كتَّاب إيلاف

نكتة الديموقراطية التوافقية؟!!

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

سألنى صديقى : سمعت آخر نكتة؟
فقلت له: ليه هى النكت خلصت؟
فقال: لى تقريبا النكت خلصت، لكن آخر نكتة هى: الديموقراطية التوافقية!!
فقلت له فين النكتة؟ فقال : هى دى النكتة!!
فقلت له (على طريقة أبو لمعة): ربنا ما يحرمك من العبط!! الديوقراطية التوافقية هى أساس ثقافتنا .
- قصدك إيه؟
- خد عندك مثلا فى بيتنا، أبويا كان راجل ديموقراطى توافقى.
- إشرح لى شوية
- بمعنى إن أى قرار يقوله أبويا كان لا بد نوافق عليه كلنا، وبذلك أصبح ديوقراطى توافقى، من قبل أن نسمع هذه الكلمة فى لبنان وغيرها.
- طيب وإللى ماكانش يوافق على قرارات أبوك ، كان يحصل له إيه؟
- كان يحصل له إللى ما حصلش لحرامى فى جامع، وعينك ما تشوف إلا النور، وكان كل أفراد الأسرة ضد هذا الشخص المشاكس والمعترض لأنه كان يهدم مبدأ الديموقراطية التوافقية من أساسه، ومن ساعتها يحرم المشاكسة ويمشى ع العجين ما يلخبطوش، وفى الغالب كان الشخص المشاكس ده هو العبد لله!!
- وياترى عندك أمثلة اخرى على الديموقراطية التوافقية
- طبعا العدد فى الليمون، خد عندك مثلا قرارات الجامعة العربية ، لا بد من الموافقة الجماعية لجميع الدول الأعضاء حسب ميثاق الجامعة، يعنى لو كانت جزر القمر (وهى بالمناسبة لمن لا يعرف دولة عربية!!) لو إعترضت على المبادرة العربية لأفشلتها، فاكر لما الدول العربية إجتمعت فى بغداد بعد معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل وقررت الدول العربية (بإستثناء مصر طبعا) تعليق عضوية مصر ونقل الجامعة إلى تونس، هذا القرار كان قرار غير قانونى لأنه لا يتفق مع ميثاق الجامعة لأنه كان لا بد الحصول على موافقة مصر لطردها من الجامعة العربية، وإدينى عقلك إنته بقى.
- أول مرة أعرف الحكاية دى
- وخد عندك كمان، حكاية نجاح الرؤساء عندنا بنسبة %99.999 دى كان الغرض منها تدعيم الديموقراطية التوافقية، والحقيقة دى إبتدعها الزعيم "الخالد والملهم" جمال عبد الناصرومشى على دربه الكثير، وكان آخرهم حارس البوابة الشرقية صدام حسين والذى أوصل الديموقراطية التوافقية إلى حد الكمال حيث أن نسبة إنتخابه فى آخر إنتخابات قبل سقوطه قد بلغت % 100 وهذا فى حد ذاته إعجازلم ولن يتكررعبر التاريخ .
- طيب وإيه رأيك فى نظام البيعة والذى كان يؤخذ به فى أيام الإسلام الأولى؟
- ده برضه كان على طريقة الديموقراطية التوافقية، ومن لم يكن يذهب لمبايعة الخليفة كان يعتبر من الخوارج أو المعتزلة وتوجه إليه نفس التهم التى توجه حاليا إلى المعارضة مثل تهمة عدو الشعب أو تهمة الإساءة إلى سمعة مصر أو تهمة الكفر والإلحاد، لأنه ببساطة يدمر أغلى ما نملك من مبادئ وهو مبدأ الديوقراطية التوافقية.
- طيب ما هو حتى فى بلاد الفرنجة تعتبر ديمواطية توافقية؟!!
- إنت جرى فى مخك حاجة، الرئيس الأمريكى باراك أوباما كسب الإنتخابات بنسبة %55 من الأصوات ورغم هذا إعتبره المراقبون أنه قد فاز بإكتساح، معنى هذا أن هناك %45 من الشعب لم "يوافقوا" على إنتخابه، وبعد أن تم هذا الإنتخاب وافق الجميع بمن فيهم من هزمهم على أن يعملوا معه، فالإتفاق تم بعد الإنتخاب ولم يتم قبل الإنتخاب، الشئ الوحيد الذى يتفق عليه الجميع فى بلاد الفرنجة هو الدستور، ما عدا هذا فهو خاضع لعدم الإتفاق، وعند حصول طرف على الأغلبية يخضع الجميع للقرار سواء وافقوا أم لم يوافقوا.
