بحثا عن عالم أفضل
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
"البحث عن "الحقيقة" ليس هو البحث عن "اليقين"، وفى مجال الفلسفة نحن نبحث عن الحقيقة وليس عن اليقين، ولأن الخطأ الإنسانى وارد، ولأن المعرفة الإنسانية كلها ليست معصومة من الخطأ، فإنها محل شك باستمرار". هذا هو خلاصة كتاب الفيلسوف "كارل بوبر" بحثاً عن عالم أفضل، الذي قام بترجمته الدكتور أحمد مستجير، وصدر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، عام 1996.
ولا يختلف الأمر بالنسبة للعلم أيضا، فهدف العلماء هو الحقيقة الموضوعية وليس اليقين. وهناك دائماً "حقائق لا يقينية، لكن ليس ثمة يقين لا يقينى. ولما كان من المستحيل أن نعرف شيئاً بيقين فى مجال المعرفة البشرية، فليس ثمة ما نجنيه من البحث عن اليقين، أما البحث عن الحقيقة فهو أمر يستحق، ونحن نقوم بذلك، فى المقام الأول، بالبحث عن الأخطاء، حتى يمكننا تصحيحها.
وعلى هذا فإن العلم هو دائماً افتراضى: هو معرفة حدسية، ومنهج العلم هو المنهج النقدى، منهج البحث لإزالة الأخطاء لمصلحة الحقيقة". (ص - 15).
ويدل تاريخ العلم - كما يقول "ألفرد نورث وايتهد" - على أن الآراء المتصارعة ليست كارثة، بل أحرى بها أن تكون الخطوة الأولى نحو اكتشاف الجديد. لقد توصل عالمان شهيران فى علم الفيزياء إلى نتيجتين مختلفتين للوزن الذرى للنتروجين ولم يشهر أحدهما بالآخر. ولم ينقسم حقل العلوم على نفسه إلى قسمين، وإنما تمت اكتشافات جديدة، عنصر غاز الأرجون والوزن الذرى. وهكذا فإن الاختلافات الظاهرة فى الوزن الذرى للنتروجين قد وجدت تفسيراً لها.
أن التسامح يوفر المناخ المناسب تماماً لتلاقح الأفكار وتخصيبها وتطورها، ومن ثم الإبداع والابتكار فى الفكر.. يقول بوبر: "أن تحقق تقدم حقيقى فى ميدان العلوم يبدو مستحيلاً من دون تسامح، من دون إحساسنا الأكيد أن بإمكاننا أن نذيع أفكارنا علناً، من هنا فإن التسامح والتفانى فى سبيل الحقيقة هما اثنان من المبادئ الاخلاقية المهمة التى تؤسس للعلوم من جهة، وتسير بها العلوم من جهة أخرى" (ص - 283). ويفهم من عبارة "بوبر" أن التسامح ضرورى بالنسبة للعلوم وتقدمها، وان هذه العلوم بدورها تكرس التسامح وتؤصله، لذلك كان من الصعب أن يتبلور التسامح بالمعنى الحديث قبل القرن السابع عشر، وفي أوروبا تحديدا، ولو كره المتعصبون، ولا يمكن أن نفهم ما ذهب إليه "جون لوك" أو "فولتير" مثلاً دون الأخذ فى الاعتبار ثورة "نيوتن" ومن قبله "كوبرنيكوس" فى مجال العلوم الفيزيائية والفلكية وما حققه العلم والفكر من تقدم، وعندئذ "أصبح الفهم العقلانى ممكناً".
والعلم ينير العقل ويبدد أوهامه الكثيرة حول العالم، وحين نتعلم شيئاً جديداً عن العالم وعن أنفسنا يتغير مضمون فهمنا الذاتى. وقد قلب العلماء صورة العالم التى كانت تتمركز حول الأرض وحول الإنسان رأساً على عقب، ومن ثم زعزعوا الكثير من المطلقات وبددوا العديد من الخرافات والتابوهات.
