كتَّاب إيلاف

رسالة السلام والتسامح والحريات لن تصل!

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

أعد باراك أوباما خطابه القاهري بمنتهى العناية، وحسب بعض الصحف الأميركية، فإنه استشار قبل الإعداد مجموعة واسعة من الخبراء المسلمين من عرب وإيرانيين، وغيرهم، وثمة خبراء إيرانيون سينضمون لطاقمه.

كان الخطاب إجمالا خطاب سلام ودعوة لعلاقات الشراكة مع الدول الإسلامية، قائمة على حسن النوايا والاحترام المتبادل. وقد تضمن العديد من المحاور الهامة، هذا إذا تركنا المقدمة عن الإسلام ودور الحضارات الإسلامية في التقدم البشري، والاستشهاد بالقرآن الكريم، وهي مقدمة نجد مضامينها في كتب مؤلفين عرب ومستشرقين، من أمثال أدريه ميكيل وبيرك ومكسيم رودنسون وغيرهم من الجنسيات الأخرى، سوى أن أهمية مقدمة الخطاب هي في كونها جاءت على لسان رئيس الدولة العظمى.

كتبنا في مقالنا السابق [العالم وأميركا]، أن أميركا لم تكن في زمن الإدارة السابقة في حالة حرب على الإسلام والمسلمين، وإنما كان المتطرفون والإرهابيون الإسلاميون، [أي الذين يستخدمون الدين لأغراض سياسية وبقتل الأبرياء]، هم الذين يشنون حربا على الغرب وعلى الحضارة وعلى المسلمين داخل الدول الإسلامية نفسها، من خلال عمليات الإرهاب. أوباما تجنب استخدام كلمة "إرهاب" و"إرهابيون"، واستعاض بعبارات التشدد والعنف، ولا نعرف سبب هذا التملص من عبارة إرهاب، لأنه ليس كل متطرف إرهابيا ما لم يندرج في خلايا، أو شبكات تمارس عمليات القتل والتفجير، وقطع الرؤوس، وخطف الأبرياء. إن التطرف الإسلامي، كما نعرف، يولد الإرهاب وذلك عندما يصل التطرف مداه لحد امتهان العنف الوحشي بكل أشكاله.

إن من يتابع ردود الفعل يمكن أن يتوصل تقريبا إلى أن خطابا أراد إرضاء الجميع لم يرض أحدا من الجهات التي وجهت الرسالة لهم، وتقول الحكمة " إن مفتاح الفشل في محاولة إرضاء كل من تعرف"! نعني بهذه الجهات دولا، وتنظيمات، وأحزابا، سوى ترحيب عدد من الحكومات العربية مع تصعيد في المطالب العربية، وثناء عديد من المثقفين، بل حتى السيد عمرو موسى قال بصدد القضية الفلسطينية إن العرب أدوا ما عليهم والكرة الآن في الملعب الإسرائيلي، رغم أن ما ورد في الخطاب، وخصوصا في تصريحات اوباما في باريس، يطالب الأنظمة العربية بالتطبيع الدبلوماسي والتجاري مع إسرائيل. أما حماس، فتتحدث عن تبدل إيجابي اللهجة الأميركية، ولكنها لم ترض عن الخطاب لتطرقه لمعاناة اليهود لا أهالي غزة، متناسية دور حماس نفسها في إشعال حرب غزة ودروعها البشرية، وما أدى إليه ذلك من رد إسرائيلي عنيف جدا وممارسة إسرائيل بدورها الدروع البشرية، فكانت الضحايا بالآلاف من قتلى وجرحى، وحدث دمار وحشي واسع النطاق. حماس غاضبة رغم أن أوباما قدم لها هدية سياسية غير منتظرة حين اعتبرها جهة سياسية لها حق "المقاومة ولكن ليس بالعنف" أي إنه خرج عن قرارات الاتحاد الأوروبي والإدارة السابقة باعتبار حماس منظمة إرهابية.

