كتَّاب إيلاف

العراق وعودة "الإتلاف الموحد"..

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

نجح المالكي في انتخابات المحافظات نجاحا كبيرا لرفعه شعارات مدنية ووطنية عامة، ولإدانته، مرة بعد أخرى، للطائفية ونظام المحاصصة الطائفية.
لقد برهنت مواقف وممارسات هذا الإتلاف الحاكم منذ قيامه، على الفشل في إدارة الدولة، وانتشار الفساد خلال حكمه في كل المفاصل وبمختلف الأشكال، وهدر المليارات، ووصول الفساد حتى للجيش، كما صرح المسئولون العسكريون الأميركيون في أواخر الشهر الماضي بالقول نصا: " إن القوات العراقية تضم آلاف الجنود الوهميين." ومع هذا الإتلاف، وفي عهده، انتشر التقوقع المذهبي، بالمذهبين السني والشيعي، وتوسع النفوذ الإيراني ليشمل كل المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والثقافية والدينية، وصارت الشركات الإيرانية صاحبة النصيب الدسم من العقود، وآخرها عقد بمبلغ 40 مليون دولار في كربلاء باسم ترميم ما يحيط بالمراقد المقدسة، كما منحت عقود البناء في البصرة وعقود بناء المدارس العراقية، ألخ. وإيران راحت تفتح قنصلية بعد أخرى، من كردستان لبغداد والبصرة والنجف وكربلاء، وتحت ضغوطها يجري التضييق المستمر على مجاهدي خلق في معسكر أشرف خلافا لاتفاقية جنيف. العالم يضج إدانة للقمع الراهن في إيران، والذي هدد خامنئي للتو بتصعيده، منذرا المتظاهرين بقوة، فنفذ وعيد، مغرقا ساحات إيران بالدم. أما بعض المسئولين في المجلس الأعلى، فيصرحون: " إن إيران تفتخر لأنها غيرت عشرة رؤساء"، وكأن كل تلك الانتخابات كانت ديمقراطية!!؛ ويصرح وزير الخارجية بأن "عدم الاستقرار" في إيران موضع قلق العراق.
لقد خسر المجلس الأعلى كثيرا في الانتخابات الماضية لاستمراره في رفع الشعارات الطائفية، وراح بعض قادته يدعون بعد الانتخابات إلى شرعية "حاكمية الشيعة"، أي حاكمية أحزاب الإتلاف، كما قال القبانجي، الرجل البارز في المجلس المذكور.
إن مشروع إعادة وتفعيل الإئتلاف، ولكن ربما بتسميات جديدة، هو مطلب المجلس الأعلى بعد الانتخابات مباشرة لخوض الانتخابات البرلمانية القادمة ولغرض العودة لاحتكار مفاصل الدولة، بينما كان المالكي واضحا في عزمه على تشكيل إتلاف وطني عام، يتجاوز الحدود المذهبية والعرقية، وكان موقفه هذا موضع ترحيب وطني عام، ولكن إيران بدأت تضغط بقوة لدعم مشروع المجلس، وجاء علي لارنجاني للعراق خصيصا لهذا الغرض.
لقد كان مأمولا أن يواصل السيد رئيس الوزراء موقفه، ولكن يظهر مع الأسف، [هذا إذا كانت قراءتنا للأخبار دقيقة]، بعد زيارة المالكي الأخيرة لطهران، بأن الأمور تسير في غير هذا المنحى، وها هو يستجيب لمشروع المجلس، ولكن بتعديلات وبشروط، ولكننا لا نعتقد أن ذلك سيجعل الإئتلاف "الجديد" جديدا تماما من حيث الأساس، لأن مؤسسيه هم نفس القوى الحزبية من المذهب الواحد، ونفس الشخصيات التي ساهمت في قيامه، مع احتمال ضم بعض الشخصيات الجديدة، أو حتى بعض المنظمات الصغيرة التي ليس لها النفوذ الكافي لتغيير الطبيعة الطائفية للتشكيلة الجديدة.
إن عودة الإتلاف لغرض الانتخابات القادمة تعني ترسيخ الطائفية السياسية، الشيعية والسنية على السواء، وتعني ضربة أليمة لشعارات المواطنة وسيادة القانون، وإضعاف الأصوات المنادية بنبذ المحاصصة، والمطالِبة بوجوب اعتماد معايير الكفاءة والمهنية والتجربة والحس الوطني في التعيين والترقية؛ وهي الشعارات والمطالب التي التف حولها المواطنون في الانتخابات الأخيرة، فنكون أخيرا و"كأننا لا رحنا ولا جينا!"
إن ما يحتاجه العراق هي نقلة سياسية نوعية كبرى نحو الخيار الوطني الديمقراطي، وقيام الاتفاقات السياسية على أسس بعيدة عن التحيز والتقوقع المذهبيين والعرقيين.
إن العراق مقبل على مرحلة جديدة بعد الانسحاب الأميركي، قد تكون شديدة الدقة أمنيا بسبب وجود شبكات للقاعدة وفلول صدام، واستمرار التدخل الإيراني المؤهل للازدياد مع الانسحاب فيما لو ظلت نفس السياسات الممالئة لإيران والخاضعة لضغوطها.
نعم، العراق بحاجة إلى انتخابات برلمانية لا تخضع للمعايير نفسها التي تمت بها الانتخابات البرلمانية السابقة، وإلى قيام حكومة وطنية لا تقوم على المحاصصة، بل يتم اختيار أعضائها على أسس الكفاءة، والولاء التام أولا للعراق ووحدته وسيادته وللمبادئ الديمقراطية.
إن السيد المالكي مدعو للتأمل جليا في هذه القضية الشائكة جدا والحافلة بالمخاطر، وإلى رفض الضغوط الإيرانية، والبحث عن دعم القوى الديمقراطية وكل القوى العلمانية والمجتمع المدني، كما هو مدعو لعدم المبالغة في قدرة القوات العراقية على القضاء على الإرهاب لوحدها، وبدون القوات الأميركية، وأن لا يجعل من خروجها من المدن " انتصارا" وطنيا باهرا، فهذه القوات حليفة القوات العراقية، وإن أطراف الإتلاف، وكل أطراف الحكم، مدينون لتضحيات الجنود الأميركيين بالتحرر من صدام وبلوغ السلطة/