لكن يبدو أن "تقويض الوعي الفلكي فيما يتعلق بمدارات الكواكب، كما يقول شيخ الفلاسفة في العالم " يورجن هابرماس "، ترك في عالم الحياة آثارًا أقل مما تركه نزعُ الوهم البيولوجي فيما يتعلق بمكانة الإنسان في تاريخ الطبيعة، إذ يبدو أن المعارف العلمية تزعج فهمنا الذاتي بدرجة أكبر كلما اقتربت منَّا".
لم ينتبه الكثيرون، حتي في العالم المتقدم، لاحتفالات وكالة "ناسا" قبل أيام، بالذكرى الأربعين لهبوط الإنسان علي سطح القمر، واطلاق صاروخ ساتورن 5 في 16 يوليو عام 1969، وهو يحمل كلا من: "أرمسترونج" و"باس ألدرين" و "مايكل كولينز" إلى الفضاء الخارجي، بينما مايزال العالم منقسماً حتي اليوم حول " أصل الإنسان وتطوره "، رغم مرور 150 سنة على صدور كتاب "تشارلز داروين" الشهير "عن أصل الأنواع عن طريق الإنتقاء الطبيعي" On the Origin of Species by means of Natural selection، ومائتي سنة على ولادته في الثاني عشر من (فبراير) 1809.
التعليقات
السلالات
خوليو -السلالات البشرية عاصرت بعضها في أواخر عصر كل سلالة، فمثلاً الإنسان المنتصب من مليون سنة(أوموس إيريكتوس) عاصر انسان نيندرتال (100ألف عام) وقد عاصر هذا الأخير الإنسان العاقل(سابينس سابينس ) منذ35 ألف عام والذي لايزال يتطور لغاية اليوم فقد زاد طول الإنسان بمعدل 5 سم في المائة سنة الأخيرة، المهم اليوم يعاصر الإنسان الديني الإنسان العلمي ، الديني لايعتقد بنظرية النشوء و الارتقاء على الرغم من أن العلوم الحديثة أثبتت وجودها( فهو لايعرف بوجود هذه العلوم أصلاً) ، الإنسان الديني السائر نحو الانقراض يتشبص بعلومه الغيبية وأحياناً يُسّخر المخابرات لمحاربة الإنسان العلمي، وكما أن الإنسان العاقل حل محل النيندرتال فالإنسان العلمي الحديث سيحل محل الإنسان الديني السائر لحتفه بدون وعي منه والعالم أكيد سائر نحو عالم أفضل.
موانع العقل
The Witness -هناك ثلاثة اسباب تمنع الانسان الدينى من استخدام عقله : الاول هو التربية المتشددة وتهويل المفاهيم وجعلها خطوط حمراء لايجوز الاقتراب منها وليس التفكير فى السؤال عنها.الثانى : هو الارهاب الفكرى المنظم الزى يمارسه رجال الدين ومايسمى الدعات , والزى ينعكس فى محاربة اى فكر متنور او عمل ثقافى بحجة التطاول على المقدسات.الثالث: هو ان ثقافتنا ومعلوماتنا الدينية لاتاتى من القراءة بل من خطب الجمعة الرنانة وانتقاء المواضيع وتلميع الاشياء لتلبى حاجة الجموع . انا متأكد انهم لو قرائوا ما موجود فى تأريخ الطبرى على سبيل المثال سوف يتغيبوا عن الجوامع كثيرا جدا
الانسان اللاديني
اوس العربي -الانسان اللاديني نكبة على الكون ومانراه اليوم من جرائم بحق الانسان والطبيعة بسبب هذا الكائن المسخ المتجرد من كل قيمة اخلاقية فهو انسان اناني استهلاكي نهم تهمه مصلحته ولا يهتم للانسان اوالطبيعة يمكنه ان يستخدم احط الوسائل واوسخها من اجل الوصول الى اهدافه الوضيعة الانانية مالم يضرب العقلاء والحكماء على يد هذا المخلوق المسخ فانه سيتسبب في فناء البشرية ودمار الكوكب لا ريب .