تبقى إسرائيل، حيث انقسم الرأي بين غاضبين كأقصى اليمين المتطرف ومرحبين باعتدال كحزب العمل وحزب كاديما، أما نتياهو، فسوف يعلن موقفه بعد أيام كما قال.

بخصوص إيران، كان أوباما شديد الاقتضاب في خطاب القاهرة، مكتفيا ببضعة سطور، ولكنه، بعد زيارته لألمانيا وفي المؤتمر الصحفي مع سركوزي بعد يوم، كان أشد وضوحا وتفصيلا. لقد كرر الدعوة لحوار غير مشروط مع إيران، ولكن مضيفا أن حصول إيران على السلاح النووي " لن يكون فقط خطرا على استقرار المنطقة وإسرائيل، بل على العالم أجمع، ونحن لن نسمح بهذا الخطر." وقد أضاف:

" يقول الإيرانيون إنهم لا يريدون النووي العسكري.. هذا عظيم، ولكن هل نستطيع تصديقهم؟"، واستشهد بقول ريغان عن الروس: "ثق ولكن تحقق"، ثم كرر الدعوة إلى عالم منزوع من السلاح النووي، مؤكدا، ولأول مرة، على أن هذا الهدف "لن يتحقق في حياتنا." الواضح أن المداولات مع ميركل وسركوزي جعلته أكثر وضوحا في اللهجة في الموضوع النووي برغم استمرار الدعوة لحوار غير مشروط، وكان سركوزي قد طالب إيران بإخضاع جميع منشآتها النووي للتفتيش إذا كانت حقا تمتلك برنامجا نوويا سلميا لا عسكريا.

لقد أبدينا مرارا رأينا في أنه كان على الإدارة الأميركية الجديدة أن تحاور إيران منطلقة مما سبق أن تم التوصل إليه في قرارات مجلس الأمن ومجموعة 5+ا بمطالبة إيران بوقف التخصيب مقابل حوافز سخية، لا أن يتجاوز كل ما تم ليبدأ من نقطة الصفر، وهو مما ستكسب معه إيران وقتا آخر لإنتاج القنبلة، التي قال رئيس هيئة أركان القوات الأميركية قبل أسابيع بقرب صنعها بعد عام على ما نتذكر.

مهما يكن، وبرغم اللهجة الهادئة جدا، واللبقة للغاية، بل والودية من إيران في خطاب القاهرة، وقبل تصريحاته في باريس، فإنها لا ترضى عن الخطاب وعن الموقف الأميركي، فخامنئي هاجم أميركا في يوم الخطاب، وطالبها بتبديل سياستها و"البرهنة على ذلك في مواقف عملية"!! وفي الليلة نفسها، قال السفير شريعتي مستشار خاتمي لقناة "العربية"، [وكان يتكلم بالعربية]، إن ما ورد في الخطاب عن الشرق الأوسط "بعيد عن تصوراتنا وإن موقف حماس هو أكثر واقعية"، وعن النووي، قال إن بوش نفسه تكلم عن حق إيران في الحصول على الطاقة النووية، وهو ما يكرره خطاب أوباما، بينما المطلوب، في نظر المستشار، أن يعترفوا بحق إيران "في امتلاك التكنولوجيا النووية"، كما طالب بتغيير الموقف الأميركي من باكستان وأفغانستان؟ وهكذا نجد أن "صقور إيران" و"حمائمها" متحدون حول المشروع النووي، الذي كان موجودا زمن رئاسة خاتمي نفسه.

أجل، رسالة أوباما لن تجد غير الرفض من قوى وأنظمة ومنظمات التطرف الإسلام السياسي والتيارات القومية، كما نرى في الردود المارة وموقف الإخوان المسلمين، وحزب الله، ومنهم من قالوا إن اوباما باع علينا السياسة الأميركية بالقرآن الكريم! والشيخ القرني السعودي قال جوابا عن رأيه فيما ورد عن حقوق المرأة إن الشريعة تضمن كل حقوق المرأة وهي كافية!" ولو كان أوباما قد توقف مليا عند حرب الإبادة في دارفور بدل الإشارة الصغيرة، لرد البشير أيضا بغضب.

