كتَّاب إيلاف

رسالة رافنسنجاني لإنقاذ نظام خميني..

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

لا شك في أن خطبة رافنسجاني في جامعة طهران تمثل نقطة تحول في أزمة النظام الإيراني.

رافنسجاني، كما هو معروف، هو العماد السياسي الثاني في النظام بعد خامنئي، وهو ذو نفوذ كبير، وثري للغاية، ويرأس مجلس الخبراء ومجلس تشخيص مصلحة النظام. إنه هو الذي كان من وراء ترشيح موسوي، ومن قبل، بعيد وفاة خميني، هو الذي عمل على انتخاب خامنئي فقيها أعلى للنظام. إنه خمينيّ مخلص، لكنه براجماتي، ومن دعاة الانفتاح الاقتصادي على النمط الصيني.
خطبة رافنسجاني كشفت، أكثر من قبل، شروخ النظام واهتزازه بعد الانتفاضة، والخطيب تحدث علنا، ولأول مرة، عن أزمة النظام صراحة، وعن تزعزع ثقة الشعب بالحكومة.

لقد دعا في خطبته إلى إطلاق سراح المعتقلين بسبب الانتفاضة، ورفع الرقابة الصارمة على الإعلام، وتحدث عن الشكوك حول نتائج الانتخابات، ولكن دون الطعن المباشر والصريح بالنتائج، مما جعل بعض المتظاهرين - الذين كانوا في الشارع يستمعون للخطبة - أن يهتفوا "رافنسجاني: إن لم تتكلم فأنت خائن"، [ عن الهيرالد تريبيون بتاريخ 18 تموز الراهن]، وأضافت الصحيفة الأميركية أن الكثيرين من المعارضين شعروا بمرارة لأن رافنسجاني لم يدن النتائج. ومع ذلك فإنه فتح الباب ببراعة لإعادة النظر بعد أن حاول خامنئي ونجاد غلق الباب تماما.
مهما يكن، فإن الخطاب قد زاد من حماس جماهير الانتفاضة، وألهب الشارع من جديد، لدعوته للتنفيس الداخلي، ولأن رجلا ذا نفوذ هائل يعلن لأول مرة دعم تحركها وشرعيته لتطابقه مع "القانون"، أي لحرية الرأي والتظاهر. لكن رافنسجاني قد دعا، في الوقت نفسه، إلى "المصالحة" بين الأطراف، أي بين معسكر من يدعون إصلاحيين ومؤيديهم، وبين ثنائي نجاد - خامنئي والقوى التي وراءهما. بعبارة أخرى، إن رافنسجاني قلق جدا لوصول أزمة النظام حدا يخشى معه أن يزاح تحت ضربات الشعب الناقم من نظام الملالي، لصالح نظام مدني ديمقراطي. إنه يخشى تحول المعارضة الشعبية إلى حركة جبارة تحت شعار إزاحة النظام، وليس فقط من أجل إعادة النظر في نتائج الانتخابات. كما أنه يخشى ازدياد عزلة النظام بسبب استفزازات أحمدي نجاد في سياسته الخارجية، ويريد تلطيف الأجواء مع المجتمع الدولي، ومع الغرب أولا، وقد لاحظت صحف بريطانية أن الهتافات التي جرى ترديدها هذه المرة في مسجد الجامعة خلت للمرة الأولى من شعارات العداء لأمريكا وإسرائيل، وبدلا من ذلك، كانت الهتافات ضد "الدكتاتور" وضد "الخصوم" - أي الخصوم الداخليين، كما تعالت هتافات "الموت لروسيا.".
كانت خطبة رافنسجاني انتقادا غير مباشر لخامنئي، ولكن ليس لحد "كسر العظم""، وقد دعا لإيجاد حل لنتائج الانتخابات يناقَش في مجلس الخبراء ومجلس تشخيص مصلحة النظام، دون أن يذهب لحد المطالبة بإلغائها، كما قلنا.
مما مر، نرى أن خطيب الجمعة يريد تجنب سقوط النظام الذي أقامه خميني، ويطمح في أن يكون هو "الوسيط" و"الحكم" بين خامني والحكومة، وبين المعارضين "الإصلاحيين".
رافنسجاني قد عبر عن خط وسط في السياستين الداخلية والخارجية، دون أن نعرف بعد موقفه من النووي، هو والموسوي: هل هو ثابت مع المشروع، أم سيتبدل؟ من جانبنا، نرى أنه لن يتبدل ما لم تتعرض إيران لمزيد من العقوبات الحازمة جدا، وما لم يكف أوباما عن تناقضات ومفارقات موقفه وتصريحاته، وما لم يدرك أن الوقت هو لصالح القنبلة. هذا رأي خاص. وقد صادف أن تعرفت في يوم الخطبة في محل استنساخ للوثائق إلى المعارض الإيراني اليساري، مهدي دادستان، أحد مؤلفيْ كتاب "رقصة المذبوح"، الذي استعرضناه مرارا. انتهزت الفرصة لمعرفة رأيه، فوجدته شديد التفاؤل، وأثنى على رافنسجاني كثيرا، واعتبر خطبته حدثا كبيرا لصالح الشعب. قال إن النظام سيكون مجبرا على تقديم تنازلات كبرى. قلت": ربما داخليا، ولكن هل سيعدل النظام موقفه من النووي؟" قال إنه سيكون مضطرا لأن الشعب يريد السلام. أما رأيي، الذي عرضته له، فهو أن النووي تحول إلى رمز للكرامة القومية، وأن المعارضين من ضمن النظام، [ "الإصلاحيون" والبراجماتيون]، سيجبرون على التمسك به، لاسيما وهناك قوة حراس الثورة،، الذين يحتكرون كل مراكز الحكومة تقريبا وكل رئاسات الولايات، كما بأيديهم الشركات والمصانع الكبرى والتجارة الخارجية. وقد ذكّرت الأستاذ مهدي بما ورد في كتابه مع زميله عن المطالبة بتشديد العقوبات الدولية، ولكنه ظل شديد التفاؤل، وقال إن العالم كله يجب أن يدعم نضال الشعب الإيراني، وأسف لأن حركة التضامن محدودة، بالعكس من زخم التضامن ضد الشاه. كان جوابي بابتسامة:" ألا تعتقد أن لسياسة أوباما دورا ما يا صديقي؟!" ضحك، وافترقنا وأنا أقول له: "ليت ما تقوله يتحقق، ونحن جميعا مع شعب إيران"
إننا نتمنى من القلب تحقيق الأماني الحقيقية لشباب إيران ونسائها ولكل من يضطهدهم النظام، أي الانتقال يوما ما إلى النظام المدني المسالم. صحيح أن الحركة الشعبية تفتقد إلى قيادات صلبة وجذرية، والعديد من هؤلاء هم اليوم في السجون أو رهن الاعتقال، ولكن نور الحرية لابد أن يشع يوما على جارتنا إيران، آملين أن لا يكون ذلك اليوم بعيدا.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
الهيرالد تريبيون
حسام جبار -

