كتَّاب إيلاف

الشارع الإيراني يتحدى تهديدات خامنئي

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

برغم تهديد خامنئي يوم الجمعة بحمامات دم لو استمرت المظاهرات، فإنها استمرت بعد خطابه مباشرة، وفي اليوم التالي- السبت، حيث نكتب في مسائه هذه السطور، وحيث الأخبار المقتضبة تتحدث عن تصاعد القمع وعن حدوث مصادمات كبرى، ووقوع ضحايا جديدة. إن تحدي الشارع لتحدي خامنئي إضعاف كبير لمركزه الديني والقيادي.
إن خامنئي فضح نفسه بوقوفه الحاسم مع نجاد مع أن هذا موضع اعتراضات ومساجلات، فالفقيه المفترض به محايدا برز كرجل سياسة منحاز لفريق دون فريق.
إن الأزمة الإيرانية لا تزال الخبر الأبرز في الصحافة الدولية، والغربية بوجه خاص، فمعظم الصحف الفرنسية مثلا تخصص صفحات كثيرة للوضع الإيراني، من اليسارية "كلوموند" وإلى "الفيجارو"، القريبة من الحزب الحاكم، فضلا عن المجلات الأسبوعية، مثل "لو بوان" و"الإكسبرس" وغيرها. والحال مشابهة في الولايات المتحدة باتجاه إدانة القمع ودعم المطالب الشعبية الإيرانية بالحرية والديمقراطية، وقد تعرض الموقف الباهت لأوباما لتساؤلات داخل حزبه نفسه، واتفق الديمقراطيون والجمهوريون معا في الكونغرس على إصدار بيان قوي في دعم المطالبة الشعبية الإيرانية السلمية بالحرية، مما اضطر معه أوباما لإصدار تصريح جديد أوضح من سابقه ولكنه غير كاف.
لقد عُرف الرئيس الأميركي، قبل وخلال ترشيحه، بالحماس لمبدأ التدخل الإنساني المتعدد الأشكال لصالح الشعوب التي تتعرض لانتهاكات حقوق الإنسان أو الإبادة، وكان في هذا أكثر حماسا من المرشح الجمهوري، ولكنه اليوم يقف موقفا فاترا باسم عدم التدخل في الشأن الإيراني الداخلي. والواقع، أن النظام الإيراني لم يكف عن مهاجمة الغرب قبل هذه الأزمة، فمثلا، إن أحمدي نجاد افتتح حملته الانتخابية بوصف "قوى الاستكبار"، أي الغرب، بالكلاب، ولذا فالخوف من الاتهام بالتدخل غير وارد لكونه مألوفا لدى أنظمة الاستبداد، إذ كلما انفجرت حركة شعبية راحت تتحدث عن "الأصابع الأجنبية"؛ بل إن هذه الأنظمة تتهم الدول الغربية لمجرد أن إعلامها ينشر أخبار المعارضة الشعبية.
إن إدانة أساليب العنف، ودعم المطالبة بالحرية، هما، بالعكس، يقويان معنوية الشعب الإيراني ولا يعتبران تدخلا وفق ميثاق الأمم المتحدة، وهذا أيضا ما فعله المجتمع الدولي ويفعله انتصارا للمعارضة في ديكتاتورية بورما.
جدير بالذكر أيضا أن صحفيا أميركيا يساريا، هو "روجير كوهين"، الذي أشرنا له مرارا، والذي كان يدبج سلسلة مقالات متواصلة في تزيين النظام الإيراني، واعتبر في أحدها أحمدي نجاد "صديقنا الذي في طهران"، يعود اليوم لانتقاد الكثير مما كتبه، ويقول إنه لم يكن مقدرا تماما مدى الطابع القمعي للنظام الإيراني، وهو يدعو أوباما للتريث حول الحوار مع إيران.
لقد كتبنا في مقالاتنا السابقة أن محور الغضب الشعبي ليست نتائج الانتخابات وحدها، بل جاءت الانتخابات كمفجر لحركة شعبية عارمة، تنادي بالحرية، وموجهة ضد النظام نفسه، وهي اتخذت من موسوي رمزا لتفجير غضبها ضد سياسات نجاد، فموسوي هو على كل حال جزء من النظام الإسلامي حتى ولو خالف اليوم خامنئي نفسه.
تكتب افتتاحية الفيجارو ليوم السبت، 20 منه، وتحت عنوان " إيران والحرية والمرشد الأعلى":
" إن ما لا يفهمه المرشد الأعلى هو أن الجماهير، التي تتظاهر منذ ثمانية أيام احتجاجا على التزوير الانتخابي، ليست معبئة لمجرد هذا. إن القضية ليست خذلان هذا المرشح أو ذاك، ممن غير معروف مدى اختلاف برامجهم حقا، وإنما القضية هي للمطالبة بانفتاح حقيقي نحو الحرية."
نعتقد أنه، حتى لو أخمد القمع الوحشي الحركة المندلعة، فإن النتائج سوف تظهر مستقبلا، بما يهدد النظام نفسه، وبما يفتح الطريق نحو المطالبة الشعبية باستبداله.