أما عن إثارته لموضوع الحرية الدينية، فهل سيستجاب لدعوته في احترام حقوق الأقباط والبهائيين في مصر، وحقوق مسيحيي العراق والصابئة المندائيين، أو مع سنة إيران والبهائيين هناك، ناهيكم عن اليهود في كثرة من الدول العربية والإسلامية؟! هل سينتهي تكفير غير المسلمين في فتاوى الفقهاء المسلمين؟! نشك في أن ذلك سيحدث.

لعل القضية الوحيدة في الخطاب التي سترضي المتزمتين والمتشددين الدينيين هي كيفية معالجته لموضوع الحجاب، حيث تناول الأمر وكأن الحجاب هوية دينية، وانتقد البلدان الغربية بهذا الشأن، قاصدا فرنسا أولا، مما جعل سركوزي يرد بأن الحجاب محظور فقط في المؤسسات الحكومية والمدارس والجامعات العامة. وإليكم ما ورد في خطاب سركوزي بهذا الشأن :

" "من الأهمية بمكان أن تمتنع البلدان الغربية عن وضع العقبات أمام المواطنين المسلمين لمنعهم من التعبير عن دينهم على النحو الذي يرونه مناسبا، فعلى سبيل المثال فرض الثياب التي ينبغي على المرأة المسلمة ارتداءها. إننا ببساطة لا نستطيع التستر على معاداة أي دين من خلال التظاهر باللبرالية"!!

إن أوباما هنا يتحدث كالشيخ حسين أوباما، متناسيا أن الحجاب منتشر في دول الغرب الأوروبية، بل هناك نرى حتى النقاب واللباس الأفغانيين. إن القضية هي حظر الحجاب في المؤسسات العامة الخاضعة للدولة. إنها العلمانية لا "وضع العقبات"، ولا نعرف كيف يمكن لرئيس الدولة الكبرى، زعيمة العالم اللبرالي، أن يهاجم اللبرالية!!! وكيف يعالج قضية حساسة كهذه بما يشجع التزمت الديني المتشدد في كل من الغرب والعالم الإسلامي، وبما يضعف مواقف القوى العلمانية واللبرالية في العالم الإسلامي.

إذا تركنا جانبا موضوع الحجاب هذا، وعدنا للقضايا السياسية الملتهبة التي أثارها الخطاب، فيمكن القول إن جميع من وجه لهم الخطاب يطالبون أميركا والغرب "بتغيير" المواقف "على الأرض"، ولا أحد منهم يريد الاعتراف بأخطائه، وجميعهم يستخدمون الغرب وإسرائيل شماعة للتملص من كل ما في المجتمعات العربية والمسلمة من الأمراض السياسية والاقتصادية والأخلاقية والتنموية والثقافية وسحق حقوق المرأة، وحقوق الأقليات الدينية والعرقية، وثلم حرية الرأي - أي لا احد يريد تحمل مسئولياته وواجباته.

بعبارة مكثفة، إن المهمة الأميركية مع العالم الإسلامي هي "المهمة المستحيلة" كما كتب الدكتور عبد الخالق حسن في مقاله قبيل الخطاب.