Thanks خوليو
Adam -To Kholio , you are a very educated person You comments are always very useful
ثقافتنا الموصده
محمد البدري -يسبق البحث عن عالم افضل سؤال لماذا نبحث؟ ولماذا نعتقد ان عالمنا اسوأ وفي حاجة الي عالم افضل. هنا نكتشف ان الامر منوط بنقد الذات وتشريح الداخل وقتل النصوص الحاكمة تحليلا وفحصا. وهذا كله ممتنع في الثقافة العربية الاسلامية التي صارت تجري في دمائنا وجعلتنا في حاجة الي ما يشبه الغسيل الكلوي. فثقافتنا الحالية تدعي امتلاك اجابات يقينية قاطعة ولا تتحمل شجاعة السؤال لانها ثقافة قاتلة لاهلها.
تعليق ثاني
محمد البدري -الثقافة التي تعطي اجابة لا تقبل النقد او النقض هي ثقافة غير متسامحة. اما الثقافة التي تطرح الاسئلة فهي ثقافة متسامحة إزاء نفسها وإزاء الثقافات الاخري. فهل نطرح نحن الاسئلة ام متشبثين فقط بالاجابات؟
كنسيين وملاحدة ؟!!
الايلافي -ولماذا قصرالكنيسون والملاحدة موضوع الانسان الديني على المسلم اليس هناك الانسان الديني المسيحي والانسان الديني اليهودي ، لماذا تجاهلتم مواعظ الكراهية التي تنبعث من افواه القساوسة والحاخامات ننصح بقراءة العهد القديم والتلمود ؟!! هل شاهدتم فيلم معسكر الرب يسوع مؤخرا ؟!! هل زرتم المدارس الحاخامية ؟!! هل اطلعتم على فتاوي حاخام الكيان الصهيوني فتوى لقسيس طالب بضرب مكة بالقنابل النووية ؟!!
الماركسي اذا حكى ؟؟
حدوقه -نصيحة لا تصغوا الى كلام الماركسيين المصريين السكة الانتهازيين الاكالين على كل الموائد خدام الاستبداد والفساد والمارينز ؟!!
البدري افصح اوضح
حدوقه -محمد البدري ياريت تكون اكثر شجاعة وتفصح اكثر تقية ا لملاحدة هذه نعرفها ؟!! ؟!!
السيد إيلافي-7-
خوليو -ما تهمنا هي بلادنا في المقام الأول ،الإنسان الديني الآخر جاء من يوجهه ويضعه في طريقه المناسب وفي موقعه المخصص له، بقي إنساننا الديني الذي وصدقا لانكرهه بقدر مانشفق عليه، فهو كالمراهق الذي يقود سيارة متجهة نحو الهاوية ويقاوم كل النصائح المقدمة له،أي سيذهب بالمركبة ومن فيها نحو الفناء، والمشكلة أنه استولى على قيادة السيارة ولايسمع ولايصدق ولايقتنع بأي برهان ولايتعظ من تجارب الآخرين، إن لم تر ذلك ياسيد في الألفية الثالثة فالكارثة أشد ألماً.
السيد خوليو ـ10ـ
الايلافي -بالعكس الانسان الديني في بلادنا مشفق عليكم ويريد لكم السعادة في الدنياوالاخرة لانكم بحالتكم الحالية تسيرون بعناد نحو الهاوية وان من يقود سيارتكم قسيس اوحاخام اطلبوا منه التوقف وانزلوا واسالوا عن هادي يهديكم سواء السبيل وطريق النجاح والفلاح ويأخذ بأيديكم الى النعيم المقيم
الى اوس العربى
the witness -انا عشت وعملت فى بريطانيا واربع دول عربية , فى بريطانيا اجد الصدق والامانة وحب المساعدة والتفنن فى ايصال المعلومة الصحيحة لى وتدريبى على احسن وحه دون النضر لدينى كونه يختلف عن دينهم رغم انهم غير متدينين وأما فى بلادنا فوجدت الكزب والنفاق والغيرة والغدر ومحاولة تشويه سمعتك والتملق للمسؤولين وعدم الاخلاص فى العمل وهى صفات تجدها فى المتدين وغيره وهناك من يترك المرضى فى غرفة الانتظار ويزهب للجامع للصلاه ولايعود ابدا ,كمثال الاخلاق لاتعنى الدين.