مساء 20 يونيو 2009

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
كما تكونوا يولى عليكم
مستر بيف السعودي -

فخار يكسر بعظة !!

الثورة في الاستمرار
رمضان عيسى -

ان ما حدث يدل أن تظام الملالي والعمائم لايجلب المدينة الفاضلة ولا الحرية ولا الديمقراطية ولا تكافؤ الفرص للأغلبية المسحوقة من الشعب الايراني بل هو مخصص لذوي العمائم وحراسهم دون الشعب ، فالتمرد الديني ، التثوير الديني تنتهي ثوريته بمجرد الاستيلاء على السلطة، ولم يمض بعضا من الوقت حتى يدرك الشعب أن الثورة الدينية لم تجلب لهم حلولا ولا اصلاحا ولا تغييرا يذكر بالمقارنة مع الوضع السابق ،وما حققه ، بعض المكاسب المعنوية والتي ليس لها مردود اقتصادي واجتماعي يعود بالفائدة على الطبقات الفقيرة التي قامت الثورة على تضحياتها . ان الثورات التي ارتدت الشكل الديني تعود بعد الاستيلاء على السلطة الى الصراع من جديد بين من اشتركوا في هذه الثورة ، وأصبح حلفاء الأمس أعداء اليوم ، وقد ترتدي حججا ومبررات دينية أيضا ، وهذا يدل على بداية الصراع على مقدرات البلاد ، والصراع على التمركز في المواقع المؤثرة و يعنى الفشل في ربط الشعارات الدينية بالأهداف الاقتصادية البنائية .ولكي يخدع القادة الجماهير بأنهم ليسوا المستفيدين الوحيدين من الثورة ، ولكي تبقى الجماهير في غيبوبة دينية لا بد من الاستمرار بالتلويح بالشعارات الدينية ، وبهذا الشكل لابد من اختراع العدو تلو العدو ، حتى لا تصحو الجماهير ولا تعرف من هو عدوها الحقيقي ، وما هو الفرق بين العدو الداخلي والعدو الخارجي . ان الحكم الديني لا يأتي بالحرية بل يأتي بالقيود على الحرية ، القيود على الديمقراطية ، القيود على حرية الاختيار ،القيود على حرية الكلمة والرأي والصحافة ، يأتي بالقيود على الشخص في ذاته ، على عقله أن لا يفكر خارج المرسوم ، يأتي بالقيود على المجتمع بشكل جزئي ، وبشكل كلي ، بحيث يصبح المجتمع ذو بًعد واحد ، نهج واحد ، اٍنه يهدف الى تدجين الناس ضمن قالب من الصعب تجاوزه ، ضمن وصايا غير عصرية ، ضمن قالب جامد لا يدفع الى التجديد ، الى التطوير . ان مجرد الدعوة للتمسك بالقديم والاٍصرار عليه وحده تعني عدم صلاحية الجديد بحجج قديمة وهي وأد لأي محاولة للتفكير بطريقة جديدة . وفي حالة الوضع في ايران ، نرى مقدمات لثورة ، وليست ثورة ، حيث تحتاج الحركة الجماهيرية الى بؤرة ثورية تهدف الى التغيير الشامل وليس للاحتجاج على بند من

العلمانية هي الحل
سليم فريد -

إن إيران دولة إسلامية ديكتاتورية خمينية متخلفة وهي استعمارية أيضاً شبيهة بالدولة العثمانية فهل تناسوا بأن إيران منذ زمن الشاه ما زالت لليوم تحتل 3 جزر عربية من الامارات الطنب الكبرى والصغرى وأبو موسى، ويحتلون الأهواز/عربستان، ولا يقبلوا بإعادتها لإخوتهم المسلمين! لا بل وبكل وقاحة يضعون عيونهم على البحرين أيضاً.. وتراهم يتشدقون بفلسطين والعداء لاسرائيل. ملالي حكام الجهل والتخلف وأعداء الانسانية كانوا يحلمون بقيام دول اسلامية في العراق وغيرها على غرار دولة الخراب والإرهاب في إيران وأفغانستان الطالبانية حتى تكون تابعة لهم فكانت التدخلات والمحاولات الإيرانية لتصدير ثورتها المتخلفة الصدئة التي لا تصلح حتى لعصور ما قبل الحجرية عن طريق المؤامرات والتخريب ودعم أعمال الإرهابيين في العراق لزرع الفتن والبلبلة ثم ماذا فعلوا للقضية الفلسطينية غير دفع الشعب الفلسطيني للمزيد من الجوع والتشرد والموت والمجازرلن يستطيعوا إيقاف عجلة التطور وربما حانت الآن لحظة سقوط نظام القهر والتخلف الذي أتى على أكتاف الجماهير وصادر الثورة باسمه ولا ينفع إيران اليوم إلا الديمقرطية العلمانية وفصل الدين عن الدولة.