7 حزيران 2009

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لاامل
منقب -

كيف تريد ياكاتبنا العزيز ان يرضو عن خطاب اوباما المرتد الذي ترك التور واتجه للظلام مع العلم ان العمليه بالعكس فالمسيح هو من قال انا هو الطريق والنور والحياه. كيف تريدهم ان يقبلو وكتابهم يامرهم ان يكون غير المسلم اوطأ منهم وان يكونو هم الاعلون وغيرها الكثير وللاسف لااريد الاطاله عزيزي عندما ينفصل الدين عن الدوله وعندما يبدا المسلم باستخدام عقله عندها من الممكن ان نرئ استجابه لخطابات امريكا 

يا ريتك ما حكيت
عصام -

ان خطاب الرئيس اوباما هو قمّة التملّق والاستجداء

شىء يحزن
ميارmayarmayar11 -

انا حزينه على مستوى التخلف اللى وصلنالهمقالك رائع و معاك حق فى كل كلمه قلتهاالجهله بقوا كثيرين جدا و بقوا يفسروا القران على مزاجهمسابوا كل حاجه اوباما قالها و مسكوا فى انه اتكلم عن الحجاب يعنى لو هم واثقين من نفسهم و من موضوع الحجاب اللى قارفينه بيه ماكانوش هيحتاجوا لواحد مسيحى يقولهم انهم صح هاهاهاايه النفاق اللى بقوا فيه دهانا مسلمه و مش مقتنعه اصلا بالحجاب ده و جوزى مسيحى اوروبى و الحمد لله كل واحد فينا بيحترم عقيدة التانى و احنا الاثنين مؤمنين بالله و ده هو المهمكفايانا جهل و تخلف بقيتوا تنقوا اللى على مزاجكم فى القران و تخفوا اللى مش عاجبكمطيب ما القران بيقول فيما معناه (الكتابيه تنكح كتابى و الكتابى ينكح كتابيه) يعنى المراه من اى ديانه ممكن تتزوج من اى ديانه اخرىالعرب لغوا حقو المراه فى الزواج بغير مسلم ان كانت مسلمه و الرجل المسلم حتى لو اتجوز كافره محدش بيقوله حاجهفين احترام الديانات الاخرى؟كل الديانات من عند ربنا و كل الديانات حملها انبياء فى نفس مكانة محمد عليه السلام الاسلام معناه التسليم بوجود الله و كل الديانات اللى قبل الاسلام قالت نفس الشىء( التسليم بوجود الله) يعنى سايبين الجوهر و ماسكين بس فى كلمة الاسلام ؟؟ عالم متخلفين و جهله الحمد لله انى فى اوروبا للابد

لا سلام مع الظلم
عبد البا سط البيك -

يبدو أن الدكتور عزيز الحاج يجهل بأن مصداقية أمريكا بين المسلمين وصلت لتحت الصفر . و نرجو أن لا يلومنا الدكتور الحاج إذا كررنا هذا القول الذي يردده الكبار و الصغار في عالمنا العربي و الإسلامي . مازالت شعوب أمتنا عاقلة بذاكرة قوية وقادة و لن تسمح لأحد بأن يضحك علينا بخطاب محبوك بعباراته و مسبوك بعاطفته الجياشة التواقة الى السلم و السلام و التسامح. للدكتور الحاج الحق في أن يفكر كما يشاء و لكنه لا يستطيع تغيير آراء الملايين من العرب و المسلمين . نحن نريد رؤية أفعال و ليس مجرد خطاب يلقيه الرئيس أوباما في جامعة القاهرة . عتبنا و لومنا على سياسات واشنطن لا يمكن أن ينقص أو يزول بمجرد سماع موشح رقص له بعض هواة سماع الكلام المنمق . من يحارب واشنطن في العراق و أفغانستان و فلسطين هم مسلمون أقحاح و حملهم للسلاح دفاعا عن دينهم و بلادهم و هذا جزء من عقيدتهم الدينية , و لم يكن هؤلاء بالمعتدين أصلا . و لو أن الإدارة الأمريكية السابقة إستخدمت العقل و الحكمة لما وصلنا الى هذه التوترات التي تسود العلاقات العربية الأمريكية. الولايات المتحدة تعادي الأمة العربية و الإسلامية عن سبق إصرار و تصميم . و يرى بعض المسلمين أنه لا مناص من الرد على عدوان أمريكا مهما كانت النتائج بحمل السلاح و بكافة السبل و الإمكانيات المتاحة . السلام و التسامح مفهومان جميلان غير مرفوضين من أحد من المسلمين , و لكن عالمنا المعاصر لا يمنحهما للضعفاء , بل هما أداتين يتكرم بهما القوي على الضعيف بحسب مصالحه و مزاجه . بعض المسلمين يرفضون مبدأ الهبة و الهدية من خصمهم القوي حاليا , و هم مصرون على أن يلبسوا قفاز التحدي إن لم ينالوا حقوقهم حبا و كرامة.الظلم يصور عدوه دائما بمظهر الشرير و هكذا تفعل واشنطن الظالمة المتغطرسة بتصوير خصومها المسلمين , و بمثل هذا المقال يساعدها الدكتور عزيز الحاج على تحقيق هدفها و تصوراتها على حساب أمتنا .