صحيفة معادية من بلد يمارس كل اشكال العداء الى ايران بلدا وشعبا كيف تكون مصدرا موثوقا لنقل الاخبار ؟؟ نريد الحجة من مصدر محايد ياحضرة الكاتب !!

الهيرالد تريبيون
حسام جبار -

صحيفة معادية من بلد يمارس كل اشكال العداء الى ايران بلدا وشعبا كيف تكون مصدرا موثوقا لنقل الاخبار ؟؟ نريد الحجة من مصدر محايد ياحضرة الكاتب !!

اخر من يتكلم
محمد علي السوداني -

من المعروف السيد عزيز الحاج انه كان من اوائل الشيوعيين العراقيين لابل اصبح في فترة من الفترات المسؤول الاول عن هذا الحزب ثم انشق عن اللجنة المركزية واصبح لديه تنظيمه الخاص به وهو ما عرف في فترة من الفترات با لكفاح المسلح وللامانة كان لهذا التنظيم من الاشخاص الذين ضحوا بارواحهم لاجل عقيدتهم لكن وبمجرد ان اعتقل السيد الحاج اهار هذا التنظيم لالشيء الا لان الكاتب وهو في المعتقل وضع يده بيد نظام البعث ومن ثم اصبح ممثله في اليونسكو فترة طويلة قد لاالوم السيد الحاج على انهياره في المعتقل للاساليب الوحشية المتبعة انذاك ولو ان ازلام الاحتلال قد فاقوا ازلام النظام في هذه الاساليب لكن اقول قد يشفع التاريخ والعارفين لهذه الاسل يب الانهيار المذكور لكن هل سيشفع له تمثيله في المحافل الدولية