أيمن نور فى مصر دخل السجن عدة سنوات وتم تلفيق تهمه له لأنه تجرأ وأراد أن يفسد الديموقراطية التوافقية وحصل على %5 من الأصوات أمام الرئيس مبارك، لذلك إعتبر أنه "بوظ" فرح الإنتخابات، تخيل المجرم أخذ خمسة بالمائة من الأصوات مرة واحدة، والمضحك حقيقة فى الموضوع أنه قد تم محاكمته بتهمة التزوير، ناس بقالهم ستين سنة بيزوروا كل شئ: تاريخ يزوروا، إنتخابات يزوروا، هزائم يزوروا (ويخلوها إنتصارات)، إنجازات وهمية ويزوروا، إحصائيات مفرحة ويزوروا، وبعد كل ده يدخلوا أيمن نور السجن بتهمة التزوير، وربنا ما فكش حبسه إلا على إيد الراجل الطيب أوباما، لأنى أعتقد، أن لما أوباما زار مصر..حسنى مبارك قال له: إحنا زارنا النبى، وبناء عليه تم الإفراج على أيمن نور بمناسبة "مولد النبى" إللى جه بدرى شوية.
- طيب وأيه رأيك فى الديوقراطية التوافقية فى لبنان وحكاية الإصرارعلى الثلث المعطل ؟
- الحقيقة أنا مش عارف معنى الثلث المعطل، لكن إللى أعرفه أنه أحيانا بيكون فيه ربع ضارب فى بطارية السيارة، ومعنى كده إن السيارة حتمشى شوية لغاية البطارية ما تنام خالص، وساعتها يلزم تغييرها، أما حكاية الثلث المعطل، أنا نفسى حد لبنانى يشرحها لى، وأما الديموقراطية التوافقية فى لبنان فدى إكذوبة كبيرة أيضا، اللبنانيين لا يتفقوا على عدد المزات ونوع المزات إللى يأكلوها قبل العشاء، لبنان بطبيعته شعب متعدد الطوائف والعشائر والنحل والديانات وده هو جماله، والجمال فى التنوع وليس فى التوحد، وده هو سبب إن لبنان له التأثير الكبير فى الثقافة العربية وفى الإقتصاد والسياسة العربية بالرغم من أنه من أصغرالبلاد العربية تعدادا ومساحة وموارد، لبنان بتنوعه هوالإجابة القاطعة على إسرائيل وعلى فكرة يهودية الدولة الإسرائيلية، فلبنان هو المعادل الموضوعى الحضارى الوحيد فى المنطقة والذى يستطيع أن ينافس إسرائيل حضاريا وثقافيا وإقتصاديا إذا تم التأكيد على التنوع وإعتباره مصدر ثراء وليس مصدر فرقة.
- طيب ورأيك إيه فى موضوع المصالحة العربية والمصالحة الفلسطينية - الفلسطينية؟
- موضوع المصالحة ده بيفكرنى لما كنا فى المدرسة الإبتدائى ونخاصم بعد ونبصق بصقة مصطنعة على إصبع الخنصر ونقول: أنا مخاصمك وعمرى ما أكلمك تانى، ونيجى بعد إنتهاء الفسحة نكلم بعض ولا كأن حاجة حصلت، يجب أن ننسى موضوع المصالحة ونتعامل مع بعض من مبدأ المصالح وليس المصالحة، وعلى الفلسطينيين أن يتخرجوا من المدرسة الإبتدائية ويتعاملوا مع بعض من مبدأ المصالح الفلسطينية وينسوا موضوع المصالحة، وأنا مستغرب والله إذا كان دى حالة المفاوضات بين فتح (الضفة) وبين حماس (غزة)، فكيف ستكون المفاوضات مع إسرائيل، ده إذا ربنا أعطانا العمر وشاهدنا المصالحة الفلسطينية - الفلسطينية.، يلا بينا ياعم نتعشى، وطبعا فاكر إن حصل بينا تفاهم و"توافق" على إن أنت إللى حتحاسب على العشاء!!

