كتَّاب إيلاف

استمرار الغليان واستفحال الأزمة في إيران..

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

تتطور الأحداث الإيرانية من ساعة لساعة، فقد سقط سبعة قتلى، ويقال إن العدد الحقيقي عشرون، وإذ نكتب هذه السطور، فإن النظام أخرج أمس [ 16 منه ] مظاهرات مضادة حاشدة ، في حين أن المعارضين لنتائج الانتخابات خرجوا هم أيضا للشارع بحشود رغم دعوة موسوي لهم بعدم التظاهر اليوم خشية المصادمات مع أنصار أحمدي نجاد. إن الوضع دقيق وحرج، وينطوي على عدة احتمالات، ولا يمكننا التنبؤ بما سيحدث غدا أو بعده، ولكن لحد هذه اللحظة لم تقع حوادث اصطدام بين جماهير المعارضة وجماهير المؤيدين.
لقد تراجع خامنئي، على الأقل شكليا، فوافق على إعادة فرز الأصوات جزئيا، وهي مجرد مناورة، فالنتيجة هي في كل الأحوال معروفة، أي تأكيد فوز نجاد،. إن خامنئي كان قد تعمد اختيار أحمدي نجاد، ولديه كل الإمكانيات لفوزه حتى ولو لم تقع مخالفات كبيرة- لديه الباسداران والباسيج، والجماهير الفقيرة، الأمية، المضللة في الأرياف وفي المدن.
إننا لا نعتقد أن فوز موسوي كان مرجحا، ولكن ما حدث هو، بحد ذاته، نجاح مهم وبارز للقوى والتيارات المعارضة، وهزة كبرى للنظام، حيث تبين حجم الالتفاف حول المعارضة، والمدى الذي وصلت إليه أزمة النظام، وشهد العالم كله إرادة التحدي القوية لدى الشباب والطلبة والنساء وعموم المثقفين في وجه النظام، كما كان شاهدا على دموية النظام، وعلى التعارض الجذري بين الديمقراطية وولاية الفقيه.
إن حركة الاحتجاج القوية تضم، حسب المعلومات، تيارات سياسية متعددة: أنصار موسوي الثابتين، وعلمانيين من أنصار الشاه، والتقدميين اليساريين كأتباع مجاهدي خلق، وغيرهم، ولكنهم تجمعوا في هذه الحركة شبه التلقائية موحدين للتعبير معا عن رفض سياسات نجاد، والمناخ الخانق، وعن التطلع إلى الحرية، وعن العيش بسلام مع دول العالم.
إن التجربة القاتمة جدا للحكم الإسلامي الإيراني قد ساهمت في تغيير الكثير من الأفكار والمواقف بين السكان، ووفقا لما يكتبه مهدي دادستان وزميله في كتابهما عن إيران، وقد نشر زمن ولاية بوش، فإن رجال الدين قد فقدوا الكثير من بريقهم وسمعتهم، رغم أنهم لا يزالون قوة نافذة، وإن أميركا لم تعد "الشيطان"، بل صارت مثالا للحرية، بل ثمة حنين بين شريحة من السكان إلى عهد الشاه.
إن النظام الإيراني في وضع حرج، وفي مأزق، والأخطر بالنسبة له هو انقساماته الداخلية، خصوصا هذا الشرخ بين رفسنجاني وخامنئي، عمودي النظام، وربما سيستغل الأخير أحداث المصادمات لتصفية الحساب مع رجالات مهمة من بين "الإصلاحيين" و"البراجماتيين". كما ثمة قنابل موقوتة تتمثل في الظلم والاضطهاد اللاحقين بالأقليات القومية، من أكراد وعرب وآزاريين وبلوش، وغيرهم، واحتمال الانتفاضات بينهم، وكانت انتفاضة قد اندلعت فعلا في بعض مناطق بلوجستان، [في زابول]، عام 2006 وقمعت بوحشية.
في الوقت نفسه، لا تزال في يد النظام أوراق كثيرة: منها تفرق المواقف الدولية من النووي ومن تصدير الإرهاب الإيرانيين، واليوم توجهات الإدارة الأميركية الجديدة في التعامل الاسترضائي مع إيران، وبرغم إدانة أوباما المتأخرة لما جرى من عنف في المظاهرات، فإنه حرص على أن يقول إن الشعب الإيراني هو الذي يختار رئيسه، علما بأن فوز نجاد معد سلفا كما يعرف، كما أعاد التأكيد على التفاوض مع حكومة إيران، وحسب الصحف الفرنسية، فإن صمته أياما أثار الاستغراب داخل الحزب الديمقراطي الأميركي. أما روسيا والصين، فهما حليفتا إيران، وتعارضان فرض عقوبات جديدة على النظام الإيراني، ومما لوحظ هذا اليوم بالذات [ 16 منه] مصافحة ميدفييف الطويلة والحارة لنجاد اليوم [الثلاثاء] في موسكو، وكأنها إشارة ضمنية للدعم، مرحبا "بالتحالف الوثيق" مع إيران، واقترح قبولها عضوا في منظمة شنغهاي، حيث تشغل إيران دور المراقب.
إن من نقاط القوة الأخرى في يد خامنئي، تلك الامتدادات الإيرانية الواسعة في المنطقة، لاسيما في لبنان والعراق وغزة، وكذلك استمرار نجاح النظام في عزل المثقفين العلمانيين والديمقراطيين عن الاتصال الوثيق بالطبقات الفقيرة في المدن والقرى، حيث أن كل محاولة منهم للاجتماع بالعمال وبقية الطبقات المسحوقة هي محظورة.
لقد استغل محمود أحمدي نجاد واقع الفساد والثراء غير المشروع لدى شخصيات كبيرة معروفة من النظام، واستغل أيضا موضوع الفقر، ليبرز نفسه كحامي الفقراء، وعدو الفساد، وبرغم اهتزاز موقفه اليوم، فإنه قادر على مواصلة استغلال هذه الورقة بغوغائيته المعروفة.
نعتقد أن أزمة النظام لا يمكن أن تنتهي بتغييره عبر نضال القوى الداخلية المعارضة وحدها، سواء من مظاهرات، أو إضرابات، أو العصيان المدني الذي تدعو له منذ زمان وسائل الإعلام الملكية، فالمطلوب في الوقت نفسه توفر الدعم الدولي الحاسم باعتباره عاملا أساسيا للمساعدة على إحداث التغيير الديمقراطي المنشود. فمثلا، برغم أن نظام الشاه لم يكن شموليا يتستر بالدين، وكانت ثغراته كثيرة، فإن العامل الخارجي تظافر مع المظاهرات الشعبية، ليكون التخلص منه ممكنا - وهنا نعني اتفاق الدول الغربية الكبرى، ولاسيما كارتر، على التخلص من نظام الشاه، وإعطاء الضوء الأخضر لانتصار خميني. ويكتب المعارض الإيراني، أمير جاهنشاهي، في صحيفة الفيجارو إن مواقف الغرب من أحمدي نجاد مائعة جدا، ويخشى أن تؤدي لما يشبه صفقة ميونيخ جديدة.
إذا كان هذا هكذا، فكما قلنا في مقالنا الأخير، إن إيران ما بعد الانتخابات لم تعد إيران ما قبلها...