هل التطرف ديني فقط
بهاء -

تطرف أي نظرية سياسية أو فلسفة أو دين يصب بنفس الخانة الخطأ التي اعتاد البشر منذ آلاف السنين على الوقوع بها مقادين قسرا أو خداعا من قبل الطبقات الحاكمة ومنظريها من فلاسفة أو رجال دين أو كتاب. فالكاتب هنا لا يرى إلا إرهاب أصوليي المسلمين ولا يرى إرهاب الرأسمالية الأمريكية وحلفائها متعصبي اليهود وحكام إسرائيل! فهو يحتج على عدم تسمية الأمور بأسمائها، وبالواقع سأحسن الظن بأوباما ,اقول أنه خجل أن يصف مجانين الإرهاب الإسلامي بالإرهابيين لأنه رأى إرهاب الحكومات الأمريكية والإسرائيلية والتي ما زالت نتائجها على الأرض وهو لا يجرؤ على تسميتهم بالإرهابيين. من قال أن الكلام لا يكفي معه حق، ولننتظر هل سيستطيع أوباما إرغام الإرهابي نتنياهو على قبول بمبدأ مناقشة الدولة الفلسطينية على الأقل؟ من ناحية أخرى لماذا تحاشى أوباما التعليق على إرهاب إسرائيل ضد الفلسطنيين وغزة مؤخرا؟ لماذا لم يدعو حاخامات إسرائيل لاتباع سياسة السلام بدل العنف مثلما دعا الفلسطينيين؟ الشارع العربي والإسلامي يدين إرهاب المكفرين ويرفض قتل أي بريء حتى لو كان إسرائيليا، وذلك لأن هذا الشارع مكون من بشر لهم أحاسيس إنسانية. لكن كيف لهذا الإنسان أن يقبل أن قنبلة مع منتحر تقتل عشرات الأبرياء هي إرهاب وأساطيل أسلحة ذكية تقتل المئات هي دفاع عن النفس وسلوك إنساني راقي؟ يا سيد عزيز لا أرى بتحليلك إلا وحها آخر لتحليلات القرضاوي والظواهري.

للسيد عبد الباسط
بهاء -

تلاحظ من تعليقي السابق أني أحتج على عدم تسمية الكاتب للإرهاب الأمريكي! لكنك تورد تبريرات للإرهاب أيضا يا سيد عبد الباسط، فالخطأ لا يبرر خطأ، وانتهاج العنف للدفاع عن الوطن يؤدي لتحويل المدافع لمتسلط ظالم، ويحوله لإرهابي، فالتمييز بين من يقاتل الجنود الأمريكيين ومن يقاتل العراقيين تمييز مرفوض، لأن الأول برر ظهور الثاني وباركه. كما أنه من ناحية ثانية هذا الإرهاب قد أجج الفكر الإسلامي المتطرف الذي يشكل أكبر خطر على هذه الشعوب بل حتى أخطر من إسرائيل وإيران. نعم ما قاله أوباما صحيح تماما إذا عممناه، العنف لم و لن يحل أي مشكلة والحل الوحيد هو السلام الإنساني لا الإلهي!