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
المالكي والمصير
د.عبد الجبار العبيدي -

قلنا في تعليق سابق ان السيد المالكي محاصر من قبل قوى التطرف في العراق.وفعلا كما يقول الكاتب ان النجاح الذي حققه المالكي في انتخابات مجالس المحافظات كان مرده للاعتدال الوطني الذي اعلن وتمسك به المالكي.ان اي خروج على الثوابت الوطنية سيكون المالكي فيها اول الخاسرين،خاصة اذا استطاع الائتلاف الاستحواذ عل الانتخابات القادمة سيكون هواول الضحايا للخطأ المرتكب اليوم.ليس المجلس الاعلى وايران هما الوحيدان في جهات الصغط ،لكن الاكراد وبعض دول الجوار لا يروق لهم انتصار العامل الوطتني في الانتخابات القادمة.على السيد المالكي ان لا يخطأ الخطا الاكبر فيبيع الكل بالجزء واخيرا سيخسر كل الكل والجزء معا.في زيارته المرتقبة لواشنطن نامل ان يجتمع السيد المالكي بالعراقيين الوطنيين لا العراقيين التقليديين الذين نهبوا العراق وهم يتظاهرون له تملقا وكذبا بالموالاة.فهل سيتجه المالكي نحو الوطنيين ليفهم الحقيقة كل الحقيقة عن العراق؟امر في غاية الاهمية؟

المالكي والمصير
د.عبد الجبار العبيدي -

قلنا في تعليق سابق ان السيد المالكي محاصر من قبل قوى التطرف في العراق.وفعلا كما يقول الكاتب ان النجاح الذي حققه المالكي في انتخابات مجالس المحافظات كان مرده للاعتدال الوطني الذي اعلن وتمسك به المالكي.ان اي خروج على الثوابت الوطنية سيكون المالكي فيها اول الخاسرين،خاصة اذا استطاع الائتلاف الاستحواذ عل الانتخابات القادمة سيكون هواول الضحايا للخطأ المرتكب اليوم.ليس المجلس الاعلى وايران هما الوحيدان في جهات الصغط ،لكن الاكراد وبعض دول الجوار لا يروق لهم انتصار العامل الوطتني في الانتخابات القادمة.على السيد المالكي ان لا يخطأ الخطا الاكبر فيبيع الكل بالجزء واخيرا سيخسر كل الكل والجزء معا.في زيارته المرتقبة لواشنطن نامل ان يجتمع السيد المالكي بالعراقيين الوطنيين لا العراقيين التقليديين الذين نهبوا العراق وهم يتظاهرون له تملقا وكذبا بالموالاة.فهل سيتجه المالكي نحو الوطنيين ليفهم الحقيقة كل الحقيقة عن العراق؟امر في غاية الاهمية؟