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
صرخة ليبرالية اخرى
وسام الوائلي-الولايات المتحدة الامريكية -

دئبت الاقلام الثورية تتحدث (بنفس ليبرالي) عما يحدث في ايران الان وهذه من مفارقات الادبيات السياسية العربية ان الثوري العلماني يتحول الى ديمقراطي ليبرالي عندما ينتقد خصمه المحافظ الديني.انا فقط أسأل السيد الحاج عن الاتجاه السياسي الذي يحمله حتى يستطيع القارئ ان يحلل المضامين والاهداف في كل مقالة .انا كليبرالي حداثوي لا ارى ابدا اي فائدة من الانتخابات الايرانية على مستوى الاهداف السياسيه الليبرالية بيد انها تحدث في ظل دستور ثوري وديكتاتور يسمى ولي الفقيه, فنتيجة الانتخابات لن تغير شيء في النظام السياسي الايراني .اما انت يا استاذ الحاج (حبي لك) لا اعرف فضائك السياسي احيانا تكتب بنفس شيوعي ومره بنفس يساري ثوري ومرة اراك ليبراليا ديمقراطيا عموما بعد قرائتي لكل ماتكتبه هنا فقد حاولت ان اخمنك يساريا اشتراكيا مغازلا لليبراليةوهذه(( فابية)) معروفة فعلها برنادشو اليساري في مجتمع يكره اليسار وهي اتجاه سياسي فاشل .ارجو النشر واحترامي لكل كتاب ايلاف بلا استثناء