samybehiri@aol.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
الديمقراطيه التوفقيه
ابو فراس --السويد -

كتاباتك اكثر من رائعه وهى نابعه من الصميم الشعبى ولكنها قليله جدا يا سامى --ارجو الاكثار منها بالله عليك

نكتة
خديجة -

مفالك الرائع ذكرني بنكتة تقول :قال المدير لموظفيه والآن سنصوت على قراراتي بطريقة ديمقراطية من كان منكم موافقا فليرفع يده ومن كان غير موافق فليقدم استقالته .النكتة الاجمل من بين هذه النكات هي ديمقراطية الثلث المعطل ومعناها من كان منكم موافقا مع حزب الله فليرفع يده واذا أحدكم سولت له نفسه ان يكون غير موافق نعلنها عطلة دائمة وان شاء الله عنكم ما شفتوها ولا اتعرفتوا عليها هادي الصبية اللي اسمها ديمقراطيةوأساسا على قول دومينيك حوراني :ها الجازة مو حرزانه.

تحية للكاتب
رعد الحافظ -

رائع يا بحيري , بس ما متعتنا شوية بالكلام على الديمقراطية التوافقية في العراق , اللي كانت اهم معالمها هي توافق كل تجار الساسة الجدد على رواتبهم ومخصصاتهم الخيالية , بس أنا اعرف لماذا انت تجاوزت حالة العراق .. لأنه بالرغم من قتامة الصورة والفساد حاليا فتوجد فرصة للوصول الى ما يشبه الديمقراطية الحقيقية لكن ليس قبل رحيل رجال الدين وعودتهم الى مساجدهم غانمين سالمين , بالمناسبة ألم يشبعوا بعد؟؟

دوخة والله
jon -

تريد ارنب اخذ ارنب تريد غزال اخذ ارنب ,,هذه الديمقراطية التوافقية في العراق ما قبل 2003 وما بعدها... اما عن لبنان فالموضوع الوحيد الذي كل لما اقراء عنه اظل احك اذني من الدوخة والمتاهة الي فيه وانتهي من الموضوع وانا مش فاهمة مين اخو مين ومين ضد مين وليش هذا مع هذا وهذا ضد هذا

التوافقية
خوليو -

التوافقية تعني أن الجميع متفق على النهب والسلب وعلى عدم فضح أحدهم لللآخر على مبدأ وإذا بليتم بالمعاصي فاستتروا، هذه النهفة فريدة وخاصة بنا، لايهمهم أن تلعب المعارضة دور المراقب الناقد المرشد والمصحح للأحوال، السرقة بالنسبة لهم رزقة والتوافق هو على عدم نشر الغسيل ....التوافقية يسمونها وحدة وطنية، استر علي واستر عليك لحين الانتخابات القادمة، يسمونها انتخابات لأنه لايوجد تعبير آخر في قواميسهم.

