أربع انتكاسات (إيرانية) ليست بسيطة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
كانت الانتكاسة الأولى للجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان، اخفاق حزب الله (الشيعي) في الا نتخابات النيابية التي فوتت عليه فرصة تنشكيل الحكومة كما كانت تتوقع إيران، وهو الأمر الذي كان يؤكد عليه حزب الله (الشيعي) اللبناني، وكان ذلك ما يتوقعه الكثير من المحللين السياسيين، هذا أولا، وثانيا، لم تعد إيران هي اللاعب الأكبر في (غزّة)، فالدور الذي له الحضور القوي في (غزّة) في هذه الأيام لـ (مصر)، وقد تراجع بشكل وا ضح دور إيران في هذا القطاع المهم، الذي كا ن يعتبر من الساحات الخصبة للجمهورية الإسلامية الإيرانية كورقة ضغط، أو مدخل واسع وحساس للحضور في صلب القضية العربية، أقصد القضية الفلسطينية، وهو الدور الذي كان يقلق حقا الكثير من العواصم العربية، بل يقلق الكثير من العوا صم الغربية، وفي مقدمتها واشنطن، أمّا الانتكاسة الثالثة فهي في العراق، فقد تراجع منسوب الحضور الانتخابي لقوى (عراقية) محسوبة على الجمهورية الإسلامية الإيرانية، بل تعتبر بعض الأنظمة العربية هذه (القوى) بأنها أ جندات إيرانية خالصة، وهي الذراع الإيراني في العراق من أجل أطماع وأدوار إيرانية حالية ومستقبلية، لقد خسرت هذه القوى حضورها الانتخابي لحساب قوى تتحسس من الوجود الإيراني، ولها راي رافض بقوة للتدخلات الإيرانية في شؤون العراق الداخلية، وهناك كلام إن إيران تحاول بجهود مختلفة وقوية تهدف لإعادة نفوذها عبر اسعاف هذه القوى المحسوبة عليه ولها، وتأتي الا نتكاسة الرابعة، وهي انتكاسة من داخل إلجمهورية الإسلامية الإيرانية وليس من خارجها، أقصد هذه الأزمة الإيرانية الداخلية بين أبرز قادة النظام، واهم شخصياته القيادية، فقد كانت ظاهرة ملفتة للنظر، لأسباب كثيرة، خاصة با لنظر الى طبيعته الشعبية الواسعة، ونوعية المشاركين، وهناك أكثر من محلل لا يرى إن الأ زمة في طريقها للحل، بل في طريقها إلى التأزم أكثر بشكل وآخر، لأنها أ زمة تتعلق بتركيبة القيم، ووتتصل بمشاكل عميقة وخطرة، وفي مقدمتها المشكلة الاقتصادية، وعلى أقل تقدير ربما تطل هذه الأزمة برأسها بين فترة وأخرى، ولا يستبعد محللون أن تتحول هذه الظاهر ة الاحتجاجية إلى بؤر ثقافية وسياسية وربما مسلحة للعمل في الخفاء.
هذه (الانتكاسات) كانت موجعة، وهي موجعة لأنها تضرب في صميم القوة الإيرانية سواء قوتها السياسية أو قوتها الرمزية أو قوتها العسكرية أو قوتها المخابراتية، الامر الذي يعني إنها كانت انتكاسة للدولة نفسها، في هذا السياق يشير المحللون إلى الهتافات التي أنطلقت بها حناجر بعض الشباب، تلك الهتافات التي نددت (بولي أمر المسلمين) السيد علي خامنئي، مما يشكل بداية جرئة غير مسبوقة في ا لتحدي، والخوف لدى أصحاب النظام أن تتصاعد حدة ونغمة هذه الجرئة حتى تصل الى المس بعقيدة الدولة، عقيدتها الاديولجية والفكرية والروحية، وهي مكمن قوتها وسر عنفوانها السياسي والقيادي داخل النظام وخارجه.
القيادة الايرانية اتهمت دوائر اجنبية بالمسؤولية عن بعض هذه الاخفاقات، اسرائيل ومصر وأخيرا وقبل كل شي بريطانيا، وقد نأت بشكل ملحوظ عن اتهام الولايات المتحدة الأمريكية، ولكن مراقبين ومحللين سياسيين يوعزون هذه (الانتكاسات) لأكثر من سبب، ومن الصعب تفسير كل هذه (الانتكاسات) بتدخل خارجي من هنا أو هناك، وذلك حتى إذا كان لهذا التدخل حقيقة، ويرى آخرون إن القيادة الإيرانية وهي تتحدث عن كل هذه المشاكل تتغافل دور ما يجري في العالم من تطور قيمي، يتصل بحقوق ا لإنسان وا لأقليات والحريات الشخصية، بما في ذلك النظرة إلى الدين ودوره في الحياة والمجتمع.