نورعلى بهاء
عبد البا سط البيك -

يا سيد بهاء صاحب رقم 6 راجع تعليقي على مقال الدكتور مأمون فندي المنشور في قسم الجرائد . أنا آخذ حقي بالشكل الذي يتناسب مع إمكانياتي و قدرتي ما دام المغتصب لا يرضى بإرجاع الحق لأهله . لا أريد أن أتفلس عليك و لا أرغب بالتلاعب بالكلام , يحق للمظلوم الذي سد العالم أذنيه عن سماع شكواه أن يفعل ما يشاء بعدما عجز الأخرون عن تطبيق القانون الإنساني و الإلهي لرد حقه له . لم تعد الخطابات المنمقة تجدي فتيلا , و الفعل لمن يملك ا لقوة ما دام الظالم لا يفهم الا تلك اللغة في التعامل . و ما حيلتنا الا ركوب هذه المطية الصعبة المراس و السير على هذا الدرب . متى رأينا إحترام الحقوق في التعامل الدولي صار أمرا واقعيا , حينها يجب علينا الرجوع الى منطق الحوار . لا يوجد نتيجة عادلة للحوار بين ضعيف و قوي , لأن مثل هذا الحوار لن تكون نتيجته الا ضد مصالح الطرف الضعيف . ليس في هذا القول معادلات لوغارتمية معقدة بل فيها البساطة في فهم حال المجتمع الدولي المعاصر الذي تريد واشنطن ترتيبه حسب مصالحا دون أخذ عين الإعتبار بمصالح الآخرين الذين نحن منهم . التطرف الأمريكي قائم على الأنانية المفرطة لتحقيق التفوق لدولة واحدة . حان الوقت لإزعاج واشنطن بالفعل حتى يفهموا بأن إحتكارهم للقوة لا يعني خضوع البشر لرغبتهم. كفى بكاء و مسكنة و تمسحا بالشعارات المثيرة للسخرية التي حولتنا الى أمة ضعيفة.لقد أنطلت عليكم كذبة المتطرف الإسلامي و صدقتموها و صرتم تستخدمونها مثلهم من دون تفكير بأن هم أصل أسباب وجودها بغطرستهم و طغيانهم , و ليس من أحد غيرهم.

لا لأي عنف
بهاء -

إذا كان منطق القوة طاغيا كما تقول يا سيد عبد الباسط، ما الذي يمنع إسرائيل من إبادة الفلسطينيين والجيران العرب بالأسلحة المدمرة الهائلة التي تمتلكها؟ أنت والجميع يعلم أن قوة إسرائيل التدميرية كافية لحرق محيطها العربي بالكامل، طبعا حكام إسرائيل يقتلون ويسفكون الدماء لكن ليس بكل ما لهم من قوة، فالجميع يعلم قصص سلاطين العرب بالعصر الحديث حينما أبادوا مدنا بأكملها وبلمح البصر، وبالتالي إسرائيل أقدر على ذلك وأمريكا قادرة ببعض عشرات من القنابل الكيماوية الفتاكة إبادة العراق بما عليه! السبب ليس قيم حكام أمريكا أو إسرائيل، ولا أخلاقهم، بل بسبب أن الرأي العام العالمي وشعوب إسرائيل وأمريكا لم تتعد تتقبل هذا النوع من الجرائم، لذلك فالنضال السلمي هو من سيعيد الحقوق وليس العنف. وتاريخيا كلنا يرى ماذا كان ثمن مليون شهيد بالجزائر وعشرات الألاف من شهداء مصر والعراق وسوريا... من ناحية ثانية أمريكا تمارس جنون العظمة الذي مارسته كل الإمبراطوريات السايقة بما فيها الإسلامية، وهذا حال التاريخ البشري، لكننا بالقرن 21 وآن أوان توحيد دين الشعوب الأرضي على دين ميثاق حقوق الإنسان والتكاتف لنبذ أي عنف. أخيرا التطرف الإسلامي ليس كذبة بل واقع ومرض فتاك يرسخ تخلف واستسلام هذه الشعوب لظلامها، انظر فقط للصومال الآن والعراق، وسترى نفس المسرحية عندما تغادر أأمريكا أفغانستان، هذه الشعوب بحاجة لتداوي تخلفها بالعقل والعلم وليس ببول البعير ورضاعة الكبير.