اخر من يتكلم
محمد علي السوداني -

من المعروف السيد عزيز الحاج انه كان من اوائل الشيوعيين العراقيين لابل اصبح في فترة من الفترات المسؤول الاول عن هذا الحزب ثم انشق عن اللجنة المركزية واصبح لديه تنظيمه الخاص به وهو ما عرف في فترة من الفترات با لكفاح المسلح وللامانة كان لهذا التنظيم من الاشخاص الذين ضحوا بارواحهم لاجل عقيدتهم لكن وبمجرد ان اعتقل السيد الحاج اهار هذا التنظيم لالشيء الا لان الكاتب وهو في المعتقل وضع يده بيد نظام البعث ومن ثم اصبح ممثله في اليونسكو فترة طويلة قد لاالوم السيد الحاج على انهياره في المعتقل للاساليب الوحشية المتبعة انذاك ولو ان ازلام الاحتلال قد فاقوا ازلام النظام في هذه الاساليب لكن اقول قد يشفع التاريخ والعارفين لهذه الاسل يب الانهيار المذكور لكن هل سيشفع له تمثيله في المحافل الدولية

تحية للكاتب
رعد الحافظ -

للأسف تذهب حهود الكتاب العقلانيين ومنهم الاستاذ الكاتب كصرخة في واد ,بوجود العقلية المتحجرةلديناصورات التخلف والظلاميين من كثير من المعلقين,فهم حتى لا يقرؤا ولا يفهموا الموضوع ..وكل الذي يحسنوا صنعه , التهجم على الكتاب بعنصرية وطائفية واضحة ومقيتة تثير القرف والاشمئزاز..تحياتي الصادقة للكاتب الكبير

تحية للكاتب
رعد الحافظ -

للأسف تذهب حهود الكتاب العقلانيين ومنهم الاستاذ الكاتب كصرخة في واد ,بوجود العقلية المتحجرةلديناصورات التخلف والظلاميين من كثير من المعلقين,فهم حتى لا يقرؤا ولا يفهموا الموضوع ..وكل الذي يحسنوا صنعه , التهجم على الكتاب بعنصرية وطائفية واضحة ومقيتة تثير القرف والاشمئزاز..تحياتي الصادقة للكاتب الكبير

اخي الكاتب توكل
المهندس كاظمl الرحمة -

الكاتب الحاج يكتب بموضوعية وان اراد البعض ان يحسب عليه اختياراته فهذا قمة في التخلف الفكري والسوداني يرجم بالغيب علما ان النفس الوطني يظهر بوضوح ولكن تعود العديد تبني سياسة ان لم تكن معنا فانت ضدنا وانا لاانتمي لاي حزب والعراق والمه هو مايعنيني واي انتقادبناء لما خلف اسوار الوطن اتفق او اختلف معه ولكني عراقي من العمارة وابن البلد والاخ الحاج عراقي صرف ام تريدو مصادرة جنسيته مثلما صادر الطاغية جنسية الجواهري ارجو الرد بمنكقية والابتعاد عن التعصب الاعمى الذي لن يؤدي الا الى الانزواء بنفق الظلام والله انا لااعرف الكاتب ولكني اقول له اخي لاتهمك التعليقات الفارغة وارجو المواصلة للكتابة عن الوطن وهو شغلنا الشاغل مع احترامي لارائك بخصوص مايحيط مع التقدير

اخي الكاتب توكل
المهندس كاظمl الرحمة -

الكاتب الحاج يكتب بموضوعية وان اراد البعض ان يحسب عليه اختياراته فهذا قمة في التخلف الفكري والسوداني يرجم بالغيب علما ان النفس الوطني يظهر بوضوح ولكن تعود العديد تبني سياسة ان لم تكن معنا فانت ضدنا وانا لاانتمي لاي حزب والعراق والمه هو مايعنيني واي انتقادبناء لما خلف اسوار الوطن اتفق او اختلف معه ولكني عراقي من العمارة وابن البلد والاخ الحاج عراقي صرف ام تريدو مصادرة جنسيته مثلما صادر الطاغية جنسية الجواهري ارجو الرد بمنكقية والابتعاد عن التعصب الاعمى الذي لن يؤدي الا الى الانزواء بنفق الظلام والله انا لااعرف الكاتب ولكني اقول له اخي لاتهمك التعليقات الفارغة وارجو المواصلة للكتابة عن الوطن وهو شغلنا الشاغل مع احترامي لارائك بخصوص مايحيط مع التقدير