هناك متاعب كثيرة تنتظر الجمهورية الإسلامية، من أبرزها فيما لو تفاعلت الأزمة الداخلية مع هذه الاخفاقات في الخارج، حيث سوف يتسبّب ذلك في إثقال كاهل الدولة، ويربك إدائها المتعشب بين الخارج والداخل، ويستنتج بعض المراقبين من إلغاء السيد أحمدي نجاد زيارته المرتقبة إلى الخارج ليبيا على وجه التحديد، وذلك نظرا لاستمرار الأوضاع المرتبكة في الداخل بشكل وآخر، وهناك من يرى إ ن إيران قد تقلص من اهتماماتها بالشأن الخارجي الأديولجي وتتجه بشكل مركزي إلى معالجة وضعها الداخلي المتأزم، ولا يقتنع كثير من القياديين الإيرانيين في الدولة من أن الهدوء الذي قد يعود إلى الساحة الإيرانية الداخلية يجسد حلا حقيقيا لهذه الازمة وما يمكن أن تتمخض عنه في المستقبل المتوسط وا لبعيد...
أصدقاء ايران في المنطقة لا يخفون قلقهم من هذه التداعيات، خا صة في لبنان والعراق وغزة، ولكن يبقى هناك تخوف أكبر وأعمق هو تخوف الكثير من قطاعات الشعب الإيراني من أن تتصاعد حدة هذه الازمة فتتسبب بمواجهات دموية ـ لا سامح الله ــ بين الناس والقوات المسلحة الإيرانية، وعندها يكون الطوفان.
التعليقات
استغراب !!
عبد الأمير هادي -الحقيقة أستغرب من السطر الأخير في المقالة الذي جاء فيه (( فتتسبب بمواجهات دموية ـ لا سامح الله ــ بين الناس والقوات المسلحة الإيرانية، )) فالكاتب هنا أفصح عن رفضه لإرادة الشعب في اعلان الثورة ونيل الحرية والكرامة ، بل أكثر من هذا نسنتج من هذا السطر موقف الكاتب المساند لنظلم ملالي إيران الحالي وخوفه من المساس به والقضاء عليه في ثورة شعبية داخلية مسلحة ، ان الثورة الشعبية المسلحة في حال اندلاعها فهي ثورة نبيلة وتعبير عن كرامة الشعب وتوقه للحرية وبالتالي يفترض بالكاتب وجميع أحرار العالم ان يدعون لها ويرحبون بها بغض النظر عن الثمن والخسائر في الارواج فالحرية هي القيمة العليا في الحياة وبدلا من القول لاسماح الله يفترض القول ان شاء الله ثورة التغيير قادمة ضد نظام ملالي إيران الظلامي .
تمنيات واحلام صيفية
fatima -اعتقد ان الكاتب لديه تمنيات واحلام يرى انها تسر وتشرح صدور جماعة ايران فوبيا ولناتي للتمني الاول وهوماسماه خسارة حزب الله في الانتخابات فهي بالواقع ليست خسارة وحتى لو فاز حزب الله فان رئاسة الحكومة لابد وان تكون من نصيب السنة حسب الدستور اللباني وقد فاز جماعة 14 مارس ب71 مقابل 57 والفارق ليس كبير اي بامكان الحزب الاحتفاظ بسلاحه والحصول على الثلث المعطل فاين الخسارة العظمى اما الخسارة الثانية فهي كما يقول خسارة انصار ايران في العراق بالانتخابات المحلية خسروا لصالح من لجزب الدعوة الا يعرف الكاتب طبيعة حزب الدعوة وهل يمكن له ان يعادي ايران؟ والثالث حماس ماذا جرى لحماس فهي اصبحت اصلب عودا واكثر شعبية بعد الحرب واليطمان الكاتب طالما وجد ليبرمان ونتنياهو فلاسلام ولاهم يحزنون والامر سيبقى على ماهو عليه حتى يقضي الله امرا كان مفعولا اما الخسارة السماها الرابعة وهي الاضطرابات التي حصلت في ايران فالكاتب الذي عاش في ايران طويلا يعرف تماما ان للثورة اعداء من يومها ولحد الان وهم من فقدوا السلطة وعملاء الغرب وهؤلاء لابد وان يثيروا اللغط لكن لماذا تغافل عن 24 مليون انتخبوا نجاد وهم عصب الثورة الاسلامية ومادتها واصبحت ايران كلها بجيشها وطاقاتها تحت سيطرة الفقراء واولاد الشهداء ولن تقوى النساء العاريات على هزيمتها بالاضافة الى الوعد الالهي القائل ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنيين سبيلا
وهم زائف
pier -أعتقد أن هناك إهتمام مبالغ به كثيرأ بإيران ونفوذها... إيران هي قوه من ورق و وهم زائف يخلقه الإعلام الغربي كما خلق الوهم العراقي بعد الحرب الإيرانيه العراقيه...... الحقيقه الوحيده التي سيدونها التاريخ هي أن أمريكا نهبت العراق و كرست الطائفيه السياسيه في العالم الإسلامي.. و إسرائيل ضمنت بقائها في أمان تام لخمسين سنه على الأقل...