خارج السرب
عمر الاعظمي -

لقد تم انتقاد االائتلاف العراقي الموحد , رغم ان الكاتب كردي عراقي كان الاولى به انتقاد التقوقع الكردي بحزبيهما حزب السيد جلال طالباني وحزب مسعود برزاني , وهذين الحزبين لم يحاولا ولو لمرة الانظمام الى اي تجمع وطني عراقي , بل دائما يغردان خارج السرب , نحن اليوم نقف مع السيد نوري المالكي الذي وعد بالصمود امام الضغوط التي تمارسها الاحزاب الكردية والمجلس الاعلى والحزب الاسلامي , من اجل ان يكون هناك عراق واحد ديمقراطي يكافح الارهاب والفساد ..على السيد الكاتب وكل عراقي يهمه العراق ان يقف مع السيد المالكي بوجه الحزبين الكرديين والمجلس الاعلى والحزب الاسلامي من اجل الوقوف ضد الطائفية والعرقية والقومية وبناء عراق متحضر ..

خارج السرب
عمر الاعظمي -

لقد تم انتقاد االائتلاف العراقي الموحد , رغم ان الكاتب كردي عراقي كان الاولى به انتقاد التقوقع الكردي بحزبيهما حزب السيد جلال طالباني وحزب مسعود برزاني , وهذين الحزبين لم يحاولا ولو لمرة الانظمام الى اي تجمع وطني عراقي , بل دائما يغردان خارج السرب , نحن اليوم نقف مع السيد نوري المالكي الذي وعد بالصمود امام الضغوط التي تمارسها الاحزاب الكردية والمجلس الاعلى والحزب الاسلامي , من اجل ان يكون هناك عراق واحد ديمقراطي يكافح الارهاب والفساد ..على السيد الكاتب وكل عراقي يهمه العراق ان يقف مع السيد المالكي بوجه الحزبين الكرديين والمجلس الاعلى والحزب الاسلامي من اجل الوقوف ضد الطائفية والعرقية والقومية وبناء عراق متحضر ..

تحليل رائع
وسام الوائلي -

عندما تمتزج الاقطاب السالبة والموجبة للنقد السياسي يتحول النقد الى حالة من البناء والاصلاح وهذا ما اراه الان في مقال الاستاذ الحاج ,في هذه المقاله استاذي الحاج اراها منصفه موزونه فيها النقد السلبي والايجابي غير المنحاز يتجلى كحلة بهية وايقونة خضراء و بهكذا تصلح الامم.احسنت استاذ عزيز الحاج وحبي لك

تحليل رائع
وسام الوائلي -

عندما تمتزج الاقطاب السالبة والموجبة للنقد السياسي يتحول النقد الى حالة من البناء والاصلاح وهذا ما اراه الان في مقال الاستاذ الحاج ,في هذه المقاله استاذي الحاج اراها منصفه موزونه فيها النقد السلبي والايجابي غير المنحاز يتجلى كحلة بهية وايقونة خضراء و بهكذا تصلح الامم.احسنت استاذ عزيز الحاج وحبي لك

مهمات صعبة
سالم حسون -

بعد المواجهة الناجحة مع القاعدة وتقليم أظافر المليشيات الشيعية بدأت ملامح هيبة لدولة عراقية تظهر على السطح شيئاً فشيئاً. بسطاء العراقيين فرحوا لذلك لأن ذلك جلب لهم شيئاً من الأمان بعد سنوات عجاف من ألإرهاب والتقتيل، أما سياسيي العراق من حلفاء المالكي أو غرمائه فقد أرعبهم هذا التطور لأنهم يشعرون بأن الصدام مغهم آت لا محالة ، وفي مقدمتهم القادة الأكرادالذين لايريدون رؤية عراق موحد قوي، وكذلك المجلس الأعلى الذي يسعى الى فصل الجنوب الشيعي وربطه بإيران.وبالطبع فإن مواجهة هذه الحيتان يجتاج الى إلتفاف شعبي واسع حول المالكي الذي ينبغي عليه أن يتصرف كرجل دولة وطني وليس كرئيس لحزب الدعوة ، أو كشيعي ، وذلك عن طريق وفق خطاب وطني عام يكسر مبدأ التحاصص الطائفي والقومي ، بدون أن بأن يحول نفسه الى قائد ضرورة جديد. لكن الأمر الذي يثير التشكيك بمصداقية المالكي في تقوية هيبة الدولة هو سكوته عن محاربة الفساد المستشري عند الطبقة السياسية الحاكمة بدون إستثناء ، وحساسيته المفرطة من أي انتقاد له شخصياً ولحزب الدعوة على وجه الخصوص ، وأفضل دليل على ذلك هي أزمته مع موقع كتابات بسبب ماينشره من مقالات نقدية وفضحه للفساد القاتل بين بطانة السيد الرئيس.