الكاتب المتميز
!!!!!!! -مقال رائع وأكثر من رائع ولكن المهزلة هي في المعلقين. لم يذكر الأستاذ الدكتور عصام في مقالته كلمة دين أو ديني ولو لمرة واحدة وهذه هي عبقريته. سادت المفردات الحداثية المقالة الرائعة أعلاه. كلمات تسامح، علم، التقنية، التقدم، الإبداع، هابرماس، فولتير، تلاقح الأفكار وماشابها تسود المقال، بينما كلمات التخلف والكراهية تسود تعليقات المعكرين أنفسهم. الأسوأ من كل هذا أن هناك معركة كلامية تلوح على الأفق بين خوليو والإيلافي ومن لف حولهما. ياحرام على تضييع مقال قيم كهذا.
كيف نعرف الحقيقة ؟
رمضان عيسى -كيف يعرف الاٍنسان العالم من حوله ؟ تعددت آراء الفلاسفة في كيفية حصول الاٍنسان على المعرفة أوالحقيقة ، فالحقيقة لا يمكن معرفتها دفعة واحدة ،فليس هناك حقيقة مطلقة ممكن معرفتها بدفعة واحدة اٍلا في الأساطير وميثولوجيا الشعوب ، والاٍنسان يتعرف كل يوم على حقائق ولكنها نسبية ، جزئية عن الواقع . ولكن يتعرف الاٍنسان على الحقائق ، أي كيف يصل الاٍنسان الى معرفة الواقع ؟ المعروف أن المعرفة لا يمكن أن يحصل عليهاالاٍنسان دفعة واحدة ، اٍنما بشكل جزئي وعن طريق الحواس أولا ، فالحواس تنقل له صورا عن الواقع بأشكال متقاربة أو مختلفة ، وبتكرار هذا النقل يبدأ العقل عملة في التمييز والمقارنة والمقاربة والربط بين معطيات الحواس ليصل بعد ذلك الى التعميم أي التفكير المجرد ، الى المفهوم . فبالمفهوم يدرك أن الاٍنسان هو الاٍنسان بغض النظر عن لونه وطوله وموقعه الجغرافي ، ومفهوم شجرة يجعله يدرك أ ن الشجرة واحدة على حافة النهر أو في الواحة أو في الصحراء لهل صفات مشتركة من ساق وفروع وأوراق . ولكي يتأكد الاٍنسان من معارفه يأتي الى الخطوة الثالثة في عملية المعرفة وهي التطبيق ، فاٍن كل المعارف التي يكتسبها الاٍنسان عن طرائق الحواس التي تخدعنا أحيانا ، فنتأكد من صحتها عن طريق التجربة ، وهي التي تثبت لنا ان معطياتنا الحسية صحيحة أم خاطئة ، فالواقع هو الواقع ، ولا يعطينا الحقائق لوحدة ، فهو فقط يؤثر على حواسنا ، ويقوم العقل بالربط بين مؤثرات الواقع على حواسنا ويكون عنها أفكارا ومفاهيم ، وفي الحياة العملية والتجريب وتطبيق معارفنا نصل الى الحقائق النسبية غن الحياة ، عن الواقع . هذه هي نظرية المعرفة التي ممكن ان توصلنا الى حقائق يقينية لا شك فيها ، وبالتطبيق وتكرار التطبيق ممكن أن نكون قد توصلنا الى مقياس ممكن أن نعتمده للتأكد من صحة المعارف والحقائق التي نعرفها . مع احترامي لآراء الفلاسفة الأقدمين والحديثين .