أحلام زائدة
عبد البا سط البيك -

يا سيد بهاء أنت رجل تجريدي و تعيش في الخيال . من المؤسف أن يكون إسلوب القوة هو الأداة الوحيدة التي يفهمها المتغطرسون . أوهام النضال السلمي لن تأت بأي نتيجة مع العقلية الإسرائيلية التي تدعمها واشنطن بإنحياز شامل و كامل , و لا سبيل الا إستخدام العنف و القوة ,و من المثير للسخرية تساؤلات عن عدم إستخدام إسرائيل لأسلحة مدمرة و كأنك لا ترى و لا تسمع شيئا عن الأسلحة التي إستخدمها جيش العدو في عدوانه على غزة و لبنان رغم أن الحاجة العسكرية لا تستدعي إستخدام مثل هذه القوة المفرطة . آمن كما تشاء بأي دين تعتقد بأنه كفيل بإرجاع الحقوق الى أهلها , و لكننا لن نكون الى جانبك قطعا لأننا نرى أنك تعيش وهما زائدا و لا نريد أن نشاركك تلك العيشة التي تعجبك . و لا تثريب عليك إن إتهمت الإسلام و المسلمين بالإرهاب فذلك لن يثن من سلك سبيل الحرية عن طريق السلاح من متابعه طريقه لأنه تأكد بأن الرأي العام الذي تتغنى بتأثيره ليس بالأداة القادرة على إيصال الحقوق الى أصحابها , و الدلائل كثيرة و مثيرة , و ما حك جلدك مثل ظفرك.

الى عبد الباسط البيك
حمدان -

لا فض الله فوك يا عبد كلما قرات احد تعليقاتك تذكرت اقوال الصحابي يزيد بن شهاب,بارك الله فيك

مرة أخرى
بهاء -

لا، لم تستخدم إسرائيل كامل قوتها بغزة، لقد أباد صدام قرى كردية بأسلحة أقل وأضعف من أسلحة إسرائيل، ولقد أباد الأسد نصف مدينة حماة بيوم واحد، ولقد قتل البشير ومليشياته 200 ألف إنسان وشرد مليون وأزال قرى كاملة بأسلحة تعتبر بدائية أمام أسلحة إسرائيل التي تشمل قنابل تدمير شامل يمكن أن تزيل مائة غزة ببشرها وحجرها، إن من يردع حكام إسرائيل الإرهابيين هو الرأي العام العالمي وحتى الإسرائيلي، لأن البشرية فرضت تقييما أخلاقيا وقانونيا سمته (جرائم ضد الإنسانية). ثانيا أنا لا أتهم المسلمين بالإرهاب وليس من حقك يا سيد عبد الباسط تأويل مقولتي، وذلك لأنهم بشر كما الأمريكيين والإسرائيليين والإنسان ليس شريرا بطبعه ! أنا أتهم مجموعات من المسلمين بالإرهاب وهم لا يشكلون 1 بالألف من المسلمين كما أتهم حكام أمريكا وإسرائيل والسودان بالإرهاب وهذا المعيار الحيادي العادل هو الذي يفتقده كلامك وكلام كاتب المقال. وأذكرك بأن من قتل نفسا بريئة ظلما وعدوانا كأنما قتل الناس جميعا، فحماس كما فتح والقاعدة كما طالبان قد قتلوا الكثير من الأبرياء. لكن تبريراتك مثل تبريرات كاتب المقال لن تقود عالمنا إلا لمزيد من الإرهاب والظلم.