مهمات صعبة
سالم حسون -

بعد المواجهة الناجحة مع القاعدة وتقليم أظافر المليشيات الشيعية بدأت ملامح هيبة لدولة عراقية تظهر على السطح شيئاً فشيئاً. بسطاء العراقيين فرحوا لذلك لأن ذلك جلب لهم شيئاً من الأمان بعد سنوات عجاف من ألإرهاب والتقتيل، أما سياسيي العراق من حلفاء المالكي أو غرمائه فقد أرعبهم هذا التطور لأنهم يشعرون بأن الصدام مغهم آت لا محالة ، وفي مقدمتهم القادة الأكرادالذين لايريدون رؤية عراق موحد قوي، وكذلك المجلس الأعلى الذي يسعى الى فصل الجنوب الشيعي وربطه بإيران.وبالطبع فإن مواجهة هذه الحيتان يجتاج الى إلتفاف شعبي واسع حول المالكي الذي ينبغي عليه أن يتصرف كرجل دولة وطني وليس كرئيس لحزب الدعوة ، أو كشيعي ، وذلك عن طريق وفق خطاب وطني عام يكسر مبدأ التحاصص الطائفي والقومي ، بدون أن بأن يحول نفسه الى قائد ضرورة جديد. لكن الأمر الذي يثير التشكيك بمصداقية المالكي في تقوية هيبة الدولة هو سكوته عن محاربة الفساد المستشري عند الطبقة السياسية الحاكمة بدون إستثناء ، وحساسيته المفرطة من أي انتقاد له شخصياً ولحزب الدعوة على وجه الخصوص ، وأفضل دليل على ذلك هي أزمته مع موقع كتابات بسبب ماينشره من مقالات نقدية وفضحه للفساد القاتل بين بطانة السيد الرئيس.

iraq
david -

بالنسبة الى الكاتب اني متفق معه لكن الشيء الناقص هو ان سيد المالي في الاتخابات السابقة رفع شعار الدولة القانون , ولكن با الاصل الدولة التفاهات وشعارات المزورة الا ترون كيف يهدد النواب بعدم استجابة الوزير النفط الشهرستاني الذي هو اكبر ممول لحزب الدعوة , واذا الاخوان يتكلمون عن الوطنية ,اي وطنية المالكي ينفذ اوامر اسياده الفرس ومرجعيات الدينية كفاكم بربكم اصحو من النوم وكفاكم تتكلمون عن المالكي كلها اوهام وكذب ارجو من المواطن العراقي ان يفيق من النوم ولا يتبع المقلدون وشكرا

iraq
david -

بالنسبة الى الكاتب اني متفق معه لكن الشيء الناقص هو ان سيد المالي في الاتخابات السابقة رفع شعار الدولة القانون , ولكن با الاصل الدولة التفاهات وشعارات المزورة الا ترون كيف يهدد النواب بعدم استجابة الوزير النفط الشهرستاني الذي هو اكبر ممول لحزب الدعوة , واذا الاخوان يتكلمون عن الوطنية ,اي وطنية المالكي ينفذ اوامر اسياده الفرس ومرجعيات الدينية كفاكم بربكم اصحو من النوم وكفاكم تتكلمون عن المالكي كلها اوهام وكذب ارجو من المواطن العراقي ان يفيق من النوم ولا يتبع المقلدون وشكرا

عتب
حاتم -

كنت أتمنى لو أستشهد أستاذنا الكبير عزيز الحاج في نقده ألاتلاف الموحد أوالحكومة بغير منظمة مجاهي خلق الايرانية التي قتلت أبناء شعبنابعد انتفاضته عقب حرب تحرير الكويت لاسيما استاذنا الكبير هو من علمناأحترام الثوره والثوار مع كل الحب والتقدير لأستاذنا الكبير

عتب
حاتم -

كنت أتمنى لو أستشهد أستاذنا الكبير عزيز الحاج في نقده ألاتلاف الموحد أوالحكومة بغير منظمة مجاهي خلق الايرانية التي قتلت أبناء شعبنابعد انتفاضته عقب حرب تحرير الكويت لاسيما استاذنا الكبير هو من علمناأحترام الثوره والثوار مع كل الحب والتقدير لأستاذنا الكبير