البرلمان العربي
احمد الفراتي -

دخل خروف للبرلمان وصاح باعلى سوته:ماعفرد عليه الحاضرون:اجماع

تسلم ايديك يابطل
سهير العراقية -

كما عودتنا جرئ مباشر ساخر هداف رائع-تناولت الموضوع بكل بساطة ومع هذا اجدت و ابدعت- انتظر مقالاتك بفارغ الصبر-ودمت لقرائك بخير

في
م.شهاب -

يا ريت يا بحيري يصبح هناك ديمقراطية توافقية في مصر فتجتمع في حكومة مصرية واحدة مجموعة من الوزراء الأقباط مع مجموعة من الوزراء من الاخوان ومجموعة من وزراء الحزب الحاكم(الموالاة)كل حسب تمثيله الشعبي. اذن لما شعر أي فريق بالغبن والاجحاف .لينك تكتب عن هذا الموضوع فتتحفنا بتصحيح الديمقراطية التي لم تطبق يوما في مصر ولا يزال قانون الطواريء ساري المفعول على الشعب المصري بالرغم من مرور30 سنة على اتفاقية السلام المصرية الاسرائيلية ).

والعراق العراق
zuhdy alalfy -

يا سامي العراق العراق نسيته والا ايه....ده عندو درجة البروفيسورية في الدمقراطية التوافقية يا راجل...! ربنا يخليك لو تكتب عليه في المرة الجاية. دالتوافقية دي خلت يفترسوا ويكسروا عظام العراق لو بقى فيه عظام بأسم التوافقية يا اخي ليه نسيتو...

اجدت وابدعت
د . ادم -

الحقيقة اسلوبك في الكتابة مشوق واكثر من رائع واكثر روعة فية هي الجراءة في التحليل الاحداث التي نفتقدها عند كتابنا العرب والسبب معروف { الاحكام التوافقية المنتظرة} لقد دهشت بشجاعتك في تناولك لحدث بلد انت من ابنائه . تمنياتي لك بالسلامه وبالمزيد من كتاباتك يااخينا الفاضل .

العراق يختلف
احمد الفراتي -

يبدو ان الاخوه المنتقدين للتجربة العراقيه التي تسير حثيثا رغم فتاوى ومفخخات الاعراب يريدون تشبيهها بمثيلاتها من التجارب العربيه وحيث لاتجارب ديمقراطيه عند العرب عدا لبنان والعراق الجديد فكلها دكتاتوريات وراثيه ملكية وجمهوريه فان هؤلاء المنتقدين يريدون ان يقولوا ان لانريد مشاركة الجميع بحكم العراق بل اعط الحكم فقط للاقلية السنيه مثلما كان . على انه في العراق قد فاز الشيعه بالانتخابات وكان من حقهم ان يشكلوا حكومه لوحدهم وكان على السنهى الاعتراف بذلك لكنهم لم يعترفوا فقاموا بمساعدة دول الاعراب بقتل المليون عراقي حتى بعد ان قبل الشيعه لهم ان يشاركوهم في الحكم ولازالوا يتوعدون بقتل المليون الثاني وبمساعدة العرب طبعا

العراق يختلف
احمد الفراتي -

يبدو ان الاخوه المنتقدين للتجربة العراقيه التي تسير حثيثا رغم فتاوى ومفخخات الاعراب يريدون تشبيهها بمثيلاتها من التجارب العربيه وحيث لاتجارب ديمقراطيه عند العرب عدا لبنان والعراق الجديد فكلها دكتاتوريات وراثيه ملكية وجمهوريه فان هؤلاء المنتقدين يريدون ان يقولوا ان لانريد مشاركة الجميع بحكم العراق بل اعطزا الحكم فقط للاقلية السنيه مثلما كان . على انه في العراق قد فاز الشيعه بالانتخابات وكان من حقهم ان يشكلوا حكومه لوحدهم وكان على السنهى الاعتراف بذلك لكنهم لم يعترفوا فقاموا بمساعدة دول الاعراب بقتل المليون عراقي حتى بعد ان قبل الشيعه لهم ان يشاركوهم في الحكم ولازالوا يتوعدون بقتل المليون الثاني وبمساعدة العرب طبعا

العراق يختلف
احمد الفراتي -

مكرر

العراق يختلف
احمد الفراتي -

مكرر

bravo
ali baba -

very smart to the point and so true.Well done Sami.reminds me of the journalists in the west .about time.thank you for a candid view on the subject.