. وأخيرا وليس آخرا يجب أن تكون النقابات المهنية لخدمة أعضائها وليس لخدمة الأحزاب حيث يمنع تماماأى نشاط حزبى أو دينى داخل النقابات. وشكرا للكاتب المحترم وشكرا لأيلاف نافذية الحرية الأعلامية وشكرا للمعلقين.

امريكا لا يهمها
ابو الرجالة -

امريكا لا يهمها الاقليات المسالمة بل يهمها الارهابيين وكيفية تدجينهم وتوجيههم الي حيث مصلحتها مثلما فعل الامريكان في الماضي فاستغلوهم لضرب الروس في الغانستان واليوجوسلاف قسموا بلادهم ولا يهمهم لو مات كل الاقباط والاكراد والسودانيين وبمناسبة السو د انيين فقد جلل العار جبين البشرة كلها واولهم هذة الامريكا عندما تعاموا علي قتل 2 مليون سوداني جنوبي بالكيماوي علي اي حال كم هو جميل قول الكتاب المقدس (( ملعون من يتكل علي ذراع البشر )) فعلا الاعتماد علي الله وحدة ولو وقفت الاقليات كلها تتذل لامريكا لما اثرت ولو قيد انملة في سياسة هذة القوة الامبريالية الرهيبة مثلما فعل الشيخ اسامة بن لادن في 11 سبتمبر اطال الله عمرة لكي يفعل المزيد والمزيد لعل الامريكان يفيقوا ولله الامر من قبل ومن بعد

امة واحدة
مارينا أسكندر -

لابد ان نزيل شوكتنا بايدينا،فاوباما حاله من حال سابقيه حتى و لو كانت زيارته لمصالحة العالم الأسلامى فهذا من دواعى السياسة الخارجية و لكن ماذا عن السياسة الداخلية. ما يهمه هو القضاء على الأرهاب و العنف الذى انتشر فى العالم باسره كما يزعم و لكن الأقليات لن تكون من ضمن اولوياته او حتى تشغل تفكيره. لابد ان نتكافل و نتكاتف و ان نكون امة و احدة لا فرق بين اجناس،أعراق، طوائف،مذاهب او عقائد لا مكان للأقليات بل امة واحدة متكاتفة.

امريكا لا يهمها
ابو الرجالة -

امريكا لا يهمها الاقليات المسالمة بل يهمها الارهابيين وكيفية تدجينهم وتوجيههم الي حيث مصلحتها مثلما فعل الامريكان في الماضي فاستغلوهم لضرب الروس في الغانستان واليوجوسلاف قسموا بلادهم ولا يهمهم لو مات كل الاقباط والاكراد والسودانيين وبمناسبة السو د انيين فقد جلل العار جبين البشرة كلها واولهم هذة الامريكا عندما تعاموا علي قتل 2 مليون سوداني جنوبي بالكيماوي علي اي حال كم هو جميل قول الكتاب المقدس (( ملعون من يتكل علي ذراع البشر )) فعلا الاعتماد علي الله وحدة ولو وقفت الاقليات كلها تتذل لامريكا لما اثرت ولو قيد انملة في سياسة هذة القوة الامبريالية الرهيبة مثلما فعل الشيخ اسامة بن لادن في 11 سبتمبر اطال الله عمرة لكي يفعل المزيد والمزيد لعل الامريكان يفيقوا ولله الامر من قبل ومن بعد

احذر جحيمهم
الايلافي -

مؤسف ان يتورط مثقف في التحريض على الاخرين المخالفين له واذكاء الوهم بانهم خطر على كذاوكذا ؟!! على الكاتب ان يكون منصفا وينظر الى الجانب من المقلب حيث الهوس القومي القائم في اساسه على طرد المسلمين المصريين الى جزيرة ما يمسى المعيز ووضع السيف في رقاب غير ابناء ملتهم من المسيحيين الاخرين هم لا يخفون هذا يا دكتور هو مسطور في مواقع الكراهية التابعة لهم وفي محاضراتهم وهم ان وصلوا الى السلطة فسيقدمون لك النسخة المنقحة من محاكم التفتيش وقد تكون اول من يكتوي بنارها ؟!! او نارهم ؟!!!!

احذر جحيمهم
الايلافي -

مؤسف ان يتورط مثقف في التحريض على الاخرين المخالفين له واذكاء الوهم بانهم خطر على كذاوكذا ؟!! على الكاتب ان يكون منصفا وينظر الى الجانب من المقلب حيث الهوس القومي القائم في اساسه على طرد المسلمين المصريين الى جزيرة ما يمسى المعيز ووضع السيف في رقاب غير ابناء ملتهم من المسيحيين الاخرين هم لا يخفون هذا يا دكتور هو مسطور في مواقع الكراهية التابعة لهم وفي محاضراتهم وهم ان وصلوا الى السلطة فسيقدمون لك النسخة المنقحة من محاكم التفتيش وقد تكون اول من يكتوي بنارها ؟!! او نارهم ؟!!!!

احذر جحيمهم
الايلافي -

الرد مكرر