رد على الوائلي
samer -

وسام الوائلي لااعرف بالضبط ماهو دافعك الشخصي بكل مره يكتب بها الاستاذ عزيز الحاج تحاول ان تنال منه بطريقه واخرى--- في هذه المره تريد منه ان يحدد اتجاهه الفكري- غريب جدا - بدعوى انك ليبرالي حداثوي -- انا ارى عزيز الحاج بكل كتاباته بايلاف ينحى برؤيا حره وليبراليه والكاتب الحر لايحتاج دوما الى بودقه ايدويولوجيه كما تحاول انت تحجيم الاخرين-- تحياتي لعزيز الحاج

منافق مأجور
داريوس حرب -

من حيث المضمون : المقال لا يأتي بأي جديدمجرد سرد اخبار يمكن متابعتها في اي مكان يتبين بصورة واضحة ان الكاتب يعادي النظام الايراني الحالي و هذا يتنافى من الموضوعية التي يجب ان يتحلى بها الصحفي الذي يجب ان يتصف بالحياد اثناء ابداء رأيه ... لو كان هذا الكاتب مؤمنا فعلا بالديموقراطيةلأنتقد الديكتاتورية في بلاده من باب اولى حيثيقبح فرعون على عرش السلطة منذ عقود و يخططلتوريث العرش لأبنه لعقود قادمة و لانتقد كيفية تعامل السلطة مع المعارضة بوحشية و كيف يزج بها في السجون لمجرد المعارضة ارجو من القيميين على صحيفة ايلاف ان لا تنشر مقالات غير موضوعية لهذا الكاتب او غيره بعد اليوم لأنه يضر بسمعة ايلاف و يشوه موضوعيتها و مصداقيتها في الوطن العربي مع تمنياتي لايلاف بدوام الازدهار والتوفيق

منكم
ابو حسن التميمي -

ان مهما تكون اللذي تعنيه بالتاكيد افضل بكثير اي بالكلام العامي بعد الشمس عن الارض عن افكارك فمؤيدكم ناس مغرربهم واتشاء الله ان تنقرض الشيوعيه تماما كانقراض الدينصور لانها مرض خبيث يفتك بالعوائل ولانسانيه جمعاء فياعزيز الحاج انت بالذات اعترفت بفشلك واصبحت بالصف الوطني بايام النضام

انضف منكم
ابو حسن التميمي -

مخالف لشروط النشر

عزاوي
ابو ربيع البغداد -

مخالف لشروط النشر

معذره
ابو حسن التميمي -

ابعث بكل ماتعنيه كلمة الاعتذار واقدم كل شكري لكم والى اسلوبكم الواعي لكن اخوتي الاعزاء ان الاحزاب كلها ساهمة في تدمير بلدي مافيها الاحزاب الدينيه فعزيز الحاج يعلم ان حزبه لاتعنيه الديمقراطيه اطلاقا انهم والله يفرقون الاخ بين اخيه وبلذات انا عشت حزبهم فعليه ان يكتب عن امكانية النهوض ببلدنا الى الافضل وان لاينتقد اي حزب او تنضيم ويدرس حال وصول دول اوربا وامريكا الى التطور السريع والرقي فكل الاحزاب مافيها الدينيه خلفها جهات كثيره مسلوبت الحقوق والاستقرار رجائا ان نتجه الى الاسلوب النافع لقوتنا كبلد بدائي النهضه واذا تمكنا نذهب نساعد المستحق للعون بدون امميه وشعارات رنانه وابين من خلال مقالتي ولساني اني احب الغير فعلينا بما قاله شهيد الشعب العراقي المنتمي للشعب وليس بشيوعي فكلامه الصدق في اقوالنا اقوى لنا والكذب في افعالنا افعى لنا ابن الشعب عبد الكريم قاسم ودمتم انتم والويب لنا معذره ياطيبين