ها خويه ابو عمار
عراقي انا -اشوفك صرت تتملق لاخوتنا السنه , للاسف تحليل بائس لا ينم الا كرهك للايرانيين
444444444444444
.......... -يرجى من كل إنسان يهمه مستقبل أولاده وأحفاده إتقاء فايروسالطائفية, وتعليق رقم ٤ هو نموذج لهذا الفايروس ,, (كفى).
الثورة النبيلة
أحمد توفيق -الثورة النبيلة هي الثورة التي لا يراق بها قطرة دم وتمني الكاتب صحيح 100% فلا يجب أن يتم القمع ويتطور إلى إستعمال السلاح وبذلك يصبح البلد في آتون حرب أهلية (المحافظون ضد الإصلاحيون) وهذه من أقذر الحروب قاطبة ... نحن في لبنان عايشناها وشاهدناها بأم العين ولا نتمناها لأي عربي أو مسلم كفى الله المسلمين شر القتال.. الإحتكام إلى العقل يجب أن يسود ونأمل خيراً بإذن الله تعالى وشكراً
احلام اليقظة
ابو زجطة -للاسف البعض يحلم ولكن ليس في النوم بل في اليقظة, الخلاف في ايران هو خلاف شخصي بين طرفين النظام الحاكم وليس خلاف على الثورة الاسلامية وولاية الفقية,لكن جميع الول العربية والغربية تتمنى لو كان العكس و تحلم ولو كان هذا الحلم في اليقظة
في رأي
احمد الواسطي -في رأي المتواضع ان الانتكاسات الثلاث الاولى هما السبب في الانتكاسة الرابعة . هناك حقيقة اثبتتها وقائع الحياة السياسية وتسير على نهجها كل القوى الغربية وهذه الحقيقة ان الدولة الناجحة هي التي يخضع خطابها السياسي لمتطلبات اقتصادها وازدهارها الاجتماعي الداخلي , وان الدولة الفاشلة الخائبة هي التي يخضع اقتصادها الى خطابها السياسي الخائب الاجوف . ان ايران مشمولة بالجانب الثاني من هذه الحقيقة , ان على السلطة السياسية والدينية في ايران ان ارادت البقاء على قيد الحياة السياسية ان تلتفت الى بنائها الداخلي اكثر من التفاتها الى امور خارجية لا تستطيع النجاح فيها وتكلفها ملايين الدولارات تقطعها من لقمة شعبها وتمنحها الى المغامرين الذين يتعاملون مع السياسة بطريقة البلطجة بعيدا عن فن الممكن . ان البناء الداخلي وتلبية اغلب مطالب المجتمع المعقولة هو الضمان الوحيد وهو الحصن الذي يحمي ايران دولة ومجتمع من اي قوة خارجية تريد التدخل في الشأن الايراني , على سبيل المثال وليس الحصر ان لأيران 1200 كيلو متر مع العراق وان لها مئات المدن تقع على حدود العراق يسكنها الملايين من البشر فلو ان ايران ساهمت وساعدت على تنمية المدن الحدودية الايرانية والعراقية انها بذلك ستضمن بقاء هؤلاء الناس في هذه المدن الايرانية لجانب السلطة السياسية ولا تستطيع اية قوة خارجية اختراقهم والتلاعب بعقولهم ولكن لما كانت الدولة الايرانيةبكل ثقلها وخاصة ثقلها المادي ينصب في دعم العنف والقتل في مدن العراق الحدودية مع ايران , بالضرورة تبقى المدن الايرانية تعاني من البطالة ومن انعدام العمل والتشغيل والجميع يعرف ما لهذه ألآفة من سلبيات اجتماعية تستطيع استغلالها اية قوة معادية . في نهاية ألأمر نقول لأيران دولة وحكومة التفتي الى شعبك ومتطلباته تكوني في مأمن من تدخلات ألآخرين .